← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19
الأصحاح الثاني عشر
بعد أن تحدَّث ابن سيراخ عن الالتزام بالحكمة بروح التواضع في علاقة المؤمن بأعضاء أسرته كما بالأصدقاء، وقَدَّم لتلاميذه الشبان تحذيرات سلبية مثل عدم الاعتماد على المظاهر الخارجية في الحكم على أحدٍ، وعدم التسرُّع لمن ندينه، وعدم التراخي في العمل حتى في سن الشيخوخة إلخ. الآن يحدثنا عن الحكمة عندما نُقَدِّم إحسانًا أو صدقة، وأيضًا في اختيار الصديق الذي يبني نفوسنا.
يبدو أن الحديث عن اختيار الأصدقاء هنا فيه نوع من الحزم، ربما لأنه يكتب إلى شباب قليلي الخبرة في التعامل مع الأصدقاء، فقد سبق فطلب منهم أن يفتحوا قلوبهم بالحُبّ وفي سخاء، لكنه يخشى عليهم من الإحسان إلى أصدقاءٍ أشرارٍ يستخدمون هذا الإحسان في الشرّ، كما قد يكون له تأثير غير مباشر على المُحسِن نفسه، فيشاركهم السلوك في شرورهم.
يليق بالشاب أن يختار أصدقاء يسندونه على الحياة المقدسة المستقيمة، فلا تُفسِد الصداقة مفاهيمه الروحية والإيمانية. يقول P.H. Readron: [يسهل ملاحظة أن كثيرين تحطَّموا باختيارهم أصدقاء. سجوننا مملوءة من قوم سقطوا خلال أخطاء الجماهير. فَقَد بعض الحكماء سمعتهم وثرواتهم وأحيانًا حياتهم بسبب صداقاتهم. كل صداقةٍ هي استثمار، يدعونا سيراخ إلى الاستثمار بحكمة.]
[1 -7] (ت: 1-7) |
||||
[8 -13] (ت: 8-13) |
||||
[14 -18] (ت: 13-19) |
||||
* من وحي سيراخ 12: هب لي يا رب روح التمييز! |
1 إِذَا أَحْسَنْتَ، فَاعْلَمْ إِلَى مَنْ تُحْسِنُ، فَيَكُونَ مَعْرُوفُكَ مَرْضِيًّا. 2 أَحْسِنْ إِلَى الْتَّقِيِّ فَتَنَالَ جَزَاءً. إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِهِ فَمِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ. 3 لاَ خَيْرَ لِمَنْ يُوَاظِبُ عَلَى الشَّرِّ وَلاَ يَتَصَدَّقُ، لأَنَّ الْعَلِيَّ يَمْقُتُ الْخَطَأَةَ، وَيَرْحَمُ التَّائِبِينَ. 4 أَعْطِ الْتَّقِيَّ وَلاَ تُمِدِّ الْخَاطِئَ؛ فَإِنَّهُ سَيَنْتَقِمُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالْخَطَأَةِ، لكِنَّهُ يَحْفَظُهُمْ لِيَوْمِ الانْتِقَامِ. 5 أَعْطِ الصَّالِحَ، وَلاَ تُؤَاسِ الْخَاطِئَ. 6 أَحْسِنْ إِلَى الْمُتَوَاضِعِ، وَلاَ تُعْطِ الْمُنَافِقَ. امْنَعْ خُبْزَكَ وَلاَ تُعْطِهِ لَهُ، لِئَلاَّ يَتَقَوَّى بِهِ عَلَيْكَ، 7 فَتُصَادِفَ مِنَ الشَّرِّ أَضْعَافَ كُلِّ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ. إِنَّ الْعَلِيَّ يَمْقُتُ الْخَطَأَةَ، وَيُكَافِئُ الْمُنَافِقِينَ بِالاِنْتِقَامِ.
يُحَذِّرنا الرسول بولس من استضافة أناس قد يُسَبِّبون لنا كما للآخرين متاعب روحية، فيقول: "من هؤلاء من يدخلون البيوت ويسبون نسيات محملات خطايا، منساقات بشهوات مختلفة" (2 تي 3: 6).
يُقَدِّم لنا ابن سيراخ نصائح عملية في الإحسان إلى الغير:
أ. يلزمنا بروح الحكمة أن نتعرَّف على من نحسن إليهم، فنُقَدِّم لهم ما فيه بنيانهم وبنياننا وبنيان الغير.
ب. إذ نرى في المحتاج الذي يتسلَّم الإحسان مُخَلِّص العالم نفسه، لذا يجب أن نهتم بالأكثر بالأتقياء أو المشتاقين لحياة التقوى. هذا ما دعانا إليه الرسول بقوله: "فإذا حسبما لنا فرصة، فلنعمل الخير للجميع، ولاسيما لأهل الإيمان" (غل 6: 10). بهذا نُقَدِّم العطاء للعليّ نفسه [2]. هذا ومن جانب آخر، يليق بنا حتى في عطائنا المادي أن نُقَدِّم طعام الروح بروح المحبة والتواضع.
