← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28
الآيات 1-3: "فَلَمْ يَسْتَطِعْ يُوسُفُ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ لَدَى جَمِيعِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ فَصَرَخَ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ عِنْدَهُ حِينَ عَرَّفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ بِنَفْسِهِ. فَأَطْلَقَ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ، فَسَمِعَ الْمِصْرِيُّونَ وَسَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا يُوسُفُ. أَحَيٌّ أَبِي بَعْدُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ، لأَنَّهُمُ ارْتَاعُوا مِنْهُ."
لقد أخرج يوسف المصريين من عنده حتى لا يعرفوا مؤامرة الأخوة ضده فيسقطوا في نظر المصريين. وهذا يشير لله الذي يستر علينا ويغطي ضعفاتنا. وقول يوسف.. أنا يوسف = هو قول المسيح أنا هو لا تخافوا. وبكاء يوسف هي عواطف الأب عند رجوع ابنه الضال (لو 20:15). قد يكتمها أحيانًا ولكن من المؤكد أنه سيعلنها يومًا للتائب.
وإعلان يوسف نفسه لإخوته دون المصريين يشير لأن المسيح سيعلن نفسه في القيامة لشعبه ولأحبائه فقط، فبينما أن كثيرين شهدوا الصلب فلم يراه في قيامته سوى التلاميذ وأحبائه. فسمع المصريون = هم كانوا كالحراس على قبر المسيح فهم أحسوا بالزلزلة وشاهدوا بهاء شديدًا لكنهم لم يفهموا سر القيامة. وهذا ما حدث مع شاول الطرسوسي فهو وحده سمع صوت المسيح ورآه.
آية 4: "فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ."
آية 5: "وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ."
نلاحظ هنا رقة مشاعر يوسف فهو لا يعاتب ولا يلوم. هم إرتاعوا منه وخافوا من انتقامه وهو في مجده هذا. لكن كل ما قاله لهم تقدموا إليَّ. فالخطية تبعدنا عن المسيح لكننا دائما نجد صوته يدعونا أن نقترب. ولاحظ شعور يوسف بأن الله ضابط الكل وهو في حضرته دائما = أرسلني الله قدامكم 1* فهو يشهد لله أمام فرعون 2* ويخاف الله أمام زوجة فوطيفار 3* يقول للساقي والخباز "أَلَيْسَتْ لِلهِ ٱلتَّعَابِيرُ" 4*والآن يشعر أن كل الأمور هي بسماح من الله = أرسلني الله. فالله في نظر يوسف هو ضابط الكل، يدبر كل الأمور معًا للخير. ويشعر أنه يقف أمام الله دائمًا.
الآيات 6-7: "لأَنَّ لِلْجُوعِ فِي الأَرْضِ الآنَ سَنَتَيْنِ. وَخَمْسُ سِنِينَ أَيْضًا لاَ تَكُونُ فِيهَا فَلاَحَةٌ وَلاَ حَصَادٌ. فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً."
آية 8: "فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ."
أبًا لفرعون = كان رئيس الوزراء أو الوزير الأول عند المصريين وملوك فارس والعرب والرومان والفينيقيين يُسَمَّى "أب للملك"، فالملك يترك له تدبير كل الأمور كما يسلم الابن كل شيء لأبيه وهكذا صار المسيح أبًا لكل ملوك الأرض.
آية 9: "أَسْرِعُوا وَاصْعَدُوا إِلَى أَبِي وَقُولُوا لَهُ: هكَذَا يَقُولُ ابْنُكَ يُوسُفُ: قَدْ جَعَلَنِيَ اللهُ سَيِّدًا لِكُلِّ مِصْرَ. اِنْزِلْ إِلَيَّ. لاَ تَقِفْ."
أسرعوا أصعدوا = المجاعة القادمة لا تترك وقتا للتهاون. ونحن هل نتوب سريعًا.
آية 10: "فَتَسْكُنَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ وَتَكُونَ قَرِيبًا مِنِّي، أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنُو بَنِيكَ وَغَنَمُكَ وَبَقَرُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ."
أرض جاسان = شمال شرق الدلتا، ومكانها الآن محافظة الشرقية وتسمى أرض رعمسيس (تك 11:47) وهي من أجود الأراضي للرعي.
