← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24
كان أهل سدوم أشرارًا ونهايتهم كانت الحريق ولكن الله لا يضرب مباشرة دون إنذار لذلك نجد في هذا الإصحاح إنذارين موجهين لأهل سدوم وعمورة.
1. خضوعهم لكدرلعومر 12 سنة كانوا يدفعون فيها الجزية له.
2. لم يفهموا أن هذا الألم راجع للخطية فيتوبوا بل فكروا بطريقة بشرية وعصوا على كدرلعومر فحاربهم وسبا منهم سبيًا ومن ضمن السبايا كان لوط.
3. وتدخل إبرام ناسيًا أعمال لوط وأنقذه وأعاد كل شيء لسدوم وعمورة ولم يقبل أن يأخذ في مقابل ذلك أي شيء. ولكن هؤلاء الأشرار أيضًا لم يتوبوا.
الآيات 1-7: "وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ، وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاَّسَارَ، وَكَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلاَمَ، وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ، أَنَّ هؤُلاَءِ صَنَعُوا حَرْبًا مَعَ بَارَعَ مَلِكِ سَدُومَ، وَبِرْشَاعَ مَلِكِ عَمُورَةَ، وَشِنْآبَ مَلِكِ أَدْمَةَ، وَشِمْئِيبَرَ مَلِكِ صَبُويِيمَ، وَمَلِكِ بَالَعَ الَّتِي هِيَ صُوغَرُ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ اجْتَمَعُوا مُتَعَاهِدِينَ إِلَى عُمْقِ السِّدِّيمِ الَّذِي هُوَ بَحْرُ الْمِلْحِ. اِثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً اسْتُعْبِدُوا لِكَدَرْلَعَوْمَرَ، وَالسَّنَةَ الثَّالِثَةَ عَشَرَةَ عَصَوْا عَلَيْهِ. وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشَرْةَ أَتَى كَدَرْلَعَوْمَرُ وَالْمُلُوكُ الَّذِينَ مَعَهُ وَضَرَبُوا الرَّفَائِيِّينَ فِي عَشْتَارُوثَ قَرْنَايِمَ، وَالزُّوزِيِّينَ فِي هَامَ، وَالإِيمِيِّينَ فِي شَوَى قَرْيَتَايِمَ، وَالْحُورِيِّينَ فِي جَبَلِهِمْ سَعِيرَ إِلَى بُطْمَةِ فَارَانَ الَّتِي عِنْدَ الْبَرِّيَّةِ. ثُمَّ رَجَعُوا وَجَاءُوا إِلَى عَيْنِ مِشْفَاطَ الَّتِي هِيَ قَادِشُ. وَضَرَبُوا كُلَّ بِلاَدِ الْعَمَالِقَةِ، وَأَيْضًا الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي حَصُّونَ تَامَارَ."
سكن لوط منطقة سدوم الخاضعة في ذلك الحين لكدرلعومر ملك عيلام (فارس) وكانت تدفع له الجزية وهذا الملك عرف ببطشه وسطوته إذ إكتسح كل ممالك الجنوب. وأخضع لسلطانه كل بلاد وادي الأردن (كان هذا جزءًا من نبوة نوح بخضوع كنعان لسام).
وشنعار: هي مابين النهرين الفرات ودجلة وألاسار على الفرات. وملوك ما بين النهرين كانوا قد أخضعوا ملوك سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم وصوغر للجزية لمدة 12 سنة ولم يذكر اسم ملك صوغر إما: 1) لصغر شأنه، أو 2) لبشاعة خطيته.