ج. عدم الانخداع بالمظهر، فقد يبدو الشخص متواضعًا إلى حينٍ، لكن الزمن يكشف أعماقه [11].
د. الحرص ألا يستخدم الشخص الإحسان في الشر له أو لغيره [3-4].
ه. نسند المحتاج لئلا يسقط في الشر، وحتى لا يُسِيء استخدام حنو المعطي، خاصة إن تحوَّل الاستجداء إلى ممارسة الحيل في المجتمع. فعوض التمتُّع بالإحسان تزداد شروره وتتضاعف [5].
إذا أحسنت، فاعرف إلى من تُحسِن،
فتكون مشكورًا على أعمالك الصالحة [1].
يرى القديس أمبروسيوس أن كل إحسانٍ يُقَدَّم لفقير أو محتاج يُحسَب شركة مع المرأة التي سكبت الطيب على قدمي السيد المسيح (لو 7: 38).
v مات المسيح مرَّة ودُفِن مرَّة واحدة، ومع هذا يودّ أن يُسكَب الطيب على قدميه كل يومٍ. من هم الذي يُحسَبون قدمين للمسيح، فنسكب عليهم الطيب إلا الذين قال عنهم: "بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم". هاتان هما القدمان اللتان أنعشَتْهما المرأة المذكورة في الإنجيل، وغسلَتْهما بدموعها[1].
أَحسِن إلى الإنسان التقي، فتنال جزاءً،
إن لم يكن من عنده، فمن عند العليّ [2].
v يظهر أنه بالحق الرحمة نحو الفقراء سكب زيتٍ على ذبيحة الله، أما الخدمة المُقَدَّمة للقديسين فتضيف عذوبة البخور[2].
v عندما يكرز شخص ما وأنتم تخدمونه، تُشارِكونه أكاليله. فإنه حتى في المصارعة لا يأخذ الإكليل من يغلب وحده، وإنما يشاركه فيه مُدَرِّبه والحاضرون وكل الذين أَعدّوا حلقة المصارعة. فالذين يقودونه ويُدَرِّبونه بحقٍ يشاركونه نصرته... إن كنا نخدم القديسين بطيب قلبٍ نُشارِكهم مكافأتهم. هذا ما يخبرنا به المسيح أيضًا: "اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم، حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية" (لو 16: 9)[3].
v عندما ساعد الطوباوي الرسول بولس الإخوة في احتياجات ضيقته قال إن هذه الأعمال الصالحة هي ذبائح لله... فعندما يترفَّق أحد بمسكينٍ يقرض الله، وعندما يعطي الأصاغر يعطي الله ذبائح روحية رائحة رضا[4].
يرى الأب قيصريوس أسقف آرل أن الإنسان محتاج إلى صدقة، ليست من المال فحسب ليقتني به طعامًا لمعدته، وإنما من كلمة الله لكي يشبع عقله بطعام الروح. لنُقَدِّم صدقة من كلمة الله، ولا ننتظر أن يردّها لنا أحد، بل يرّدها لنا الرب نفسه.
v ربما لا يملك الإنسان خبزًا يُقَدِّمه صدقة للمُعوزين، لكن يبقى ما هو أعظم أن يكون للإنسان لسان قادر أن يُعطِي. فإن من ينعش العقل ليعيش إلى الأبد بطعام الكلمة أعظم ممن يشبع بطعامٍ أرضيٍ المعدة التي للجسد الذي يموت.
لهذا يا إخوة لا تمتنعوا عن تقديم صدقة الكلمة لأقربائكم. يقول بولس: "إن كنا نحن قد زرعنا لكم الروحيات، أفعظيم إن حصدنا منكم الجسديات؟!" (1 كو 9: 11). "أحسن إلى التقي، فتنال مكافأة عظيمة، إن لم يكن من عنده، فبالتأكيد من عند الله" (راجع سي 12: 2)[5].
لا إحسان إلى من يُصِرّ على الشر،
أو الذي لا يتصدَّق بفرحٍ [3].
v تُعطَى الصدقة، لكن بحكمة للمستحقِّين لكي ننال مكافأة من العليّ.
والويل للذين يأخذون مَظْهَرًا مُخادِعًا، والذين يقدرون على مساعدة أنفسهم ويطلبون من الغير، لأن من كان لديه ويتظاهر بمظهرٍ مُخادِعٍ أو يطلب بسبب الكسل يُدَان[6].
v كل من سألك فأعطه بغير مقابلٍ (لو 6: 30). فإن الآب يريد أن يشترك الكل في النِعَم التي لدينا. طوبى للذي يعطي حسب الوصية، إذ هو بلا لومٍ. ويل لمن يأخذ بغير احتياج. إن أخذ أحد عن عوزٍ يُحسَب بلا لومٍ. أما إن أخذ عن غير عوزٍ، فسيُعطي حسابًا عن السبب والهدف اللذين من أجلهما أخذ. إنه يُلقَى في السجن، ويُسأل عن مسلكه، ولا يخرج من هناك حتى يوفي الفلس الأخير (مت 5: 26). لكن قيل أيضًا في هذا الصدد: ليبتل إحسانك بعرق يديك[7]، حتى تعرف لمن تعطي[8].
