علبة صغيرة، مكعبة الحجم، من الجلد، تربط على جبهة المرء، أو على ساعده الأيسر في وقت الصلاة، وهي تحتوي على أربع آيات من آيات الكتاب، مكتوبة على قطع من الورق أو الجلد، وهي آيات من (خر 12: 2-10؛ خر 13: 11-21؛ تث 6: 4-9؛ تث 11: 18-21). وكان يكتب على وجه الصندوق حرف شين ש بالعبرانية. وقد اعتقد اليهود أن الله أمرهم بإجراء هذه العادة وحفظها حسب تفسيرهم لما ورد في (خر 13: 9، 16؛ تث 6: 8؛ 11: 18).
عصب الشيء عصبًا: طواه ولواه، أو شدَّه بالعصابة. فالعصابة هي ما يُشد به الرأس من منديل ونحوه. وكان الرجل اليهودي يلبس عصابة على جبهته تنفيذًا حرفيًا لمفهومه لأمر الشريعة: "لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك.. واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث 6: 6، 8؛ انظر أيضًا تث 11: 18؛ خر 13: 9، 16).
والكلمة العبرية هي "توتافوت"، وكان اليهودي التقي يربط عصابة على جبهته، وأخرى على يده، وكانت كل منهما عبارة عن مكعب مجوف مصنوع من جلد حيوان طاهر يتراوح طول الضلع المكعب ما بين السنتيمتر وربع السنتيمتر إلى أربعة سنتيمترات. وكانت عصابة الجبهة تقسم إلى أربعة أقسام متساوية يوضع في كل قسم منها قطعة من الرق مكتوب عليها باليد النصوص الواردة في (خر 13: 1-10؛ 13: 11-16؛ تث 6: 4-9؛ 11: 13-21)، كل نص على قطعة من الرق، توضع كل منها في قسم من المكعب. أما المكعب الذي كان يربط على اليد، فلم يكن يقسم بل كانت توضع فيه قطعة واحدة من الرق عليها النصوص الأربعة. وكانت تتصل بالعصابة شرائط من الجلد لتثبيت بها على منتصف الجبهة أو على اليد اليسرى، قبل صلاة الصباح سواء في المنزل أو في المجمع، ما عدا في أيام السبت والأعياد. وكانت تثبت كل منهما في مكانها بعد ارتداء شال الصلاة، على أن يبدأ بتثبيت عصابة اليد أولًا، وكانوا يصنعونها وشرائطها من اللون الأسود عادة، وكان يكتب على جانبي عصابة الرأس الأيمن والأيسر حرف "ش" بالعبرية ש.
وقد وُجد في كهوف قمران أجزاء من هذه العصابات يبدو منها أنها لم تكن على نمط واحد قبل تدمير الهيكل. والاختلاف الرئيسي كان إضافة الوصايا العشر إلى ما كان يكتب على الرقوق.
ومع أن كثيرين من المفسرين المسيحيين ينظرون إلى الوصايا الخاصة بالعصابة على أنها مجازية، إلا أن معرفتنا المتزايدة بالتاريخ القديم للشرق الأوسط لا تنفي احتمال المفهوم الحرفي لها. بل إن اليهودي كان يضع قطعة من الرق مسجلًا عليها (تث 6: 4-9؛ 11: 13-21) في صندوق يسمى "ميزوزا" Mezuzah ويثبته إلى قائمة الباب. ويرى الكثيرون أيضًا أن هناك دلائل على أن الذين أدخلوا هذه العادة هم "الحسيديون" (1 مك 2: 42-44)، وذلك لمقاومة النفوذ المتزايد للثقافة اليونانية. وقد عَّم استخدام العصابة في أواخر القرن الثاني الميلادي.
وقد شجب الرب يسوع المسيح رياء الكتبة والفريسيين الذين كانت "كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس، فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم" (مت 23: 5).
كما كانوا يضعون على هدب الثوب عصابة أو شريط من أسمانجوني ليذكروا وصايا الرب (عد 15: 38، 39).
وهناك كلمات عبرية أخرى تترجم إلى "عصابة". ففي سفر التكوين (تك 38: 18، 25). وفي سفر العدد (عد 15: 38، 39؛ 19: 15) ترد كلمة عصابة عن الكلمة العبرية "فتيل" (انظر "فتيل" في العربية) ومعناها "خيط" أو "شريط". كما ترد كلمة "عصابة" في (سفر الخروج 24: 17، 23) وفي نبوة إشعياء (إش 3: 20)، وفي نبوة حزقيال (حز 44: 18) عن الكلمة العبرية "بير" ومعناها "عمامة" أو "قلنسوة"، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. كما يتنبأ حزقيال عن فرعون مصر: "إني كسرت ذراع ملك مصر، وها هي لن تجبر بوضع رفائد ولا بوضع عصابة (ضمادة) لتجبر فتمسك السيف" (حز 30: 21). ويقول إشعياء النبي في وصف الشعب العاصي: "من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جرح وإحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب (أي لم تربط أو توضع عليها ضمادة) ولم تُليَّن بزيت" (إش 6)، انظر أيضًا (إش 3: 7؛ إرميا 8: 22).
* انظر أيضًا: الجدائل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8sxhf8q