← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
الآيات 1-10:- "وَمَلَكَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا بْنُ يُوشِيَّا مَكَانَ كُنْيَاهُو بْنِ يَهُويَاقِيمَ، الَّذِي مَلَّكَهُ نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا. وَلَمْ يَسْمَعْ هُوَ وَلاَ عَبِيدُهُ وَلاَ شَعْبُ الأَرْضِ لِكَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ إِرْمِيَا النَّبِيِّ. وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا يَهُوخَلَ بْنَ شَلَمْيَا، وَصَفَنْيَا بْنَ مَعْسِيَّا الْكَاهِنَ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ قَائِلًا: «صَلِّ لأَجْلِنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا». وَكَانَ إِرْمِيَا يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي وَسْطِ الشَّعْبِ، إِذْ لَمْ يَكُونُوا قَدْ جَعَلُوهُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَخَرَجَ جَيْشُ فِرْعَوْنَ مِنْ مِصْرَ. فَلَمَّا سَمِعَ الْكَلْدَانِيُّونَ الْمُحَاصِرُونَ أُورُشَلِيمَ بِخَبَرِهِمْ، صَعِدُوا عَنْ أُورُشَلِيمَ. فَصَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ قَائِلَةً: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا تَقُولُونَ لِمَلِكِ يَهُوذَا الَّذِي أَرْسَلَكُمْ إِلَيَّ لِتَسْتَشِيرُونِي: هَا إِنَّ جَيْشَ فِرْعَوْنَ الْخَارِجَ إِلَيْكُمْ لِمُسَاعَدَتِكُمْ، يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِهِ، إِلَى مِصْرَ. وَيَرْجِعُ الْكَلْدَانِيُّونَ وَيُحَارِبُونَ هذِهِ الْمَدِينَةَ وَيَأْخُذُونَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَخْدَعُوا أَنْفُسَكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّ الْكَلْدَانِيِّينَ سَيَذْهَبُونَ عَنَّا، لأَنَّهُمْ لاَ يَذْهَبُونَ. لأَنَّكُمْ وَإِنْ ضَرَبْتُمْ كُلَّ جَيْشِ الْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَكُمْ، وَبَقِيَ مِنْهُمْ رِجَالٌ قَدْ طُعِنُوا، فَإِنَّهُمْ يَقُومُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي خَيْمَتِهِ وَيُحْرِقُونَ هذِهِ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ»."
طلب صدقيا صلاة إرميا تُدينه فإذا كان واثقًا أن إرميا هو رجل الله، وأن الله يستجيب لصلاته فلماذا لم يستجب لطلب إرمياء ويقدم توبة. فهو يطلب صلاته لكنه يرفض مشورته. ونجد هنا قصة رفع الحصار مؤقتًا عن أورشليم. والسبب يبدو أن فرعون قد أرسل بعض قواته للمساعدة في فك الحصار عن أورشليم لكنه لم يصعد هو شخصيًا فواضح أنه غير مهتم بذلك. ولكن حفظًا لماء الوجه من أجل معاهداته مع يهوذا حيث شجعهم على عقد تحالف ضد بابل، قام بإرسال جيش صغير. ومن جهة ملك بابل لم يُحبذ أن يكون لقاؤه مع المصريين بجانب أورشليم حتى لا يفتح جبهتين فسيشدد هذا جيش يهوذا ليحاربه أيضًا. فانسحب مؤقتًا ليضرب المصريين وبعد أن انتهى منهم عاد لحصار أورشليم. ولكن حين انسحب ملك بابل بجيشه عن أورشليم عَشَّم الشعب نفسه بأن الحصار قد انتهى. وفي (9) لا تخدعوا أنفسكم = لاحظ أن الشيطان لا يستطيع أن يخدعنا إن لم نخدع نحن أنفسنا. وكان كلام إرميا واضحًا أن المصريين سيعودون إلى أرضهم ولن يساعدونهم (أش7:30) + (حز17:17)، فإذا لم يساعدنا الله فلن يستطيع إنسان أن يساعدنا. وفي (10) معناها أن قرار الله نهائي وهو خراب أورشليم وسيحدث هذا بأي وسيلة.
طعنوا = أي مجروحين ومصابين.
