← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الله يذكر الشعب هنا بالعهد الذي قطعه مع آبائهم وعليهم أن يطيعوا شروط هذا العهد فيكون لهم بركة.
الآيات 1-10:- "اَلْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ قَائِلًا: «اسْمَعُوا كَلاَمَ هذَا الْعَهْدِ، وَكَلِّمُوا رِجَالَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ. فَتَقُولُ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هذَا الْعَهْدِ، الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ كُورِ الْحَدِيدِ قَائِلًا: اسْمَعُوا صَوْتِي وَاعْمَلُوا بِهِ حَسَبَ كُلِّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ، فَتَكُونُوا لِي شَعْبًا، وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلهًا، لأُقِيمَ الْحَلْفَ الَّذِي حَلَفْتُ لآبَائِكُمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا كَهذَا الْيَوْمِ». فَأَجَبْتُ وَقُلْتُ: «آمِينَ يَا رَبُّ». فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «نَادِ بِكُلِّ هذَا الْكَلاَمِ فِي مُدُنِ يَهُوذَا، وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ قَائِلًا: اسْمَعُوا كَلاَمَ هذَا الْعَهْدِ وَاعْمَلُوا بِهِ. لأَنِّي أَشْهَدْتُ عَلَى آبَائِكُمْ إِشْهَادًا يَوْمَ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، مُبْكِرًا وَمُشْهِدًا قَائِلًا: اسْمَعُوا صَوْتِي. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ سَلَكُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ. فَجَلَبْتُ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَلاَمِ هذَا الْعَهْدِ الَّذِي أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَصْنَعُوهُ وَلَمْ يَصْنَعُوهُ». وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «تُوجَدُ فِتْنَةٌ بَيْنَ رِجَالِ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. قَدْ رَجَعُوا إِلَى آثَامِ آبَائِهِمِ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَبَوْا أَنْ يَسْمَعُوا كَلاَمِي، وَقَدْ ذَهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِيَعْبُدُوهَا. قَدْ نَقَضَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتُ يَهُوذَا عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ."
أن نتذكر أن هناك عهدًا بيننا وبين الله، هذا يدعونا أن لا نستسهل صنع الخطية ثم نطلب حياة سهلة مملوءة بركة لأن هنا شروطًا لهذا العهد ولهذه البركة، وهي طاعة الوصية. مَلْعُونٌ.. [مَنْ] لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هذَا الْعَهْدِ (3) لأن من لا يطيع يفصل نفسه عن الله فيسقط مباشرة تحت سلطان إبليس لذلك يصبح ملعونًا (مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ). وفي (4) الله حين حررهم من أرض العبودية أعطاهم هذه الوصايا بنود العهد وطلب منهم الالتزام بها. وهنا يجب أن نفهم أن الالتزام بهذه الوصايا ليست عبودية جديدة بل أن [نير المسيح هين وحمله خفيف] (مت 11: 30)، وليس كور حديد (هو رمز للآلام الحادة والعبودية) والله يعلم أن الإنسان أصبح ضعيفًا بعد أن سقط، والشيطان يستغل ضعفه ويغريه على الخطية، والخطية تسبب خراب الإنسان لأن الشيطان سيعود ويتملكه لذلك فالله يطلب في محبة من الإنسان أن يلتزم بهذا العهد. وهو إن لم يلتزم سيعيد نفسه لكور الحديد ثانية أي عبودية الشيطان "إن حرركم الابن بالحقيقة تكونون أحرارًا" ومن ثمار الطاعة لله ولوصاياه البركة (5). راجع (لا26)، (تث28). قول النبي أمين يا رب هي شهوة قلبه أن يستمع الشعب لوصايا الله. ولإحساس الله بغيرة النبي قال لهُ نادِ بـ:.. هذا (6) ولكن للأسف فلم يسمع الشعب ولم يطيع بل قاموا بفتنة أي مؤامرة ضد الله ورجالهُ.
آية 2:- كلموا رجال يهوذا = النبي يوجه كلامه هنا لرسل أتوه من قبل الملك.
