الأنبا يعقوب السروجي Saint Jacob of Serugh أو Saint Jacob of Serug.
• ولد يعقوب السروجي في قرية كورتم على ضفة نهر الفرات وهى إحدى قرى سروج سنة 451 م. ولذلك لقب بالسروجي.
• كان يعقوب والده قسيسًا، قضى مدة طويلة من حياته يسأل الله أن يرزقه طفلًا، فلما رزق به عَّد مولده جزاء له على صلواته ونذوره.
• حصل يعقوب على ثقافته اللاهوتية في مدرسة الفرس بالرها، وكانت أيامه كلها تحصيل ومذاكرة، حتى تمكن بعد فترة قصيرة من أن يفوز بشهرة واسعة لعلمه وفصاحته.
• لقد اعتصم يعقوب بالعفاف من صغره، وبحب الطهارة منذ نعومة أظافره.
• وكان يعقوب يطلب العزلة والإنفراد، ويرغب في الرياضة الروحية، ويكثر من البكاء، ولا يقتنى شيئًا من حطام الدنيا، بل طبع على حب التجرد منها، وعلى عيشة الزهد والتقشف، غير مهموم بشيء.
• وكان يعقوب كثير التضرعات والتأملات والصلوات بحرارة لا توصف، لأنه كان ممتلئًا من المعزى فصار معلمًا فاضلًا.
• ظهرت مواهب يعقوب الشعرية وهو في سن العشرين من عمره، بدأها بميمر عن رؤيا حزقيال الشاروبيم.
• كانت كل جهود يعقوب وقفًا على الكتابة والتأليف، ولم يقصر جهوده على الشعر، بل كتب ميامر نثرية عن أعياد الكنيسة، ورثاءًا نثريًا ضم إلى الطقوس الجنائزية.
• منذ سنة 472 م. أخذ يعقوب يؤلف خطبه، ويذيع مؤلفاته.
• انتظم يعقوب مثل أبيه (الكاهن) في سلك آباء الكنيسة السريانية..
• بدأ حياته قيمًا في (حَوْرا) سنة 503 م.
• وفى الثامنة والستين من عمره وفى عام 519 م.، رسم أسقفًا على إبرشية سروج وكان كرسيها الأسقفي في بطنان، ولم يلبث في الأسقفية غير سنتين ثم تنيح.
• درس يعقوب في الرها على تعاليم (أيهيبا) الشهير في تاريخ النسطرة، لكنه لم يوافقه في بدعته، حتى إننا نراه في حياته كلها كان يحارب أصحاب الطبيعتين..
• وقد اختلف العلماء في مذهب يعقوب، فمنهم مَنْ أثبت كثلكته كالعلامة السمعاني بين القدماء، و أبلوس Abbeloos بين المعاصرين.
• أما اليوم فقد تحقق أن يعقوب كان يقول بالطبيعة الواحدة، مخالفًا بذلك للمجمع الخلقيدوني.
• ولا أحد يشك بعد في صحة قول ابن العبري: أن ساويرس الأنطاكي اليعقوبي استحسن تعليم يعقوب وأيده.
• إلا أنك لا تكاد تستنشق ذلك من ميامر يعقوب، لأنه -ماعدًا ميمره في دحض المجمع الخلقيدونى الذي ثبت اليوم أنه من قلمه- لم يصرح برأيه البتة، وهذا التي أوقع الريب في المحامين عن كثلكة يعقوب.
• ثم قام الشك حول عقيدة يعقوب، وإن كانت خطاباته الثلاثة إلى رهبان دير مارباسوس الهراطقة في حاريم، ورد الرهبان عليها، وخطابه إلى بولس أسقف الرها لم يدع مجالًا للشك في أن يعقوب كان من أصحاب الطبيعة الواحدة وأنه ظل كذلك، حتى مات.. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). إذ أن هذه الرسائل تصور يعقوب حاقدًا منذ صغره على العقيدة النسطورية، التي كانت تلقن في الرها.. كما تظهره هازئًا بهيلينية الملك زينون في أول الأمر ثم مؤمنًا معتنقًا لعقيدة الطبيعة الواحدة بعد ذلك. ومن الملاحظ أن هذه الرسائل كلها كتب في (حورا) على الأرجح فيما بين سنتي 514، 518 م.
