← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54 - 55
رجوع يعقوب إلى كنعان مع عائلته يمثل المسيح حاملًا الكنيسة داخلًا بها أورشليم (كنعان) السماوية. ولكن خلال هذه الرحلة وبينما الكنيسة تجاهد على الأرض فإن الشيطان ورمزه هنا لابان، لا يتركها بل يسعى وراءها محاولًا إعادتها ليمنعها من دخول كنعان.
أية (1):- "فَسَمِعَ كَلاَمَ بَنِي لاَبَانَ قَائِلِينَ: «أَخَذَ يَعْقُوبُ كُلَّ مَا كَانَ لأَبِينَا، وَمِمَّا لأَبِينَا صَنَعَ كُلَّ هذَا الْمَجْدِ». "
فسمع كلام بني لابان
= بلغ يعقوب كلام بني لابان وحسدهم إياه لنجاحه.كُلَّ هذَا الْمَجْدِ = المجد في نظر أولاد لابان هو مجرد قطيع من الماعز والخراف، وحتى الآن فالبشر يعتبرون المال والقصور والمناصب العالمية...إلخ مجدًا. ولكن ما هو المجد في الحقيقة؟ راجع قول الله "وَأَنَا، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَكُونُ لَهَا سُورَ نَارٍ مِنْ حَوْلِهَا، وَأَكُونُ مَجْدًا فِي وَسَطِهَا" (زك2: 5). أي أن الله هو المجد الحقيقي، هذه هي طبيعته ولن ندركها سوى في السماء. وقال بولس الرسول "كيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَبُو ٱلْمَجْدِ، رُوحَ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْإِعْلَانِ فِي مَعْرِفَتِهِ" (أف1: 17). فنفهم أن وجود الله في الكنيسة هو مجد للكنيسة، ووجود الله في داخلي هو مجد لي، ولكن المجد الذي فينا غير ظاهر الآن وسيستعلن فينا في الأبدية (رو8: 18). ويقول بولس الرسول عن المسيح أنه "بهاء مجد الله" (عب1: 3) فهو ما ظهر أمامنا ورأيناه، هو صورة الله غير المنظور (كو1: 15). ما يظهر من النور أشعة، وما يظهر من المجد بهاء. وفي التجلي رأى التلاميذ صورة بسيطة من مجد الله على قدر استطاعتهم.
أية (2):- "وَنَظَرَ يَعْقُوبُ وَجْهَ لاَبَانَ وَإِذَا هُوَ لَيْسَ مَعَهُ كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. "
أية (3):- "وَقَالَ الرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: «ارْجعْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ، فَأَكُونَ مَعَكَ»."
بلا شك كان حنين يعقوب أن يعود لأرض آبائه ونجد الله هنا يشجعه. بل أن الله سمح بأن يصل إلى مسامعه حسد أبناء لابان وكراهيتهم ليشعر بالغربة وينطلق. كم من آلام يسمح بها الله لنا لنشعر بغربتنا في الأرض ويكون حنيننا إلى السماء.
أية (4):- "فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَدَعَا رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى الْحَقْلِ إِلَى غَنَمِهِ،"
دعوة يعقوب ليتشاور في الأمر مع ليئة وراحيل وذهابهن للحقل غالبًا لأنه كان مشغولًا بجز الغنم.
الآيات (5-6):- "وَقَالَ لَهُمَا: «أَنَا أَرَى وَجْهَ أَبِيكُمَا أَنَّهُ لَيْسَ نَحْوِي كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. وَلكِنْ إِلهُ أَبِي كَانَ مَعِي. وَأَنْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنِّي بِكُلِّ قُوَّتِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا،"
أية (7):- "وَأَمَّا أَبُوكُمَا فَغَدَرَ بِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ. لكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ بِي شَرًّا."
غير أجرتي عشر مرات
: لم يذكر الكتاب كيف حدث هذا. وهنا من فسر هذا بأن لابان كان يأتي ويأخذ من الغنم البلقاء والرقطاء من يعقوب. بينما هذه من المفروض أن تكون من نصيبه.
أية (8):- "
إِنْ قَالَ هكَذَا: الرُّقْطُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ رُقْطًا. وَإِنْ قَالَ هكَذَا: الْمُخَطَّطَةُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ مُخَطَّطَةً."المعنى أن الله أعطاني أن يزيد الغنم الذي اخترت لونه.
