حقًا السفر ليس مرتب تاريخيًا. فمثلًا أحداث الإصحاح (إر 21) كانت في أيام صدقيا الملك. وإصحاح (إر 25) كانت في أيام يهوياقيم. بينما أن يهوياقيم تاريخيًا مَلَكَ قبل صدقيا. ولكن ما يجب أن نعرفه أن كُتَّاب الكتاب المقدس ليسوا بمؤرخين، لكنهم يقدمون فكرة معينة. وإرمياء هنا يقدم فكرة خلاص السيد المسيح للبشرية. بل نرى أن الله جعل إرمياء رمزًا للمسيح [راجع المقدمة تحت عنوان (إرمياء والمسيح)].
نرى في هذا السفر أن الخطية هي سبب آلام البشرية بعد أن خلقها الله في جنة. والمسيح الذي أتى ليجددها، ولكن هذا لمن يقبل. ومن يرفض يهلك.
قبلما صورتك في البطن عرفتك= "عرف" هي كلمة إنجيلية تعني إتحاد. وقبل أن يتجسد المسيح من العذراء مريم كان متحدًا لاهوتيًا بالآب.
قدستك= قال السيد المسيح عن نفسه "فالذي قدسه الآب" (يو36:10). وكلمة تقديس أي تخصيص، فالآب قدَّس ابنه للفداء على الصليب.
جعلت كلامي في فمك= هذا ما قاله الله عن المسيح تمامًا (تث18:18).
لتقلع وتهدم.. وتبني وتغرس= يقلع ويهدم الإنسان العتيق.. ليبني الخليقة الجديدة. وهذا عمله المسيح لنا (2كو17:5). أولًا بموته وقيامته ثم بالمعمودية.
ولاحظ فالله لم يطهره كما فعل مع إشعياء، فهو كرمز للمسيح، والمسيح بلا خطية.
قَضِيبَ لَوْزٍ: شجرة اللوز = الرؤيا تشير لسرعة الخراب الآتي على أورشليم. لكن من ناحية أخرى فهي تشير لاشتياق المسيح ليتم لنا الخلاص (إش2:27-5).
قِدْرًا: القِدر
= الرؤيا تشير للخراب الآتي على أورشليم. ومن ناحية أخرى لهدم العتيق. والقدر هي إشارة للألام التي نعاني منها في هذا العالم للتأديب والتنقية، فنار الفرن الموضوع عليها القدر تشير لبابل التي كانت أداة تأديب ليهوذا. والآلام كانت عقوبة على الخطية. ولكن الله كما نقول في القداس الغريغوري "حوَّلت لي العقوبة خلاصا".إذًا: إشعياء: تنبأ عن المسيح وخلاصه (ميلاده وآلامه وقيامته وحتى الحياة الأبدية).
إرمياء: كان يرمز للمسيح في أنه أتى لخاصته وخاصته لم تقبله.
حزقيال: تنبأ عن بناء الهيكل الجديد (الكنيسة التي هي جسد المسيح).
دانيال: تنبأ حتى نهاية الأيام ومجيء ضد المسيح. وتنبأ عن ميعاد ميلاد المسيح وصلبه.
بعد أن رأينا إشتياق الله للخلاص. نجد هنا عتاب رقيق من الله لشعبه. نجد هنا الله يتلاطف مع شعبه الذي تركه. ربما هو كلام واضح عن إسرائيل التي تركت أرض مصر وأسكنها الله من محبته لها في أرض بساتين فنجسوها. ولكن أليست هي نفس قصة آدم الذي خلقه الله في جنة فأخطأ في حق الله. وصدق الشيطان
وكَذَّبَ الله= حولوا نحوي القفا لا الوجه. وعجيب أن الله هو الذي يسعى للصلح مع الإنسان. كما سبق فالله يبحث عن خلاص الإنسان ، ولكن كما قال القديس أغسطينوس "الله الذي خلقك بدونك لا يستطيع أن يخلصك بدونك". لذلك نجد الله هنا يسعى وراء الإنسان ليقبل أن يتوب.
هنا نسمع أن الخلاص هو عن طريق تأسيس الكنيسة جسد المسيح من اليهود والأمم ورمز لهذا يهوذا وإسرائيل
. الله يُرسل إرمياء لكلا يهوذا وإسرائيل ساعيًا للصلح= المسيح أتى من أجل اليهود والأمم. فالبرغم من أن الكل أخطأوا وأعوزهم مجد الله، لكن الله لم يرفض الإنسان، ولم يُطَلِّق أي لم يقطع علاقته بالبشر. بل جعل كنيسته واحدًا ويسكن فيها بعد أن يفديها= في ذلك الزمان يسمون أورشليم كرسي الرب ويجتمع إليها كل الأمم.
سمعنا عن تأسيس الكنيسة وهنا نسمع عن شروط أنها تظل نور للعالم ، ونجد هنا إنذار للكنيسة بأن تسلك في حياة التوبة وإلا فالخراب آتٍ بيد الشيطان الأسد الزائر. ونرى في هذا الإصحاح أيضًا صورة لضربة
لليهود رافضي المسيح والذين صلبوا المسيح، ومهما تزينوا (30) ستخرب لأنها رفضت خلاص المسيح. ولكن لا تنتهي إسرائيل للأبد، فهناك بقية (27). وهذا الكلام موجه لليهود ولنا.
صورة تطبيقية للآية "الجميع زاغوا وفسدوا". والله يؤدب وهم يرفضون التأديب بعناد. والنتيجة خراب.
وهذا ما حدث لليهود حينما رفضوا المسيح وصلبوه. فكان سبب خرابهم رفضهم للمسيح إلههم إذ قالوا ليس هو (12) وذهابهم وراء آخر (19). وأرسل الله عليهم أمة من بعد (الرومان) (15) فخربتهم، ولكن الله يقول لا تفنوها (10) فالله يعلم أن هناك بقية ستؤمن في نهاية الأيام. وأيضًا هذا موجه لليهود ولنا ولكل من يرفض خلاص المسيح. ولاحظ أن اليهود كانوا يريدون أن يحتموا بمصر. وبالنسبة لنا.. فمن هو الذي نحتمي به (شخص ذو مركز/ أموال/ قوتي وذكائي..) أم الله.
