← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38
الله له طرق يجذب بها النفس للسماء وكل طريقة تتناسب مع حالة الشخص. ففي الإصحاح السابق نجد الله في شركة حلوة مع إبراهيم يجذبه للسماويات وفي هذا الإصحاح نجد صورة عكسية، إنذار بالدينونة والخراب والحريق ليجذب لوط خارج دائرة الشر.
وكانت خطية سدوم وعمورة هي الشذوذ الجنسي وتُسَمَّى في العربية اللواط نسبة إلى لوط، وهي تسمية خطأ فلوط بريء من هذه الجريمة فلماذا تنسب إليه. ولكن في الإنجليزية تُسَمَّى السدومية Sodomy نسبة لسدوم وعمورة وهذه تسمية صحيحة.
آية 1: "فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ."
باب المدينة: كان العظماء والوجهاء والقضاة هم الذين يجلسون في باب المدينة فهذا يدل على عظم المركز وغنى لوط الذي وصل لهما. ونجد هنا لوط الذي تربى في بيت إبراهيم يصنع ما صنعه إبراهيم في ضيافة الغرباء.
أية 2: "وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ»."
لا، بل في الساحة نبيت: كان الغريب يبيت في الساحة إذا لم يجد مكانًا آخر (قض 20،15:19) وكان هذا احتجاجًا منهما على لوط وبيته. إذ فضلًا أن يبيتا في ساحة المدينة. نجد في
(2بط 8:2) أن القديس بطرس يطلق على لوط لقب البار فهو بار نسبيًا بالنسبة لشعب سدوم وعمورة ولكن بره هذا يتصاغر جدًا بالنسبة لبر إبراهيم. وكان خطأ لوط الواضح أنه اختار أن يسكن في هذا المكان الشرير وبعد أن اكتشف شره لم يتركه.
وهنا مقارنة بين إبراهيم ولوط
إبراهيم |
لوط |
1.يستضيف الرب وملاكين في شركة حب وصداقة. 2.كان لقاء إبراهيم معهم في النهار (فهو يحيا في النور). 3.استضاف إبراهيم الرب وملاكين. 4.قبلوا دعوة إبراهيم فورًا. "قالوا هكذا نفعل كما تكلمت". 5.وليمة إبراهيم تضمنت سر الثالوث والقيامة سر المسيح والمصلوب والمقام فهو عينه مفتوحة. 6.انتهى لقاء إبراهيم معهم بالبركة له ولسارة. 7.إبراهيم يقف كشفيع عن الآخرين. 8.إبراهيم اختار له الله الأرض. 9.إبراهيم كان قلبه على الخيمة والمذبح. 10.ظل حرًا في محبة الله. 11.هو أنقذ لوط بشفاعته بل ورث كل الأرض |
1.بالكاد يخلصه الملاكين من الدمار من مدينة اختارها هو. 2.لقاء لوط معهم كان في المساء. 3.لوط لم يذهب له سوى الملاكين. 4.رفضوا الدخول أولًا ثم دخلوا بعد إلحاح من لوط بعد أن كانا يفضلان أن يبيتا في الساحة. 5.وليمة لوط عادية. 6.انتهى اللقاء معهم بالكاد بنجاته من الدمار 7.لوط يتوسل لأن يسكن في صوغر وليس في الجبل. 8.لوط اختار لنفسه وترك الصحبة الطيبة. 9.لوط بحث عن العشب والمراعي (يختار المادة). 10.فقد شجاعته الأدبية وحريته الشخصية. 11.أضاع كل شيء اختاره. |
ولاحظ أن إلحاح لوط أن يبيت الرجلان عنده كان ليحميهما من شر أهل سدوم الذي يعرفه.
آية 3: "فَأَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا، فَمَالاَ إِلَيْهِ وَدَخَلاَ بَيْتَهُ، فَصَنَعَ لَهُمَا ضِيَافَةً وَخَبَزَ فَطِيرًا فَأَكَلاَ."
آية 4: "وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ، رِجَالُ سَدُومَ، مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ، كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا."