أية (9):- "فَقَدْ سَلَبَ اللهُ مَوَاشِيَ أَبِيكُمَا وَأَعْطَانِي. "
سلب الله مواشي أبيكما
: عاقب الله أبيكما على ظلمه لي وأعطاني."وَحَدَثَ فِي وَقْتِ تَوَحُّمِ الْغَنَمِ أَنِّي رَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ فِي حُلْمٍ، وَإِذَا الْفُحُولُ الصَّاعِدَةُ عَلَى الْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. وَقَالَ لِي مَلاَكُ اللهِ فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ. فَقُلْتُ: هأَنَذَا. فَقَالَ: ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ. جَمِيعُ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُ بِكَ لاَبَانُ. أَنَا إِلهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُودًا، حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْرًا. الآنَ قُمِ اخْرُجْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ وَارْجعْ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِكَ»."
الله هو الذي أرشده لهذه الخطة ليحصل على أجرته ويعود لأرض آبائه.
وتُسَمَّى الذكور:
الفحول."فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ وَقَاَلتَا لَهُ: «أَلَنَا أَيْضًا نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ أَلَمْ نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ، لأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضًا ثَمَنَنَا؟ إِنَّ كُلَّ الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلأَوْلاَدِنَا، فَالآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ اللهُ افْعَلْ»."
تعاطف زوجتيه معه راجع إلى أنهما شعرتا بأن الله يبارك في يعقوب وكل ماله.
شعرا أن أباهن ظلمهن وظلم رجلهن. وقولهن ألنا نصيب: كلام يفيد النفي أي أنه ليس لهن نصيب فأباهن قد ظلمهن. وقولهن أجنبيتين باعنا= كأننا لسنا بنتيه فهو لم يعطنا شيئًا من المهر ولا أي هدايا. بل أخذ كل شيء لنفسه فكأنه باعنا وأخذ الثمن خدمة يعقوب له.
الآيات (17- 18):- "فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلاَدَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ، وَسَاقَ كُلَّ مَوَاشِيهِ وَجَمِيعَ مُقْتَنَاهُ الَّذِي كَانَ قَدِ اقْتَنَى: مَوَاشِيَ اقْتِنَائِهِ الَّتِي اقْتَنَى فِي فَدَّانِ أَرَامَ، لِيَجِيءَ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ."
أية (19):- "وَأَمَّا لاَبَانُ فَكَانَ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا."
هذه غلطة أخرى لراحيل فهي سرقت أصنام أبيها= الأصنام المذكورة هنا تسمى "الترافيم"، وهي تماثيل صغيرة في شكل أشخاص كان الوثنيين يضعونها في بيوتهم ويتفاءلون بها ويعتقدون أنها تجلب الخير ويستشيرونها. وقد سرقتها راحيل ربما بنفس المعاني فهي تتفاءل بها وتسهل لهم رحلتهم وتمنع والدها من أن يستشير هذه الأصنام فلا يدركهم وعجيب أن راحيل التي عاشرت يعقوب رجل الله ورجل الصلاة كل هذا العمر يكون لها مثل هذه المعتقدات الوثنية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هي تمثل المسيحي الذي ما زال يحمل خطاياه في قلبه. وبسبب هذه الأصنام ثار لابان وكان ناويًا على الانتقام ممن سرقها. وهكذا يفعل الشيطان مع كل من يحتضن خطايا في قلبه فهو يطلب كل ما هو مختبئ فينا لذلك يقول الكتاب " من يكتم خطاياه لا ينجح".
أية (20):- "وَخَدَعَ يَعْقُوبُ قَلْبَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ إِذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ هَارِبٌ. "
وخدع يعقوب قلب لابان
= أي لم يظهر له أنه سوف يهرب منه.
أية (21):- "
فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَقَامَ وَعَبَرَ النَّهْرَ وَجَعَلَ وَجْهَهُ نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. "وعبر النهر: النهر هو نهر الفرات. ولاحظ الرمز لقصة الخلاص 1*والمسيح عبر بنا مياه المعمودية كأول خطوة نحو أورشليم السماوية 2*ولسان حالنا يقول مع راحيل وليئة أن أبينا القديم عدو الخير عاملنا كغرباء وسلبنا حياتنا وحريتنا وأمجادنا 3*ونحن الآن منطلقين مع عريسنا المسيح (يعقوب الحقيقي) في طريق كنعان السماوية. 4* ولاحظ أنه لكي يكمل الرمز أن راحيل المحبوبة تموت في الطريق، والكنيسة تتذوق الموت في طريقها لأورشليم السماوية ولكن أولادها يكون نصيبهم عن اليمين. 5* ولاحظ أيضا في الآية التالية سعى لابان وراء الموكب المتجه إلى كنعان، رمزًا لحروب الشيطان ضد الكنيسة وأولاد الله ليعوقهم عن الوصول إلى كنعان السمائية.