أعطِ الإنسان التقي،
ولا تُساعِد الخاطئ [4].
ربما يتساءل أحد: كيف يمكن إن يتمم الوصية: "من سألك فأعطه" (مت 5: 42) وأيضًا: "إن جاع عدوك فأطعمه" (رو 12: 20)؛ وفي نفس الوقت: "لا تساعد الشرير (الخاطئ)" [4]؟
v لتنفذ الرحمة مع الشرير، ليس بكونه شريرًا، أي لا تقبل الشرير بكونه شريرًا، لا تقبله لأنك تميل إلى شرّه وتستحسنه. فإنه ممنوع العطاء للشرير... لكن كيف ننصت إلى القول: "من سألك أعطهِ" (مت 5: 24)، وأيضًا: "إن جاع عدوك فأطعمه" (رو 12: 20)؟ ربما يبدو في هذا نوع من التناقض، لكن لنفتح لمن يقرعون باسم المسيح، ويصير الأمر واضحًا لمن يسأل...
إن سألني خاطئ، أعطيه، ليس بكونه خاطئًا. متى تعطيه كخاطئ؟ عندما ما تعطيه ما يجعله خاطئًا، وتُسر عندما تعطيه... ليت الذين يعطون إنسانًا يصارع وحوشًا يخبرونني لماذا يعطونه؟.. عندما تُعطي، أعطيه لكي تجعله في خزي، لا في تباهٍ (بالخطأ)[9].
v يبدو في نهاية العبارة أنها تشجب الحنو، إذ تقول: "لا تساعد الخاطئ". يجب أن تفهم "الخاطئ" هنا يُمَثِّل رمزيًا الخطية، فما نتوقَّف عن مساعدته هو خطيته[10].
v مكتوب: "ضع خبزك وخمرك على مدفن البار، ولا تأكل ولا تشرب منهما مع الخطاة" (طو 4: 18)، والذي يُقَدِّم خبزًا وخمرًا للأشرار، يُقَدِّم العون للأشرار من أجل شرِّهم. هناك بعض الأثرياء يطعمون مهرجي المسرح ببزخٍ، بينما الفقراء المسيحيون يتضورون جوعًا. أما من يقدم الخبز للأثيم لأنه إنسان بشري، وليس لكونه أثيمًا، فإنه في الحقيقة يطعم متسولًا بارًا وليس خاطئًا، إذ يحب فيه طبيعته البشرية وليس خطيته[11].
أَحسِن إلى الإنسان المتواضع، ولا تُعط الشرير.
امنعه من خبزه، ولا تُعطِه إياه، لئلا يسود به عليك.
فتجني من الشرّ ضِعْف كل ما كنت تصنع إليه من الخير [5].
"أَحسِن إلى الإنسان المتواضع". هذه الوصية كما يقول البابا غريغوريوس (الكبير) مُوَجَّهة إلى الأغنياء الذين يُجامِلون المُسرِفين في ولائمهم، بينما يُعانِي الفقراء من الجوع[12]. يليق بنا أن نعطي الفقراء بكونهم بشرًا وليس كخطاة، فإن أدركنا أنه يستخدم العطاء في الشرّ لا يجوز لنا مساندته.
لأن العليَّ يمقت أيضًا الخطاة،
ويجازي الأشرار بالعقاب [6].
يعاقب الربّ الخطاة الذين يصرّون على شرورهم وعدم الرجوع إليه بالتوبة.
أعط الصالح، ولا تساعد الخاطئ [7].
عمل الوصية الإلهية السمو بالإنسان تدريجيًا، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. خاصة في ممارسة الحب والعطاء وعدم الاعتداء على الغير. هذا ما أوضحه القديسان يوحنا الذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهما. ولتوضيح ذلك نُقَدِّم في سطور درجات سُلّم الحب:
أ. في الحضيض يميل الإنسان إلى مهاجمة الغير بدون سببٍ، فكانت بعض القبائل تهاجم القبائل المجاورة لمُجرَّد الاستيلاء على بعض ممتلكاتهم أو السيطرة عليهم. كما نلاحظ بعض الأطفال قبل أن يتعلَّموا الكلام يميلون إلى خطف ما بيد الأطفال الآخرين بالرغم من عدم استخدام ما يخطفونه.
ب. إذ يصعد الإنسان سلم الحب، لا يعتدي على أخيه بلا سببٍ، بل إن اعتدى الأخ عليه يرد الاعتداء باعتداء مضاعف حتى يؤدِّبه فلا يكرر ذلك.