الآيات 11-12: "وَأَعُولُكَ هُنَاكَ، لأَنَّهُ يَكُونُ أَيْضًا خَمْسُ سِنِينَ جُوعًا. لِئَلاَّ تَفْتَقِرَ أَنْتَ وَبَيْتُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ. وَهُوَذَا عِيُونُكُمْ تَرَى، وَعَيْنَا أَخِي بَنْيَامِينَ، أَنَّ فَمِي هُوَ الَّذِي يُكَلِّمُكُمْ."
آية 13: "وَتُخْبِرُونَ أَبِي بِكُلِّ مَجْدِي فِي مِصْرَ وَبِكُلِّ مَا رَأَيْتُمْ، وَتَسْتَعْجِلُونَ وَتَنْزِلُونَ بِأَبِي إِلَى هُنَا»."
هو يستعجل مجيء أبيه وإخوته لمصر ليتمتعوا بمجده والمسيح هكذا أيضًا (يو 22:17).
الآيات 14-16: "ثُمَّ وَقَعَ عَلَى عُنُقِ بَنْيَامِينَ أَخِيهِ وَبَكَى، وَبَكَى بَنْيَامِينُ عَلَى عُنُقِهِ. وَقَبَّلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ وَبَكَى عَلَيْهِمْ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَكَلَّمَ إِخْوَتُهُ مَعَهُ. وَسُمِعَ الْخَبَرُ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ، وَقِيلَ: «جَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ». فَحَسُنَ فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ عَبِيدِهِ."
الآيات 17-20: "فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «قُلْ لإِخْوَتِكَ: افْعَلُوا هذَا: حَمِّلُوا دَوَابَّكُمْ وَانْطَلِقُوا، اذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. وَخُذُوا أَبَاكُمْ وَبُيُوتَكُمْ وَتَعَالَوْا إِلَيَّ، فَأُعْطِيَكُمْ خَيْرَاتِ أَرْضِ مِصْرَ وَتَأْكُلُوا دَسَمَ الأَرْضِ. فَأَنْتَ قَدْ أُمِرْتَ، افْعَلُوا هذَا: خُذُوا لَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ عَجَلاَتٍ لأَوْلاَدِكُمْ وَنِسَائِكُمْ، وَاحْمِلُوا أَبَاكُمْ وَتَعَالَوْا. وَلاَ تَحْزَنْ عُيُونُكُمْ عَلَى أَثَاثِكُمْ، لأَنَّ خَيْرَاتِ جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ لَكُمْ»."
كان الكل يحب يوسف. ولذلك كان فرعون كريمًا جدًا معه ومع عائلته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ودسم الأرض هو أسرار ملكوت الله وفيض غِنَى السماء الذي صار لنا من قبل الله خلال المسيح (ورمزه يوسف) لا تحزن عيونكم على أثاثكم = بالإيمان علينا أن نتخلى عن كل شيء فما أعده الله لنا من أمجاد سماوية لا يقاس بما نتركه هنا من تراب في الأرض مهما كان ذهبًا أو فضة فالكل زائل.
آية 21: "فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هكَذَا. وَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ عَجَلاَتٍ بِحَسَبِ أَمْرِ فِرْعَوْنَ، وَأَعْطَاهُمْ زَادًا لِلطَّرِيقِ."
عجلات = هي أعمال الروح القدس في حياة الكنيسة، التي هي عجلات إلهية قادرة أن ترفعنا إلى حضن الأب. ونلاحظ أن الإفخارستيا هي زادنا في طريقنا إلى السماء لنستمر ثابتين في المسيح حتى نراه في مجده.
|
آية 22: "وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حُلَلَ ثِيَابٍ، وَأَمَّا بَنْيَامِينُ فَأَعْطَاهُ ثَلاَثَ مِئَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَخَمْسَ حُلَلِ ثِيَابٍ."
