← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
الآيات 1-4: "ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا للهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ». فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحًا للهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي، وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ». فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ."
الله هنا يجدد الدعوة ليعقوب حتى يصعد إلى بيت إيل ليقيم هناك ويصنع مذبحًا لله. وإذ شعر بأن هناك ستتم مقابلة الله اهتم بدفن وعزل كل الآلهة الغريبة (الترافيم) هذه التي سرقتها راحيل وما كان مع عبيده قبل أن يدخلوا في العهد الإلهي. وكل ما نهبه أولاده من شكيم.
[ولنلاحظ أن عبيد يعقوب كانوا من أرام حيث تنتشر الوثنية ولنلاحظ أن أولاد يعقوب قد سبوا نساء وأطفال عائلة شكيم وكلهم وثنيون]. فلا يمكن أن نقابل الله إلا على أساس القداسة وعزل كل ما هو غريب عن الله ودفنه. ودفن هذه الأشياء يشير لدفن كل عمل شيطاني وكل فكر شرير تحت خشبة الصليب كتطبيق لقول بولس الرسول "صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم". وأيضا كتطبيق لقول داود النبي "طوبى لمن يمسك أطفالك (الشهوات والخطايا)، ويدفنهم عند الصخرة (المسيح)" سبعينية (مز137: 9). وأبدلوا ثيابكم = إشارة إلى تطهير الجسد ونقاوته والأقراط: هذه لم تكن تستخدم في الزينة فقط بل لأغراض دينية خرافية كجلب الخير وإبعاد الحسد ولهذا السبب فالعجل الذهبي الذي صنعه هارون للشعب كان من أقراطهم.
آية 5: "ثُمَّ رَحَلُوا، وَكَانَ خَوْفُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ، فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ."
كان خوف الله= أوقع الله رعبًا على من حول يعقوب حتى لا يمسوه فلم يجسر أحد أن يذهب وراءه أو يقتفي أثره. هم شعروا بأن رهبة الله ظاهرة في حياة هذا الإنسان.
الآيات (6- 7):- "فَأَتَى يَعْقُوبُ إِلَى لُوزَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهِيَ بَيْتُ إِيلَ. هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ. وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا، وَدَعَا الْمَكَانَ «إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ."
«إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» = الله إله بيت إيل.
آية 8: "وَمَاتَتْ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ تَحْتَ بَيْتَ إِيلَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ، فَدَعَا اسْمَهَا «أَلُّونَ بَاكُوتَ»."
عجيب أن يهتم الكتاب بموت دبورة مرضعة رفقة ولا يذكر الكتاب موت رفقة نفسها وكل ما يذكره الكتاب أن رفقة مدفونة في مغارة المكفيلة (تك 31:49) والسبب ببساطة أن رفقة ترمز للكنيسة التي لا تموت روحيًا ولكنها تموت جسديًا على رجاء القيامة. وكل أجساد القديسين مدفونة على رجاء القيامة.
وكان للمرضعات منزلة كبيرة واحترام يقترب من منزلة الأم. وقد أحضرها يعقوب من بيت أبيه إسحق في حبرون، وربما أن يعقوب كان يزور والده اسحق. وفي إحدى الزيارات استأذنه أن تقيم معه دبورة ليأخذ بركتها وغالبًا كانت أمه رفقة قد ماتت خلال هذه الفترة. ويقدر المفسرين عمر دبورة في هذا الوقت بحوالي 180 سنة.
تحت بيت إيل = أي في مكان منخفض في بيت إيل أو بجوارها. الون باكوت: بلوطة البكاء وبيت إيل تعني بيت الله. هناك أقام داود الذي يمثل الكنيسة المجاهدة وهناك دفنت دبورة التي تمثل الراقدين. والكنيسة الآن تصلي في كل صلاة عشية أوشية الراقدين فالكل أحياء وراقدين هم كنيسة واحدة وبيتًا واحدًا للرب.
الآيات 9-15: "وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ أَيْضًا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ. وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ «إِسْرَائِيلَ». وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ. وَالأَرْضُ الَّتِي أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، لَكَ أُعْطِيهَا، وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي الأَرْضَ». ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ. فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ، عَمُودًا مِنْ حَجَرٍ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبًا، وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتًا. وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ إِيلَ»."
إذ طمر يعقوب الآلهة الغريبة وصعد لبيت إيل كما أراد الله له أولًا، وهذه تناظر التوبة، (فبالتوبة نعود ونرى الله ونسمع صوته) إستحق أن الله يظهر له ويجدد له الوعد بالبركة. بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ = إذ ترك يعقوب شكيم واتجه إلى بيت إيل حسب إرادة الله، نجد أن الله يكرر له الوعد والبركة التي أعطاها له سابقا في (تك32: 28) بأن إسمه يكون إسرائيل، وهذه تناظر قول الرب "إرجعوا إليَّ أرجع إليكم" (زك1: 3). وتناظر قول المسيح لبطرس ثلاث مرات "إرع غنمي" وبهذا أعاده لدرجته الرسولية بعد أن كان قد أنكره.
الآيات 16-20: "ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ بَيْتِ إِيلَ. وَلَمَّا كَانَ مَسَافَةٌ مِنَ الأَرْضِ بَعْدُ حَتَّى يَأْتُوا إِلَى أَفْرَاتَةَ، وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلاَدَتُهَا. وَحَدَثَ حِينَ تَعسَّرَتْ وِلاَدَتُهِا أَنَّ الْقَابِلَةَ قَالَتِ لَهَا: «لاَ تَخَافِي، لأَنَّ هذَا أَيْضًا ابْنٌ لَكِ». وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا، لأَنَّهَا مَاتَتْ، أَنَّهَا دَعَتِ اسْمَهُ «بَنْ أُونِي». وَأَمَّا أَبُوهُ فَدَعَاهُ «بَنْيَامِينَ». فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ. فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ «عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ» إِلَى الْيَوْمِ."
