← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31
الآيات 1-9:- "« طُوفُوا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَانْظُرُوا، وَاعْرِفُوا وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا، هَلْ تَجِدُونَ إِنْسَانًا أَوْ يُوجَدُ عَامِلٌ بِالْعَدْلِ طَالِبُ الْحَقِّ، فَأَصْفَحَ عَنْهَا؟ وَإِنْ قَالُوا: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ. فَإِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ بِالْكَذِبِ!» يَا رَبُّ، أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا. أَفْنَيْتَهُمْ وَأَبَوْا قُبُولَ التَّأْدِيبِ. صَلَّبُوا وُجُوهَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّخْرِ. أَبَوْا الرُّجُوعَ. أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُمْ مَسَاكِينُ. قَدْ جَهِلُوا لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، قَضَاءَ إِلهِهِمْ. أَنْطَلِقُ إِلَى الْعُظَمَاءِ وَأُكَلِّمُهُمْ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، قَضَاءَ إِلهِهِمْ. أَمَّا هُمْ فَقَدْ كَسَرُوا النِّيرَ جَمِيعًا وَقَطَعُوا الرُّبُطَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَضْرِبُهُمُ الأَسَدُ مِنَ الْوَعْرِ. ذِئْبُ الْمَسَاءِ يُهْلِكُهُمْ. يَكْمُنُ النَّمِرُ حَوْلَ مُدُنِهِمْ. كُلُّ مَنْ خَرَجَ مِنْهَا يُفْتَرَسُ لأَنَّ ذُنُوبَهُمْ كَثُرَتْ. تَعَاظَمَتْ مَعَاصِيهِمْ! «كَيْفَ أَصْفَحُ لَكِ عَنْ هذِهِ؟ بَنُوكِ تَرَكُونِي وَحَلَفُوا بِمَا لَيْسَتْ آلِهَةً. وَلَمَّا أَشْبَعْتُهُمْ زَنَوْا، وَفِي بَيْتِ زَانِيَةٍ تَزَاحَمُوا. صَارُوا حُصُنًا مَعْلُوفَةً سَائِبَةً. صَهَلُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى امْرَأَةِ صَاحِبِهِ. أَمَا أُعَاقِبُ عَلَى هذَا، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَ مَا تَنْتَقِمُ نَفْسِي مِنْ أُمَّةٍ كَهذِهِ؟"
وصف للشرور والآثام التي يرتكبونها وفي (1) فالخطية جماعية والكل يخطئ. وربما لو وجد الله إنسانًا قديسًا لما أهلكهم (راجع قصة سدوم وشفاعة إبراهيم عنها). الإنسان الكامل الوحيد الذي يشفع في البشر هو المسيح. وفي (2) هم مرائين يحلفون بالله كذبًا أو يمجدون الله بالشفاه والقلب بعيد. وفي (3) نرى أن الله عيناه على الحق (يَا رَبُّ، أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ) فهو يعرف قلوبهم ولا ينخدع بالمظاهر. ونلاحظ هنا أن الله ضربهم ليؤدبهم ولكن هم رفضوا التأديب. ضربتهم ولم يتوجعوا (ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا) وصاروا كأموات لا يتألموا بسبب خطاياهم.
والله يؤدب أولًا بضربات خفيفة تتزايد فإن لم يتب الإنسان تبدأ الضربات تشتد وفي النهاية يفني الله هذا الإنسان. ومع يهوذا فالفلسطينيون كانوا يضايقونهم ثم الأراميون وإسرائيل في أيام أحاز، ثم أشور الذي أحرق 46 مدينة، لكن الله أنقذ أورشليم. ثم ضايقهم بنقص المطر كما سنرى بعد ذلك. وفي كل هذا لم يتوبوا لذلك فضربة الإفناء بلا ريب آتية فهم صلبوا وجوههم. وفي (4) النبي يحاول أن يجد عذرًا لهم بأنهم إنما هم مساكين فقراء مهتمين بعملهم الشاق ولم تكن لهم فرصة لمعرفة الله، ولكن هذا ليس عذرًا لهم فهناك مساكين كثيرين قديسين، ولكنها محاولة من النبي. وفي (5) ذهب النبي للعظماء الأغنياء (إِلَى الْعُظَمَاءِ) فوجدهم قطعوا النير (كَسَرُوا النِّيرَ) أي تحللوا من رباطاتهم مع الله لمحبتهم في الخطية. وفي (6) يصوِّر الله حالة الحصار. ومن هم حول المدينة مثل الحيوانات المفترسة، هم كأسد (الأَسَدُ) في قوتهم يقتلون وكذئب (ذِئْبُ) يلتهم حتى لو لم يكن جائعًا (عكس الأسد) وهم كالنمر (النَّمِرُ) في سرعة هجماته وبطشه.