إهربوا يا بني بنيامين من وسط أورشليم
= المقصود إهربوا من الشر الموجود في أورشليم. ومن يهرب يصير إبنًا لليمين (بنيامين= ابن اليمين) (مت33:25). ومن لا يهرب من الشر فالخراب قادم. وهذا يذكرنا بالمسيحيين الذين هربوا من أورشليم كما قال لهم رب المجد، حينما رأوا علامات رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي (مت24: 15). ولكن هذا الإنذار موجه للكنيسة في كل زمان إهربوا من الشر الذي في العالم لئلا تهلكوا معه (رؤ18: 4). ومن لا يهرب من الشر يهلك. ملخص هذا الإصحاح "اذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ.. وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِي.. وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ" (رؤ2). وطريق التوبة = نوح وإنسحاق ومسوح ورجوع لسيرة الآباء (16، 26). والبديل= كسر عظيم (1، 4..).وكان
الكهنة والأنبياء الكذبة يخدعون الشعب ويعدوهم بالسلام وذلك لأجل الربح (13، 14). والله قال أن هذا كَمَنْ يشفي الجرح عَلَى عَثَمٍ = صديد. فهؤلاء الكهنة لم يرشدوهم للتوبة فكانوا كمن يغلق الجرح وبداخله صديد. فلا سلام بدون توبة.
أزحزح منارتك
(رؤ2). حدثت مع إسرائيل حينما أخرب الله شيلوه. إذًا التوبة الصحيحة هي في إصلاح الداخل وليس المظهريات. إنتهى الإصحاح السابق بفساد الأنبياء الكذبة إذ يشفون جراح الشعب على عثم، ونجد إرمياء لا يخطئ مثلهم بل يدعو الشعب للتوبة وينذرهم بأنه إن لم يتوبوا فالخراب قادم .
بدون وجود المسيح وسط
كنيسته أو لكل إنسان منفصل عن المسيح فالنتيجة مخيفة.إهانة وموت أدبي (1-3 +10)/ ضياع الحكمة (8، 9) / ولا سلام (11)/ الحياة في مرار (14)/
يُنزعون من أرضهم (لليهود)/ وبالنسبة لنا يضيع منّا ميراثنا السماوي (13) والأسوأ: فالرعاة والخدام يفقدون كلام الله المعزي (22).
رثاء إرمياء الخادم الأمين ودموعه (1) = بكاء المسيح على أورشليم وعلى قبر لعازر. فالله يرثي حال الإنسان الذي خلقه في مجد
ففقده الإنسان وتحول فرحه إلى موت وحزن.ولكن عمل الله 1) يحاول تنقية البشر (7).
2) وإن رفضوا التنقية يعاقب، فالله قدوس (25).
وهو ديان كل الأرض.
الله يطلب من شعبه أن لا يرتعبوا من الأصنام فهي مجرد أخشاب قطعت من شجر (1-5). ولكن المقصود.. لا تخافوا من الشيطان وأعماله وقوته فهو مجرد أداة تأديب في يدي أؤدب بها أولادي حتى أضمن
لهم مكانا في السماء. فالمسيح بصليبه لم يقضي تمامًا على الشيطان بل أضعفه جدًا وحبسه، وصار أولاد الله لهم سلطان عليه (ورمز الشيطان هنا هو بابل التي أرسلها الله لتؤدب شعبه). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذا معنى "يُبَكِّتُ.. عَلَى دَيْنُونَةٍ.. لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ" (يو 16: 8، 11). فلو قلنا أن الشيطان أقوى منا وهو يُسْقِطنا، نجد أن الروح يديننا إذ أن المسيح سحقه ووضعه تحت الأقدام.إِذَا أَعْطَى قَوْلًا - تَكُونُ كَثْرَةُ مِيَاهٍ - صَنَعَ بُرُوقًا (آية 13)
إذا أرسل الله ابنه كلمة الله ← يأتي الروح المعزي ← وتأتي معه وعود الله ببركات كثيرة
آيات (17-22) قد تبدو طرقنا في العالم أن كلها مشقة.
آيات (23-25) لكن الله ضابط الكل يحول كل الأمور للخير.
هنا يبدأ الوحي في شرح الخلاص الذي بالمسيح.
يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ.. مِصْرَ (4)= الابن حررنا من عبودية إبليس (يو36:8).
سلكوا كل واحد في عناد قلبه (8)= عاد الذين حررهم الابن لعبودية إبليس.
زيتونة خضراء.. دعا الرب اسمك (16)= الكنيسة ملأها الله من الروح القدس
← كيف؟
أنا كخروف داجن (19)= الصليب.
والرافض للمسيح يعاقب (21-23)
اليهود ينفذوا الصلب= إِخْوَتَكَ.. وَبَيْتَ أَبِيكَ غدروا بك (قَدْ غَادَرُوكَ)... لاَ تَأْتَمِنْهُمْ (6) وصاروا لله
كطيور جارحة. أَنْتَ قَرِيبٌ فِي فَمِهِمْ.. بَعِيدٌ مِنْ كُلاَهُمْ = حياتهم مظهرية كالقبور المبيضة من خارج . إفرزهم كغنم للذبح= نهايتهم على يد الرومان وتشتتوا بعد أن تركوا أرضهم = أقتلعهم عن أرضهم (آية14) . وكان تشتت اليهود نتيجة لصلبهم للمسيح. ورجوع البقية في نهاية الأيام = إذا تعلموا علما طرق شعبي (المسيحي). ويؤمنوا بالمسيح إلها لهم = يحلفوا باسمي (16). لأن المصلوب هو ابن الله= أنت يا رب عرفتني (3) = [فَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ...] (مت11: 27؛ لو 10: 22).
لماذا الصلب؟ لماذا سيق المسيح كخروف داجن؟
الله خلق آدم وحواء كملوك (18). وسقط تاجهما بسبب خطيتهم (7)= ولصقت الخطية بالإنسان فصار كالكوشي وكالنمر الأرقط (اللون الأسود لون الخطية)، وتغيير اللون مستحيل. بل صار آدم وحواء عرايا (26). ومات المسيح ليرفع عنا كل هذا.
فالخلاص كان بأن يموت المسيح ويقوم، وبالمعمودية يجعلنا الروح القدس نموت مع المسيح بحياتنا القديمة ونتخلص منها هذه التي كانت سوداء على شكل الكوشي والنمر. ونقوم متحدين معه في خليقة جديدة لها حياة أبدية هي حياة المسيح.
كيف صار حال العالم بعد السقوط = مجاعة (1) + نوح (2) + عويل + لا مطر (4) والمطر رمز للروح القدس المعزي (22) + لا ثمار (6) + في (18) صورة مؤلمة للعالم.
لا شفاعة كفارية لفدائنا تُرْتَجَى من إنسان، حتى لو كان موسى أو صموئيل، فهم
لهم أخطاءهم. وليس سوى دم المسيح. في هذا الموقف والله غاضب، فالخطية لا تغفر سوى بالموت (تك17:2). وبالخطية دخل للإنسان روح تمرد وعصيان وفسدت طبيعته. وكان فداء المسيح ليكون لنا طبيعة جديدة بها نخلص (غل6: 16). أما التجارب التي تصيبنا في هذه الحياة، فإذ تقسَّى الداخل وصار حديدًا، فلكي يكسره الله ليلين يرسل له حديد أشد ليؤدبه (حديد من الشمال= بابل أو إبليس) لتنكسر كبرياء الإنسان ويخلص. وليهدأ غضب الله علينا الآن علينا أن نرجع إليه فيرجع إلينا (19).
