← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31
لم يخجل يوسف من أبيه وإخوته، بل انطلق بمركبته ليلتقي بهم وأسرع لفرعون يخبره بمجيئهم.
آية 1: "فَأَتَى يُوسُفُ وَأَخبَرَ فِرْعَوْنَ وَقَالَ: «أَبِي وَإِخْوَتِي وَغَنَمُهُمْ وَبَقَرُهُمْ وَكُلُّ مَا لَهُمْ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهُوَذَا هُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ»."
آية 2: "وَأَخَذَ مِنْ جُمْلَةِ إِخْوَتِهِ خَمْسَةَ رِجَال وَأَوْقَفَهُمْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ."
أخذ.. خمسة رجال= كممثلين عن إخوته. وربما رقم "5" يمثل شيئًا عند المصريين.
آية 3: "فَقَالَ فِرْعَوْنُ لإِخْوَتِهِ: «مَا صِنَاعَتُكُمْ؟» فَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ: «عَبِيدُكَ رُعَاةُ غَنَمٍ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا»."
آية 4: "وَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ: «جِئْنَا لِنَتَغَرَّبَ فِي الأَرْضِ، إِذْ لَيْسَ لِغَنَمِ عَبِيدِكَ مَرْعًى، لأَنَّ الْجُوعَ شَدِيدٌ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. فَالآنَ لِيَسْكُنْ عَبِيدُكَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ»."
جئنا لنتغرب= فشعور الغربة لا يفارقهم لإيمانهم بوعد الله أن كنعان هي أرضهم.
الآيات 5-6: "فَكَلَّمَ فِرْعَوْنُ يُوسُفَ قَائِلًا: «أَبُوكَ وَإِخْوَتُكَ جَاءُوا إِلَيْكَ. أَرْضُ مِصْرَ قُدَّامَكَ. فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ أَسْكِنْ أَبَاكَ وَإِخْوَتَكَ، لِيَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ. وَإِنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ يُوجَدُ بَيْنَهُمْ ذَوُو قُدْرَةٍ، فَاجْعَلْهُمْ رُؤَسَاءَ مَوَاشٍ عَلَى الَّتِي لِي»"
آية 7: "ثُمَّ أَدْخَلَ يُوسُفُ يَعْقُوبَ أَبَاهُ وَأَوْقَفَهُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ."
وبارك يعقوب فرعون = لقد شعر فرعون بمهابة هذا الرجل فطلب بركته مرتين (راجع آية 10). هنا نرى تطبيق لما قاله بولس الرسول كمجهولين ونحن معروفون.. كفقراء ونحن نغني كثيرين (2 كو 10،9:6). وأنظر لعمل الله في شفاء يعقوب الضعيف قليل الحيلة الذي يتحايل ليصل إلى هدفه، فيشفيه الله ليصبح بركة للناس، بل يبارك شخص في مركز فرعون، لأن فرعون شعر ببركة هذا الرجل. حقا إن الله هو الطبيب الحقيقي الذي لأرواحنا وأجسادنا ونفوسنا. فلنسلم له أنفسنا ولا نعترض على أي قرار له حتى لو كان تجربة شديدة لأنها خطة الله للشفاء.
الآيات 8، 9: "فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيَعْقُوبَ: «كَمْ هِيَ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِكَ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: «أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي، وَلَمْ تَبْلُغْ إِلَى أَيَّامِ سِنِي حَيَاةِ آبَائِي فِي أَيَّامِ غُرْبَتِهِمْ»."
كم هي أيام سني حياتك.... أيام سني غربتي= *لاحظ شعور يعقوب بالغربة *ولاحظ تقديره للعمر بالأيام، فالعمر قليل مهما كانت أيامه كثيرة. قال عنه القديس يعقوب أنه "بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل" (يع4: 14).
وأيام يعقوب بحسب تقديره كانت ردية = كانت بلا راحة بل سلسلة من المتاعب فهو 1*تألم من عيسو العنيف. 2*وهرب إلى خاله لابان وخدمه خدمة شاقة مضنية (تك 40:31) بدلًا عن الراحة والحب في بيت أبيه وأمه. 3*خدعه خاله 10 مرات (تك 31: 7). 4*عاش في رعب من انتقام عيسو. 5*عانى من خلع فخذه. 6*كدره ابناه شمعون ولاوي وابنته دينة. 7*ماتت راحيل زوجته المحبوبة. 8*وخانه رأوبين مع زوجته. 9*وخدعه أولاده في قصة يوسف. 10*أرادوا أخذ بنيامين إلى مصر بينما كان شمعون محجوزًا عند يوسف.
