← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34
التاريخ هو أحسن شارح للنبوات هنا نرى أن كل ما تنبأ به إرميا قد تحقق. وذلك وحتى نفهم نبوات هذا الكتاب وضع هذا الإصحاح التاريخي الذي يحدثنا عن خراب أورشليم ومملكة يهوذا وعن أحداثه المحزنة. وهو مشابه تمامًا لـ(2مل25،24). وهناك حوادث مشابهة لحوادث هذا الإصحاح وضعت بطريقة متفرقة داخل سفر إرميا ولكنها هنا تم تجميعها لتشرح النبوات السابقة وليعطي مدخلًا ونورًا للمراثي ويكون كمفتاح لها. وقصة رفع مكانة يهوياكين في سبيه تؤيد رأي من قال إن هذا الإصحاح بقلم كاتب آخر غير إرميا وقد يكون باروخ أو عزرا.
الآيات 1-11:- "كَانَ صِدْقِيَّا ابْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَمِيطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ يَهُويَاقِيمُ. لأَنَّهُ لأَجْلِ غَضَبِ الرَّبِّ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَتَى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ، كَانَ أَنَّ صِدْقِيَّا تَمَرَّدَ عَلَى مَلِكِ بَابِلَ. وَفِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِمُلْكِهِ، فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ، جَاءَ نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَبَنَوْا عَلَيْهَا أَبْرَاجًا حَوَالَيْهَا. فَدَخَلَتِ الْمَدِينَةُ فِي الْحِصَارِ إِلَى السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ صِدْقِيَّا. فِي الشَّهْرِ الرَّابعِ، فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ اشْتَدَّ الْجُوعُ فِي الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ لِشَعْبِ الأَرْضِ. فَثُغِرَتِ الْمَدِينَةُ وَهَرَبَ كُلُّ رِجَالِ الْقِتَالِ، وَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لَيْلًا فِي طَرِيقِ الْبَابِ بَيْنَ السُّورَيْنِ اللَّذَيْنِ عِنْدَ جَنَّةِ الْمَلِكِ، وَالْكَلْدَانِيُّونَ عِنْدَ الْمَدِينَةِ حَوَالَيْهَا، فَذَهَبُوا فِي طَرِيقِ الْبَرِّيَّةِ. فَتَبِعَتْ جُيُوشُ الْكَلْدَانِيِّينَ الْمَلِكَ، فَأَدْرَكُوا صِدْقِيَّا فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا، وَتَفَرَّقَ كُلُّ جَيْشِهِ عَنْهُ. فَأَخَذُوا الْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ، فَكَلَّمَهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. فَقَتَلَ مَلِكُ بَابِلَ بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَتَلَ أَيْضًا كُلَّ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا فِي رَبْلَةَ، وَأَعْمَى عَيْنَيْ صِدْقِيَّا، وَقَيَّدَهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، وَجَاءَ بِهِ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَجَعَلَهُ فِي السِّجْنِ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ."
كان قبل ذلك قد حدث عدة مرات أن أتى جيش بابل ليسبي من يهوذا، ثم عشَّم الشعب نفسه بأنه لن يحدث سبي آخر. ولكن الله كان مستاء منهم لدرجة أنه قرر أن يطردهم من أمامه كما يطرد أب غاضب ابنه العاق من أمامه. فطردهم الله من هذه الأرض الجيدة كما طرد الكنعانيين قبلهم. وطردهم الله من هيكله المقدس. لذلك كان داود يصلي [لا تطرحني من أمام وجهك] (مز 51: 11)، فهذا هو أشر شيء أن يطردنا الله من أمام وجهه.