وإذ شعرت البلاد بالمذلة قام الخمسة ملوك (سدوم وعمورة... إلخ.) بالثورة ضد ملوك ما بين النهرين حتى لا يدفعوا الجزية. فقام كدرلعومر بحملة تأديب ثانية ضد المتمردين وتحالف معه 3 ملوك وقد إكتسح هؤلاء الملوك الأربعة المنطقة. وكان خط سير الغزاة الرفائيين في عشتاروت ترنايم.. الأموريين الساكنين في حصون تامار (5-7) هم ضربوا كل هؤلاء قبل أن يأتوا على سدوم وعمورة. وكانت هذه خطة عسكرية محكمة فهم ضربوا الشعوب الصغيرة التي كانت ستؤيد وتدعم ملوك سدوم وعمورة. فهم بهذا أفقدوهم من يعينهم وتركوهم وحدهم للمرحلة الأخيرة من الحرب.
عمق السديم: لها تفسيرات عديدة (1) قالوا أنها سلسلة الصخور الطباشيرية الممتدة جنوب سهل أريحا وتسمى السد وجمعها بالعبرانية السديم فيكون المقصود هو كل دائرة الأردن. (2) رأى البعض أن بحر الملح ابتلع سدوم بعد حرقها فسمي المكان عمق السديم (عمق سدوم) (3) رأى البعض أنه يعني نمور السديم: وادي الحفر والأخاديد وهو سهل منخفض في منطقة بحر لوط (البحر الميت) تكثر به أبار الحمر.
والحرب بين ملوك بابل الأربعة ضد ملوك كنعان الخمسة لها تأمل روحي فرقم (5) هو رقم الحواس ورقم (4) هو رقم العالم. فالعالم بكل قوة إغرائه وخطاياه يهجم على حواسنا الخمسة الخاضعة لإغراءات العالم. وكيف نغلب = إبراهيم + 318 من رجاله وإبراهيم يمثل الإيمان ورقم 318 قد يمثل رجال مجمع نيقية أي الثبات على الإيمان المُسَلَّم مرة من الآباء وقد يشير كما سنرى للصليب علامة يسوع المسيح.
آية 4: استعبدوا لكدرلعومر: أي دفعوا له الجزية مدة 12 سنة.
الآيات 8-12: "فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ، وَمَلِكُ عَمُورَةَ، وَمَلِكُ أَدْمَةَ، وَمَلِكُ صَبُويِيمَ، وَمَلِكُ بَالَعَ، الَّتِي هِيَ صُوغَرُ، وَنَظَمُوا حَرْبًا مَعَهُمْ فِي عُمْقِ السِّدِّيمِ. مَعَ كَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلاَمَ، وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ، وَأَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ، وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاَّسَارَ. أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ مَعَ خَمْسَةٍ. وَعُمْقُ السِّدِّيمِ كَانَ فِيهِ آبَارُ حُمَرٍ كَثِيرَةٌ. فَهَرَبَ مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَسَقَطَا هُنَاكَ، وَالْبَاقُونَ هَرَبُوا إِلَى الْجَبَلِ. فَأَخَذُوا جَمِيعَ أَمْلاَكِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَجَمِيعَ أَطْعِمَتِهِمْ وَمَضَوْا. وَأَخَذُوا لُوطًا ابْنَ أَخِي أَبْرَامَ وَأَمْلاَكَهُ وَمَضَوْا، إِذْ كَانَ سَاكِنًا فِي سَدُومَ."
أبار حمر: الحمر هو القار المعدني وهو كالزفت أو القطران وهو موجود للآن بهذه المنطقة. وسقطا هناك: ملوك سدوم وعمورة كانوا يعتمدون على أبار الحمر هذه كحماية طبيعية لهم تحميهم من هجوم الأعداء لكنهم سقطوا فيها. فهم سقطوا فيما تصوروا أنه يحميهم، وهذا حال كل خاطئ. وريما يكون المعنى أن الملوك سقطوا في أبار الحمر وأنقذوهم أو أن رجال جيشهم سقطوا هناك وهلكوا. أو أن المعركة دارت في هذه الأماكن غير المناسبة وكانت سببًا لهزيمتهم. وفي آية (12) تركيز على أن لوط الذي اختار لنفسه خسر كل شيء في هذه الحرب بل خسر نفسه إذ هو نفسه ذهب أسيرًا. لقد خسر كل ما تشاجر عليه. وفي هذه الآيات نجد أن ملوك ما بين النهرين بعد أن ضربا الشعوب الصغيرة المؤيدة لكل ملوك سدوم وعمورة استداروا على ملوك سدوم وعمورة لضربهم.
