← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5
الآيات 1-5:- "اَلْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا إِرْمِيَا النَّبِيُّ إِلَى بَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا عِنْدَ كَتَابَتِهِ هذَا الْكَلاَمَ فِي سِفْرٍ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِيَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلًا: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لَكَ يَا بَارُوخُ: قَدْ قُلْتَ: وَيْلٌ لِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ زَادَ حُزْنًا عَلَى أَلَمِي. قَدْ غُشِيَ عَلَيَّ في تَنَهُّدِي، وَلَمْ أَجِدْ رَاحَةً. «هكَذَا تَقُولُ لَهُ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَهْدِمُ مَا بَنَيْتُهُ، وَأَقْتَلِعُ مَا غَرَسْتُهُ، وَكُلَّ هذِهِ الأَرْضِ. وَأَنْتَ فَهَلْ تَطْلُبُ لِنَفْسِكَ أُمُورًا عَظِيمَةً؟ لاَ تَطْلُبُ! لأَنِّي هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى كُلِّ ذِي جَسَدٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُعْطِيكَ نَفْسَكَ غَنِيمَةً فِي كُلِّ الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَسِيرُ إِلَيْهَا»."
سبق أن عرفنا أن الملك أنذر باروخ بسبب قراءاته لنبوات إرميا (إصحاح 36) والله خبأه هو وإرميا. وهذا الإصحاح ملحق بإصحاح (36). وهو إصحاح صغير جدًا لكنه إصحاح أساسي للخدام في كل مكان وزمان. ففكر باروخ قد يتلخص في أنه قد قام بواجبه كما طلب منه الله وبأمانة، فلماذا هو الآن في هذا الموقف الصعب هاربًا ومختفيًا. وربما تصور وهو يقرأ الكتاب أنهُ سينال شهرة عظيمة. ولكن حين حدث العكس صرخ في حزن ويل لي لأن أعدائي رجال الملك قد يقتلونني. فالرب وضع أحزانًا على أحزاني (حُزْنًا عَلَى أَلَمِي). وها هم يعاملونني كمجرم خارج عن القانون. وهكذا خدام الله في بداياتهم وهم ما زالوا بلا خبرة حينما يحدث لهم أي فشل يحسون بالتعب واليأس فهم كانوا ينتظرون مجدًا وكرامة. ولكن ليعلم خدام الله أنه حتى الأنبياء والقديسين يعانون من هذه الآلام النفسية حين يفشلون، لكن الله يعطي العزاء للأمناء في خدمتهم. ولو كان باروخ متقدمًا أكثر من ذلك لفرح لمجرد أن الله حسبه مستأهلًا لهذه الخدمة. وكان إرميا متحيرًا حين رآه بهذه الحالة ولم يدري السبب، ولم يدري ماذا يقول لهُ ولا ما هي شكواه لكن الله العارف بكل شيء أخبر إرميا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وذلك لأن الله يشخص المرض من جذوره ويعالج. ولنلاحظ أن مخاوف العالم لا يمكن أن تُدمر سلامنا لو كنا لا نطلب الكثير من هذا العالم. ومن ينتظر الكثير من خيرات هذا العالم لا يحتمل المشقات حين تأتي. وهنا يُظهر الله لباروخ خطأ انتظار شيء عظيم من هذا العالم، الآن مركب هذا العالم تغرق، ومركب الدولة اليهودية تغرق وهي قادمة على الغرق. وحتى ما زرعه الله أي الدولة وكرسي داود والهيكل، كل شيء مقبل على الدمار، فهل تطلب لنفسك يا باروخ مجدًا في هذه الأيام!! لا، هذا لا معنى لهُ. وهذا ينطبق علينا، "فليس لنا هنا مدينة باقية" بل العالم كله مقبل على الدمار. فلا يجب أن ننتظر منه شيء أو نطلب منهُ ثروة أو مجد. ولكن الله طمأن باروخ أنه سيكون في أمان بالرغم من هلاك الأغلبية والأهم أن الله يطمئن كل نفس أمينة على خلاصها الأبدي.
ملحوظة 1:- الله يهتم بباروخ وبسلامة حالته الداخلية فهو حين يكون قويًا يصبح في حالة صحيحة ويستطيع أن ينقل كلمة الله للآخرين. لذلك على كل خادم أن يهتم بحياته الروحية لأن الله يهتم بذلك. وأن يهتم بأن يكون في سلام ولهُ رجاء يستطيع أن ينقله للآخرين.
ملحوظة 2:- مشكلة باروخ أنه أحس أن رفض الملك هو إهانة شخصية لهُ وليس للرب وإنه شيء جميل أن نغضب على الخطية ولكن لا نغضب لأجل ذواتنا. هذا ما يصيب كثير من الخدام حين لا يقابلون بالإكرام مقابل خدمتهم ويلتبس هذا مع الحزن على رفض كلمة الله.
ملحوظة 3:- إن باروخ يشتكي أنه زاد حزنًا وألمًا ومعنى الكلام:-
لماذا تحزن يا باروخ على الحزن الذي أصابك، فحزنك هو حزن شخصي على كرامتك، ولا تهتم بحزن الله على كرامته التي أهانوها، بل حزن الله على هلاكهم إذ تركوه. أو لا تحزن أيضًا يا باروخ على هلاك شعبك روحيًا، وما سوف يصيبهم بل وخراب الهيكل.
ملحوظة 4:- علينا ألاّ ننتظر أمورًا عظيمة هنا على الأرض، بل ننتظرها هناك في السماء
وبهذا الإصحاح انتهت خدمة إرميا لأهل يهوذا المتمردين. ويبدأ بعد هذا في نبواته ضد الأمم والدينونة الوشيكة القادمة على الأمم الوثنية فالله عيَّنَه نبيًا للأمم.
وهذا الإصحاح مع أن موقعه من المفروض أن يأتي بعد الإصحاح 36 إلا أنه تم وضعه هنا بسببين:-
1. في الإصحاح (44) نجد تهديدات مرعبة ضد اليهود في مصر، ولكن المعنى أن هذا لا ينطبق على باروخ، فباروخ سينجو منها. فأحزان باروخ إذن لا مبرر لها فالله قد أنقذه.
2. ابتداء من إصحاح (46) نرى هلاك ودمار في كل الأمم المحيطة، فهل يا باروخ تطلب لنفسك أمورًا عظيمة وسط كل هذا الدمار.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إرميا 46 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إرميا 44 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/r2ykbnf