وصدقيا هذا لم يكن أسوأ الكل ولكن كان فاعل شر وكان تمرده على ملك بابل خطية وغباء، خطية لأنه كسر حلفه لهُ باسم الله (حز15:17) وغباء لظنه أن مصر تسنده. ولأن الله كان غاضبًا على يهوذا وأورشليم، فقد تركه لمشوراته الرديئة التي اتضحت خطورتها على المملكة. وحاصر الكلدانيين أورشليم في السنة التاسعة لملك صدقيا في الشهر العاشر، وسقطت المدينة في السنة الحادية عشرة لصدقيا في الشهر الرابع وكتذكار لهذين الحدثين اللذين تم بهما خراب أورشليم صام الشعب في سبيهم في الشهر الرابع والعاشر (زك19:8) أما صوم الشهر الخامس فكان تذكارًا لحرق الهيكل وصوم الشهر السابع كان تذكارًا لقتل جدليا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولنا أن نتصور الفزع الذي اجتاح المدينة أثناء الحصار وكانوا منتظرين هلاكهم بينما هم مصممين على الصمود للنهاية حتى لم يصبح خبز للجنود فلم يستطيعوا الوقوف، والأسوار لا تحمي بدون رجال وراءها. وإذا وُجد الرجال والأسوار ولكن بدون الله فلن يفعلوا شيئًا. [فإن لم يحرس الرب المدينة فباطل سهر الحراس] (مز 127: 1) وحين هرب الملك وقع في أيدي أعدائه فلا أحد يمكنه الهروب من يد الله. ولكن يبدو أنهُ كان لهُ بعض الكرامة في موته (إر 5:34) ولطالما نبهه إرميا لما سيحدث لهُ ولكنه لم يستمع.
الآيات 12-23:- "وَفِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ، وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةُ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ، الَّذِي كَانَ يَقِفُ أَمَامَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَحْرَقَ بَيْتَ الرَّبِّ، وَبَيْتَ الْمَلِكِ، وَكُلَّ بُيُوتِ أُورُشَلِيمَ، وَكُلَّ بُيُوتِ الْعُظَمَاءِ، أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ. وَكُلَّ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ مُسْتَدِيرًا هَدَمَهَا كُلُّ جَيْشِ الْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِي مَعَ رَئِيسِ الشُّرَطِ. وَسَبَى نَبُوزَرَادَانُ، رَئِيسُ الشُّرَطِ، بَعْضًا مِنْ فُقَرَاءِ الشَّعْبِ، وَبَقِيَّةَ الشَّعْبِ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَالْهَارِبِينَ الَّذِينَ سَقَطُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، وَبَقِيَّةَ الْجُمْهُورِ. وَلكِنَّ نَبُوزَرَادَانَ، رَئِيسَ الشُّرَطِ، أَبْقَى مِنْ مَسَاكِينِ الأَرْضِ كَرَّامِينَ وَفَلاَّحِينَ. وَكَسَّرَ الْكَلْدَانِيُّونَ أَعْمِدَةَ النُّحَاسِ الَّتِي لِبَيْتِ الرَّبِّ، وَالْقَوَاعِدَ وَبَحْرَ النُّحَاسِ الَّذِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ، وَحَمَلُوا كُلَّ نُحَاسِهَا إِلَى بَابِلَ. وَأَخَذُوا الْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَقَاصَّ وَالْمَنَاضِحَ وَالصُّحُونَ وَكُلَّ آنِيَةِ النُّحَاسِ الَّتِي كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَا. وَأَخَذَ رَئِيسُ الشُّرَطِ الطُّسُوسَ وَالْمَجَامِرَ وَالْمَنَاضِحَ وَالْقُدُورَ وَالْمَنَايِرَ وَالصُّحُونَ وَالأَقْدَاحَ، مَا كَانَ مِنْ ذَهَبٍ فَالذَّهَبَ، وَمَا كَانَ مِنْ فِضَّةٍ فَالْفِضَّةَ. وَالْعَمُودَيْنِ وَالْبَحْرَ الْوَاحِدَ، وَالاثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا مِنْ نُحَاسٍ الَّتِي تَحْتَ الْقَوَاعِدِ، الَّتِي عَمِلَهَا الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ الرَّبِّ. لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هذِهِ الأَدَوَاتِ. أَمَّا الْعَمُودَانِ فَكَانَ طُولُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا، وَخَيْطٌ اثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِهِ، وَغِلَظُهُ أَرْبَعُ أَصَابِعَ، وَهُوَ أَجْوَفُ. وَعَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُحَاسٍ، ارْتِفَاعُ التَّاجِ الْوَاحِدِ خَمْسُ أَذْرُعٍ. وَعَلَى التَّاجِ حَوَالَيْهِ شَبَكَةٌ وَرُمَّانَاتُ، الْكُلِّ مِنْ نُحَاسٍ. وَمِثْلُ ذلِكَ لِلْعَمُودِ الثَّانِي، وَالرُّمَّانَاتِ. وَكَانَتِ الرُّمَّانَاتُ سِتًّا وَتِسْعِينَ لِلْجَانِبِ. كُلُّ الرُّمَّانَاتِ مِئَةٌ عَلَى الشَّبَكَةِ حَوَالَيْهَا."