حلل ثياب = الإتحاد بالمسيح فيصير لنا كثوب يسترنا أبديًا. 300 من الفضة = رقم 300 في اليونانية T كعلامة الصليب والفضة ترمز للكفارة. وهذا ما أعطاه لنا المسيح كفارة على الصليب . خمس حلل ثياب = بنعمته كسانا برداء بره. وعلينا أن نشترك في صليبه وآلامه وهذا معنى أنه يعطي لأخيه 300 فضة. وإذا فعلنا وصلبنا الأهواء مع الشهوات نلبس ثوب بره. ولكن علينا أن نشترك في صليبه وآلامه بأن نقدم أجسادنا ذبيحة حية ونصلب الجسد مع الأهواء والشهوات (رو12: 1 + غل5: 24) وهذا معنى أنه يعطي لأخيه 300 فضة. وإذا فعلنا نلبس ثوب بره. ولماذا بنيامين بالذات = هو أخوه من أمه. ولكن من ناحية الرمز فبنيامين تعني ابن اليمين "الخراف الذين نصيبهم عن اليمين هم من لهم الخلاص" (مت25: 33). وأولاد اليمين هم من استفادوا من كفارة المسيح بصليبه (300 من الفضة). وكساهم المسيح برداء بره (خمس حلل ثياب). كما يقول إشعياء النبي "فَرَحًا أَفْرَحُ بِٱلرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي، لِأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ ٱلْخَلَاصِ. كَسَانِي رِدَاءَ ٱلْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا" (إش61: 10).
آية 23: "وَأَرْسَلَ لأَبِيهِ هكَذَا: عَشَرَةَ حَمِيرٍ حَامِلَةً مِنْ خَيْرَاتِ مِصْرَ، وَعَشَرَ أُتُنٍ حَامِلَةً حِنْطَةً، وَخُبْزًا وَطَعَامًا لأَبِيهِ لأَجْلِ الطَّرِيقِ."
كل ما أرسله هو طعام للطريق حتى يصل الركب إلى أرض المجد، إلى حيث يوسف في مجده. وهذا ما فعله المسيح إذ أن كل ما أعطاه لنا هو عربون وزاد للطريق حتى نصل إلى الأمجاد السماوية.
آية 24: "ثُمَّ صَرَفَ إِخْوَتَهُ فَانْطَلَقُوا، وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَتَغَاضَبُوا فِي الطَّرِيقِ»."
هو خشى أن يلقي كل واحد منهم اللوم على الآخر في موضوع يوسف وبيعه للإسماعيليين، والآن ليس وقت عتاب لكن عليهم بالإسراع والعودة مع أبيهم وبيوتهم حتى لا تدركهم المجاعة.
الآيات 25-28: "فَصَعِدُوا مِنْ مِصْرَ وَجَاءُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، إِلَى يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ. وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «يُوسُفُ حَيٌّ بَعْدُ، وَهُوَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». فَجَمَدَ قَلْبُهُ لأَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ. ثُمَّ كَلَّمُوهُ بِكُلِّ كَلاَمِ يُوسُفَ الَّذِي كَلَّمَهُمْ بِهِ، وَأَبْصَرَ الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَحْمِلَهُ. فَعَاشَتْ رُوحُ يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ. فَقَالَ إِسْرَائِيلُ: «كَفَى! يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ. أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ»."
كان الموقف أكبر من أن يحتمله قلب الشيخ يعقوب حتى خيل إليه أن قلبه قد توقف عن النبض. لم ينشغل يعقوب بالمركبات ولا مجد يوسف بل بأن يوسف ابنه حي. هو يطبق قول المرتل "من لي في السماء، ومعك لا أريد شيئًا في الأرض" (مز 25:73). ونلاحظ عودة اسم إسرائيل إلى يعقوب (آية 28) حين أدرك أن ابنه يوسف حي، حين عاشت روحه، هي حياة وقيامة مع المسيح
إذًا اسم يعقوب يشير للكنيسة قبل المسيح
واسم إسرائيل يشير للكنيسة بعد قيامة المسيح
هو يشير للكنيسة المقامة في المسيح
ولكن لماذا لم يتصل يوسف بيعقوب كل هذه المدة فيدفع يعقوب فديته ويحرره من العبودية لفوطيفار، "ربما خاف من إخوته حتى لا يجدوا وسيلة أخرى لقتله. ولماذا لم يتصل به بعد أن تملك؟ هو تدبير الله حتى يأتي ملء الزمان أي يكمل عمل الله في كل النواحي.
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 46 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 44 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6b8cb52