وفي 8،7:- حلفوا بما ليست آلهة = أي وثنيتهم. والله أشبعهم (وَلَمَّا أَشْبَعْتُهُمْ) وبدلًا من أن يشكروه ويسبحوه زنوا وبطريقة مقززة. بل في شبعهم صاروا حُصنًا معلوفة = من وفرة طعامهم تحسنت صحتهم فإستغلوا صحتهم في الزنا مع زوجات أصدقائهم . وفي (9) هل لا ينتقم الله لكل هذا؟ فالله لو سكت على كل هذا فسيتدنس اسمه القدوس ووصاياه تُزدَرَى.
الآيات 10-19:- "«اِصْعَدُوا عَلَى أَسْوَارِهَا وَاخْرِبُوا وَلكِنْ لاَ تُفْنُوهَا. اِنْزِعُوا أَفْنَانَهَا لأَنَّهَا لَيْسَتْ لِلرَّبِّ. لأَنَّهُ خِيَانَةً خَانَنِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتُ يَهُوذَا، يَقُولُ الرَّبُّ. جَحَدُوا الرَّبَّ وَقَالُوا: لَيْسَ هُوَ، وَلاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ، وَلاَ نَرَى سَيْفًا وَلاَ جُوعًا، وَالأَنْبِيَاءُ يَصِيرُونَ رِيحًا، وَالْكَلِمَةُ لَيْسَتْ فِيهِمْ. هكَذَا يُصْنَعُ بِهِمْ. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهذِهِ الْكَلِمَةِ، هأَنَذَا جَاعِلٌ كَلاَمِي فِي فَمِكَ نَارًا، وَهذَا الشَّعْبَ حَطَبًا، فَتَأْكُلُهُمْ. هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ أُمَّةً مِنْ بُعْدٍ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ. أُمَّةً قَوِيَّةً. أُمَّةً مُنْذُ الْقَدِيمِ. أُمَّةً لاَ تَعْرِفُ لِسَانَهَا وَلاَ تَفْهَمُ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. جُعْبَتُهُمْ كَقَبْرٍ مَفْتُوحٍ. كُلُّهُمْ جَبَابِرَةٌ. فَيَأْكُلُونَ حَصَادَكَ وَخُبْزَكَ الَّذِي يَأْكُلُهُ بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ. يَأْكُلُونَ غَنَمَكَ وَبَقَرَكَ. يَأْكُلُونَ جَفْنَتَكَ وَتِينَكَ. يُهْلِكُونَ بِالسَّيْفِ مُدُنَكَ الْحَصِينَةَ الَّتِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهَا. وَأَيْضًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، لاَ أُفْنِيكُمْ. «وَيَكُونُ حِينَ تَقُولُونَ: لِمَاذَا صَنَعَ الرَّبُّ إِلهُنَا بِنَا كُلَّ هذِهِ؟ تَقُولُ لَهُمْ: كَمَا أَنَّكُمْ تَرَكْتُمُونِي وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً غَرِيبَةً فِي أَرْضِكُمْ، هكَذَا تَعْبُدُونَ الْغُرَبَاءَ فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَكُمْ."
في (10) الله يعطي تفويض لبابل بالتخريب اِصْعَدُوا عَلَى أَسْوَارِهَا وَاخْرِبُوا = هم بنوا الأسوار لتحميهم، ولكن [إن لم يحرس الرب المدينة فباطل سهر الحراس] (مز1:127)، فحين يصدر الرب أمراً بخراب المدينة فلن تحميهم أسوارهم. وقوله إصعدوا يعني أن الله هو الذي أعطاهم سلطانا على ذلك. ولكن لا تفنوها = فهي ضربة تنقية لا إفناء.