لاحظ فساد الشعب كله من الحدث إلى الشيخ. الكل صار في نجاسة.
أية 5: "فَنَادَوْا لُوطًا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا»."
لنعرفهما: هي لغة الكتاب المهذبة للمعاشرة الجنسية.
آيات 6-7: "فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ وَقَالَ: «لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي."
آية 8: "هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلًا. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا، لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي»."
لوط يحاول أن يصلح الموقف ولكن بطريقة فاسدة، أو قال هذا ليخجلهم.
آية 9: "فَقَالُوا: «ابْعُدْ إِلَى هُنَاكَ». ثُمَّ قَالُوا: «جَاءَ هذَا الإِنْسَانُ لِيَتَغَرَّبَ، وَهُوَ يَحْكُمُ حُكْمًا. الآنَ نَفْعَلُ بِكَ شَرًّا أَكْثَرَ مِنْهُمَا». فَأَلَحُّوا عَلَى الْرَّجُلِ لُوطٍ جِدًّا وَتَقَدَّمُوا لِيُكَسِّرُوا الْبَابَ،"
وهو يحكم حكمًا: لم يحتمل هؤلاء الأشرار أن لوط يمنعهم من الاعتداء الجنسي على الرجلين فقالوا هل يتحكم فينا هذا الغريب. بل هددوه بأن يفعلوا فيه شرًا أكثر منهما. وربما هم استاءوا من قوله في (7) لا تفعلوا شرًا فقالوا هل يحكم هذا الغريب بأن أعمالنا شريرة.
آية 10: "فَمَدَّ الرَّجُلاَنِ أَيْدِيَهُمَا وَأَدْخَلاَ لُوطًا إِلَيْهِمَا إِلَى الْبَيْتِ وَأَغْلَقَا الْبَابَ."
حاول لوط أن يحمي ضيفيه فطلب أن يخرج بنتيه لكن قاما الغريبان بحمايته مع أهل بيته.
آية 11: "وَأَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَضَرَبَاهُمْ بِالْعَمَى، مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، فَعَجِزُوا عَنْ أَنْ يَجِدُوا الْبَابَ."
ضرباهم بالعمى: الكلمة المستخدمة للعمى تشير لنور شديد يلمع فيفقد الإنسان رؤيته أو يحدث نوع من عدم توافق النظر مع العقل فيضل الإنسان طريقه (وهذا هو حال الخاطئ لهم عيون لكنهم لا يبصرون أع 26:28) فهم ظنوا أنهم يرون باب البيت لكنهم سعوا وراء شيء أخر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). (راجع 2 مل 18:6) حيث استخدمت نفس الكلمة. أو قد تعني أنهم أحيطوا بظلام يتخبطوا فيه. ولاحظ تسلسل ضربات الله للخطاة للتحذير قبل الضربة العظيمة.
1. وقوعهم تحت الجزية وخضوعهم لكدرلعومر 12 سنة.
2. الحرب والأسر للنفوس والممتلكات.
3. ضربة العمى.
4. كرازة لوط لكنهم اعتبروه يمزح ولم يهرب أحد.
أية 12: "وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ أَيْضًا ههُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ، أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ،"
من لك ههنا: نظرًا لشفاعة إبراهيم فالملاكان كان مستعدان لإنقاذ أقرباء لوط.
آية 13: "لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هذَا الْمَكَانَ، إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ، فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ»."
آية 14: "فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هذَا الْمَكَانِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ."
أصهاره الآخذين بناته: سبق وقال أن بناته لم يعرفوا رجلًا فيكون هؤلاء الأصهار إما في حالة خطوبة للبنات أو كان لوط له بنات آخرين متزوجين وهلكوا مع هلاك سدوم وعمورة.
كان كمازح: فالوعظ لا يصلح إذا كان سلوك الشخص لا يؤيده. وبالنسبة لأهل سدوم نقول إن من اعتاد على المزاح فحين يأتي وقت الجد نجده مازحًا. فهم كانوا يمكن أن يخلصوا لكن في كل جيل يرى الأشرار في إنذارات الله هزلًا ومزاحًا فيستخفون بها.
