← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35
الأصحاح التاسع والعشرون
المعاملات المالية أساسية في حياة الإنسان الاجتماعية، تقوم إلى حدٍ كبير على الثقة المتبادلة بين أعضاء المجتمع. ويليق بالمؤمن أن يسلك بروح الرب في معاملاته المادية، خاصة مع المحتاجين. يُقَدِّم لنا ابن سيراخ منهجًا نكتشف به إن كنا نسلك في معاملاتنا المادية كخائفي الرب، وحافظي وصاياه. كما دعانا الالتزام بالحكمة في المعاملات المالية حتى لا نتعرَّض لمواقف حرجة، وفي نفس الوقت نُتَمِّم التزاماتنا المالية بأمانة وحب مع إظهار الرحمة والترفُّق في الوقت المناسب.
[1 -13] (ت: 1 -18) |
||||
[14 -20] (ت: 19 -27) |
||||
[21 -25] (ت: 28 -32) |
||||
[26 -28] (ت: 33 -35) |
||||
* من وحي سيراخ 29: لا تُفارِقني في معاملاتي المالية |
1 الَّذِي يَصْنَعُ رَحْمَةً يُقْرِضُ الْقَرِيبَ، وَالسَّخِيُّ الْيَدِ يَحْفَظُ الْوَصَايَا. 2 أَقْرِضِ الْقَرِيبَ فِي وَقْتِ حَاجَتِهِ، وَاقْضِهِ مَا لَهُ عَلَيْكَ فِي أَجَلِهِ. 3 حَقِّقْ مَا نَطَقْتَ بِهِ وَكُنْ أَمِينًا مَعَهُ؛ فَتَنَالَ فِي كُلِّ حِينٍ بُغْيَتَكَ. 4 كَثِيرُونَ حَسِبُوا الْقَرْضَ لُقْطَةً؛ فَعَنَّوُا الَّذِينَ أَمَدُّوهُمْ. 5 قَبْلَ أَنْ يَقْبِضُ يُقَبِّلُ الْيَدَ، وَيَخْشَعُ بِصَوْتِهِ، حَتَّى يَنَالَ مَالَ الْقَرِيبِ. 6 فَإِذَا آنَ الرَّدُّ مَاطَلَ، وَنَطَقَ بِكَلاَمٍ مُضْجِرٍ، وَشَكَا صَرْفَ الدَّهْرِ. 7 إِنْ كَانَ الرَّدُّ فِي طَاقَتِهِ، لَمْ يَكَدْ يَرُدُّ النِّصْفَ، وَيَحْسَبُ مَا رَدَّهُ لُقْطَةً. 8 وَإِلاَّ فَيَسْلُبُهُ أَمْوَالَهُ، وَيَتَّخِذُهُ عَدُوًّا بِلاَ سَبَبٍ. 9 يَجْزِيهِ اللَّعْنَةَ وَالشَّتِيمَةَ، وَبَدَلَ الإِكْرَامِ يُكَافِئُهُ الإِهَانَةَ. 10 كَثِيرُونَ أَمْسَكُوا لأَجْلِ خُبْثِ النَّاسِ، مَخَافَةَ أَنْ يُسْلَبُوا بِغَيْرِ سَبَبٍ. 11 مَعَ ذلِكَ كُنْ طَوِيلَ الأَنَاةِ عَلَى الْبَائِسِ، وَلاَ تُمَاطِلْهُ فِي الصَّدَقَةِ. 12 لأَجْلِ الْوَصِيَّةِ أَعِنِ الْمِسْكِينَ، وَفِي عَوَزِهِ لاَ تَرْدُدْهُ فَارِغًا. 13 أَتْلِفْ فِضَّتَكَ عَلَى أَخِيكَ وَصَدِيقِكَ، وَلاَ تَدَعْهَا تَصْدَأُ تَحْتَ الْحَجَرِ وَتَتْلَفُ. 14 أَنْفِقْ ذَخِيرَتَكَ بِحَسَبِ وَصَايَا الْعَلِيِّ؛ فَتَنْفَعَكَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ. 15، 16 أَغْلِقْ عَلَى الصَّدَقَةِ فِي أَخَادِيرِكَ؛ فَهِيَ تُنْقِذُكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ. 17، 18 تُقَاتِلُ عَنْكَ عَدُوَّكَ، أَكْثَرَ مِنْ تُرْسِ الْبَأْسِ وَرُمْحِ الْحَمَاسَةِ.
إذ يتحدَّث ابن سيراخ عن القروض التي تُقدَّم للمحتاجين الذين في ظروفٍ قاسية، يطالب كل من المقرض والمقترض الالتزام بالوصايا الإلهية. فإن كان من هو في وسع يلزم أن يسند أخاه الذي في حاجة، فمن الجانب الآخر يليق بالمقترض ألاَّ يستغل من يقرضه.
