← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
كما صنع إشعياء من قبل هكذا فعل إرمياء. فإشعياء بعد أن انتهت نبواته عن أشور روى قصة حصار أشور لأورشليم كتأكيد لنبواته. وهنا إرميا يحكي قصة سقوط أورشليم حسب نبوته.
الآيات 1-10:- "فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِصِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، أَتَى نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ وَكُلُّ جَيْشِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَحَاصَرُوهَا. وَفِي السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ لِصِدْقِيَّا، فِي الشَّهْرِ الرَّابعِ، فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ فُتِحَتِ الْمَدِينَةُ. وَدَخَلَ كُلُّ رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ وَجَلَسُوا فِي الْبَابِ الأَوْسَطِ: نَرْجَلَ شَرَاصَرُ، وَسَمْجَرْ نَبُو، وَسَرْسَخِيمُ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ، وَنَرْجَلَ شَرَاصَرُ رَئِيسُ الْمَجُوسِ، وَكُلُّ بَقِيَّةِ رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ. فَلَمَّا رَآهُمْ صِدْقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا وَكُلُّ رِجَالِ الْحَرْبِ، هَرَبُوا وَخَرَجُوا لَيْلًا مِنَ الْمَدِينَةِ فِي طَرِيقِ جَنَّةِ الْمَلِكِ، مِنَ الْبَابِ بَيْنَ السُّورَيْنِ، وَخَرَجَ هُوَ فِي طَرِيقِ الْعَرَبَةِ. فَسَعَى جَيْشُ الْكَلْدَانِيِّينَ وَرَاءَهُمْ، فَأَدْرَكُوا صِدْقِيَّا فِي عَرَبَاتِ أَرِيحَا، فَأَخَذُوهُ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ، فَكَلَّمَهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. فَقَتَلَ مَلِكُ بَابِلَ بَنِي صِدْقِيَّا فِي رَبْلَةَ أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَتَلَ مَلِكُ بَابِلَ كُلَّ أَشْرَافِ يَهُوذَا. وَأَعْمَى عَيْنَيْ صِدْقِيَّا، وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ لِيَأْتِيَ بِهِ إِلَى بَابِلَ. أَمَّا بَيْتُ الْمَلِكِ وَبُيُوتُ الشَّعْبِ فَأَحْرَقَهَا الْكَلْدَانِيُّونَ بِالنَّارِ، وَنَقَضُوا أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ. وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَالْهَارِبُونَ الَّذِينَ سَقَطُوا لَهُ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ الَّذِينَ بَقُوا، سَبَاهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ إِلَى بَابِلَ. وَلكِنَّ بَعْضَ الشَّعْبِ الْفُقَرَاءَ الَّذِينَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ، تَرَكَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا، وَأَعْطَاهُمْ كُرُومًا وَحُقُولًا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ."
سقطت المدينة بعد أن إنتهت قوتها كما فقد شمشون قُوته. ولنلاحظ في نهاية الإصحاح السابق أن إرمياء في السجن ولم يعد يُزعج أحدًا بنبواته، ثم تسقط أورشليم وتخرب وهذا ما يحدث تمامًا الآن. فصوت تبكيت الروح القدس داخلنا دائمًا ينذر ويحذر. لكن إذا قاومنا صوت الروح القدس يبدأ ينخفض وينخفض ثم يسكت في النهاية. ولكن النهاية تكون خراب لمن صنع هذا. فإرميا كان هو صوت الله الذي أسكتوه وسجنوه. فماذا كانت النتيجة؟ خراب رهيب. ولاحظ أن من يُسكت صوت الروح داخله لا يعود يسمع صوت تبكيت وهذا معنى "أنهم يشربون الإثم كالماء". وفي الفترة التي سكت فيها إرميا ولم يزعجهم صوت تبكيته، كانوا غالبًا ما يتمتعون بسلام زائف فيه الكثير من تحجر القلب والضمير وفيه البر الذاتي، وفيه صوت نسمعه كثيرًا من الخطاة الذين لا يريدون التوبة، أن الله حنون جدًا لا يمكنه أن يُعذب أحدًا. ولاحظ في (3) دخل كل رؤساء ملك بابل وجلسوا في الباب الأوسط = هذه تساوي "وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديء من قبل الرب" (1صم14:16) فباب المدينة هذا الذي كان يجلس فيه إلياقيم وحلقيا أي من يحملون اسم الرب (ياه) يجلس فيه الآن من يحمل اسم نبو وبيل الآلهة الوثنية. وهكذا كل من يحزن الروح القدس ويبقى قلبه فارغًا من مواهب وثمار الروح القدس يمتلئ قلبهُ من ثمار الشياطين وهي الكآبة والحزن والقلق. بل قد يُنزع الروح القدس من الإنسان: [روحك يا رب لا تنزعه مني] (مز 51: 11)، وحينئذ يسكن في هذا الإنسان الشياطين مثل شاول، وهذا ما حدث للإنسان بعد سقوطه فلقد استعبدته الشياطين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي (7) أعمى عيني صدقيا فهو قد امتنع أن يرى نور الله وأغلق عينيه أمام النور الواضح لكلمة الله. وخضع كل الشعب لملك بابل الطاغية (رمز الشيطان) وكلمة طاغية كلمة كلدانية تستعمل للسادة الكلدانيين كأن البابليين حينما يسودون يطغون أكثر من أي أحد آخر. ثم لاحظ نصيب الفقراء (10) وهذا لم يكن لهم يومًا ما "أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين" (لو52:1).