آية 15: "وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطًا قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ»."
قم: هي دعوة من السماء أن نقوم مع المسيح القائم من الأموات في الفجر.
آية 16: "وَلَمَّا تَوَانَى، أَمْسَكَ الرَّجُلاَنِ بِيَدِهِ وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابْنَتَيْهِ، لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ، وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ."
عجيب أن يجذب الملاكان لوط وعائلته لخارج المدينة. فهم متمسكون بالدنيويات للنفس الأخير. فكان لوط متمسكًا بالمكان وبثروته لا يريد أن يتركها.
الآيات 17-22: "وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ». فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ: «لاَ يَا سَيِّدُ. هُوَذَا عَبْدُكَ قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ، وَعَظَّمْتَ لُطْفَكَ الَّذِي صَنَعْتَ إِلَيَّ بِاسْتِبْقَاءِ نَفْسِي، وَأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى الْجَبَلِ لَعَلَّ الشَّرَّ يُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ. هُوَذَا الْمَدِينَةُ هذِهِ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟ فَتَحْيَا نَفْسِي». فَقَالَ لَهُ: «إِنِّي قَدْ رَفَعْتُ وَجْهَكَ فِي هذَا الأَمْرِ أَيْضًا، أَنْ لاَ أَقْلِبَ الْمَدِينَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا. أَسْرِعِ اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ «صُوغَرَ»."
طلب الملاكان من لوط أن يهرب إلى الجبل فاختار أن يذهب إلى مدينة صوغر!! وعجيب أن يختار الله لإنسان المكان الآمن فيختار الإنسان لنفسه، فهل رأى لوط أن اختياره أفضل والأعجب أنه بعد أن رفض الصعود للجبل عاد وصعد للجبل (آية 30). فهل كان لوط متعبًا لا يستطيع صعود الجبل وهل يتعب من يجذبه ملاكان. هل خاف لوط أن لا يستطيع الوصول للجبل قبل أن يأتي الدمار؟ هذا مردود عليه فالملاك أفهمه أنه لا يستطيع أن يفعل شيء إن لم يهرب لوط وينجو (22) أو هل هو طمع أن تكون صوغر ملكًا له فيقول "اليست هي صغيرة فتحيا نفسي": أي هي صغيرة فلآخذها ميراثًا لأحيا عوضًا عن كل ما خسرته في سدوم. وصوغر كانت أصغر مدن الدائرة. وهذا حال كثيرين يدعوهم الله لصعود الجبل المقدس فيكتفوا بصوغر أي بنصيب مادي أرضي. مهما كان كبيرًا فهو تافه بالنسبة للسماويات.
آية 23: "وَإِذْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ دَخَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ،"
آيات 24، 25: "فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ، وَكُلَّ الدَّائِرَةِ، وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ، وَنَبَاتِ الأَرْضِ."
الله في رحمته لم يمطر على سدوم وعمورة قبل أن يدخل لوط إلى صوغر فهو حريص على لوط كإنسان بار "قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ".
فأمطر الرب.. من عند الرب: هذه تشبه "قال الرب لربي" والمعنى أن الابن أمطر من عند الآب (الآب يريد والابن ينفذ). وغالبًا كان خراب سدوم وعمورة عن طريق بركان قذف حممًا فطبيعة المنطقة كبريتية وباطن الأرض به غازات مكتومة مضغوطة قابلة للاشتعال وقد انطلقت بفعل أحد الزلازل ثم اشتعلت ونزلت على الأرض بشكل أمطار ملتهبة. وربما كانت هناك صواعق من السماء تشعل أبار الحمر الموجودة بكثرة. المهم أن غضب الله أحرق المدن بطريقة ما بسبب شرها.
وهكذا كل من يجري وراء شهوته ستحرقه نار غريبة (يه 7) وما حدث في سدوم وعمورة هو نموذج للنار الأبدية.
قلب مدن الدائرة = غالبًا تشير لغرقهم في البحر الميت، بحر الملح.