الآيات 11-21:- "وَكَانَ لَمَّا أُصْعِدَ جَيْشُ الْكَلْدَانِيِّينَ عَنْ أُورُشَلِيمَ مِنْ وَجْهِ جَيْشِ فِرْعَوْنَ، أَنَّ إِرْمِيَا خَرَجَ مِنْ أُورُشَلِيمَ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ لِيَنْسَابَ مِنْ هُنَاكَ فِي وَسْطِ الشَّعْبِ. وَفِيمَا هُوَ فِي بَابِ بَنْيَامِينَ، إِذَا هُنَاكَ نَاظِرُ الْحُرَّاسِ، اسْمُهُ يَرْئِيَّا بْنُ شَلَمْيَا بْنُ حَنَنِيَّا، فَقَبَضَ عَلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ قَائِلًا: «إِنَّكَ تَقَعُ لِلْكَلْدَانِيِّينَ». فَقَالَ إِرْمِيَا: «كَذِبٌ! لاَ أَقَعُ لِلْكَلْدَانِيِّينَ». وَلَمْ يَسْمَعْ لَهُ، فَقَبَضَ يَرْئِيَّا عَلَى إِرْمِيَا وَأَتَى بِهِ إِلَى الرُّؤَسَاءِ. فَغَضِبَ الرُّؤَسَاءُ عَلَى إِرْمِيَا، وَضَرَبُوهُ وَجَعَلُوهُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ، فِي بَيْتِ يُونَاثَانَ الْكَاتِبِ، لأَنَّهُمْ جَعَلُوهُ بَيْتَ السِّجْنِ. فَلَمَّا دَخَلَ إِرْمِيَا إِلَى بَيْتِ الْجُبِّ، وَإِلَى الْمُقَبَّبَاتِ، أَقَامَ إِرْمِيَا هُنَاكَ أَيَّامًا كَثِيرَةً. ثُمَّ أَرْسَلَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا وَأَخَذَهُ، وَسَأَلَهُ الْمَلِكُ فِي بَيْتِهِ سِرًّا وَقَالَ: «هَلْ تُوجَدُ كَلِمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ؟» فَقَالَ إِرْمِيَا: «تُوجَدُ». فَقَالَ: «إِنَّكَ تُدْفَعُ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ». ثُمَّ قَالَ إِرْمِيَا لِلْمَلِكِ صِدْقِيَّا: «مَا هِيَ خَطِيَّتِي إِلَيْكَ وَإِلَى عَبِيدِكَ وَإِلَى هذَا الشَّعْبِ، حَتَّى جَعَلْتُمُونِي فِي بَيْتِ السِّجْنِ؟ فَأَيْنَ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا لَكُمْ قَائِلِينَ: لاَ يَأْتِي مَلِكُ بَابِلَ عَلَيْكُمْ، وَلاَ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ؟ فَالآنَ اسْمَعْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ. لِيَقَعْ تَضَرُّعِي أَمَامَكَ، وَلاَ تَرُدَّنِي إِلَى بَيْتِ يُونَاثَانَ الْكَاتِبِ، فَلاَ أَمُوتَ هُنَاكَ». فَأَمَرَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا أَنْ يَضَعُوا إِرْمِيَا فِي دَارِ السِّجْنِ، وَأَنْ يُعْطَى رَغِيفَ خُبْزٍ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ سُوقِ الْخَبَّازِينَ، حَتَّى يَنْفُدَ كُلُّ الْخُبْزِ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَأَقَامَ إِرْمِيَا فِي دَارِ السِّجْنِ."
إرميا يقص علينا جزء كبير من تاريخه الشخصي فهو مفيد لكل الخدام في كل العصور. وهنا كان إرميا قد تعب من خدمته فآثر الراحة في بلدته عناثوث = لينساب من هناك في وسط الشعب = الذين انتهزوا فرصة رفع الحصار مؤقتًا وخرجوا كلٌ يبحث عن مصلحته، فخرج إرمياء في وسطهم. فقبضوا عليه بتهمة مُلفقة وهي أنه سوف يذهب للكلدانيين، وهي تهمة غير منطقية فكيف يذهب للجيش، والجيش قد غادر أورشليم. وثانيًا فإرميا لم يكف منذ 20 سنة يحذِّر وينذر بأن المدينة ستسقط في يد بابل، فلو كان خائنًا أو كان يريد أن يحتمي بملك بابل لكان قد ذهب من وقت طويل قبل هذه الحادثة. ولكن لنلاحظ أنه خرج دون مشورة الله مثل هروب إبراهيم لمصر بسبب المجاعة، فحدثت هذه المشكلة. غير أن الله الذي سمح بسجنه كان يريد أن ينقذ حياته، فلو عاد الجيش الكلداني ووُجد هو خارج المدينة لقتلوه مثل أي فرد عادي. إنك تقع للكلدانيين = أي تذهب لهم كجاسوس. وفي آية (16) المقببات = غالبًا هي أقبية تحت الأرض. ويبدو أن يوناثان الكاتب هذا كان رجلًا قاسيًا وأسلموا لهُ إرميا ليحبسه في بيته وليعذبه. ورموه في حجرة مظلمة باردة وهو نبي الله القديس بينما كانوا هم الخطاة في راحة ولكن الأيام تتغير. وأرسل لهُ الملك غالبًا بعد أن عاود الكلدانيين الحصار وأظهر لهُ بعض المودة (17) ولكن لاحظ أن الملك قابلهُ سرًا وسألهُ عن كلمة من قبل الرب = وهو قاصد أن يسمع كلمة تعزية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وعجيب فهناك كثيرين لم يريدوا أن يسمعوا كلمة من الله وقت أفراحهم ثم يطلبوا عزاء وقت ضيقاتهم. ولكن من أجل شرورهم لا يعطيهم الرب. ولكن توجد كلمة أنك تدفع ليد ملك بابل (وَسَأَلَهُ الْمَلِكُ فِي بَيْتِهِ سِرًّا وَقَالَ: «هَلْ تُوجَدُ كَلِمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ؟» فَقَالَ إِرْمِيَا: «تُوجَدُ». فَقَالَ: «إِنَّكَ تُدْفَعُ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ»). وقطعًا فإرميا كان يتمنى أن يقول للملك تعزية ولكن هو لا يستطيع أن يغير كلام الله. ولكن حتى في هذا الخبر السيئ تظهر مراحم الله، فالله لم يرغب أن يفاجأ الملك بهذه الأحداث فتكون صدمته أشد. وفي (18) النبي يعاتب الملك ويطلب منه طلبًا شخصيًا فيبدو أن يوناثان عذب النبي جدًا.
وأعطى الله نعمة للنبي في عيني الملك فاستجاب لهُ بل أعطاه خبزًا بالرغم من المجاعة من مخازن بيت الملك وهذا أكثر مما طلبهُ. لاحظ أن الملك يستدعي إرميا هنا لأنه رأى كذب الأنبياء الذين ظلوا سنينًا عديدة يتنبأون كذبًا بأن بابل ستنهزم ولن تفعل شيئًا ضدهم.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير إرميا 38 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إرميا 36 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z8k4fsd