الآيات 11-18:- "وَأَوْصَى نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى إِرْمِيَا نَبُوزَرَادَانَ رَئِيسَ الشُّرَطِ قَائِلًا: «خُذْهُ وَضَعْ عَيْنَيْكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا رَدِيئًا، بَلْ كَمَا يُكَلِّمُكَ هكَذَا افْعَلْ مَعَهُ». فَأَرْسَلَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ وَنَبُوشَزْبَانُ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ وَنَرْجَلُ شَرَاصَرُ رَئِيسُ الْمَجُوسِ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ، أَرْسَلُوا فَأَخَذُوا إِرْمِيَا مِنْ دَارِ السِّجْنِ وَأَسْلَمُوهُ لِجَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ لِيَخْرُجَ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ. فَسَكَنَ بَيْنَ الشَّعْبِ. وَصَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا إِذْ كَانَ مَحْبُوسًا فِي دَارِ السِّجْنِ قَائِلَةً: «اذْهَبْ وَكَلِّمْ عَبْدَ مَلِكَ الْكُوشِيِّ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا جَالِبٌ كَلاَمِي عَلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ، فَيَحْدُثُ أَمَامَكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. وَلكِنَّنِي أُنْقِذُكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، فَلاَ تُسْلَمُ لِيَدِ النَّاسِ الَّذِينَ أَنْتَ خَائِفٌ مِنْهُمْ. بَلْ إِنَّمَا أُنَجِّيكَ نَجَاةً، فَلاَ تَسْقُطُ بِالسَّيْفِ، بَلْ تَكُونُ لَكَ نَفْسُكَ غَنِيمَةً، لأَنَّكَ قَدْ تَوَكَّلْتَ عَلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ»."
ما سبق من هذا الإصحاح يظهر قضاء الله على الأشرار. وفي هذه الآيات تظهر رحمته للأبرار. فنجد رحمة الله تحيط بإرميا. بل أن الله يجعل هذا الملك الطاغية يحيط إرميا بعنايته، ربما لمشورة إرميا لصدقيا بأن يستسلم لملك بابل، ونبواته بخراب أورشليم ولكن هذا السبب هو ظاهري فقط لكن المهم أن الله استخدم ملك بابل ليحافظ على إرميا، مع ملاحظة أن إرميا قد تنبأ أيضًا بخراب بابل. وهكذا بولس الرسول وجد احترامًا من أغريباس الملك لم يجده عند حنانيا الكاهن. وهذا ما حدث لإرميا كان الله قد سبق وأنبأه به (إر 11:15). ولاحظ أن إرميا كان أمينًا مع الله فلم يتخل عنه الله. وما صنعه الله لإرميا صنعه لعبد ملك الكوشي، وكافأه على عمل رحمته. وكانت هذه الحادثة قد حدثت أثناء سجن إرميا ولكنها مذكورة هنا لإظهار مراحم الله لرجالهُ. والله ينبئ عبد ملك أنه سينجو من الخراب الآتي على أورشليم. حقًا من يضع ثقته في الله لا يخزيه أبدًا.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إرميا 40 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إرميا 38 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jb5yk4t