آية 26: "وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ."
الله حولها بقدرته لعمود ملح. أو أنها اختنقت من الكبريت والدخان ثم غطى الملح جسدها فصار لها قبرًا. أو انهالت عليها الحمم السائلة وجمدت عليها فصارت عمود ملح. لكن لماذا؟ هي نظرت لسدوم مشتهية خطاياها. ولذلك قال السيد المسيح "اذكروا امرأة لوط"
(لو 17: 32) فهي اشتهت أشياء عالمية وخطاياها بينما هي صاعدة للجبل فعلينا أن لا ننظر للوراء ونمتد إلى ما هو قدام. والملح في الكتاب المقدس يشير لعدم الفساد، فيقال العهد عهد ملح أي أبدي. وامرأة لوط أصبحت شاهدة على نتائج الخطية شهادة أبدية.
آية 27، 28: "وَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ فِي الْغَدِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ، وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، وَنَحْوَ كُلِّ أَرْضِ الدَّائِرَةِ، وَنَظَرَ وَإِذَا دُخَانُ الأَرْضِ يَصْعَدُ كَدُخَانِ الأَتُونِ."
إبراهيم كان قد عرف قرار الله بالنسبة لسدوم وهو ذهب لينظر حزينًا على مصيرهما وهو نظر ولم يتحول لعمود ملح فهناك فرق في النظرة. إبراهيم لا يشتهي الخطية بل يرثي على الخطاة.
آية 29: "وَحَدَثَ لَمَّا أَخْرَبَ اللهُ مُدُنَ الدَّائِرَةِ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَرْسَلَ لُوطًا مِنْ وَسَطِ الانْقِلاَبِ. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ."
هذه الآية تثبت قوة شفاعة إبراهيم ولاحظ أن إبراهيم لم يتشفع في لوط وعائلته فقط بل للجميع ولكن الله أنقذ كل فتيلة مدخنة. ولنلاحظ المدعوين للخروج.
1. أصهار لوط: هؤلاء استهانوا وكان لوط كمازح في أعينهم وهؤلاء هلكوا إذ رفضوا.
2. امرأة لوط: تمثل المتواجدين في الكنيسة تواجدًا جسديًا لكن قلبهم مشتعل بمحبة العالم. وهذه هلكت.
3. ابنتي لوط: خرجتا لكن قلبهما لم يكن نقيًا، خرجتا خوفًا من الموت وليس رغبة في عدم الشركة مع الأشرار. كانتا لهما صورة التقوى وداخلهم مملوءًا شرًا.
4. لوط: متردد يمسكه الملاكان ليجذباه، متباطئ، يجادل في كلام الله ويرفض صعود الجبل ويذهب إلى صوغر (مثال لِمَنْ يرفض التقديس الكامل).
حقًا قصبة مرضوضة لا يقصف.
الآيات 30-38: "وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلًا». فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا». فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ."
نجد لوط هنا وقد صعد للجبل وهذا ما قد رفضه أولًا. ولو ذهب أولًا لكان قد ذهب في إيمان ومحبة وطاعة لله كابن أما الآن فهو يذهب خائفًا كعبد. وهذا الفصل الذي به يختم الكتاب قصة لوط مؤلم فهو أوضح أن ابنتا لوط شربتا الكثير من شر سدوم وعمورة والبعض قدم عذرًا لهما أنهن تصورن خراب العالم كله بعد الحريق فأردن أن يحتفظن بالنسل أو هن أردن أن يحتفظن بالنسل المقدس ظنا منهما إن إبراهيم قد مات (فيأتي من نسلهن المسيح) ولكنه حل بشري خاطئ مرفوض. وما فعلوه كان خطية بشعة وكان ابنيهما رأسين لشعبين شريرين موآب (ابن الأب أي منسوب لأبي الأم) وبني عمون (ابن شعبي أي الذي من جنسي). وموآب صار أمة كبيرة ثم اندمج مع بني عمون في الشعوب العربية .
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 20 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 18 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xd7zk4y