• هذا ومما يزيدنا اقتناعًا بأن يعقوب كان من أنصار أصحاب الطبيعة الواحدة، أنه كان أحد الأساقفة الذين باركوا رسامة يوحنا أسقف تلا الشهير في تمسكه بمبادئ الطبيعة الواحدة في عهد يوستين الملك.
• كان يعقوب يميل إلى الهدوء بطبعه، ولذلك فإنه لم يشترك في الجدل الذي استمر في الشرق في أيامه حول طبيعة السيد المسيح، ولهذا سلم من الاضطهاد الذي صبه يوستين الملك، على أصحاب الطبيعة الواحدة، بعد أن أبطل القانون الذي أصدره الملك زينون، الخاص بتوحيد الكنيسة البيزنطية مع ميول الكنيسة الأنطاكية.
• كذلك وإن كان يعقوب لم يضطهد كزملائه فيلوكسينوس أسقف منبج، وبولس أسقف الرها، فما ذاك إلا لأن يعقوب هذا قضى حياته في الدرس، بعيدًا عن المجادلات والمنازعات التي كانت يومئذ تشغل المسيحيين الشرقيين..
• ومع ذلك فما كان من يعقوب إلا أن يكتب ويعزى المنكوبين، وينهض شجاعتهم، كما صنع مع بولس أسقف الرها الذي نفى إلى سلوقية وغيره..
• كان يعقوب معاصرًا للأنبا ساويرس بطريرك أنطاكية، وقد ذهب مرة مع جملة من أساقفة المشرق وتباركوا من البطريرك ساويرس الأنطاكي.
• لقد رسم يعقوب أسقفًا في سنة 519 م.، إلاّ أنه لم يعمر طويلًا في الأسقفية بل إنه تنيح في بطنان، مقر كرسي إبرشيته سروج، وذلك سنة 521 م. وهو في السبعين من عمره..
• نلاحظ أن الكنيسة السريانية الأنطاكية الأرثوذكسية تعيد للقديس يعقوب ثلاث مرات في العام كما يلي:
(أ) في يوم 29 يونيو (حزيران).
(ب) في يوم 29 يوليو (تموز).
(ج) في يوم 29 أكتوبر (تشرين أول).
• هذا فضلًا عن أن السريان الأرثوذكس يذكرون قديسهم يعقوب السروجي في صلواتهم الدينية و في رتبة القداس.
• أما الموارنة فإِنهم يعيدون للقديس يعقوب في 5 أبريل (نيسان) من كل عام.
• توجد ثلاثة سير باللغة السريانية، للقديس يعقوب السروجي.
• السيرة الأولى: من وضع يعقوب الرهاوى، والثانية: لا يُعرف مؤلفها، والثالثة: مدح منظوم مطول لمؤلف اسمه جرجس، وقد اختلفوا فيمَنْ يكون جرجس هذا، فيقول البعض إنه جرجس تلميذ يعقوب، ويقول آخرون بل هو جرجس أسقف سروج!
• يعتبر القديس يعقوب السروجي علم من أعلام الأدب السرياني؛ ويتضح ذلك من الآتي:
• كتب يعقوب رسائل متنوعة مثل:
(أ) رسائل لاهوتية إلى رهبان دير باسوس الهراطقة.
(ب) رسالة إلى أهل أرزون في بلاد فارس يدحض فيها النسطرة.
(ج) رسالة موجهة إلى المسيحيين في نجران، يعزيهم فيها عن المحن التي أصابتهم على يد الملك نؤاس.