(1- 13) صورة مؤلمة لحال البشرية بسبب الخطية، هنا نرى فقدان الفرح والتعزية.
(14، 15) الوعد بالخلاص بواسطة المسيح الذي يحررنا.
(16) ويرسل تلاميذه صيادي السمك (الجَزَّافِين) ليصطادوا الناس = انتشار الكرازة.
(19- 21) الأمم كلهم يدخلون الإيمان.
مشكلة الإنسان مع الخطية، أنه حينما أخطأ وسقط أحب الخطية، وكأنها صارت مغروسة في قلبه (آية1) + بالخطية ولدتني أمي (المزمور الخمسون) (مز 51) + (رو17:7). وصار القلب خَدَّاع يعد الإنسان بالسعادة في الخطية وهذا خطأ، بل يكون الإنسان كمن يجري وراء سراب أو ماء مالح لا يُروي أو أبار مشققة لا تضبط ماء تاركًا الله ينبوع الماء الحي. والله يعطي هنا مثلًا بالحجلة.
وإرمياء يدعو الكل لمعرفة الحق. فالمجد الحقيقي والفرح الحقيقي هو في وجود الله في وسطنا=
كرسي مجد مرتفع.. (12). وينادي: لا تتركوا الرب ينبوع المياه الحية (13) ففي هذا الشفاء (14). وكيف نفعل هذا؟ بحفظ يوم السبت (19-27) والمعنى أن نحيا في السماويات أي تسبيح الله والصلاة.... إلخ "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس..." (كو1:3) + (في20:3).ومن لا يفعل سيفقد الفرح والعزاء ويظل يشتكي أن الله لا يعطي الفرح الذي وعد به= ها هم يقولون لي أين هي كلمة الرب. لتأتِ.
وإرمياء كرمز للمسيح يقول= أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَعْتَزِلْ عَنْ أَنْ أَكُونَ رَاعِيًا.
الإصحاحين الثامن عشر والتاسع عشر:
ماذا يفعل المسيح الذي قدم نفسه ذبيحة على الصليب للبشرية الساقطة.
1. من وجد فيه أمل يعيد خلقته كالفخاري الذي يعيد تشكيل الإناء (إصحاح 18).
وهذا عمل الروح القدس الفخاري الأعظم الذي يجدد طبيعتنا (تي 3: 5).2. من لا أمل فيه، ويرفض أن يعود لله، ويتقسَّى
قلبه، فهذا يهلك (إصحاح 19).3. يسعى وراء كل نفس يعزيها وسط ضيقات هذا العالم ويقنعها بالطريق الصحيح.
مَن الذي صلب المسيح؟ الذي أصدر الحكم عليه قيافا رئيس الكهنة. ورمز لهذا فمن أصدر الحكم بالمقطرة (رمز لصليب المسيح) على إرمياء هو فشحور الكاهن بل كانت المقطرة عند بيت الرب على باب بنيامين، كما كان الصليب على أبواب أورشليم بجانب الهيكل.
عقوبة اليهود بسبب صلب المسيح= خراب أورشليم (4-6). وهذا حدث لليهود أيام إرمياء.
وكما سخروا من إرمياء وهو في المقطرة سخروا من المسيح وهو على الصليب.
خراب أورشليم بسبب صليب المسيح قرار نهائي (3-7). ولأنهم حكموا على المسيح صباحًا حكمًا ظالمًا، يقول لهم الله هنا.. إقضوا في الصباح عدلًا.. لكنهم لا يستجيبوا فقد تقست قلوبهم تمامًا (إر19).
الإصحاح الثاني والعشرون والثالث والعشرون:
في إصحاح 22 نرى سقوط 3 ملوك هم يهوآحاز ويهوياقيم ويكنيا، ذهب إثنان للسبي ولم يعودا، يهوآحاز في مصر ويكنيا في بابل أما يهوياقيم فمات ميتة بشعة. ونرى في هذا الإصحاح كيف كان الإنسان قبل السقوط، فكان سماويًّا مرتفعًا مُثْمِرًا كجبل جِلْعَادٌ (إر 22: 6)، وكان كملك فهو ابن ملك الملوك. ولو لم يخطئ الإنسان لإستمر في عظمته. وحينما سقط صار
برية خربة، وعاش في غربة مسبيًّا للشيطان (مصر أو بابل) والنهاية موت. وكانت خطية الإنسان الأساسية هي الكبرياء = هَلْ تَمْلِكُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُحَاذِي الأَرْزَ؟.وبسبب السقوط فسدت طبيعة الإنسان (إر 23: 10 – 40) وملخصها "الجميع زاغوا وفسدوا". والنتيجة أن إنسكب غضب الله على البشر، فالله قدوس لا يحتمل الخطية، فجاء على الإنسان آلام تليها آلام والنهاية موت البشر، كشجرة قطعت فروعها ولكن بقى ساقها. فهل يفشل الله الذي خلق الإنسان ليحيا أبديا في فرح ومجد؟! قطعًا لا، فحتى لو قطعت الأغصان، سيخرج من الشجرة غصنا جديدا، هو غصن بر، هو المسيح ابن الله ليعطي للبشرية حياة جديدة ورجاء جديدا، هو المخلص للكنيسة =
في أيامه يُخلَّص يهوذا (الكنيسة). وهو ملك السلام = ويسكن إسرائيل آمنا (إر 23: 6). ويصير هو الراعي الصالح لشعبه ويردهم ويرعاهم (إر 23: 3، 4).والحكم الذي صدر ضد اليهود بالخراب النهائي والموت (إر 8:22)، ومن بقى يذهب للسبي (إر 22:22) والسبي هو رمز لما حدث للبشرية كلها، ومن خلقهم الله كملوك أبناء ملك فقدوا مكانهم =
كنياهو ملك يهوذا كان خاتمًا نزعه الله (كُنْيَاهُو.. مَلِكُ يَهُوذَا خَاتِمًا عَلَى يَدِي الْيُمْنَى فَإِنِّي مِنْ هُنَاكَ أَنْزِعُكَ) (إر 24:22)= نزع عائلة داود عن الحكم والملك ، ويأتي من نسل داود، زربابل، كخاتم بديلًا عن كنياهو (حج23:2) رمزًا للمسيح المولود في العالم المستعبد لإبليس (زربابل = مولود في بابل أرض السبي). وصارت عائلة داود كشجرة قطعت، ليخرج منها غصن هو المسيح (إر 5:23)، وصار غصن بر ليغير طبيعتنا الساقطة الخاطئة (نمر أرقط+ كوشي) (إصحاح13) لنصير بر الله فيه (2كو21:5). ونصير خليقة جديدة (2كو17:5). بعد أن ماتت الطبيعة القديمة فينا (2كو14:5). فما كان ممكنًا تغيير لون الكوشي سوى بذلك. والمسيح الرب يضرب السُرَّاق واللصوص الذين جاءوا قبله (إر 1:23) والذين يمثلهم هنا الأنبياء الكذبة.