كل هذا الخراب كان انتقامًا من ملك بابل لوقوفهم في وجهه طويلًا. ولاحظ أن كل ما أخذه هذه المرة كان نحاسًا فقد سبق وأخذوا الذهب والفضة. ولاحظ أن العمودين أحدهما اسمه بُوعَزَ أي فيه القوة والثاني يَاكِينَ أي الله يؤسس (1 مل 7: 21؛ 2 أخ 3: 17). وفي تحطيمهم معنى أن الله لن يعود مهتمًا أن يؤسس هيكله ولا يعود يكون
قوتهم فقد فارقهم [راجع قصة مغادرة مجد الرب للهيكل في (حز8-11)].
الآيات 24-30:- "وَأَخَذَ رَئِيسُ الشُّرَطِ سَرَايَا الْكَاهِنَ الأَوَّلَ، وَصَفَنْيَا الْكَاهِنَ الثَّانِي وَحَارِسِي الْبَابِ الثَّلاَثَةَ. وَأَخَذَ مِنَ الْمَدِينَةِ خَصِيًّا وَاحِدًا كَانَ وَكِيلًا عَلَى رِجَالِ الْحَرْبِ، وَسَبْعَةَ رِجَال مِنَ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ الْمَلِكِ، الَّذِينَ وُجِدُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَكَاتِبَ رَئِيسِ الْجُنْدِ الَّذِي كَانَ يَجْمَعُ شَعْبَ الأَرْضِ لِلتَّجَنُّدِ، وَسِتِّينَ رَجُلًا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ، الَّذِينَ وُجِدُوا فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ. أَخَذَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ، وَسَارَ بِهِمْ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، إِلَى رَبْلَةَ، فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ وَقَتَلَهُمْ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ. فَسُبِيَ يَهُوذَا مِنْ أَرْضِهِ. هذَا هُوَ الشَّعْبُ الَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْرَاصَّرُ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ: مِنَ الْيَهُودِ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِنَبُوخَذْرَاصَّرَ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ ثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَثَلاَثُونَ نَفْسًا. فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِنَبُوخَذْرَاصَّرَ، سَبَى نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ مِنَ الْيَهُودِ سَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَأَرْبَعِينَ نَفْسًا. جُمْلَةُ النُّفُوسِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ."
هنا حادثة محزنة عن ذبح عظماء يهوذا. وهناك خلاف في الأرقام فقد قيل هنا 7 رجال ينظرون وجه الملك أما في الملوك فقيل خمسة، والحل يبدو أن اثنين من السبعة هما إرميا وعبد ملك اللذين أطلق سراحهما فلم يموتا. والذين قتلوا هم ممثلين لكل الطوائف فالكل أخطأ. وأول من ذكر هو سرايا الكاهن فهو أخطأ وجعل الشعب يخطئ. وبخصوص المسبيين وأعدادهم ولنرى كيف لفظت الأرض سكانها اليهود كما لفظت سكانها الكنعانيين من قبل بسبب الخطية (27). وكان الله قد سبق وحذرهم أنه سيطردهم من الأرض لو ساروا في نفس خطايا الكنعانيين (لا28:18) وهناك خلاف أيضًا بين سفر الملوك في أعداد المسبيين فأعداد سفر الملوك أكثر كثيرًا من هنا، ويبدو أن أعداد سفر الملوك هي أعداد السبايا إلى بابل. وأن الأعداد التي ذُكرت هنا هم الذين أعدمهم نبوخذ نصر كمتمردين ثوار. ونلاحظ أن الزمنين المذكورين في الملوك وإرميا مختلفين لذلك فهم غالبًا يشيروا لحدثين مختلفين. فيبدو أن ما لفت نظر كاتب هذا الإصحاح الثورات والفتن التي قمعها نبوخذ نصر أما كاتب سفر الملوك فاهتم بأن يضع أعداد من ذهبوا للسبي. وهناك سبي ثالث لم يُذْكَر سوى هنا وهو في السنة 23 لنبوخذ نصر بعد 4 سنين من خراب أورشليم حيث سَبَى 745 نفسًا وقد يكون هذا قد حدث كانتقام لمقتل جدليا. ومن المحتمل أيضًا أن يكون هؤلاء الأشخاص قد قتلوا كمساعدين أو مؤيدين لإسماعيل قاتل جدليا والكلدانيين الذين كانوا معهُ.