(د) رسائل إلى أهل الرها، وإلى بولس أسقف هذه المدينة.
(ه) رسالة ينقض فيها عقيدة اسطيفان بن صوديلى، والمظنون أنه كتبها بطنان فيما بين سنتي 519، 520 م.
(و) هذا وقد بقى هناك عدد من رسائله في مخطوطين بالمتحف البريطاني.
• ينسب إلى القديس يعقوب قداس (ليتورجية)، وقد قام ((رتودوت)) بنشر ترجمته اللاتينية، كذلك ليعقوب ترتيب للعماد فضلًا عن ستة أناشيد للأعياد.
• عثر للقديس يعقوب على العديد من الخطب والمواعظ مثل:
(أ) ستة خطب في الأعياد.
(ب) خطبة موضوعها: ((يجب ألا ننسى خطايانا ونهملها)).
(ج) موعظة ليوم الجمعة، من الأسبوع الثالث، من صيام الأربعين المقدسة.
(د) موعظة عن الفصح وتأبين.
(ه) موعظة لسيرة حياة مارحنينا أهداها إلى فيلوثيؤس.
(و) موعظة عن سيرة دانيال الراهب.
• للقديس يعقوب قصائد كثيرة، وقد ضاع أكثر من نصف هذه القصائد ولم يبق منها إلاّ نحو 300 قصيدة، في عدد من المخطوطات، الموزعة في مكتبات أوروبا. ومن هذه القصائد ما يلي:
(أ) قصائد يعقوب المستقلة عن توما الرسول، وسفره إلى بلاد الهند للتبشير بالمسيحية، والقصر الذي بناه في السماء لملك الهند.
(ب) قصيدة أخرى عن سقوط الأصنام، ذكر فيها بعض البيانات عن الوثنية عند السريان، وفيها يظهر كرهه لهذه الوثنية.
(ج) قصيدة عن العصفورين اللذين وردا في شريعة الأبرص (لاويين 14: 4).
(د) قصيدة من القصائد الطويلة والملاحم تربو أبيات بعضها على ثلاثة آلاف في بعض الأحيان، منها قصيدته عن الإسكندر وتقع في 730 بيتًا.
(ه) قصيدة عن تيس ذبيحة الخطيئة، في تاريخ العهد القديم.
(و) قصيدة أخرى طويلة عن مركبة (بكرة) حزقيال والحيوانات (حزقيال 1: 1 – 28)، الذين ظهروا له في رؤياه، والتي تنبأ فيها بسقوط آمد (ديار بكر الآن) في أيدي الفرس وتقع في 1400 بيت.
(ز) قصيدته عن العقيدة، وأخرى عن يوسف الصديق، وثالثة عن موسى النبي، وكل واحدة منها مقسمة إلى عشرة ميامر.
(ح) قصيدة عن أيام الخليقة الستة مقسمة إلى سبعة ميامر.
•هذا وقد ترجم الكثير من قصائد يعقوب السروجي إلى العربية ثم إلى الحبشية ثم إلى عدد من اللغات الأوروبية، كما وجد لقصائده بعض المقلدين.
• كتب يعقوب تفاسير كثيرة، ومقالات عديدة نافعة، وعلومًا فاضلة، وحل فيه الرب واستراح.
• ويقول ابن العبري أن يعقوب كان يستخدم 70 ناسخًا في كتابة إنتاجه الأدبي.
• وللقديس يعقوب السروجي ميامر (8) كثيرة نذكر منها:
(أ) له 763 ميمرًا..
(ب) ميمر عن تعميد الإمبراطور قسطنطين.
(ج) ميمر غير كامل عن: ((والدة الإله تحت خشبة الصليب)).
(د) ميمران عن السيدة العذراء مريم.
(ه) ميمر عن العذارى والفسق.
(و) مجموعة من الميامر في تمجيد القديسين.