خلق الله العالم لمسرته فيه، كما يحب الإنسان التين لحلاوته. وفسدت البشرية. وجاء المسيح لينقي التين الجيد، أما التين الرديء يرفض (يو2:15).
في الإصحاحات (إر 22، 23) رأينا كيف كان الإنسان وكيف صار بعد الخطية. ثم رأينا عمل المسيح وكيف صار غصن بر. ولكن ما زالت في الإنسان طبيعته المتمردة. فماذا يفعل الله... يجيب القديس إغريغوريوس في قداسه "حَوَّلْتَ لِيَ العقوبة خلاصًا".
والسبي إلى بابل كان هو التأديب الذي سمح به الله لتأديب شعبه من الوثنية.
والآلام والضيقات التي حلَّت بالبشر نتيجة الخطية كانت هي الدواء لشفاء الإنسان وتأديب الإنسان ليخلص. وسينقسم البشر بعد عمل المسيح لفئتين :-
من يقبل المسيح يؤدبه ويكمله ليخلص وهذا هو التين الجيد.
ومن يرفض المسيح أو يرفض التأديب يهلك وهذا هو التين الرديء.
والعالم بسبب الخطية أسلم للباطل على الرجاء (رو20:8). أي تُرِك العالم مستعبدًا لإبليس والأرض
ملعونة، ولكن على رجاء مجيء المسيح، وكانت البشرية ستظل في هذه العبودية لمدة محددة ورمزها (70 سنة)، كما قال الرب في إشعياء [تَرَكْتُكِ لُحَيْظَةً وَبِمَرَاحِمَ أَبَدِيَّةٍ سَأَجْمَعُكِ] (إش54: 7). والعبودية لإبليس أضاعت من العالم الفرح والتعزية والشبع والنور (10). وقبل المسيح لم يترك الله شعبه، بل أرسل لهم أنبياء (4). وكانوا كنور وسط ظلام العالم. وهذه الآلام على الكل يهودًا وأمم (15-29). وباد السلام عن العالم (37) إلى أن يأتي المسيح ملك السلام.
الله يقول لإرمياء
قف في دار بيت الرب= والمسيح تكلم في الهيكل، بل طهره.هياج الكهنة عليه (8) لأنه تنبأ عن خراب الهيكل (6)= وهذا ما حدث مع المسيح.
شيوخ يدافعون عن المسيح= وهكذا فعل نيقوديموس.
ودعوة إرمياء هنا لشعب يهوذا هي لنا ولكل مسيحي، الله لا يحب العبادات المظهرية، فهؤلاء اليهود إعتمدوا على أن الهيكل موجودا في وسطهم، فلم يقدموا توبة ولم يهتموا بتنقية الداخل. والله يقول لو استمر الحال هكذا والفساد عام في وسطكم سأترك بيتي فيتحول إلى أحجار وأخشاب ومعادن، حينئذ يقدر العدو أن يحطمه كما حدث في شيلوه من قبل (حز8 – 11) فهو لم يعد بيتا لله. أما إرمياء نقي القلب فهو قد إنفتحت عينيه فعرف الرب كإله قادر أن يحميه فذهب للهيكل ونادى بإنذارات الله، والله حفظه.
الله يدفع الكل ليد نبوخذ نصَّر ليؤدبهم، والله يطلب الخضوع لنبوخذ نصر. فإذا كان نبوخذ نصر هو رمز للشيطان، فهل يطلب الله منّا أن نخضع للشيطان؟!!
قطعًا لا. بل أن نخضع للتجارب التي تنقي، وهذه يفعلها الشيطان (راجع قصة أيوب).
لكن لننظر للأمور على أننا لسنا في يد الشيطان بل نحن منقوشين على كف الله القوي ضابط الكل. والتجارب هي بسماح منه للتنقية. ولا نتذمر على الله الذي سمح بها. ومن لا يتذمر يكون كآنية للرب سريعًا ما ستعود لأورشليم (16، 17). بعد فترة السبعين سنة.
إرمياء المهان من حنانيا رمز للمسيح المهان من كهنة اليهود.
إرمياء كان يشتاق أن لا يتم السبي، ولكنه مجرد إشتياق، لكن المسيح حررنا فعلًا من سبي إبليس.
فهمنا من الإصحاح السابق أنه علينا أن لا نتذمر على التجربة التي نقع فيها فهي بسماح من الله. وهنا نرى مثالين عكس بعضهما كتطبيق عملي:-
إرمياء يقع في تجربة إهانة من حنانيا، فيمضي بسكوت والله يعطيه حقه.
حنانيا يرفض النير فيموت ويهلك.
فترة السبي ستطول، واليهود سيبقوا في الشتات فترة طويلة بعد صلب المسيح.
وهذا رمز للمدة التي يقضيها البشر في الأرض مضايقين من إبليس رئيس هذا العالم. والله سمح بهذا حتى يكمل عدد المخلصين في
العالم (رؤ6: 11) . خذوا نساء ولِدوا.. أي عيشوا حياة طبيعية في هذه الفترة (5-7). والله في خلال هذه الفترة يجمع أولاده، التين الجيد من كل مكان (14). أما التين الرديء فيهلك، يقطع ويُلقَى في النار. أمثلة على ذلك هنا أخاب وصدقيا وشمعيا (20-32).
هي إصحاحات إنجيلية تنتمي للعهد الجديد. وكعادة كل الأنبياء، فهم يتكلمون عن حال الشعب الرديء ثم يتحول الكلام ليشير إلى الحل، وهو المسيح الذي سيأتي ليغير شكل الخليقة الفاسدة، ويفك نيرنا وعبوديتنا لإبليس ويحررنا ويعيدنا إلى حضن الآب، وهذا هو الخلاص.