ج. رفض الناموس الموسوي الدرجتين السابقتين، وسمح للإنسان من أجل ضعفه البشري أن يضبط نفسه، فلا يرد الاعتداء إلاَّ بذات القدر: "عين بعينٍ وسن بسنٍ".
د. يمكن للإنسان المؤمن أن يسمو أكثر، فيرد الضربة بأقل منها لمُجرَّد التأديب لا القصاص.
ه. ما هو أسمى أن يغفر الإنسان لأخيه عما فعله ضدّه.
و. جاء السيد المسيح، فدعانا لمجد حرية أولاد الله نرد الشرّ بالخير، وليس مُجرَّد تنازل المؤمن عن حقه. ما كان يمكن البلوغ إلى الدرجة الأخيرة قبل مجيء السيد المسيح، ونوالنا نعمة البنوة لله. لذلك جاءت الوصايا في العهد القديم للإحسان إلى الإنسان التقي، وسمحت له ألاَّ يحسن إلى الشرير.
منعت الوصية الإحسان للخاطئ ليس كراهية له، وإنما لكي يُراجِع نفسه ويرتد عن شرّه، ويطلب حياة التقوى. أراد الرسول أن يسند المؤمنين إخوتهم للنمو في الحياة التقوية المقدسة، إذ يقول: "فإذًا حسبما لنا فرصة، فلنعمل الخير للجميع، ولاسيما لأهل الإيمان" (غل 6: 10).
8 لاَ يُعْرَفُ الصَّدِيقُ فِي السَّرَّاءِ، وَلاَ يَخْفَى الْعَدُوُّ فِي الضَّرَّاءِ. 9 فِي سَرَّاءِ الرَّجُلِ، أَعْدَاؤُهُ مَحْزُونُونَ، وَفِي ضَرَّائِهِ، الصَّدِيقُ أَيْضًا يَنْصَرِفُ. 10 لاَ تَثِقْ بِعَدُوِّكَ أَبَدًا، فَإِنَّ خُبْثَهُ كَصَدَإِ النُّحَاسِ. 11 وَإِنْ كَانَ مُتَوَاضِعًا يَمْشِي مُطْرِقًا، فَتَنَبَّهْ لِنَفْسِكَ وَتَحَرَّزْ مِنْهُ؛ فَإِنَّكَ تَكُونُ مَعَهُ كَمَنْ جَلاَ مِرْآةً، وَسَتَعْلَمُ أَنَّ نَقَاءَهَا مِنَ الصَّدَإِ لاَ يَدُومُ. 12 لاَ تَجْعَلْهُ قَرِيبًا مِنْكَ، لِئَلاَّ يَقْلِبَكَ وَيُقِيمَ فِي مَكَانِكَ. لاَ تُجْلِسْهُ عَنْ يَمِينِكَ، لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِي كُرْسِيِّكَ. وَأَخِيرًا تَفْهَمُ كَلاَمِي وَتُنْخَسُ بِأَقْوَالِي. 13 مَنْ يَرْحَمُ رَاقِيًا قَدْ لَدَغَتْهُ الْحَيَّةُ؟ أَوْ يُشْفِقُ عَلَى الَّذِينَ يَدْنُونَ مِنَ الْوُحُوشِ؟
في الظروف الصعبة يمكننا فرز الصديق المُخْلِص من العدو المُتستِّر في ثوب الصداقة. بحكمة يُدرِك المؤمن الصديق الحقيقي من العدو الذي على شفتيه حلاوة، بينما يُخَطِّط لانحدار صديقه في حفرة. قد تدمع عينا العدو كمن يشفق عليه، بينما يكمن في داخله شهوة سفك دمه.
كما قدَّم ابن سيراخ نصائح عملية بروح الحكمة والتقوى بخصوص الإحسان، يُقَدِّم هنا نصائح يليق بالمؤمن أن يُراعِيها في اختيار الصديق، وهي:
أ. يفرز الضيق الصديق من العدو. الأول بكل قلبه وإمكانياته يريد أن يساعد، أما الثاني فتظهر على ملامحه وسلوكه روح العداوة، مثل تركه له وتجاهله وسط الضيق [8- 9].
ب. عدم التسرُّع في اختيار الصديق، حتى يكشفه الزمن ويُمَيِّزه.
ج. عدم الانخداع بالمظهر، فقد يبدو الشخص متواضعًا، لكن الزمن يكشف أعماقه المتعجرفة [11].
د. عدم إعطائه الفرصة للتقرُّب إليه ما دام مصممًا على الشر، لئلا يغتصب صديقه [12].
ه. نحذر من هو كالحية تتحيَّن الفرصة لتلدغ الراقين أو كوحش يفترس من يقترب إليه [13].
و. يلزم ألا ننخدع بابتسامة أو دموع من في داخله يشتهي سفك الدم [15- 16].