أفراته = هي بيت لحم أي بيت الخبز حيث ولد المسيح. هنا نجد قصة موت راحيل المحبوبة. وعجيب أيضًا أن يذكر مناحة دبورة ولا يذكر أي مناحة أو بكاء على راحيل المحبوبة. فموت راحيل التي تشير لكنيسة المسيح يشير لانتقال الكنيسة من هذا العالم إلى العالم الآخر وهذا فرح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولنلاحظ أن راحيل كانت قد قالت "أعطني نسلًا وإلا أموت" وها هي قد ماتت بسبب النسل وبسبب ولادتها. وكثيرًا ما يحجز الله عنا ما نظنه خيرًا ويراه الله غير ذلك. وموت راحيل بعد ولادة بنيامين يشير لأن الكنيسة تظل تتمخض بأولادها متوجعة حتى متى كمل المختارون ترحل الكنيسة كلها لتستريح أبديًا. وما يؤلم الكنيسة هنا حتى تدعوه ابن أوني، يفرح به الرب فيدعوه بنيامين، إنها تتألم إلى حين وتحزن ولكن حزننا يتحول إلى فرح حين ننطلق جميعًا مع الرب على السحاب ونكون عن يمينه. وراحيل كانت تريد تسمية ابنها ابن أوني أي ابن حزني بسبب شدة ما قاسته من الآلام والأحزان، أما أبوه فأسماه بنيامين أي أبن اليمين وهي تسمية كلها رجاء في الله بالرغم من أحزانه، عربون القوة للشعب القديم [الآلام ستكون سببًا في وجودنا عن يمين الله (يو 20:16-22)].
لماذا يُذكر هنا أفراتة ومجدل عدر؟
لاحظ الرمز في القصة، فكيف نحن أولاد الحزن نصبح أولادًا لليمين؟
1. بتجسد المسيح = وَلَمَّا كَانَ مَسَافَةٌ مِنَ الأَرْضِ بَعْدُ حَتَّى يَأْتُوا إِلَى أَفْرَاتَةَ (آية 16) = يكون هذا بولادة المسيح في بيت لحم = أفراتة. ولأنه كان ما زال هناك وقت حتى يتجسد المسيح قيل ولما كان مسافة من الأرض حتى يأتوا.
2. بذبيحة المسيح على الصليب = ثُمَّ رَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ مَجْدَلَ عِدْرٍ (آية 21) = مجدل عدر (مى4: 8) حيث كان الرعاة المتبدون (لو2: 8) يقومون برعاية الخراف التي تقدم كذبيحة في الهيكل. وهذه الخراف يقوم الكهنة بفحصها ويختمون الخراف التي بلا عيب، فهذه ترمز للمسيح الكامل الذي بلا خطية. "لِأَنَّ هَذَا ٱللهُ ٱلْآبُ قَدْ خَتَمَهُ" أي شهد له بأنه بلا عيب وقدَّمه كذبيحة على الصليب (يو6: 27).
الآيات 21، 22: "ثُمَّ رَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ مَجْدَلَ عِدْرٍ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَ إِسْرَائِيلُ سَاكِنًا فِي تِلْكَ الأَرْضِ، أَنَّ رَأُوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ أَبِيهِ، وَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ. وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ."
مجدل عدر: أي برج عدر أو برج القطيع وهو موضع يقع في سهل الرعاة شرقي بيت لحم. وهنا حدثت خطية رأوبين البشعة التي فقد بسببها البكورية والذي ظل يعقوب يذكرها له بمرارة حتى فراش الموت (تك 49: 4). وقوله وسمع إسرائيل يعني أنه لم يتكلم لكنه كتم في قلبه مرارة لا يمحوها الزمن ولا الكلام. ورأوبين ظن أنه فعل في الخفاء لكن ليس مكتومًا إلا ويعلن.
لماذا اختار الله يعقوب وترك عيسو، بالرغم من كل ضعفات يعقوب وسقطات أبنائه، الله احتمل ضعف يعقوب وكان يكمله ويؤدبه ويعقوب خاضع بين يديه ومستسلم للتأديب. أما عيسو الوحشي في طبعه فهذا لا يخضع لعمل الله في حياته فهناك خطيتين لا يحتملهما الله:
1. الكبرياء.
2. الوحشية والقسوة وحُب الانتقام "أقوم وأقتل أخي".
هذه الخطايا تمنع عمل الله في الإنسان فلا يتكمَّل ولا يتأدب بتأديب الله ويكون مصيره الرفض. الله يرفض مَنْ لا يقبل التأديب.
الآيات (23- 29):- "بَنُو لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ، وَشِمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. وَابْنَا رَاحِيلَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي. وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَأَشِيرُ. هؤُلاَءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانِ أَرَامَ. وَجَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا، قِرْيَةِ أَرْبَعَ، الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ، حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ. وَكَانَتْ أَيَّامُ إِسْحَاقَ مِئَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً. فَأَسْلَمَ إِسْحَاقُ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ، شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا. وَدَفَنَهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ ابْنَاهُ."
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 36 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 34 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fg82gst