إنزعوا أفنانها
= أي أغصانها والمقصود شعبها فهي كرمة الرب ولكن الآن لخيانتها فهي ليست للرب. وفي (12) هم لم يخافوا الله ولم يعرفوا قدرته فتحدوه، وقالوا ليس هو = أي لا يرى ولا يلحظ فلن يأتي علينا شر. وكثيرون يوهمون أنفسهم أن الله غير جاد في إنذاراته منذ قال إبليس لآدم وحواء " لن تموتا " . ولاحظ أن الله يقول هنا لا تفنوها (10) ولكنها فنت وخربت بعد صلب المسيح ففنائها مؤجل حتى يكملوا أثامهم بصلب المسيح. وفي (13) يصيرون ريحًا = الأنبياء هنا هم الأنبياء الكذبة الذين تكلموا بالباطل فصاروا باطلًا، ويكون المتكلم هنا هو الله وقد أصدر عليهم أمرًا بالفناء. وفي (14) الله يخبر إرمياء بأن كل ما قاله سيتحقق بل تكون كلمته كنار (كَلاَمِي.. نَارًا) تحرق هؤلاء الهازئين وهذا يعني صدق النبوات. وفي (15) تفسير هذه النار بأنها أمة من بعد = أي بابل وهذه لا علاقة بينها وبين يهوذا حتى تشفق على يهوذا بل ستدمرها تدميرًا شديدًا. وهكذا الله قادر أن يجلب على الخاطئ مصائب من بعد أي من أماكن غير متوقعة. وهم أمة منذ القديم = أي معتزة ومتكبرة وتحتقر الآخرين لتاريخها. ولا تعرف لسانها = أي لن يتفاهموا معكم لا في سلم ولا في حرب، ولن يقبلوا توسلاتكم إذ هم لا يفهمونكم. وهناك معنى روحي وراء هذا. فإن الله يُسلِّمْ الخاطئ الذي إنجذب لإغراءات إبليس، يُسلِّمه لإبليس الذي هو من بعد. لكن إبليس لا يستطيع أن يقترب من إنسان لهُ علاقة بالله. وهو أمة منذ القديم قبل خلق الإنسان ولا نعرف لسانه فهو كله شر وخبيث وهو لا يرحم ومتكبر. وهو يستعبد الإنسان الذي يقبل إغرائه [أعطيك كل هذه إن سجدت لي] (مت 4: 9)، فثمن عطاياه هو الإستعباد لهُ. ولأن المسيح لم يقبل من يده شيء أبدًا قال "رئيس هذا العالم يأتي وليس لهُ فيَّ شيء". وفي (16) أوصاف هؤلاء الأعداء أن جعبتهم كقبر مفتوح = والقبر يعني موت، فأسلحتها لا تشبع أبدًا من القتل والمعنى أن القتلى سيكونون كثيرين.وفي
(18،17) المعنى المباشر أن البابليين سيخربون. ولكن تبقى بقية، والمعنى الروحي أن الشيطان خَرَّب الإنسان ولكن الله أبقاه بلا فناء أبدي حتى يوم الفداء. وآية (19) تشرح هذا فسبب كل الآلام التي فيها يهوذا أنهم عبدوا الأوثان وسبب كل ألامنا أننا نستجيب لإغراءات إبليس.
الآيات 20-24:- "أَخْبِرُوا بِهذَا فِي بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَسْمِعُوا بِهِ فِي يَهُوذَا قَائِلِينَ: اِسْمَعْ هذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ. أَإِيَّايَ لاَ تَخْشَوْنَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَرْتَعِدُونَ مِنْ وَجْهِي؟ أَنَا الَّذِي وَضَعْتُ الرَّمْلَ تُخُومًا لِلْبَحْرِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لاَ يَتَعَدَّاهَا، فَتَتَلاَطَمُ وَلاَ تَسْتَطِيعُ، وَتَعِجُّ أَمْوَاجُهُ وَلاَ تَتَجَاوَزُهَا. وَصَارَ لِهذَا الشَّعْبِ قَلْبٌ عَاصٍ وَمُتَمَرِّدٌ. عَصَوْا وَمَضَوْا. وَلَمْ يَقُولُوا بِقُلُوبِهِمْ: لِنَخَفِ الرَّبَّ إِلهَنَا الَّذِي يُعْطِي الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ فِي وَقْتِهِ. يَحْفَظُ لَنَا أَسَابِيعَ الْحَصَادِ الْمَفْرُوضَةَ."
هنا دعوة للتوبة ولكن في (21) أصبح واضحًا أنهم أصبحوا كأصنامهم لا يسمعون ولا يبصرون فالخطية تعمي وتصم وهذا هو شكل الإنسان قبل أن تلمس النعمة قلبه. فيكون القلب معاندًا وصايا الله. وعمل الله أن يضع مخافته في قلوبنا وعملنا أن نحرك قلوبنا لنخافه. وفي (22) يشرح لهم لماذا عليهم أن يخافوا منه ويصوِّر لهم الله جبروته وعظمته وسلطانه على الطبيعة فالبحر يطيعه بينما هو قادر أن يغرق العالم فهو يوقف البحر ويضع لهُ حدًا بالرمال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فإذا كان البحر يطيعه فهل لا تطيعه قلوبنا. فإذا كانوا يهابون البحر أفلا يهابون ويخافون خالق البحر. وفي (24) الله هو الذي يعطينا خيراته (مطر مبكر يجيء بعد البذار بقليل لتتفتح البذار) ومطر متأخر (يأتي قبل الحصاد ليساعد على نضج المحصول). وبذلك يحفظ لنا أسابيع الحصاد. فالحصاد يحسبونه بالأسابيع. والمعنى أن الله هو الذي يعطينا كل خيرات حياتنا أفلا نخافه ونمجده ونحبه فمن يتحكم في البحر هو أيضًا يتحكم في خيرات الأرض وقادر أن يمنعها. وبينما هو يعطي بسخاء ولا يُعَيِّر فإبليس يعطي لذات جسدية وحسية شهوانية خاطئة ويستعبد بعد ذلك.