لا يُعرَف الصديق وأنت في السرَّاء،
ولا يُخفي العدو نفسه وأنت في الضرَّاء [8].
في سرَّاء الرجل أعداؤه يحزنون،
وفي ضرَّائه ينصرف عنه حتى صديقه [9].
لا تثق بعدوّك أبدًا،
فكما يصدأ النحاس هكذا هو شره [10].
لا يتوقَّف عدو الخير عن مقاومة أولاد الله، مستخدمًا البشر أو الملائكة الأشرار لمقاومتهم، لهذا يُحَذِّرنا ابن سيراخ من هؤلاء الأعداء، بكونهم أدوات إثم يعملون لحساب مملكة الظلمة.
المسيحي ليس إنسانًا معزولًا عن المجتمع، بل إيجابي معه، خادم للجميع ومحب للكل. لكن لا يجاري أولاد العالم في شرِّهم، أي لا يُمارِس الحب على حساب خلاص نفسه أو نفوسهم، لهذا طالبنا الكتاب المقدس بضرورة الاهتمام باختيار الأصدقاء (مز 1: 1؛ 1 كو 10: 33؛ 1 كو 5: 6-7).
v المجالسة مع الذين ليسوا حكماء تُفَتِّت القلب، ومحادثة الفضلاء ينبوع عذب.
v لا تتنازل مع المسترخين، وإلا صيَّرت نفسك في الدرجة السفلى، بل لتكن مناجاتك مع مُحِبّي الخير، ليكون سكناك معهم في الأعالي. ليكن مقامك بشجاعةٍ في المواضع التي فيها المعرفة العليا. اذهب إلى بلدة النور، ولا تنزل عند الخطاة.
v هذا هو وقود الشيطان الذي يُصارِعنا، والذي يوقد النار التي تحرقنا: الحديث الفاسد مع العلمانيين... وأم الشرور إنما هي الحنجرة ومعاشرة الإخوة البطالين. فإن تعرَّت نفوسنا من هذا الوقود المحرق لا تقع في مصائد مصارعنا، وبسرعة تقدر أن تطير إلى الله، وبه تتخلَّص من مكائد إبليس.
صداقة رفقاء الكسل واللهو تملأك شراهة وشرًا. آه ما هذه المحبة النجسة والفعل الطامث؟! اهرب من الذين اعتادوا على هذا يا أخي. لا تأكل معهم، ولا تُصادِقهم. نجسة هي مائدتهم، ويكون الشياطين مساعدين لتهيئتها، محبو الختن المسيح لا يذوقونها. وليمة الإنسان الشره الملهي بالأطايب... تدنس نفس الوديع، وكسرة خبز يابسة من مائدة طاهر النفس، تجليها من كل الأوجاع والأدناس. رائحة مائدة الشر تفسد نية الأطهار، والطفل ينجذب إليها، مثل الكلب إلى بيت الجزار. والمواظب كل حين على الصلاة، مائدته تفوق رائحة المسك، ومن هو محب لله يشتاق كمثل الكنز.
v إن كان أحد يحبني وأنا أحبه للغاية، وعلمت أنه قد لحقني نقص بسبب محبته، أقطعه مني، وأنقطع عنه بالكلية.
الأنبا أغاثون
v إن كانت لك صداقة مع أحد الإخوة وانتابك ضرر بسبب مخالطتك إياه، فأسرع واقطع نفسك منه. لست أقول لك هكذا أيها الحبيب لتبغض الناس، كلا. وإنما لتقطع أسباب الرذيلة.
v اسمع ما يقوله الرب: "فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تُلقَى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان. وأن أعثرتك عينك فأقلعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تُلقَى في جهنم النار ولك عينان" (مت 18: 8-9).
إنه لم يقل ذلك عن الأعضاء، بل من أجل الإخوة والأقرباء الذين لهم عندنا في منزلة الأعضاء الضرورية... فيقول إنه ليس شيء أَضرّ من الاجتماع الرديء والمؤانسة الخبيثة، لأن الصداقة مرارًا كثيرة تضر أو تفيد... فيأمرنا بصراحة شديدة أن نقطع الذين يضروننا...
إنه لم يقتصر على إعطائه الويل لمن تأتي منه الشكوك، بل أظهر لنا الطريق التي يَخْلُص بها الإنسان من الشكوك. ما هو هذا الطريق؟ قال: اقطع صداقة الأشرار، ولو كانت في الغابة... فلا تربحهم وتهلك معهم نفسك.
v أوصيك يا ابني ألا تمشي في الطريق مع إنسانٍ ليس لك منه منفعة روحية، لئلاَّ تتعثَّر في مسيرتك. ولا تُصاحِب إنسانًا غضوبًا أو حاد الطبع.
ولا تُشارِك إنسانًا نمَّامًا أو كثير الكلام.
لا تمشِ مع الحاسد، لأن "الودعاء يرثون الأرض" (مت 4:5).
لا تمشِ في الطريق مع إنسان متراخٍ.