في هذا الإصحاح نرى وَعْد الله بتحرير الإنسان من عبودية الشيطان وسيكون ذلك في اليوم السابع للخليقة، والذي يحررنا هو ملك أسماه هنا داود (فالمسيح هو ابن داود بالجسد). وهذا اليوم السابع سيكون 1) يوم ضيق للإنسان وهذا ناتج عن الخطية والعبودية للشيطان (آية5). 2) هو يوم عظيم لأن ابن الله سيتحد بجسد البشرية ليفديها ويخلصها (آية7) ويشفيها (آية17) ويحررها (آية8) ويعيد للإنسان ميراثه السماوي (آية7). 3) يحوِّل الله العقوبة خلاصًا، وهذه الضيقات بعد فداء المسيح يستغلها الله في خروج خليقة جديدة للإنسان (آية6). 4) هذا الخلاص هو لكل العالم يهودا وأمم (ورمز هذا يقول أنه لإسرائيل ويهوذا، فمملكة إسرائيل الآن وقت هذه النبوة مشتتة في كل العالم بعد سبي أشور سنة 722 ق.م (آية3). والآن علينا الخضوع لملكنا ومخلصنا ابن داود (آية9). 5) هذا الخلاص كان بعيدا عن فكر أي إنسان (آية10). 6) والله تدخل بفداء ابنه إذ كان الإنسان قد وصل إلى حالة ميئوس منها (آية13) فهو في ضيق وحزن والنهاية موت (آية12) ولا يوجد من يخلصه (آية14). 7) الشيطان يهلك ويكون للدوس (آية16) أما الإنسان فله رجاء ولكن يجب تأديبه أولًا عن طريق الضيق الذي نحيا فيه الآن (آية11). 8) يعود البشر ليصيروا قصرا يسكن فيه الله ملك الملوك (آية18) فيعود الفرح للإنسان (آية19).
ولماذا نملك المسيح علينا؟
لأنه قدَّم نفسه ذبيحة عنا=
وأقربه (الكلمة تعني ذبيحة أو قربان).فيدنو إليّ
= ثم يرتفع ويجلس كشفيع كفاري عنّا ليحملنا فيه إلى حضن الآب.
الله يجمع كنيسته من اليهود والأمم (1). وهي كنيسة يملأها الفرح (4). ويُرسل لها رُعاة لإنذار شعبه= نواطير (6). والفرح علامته التسبيح (7). وهذا التسبيح نتيجة امتلاء الكنيسة من الروح القدس (9). ويضم المسيح لكنيسته حتى الضعفاء والخطاة (الحبالَى)، وهذا عمله المسيح إذ قبل العشارين والخطاة (8) فهو قصبة مرضوضة لا يقصف. والمسيح يكون لكنيسته الراعي الصالح (10). الذي فدى كنيسته. ويملأها من الروح القدس = الزيت. ويعطي لكنيسته جسده ودمه= الحنطة والخمر (12). ولكن سيكون هناك شهداء وأولهم أطفال بيت لحم (15). ولكنهم يذهبون للسماء (17). وهي كنيسة تعيش في السماويات= مرتفع صهيون (12). وستعيش الكنيسة في رحلة رجوع دائم للمسيح=
إرجعي.. إرجعي (21) (نش13:6)، أي رحلة توبة دائمة. والتوبة هي عمل مشترك بين الله وبيني= توبني فأتوب (18). فالله يقول للنفس إرجعي، وهذه دعوة أيضا لليهود الذين ما زالوا ضالين ورافضين للمسيح. ومن يستجيب يعود إلى حضن الله في المسيح، لأن الكنيسة تكون كأنثى تحيط برجل (22). إتحادها بعريسها يعود بها لحضن الآب. والعودة إلى المسيح تكون بالروح القدس، الذي يقنع ويبكت ويعين حتى نرجع لبيتنا أي جسد المسيح لذلك ظهر الروح على هيئة حمامة يوم معمودية المسيح، فالحمام دائما يعود إلى بيته ، ونجد هنا وعد بعودة اليهود للإيمان بالمسيح.وهذا الإصحاح نجد فيه لأول مرة كلمة عهد جديد (31) فيه يسكب الروح القدس محبة الله في قلوبنا، فنطيع وصايا الله عن حب (يو23:14+ غل22:5، 23).
والكنيسة خالدة وأبواب الجحيم لن تقوى عليها (35-40). وتكون هي ميراث المسيح خيط القياس (39) يستخدم لتوزيع الميراث.
إرمياء المسجون (إِرْمِيَا النَّبِيُّ مَحْبُوسًا) = نحن الآن ما زلنا في الجسد، هكذا الكنيسة الآن.
عقوبات الشعب وآلامهم كنتيجة للخطية قد يبدو للناس أنه وضع ميئوس منه.
ثقة إرمياء وشراؤه للأرض= ثقتنا وإيماننا بميراثنا السماوي ومعه تنتهي هذه الآلام.
فالكنيسة تحيا الآن في الإيمان (غل20:2) تنظر إلى ما لا يُرى (2كو18:4).
الله وعد بالخلاص وهنا يكرر ويشرح أن كل محاولات البشر للخلاص ستفشل لذلك هو يخلص فهو الذي خلق البشر وهو سيعيد خلقتهم خلقة جديدة ويثبتها ويعيد لها أفراحها.
الله يجمع كنيسته من كل من يقبل أن يُشفى (6-13). وهذا ما يحدث الآن لنا ونحن على الأرض= نحن في فترة الإعداد لنتزين كعروس لعريسها. هذه هي فائدة الآلام التي نحيا فيها الآن. والكنيسة لا يعود الله يرفضها (25، 26). بعد أن بررها المسيح (15، 16). وملك عليها
ابن داود. وترك فيها الكهنوت وذبيحة الشكر الإفخارستية سر حياة، فلا تموت (11) حتى ينقلها إلى السماء. ولكن كل هذا لمن له إيمان إبراهيم وإسحق ويعقوب (26) وهؤلاء المؤمنين أحياء وليسوا أموات (مت32:22).
خلاص المسيح ليس دعوة للفوضى، بل المرتد سيعود لعبوديته. ورمز هذا إعادة العبيد المحررين لعبوديتهم. ونلاحظ أن استعباد العبراني 7 سنين ثم يتحرر بحسب الناموس، هذا كان رمزًا لعبوديتنا لإبليس فترة حتى يأتي المسيح، وهذه الفترة يشار لها هنا بالسبعين سنة. ومن تحرر من عبودية إبليس الآن في صباح اليوم السابع يقوم من موت الخطية، وهذا عربون قيامة الأجساد في القيامة العامة في اليوم الثامن.
الله يعجب ويحب بمن يطيع وصاياه مثل الركابيين الذين أطاعوا وصايا أبيهم، ووصاياه كانت أن يعيشوا بروح الغربة بلا أفراح عالمية، وإلتزامهم بوصايا الآباء هي إلتزامنا الآن بتقاليد الكنيسة
. سبق في الإصحاحات السابقة وسمعنا وعود الله بتأسيس كنيسته كخليقة جديدة لها ميراث الفرح. وهنا نرى وصية الله لكنيسته لتحافظ على هذا الميراث الأبدي = لا ينقطع ليوناداب بن ركاب إنسان يقف أمامي كل الأيام (آية19).
يهوياقيم يتحجر قلبه ويهزأ بكلام النبوات فيزيد الرب عليه العقوبات: فالتعدي عقوبته أكبر من الخطية، فالتعدي هو الإصرار ببجاحة وبلا خوف على الخطية.