الذي يصنع رحمة يُقرِض قريبه،
والذي يقوِّيه بمدّ يد المساعدة، يحفظ الوصايا [1].
الدافع الحقيقي للإقراض هو الرحمة بمن في ضيقة وطالب قرضًا، بهذا يحفظ الوصايا. يقدم له القرض ولا يطلب فائدة. من يُقرض أخاه المحتاج بفائدة (ربا) مستغلًا احتياجه، فهذا خطية.
يليق بالمؤمن أن يُمَيِّز بين تقديم قرض لإنسان يمرّ بأزمة مؤقتة، وتقديمه لرجل أعمال، يستخدم القرض لتدبير عمله الذي يدرّ عليه ربحًا. فالأول يُقدَّم له القرض بدون فائدة. "إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك، فلا تكن كالمرابي، لا تضعوا عليه ربا" (خر 22: 25).
أقرض قريبك في وقت حاجته،
وعندما تقترض، سدِّد ما عليك لجارِك في الميعاد [2].
من جانب المُقرض يليق به ألا يتباطأ إن كانت الحاجة أكيدة، ومن جانب المقترض يلزم أن يحفظ الأمانة، ويُسَدِّد ما عليه من قروض دون مماطلة [2].
v لماذا إذن أيها الغني تشتهي مؤخرًا جدًا وأنت في الجحيم ما لم تترجاه قط عندما كنت تتنعم برفاهياتك؟ ألست أنت ذاك الذي تجاهلت الشخص الذي كان ملقيًا عند بابك؟ (لو 16: 20) ألست أنت الذي كنت تستخفّ بالمسكين (لعازر) مستهزئًا بموسى والأنبياء؟ لقد رفضت أن تتمسك بالإيمان في تعاملك مع القريب أثناء فقره، والآن لست تنعم بوقته الممتع... هذا هو الطريق أن نكون على نفس الخط مع تعليم الرب: "اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية" (لو 16: 9). يوجد هنا أناس فقراء ليس لهم مسكن ليَقْبَلُوكم فيها. كَوِّنوا صداقة معهم بمال الظلم، المكاسب التي يحسبها الظلم مكاسب. إذ توجد مكاسب يحسبها العدل مكاسب، هذه توجد في خزائن الله. "من يقبل نبيًا باسم نبي، فأجر نبي يأخذ... ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره" (مت 10: 41-42)، ولهذا بخيراته الصالحة[1].
احفظ كلمتك، وكن موضع ثقة عنده،
فتجد احتياجك في كل الظروف [3].
لا يليق بالمقترض أن يستغل لطف المُقرض ويتباطأ أو يرجئ السداد، لأنه قد يحتاج في المستقبل، ومن جانبٍ آخر عدم السداد قد يحرم إخوته المحتاجين من أن يجدوا من يُقرضهم.
كثيرون يحسبون القرض كسبًا مُفاجِئًا غير متوقَّع،
ويجلبون المتاعب للذين يساعدونهم [4].
لا يتسرَّع الإنسان في طلب قرض دون دراسة، إذ كثيرًا ما يُسَبِّب لنفسه وللآخرين متاعب.
يُقبِّل يد المُقرِض حتى يستلم القرض،
ولكي يأخذ مال قريبه يخشع بصوته،
فإذا حلّ وقت الإيفاء يؤجِّل ويُسدِّد فقط بكلمات بها عدم اكتراث، ويلوم الزمن [5].
من العار أن يستخدم الإنسان معيارًا مزدوجًا، فعندما يطلب أن يقترض يتحدَّث بخشوعٍ ورقّةٍ وفرحٍ، ويبالغ في الوعد بالسداد في حينه؛ وعندما يحلّ موعد الوفاء بالدين أو رد القرض، يتحوَّل إلى شخصية أخرى، فيماطل الدائن ويحاول التهرُّب منه، ويُقَدِّم له أعذارًا ويحسب أن الوقت غير مناسبٍ، ويتهم المُقرض بالعنف وعدم الرحمة. فيضطر الدائن أن يضغط عليه لينال ولو نصف القرض، ويدخل الاثنان في عداوة بلا سببٍ. أحيانًا يقوم المقترض بإهانة من أقرضه بدلًا من إكرامه. هذا ما يدفع البعض أن يمتنعوا عن تقديم قروض حتى لا تُسلَب أموالهم، ويفقدوا الصداقة [7].