ولا تُصادِق إنسانًا مبلبلًا، ولا مع مَنْ له صداقة مع امرأة.
بل احترس لنفسك حسب قوتك ألا تكون لك صداقة مع امرأة.
ولا تمشِ في الطريق مع مَنْ هو أصغر منك حتى لا تأتي إلى وراء.
القديس اسطفانوس الطيبي
وحتى إن تواضع ومشى مُطْرِقًا،
فلاحظ نفسك واحترس منه.
لتكن معه كمن يجلي مرآة،
وستعرف أنها لا تفسد على الدوام [11].
v لا تُفسد وصية الله من أجل صداقة أحدٍ. لا تعُد إلى المدينة التي أخطأتَ لله فيها مرةً أخرى. لا تتخلَّ عن العبادة لئلاّ يصير ذلك لك فخًّا وعثرة.
لا تجعله يقف بجوارك، لئلا يقذف بك ويحتلّ مكانك.
لا تُجلِسه عن يمينك، لئلا يطمع في كرسي كرامتك،
عندئذٍ تفهم كلماتي أخيرًا، وتُنخس بالحزن بكلماتي [12].
يُحَذِّرنا القديس باسيليوس من الحسد، لأنه يُقَدِّم نوعًا بغيضًا من الصداقة التي لا تعرف الحب الحقيقي، إنما كل ما يشغل الصديق أنه يطمع فيما لدى صديقه سواء من مالٍ أو كرامةٍ أو امتيازٍ.
v ليس في قلب الإنسان هوَى مُفسِد مثل الحسد. ليس ما يُلحق الضرر بالإنسان مثل المصاب به. وكما أن الصدأ يُفسِد الحديد، فإنّ الحسد يُفسِد الإنسان المُصَاب به. الحسد حزن تلده سعادة القريب. فلا يخلو الحسود أبدًا من فرص الحزن. هل حقل الجار خصيب؟ وهل داره ممتعة؟ وهل هو سعيد؟ كل ذلك يدفع الحاسد إلى تنمية مرضه وإلى زيادة عذاباته. إنه يشبه إنسانًا عاريًا، يصوّب سهام كل شيءٍ في جرحه. هل هناك أحد قوي وفي صحة جيدة؟ إنها ضربة تصيب الحاسد. هل هناك إنسان جميل؟ إنه جرح جديد. هل إنسان ذكي، ينجح في أعماله، ويصنع الخير؟ كل ذلك سهام تصيب الحاسد في صميم قلبه.
أَشَق ما في هذا المرض أنه مرض مُخجِل. يشكو الحاسد أمره وتنحطّ قواه، لكن إن سألته عن سبب مرضه، يخجل أن يعترف به: "إني حاسد، وأشعر بالمرارة في قلبي، وأتألم من سعادة صديقي. ولا أحتمل نجاح الآخرين، وتبدو لي سعادة القريب مصيبة". هذا ما يجب عليه أن يقوله. لكنه يُفَضِّل ألا يقول شيئًا من كل ذلك، وأن يحفظ في صميم قلبه مرضه الذي يُضنيه.
لا يوجد طبيب أو دواء يشفي هذا المريض، لأن الانشراح الوحيد الذي ينتظره هو خراب الذين يحسدهم. وليس لبغضه إلا أمر واحد، وهو أن يرى قريبه يتحوَّل من سعيد إلى شقي. حينئذ ينهض ويُظهر صداقة حالما يجده يذرف الدموع. إنّه لا يعرف أن يفرح مع الفرحين، بل أن يبكي فقط مع الباكين، وهو يأسف للكارثة التي حلَّت، لا عن شعور بالتعاطف، بل ليزيد من ثقل الألم بتذكيره ما فُقِد منه... كما أنّ النسور تحوم فوق المروج والأماكن الممتعة والمطيَّبة، ولا تنقض إلا على الجثث، كذلك الحاسد، فإنه لا يقدر أن يتوقَّف عند بهاء حياة وعظمة ما تمَّ من الأعمال، بل لا يرى في كل ذلك إلا الشوائب. وإذا اُرتُكب خطأ، وهو أمر يصعب تجنُّبه في المشاريع البشرية، فإنه يذيعه على الفور، وإليه يستند في تعريف كل إنسانٍ، وكأنه رسام هزلي لا يرى في صورة الإنسان إلا أنفًا مشوَّهًا، أو حدبة في الظهر، أو عيبًا طبيعيّا أو عرضيًا في الوجه.
فضلًا عن ذلك، فإنه خبير في التشويهات الخداعة التي تمكن من الاستهزاء بالخير، والتشهير بالفضيلة عن طريق النقيض المشابه. فالشجاع يصبح المتهوِّر، والحكيم الغبي، والعادل القاسي القلب، والمقتصد البخيل. وبكلمة واحدة، تتحوَّل الفضائل، في نظره، إلى الرذائل التي تُناقِضها"[13].