آية 13: "فَأَتَى مَنْ نَجَا وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ الْعِبْرَانِيَّ. وَكَانَ سَاكِنًا عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الأَمُورِيِّ، أَخِي أَشْكُولَ وَأَخِي عَانِرَ. وَكَانُوا أَصْحَابَ عَهْدٍ مَعَ أَبْرَامَ."
إذ نجا إنسان كان يعرف علاقة لوط بإبرام أتى وأخبر إبرام، العبراني: قد تعني أنه ابن عابر أو لأنه عبر الفرات وأتى إلى كنعان. ولكن ذكر الوحي هنا أنه عبراني مقصود أن يذكرنا بأن إبرام المتغرب في خيام هو الذي أنقذ لوط الساكن المستوطن في سدوم. وواضح أن إبرام هنا كان في عهد مع ممرا وأشكول وعانر الإخوة الأموريين وهؤلاء ساعدوه.
آية 14: "فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ، أَنَّ أَخَاهُ سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ، وِلْدَانَ بَيْتِهِ، ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ، وَتَبِعَهُمْ إِلَى دَانَ."
هي شجاعة وشهامة من إبرام أن يحارب لينقذ لوط. وأنها لحكمة إلهية تعطينا أن نعرف متى نتسامح ومتى نحارب لندافع. فإبرام ترك حقوقه في نزاعه مع لوط لكنه حارب هنا لأن قلبه الناري لم يحتمل أن يكون هو في راحة وغيره متألم. ونلاحظ أن لوط الذي طلب ما لنفسه خسر كل شيء. وهو قد تعرض لحروب الأعداء لأنه خرج بإرادته من حماية الله فهو رفض أن يسير مع إبرام واختار الأماكن الشريرة ليحيا فيها. إذن فعليه أن يتعرض لحروب العالم وتقلباته. ويرى القديس إكليمنضس السكندري أن رقم 318 باليونانية يكتب هكذا TIH ويرى أن حرف T هو شبيه بعلامة الصليب، وحرف
i من IOC أي ابن، وحرف H هو من Ιησούς أي يسوع ويكون المعنى أنها رمز لعلامة يسوع المسيح ابن الله أي الصليب (هي علامة الذين خلصوا) وقطعًا فإن رجال إبراهيم وحلفائه عددهم كان قليلًا، لكن الله هو الذي يحارب ويعطي حكمة لإبراهيم، كما حدث مع جدعون بعد ذلك. بل لم نسمع عن أي خسارة في رجال إبراهيم.
آية 15: "وَانْقَسَمَ عَلَيْهِمْ لَيْلًا هُوَ وَعَبِيدُهُ فَكَسَّرَهُمْ وَتَبِعَهُمْ إِلَى حُوبَةَ الَّتِي عَنْ شِمَالِ دِمَشْقَ."
انقسم عليهم: أي قسم نفسه لعدة جيوش ليهجم عليهم من عدة نواح وهذا ما عمله جدعون أيضًا. (وكان رجال جدعون أيضًا 300 رجل).
آية 16: "وَاسْتَرْجَعَ كُلَّ الأَمْلاَكِ، وَاسْتَرْجَعَ لُوطًا أَخَاهُ أَيْضًا وَأَمْلاَكَهُ، وَالنِّسَاءَ أَيْضًا وَالشَّعْبَ."
أبرام الذي عاش كمتغرب هو الذي أنقذ لوط. وهكذا أولاد الله الذين يعيشون بروح الغربة قادرين أن يسندوا النفوس الضعيفة التي انغمست في العالم.