متى كان المُقرِض حازمًا معه، بالكاد يسترد نصف القرض،
ويحسب ذلك رِبْحًا غير متوقَّع،
وإن لم يُسدِّد المقترض شيئًا، فقد سلبه ماله،
ويحسبه عدوه بلا سببٍ. فيُسدِّد المقرض له إذن باللعنات والشتائم والإهانة بدل الإكرام [6].
يرفض كثيرون أن يُقرضوا ليس لأنّهم أشرار، وإنّما مخافة أن يُسلَبوا بلا سبب [7].
مع ذلك، كن طويل الأناة مع من هو في ظروف بائسة، ولا تدعه ينتظر صدقاتك [8].
يدعونا ابن سيراخ أن نحتمل بطول أناة متى كان طالب القرض في ظروفٍ قاسية. يليق بنا أن نعين المسكين فنُتَمِّم وصيته، فهي أفضل من الذهب والفضة [8- 11].
لأجل الوصية ساعد المسكين،
وفي عوزه لا تردّه فارغًا [9].
اخسر مالك من أجل أخيك وصديقك،
ولا تدعه يصدأ تحت حجرٍ فيتلف [10].
عمل الرحمة يحفظ ممتلكات الإنسان من السرقة أو الصدأ (مت 6: 19: 21). ومتى كفّ الإنسان عن العطاء، يكون كمن يحفظ ماله تحت حجر، ومع مرور الزمن يتلف هذا المال.
استعمل كنزك بحسب وصايا العليّ،
فينفعك أكثر من الذهب [11].
هذه العبارة هي تهيئة لقول السيد المسيح في (مت 6: 19-21) الخاصة بدعوته: "اكنزوا لكم كنوزًا في السماء". إن كان ابن سيراخ يسألنا أن نحفظ الصدقة، ونغلق عليها في خزانتنا [21]، أي في مكانٍ أمين لا يستطيع لص أن يتسلَّل إليه، فقد جاء السيد المسيح يُعلِن أن السماء هي مكاننا الأمين، الذي لا تقدر كل قوات الظلمة أن تقتحمه.
جاء في الترجمة اللاتينية القديمة (الفولجاتا) لدى بعض الآباء اللاتين، "اغلق (لتقم بتخزين) صدقاتك في قلب الإنسان الفقير". كأنه عندما يلتقي المؤمن بفقيرٍ، يرى في قلبه خزانة أمينة يودع فيها عطاياه النابعة من قلبه المُحِب. وكأن قلبي المؤمن والفقير يلتقيان معًا في المسيح يسوع العامل فيهما. يعمل في قلب المقتدر ليعطي بحبٍ، ويعمل في قلب الفقير ليَقْبَل العطية بشكرٍ لرّب المجد ومؤمنيه الأسخياء.
أغلق على الصدقات في خزائنك،
فهي تُنقِذك من كل حزنٍ [12].
إن أردنا حفظ ما في خزينتنا، فلنُقَدِّم صدقة تحفظنا في يوم الشرّ. إنها سلاح قوي لحمايتنا ضد المُقاوِمين لنا [12- 13].
v علَّمنا المعلم الصالح كيف يليق بنا أن نُطَهِّر فساد جسمنا، قائلًا: "أعطوا ما عندكم صدقة، فهوذا كل شيء يكون نقيًا لكم" (لو 11: 41). ألا ترون كم من علاجات توجد! الحنو يطهرنا، كلمة الله تطهرنا، كما هو مكتوب: "أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به" (يو 12: 9). ليس فقط في هذه العبارة، وإنما في عبارات أخرى رأيتم عظمة النعمة. "الصدقة تنجي من الموت" (طو 12: 9). "أغلق على الصدقة في قلب المسكين، فهي تنقذك في اليوم الشرير" (راجع سي 29: 12)[2].
v إننا قد اعتمدنا ومع ذلك فنحن مديونون، ليس لأن شيئًا ما لم يُغفَر في المعمودية، بل لأننا نصنع في حياتنا ما نحتاج إلى مغفرته يوميًا. إن الذين اعتمدوا وللحال تركوا هذا العالم خرجوا من جرن المعمودية بدون أية خطية. وأما الذين اعتمدوا وبقوا في هذه الحياة فإنهم يصنعون نجاسات بسبب ضعفهم الجسدي، والتي رغم أنها لا تُسَبِّب غرق للسفينة، إلا أنها تحتاج إلى الاستعانة بالمضخة (لنزحها)، وإلا يدخل الماء قليلًا قليلًا الذي يؤدي إلى غرق السفينة كلها.