من سيشفق على راقٍ لدغته الحية،
أو على جميع الذين يدنون من الوحوش؟ [13]
v يُقَال: "من الذي يرحم حاويًا لدغته الحية؟" (راجع سي 12: 13) يليق بنا أن نعرف طغيانه العنيف، حتى نهرب من تلك العبودية، ونُحَطِّم الشوق الخطير إليه. يقول قائل: "وكيف يكون ذلك ممكنًا؟" بإدخال شوق آخر، أي الاشتياق إلى السماء. فإن مَن يشتهي الملكوت يسخر بشيطان الجشع، ويستخفّ به. فمن يصير عبدًا للمسيح لا يعود يكون عبدًا للجشع، بل سيدًا له[14].
13 هكَذَا الَّذِي يُسَايِرُ الرَّجُلَ الْخَاطِئَ، يَمْتَزِجُ بِخَطَايَاهُ. 14 إِنَّهُ يَلْبَثُ مَعَكَ سَاعَةً، وَإِنْ مِلْتَ لاَ يَثْبُتُ. 15 الْعَدُوُّ يُظْهِرُ حَلاَوَةً مِنْ شَفَتَيْهِ، وَفِي قَلْبِهِ يَأْتَمِرُ أَنْ يُسْقِطَكَ فِي الْحُفْرَةِ. 16 الْعَدُوُّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، وَإِنْ صَادَفَ فُرْصَةً يَشْبَعُ مِنَ الدَّمِ. 17 إِنْ صَادَفَكَ شَرٌّ، وَجَدْتَهُ هُنَاكَ قَدْ سَبَقَكَ، 18 وَفِيمَا يُوهِمُكَ أَنَّهُ مُعِينٌ لَكَ، يَعْقِلُ رِجْلَكَ. 19 يَهُزُّ رَأْسَهُ وَيُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ، وَيَهْمِسُ بِأَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، وَيُغَيِّرُ وَجْهَهُ.
هكذا لا يشفق أحد على من يُرافِق الإنسان الخاطئ،
ويتورَّط في خطاياه [14].
v كما أن الحيوان الشرس يفترس جسمًا رقيقًا ونبيلًا غير قادر على الدفاع عن نفسه، هكذا الزهو يغرس أنيابه العنيفة ويبث سمه ورائحته الكريهة للغاية فيك. إنه ينزع بعض الأجزاء بعد أن يشوهّها، ويبتر أجزاء أخرى ويقطعها قطعًا، ويفترس أجزاء أخرى. إنه يلقي بالجسم على الأرض، ويرتمي عليه وعينه على كل أعضائه. يهجم على كل من يقترب إلى الجسم، ولا يتركه. فمن يقدر أن يطرد هذا الوحش؟ (الله) الذي سمح بهذه المعركة يرسل ملائكته، إذ نناشده، فيُحَطِّموا جسارة الوحش، ويلجموا فمه، ويطردوه. لكنه يتدخَّل في المعركة بشرط إذ يُطرَد لا نرجع نحن إليه.
هكذا بعد طرده يأمره أن يبقى بعيدًا عنا، إن كنا نحن – بعد أن خلصنا من صغاره وقد طُردت إلى كهفها، لا نزال نعاني من آلاف الجراحات نريد الرجوع إليه ونوقظه ونثيره. عندئذ لا يعود يترفَّق بنا وينقذنا." من الذي يرحم راقيًا لدغته الحية، وجميع الذين يدنون من الوحوش؟[15]"
إنّه يبقى معك إلى حين،
وإن ترنحت بعيدًا عنه لا يقف لمساندتك [15].
العدوّ يتكلّم وعلى شفتيه حلاوة،
وفي قلبه يُخَطِّط أن يُسقِطَك في الحفرة.
العدو يسكب دموعًا،
وإن سنحت له الفرصة، لا يشبع من سفك دمك [16].
يليق بنا أن نحذر حيل إبليس المُخادِع الذي يجذبنا إلى الأشرار بكلماتهم المعسولة، وفي قلبهم يريدون أن يدفعونا إلى الهلاك.
يُحَذِّرنا القديس كيرلس الكبير من شباك الهراطقة الذين بكلماتهم المعسولة يفسدون عمل الإيمان.
إن أصابك شرّ، تجد عدوَّك هناك قد سبقك،
يبدو كمن يساعدك، ويسحب عقبك [17].
في تبكيت الحية، قال الرب لها: "هو يسحق رأسكِ، وأنتٍ تسحقين عقبه" (تك 3: 15).
هوذا الصديق الغاش الحامل روح العداوة، إذ يجد صديقه في ضيقٍ يسرع إليه ويبدو كأنه غيور عليه يريد أن ينقذه، وإذا به يسحب عقبه [17]. ماذا يعني سحب عقبه؟ إن كان مُخَلِّصنا قد وهبنا بالصليب أن نسحق رأس الحيّة القديمة، إبليس، إذا بهذا الصديق المزيّف يسحب عقب صديقه حتى لا يسحق رأس الشيطان!