الآيات 31-34:- "وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ، فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ، رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا، وَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ. وَكَلَّمَهُ بِخَيْرٍ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ فِي بَابِلَ. وَغَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ، وَكَانَ يَأْكُلُ دَائِمًا الْخُبْزَ أَمَامَهُ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. وَوَظِيفَتُهُ وَظِيفَةٌ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ مَلِكِ بَابِلَ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ."
هناك خلاف بين سفر الملوك وهنا في إرميا في التاريخ، فقد قيل هناك في اليوم السابع والعشرين وهنا قيل في اليوم الخامس والعشرين. وقد يرجع السبب أن القرار صدر في يوم 25 وظهر الملك في مكانه الرفيع يوم 27. ولنلاحظ تغير حال يهوياكين من الملك للسجن ثم إلى مركز سام لدى ملك بابل. وهكذا العالم، فلنفرح كأننا لا نفرح ونحزن. كأننا لا نحزن وحين يجيء ليل تجربة طويل فعلينا أن نتوقع أن يكون هناك فجر جديد لمراحم الله. ولاحظ أن سجن يهوياكين كان حوالي 37 سنة ولكن مهما طالت الغيمة فلنأمل في أن تظهر الشمس من ورائها ولنلاحظ أن الله استخدم أعداء شعبه ليعطوا الخير لشعبه.
يهوياكين يُمَثِّل الإنسان الذي خلقه الله ليكون ملكًا على شهواته وعلى كل الخليقة ولكنه بسبب خطيته سقط وفقد ملكه، بل صار في عبودية لنبوخذ نصر ملك بابل [رمز لما قيل أن الْخَلِيقَةُ أُسْلِمَت لِلْبَاطِل.... لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ... (رو 20:8)]. ونلاحظ المدة البسيطة التي مَلَكَ فيها يهوياكين وهي 3 شهور رمز للمدة البسيطة التي قضاها آدم بدون خطية، وهذا قبل أن يأكل فيسقط. ثم ذهب يهوياكين للسبي مدة طويلة ولكن في وسط هذه المدة يرفعه ملك بابل لمركز سام ولكن مع بقائه في الأسر، وهذا ما عمله المسيح بفدائه أنه حررنا ورفعنا لدرجة البنوة لله ولكن مع بقائنا في هذا العالم. حقًا لقد أسلمنا الله للعبودية ولكن كان هناك رجاء، في شخص من نسل المرأة حين يأتي ليسحق رأس الحية. والـ37 سنة التي قضاها يهوياكين في السبي هي رمز لحياة الإنسان على الأرض بعد سقوطه. وعودة المسبيين في نهاية مملكة بابل هي رمز لدخولنا أورشليم السماوية بعد انقضاء صورة هذا العالم. فالله أسلمنا للعبودية لإبليس لنتأدب وتركنا في العالم لنستعد لدخولنا السماء، وأرسل المسيح في وسط الأيام ليتم الفداء وبهذا نعود لملكنا ويرفعنا إلى سمائه، فهو أسلمنا للباطل ولكن على رجاء.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
دراسة في كتاب إرمياء |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إرميا 51 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xravwj5