الآيات 11-17:- "لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا جَالِبٌ عَلَيْهِمْ شَرًّا لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهُ، وَيَصْرُخُونَ إِلَيَّ فَلاَ أَسْمَعُ لَهُمْ. فَيَنْطَلِقُ مُدُنُ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ وَيَصْرُخُونَ إِلَى الآلِهَةِ الَّتِي يُبَخِّرُونَ لَهَا، فَلَنْ تُخَلِّصَهُمْ فِي وَقْتِ بَلِيَّتِهِمْ. لأَنَّهُ بِعَدَدِ مُدُنِكَ صَارَتْ آلِهَتُكَ يَا يَهُوذَا، وَبِعَدَدِ شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَضَعْتُمْ مَذَابحَ لِلْخِزْيِ، مَذَابحَ لِلتَّبْخِيرِ لِلْبَعْلِ. وَأَنْتَ فَلاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هذَا الشَّعْبِ، وَلاَ تَرْفَعْ لأَجْلِهِمْ دُعَاءً وَلاَ صَلاَةً، لأَنِّي لاَ أَسْمَعُ فِي وَقْتِ صُرَاخِهِمْ إِلَيَّ مِنْ قِبَلِ بَلِيَّتِهِمْ. «مَا لِحَبِيبَتِي فِي بَيْتِي؟ قَدْ عَمِلَتْ فَظَائِعَ كَثِيرَةً، وَاللَّحْمُ الْمُقَدَّسُ قَدْ عَبَرَ عَنْكِ. إِذَا صَنَعْتِ الشَّرَّ حِينَئِذٍ تَبْتَهِجِينَ. زَيْتُونَةً خَضْرَاءَ ذَاتَ ثَمَرٍ جَمِيلِ الصُّورَةِ دَعَا الرَّبُّ اسْمَكِ. بِصَوْتِ ضَجَّةٍ عَظِيمَةٍ أَوْقَدَ نَارًا عَلَيْهَا فَانْكَسَرَتْ أَغْصَانُهَا. وَرَبُّ الْجُنُودِ غَارِسُكِ قَدْ تَكَلَّمَ عَلَيْكِ شَرًّا، مِنْ أَجْلِ شَرِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتِ يَهُوذَا الَّذِي صَنَعُوهُ ضِدَّ أَنْفُسِهِمْ لِيُغِيظُونِي بِتَبْخِيرِهِمْ لِلْبَعْلِ»."
في (11) هأَنَذَا جَالِبٌ عَلَيْهِمْ شَرًّا = الشر الذي يجلبه الله عليهم هو نتيجة طبيعية لخطيتهم وحين يطلبون الله لن يستجب لهم، فهم لا يصرخون في توبة، بل لمجرد الخروج من الضيقة فقط. في (12) نعرف لماذا لم يستجيب لهم الله فمازالت أوثانهم في قلبهم وها هم يلجأون إليها. وأوثانهم متعددة (13) لذلك في (14) يحرمهم الله من صلوات النبي وشفاعته، وهذا تهديد مخيف لمن يفهم أن صلاة القديسين أصبحت مرفوضة بالنسبة لهُ. وفي (15) فالله يرفضهم من بيته = مَا لِحَبِيبَتِي فِي بَيْتِي فأورشليم التي أحبها الله وخطبها لنفسه بالعهد الذي أصبحوا به خاصته. وهم في وثنيتهم صاروا زناة. والزانية لو تكرر زناها وأصبحت وقحة يجب طردها خارج البيت. والله يسأل لماذا هي الآن في بيتي وأنا قد رفضتها. ولم تَعُدْ الذبائح تحميهم أو تكفر عنهم. ولكنهم ما زالوا يذهبون للهيكل ويقدمون ذبائح سلامة ويأكلون منها بينما هم يفرحون بخطاياهم (صَنَعْتِ الشَّرَّ حِينَئِذٍ تَبْتَهِجِينَ). ولكن لا المذبح سيحميهم ولن تعطيهم هذه الذبائح أي بركة فهم حُرِموا من كل البركات = اللَّحْمُ الْمُقَدَّسُ.. عَبَرَ عَنْكِ، ولاحظ أن الله ما زال يسميهم حبيبتي وكذلك يسميهم بولس (رو28:11) [هذا من أجل الآباء]. وفي (16) قارن بين الحالة التي أوجدهم الله عليها زيتونة خضراء ذات ثمر جميل الصورة = فالله غرسهم وجعل منهم شعبًا وأعطاهم مميزات كثيرة وبركات عظيمة بل كان في وسطهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان لهم ثمار صالحة للأكل وشكلها جميل أي صالحة لله وللإنسان. يراها الناس في بركاتها فيمجدوا أباها الذي في السموات. ولكنهم بإصرارهم على الخطية تحول عنهم الله سر خضرة وإثمار زيتونتهم فتحولوا لزيتونة برية جافة لم تعد تصلح لشيء سوى الحريق والحريق آتٍ بواسطة جيش بابل الذي سيأتي بـ:ضجة عظيمة. والأغصان التي انكسرت هي ملكها وكهنتها ورؤسائها.