هنا صورة معكوسة ليوناداب بن ركاب وبنيه الذين ضمنوا الميراث الأبدي، فمن يتحجر قلبه يهلك.
الإصحاحات السابع والثلاثون والثامن والثلاثون:
في إصحاح 35 رأينا صورة البركة لمن يطيع الوصية، وفي إصحاح 36 رأينا صورة معكوسة لمن يعاند بإصرار فيهلك، هنا نرى صورة للتردد والتلكؤ في اتخاذ القرار.
صدقيا هنا يمثل الإنسان الضعيف المتردد بين الخطية والتوبة، مثل فيلكس الوالي الذي إرتعب من كلمات بولس الرسول وأجل توبته (أع25:24).
لكن قد تكون الفرصة الحالية أمامك هي آخر فرصة في حياتك، وللأسف فهذا هو ما حدث مع صدقيا.وصدقيا ظهر ضعفه حتى أمام الأشرار الذين أرادوا قتل إرمياء بإلقائه في الجب.
وكان خروج إرمياء من الجب رمزًا لقيامة المسيح بعد إلقائه في القبر.
فالله يعطي لكل واحد فرصًا للتوبة لمدة معينة = "أَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ" (رؤ21:2، 22) فلننتهز الفرصة "مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ" (عب13:3) ولا نُسْخِط الله.
الإصحاحات التاسع والثلاثون حتى الثالث والأربعون:
تحقيق النبوات يشير لصدق وعود ووعيد الله. وما نراه فيما حدث بعد سقوط أورشليم من غدر وخيانة ووثنية يبرر الله فيما فعله بأورشليم، فهؤلاء الأشرار كانوا أحسن الموجودين.
تحقيق النبوات يشير لصدق وعود ووعيد الله.
وإسمعيل وما حدث منه يشير لما قال عنه الله التين الرديء.
ورجوع البعض إلى مصر يشير لعودة من أسماهم بالتين الرديء للعبودية.
واستشهاد إرمياء في مصر يشير لصلب المسيح وموته في العالم الخاضع للعبودية.
وولادة زربابل في بابل رمز لولادة المسيح في العالم أرض العبودية.
وعيد الله يتحقق في الأشرار، فملك إسرائيل صار أعمى وأخذ أسيرًا.
والله أرسل له صوته لينذره أي إرمياء، فوضعه في السجن وقاوم صوت الروح القدس، وهذا يماثل قول بولس الرسول "لا تطفئوا الروح" (1تس5: 19). وإذ نطفئ الروح تنغلق حواسنا ولا نعود نرى أو نسمع، وهذه هي نتيجة مقاومة صوت الروح القدس. فالروح القدس هو الذي يفتح حواسنا الداخلية التي تتصل بالسماء.وهذه عقوبة كل متردد في التوبة، فالله خلق الإنسان ملكًا حرًا لا سلطان لأحد عليه. ولخطيته تسيَّد عليه إبليس (بابل) فأعماه وساد عليه (شمشون). أما أنقياء القلب فيعاينون الله
(مت5: 8).ونرى تحقيق وعد الله للأبرار (إرمياء وعبد ملك الكوشي).
والفقراء هنا رمز للمتواضعين البسطاء، هؤلاء لا يؤخذون للسبي.
إرمياء يرفض الذهاب إلى بابل تحت إغراءات ملك بابل= الأبرار يرفضون إغراءات إبليس.
ولاحظ أنهم كانوا سيكرمونه في بابل، لكنه لا يريد شيئا من العالم.أورشليم الخاضعة لملك بابل وما فيها من المتواضعين = تمثل الكنيسة الآن الخاضعة لألام التأديب (ومن فيها من البسطاء).
دخول إسماعيل وسط المتواضعين البسطاء= زوان وسط الحنطة.
علينا أن ننتبه حتى لا يقتلنا إبليس مثل جدليا= إسهروا وصلوا.
إسماعيل رمز لإبليس أو لمن يعمل بمشورة إبليس القَتَّال للناس الغافلين مثل جدليا، ومثل هؤلاء المتشبهين بالوثنيين= أي من ليست عبادتهم نقية.
ولكن رحمة الله تدرك أولاده فيهرب إبليس منهم، كما هرب إسماعيل
إلى عمون.يوحانان الخائف: يُوحَانَانُ.. وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ الَّذِينَ مَعَهُ، كُلَّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ.. يَسِيرُوا وَيَدْخُلُوا مِصْرَ مِنْ وَجْهِ الْكَلْدَانِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَانُوا خَائِفِينَ مِنْهُمْ = يهرب من التأديب في أورشليم (الكنيسة)، فيقتل في مصر= أرض العبودية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك قال الأنبا بولا (من يهرب من الضيقة يهرب من الله). لذلك قال السيد المسيح لبطرس رافض الصليب "إبعد عني يا شيطان" (مت21:16-23).
الإصحاحات الثاني والأربعون والثالث والأربعون:
هناك من يطلب مشورة الله، فإذا وجدها بحسب مشيئته نفذها، وإذا لم يجدها كذلك رفضها، كما فعل هؤلاء. لذلك علمنا المسيح أن نصلي لتكن مشيئتك. وهذا ما قاله الرب لإرمياء "لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم" (إر 17:1). فلماذا الخوف كما خاف هؤلاء الجبناء، والله معنا، هل الشيطان أقوى من الله؟!!
هي نبوات ضد الأمم، ولنلاحظ فالله ليس ضد الأمم بل:
1) الله ضد الخطايا التي في وسط الأمم.
2) الله ضد ما ترمز إليه هذه الأمم بوثنيتها، وهنا نرى رموز هذه الأمم لإبليس.
3) والله ضد يهوذا شعبه لو أخطأوا مثل هذه الأمم، فالله ليس عنده محاباة. والله قدوس وهو ضد الشر عمومًا أينما كان وأيًا كان من يفعله.
4) هناك وعود برجوع بعض هذه الأمم. فالله ليس ضد الأمم كشعوب وبشر.
5) لا وعود لبابل. بل بابل آخر الهالكين فهي مملكة الشر في العالم عروس الشيطان، عكس الكنيسة عروس المسيح. وهي رمز للوحش ضد المسيح الذي يأتي في آخر الأيام. ولا وعود لبابل، فلا عودة للشيطان الهالك فهو لن يتوب، بل مكانه في البحيرة المتقدة بالنار المعدة له.
ما يفسر النبوات ضد الأمم، هو الآية التي وردت في (إش63: 4): "لأَنَّ يَوْمَ النَّقْمَةِ فِي قَلْبِي، وَسَنَةَ مَفْدِيِّيَّ قَدْ أَتَتْ".