الصلاة هو استنجادنا بالمضخة في منع السفينة من الغرق، تستخدم كل الأصوات والأيدي. فالآن نستخدم أصواتنا عندما نقول "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، ونعمل بأيدينا عندما نصنع هذا: "أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك" (إش 58: 7). اصنع إحسانًا في قلب الفقير، فيشفع فيك أمام الرب (راجع سي 29: 12)[3].
v إن العلاج لاستعطاف الله قد أُعطى لنا في كلمات الله نفسه، إذ تُعَلِم التعاليم الإلهية الخطاة ما يلزمهم أن يفعلوه، وهو أن الله يكتفي بأعمال البرّ (خلال دم المسيح). فبالرحمة يستحقون غفران الخطية. وقد جاء في سليمان: "أغلق على الصدقة في أخاديرك (في قلب الفقير)، وهي تنقذك من كل شر" (راجع سي 29: 12).
وأيضًا "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضًا يصرخ ولا يُستجَاب" (أم 21: 13). لأن من لا يرحم لا يقدر أن يتأهَّل لمراحم الرب. ومن ليس لديه إنسانية تجاه طلبات الفقير، لا يستدر بصلواته أي نصيب من العطف الإلهي. هذا ما أعلنه الروح القدس في المزامير مؤكدًا "طوبى للذي ينظر إلى المسكين، في يوم الشرّ يُنَجِّيه الرب" (مز 41: 1).
تذكَّر أية وصايا قَدَّمها دانيال لنبوخذنصر الملك عندما كان قلقًا وخائفًا من الحلم الخطير، مُقَدِّمًا له علاجًا ليحصل على عون إلهي ينتزع الشرور، إذ يقول: له "لذلك أيها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك وفارق خطاياك بالبرّ، وآثامك بالرحمة للمساكين..." وإذ لم يطعه الملك سقط تحت المصائب والشرور التي رآها، والتي كان يمكنه أن يهرب منها بالصدقات...
وروفائيل الملاك يشهد بمثل هذا حاثًا على إعطاء الصدقة باختيار وسخاء، إذ يقول: "الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة، لأن الصدقة تُنَجِّي من الموت، وتُطَهِّر عن الذنوب" (طو 12: 8-9). إنه يُظهِر أن صلواتنا وأصوامنا ما لم تعينهما الصدقة يصيران أقل نفعًا. لأن من يفعلهما دون أن يسندهما بالأعمال الصالحة، تكون قوتهما ضعيفة في بلوغ طلبته[4].
إنها تقاتل عنك أمام عدوك،
أكثر من ترسٍ متينٍ ورمحٍ قويٍ [13].
الفضائل بدون الصدقة تصير عقيمة بلا ثمرٍ. إذ يتقبَّل السيد المسيح عطية المُقتدِر مُقَدِّم الصدقة يقوم بتخزينها له في السماء، فلا يستطيع عدو الخير بكل قواته أن يقترب إليها. إنها محفوظة إلى يوم الربّ العظيم، يُعلِن عنها الديان العجيب، قائلًا: "كنت جوعانًا فأطعمتموني..." (مت 25؛ 35).
v أولئك الذين سينالون الملكوت هم الذين يساعدون الفقراء بأمورٍ صالحة، وهم مسيحيون مخلصون، يتبعون كلمات الربّ، وبثقةٍ يترجّون وعوده. هكذا يكون سلوكهم، لأنه بدون ذلك تكون حياتهم اللائقة بالقداسة عقيمة، مقيدين أنفسهم بالامتناع عن الخطايا، فلا يدنسون الطهارة، ويمتنعون عن السكر والسرقة وممارسة أي شرّ. فإن لم يضيفوا أعمال الحب، يبقون بلا ثمرٍ، إذ هم يحفظون الجزء الأول من الوصايا: "حِدْ عن الشرّ" وليس الجزء الآخر "وافعل الخير" (مز 37: 27).
هكذا عندما يُقَال: "تعالوا رثوا الملكوت" (مت 25: 34)، هذه الدعوة لا يستنهضها أنهم عاشوا في طهارة، وامتنعوا عن السرقة، ولا أنهم لم يستغلوا الفقراء، ولا سلبوا ممتلكات آخرين، أو لم يحلفوا كذبًا. بالحريّ يُقَال لهم: "لأني جعت فأطعمتموني" (مت 25: 35)... إنهم يخلصون ليس لأنهم لم يخطئوا، وإنما خلصوا من خطاياهم بأعمالهم الصالحة[5].