اللَّحْمُ الْمُقَدَّسُ.. عَبَرَ عَنْكِ = ذبيحة السلامة يأكل منها المذبح والكاهن الذي يقدمها ومقدم الذبيحة وأصحابه. هي شركة الله مع شعبه. ومن يشترك معهم الله من المؤكد فهو سيباركهم. واللحم المقدس هو لحم ذبيحة السلامة التي إشترك فيها المذبح. ولكنهم بذبائحهم لأصنامهم فهم فصلوا أنفسهم عن الله، وما عاد الله شريكاً لهم، وبالتالي صار لحم ذبائح السلامة مجرد لحم عادي. ولا بركة من أكل هذا اللحم، فالله لم يشترك معهم في هذه الذبيحة التي قدموها.
الآيات 18-23:- "وَالرَّبُّ عَرَّفَنِي فَعَرَفْتُ. حِينَئِذٍ أَرَيْتَنِي أَفْعَالَهُمْ. وَأَنَا كَخَرُوفِ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا، قَائِلِينَ: «لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا، وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ». فَيَا رَبَّ الْجُنُودِ، الْقَاضِيَ الْعَدْلَ، فَاحِصَ الْكُلَى وَالْقَلْبِ، دَعْنِي أَرَى انْتِقَامَكَ مِنْهُمْ لأَنِّي لَكَ كَشَفْتُ دَعْوَايَ. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ أَهْلِ عَنَاثُوثَ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأْ بِاسْمِ الرَّبِّ فَلاَ تَمُوتَ بِيَدِنَا. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: «هأَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ، وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ، لأَنِّي أَجْلِبُ شَرًّا عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ»."
هنا يتآمر أهلهُ كهنة عناثوث ضده ليقتلوه قائلين
لنهلك الشجرة بثمرها = هو تعبير يعني دعنا ننتهي منهُ جذرًا وفروعًا أي نقتل العائلة كلها (هكذا قام الكهنة ورؤساءهم على المسيح) وهم تصوروا أنهم بقتله سينتهون من نبوته (21) فهم لا يحتملون إنذاراته ودعوته لهم بالتوبة، ولكن الله أبقاه وكشف لهُ مؤامرتهم (18). وفي (19) يصوِّر حاله وهو سالك وسط هؤلاء الوحوش في سلام وإطمئنان بينما هم يضمرون لهُ الشر، ويصوِّر نفسه كخروف مُسالِم (كَخَرُوفِ دَاجِنٍ). ولكن هذه الآية تتكلم بروح النبوة عن المسيح (إش7:53). الذي تآمر عليه الكهنة أيضًا لأنهم لم يحتملوه. وفي (20) هذا بروح النبوة يتنبأ عن ما سيصيبهم. وما سيصيب صالبي المسيح بيد الرومان.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إرميا 12 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إرميا 10 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7hm488m