الصداقة الأمينة، خلالها يُعلِن المصلوب سكناه في الصديقين، فيسحقان العداوة والغضب والغش والخداع أي كل ما للحية القديمة. فلا يحتمل الصديق الغاش سحق رأس أبيه إبليس، لذلك يسحب عقب صديقه.
يهزّ رأسه، ويُصَفِّق بيديه،
ويهمس بأشياء كثيرة، ويُغَيِّر ملامحه [18].
الصديق المُخادِع إذ يرى صديقه في ضيقٍ يهز رأسه ويصفق بيديه ويهمس... هذه الحركات الظاهرة تعبير عن الشماتة الداخلية (مز 22: 7؛ أي 16: 4؛ حز 25: 9).
لا يقف هذا العدو عند الخداع خلال الابتسامة الغاشة أو الدموع الكاذبة، وإنما يسرع ليضيف على آلام الشخص آلامًا؛ يدفع به دفعًا نحو الهلاك.
v أدعوك يا مُحِب البشر أن تهبني روح التمييز.
بنعمتك أعرف كيف أُقَدِّم الإحسان لإخوتي،
ولمن أُقَدِّمه؟ وما هي حدوده؟
كل الفضائل بدون روح التمييز تتحوَّل إلى رذائل.
تشتاق نفسي أن أُقَدِّمَك لهم،
فأنت هو شبع النفوس الجائعة وغِنَى النفوس المحتاجة.
أي خير يمكن أن أُقَدِّمَه سوى التصاق الكل بك يا صانع الخيرات؟!
هب لي أن أَترفَّق بالخطاة،
كما تترفَّق أنت بي أنا الخاطئ.
هب لي ألا أُحسِن بجهالة وحماقة،
لئلا أدفع بإحساني للشرير، فيتضاعف شرّه.
v لأحب الخطاة، وأبغض الخطية! دعوت تلميذك الخائن يهوذا "يا صاحب"،
لكنك لم تمالقه، بل في حزمٍ قلت:
"يا صاحب أبقبلةٍ تُسَلِّم ابن الإنسان؟!"
هب لي ألا أَتملَّق أحدًا،
بل في جدية مع حنو أطلب خلاصهم.
ليكن أصدقائي لي كمرآة.
ألتقي بهم، فأدرك أخطائي. وبدون خداع يكتشفون هم أخطاءهم.
v لأقتدي بك يا من نزلت إلينا.
لقد أخذت آخر صف من صفوف البشرية.
صُلبت كعبدٍ بين لصين أثيمين، أراد المجتمع أن يتخلَّص منهما.
كنت قريبًا لهما بالجسد، يقترب صليبك مع صليبهما إلى أمتارٍ قليلةٍ.
ديماس اللص آمن بك ربًا له وملكًا. اشتاق أن تذكره في ملكوتك، فأرسلته فورًا إلى الفردوس.
ذُهِل السمائيون، إذ صار له حق الشركة في الأمجاد الإلهية.
اللص الآخر كان على نفس المسافة من صليبك جسديًا.
لكن كان في هوة عظيمة، إذ سلَّم نفسه للشرّ ورفض الإيمان.
صار ابنًا للهاوية، لا يقدر أن يلتقي بك،
حرم نفسه من التمتُّع بجلالك ومجدك!
اللص الأول صارت له دالة عندك،
يفتح لك قلبه لتقيم ملكوتك فيه.
والثاني حمل روح البغضة للحق،
فحرم بصيرته من رؤية أمجادك.
هب لي نعمة الالتصاق بك وبكل مؤمنيك الحقيقيين.
متى أراك وجهًا لوجهٍ؟!
_____
[1] Ep. 41:23.
[2] Homilies on Leviticus 4:9:1.
[3] Homilies on Philippians, homily 1.
[4] Treatise 4 on the Lord’s Prayer, 33.
[5] Sermon 8:5.
[6] Fragments from the Hypostyposes.
[7] المصدر غير معروف. ربما كتبه عن التعبيرات المتداولة في ذلك الوقت ألاَّ تقدم المحبة أو العطاء بغير تمييز.
[8] Didache 1:5-6.
[9] On Ps 103 (102)
[10] Christian Instruction: Admonition and Grace, Chapter 16: 24.
[11] البابا غريغوريوس (الكبير): الرعاية، ج 3، ف 20، عظة 21، ترجمة جورج فهمي حنا، 2004.
[12] Pastoral Care 3: 20.
[13] راجع الأب صبحي حموي اليسوعي: القديس باسيليوس الكبير، لبنان. عظة 11.
[14] Homilies on Matthew, 10: 8.
[15] On Vainglory and the Right Way for Parents to Bring Up their Children, 1.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 13 |
قسم تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب |
تفسير يشوع ابن سيراخ 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y2dp232