19 الرَّجُلُ الصَّالِحُ يَكْفُلُ الْقَرِيبَ، وَالَّذِي فَقَدْ كُلَّ حَيَاءٍ يَخْذُلُهُ. 20 لاَ تَنْسَ نِعَمَ الْكَافِلِ؛ فَإِنَّهُ بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِكَ. 21 الْخَاطِئُ يَهْرُبُ مِنْ كَافِلِهِ، وَاللَّئِيمُ الرُّوحِ يَخْذُلُهُ. 22 الْخَاطِئُ يُدَمِّرُ خَيْرَاتِ الْكَافِلِ، وَجَاحِدُ الْجَمِيلِ يَخْذُلُ مُخَلِّصَهُ. 23 مِنَ النَّاسِ مَنْ يَكْفُلُ قَرِيبَهُ، لكِنَّهُ يَفْقِدُ كُلَّ حَيَاءٍ فَيَخْذُلُهُ. 24 كَثِيرُونَ كَانُوا فِي نُجْحٍ؛ فَأَهْلَكَتْهُمُ الكَفَالَةُ وَأَقْلَقَتْهُمْ كَأَمْوَاجِ الْبَحْرِ. 25 أَلْجَأَتْ رِجَالًا مُقْتَدِرِينَ إِلَى الْمُهَاجَرَةِ؛ فَتَاهُوا بَيْنَ أُمَمٍ غَرِيبَةٍ. 26 الْخَاطِئُ الَّذِي يَتَهَافَتُ عَلَى الكَفَالَةِ، وَيَصْبُو إِلَى الْمُعَامَلاَتِ يَقَعُ تَحْتَ الأَقْضِيَةِ. 27 أَمْدِدْ قَرِيبَكَ بِقَدْرِ طَاقَتِكَ، وَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ أَنْ تَسْقُطَ.
يُعالِج ابن سيراخ موقف الكفيل وأيضًا من طلب الكفالة [14].
1. يليق بالكفيل ألا يبخل على قريبه، فيمتنع عن أن يكون كفيلًا يضمنه [15- 17].
2. يليق بمن كفله قريبه، أن يبذل كل الجهد ليوفي المطلوب منه، فلا يخذل من كفله.
3. لا يتسرَّع إنسان فيكفل أحدًا غير موثوق فيه، أو يكفل إنسانًا بما فوق قدرته. يلخص ذلك بقوله: "ساعد قريبك بقدر طاقتك، واحذر على نفسك أن تسقط" [20]. بمعنى آخر كن سخيًّا ما استطعت، وكن مُتعقِّلًا لأجل سلامك!
الإنسان الصالح يكفل قريبه،
والذي فقد كلّ حياء يتخلَّى عنه [14].
الإنسان الصالح يعمل بروح مُخَلِّصه الذي قَدَّم نفسه كفيلًا عنا ونحن خطاة، فكفَّر عن خطايانا، ووهبنا برَّه، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. صار مسيحنا شفيعًا كفاريًا عنا لدى الآب بالرغم من أنه لا يوجد فينا شيء صالح. فإن رفضنا نحن الكفالة عن إخوتنا شركائنا في الضعف وخذلناهم، نفقد كل حياءٍ برفضنا أن نكون أيقونة لشفيعنا. وردت قصة عن الكفالـة في بستان الرهبان:
[بينما كانت فتاة ثرية تتنزه في حديقتها، شاهدت شابًا يُحاوِل الانتحار. فأسرعت إليه وعلمت منه أنه يحاول هذا بسبب ديونه الكثيرة وضغطات الدائنين عليه، فقرَّر التخلُّص من الحياة، مُعتبِرًا أن الموت أفضل من هذه الحياة المُحزِنة. تعهَّدت له بتسديد كل ديونه حتى ولو كلَّفها ذلك جميع مالها. وبالفعل فقد كلفها ذلك معظم أموالها. وبعد قليل افتقرت هي وسلَّمت نفسها للخطية. وأما الله الرحوم فلم يشأ أن يضيع تعبها ومحبتها، فسمح لها أن تمرض. وبينما هي على فراش المرض عادت إلى نفسها، وندمت وعزمت على أن تصير مسيحية. فطلبت من جيرانها أن يسألوا البابا في أن تتعمد، ولكنهم تشككوا في طلبها بسبب سمعتها الرديئة.
ذات ليلة وقف بها ملاك الرب في صورة الرجل الذي رحمته، فطلبت منه أن يعينها في أن تتعمد. فطمأنها وأحضر ملاكين آخرين حملاها إلى الكنيسة، وتمثَّل الثلاثة في صور ثلاثة من الأراخنة المعروفين في المدينة في حاشية الملك. فلما سألهم القسوس هل يضمنونها كأشابين. فأجابوا: نعم فتعمدت ولبست الملابس البيضاء وأعادها الملائكة إلى بيتها.