تعليق: القديس بطرس في (2بط 6:2-8) يقول أن لوط كان يعذب نفسه بسبب الشر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك كان عليه أن يترك هذا المكان مضحيًا بالثروات المادية لينقذ حياته. فهو ذهب لهذا المكان سعيًا وراء المادة فقط ولذلك لم يستطع أن يبشر أو يشهد للحق وحينما فعل أخيرًا كان كمازح في عيون أهل سدوم (تك 19). لذلك قال له الملاك "اهرب لحياتك" وكان عليه أن يفعل هذا من قبل لكنه لم يفعل.
آية 17: "فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لاسْتِقْبَالِهِ، بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ كَسْرَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَالْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى عُمْقِ شَوَى، الَّذِي هُوَ عُمْقُ الْمَلِكِ."
عمق شوى: وادي السهل وعمق الملك: يقولون أن ملوك يهوذا كانوا يدربون جيوشهم في هذا المكان وبذلك تكون إضافة حديثة تضع الاسم الحديث للمكان وهناك من يقول أن الاسم راجع لحادثة اجتماع الملوك مع إبرام ليشكروه على إنقاذهم.
الآيات 18-20: "وَمَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا. وَكَانَ كَاهِنًا للهِ الْعَلِيِّ. وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمُبَارَكٌ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ أَعْدَاءَكَ فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ."
قصة لقاء إبراهيم مع ملكي صادق تمثل لغزًا عند اليهود لا يعرفون له تفسيرًا (عب 11:5) وقالوا أنه عسر التفسير. إذ كيف يقدم إبراهيم أب الآباء الذي في صلبه كهنوت لاوي العشور لرجل غريب ولماذا ظهر هذا الرجل في الكتاب فجأة واختفى فجأة ولا يعرف أحد أباه أو أمه أو نسبه ولماذا لم يقدم ذبيحة دموية كما كانت عادة ذلك الزمان. وقد قال اليهود كمحاولة للتفسير أن ملكي صادق هو سام ابن نوح؟!! لكن ما الذي غير اسمه وماذا أتى به إلى كنعان!! هناك أسئلة كثيرة لا يجد لها اليهود حلًا. وقد كشف السر بولس الرسول في رسالة العبرانيين وقال إن ملكي صادق هو رمز للسيد المسيح. ونجد هنا لفظ كاهن ولفظ الله العلي لأول مرة في الكتاب فالمسيح هو العلي الذي سيقدم نفسه ذبيحة ككاهن. وهو ملك وابن داود.
وجاءت ترجمة وَكَانَ كَاهِنًا ِللهِ الْعَلِيّ في الإنجليزية هكذا:
And he was the priest of the most high God
ونرى أن كلمة كاهن جاءت مُعَرَّفة بـ"الـ" في الترجمة الإنجليزية، وفي هذا إشارة لأن هناك كهنوت واحد هو كهنوت المسيح الذي يرمز له كهنوت ملكي صادق.
1. ملكي صادق تعني ملك البر (رو 24:3)(1) هذا من جهة الاسم.
2. ملك ساليم تعني ملك السلام (يو 33:16) من جهة العمل (وساليم غالبًا هي أورشليم).
3. كان ملكًا وكاهنًا في نفس الوقت وهذا لا يتحقق عند اليهود فالملوك من سبط والكهنة من سبط آخر. فداود من سبط يهوذا والكهنة من سبط لاوي.
4. قدم خبزًا وخمرًا وهكذا قدم المسيح جسده ودمه على هذه الصورة في الإفخارستيا.
5. لم نعرف شيئًا عن أبيه وأمه وهو لا بداية لملكه ولا نهاية مذكورة، إشارة إلى السيد المسيح الذي بلا أب جسدي وبلا أم من جهة اللاهوت، بلا بداية أيام، أبدي.
6. جاء السيد المسيح كاهنًا على رتبة ملكي صادق. وكأن الكهنوت اللاوي قد انتهى ليقوم كهنوت جديد يقدم خبزًا وخمرًا.