جبل جلعاد
= هو كورة صخرية وكان جبلها حاجزًا بين الأراميين والكنعانيين وأسماه يعقوب جلعيد.
أية (22):- "
فَأُخْبِرَ لاَبَانُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ بِأَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. "لابان هنا في سعيه وراء الموكب المنطلق إلى كنعان يمثل عدو الخير. وهكذا صنع فرعون حينما انطلق وراء الشعب بقيادة موسى (أي نسل يعقوب). ونلاحظ أن كل تائب يبدأ رحلة التوبة والهروب من الخطية يلاحقه الشيطان محاولًا منعه. ولكن الله يعطي المعونة لمن يريد ويصمم على التوبة (وهنا نرى الله يمنع لابان من أن يمد يده إلى يعقوب آية24).
فأخبر لابان في اليوم الثالث
= فعدو الخير لم يتعرف على سر عمل المسيح الخلاصي إلا بقيامة المسيح في اليوم الثالث فوهبنا الحياة. ولا تبدأ حرب الشيطان ضد أولاد الله إلا حين يفكر الإنسان في التوبة والقيام من موت الخطية (رقم 3 يشير لقيامة المسيح ويشير أيضا لقيامة كلٌ منا من موت الخطية). "أخاك هذا كان ميتًا فعاش" (لو15: 32). ويقول بولس الرسول "لِذَلِكَ يَقُولُ: ٱسْتَيْقِظْ أَيُّهَا ٱلنَّائِمُ وَقُمْ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ ٱلْمَسِيحُ" (أف5: 14). ولكن هناك معونة الله التي تساند التائب.
أية (23):- "
فَأَخَذَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَأَدْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ."هو سعى وراء يعقوب مع جيش من إخوته وهكذا إبليس وكل جنوده وراءنا في محاولة لمنعنا.
وقد لحقه في جبل جلعاد= أي على مسافة كبيرة جدًا وهذا كان راجعًا غالبا لخطة ذكية من يعقوب فالمسافة كانت حوالي 400 كم من مكان لابان حتى جبل جلعاد. فغالبًا حينما نوى يعقوب أن يهرب خطط لهذا على مدة طويلة وليس في سبعة أيام فقط. فهو حرك كل مواشيه أولًا وحينما تحرك هو كانت مواشيه ذات الحركة البطيئة قد صارت قرب جبل جلعاد. وبعد أيام من رحيل مواشيه تحرك هو وعائلته. وكون مسيرة لابان كانت 7 أيام فهذا إشارة لأن عدو الخير يظل يلاحقنا طوال أيام العمر (7 أيام العمر)= كل العمر.
أية (24):- "وَأَتَى اللهُ إِلَى لاَبَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ»."
هذه هي عناية الله بأولاده فهو حَذَّر لابان من أن يؤذي يعقوب. فلماذا نخاف إن كان الله يحمينا هكذا. وهذا تفسير لقول الله لإبراهيم "أنا ترس لك" (تك15: 1).
بخير أو بشر: بخير أي تحاول بكلامك المعسول أن تعيده لأرام. وبشر أي لا تؤذيه. فالله يحمينا من خداعات إبليس ومن أذيته.
أية (25):- "فَلَحِقَ لاَبَانُ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي الْجَبَلِ. فَضَرَبَ لاَبَانُ مَعَ إِخْوَتِهِ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. "
يعقوب ضرب خيمته في الجبل
: هذا تعبير رائع عن الكنيسة التي تحيا في السماويات فالجبل يشير للسماويات ولأن الكنيسة راسخة. ولابان أيضًا أتى إلى الجبل. وأحسن شرح لهذا في (أف 12:6) "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء... مع أجناد الشر الروحية في السماويات" فالشيطان لا يحتمل أن الكنيسة تحيا في السماويات فيحاربها هناك ليجذبها للأرضيات.