(ز) ميمر عن سمعان العمودي، إذ نرى فيه يعقوب يصف سمعان كيف حارب الشر والشرير.
(ح) ميمر عن حبيب، وجوريا، وشامونا، شهداء الرها.
(ط) بعض ميامر في تمجيد النسك.
(ى) مجموعة ميامر أخرى تعالج موضوعات من العهدين القديم والجديد.
(ك) وكان آخر ميامر يعقوب عن السيد وعلى الجلجلة، ولكنه انتقل إلى الدار الباقية قبل أن يتمه ويصل ختامه.
• ظهرت مواهب يعقوب الشعرية، وهو في العشرين من عمره.
• غير أن يعقوب هذا اشتهر على الأخص بالشعر حيث أنه أجاد فيه ونبغ.
• ومن الملاحظ أن شعر يعقوب شعر سلس، وله تصورات بديعة، وعواطف تأخذ بمجامع القلب، مع مسحة تقوى تؤثر في القارئ، وتحمله على الزهد والتمسك بخوف الله وشعائر الدين.
• وإن كانت كتابات يعقوب النثرية قليلة، لكن تقابلها كتابات هائلة من الكتابات على أوزان مختلفة، أغلبها من ذات الاثني عشر مقطعًا، وبعضها من ذات المقاطع السبعة.
• وللقديس يعقوب السروجي كتابات شعرية أهمها:
(أ) له مداريش أدبية وطقسية صحيحة بالنسبة إليه.
(ب) له سوغيثا شعرية منها واحدة عن رثائه للعالم، وأخرى عن الرها، وأنشودة المناولة.
(ج) له تسابيح، منها أنشودة الصباح، على وزن المقاطع السبعة.
• وبصفة عامة شعر يعقوب شعر رقيق عذب، وأسلوبه شيق وتعبيره ظريف للغاية..
• هذا ولا يجارى يعقوب في بساطة أسلوبه وسهولته أحد في تاريخ الأدب السرياني.
• ويعقوب من هذه الناحية يفوق إفرام السرياني وإسحق الأنطاكي إلى حد كبير.
• وقد أخذ يعقوب مادته في الشعر من تغير الليل والنهار، والراحة والعمل، والصلاة في الصباح والمساء وعلى المائدة بعد الأكل ومن الطبيعة بكل ما فيها من ماء ورياح وغاب.
• ولأجل هذا فقد انتشرت كتابات يعقوب السروجي إلى أوسع مدى..
• كتب يعقوب (كما كتب كل آباء السريان الأولين) بالسريانية ميامر عديدة منها نسخة على رف في مكتبة دير الزعفران بالحرف السطرنجلى في سبعة مجلدات. وقد طبعها بالحرف الكلدانى الأب بيجان اللعازري في خمسة مجلدات في ليبسيك.
• هذا وكثير من ميامر يعقوب السريانية قد نقل إلى اللغة العربية.
• قام الأقباط الأرثوذكس (سنة 1905 م.) بطبع 58 ميمرًا عربيًا ليعقوب، وذلك عن بعض مخطوطات دار البطريركية في الإسكندرية.
• وللقديس يعقوب ميامر أخرى معربة متفرقة في مكتبات باريس وروما وأكسفورد ولندن.
و كمبردج، وفى المكتبة الشرقية وفى مكتبة دير مار شليط يطول تعدادها، وهى تتناول السيد المسيح، والبتول العذراء، والشهداء القديسين، ومواضيع أدبية روحية..
• لقبه قدماء السريان بقيثارة الروح القدس، وعمود الكنيسة المؤمنة.
_____
* المرجع
Reference:الراهب القس أغسطينوس البراموسي، كتاب القديس يعقوب السروجي: سيرته وأقواله، الناشر: أسقفية الشباب.
ملفان هي لفظة سريانية تعني "المعلم".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_2090.html
تقصير الرابط:
tak.la/3gn3avn