الآيات 25-31:- "«آثَامُكُمْ عَكَسَتْ هذِهِ، وَخَطَايَاكُمْ مَنَعَتِ الْخَيْرَ عَنْكُمْ. لأَنَّهُ وُجِدَ فِي شَعْبِي أَشْرَارٌ يَرْصُدُونَ كَمُنْحَنٍ مِنَ الْقَانِصِينَ، يَنْصِبُونَ أَشْرَاكًا يُمْسِكُونَ النَّاسَ. مِثْلَ قَفَصٍ مَلآنٍ طُيُورًا هكَذَا بُيُوتُهُمْ مَلآنَةٌ مَكْرًا. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ عَظُمُوا وَاسْتَغْنَوْا. سَمِنُوا. لَمَعُوا. أَيْضًا تَجَاوَزُوا فِي أُمُورِ الشَّرِّ. لَمْ يَقْضُوا فِي الدَّعْوَى، دَعْوَى الْيَتِيمِ. وَقَدْ نَجَحُوا. وَبِحَقِّ الْمَسَاكِينِ لَمْ يَقْضُوا. أَفَلأَجْلِ هذِهِ لاَ أُعَاقِبُ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَنْتَقِمُ نَفْسِي مِنْ أُمَّةٍ كَهذِهِ؟ «صَارَ فِي الأَرْضِ دَهَشٌ وَقَشْعَرِيرَةٌ. اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ، وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ، وَشَعْبِي هكَذَا أَحَبَّ. وَمَاذَا تَعْمَلُونَ فِي آخِرَتِهَا؟"
في (25) أثامكم عكست هذه = أي طردت وأذهبت عنكم البركات السابق ذكرها. إذًا الخطية تحرمنا من بركات الله التي تعودنا عليها وتجعل السماء نحاسًا والأرض حديدًا. وفي (26) حينما إنحدر الشعب في الخطية إنحطوا جدًا وصاروا يتلذذون بأن يوقعوا الآخرين في شراكهم وهم يرصدون كمنحن = أي يكمنون في الطريق ليوقعوا آخرين ويغتصبوا حقوقهم. وفي (27) هم خونة مخادعين وبيوتهم مثل أقفاص الطيور (قَفَصٍ مَلآنٍ طُيُورًا) = جمعوا حولهم الأبرياء في بيوتهم يخدعونهم مثل مَن يربي طيور في قفص ليذبحها. وهم في خداعهم كانت بُيُوتُهُمْ مَلآنَةٌ مَكْرًا يخططون بمكر كيف يظلمون الأبرياء واليتامى والمساكين ليستولوا على ما لديهم . والنتيجة عظموا واستغنوا وظلموا كما في (28). وحين نجحوا وزادت ثروتهم تقسوا. وفي (31،30) نرى أنه من شدة الشر في الأرض فقد إرتعب البسطاء خوفا من الأقوياء الأشرار = قشعريرة ولكن هناك من أُعجبوا بمسلك هؤلاء الأشرار وكيف إغتنوا بشرهم = دهش. بل صاروا يشجعونهم على شرهم، وللأسف كان هؤلاء هم الكهنة والأنبياء الكذبة. وفي (31) صار الأنبياء الكذبة يتنبأون بالكذب [(غالباً بسبب الربح المادي: (حز19:13)] والكهنة يحكمون بما يقوله الأنبياء الكذبة، والشعب الفاسد يسعد بهذا مستمرين في خطاياهم. ويسكنوا ضمائرهم معتمدين على كل هذا الخداع = وشعبي هكذا أحب.
ولكن هناك سؤال لكل زمان ولكل مكان ماذا تعملون في آخرتها؟ فلا يصح أن نحكم على الأمور كأن الحياة مستمرة للأبد أو كأن هذه الأرض لن تخرب يومًا ما أو كأن هذه الخيرات التي يتمتعون بها سيتمتعون بها طول العمر!! والإجابة: يا غبي، في هذه الليلة تؤخذ نفسك: "يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ"(1).
_____
(1) إضافة من الموقع: الشاهد (لو 12: 20).
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إرميا 6 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إرميا 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m38gnxa