أية (26):- "
وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَاذَا فَعَلْتَ، وَقَدْ خَدَعْتَ قَلْبِي، وَسُقْتَ بَنَاتِي كَسَبَايَا السَّيْفِ؟"
أية (27):- "لِمَاذَا هَرَبْتَ خُفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي حَتَّى أُشَيِّعَكَ بِالْفَرَحِ وَالأَغَانِيِّ، بِالدُّفِّ وَالْعُودِ، "
بالدف والعود
= هنا لابان يخادع. إلا أن هذا القول يعبر عن انهيار القيم الروحية في العائلة فرفقة ودعوها بالصلاة والبركات. والآن هو كان يود أن يودعهم باحتفالات عالمية، دف وعود. على أن لابان كان يود أن يمنعهم تمامًا من الرحيل.
الآيات (28- 29):- "وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ بَنِيَّ وَبَنَاتِي؟ الآنَ بِغَبَاوَةٍ فَعَلْتَ! فِي قُدْرَةِ يَدِي أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ شَرًّا، وَلكِنْ إِلهُ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِيَ الْبَارِحَةَ قَائِلًا: احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ."
أية (30):- "
وَالآنَ أَنْتَ ذَهَبْتَ لأَنَّكَ قَدِ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟»."لماذا سرقت ألهتي
=هذا دليل الغباوة الروحية فهل تسرق الآلهة. ولا تدافع عن نفسها.
أية (31):- "
فَأَجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلاَبَانَ: «إِنِّي خِفْتُ لأَنِّي قُلْتُ لَعَلَّكَ تَغْتَصِبُ ابْنَتَيْكَ مِنِّي. "
أية (32):- "
اَلَّذِي تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ لاَ يَعِيشُ. قُدَّامَ إِخْوَتِنَا انْظُرْ مَاذَا مَعِي وَخُذْهُ لِنَفْسِكَ». وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ سَرَقَتْهَا."لا يعيش
= يعقوب كان يقصد أن لابان يقتل من معه الأصنام. ولكن قيل أنه تنبأ عن موت راحيل في الطريق.
أية (33):- "
فَدَخَلَ لاَبَانُ خِبَاءَ يَعْقُوبَ وَخِبَاءَ لَيْئَةَ وَخِبَاءَ الْجَارِيَتَيْنِ وَلَمْ يَجِدْ. وَخَرَجَ مِنْ خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ خِبَاءَ رَاحِيلَ. "
أية (34):- "وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ الأَصْنَامَ وَوَضَعَتْهَا فِي حِدَاجَةِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا. فَجَسَّ لاَبَانُ كُلَّ الْخِبَاءِ وَلَمْ يَجِدْ."
حداجة الجمل
= ما يوضع فوق الجمل للركوب عليه وهو إذا وضع على الأرض يصلح للجلوس عليه.
الآيات (35- 38):- "وَقَالَتْ لأَبِيهَا: «لاَ يَغْتَظْ سَيِّدِي أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُومَ أَمَامَكَ لأَنَّ عَلَيَّ عَادَةَ النِّسَاءِ». فَفَتَّشَ وَلَمْ يَجِدِ الأَصْنَامَ. فَاغْتَاظَ يَعْقُوبُ وَخَاصَمَ لاَبَانَ. وَأجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا جُرْمِي؟ مَا خَطِيَّتِي حَتَّى حَمِيتَ وَرَائِي؟ إِنَّكَ جَسَسْتَ جَمِيعَ أَثَاثِي. مَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ ضَعْهُ ههُنَا قُدَّامَ إِخْوَتِي وَإِخْوَتِكَ، فَلْيُنْصِفُوا بَيْنَنَا الاثْنَيْنِ. اَلآنَ عِشْرِينَ سَنَةً أَنَا مَعَكَ. نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ لَمْ تُسْقِطْ، وَكِبَاشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ."
أية (39):- "
فَرِيسَةً لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ. أَنَا كُنْتُ أَخْسَرُهَا. مِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا. مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ."فريسة لم أحضر إليك
= كان الراعي مسئول عن كل ما يُسرق من القطيع فيرد لصاحب القطيع عوضه، ولكنه لا يسأل عما تفترسه الوحوش على أن يحضر جزء من الفريسة لصاحب القطيع إلا إن حتى هذا لم يصنعه يعقوب بل كان يعوض لابان عن الغنم المفترسة من عنده. وهنا نرى أن من إيجابيات يعقوب أمانته كما أن من سلبياته المكر والخداع. وهنا تأمل للخدام. إن كانت الغنم هكذا ثمينة عند صاحب القطيع فكم بالأولى النفوس أمام المسيح صاحب القطيع.مسروقة النهار أو مسروقة الليل
= كان لابان يطلب التعويض عن كل ما يسرق ويعقوب يرد له.كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ. اَلآنَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَنَةً بَابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سِنِينٍ بِغَنَمِكَ. وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ."