فالله لا ولم ولن ينسى للشيطان ما فعله في الإنسان، فالله يحب آدم، هو أحبنا فخلقنا، وكانت [لَذَّاتِه مَعَ بَنِي آدَمَ] (أم8: 31). والله حزن على ما حدث للبشر، لذلك بكى المسيح عند قبر لعازر، لأن ما رآه أمامه موت ونتانة، وصراخ وعويل وحزن، لكنه كان قد خلق الإنسان ليفرح في جنة عَدْنْ. فنرى أن كل التهديدات التي وردت هنا ضد الأمم، إنما هي ضد الشيطان على ما فعله في آدم ونسله.
الإصحاحات الرابع والأربعون حتى السادس والأربعون:
الإصحاحات (44، 45، 46) هي نبوات ضد يهوذا وضد مصر.
الله يعاقب فرعون لكبريائه فهو رمز لإبليس المتكبر. والله يبدأ بعقوبة شعبه يهوذا الذين إرتدوا خائفين فهربوا إلى
فرعون، وعبدوا الأوثان هناك. والله حين يبدأ بالعقاب يعاقب أولاده أولًا، الذين عرفوه ثم إرتدوا عنه، لأنهم لم يؤمنوا بقوته ووعوده لهم بحمايتهم.
خداع إبليس:
هو يخدع كل واحد:
1.
يخدع ويَعِدْ الإنسان بملذات العالم الذي هو رئيسه بأن الخطية فيها متعته. لا يستطيع أن يتركها لملذاتها التي إستعبدته. وأن الخطية أقوى منه، وهكذا أوهم اليهود أن يبخروا لملكة السموات،3. فبسبب ملكة السموات تأتيهم الخيرات. وطبعا لا يوجد ما يسمَّى بملكة السموات، بل هو إختراع شيطاني ليعبد الناس الشيطان نفسه، فالشيطان هو من يقف وراء كل عبادة وثنية أو لذة خاطئة. وبهذا يستعبد البشر [أعطيك كل هذه.... ولكن خر وأسجد لي] (مت 4: 9).2.
يخدع التائب بأن يثير الدنيا ضده حين يقرر التوبة، ليظن أنه كان في أمان وهو في طريق خطيته، وأنه لو فكر في ترك الخطية، فالشيطان سيؤذيه ويضره بشدة ماديًا فينخدع ويظن أن حمايته أنه يظل في خطيته. ولهذا السبب الغبي عبد أناس الشيطان إذ أوهمهم أنه:- 1) هو القادر أن يضرهم فهو القوي ولو عبدوه يتركهم في سلام 2) هو القادر أن يعطيهم الملذات الحسية التي يشتهونها.3. يخدع الخاطئ بأنه قوي، وأن الخطية أقوى منه وهذا فعله فرعون إذ
وعد صدقيا الملك بالحماية وهو غير قادر، وظن الشعب أن الخير كله في مصر فإرتدوا إلى مصر.والله يقول لهؤلاء.. لا تخافوا منه فرعون ملك مصر هالك. ومترجمة في الـ New KJV "Is But A Noise”
أي مجرد صوت مخيف غير قادر على الإيذاء. (أي مسدس صوت). صوت يظهر قليلًا ثم يتلاشى.أ. يعد بالحماية لمن يتبعه وهو غير قادر.
ب. يخيف من يتركه وهو غير قادر أن يؤذيه.
ت. وهناك من يخشى صوت إبليس المزعج (وهو ما يثيره الشيطان من مشاكل لمن يقرر التوبة عن طريق الشر) ويصدق إبليس الكذاب (الذي يهمس في أذن التائب المرتعب أنه لو ترك طريق التوبة فسوف تنتهي المشاكل التي يتعرض لها). وينخدع بوعود إبليس الذي يعده بأن اللذة والفرح هما في طريق الخطايا التي تاب عنها، وهذا الخداع ناتج عن تجاوب دعوة إبليس للإرتداد إلى الخطية مع الشهوة الكامنة في القلب. ولكن من يخشى إبليس ويصدقه وينخدع.. فيرتد.. فهو يهلك.
وفي إصحاح (44) يبدأ الله بعقوبة شعبه يهوذا المرتد إلى فرعون.
وفي إصحاح (46) نرى عقوبة فرعون رمز إبليس المتكبر المخادع الذي يَعِدْ ولا يوفي ويخيف وهو غير قادر.
والحل: في ص (45) ألا نطلب أمورًا عظيمة (كما فعل باروخ). فهذا يَعِدْ به الشيطان رئيس هذا العالم. كل من يبني أمالًا عظيمة من هذا العالم يسقط في فخ إبليس [أعطيك كل هذه ولكن خر واسجد لي] (مت 4: 9).
فالأرض التي إبليس رئيسها ستفنى بملذاتها وشهواتها فهل نجري وراء سراب. لذلك وضع إصحاح (45) بين إصحاحي (44، 46).
والخلاصة: مصر رمز لإبليس 1) بكبريائه.
2) يعد ويخيف وهو غير قادر.
يهوذا هم شعب الله الخائف من الوعيد الشيطاني (بابل) أو الوعود
الشيطانية الزائفة (مصر). فيرتد ويسجد لإبليس. كما فعل هؤلاء وعادوا ليحتموا بمصر فرعون.
نبوة ضد غزة وصور وصيدون
غزة تشير لمن هو في عداوة مستمرة مع شعب الله. وتشير لمن هو موجود في وسط الكنيسة أرض الله (أرض البركة) ولكنه ليس مؤمنًا بالله.
صور وصيدا المتحالفين دائمًا مع غزة
ويساعدوها. هم رمز لمن يتحالف مع الشر ضد أولاد الله.
الإصحاحات الثامن والأربعون والتاسع والأربعون:
موآب وبني عمون:
هؤلاء نغول لا أبناء (هم أولاد لوط من الزنا مع بناته). إذًا هم ليسوا بأولاد شرعيين ولنرى أعمالهم التي ترمز لما يعمله الشيطان.
موآب:
1. بالاق ملكهم
يعثر إسرائيل شعب الله (أولاد الله الشرعيين) بأن جعلهم يزنوا فيموتوا وهكذا الشيطان، يلقى عثرات أمامنا فإن سقطنا يشمت فينا ويشتكي علينا.2. النغول
يرفضون تأديب الله لهم (عب8:12). ويريدون أن يعيشوا في أفراحهم العالمية (11). وهذا بالضبط ما يعمله الشيطان إذ يجعلنا نرفض الصليب ونتذمر عليه، لذلك قال الرب لبطرس حين رفض الصليب "اذهب عني يا شيطان".3. كبرياء موآب (29) وسخريته من أبناء الله (27). إذًا هم يعثرون الشعب ثم يسخرون منه
في ألامه الناشئة عن خطاياه. وهذا عمل إبليس دائمًا.4. موآب كذاب وكذلك الشيطان (يو44:8).