لقد تألم يعقوب كثيرًا ولكنه بارك فرعون مرتين وكأن الآلام لم تزده إلا بركة.
ولكن نجد الله وقد أخرج من الجافي حلاوة، لقد كانت كل هذه الآلام سببًا في شفاء يعقوب من ضعفه الذي كان يداريه بالتحايل والمكر، ليتحول إلى هذا العملاق الروحي الذي يشعر الناس ببركته فيطلبون أن يباركهم، بل ويتنبأ كما سنرى في إصحاح 49.
الغربة في مفهوم إبراهيم وإسحق ويعقوب:
1. هم في مصر في غربة لأن الله وعدهم بأرض كنعان.
2. بل يشعرون أيضًا أنهم في هذا العالم وحتى وهم في أرض كنعان أنهم في غربة، وينتظرون الحياة الجديدة بعد نهاية هذا العالم كما قال القديس بولس الرسول عن أبونا إبراهيم أنه "تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ٱلْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا ٱلْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. لِأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا ٱلْأَسَاسَاتُ، ٱلَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا ٱللهُ" (عب11: 9-10).
آية 10: "وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ وَخَرَجَ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ."
آيات 11، 12: "فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ، فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. وَعَالَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِطَعَامٍ عَلَى حَسَبِ الأَوْلاَدِ."
أرض رعمسيس = هي جزء من أرض جاسان (غالبا صان الحجر حاليًا) وبنى فيها العبرانيون لفرعون مدينة رعمسيس (خر 11:1). وأعطاهم ملكا في أرض مصر: إشارة للمسيح الذي أعطى كنيسته أن تملك روحيًا، أي يستطيع الإنسان أن يضبط شهواته. وسكن الشعب في مصر إشارة أيضًا لانتشار الإيمان وسط الأمم خصوصًا أنه كان بموافقة الملك.
الآيات 13-26: "وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ، لأَنَّ الْجُوعَ كَانَ شَدِيدًا جِدًّا. فَخَوَّرَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنْ أَجْلِ الْجُوعِ. فَجَمَعَ يُوسُفُ كُلَّ الْفِضَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِالْقَمْحِ الَّذِي اشْتَرُوا، وَجَاءَ يُوسُفُ بِالْفِضَّةِ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. فَلَمَّا فَرَغَتِ الْفِضَّةُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَمِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ أَتَى جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزًا، فَلِمَاذَا نَمُوتُ قُدَّامَكَ؟ لأَنْ لَيْسَ فِضَّةٌ أَيْضًا». فَقَالَ يُوسُفُ: «هَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ فَأُعْطِيَكُمْ بِمَوَاشِيكُمْ، إِنْ لَمْ يَكُنْ فِضَّةٌ أَيْضًا». فَجَاءُوا بِمَوَاشِيهِمْ إِلَى يُوسُفَ، فَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ خُبْزًا بِالْخَيْلِ وَبِمَوَاشِي الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَبِالْحَمِيرِ. فَقَاتَهُمْ بِالْخُبْزِ تِلْكَ السَّنَةَ بَدَلَ جَمِيعِ مَوَاشِيهِمْ. وَلَمَّا تَمَّتْ تِلْكَ السَّنَةُ أَتَوْا إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ الْثَّانِيَةِ وَقَالُوا لَهُ: «لاَ نُخْفِي عَنْ سَيِّدِي أَنَّهُ إِذْ قَدْ فَرَغَتِ الْفِضَّةُ، وَمَوَاشِي الْبَهَائِمِ عِنْدَ سَيِّدِي، لَمْ يَبْقَ قُدَّامَ سَيِّدِي إِلاَّ أَجْسَادُنَا وَأَرْضُنَا. لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا جَمِيعًا؟ اِشْتَرِنَا وَأَرْضَنَا بِالْخُبْزِ، فَنَصِيرَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ، وَأَعْطِ بِذَارًا لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ وَلاَ تَصِيرَ أَرْضُنَا قَفْرًا». فَاشْتَرَى يُوسُفُ كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ لِفِرْعَوْنَ، إِذْ بَاعَ الْمِصْرِيُّونَ كُلُّ وَاحِدٍ حَقْلَهُ، لأَنَّ الْجُوعَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ. فَصَارَتِ الأَرْضُ لِفِرْعَوْنَ. وَأَمَّا الشَّعْبُ فَنَقَلَهُمْ إِلَى الْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى حَدِّ مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهُ. إِلاَّ إِنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا، إِذْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ فَرِيضَةٌ مِنْ قِبَلِ فِرْعَوْنَ، فَأَكَلُوا فَرِيضَتَهُمُ الَّتِي أَعْطَاهُمْ فِرْعَوْنُ، لِذلِكَ لَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ. فَقَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «إِنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُكُمُ الْيَوْمَ وَأَرْضَكُمْ لِفِرْعَوْنَ. هُوَذَا لَكُمْ بِذَارٌ فَتَزْرَعُونَ الأَرْضَ. وَيَكُونُ عِنْدَ الْغَلَّةِ أَنَّكُمْ تُعْطُونَ خُمْسًا لِفِرْعَوْنَ، وَالأَرْبَعَةُ الأَجْزَاءُ تَكُونُ لَكُمْ بِذَارًا لِلْحَقْلِ، وَطَعَامًا لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بِيُوتِكُمْ، وَطَعَامًا لأَوْلاَدِكُمْ». فَقَالُوا: «أَحْيَيْتَنَا. لَيْتَنَا نَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي فَنَكُونَ عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ». فَجَعَلَهَا يُوسُفُ فَرْضًا عَلَى أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ: لِفِرْعَوْنَ الْخُمْسُ. إِلاَّ إِنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ وَحْدَهُمْ لَمْ تَصِرْ لِفِرْعَوْنَ."
هذه الأحداث غالباً حدثت في السنتين الأخيرتين للمجاعة حيث إشتد الجوع فنقلهم يوسف إلى المدن (21) حيث مخازن الحبوب. وهنا نجد أن المصريين قدموا لفرعون أولا فضتهم ثم مواشيهم فأجسادهم وأرضهم. أي إستعبدوا له بالكامل.
فَنَصِيرَ نَحْن وَأَرْضُنَا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ = هم الذين إقترحوا وقالوا ليوسف إشترنا وأرضنا، إذاً هو إقتراح الناس وليس يوسف. هم كانوا عبيداً لفرعون طول العمر، ولكن نجد أن يوسف بحكمة يوافق أن يجعلهم عبيداً للملك الموجود حتى لا يتمردوا عليه ويسود السلام.
لِفِرْعَوْنَ الْخُمْسُ = أو ليس هذا هو المتبع في كل العالم بل تقريباً هي نفس الضريبة التي يدفعها المواطنين للدولة لتستخدمها في الخدمات العامة.
وهناك عدة تأملات فيما حدث في هذه الآيات:-
1. هنا يوسف يشير للسيد المسيح الذي أنقذنا من الجوع واشترانا ومالنا لله الآب "لأنك ذبحت واشتريتنا لله" (رؤ 9:5). ولاحظ أن المصريين كانوا يعطون أنفسهم بفرح ليوسف ولفرعون ليحيوا فهو أنقذ حياتهم، وهكذا ينبغي أن نصنع فنسلم أنفسنا لله بفرح.
2. الـ⅕ لفرعون. ورقم 5 هو رقم النعمة 5= 4+1 (الخليقة + الله) فالله من نعمته خلق الإنسان وأعطاه حياة، وأعطى الأرض للإنسان. فالكل له وهو يعطي بسخاء من نعمته ولا يطلب سوى العشور. كل شيء هو لله البشر والأرض "لِلرَّبِّ ٱلْأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. ٱلْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ ٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا" (مز24: 1). أما نحن فوكلاء على ما يعطيه الله لنا [مثال وكيل الظلم (لو16) / ومثال الوزنات (مت25) / ومثال الأمناء (لو19)].
3. أرض الكهنة لم يشترها. إذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون: والله يقول لكهنته: أنا.. نصيبك (عد 18: 20).
4. شعب الله جاءوا إلى مصر في زمن حكم الهكسوس، وملوك الهكسوس (الفراعنة) أحبوا يوسف وشعبه. ولما إنتهى حكم الهكسوس جاء زمن فراعنة مصريين كرهوا شعب الله وإستعبدوهم وأذلوهم. ومن ناحية الرمز نقول أن فرعون يوسف يشير لله ومن أتى بعده يشير للشيطان.
5. لو نظرنا إلى فرعون على أنه رمز لله الذي أعطانا كل شيء فعلينا أن نقدم له أنفسنا وما نملك، كما استعبد المصريين أنفسهم لله. وهذه هي الحقيقة أننا وما نملك، نحن ملكه. وهو يعطي من نعمته "بسخاء ولا يُعَيِّر" (يع1: 7).