7. لا يوجد تسلسل كهنوتي لملكي صادق. فهو لم يستلم كهنوته من أحد، والمسيح الذي عينه كاهنًا هو الله حين أقسم بهذا (مز110).
8. إبراهيم الذي من صلبه الكهنوت اللاوي يجمع العشور، هو نفسه يقدم العشور لملكي صادق فمن يكون هذا الذي يقبل العشور من إبراهيم سوى الله نفسه أو من يرمز إليه.
اليهود تعجبوا من شخص ملكي صادق وكيف أنه يبارك إبراهيم أبو الآباء. والأعجب ما قيل في مزمور 110 "أقسم الرب ولم يندم، أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق". وحاول الربيين تفسير هذا.
قالوا أنه سام بن نوح. وقالوا أن الله سلَّم آدم طقس الكهنوت الذي يرضي الله، وهي تقدمة الخبز والخمر. وسلَّم آدم هذا لابنه شيث حتى وصلت لسام بن نوح الذي هو ملكي صادق. وقالوا أن ملكي صادق سلمها هنا لإبراهيم. ثم وصلت إلى موسى. وكان موسى ناويًا أن يطبق هذه العبادة للشعب اليهودي ولكن خطية الشعب في العجل الذهبي جعلت الله يقول، هم لا يستحقون هذه الشريعة بل عليهم تقديم ذبائح دموية. وأن تقديم الذبائح الدموية سيستمر حتى مجيء المسيا المنتظر الذي سيعيد طقس الخبز والخمر.
واضح:-
1) خطأ النظرية لأن الله سلَّم آدم طقس الذبيحة الدموية وستره بجلدها، بل حينما قدَّم قايين من ثمار الأرض رفض الله تقدمته.
2) من قال أن ملكي صادق هو سام؟!
3) لكن الله سمح بهذا التفسير ليتقبل اليهود فكرة ذبيحة الخبز والخمر الإفخارستية التي قدمها المسيح.
آية 21: "وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لأَبْرَامَ: «أَعْطِنِي النُّفُوسَ، وَأَمَّا الأَمْلاَكَ فَخُذْهَا لِنَفْسِكَ»."
كان من حق إبرام أن يحصل على الأملاك فهو الذي حرر الجميع، كمكافأة على تعبه.
آية 22: "فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: «رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ،"
لاحظ أن إبرام يكرر وراء ملكي صادق ما تعلمه منه "الله العلي مالك السماء والأرض" وعلينا أن نتشبه نحن أيضًا بالقديسين. ورفع اليد تعني القسم.
آية 23: "لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطًا وَلاَ شِرَاكَ نَعْل وَلاَ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ، فَلاَ تَقُولُ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ."
لا خيطًا: هذا خاص بالنساء فالخيط هو الذي يربطون به شعرهم ولا شراك نعل: هذا للرجال والمقصود أنه لا يريد أي مكافأة أرضية (لا من الرجال ولا من النساء الذين أنقذهم) ترك المكافأة الأرضية طالبًا المكافأة السماوية. بل هو في تركه المكافأة فاق مطالب الناموس التي أعطيت فيما بعد وكانت تعطيه الحق في المكافأة.
آية 24: "لَيْسَ لِي غَيْرُ الَّذِي أَكَلَهُ الْغِلْمَانُ، وَأَمَّا نَصِيبُ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي: عَانِرَ وَأَشْكُولَ وَمَمْرَا، فَهُمْ يَأْخُذُونَ نَصِيبَهُمْ»."
هو ترك حقه لكن طلب حق الرجال الذين حاربوا معه. فهو لا يلزم الآخرين بنفس
مستواه الروحي. بل بحكمته هذه اشترى صداقتهم. هذه صورة حيَّة للنضوج الروحي
والفكري.
_____
(1) توضيح من المؤلف عن الشاهد: المقصود المسيح
يبرر مجانًا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي
بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ".
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 15 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 13 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zbqtsv8