ولما رآها جيرانها وهي ترتدى ملابس المعمودية البيضاء، تعجَّبوا وأبلغوا الخبر إلى البابا الذي أحضر القسوس واستفسر منهم عما حدث. فقالوا له إن ثلاثة من الأراخنة ضمنوها، فلما أحضروا الأراخنة، أنكروا معرفتهم بهذا الأمر، فعلم البابا حينئذ أن الأمر هو من قِبَل الله. وعندئذ سألها أي خير عملت في حياتك. فقالت له: إذا كنت خاطئة وزانية، فأي خير أعمل، ثم روت له قصة الرجل الذي كفلته. وعند ذلك رقدت في سلام، فهتف البابا قائلًا: "عادل أنت يا رب، وأحكامك عظيمة جدًا جدًا"[6].]
لا تنسَ لطف الكافل معك،
فإنه يبذل حياته لأجلك [15].
كما يُشَدِّد سيراخ على أن نسند إخوتنا بحكمةٍ ما استطعنا، فإنه من جانبٍ آخر يُطالِب الشخص ألاَّ يستهين بكافله ويخذله، فيستغل محبته ويُبَدِّد ماله، ويتجاهل عمل الخير الذي قام به. يليق بالمكفول أن يتحلَّى بالشكر والوفاء حتى يُشَجِّع الآخرين على الاستمرار في عمل الخير ويُقَدِّمون كفالة ما استطاعوا.
الخاطئ يُبَذِّر خيرات كافله،
والجاحد يُنكِر مُخَلِّصه عن قصدٍ [16].
من هو الكفيل الذي يقوم بإيفاء ديوننا سوى السيد المسيح. فالخاطئ الذي لا يبالي بنعمة الربّ وعمله المجاني الخلاصي، إنما يُبَدِّد خيرات كفيله.
أهلكت الكفالة الكثير من الأغنياء، وقذفتهم كأمواج البحر [17].
سحبت الكفالة رجالًا ذوي نفوذ سلطة من بيوتهم، فتاهوا بين أمم غريبة [18].
أهلكت الكفالة الكثير من الميسورين الذين قدَّموا ممتلكاتهم وأموالهم كَرَهْنٍ لينقذوا من هم في عوزٍ، ولم يبالِ من أنقذوهم بموقف الكفيل، الذي يضطر أحيانًا إلى الهروب من المدينة.
الخاطئ الذي يخاطر بالكفالة والرجل الذي يسعى وراء الكسب، يسقطان تحت الحُكْم [19].
الخاطئ الذي يُسِيء استخدام محبة كفيله، ما يشغله هو استغلال الكفيل قدر المستطاع. هذا الخاطئ إن أفلت من العقوبة في هذا العالم، يُدَان في يوم الربّ.
ساعد قريبك بقدر طاقتك،
واحذر على نفسك أن تسقط [20].
ينصح ابن سيراخ بتقديم المحبة العملية مع الحكمة حتى لا تُسَبِّب الكفالة ضررًا للطرفين.
v لا يطلب الله منك أن تفعل خيرًا لقريبك فوق طاقتك، لأنه هكذا يقول: "لا تكف عن فعل الخير لقريبك حين يكون في طاقة يدك أن تفعله" (انظر أم 3: 27؛ سي 29: 20)[7].
v الحقيقة أنه إن وزعوا كل ما يملكون على الفقراء، أعضاء المسيح، مقابل خطية واحدة وحيدة، فلا نفع نهائيًا، ما لم يكفوا عن الخطية ويقتنوا الحب الذي لا يعرف الخطية (1 كو 13: 4).
إذن أي شخص يُقَدِّم صدقات مقابل خطاياه، فليبدأ بالحب (المسيح) نفسه. يليق بالشخص أن يذكر قول الربّ: "حب قريبك كنفسك" (مت 22: 39)، لكي تتحَّقق كيف أنه ليس من اللائق للشخص أن يعطي صدقات لقريبه دون أن يترفَّق بنفسه. لنتذكَّر أيضًا الكلمات: "ترفَّق بنفسك your soul فتسرّ الله". كيف يمكن لشخصٍ أن يعطي صدقة لقريبه مقابل خطاياه، إن لم يعط نفسه صدقة تسرّ الله؟ بنفس المعنى يقدم لنا النص نفس الدرس: "من أساء إلى نفسه، فإلى من يحسن؟" (راجع 24: 5). بالتأكيد الصلوات تعين في تقديم صدقات. هنا تظهر أهمية الاكتراث بالكلمات: "يا بني، هل أخطأت؟ لا تزد، بل صلِ عما سلف من خطايا" (راجع 21: 1) لكي تُغفَر. غاية الصدقة ذاتها أننا عندما نصلي من أجل غفران خطايانا، تُسمَع الصلاة. ليس هدفها أن نستمر في خطايانا، متخيلين أننا بالصدقات ندفع ثمن المغفرة لخطايانا[8].