أية (42):- "لَوْلاَ أَنَّ إِلهَ أَبِي إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحَاقَ كَانَ مَعِي، لَكُنْتَ الآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغًا. مَشَقَّتِي وَتَعَبَ يَدَيَّ قَدْ نَظَرَ اللهُ، فَوَبَّخَكَ الْبَارِحَةَ»."
هيبة اسحق
= لم يذكر اسم أبيه مباشرة احترامًا له وتعظيمًا له.
الآيات (43- 45):- "فَأَجَابَ لاَبَانُ وَقَالَ لِيَعقُوبَ: «الْبَنَاتُ بَنَاتِي، وَالْبَنُونَ بَنِيَّ، وَالْغَنَمُ غَنَمِي، وَكُلُّ مَا أَنْتَ تَرَى فَهُوَ لِي. فَبَنَاتِي مَاذَا أَصْنَعُ بِهِنَّ الْيَوْمَ أَوْ بِأَوْلاَدِهِنَّ الَّذِينَ وَلَدْنَ؟ فَالآنَ هَلُمَّ نَقْطَعْ عَهْدًا أَنَا وَأَنْتَ، فَيَكُونُ شَاهِدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ». فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَوْقَفَهُ عَمُودًا،"
أية (46):- "وَقَالَ يَعْقُوبُ لإِخْوَتِهِ: «الْتَقِطُوا حِجَارَةً». فَأَخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَةً وَأَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ."
أكلوا على الرجمة
= هي ذبيحة عهد وقارن مع آية 54 (فكانوا يذبحون ويأكلون ليتعاهدوا) ويكون العمود والرجمة (كومة الحجارة) التي نصبوها وأكلوا عليها، هي شهادة بينهما حتى لا يعبرها أحدهم إلى الطرف الأخر ليؤذيه.
أية (47):- "وَدَعَاهَا لاَبَانُ «يَجَرْ سَهْدُوثَا» وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا «جَلْعِيدَ»."
يجر سهدوثا
= كلمة أرامية وجلعيد كلمة عبرية وكلاهما يعنيان رجمة الشهادة.
الآيات (48- 49):- "وَقَالَ لاَبَانُ: «هذِهِ الرُّجْمَةُ هِيَ شَاهِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ الْيَوْمَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «جَلْعِيدَ». وَ«الْمِصْفَاةَ»، لأَنَّهُ قَالَ: «لِيُرَاقِبِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ. "
يجب أعادة ترتيبهم ليكونوا 48 وقال لابان هذه الرجمة هي شاهدة بيني وبينك اليوم 49 لذلك دعي إسمها جلعيد والمصفاة لأنه قال... إلخ والمصفاة= تعني برج المراقبة. أي أن يعقوب أطلق على الرجمة اسمين جلعيد والمصفاة.
الآيات (50- 51):- "إِنَّكَ لاَ تُذِلُّ بَنَاتِي، وَلاَ تَأْخُذُ نِسَاءً عَلَى بَنَاتِي. لَيْسَ إِنْسَانٌ مَعَنَا. اُنْظُرْ، اَللهُ شَاهِدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «هُوَذَا هذِهِ الرُّجْمَةُ، وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ."
أية (52):- "شَاهِدَةٌ هذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ الْعَمُودُ أَنِّي لاَ أَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ إِلَيْكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ وَهذَا الْعَمُودَ إِلَيَّ لِلشَّرِّ."
للشر
= أي يمكن تجاوزها لكن للخير والمودة والصداقة.
أية (53):- "إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهَةُ نَاحُورَ، آلِهَةُ أَبِيهِمَا، يَقْضُونَ بَيْنَنَا». وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ."
إله إبراهيم وألهة ناحور
= هنا يظهر وثنية لابان بل وناحور.
الآيات (54- 55):- "وَذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا إِخْوَتَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا، فَأَكَلُوا طَعَامًا وَبَاتُوا فِي الْجَبَلِ. ثُمَّ بَكَّرَ لاَبَانُ صَبَاحًا وَقَبَّلَ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَارَكَهُمْ وَمَضَى. وَرَجَعَ لاَبَانُ إِلَى مَكَانِهِ."
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 32 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 30 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zqv95hv