كاذب باطلًا= هو يعد بكل ما هو باطل+ يشتكي شعب الله كما إشتكى موآب شعب الله لدى البابليين . ولذلك فالشيطان يسمى المشتكي. والله سيبطل شكاواه، لذلك يقول عنه باطل.بني عمون:
1. كبريائهم يشير لكبرياء الشيطان.
2. قتلهم لبني إسرائيل شعب الله.
3. ضيعوا ميراث شعب الله، فلقد أخذوا مدن إسرائيل، والرب سيعيد ميراث شعبه.
4. يفتخروا بالأودية. وأولاد العالم يفتخرون بماديات تافهة.
5. بنت.. مرتدة= هم مرتدون (4).
والله قد خرب موآب (رمز الشيطان) وجعلهم مثارًا لسخرية شعبه (إر 26:48). وهكذا ضرب المسيح الشيطان بصليبه وفضحه وقيده، بل طلب منا أن نظل في حرب ضده، ومن يتكاسل يلعنه الله (إر 10:48). فهل ما زال فينا من لا يزال يصدق كذب الشيطان وأنه الأقوى.
والعجيب أن الله في محبته يرثي موآب، وهذا ما فعله مع الشيطان (إش12:14+
حز12:28) . والله حزين عليه إذ خلقه كامل الجمال، فطرحه الله فصار رمادًا (حز17:28، 18). وبنفس المعنى نفهم هنا آية (إر 17:48).والمسيح أتى على الشيطان من السماء= كنسر (40) ليربطه بسلسلة (41) وراجع (رؤ1:20-3). وكان الصليب حفرة وفخ لإبليس (43). كما كان صليب مردخاي.
وكان خراب مدن موآب رمزًا لخراب العالم الذي الشيطان رئيسه.
آدوم:
1. رمز للشيطان القتال للناس (يو44:8) فآدوم تعني دموي.
2. عدو تقليدي ليعقوب منذ البطن.
3. هو قتَّال ترك أيتام وأرامل عبر التاريخ، والله يعد بأن يرعَى هؤلاء الأيتام والأرامل ويخلصهم. وأن يشرب آدوم من نفس كأس الموت والهلاك التي شرب منها قبلًا أولاد الله. ويخرب أبديًا (إر 11:49-13).
4. أدوم تكبرت لأنها ظنت نفسها في حماية طبيعية، فمساكنهم محاطة بالجبال، لا يمكن لعدو أن يقتحمها. هي محصنة طبيعيًا. وأهل تيمان نسل آدوم مشهورين بالحكمة، لكنها حكمة الحية.
وهذا يشير لإبليس الذي أسقط آدم وحواء وماتوا. وكان هلاك إبليس مرتبطًا بخلاص آدم وبنيه من الموت. وظن إبليس أنه لا يمكن أن يهلك في البحيرة المتقدة بالنار، إذ ظن أن مشكلة موت البشر ستظل بلا حل. فازداد كبرياءه.
لكن المسيح أتى عليه من السماء كنسر (إر 22:49). وقام من الأموات كأسد (19). وليصعد للسماء ثانية كنسر. وليكون لشعبه الراعي الصالح (19). وملك على شعبه كأسد. وجعل شعبه، صغار الغنم تسحب الأبالسة (20) = لهم سلطان أن يدوسوا إبليس (لو19:10). فملكهم أسد خارج من سبط يهوذا، ملك على شعبه بقوة صليبه، خلص شعبه ليلقي إبليس في البحيرة المتقدة بالنار.
دمشق: هي أقدم مدن العالم وبذلك تشير
للعالم بمغرياته. والله خلق العالم وفرح به. ولذلك يسمي دمشق مدينة فرحي (قَرْيَةُ فَرَحِي). الله خلق العالم وخلق إبليس ليفرح بالجميع، لذلك خلقه جميلًا (العالم وإبليس والبشر، فالله جميل، وكل ما يخلقه يكون جميلًا. والخطية خربت كل شيء. وصار العالم مضطربًا وهذا بسبب مكيدة إبليس. والله خلق العالم جميلا ليكون أداة ووسيلة يحيا بها الإنسان ويفرح بها، لكن:-لعنت الأرض بسبب الخطية وفقدت جمالها.
بدلا من أن يكون العالم أداة ووسيلة يحيا بها الإنسان ناظرا لله ومسبحا وشاكرا له محبته وعمله، تحول العالم إلى هدف، وتحول اتجاه نظر الإنسان إلى العالم بدلا من الله. وكان هذا بسبب خداع الشيطان رئيس هذا العالم.
قِيدَارَ وَ.. حَاصُورَ: هم نسل إسماعيل المولود
بحسب الجسد. هؤلاء ليس لهم ميراث مع أولاد الله، أولاد الموعد. هؤلاء لهم أمان كاذب، فالله ليس سور من نار لهم (إر 31:49). والله الذي خلق كل العالم أعطاهم خيرات، فهو رازق الجميع. والله يتمنى لو آمن الجميع. ولعدم إيمانهم عاد وأخذ منهم الخيرات فهم لا يستحقونها. وهم لأنهم بلا حماية= بلا أسوار، أخذ منهم نبوخذ نصر خيراتهم. وهكذا كل من لا يطلب حماية الله يهاجمه إبليس ليأخذ خيراته وبركاته هذه التي سبق الله وأعطاها له.عِيلاَمَ: العيلاميون: هؤلاء رمز لمن يعتمد
على قوته أو مواهبه وليس على قوة الله. وهكذا إبليس.
الإصحاحات الخمسون حتى الثاني والخمسون:
بابل:
رمز لإبليس الذي استعبد الإنسان (إصحاح 52). هي مملكة الشر في العالم، عروس إبليس، وخرابها نهائي (رؤ18). والشيطان ومن يتبعه خرابهم أبدي (رؤ17). أما الكنيسة عروس المسيح فنجدها في (رؤ12). وهنا نرى بوضوح ارتباط خلاص شعب الرب بهلاك إبليس ورمزه بابل، فكلاهما تم بالصليب. وترك الله شعبه ليُكمل ويضرب إبليس، وفي نفس الوقت ضربات إبليس ضد شعب الرب تُكمِل تأديب شعب الرب ليدخل السماء (بولس/ أيوب كأمثلة). والموضوعين متداخلين والآيات متداخلة، فالمشكلتين هلاك إبليس وخلاص البشر كلاهما تم بالصليب.
وحقًا فلقد استعبد إبليس العالم ولكن على رجاء (رو20:8)، ورمز لذلك رفع يهوياكين في السبي (إر 3:52) وهذا تم بالمسيح، فمع أننا مازلنا على الأرض، لكن المسيح رفع رأسنا وأعطانا أن نأكل على مائدته الإفخارستية. ولكل منا وظيفته يحددها لنا الله ليكمل العمل الذي يريده الله من كنيسته (إر 34:52).
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الخلاص بالخليقة الجديدة |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إرميا 52 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8r7rrxj