6. من ناحية أخرى نرى أن المصريين استعبدوا أنفسهم بأنفسهم لفرعون. فإذا نظرنا لفرعون على أنه رمز للشيطان فنجد هنا مثالًا لِمَنْ يستعبد نفسه للشيطان وهذا يبيع بالتدريج:
أ. الفضة = فقدان كلام الله والانفصال عنه، فالفضة تشير لكلام الله.
ب. المواشي = بيع الحواس للشيطان.
ج. الأجساد = هذا يمثل الاستعباد الكامل له.
ولو لاحظنا أن فرعون آخر غير "فرعون يوسف" قد استعبد شعب إسرائيل بعد ذلك، لكن كان هذا دون رغبتهم. لذلك مَنْ سقط دون رغبته يرسل الله له مخلصًا يحرره هو موسى.
الآيات 27-28: "وَسَكَنَ إِسْرَائِيلُ فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَرْضِ جَاسَانَ، وَتَمَلَّكُوا فِيهَا وَأَثْمَرُوا وَكَثُرُوا جِدًّا. وَعَاشَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ مِصْرَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً. فَكَانَتْ أَيَّامُ يَعْقُوبَ، سِنُو حَيَاتِهِ مِئَةً وَسَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً."
آية 29: "وَلَمَّا قَرُبَتْ أَيَّامُ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَمُوتَ دَعَا ابْنَهُ يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي وَاصْنَعْ مَعِي مَعْرُوفًا وَأَمَانَةً: لاَ تَدْفِنِّي فِي مِصْرَ،"
لا تدفني في مصر.. بل أضطجع مع أبائي = لقد عاش يعقوب في مصر لكن قلبه كان في كنعان مع الله الذي وعده بكنعان. وهذا يعني ثقته في وعود الله واهتمامه بوجود جسده في كنعان التي وعدهم الله بأن يرثوها. وعلينا وإن عشنا في غربة العالم أن تكون إشتياقاتنا هناك في السماء حيث أبونا السماوي. الذي وعدنا بميراث السماء وكانت هذه طلبة السيد المسيح (يو17: 24).
آية 30: "بَلْ أَضْطَجعُ مَعَ آبَائِي، فَتَحْمِلُنِي مِنْ مِصْرَ وَتَدْفِنُنِي فِي مَقْبَرَتِهِمْ». فَقَالَ: «أَنَا أَفْعَلُ بِحَسَبِ قَوْلِكَ»."
آية 31: "فَقَالَ: «احْلِفْ لِي». فَحَلَفَ لَهُ. فَسَجَدَ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْسِ السَّرِيرِ."
على رأس السرير = السرير أو الفراش بالعبرية Mittah والعصا Mattah وفي العبرية تكتب من ثلاث حروف م. ت هـ أو M T H مع تغيير النقط فوق الحروف. ووضع النقط فوق الحروف شيء جديد لم يكن مستعملًا من قديم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك فكلمة سريره تقرأ عصاه. وهكذا فعلت السبعينية وقرأت الآية على رأس عصاه. وهكذا ذكر القديس بولس الرسول الآية كما وردت بالسبعينية "بِٱلْإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ٱبْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ" (عب11: 21).
*وعصا يوسف تمثل صولجانه وسيادته ورئاسته. هذا السجود هو اعتراف بمراحم الله. وما فعله يعقوب بسجوده هو اعتراف يعقوب بإحسانات الله له ولابنه يوسف. ويعقوب يشكر يوسف لأنه سيعيد جسده لكنعان.
*ولو فهمنا أن يعقوب رمز للكنيسة ويوسف يرمز للمسيح وعصا يوسف للصليب، فهذا الموقف يشير لسجود الكنيسة للصليب الذي به الخلاص. ونحن نسجد للمسيح الذي بصليبه أعادنا أو سيعيدنا إلى كنعان السماوية.
*العصا هي الصولجان رمز مُلك يوسف، وهي إشارة للصليب الذي ملك به المسيح على كنيسته "لِأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْنًا، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ" (إش9: 6). وقول الوحي "تكون الرياسة على كتفه" هو إشارة للصليب الذي حمله المسيح على كتفه قبل أن يصلب عليه. بل بعد أن حمله نام عليه ليُسَمِّروه بمسامير عليه قبل أن يرفعوا الصليب.
اتفاق كلمتيّ سريره وعصاه مع المسيح؟ المسيح ملك علينا بصليبه، والصليب (عصاه أو صولجانه) كان السرير الذي مات (نام) المسيح عليه، وبه ملك المسيح علينا.
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 48 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 46 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4hzc7p3