28 رَأْسُ الْمَعِيشَةِ الْمَاءُ وَالْخُبْزُ وَاللِّبَاسُ وَالْبَيْتُ السَّاتِرُ لِلسَّوْءَةِ. 29 عَيْشُ الْفَقِيرِ تَحْتَ سَقْفٍ مِنْ أَلْوَاحٍ، خَيْرٌ مِنَ الأَطْعِمَةِ الْفَاخِرَةِ فِي دَارِ الْغُرْبَةِ. 30 إِرْضَ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ؛ فَلاَ تَسْمَعَ تَعْيِيرًا فِي أَمَرِ الْبَيْتِ. 31 بِئْسَ حَيَاةُ الإِنْسَانِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، وَحَيْثُمَا ضَافَ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 32 تُطْعِمُ وَتَسْقِي جَاحِدِينَ لِجَمِيلِكَ، وَأَنْتَ ضَيْفُهُمْ، وَوَرَاءَ ذلِكَ تَسْمَعُ أَقْوَالًا مُرَّةً.
يلزم ألاَّ نتطفَّل كضيوفٍ غير مرغوبٍ فينا خاصة النزول عند الأثرياء، فخير للإنسان أن يقتات بما هو ضروري للحياة كالخبز والماء والملبس والمسكن الذي يأويه، ويعيش في كوخٍ بسيطٍ، من التطفُّل لدى غني. بهذا يشعر المؤمن بالكفاية ويشكر الله دون تذمُّر من جهة الحرمان من الكماليات.
أساسيات الحياة الماء والخبز واللباس وبيت يوفِّر الخصوصية [21].
يرى القدِّيس يوحنا الذهبي الفم أن ابن سيراخ كان يفكر في نوحٍ البار كيف فقد كرامته واتزانه حتى في نظر أهل بيته بسبب الكماليات والسُكْرِ بالخمر.
v نوح أول فلاح حرث الأرض وغرس كرمًا. لقد شرب من الخمر وسكر، ورقد في مسكنه عاريًا.
يا له من أمر مُرْعِب! إنكم أيها الأحباء الأعزاء ترون في السُكْرِ أمرًا مرعبًا، قادرًا أن يبلد الحواس، ويُمِيت إدراك العقل، مع أن نوحًا كان إنسانًا عاقلًا عُهِدَت إليه مسئولية جميع المخلوقات، قُيد بقيودٍ لا تُفك، وانحدر فصار كجثة هامدة.
بالحقيقة صار أردأ من الجثة، فالجثة عاجزة عن صنع الخير أو الشرّ، أما السكران فعاجز عن صنع الخير، ولكنه يصير أكثر قدرة على فعل الشرّ، يرتمي ويصير موضوع سخرية الزوجة والأبناء حتى الجيران...
ماذا يمكن أن يكون أكثر دناءة من الشخص الذي يدمن الشرب، تفوح منه رائحة كريهة ترتفع إلى السماء يومًا فيومًا، ويفقد عقله؟ لذلك جاء تحذير الحكيم: "حياة الإنسان أساسها المعيشة الماء والخبز واللباس وبيت لستر العورة" (راجع سي 29: 21). حتى إذا سقط أحد ضحية للسُكْرِ لا يصير منظرًا للعامة، بل لا ينظره أصدقاؤه ولا يصبح موضوع سخرية لكل أحدٍ[9].
عيش الفقير تحت مأوى من جِذَع الأخشاب،
خير من الأطعمة الفاخرة في بيت إنسانٍ غريبٍ [22].
يشعر المؤمن بالأمان وهو في الكنيسة بيته البسيط أفضل من التمتُّع بولائم الفلاسفة التي تبدو فاخرة ولكن في أرض الغربة.
كن قانعًا بالقليل أو الكثير،
فلا تسمع توبيخًا بأنك غريب [23].
بئس حياة الإنسان المتنقِّل من بيتٍ إلى بيتٍ،
وحيثما تنزل لا تجرؤ على فَتْحِ فمك [24].
تستضيف ضيوفًا، وتسقي جاحدين،
وفوق ذلك تسمع كلمات مُرَّة [25].
33 أَنْ قُمْ، يَا ضَيْفُ، جَهِّزِ الْمَائِدَةَ، وَإِنْ كَانَ بِيَدِكَ شَيْءٌ فَأَطْعِمْنِي. 34 انْصَرِفْ، يَا ضَيْفُ، مِنْ أَمَامِ شَخْصٍ كَرِيمٍ. إِنَّ أَخًا لِي يَتَضَيَّفُنِي؛ فَأَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى الْبَيْتِ. 35 أَمْرَانِ يَسْتَثْقِلُهُمَا الإِنْسَانُ الْفَطِنُ: الاِنْتِهَارُ فِي أَمَرِ الْبَيْتِ، وَتَعْيِيرُ الْمُقْرِضِ.
"تعال هنا، يا أيها الغريب، أَعِدّ المائدة،
وإن كان بيدك شيء فأطعمني [26].
انصرف، يا أيها الغريب، من أمام شخصٍ كريمٍ،
هنا ضيف أهمّ منك،
أخي جاء، وأنا محتاج إلى بيتي" [27].
أمران يستثقلهما الإنسان الحكيم:
اللوم على أهل البيت وشتيمة الدائن [28].
الحكمة هبة مجّانية يُقَدِّمها الرب لخائفيه، حافظي وصاياه، الذين يسلكون في الإيمان بروح الوداعة.
ما يشغل قلب ابن سيراخ هو مخافة الرب التي تعطي قلبه روح البساطة فلا يسلك بقلبٍ مزدوجٍ، أي يُعرّج بين طريقين، تارة يسلك في الرب وأخرى خارج الرب.
v يدك العجيبة يا إلهي، ترفع قلبي فوق المعاملات المالية!
لا لأحطم هباتك المالية، بل أطلب ألاَّ تفارقني، فأسلك بحكمة حسب وصاياك.
في كل معاملاتي تتجلَّى بالأكثر في أعماقي، وأُتَمِّم مشيئتك في كل شيءٍ.
إن سألني أخي قرضًا أُقَدِّمه باسمك.
لا أتباطأ ولا أَتسرَّع، وذلك من أجل خلاص نفسي وخلاص نفسه.
أُقَدِّم القرض فيزداد رصيد حُبِّي عندك.
إن كان قادرًا أُطالِبه بالسداد حتى لا يفسده الطمع، وأجد الفرصة لمحتاجٍ آخر.
وإن اقترضت من أحدٍ، أسرع في السداد مع تقديم الشكر الصادق من القلب!
v إن كان أحد بالحق محتاجًا أحسبه الخزانة الأمينة لممتلكاتي،
التي لا يقدر لص أن يعتدي عليها.
أحسب العطاء الحكيم سلاحًا لي ضد العدو.
إذ أعطي حبًا ولطفًا بحكمة وسخاء،
أسمع صوتك العجيب: "كنت جوعانًا فأطعمتموني".
v هب لي أن أكون كفيلًا حكيمًا، أُقَدِّم ما هو في إمكانياتي.
أنت وحدك الكفيل القدير،
كفلت البشرية أمام أبيك، ودفعت الثمن على الصليب!
لن أنسى نعمتك عليَّ يا أيها الكفيل الإلهي!
لن أجحد حُبَّك، إذ وهبتني برَّك عوض الفساد الذي حلّ بي!
خلال الكفالة انطلقت بالصليب إلى الجحيم،
لم يستطع أن يسبيك، بل دمّرت قيوده، وأطلقت المسبيين إلى الفردوس!
حررتني من قيود الخطية، وأشرقت يا شمس البرّ عليّ،
فلم يعد للظلمة موضع داخلي.
لأستتر فيك، فأشتهي أن يتمتَّع العالم كله بالحرية عوض العبودية للخطية.
v أنت كنزي وشبعي وتهليل نفسي، ليس ما تشتهيه نفسي سواك!
إن فتحت بيتي لأحد إخوتي أراك تبارك البيت وتقبل الاستضافة.
وإن استضافني أحد لا أُثَقِّل عليه.
وعلى مائدته ألتصق بك، يا من تحتل آخر الصفوف.
ما دمتُ في هذا العالم أينما وُجِدتُ فأنا ضيف غريب.
وما دام قلبي منطلق إلى سماواتك أينما وُجِدت، فأنا في بيتي.
حضنك الإلهي هو موضع راحتي واستقراري.
أَتهلَّل بك، لأنك تحسبني من "أهل بيت الله" (أف 2: 19).
_____
[1] Sermon 41:5-6.
[2] Exposition of the Gospel Of Luke, 7: 100- 101.
[3] Sermons on New Testament Lesson, 6:11.
[4] The Treatises of Cyprian, Treatise 8 (10 in Oxford edition) 5. ترجمة المرحوم سامي عبد الملك
[5] Sermon 389: 5.
[6] عن الأنبا مكاريوس.
[7] فردوس الآباء، ج 3، ص 314 (رسالة 56).
[8] The City of God.
[9] Homilies on Genesis, FOTC, vol. 82, p. 205-206.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 30 |
قسم تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب |
تفسير يشوع ابن سيراخ 28 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cqng822