← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34
آية 1: "وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً اسْمُهَا قَطُورَةُ،"
يقول كثير من المفسرين أن إبراهيم تزوج قطورة في حياة سارة لأنهم استصعبوا أن يكون إبراهيم قادرًا على الإنجاب وعمره فوق 140 سنة. وهو نفسه قال "هل يولد لابن مئة سنة (تك 17:17). وأكد بولس هذا في (رو 19:4) وقال أن جسده كان مماتًا. ولكن مع حب إبراهيم لسارة نجد أنه من المستحيل أن يكون إبراهيم قد تزوج بقطورة في حياتها، وقول الوحي عاد إبراهيم يعني أنه تزوجها بعد موت سارة. ولكن يمكن أن نفهم أن عطية الله لإبراهيم وسارة كانت مستمرة فاحتفظت سارة بشبابها وكانت جميلة في التسعين من عمرها وإبراهيم ظل قادرًا على الإنجاب فالله أعطاهما كلاهما حيوية وجدد مثل النسر شبابهما. ورمزيًا كان يجب أن تموت سارة أولًا وهي التي تمثل الكنيسة اليهودية ثم يتزوج إبراهيم ونكتشف أنه قادر على النسل فإبراهيم هو أب الكنيسة والكنيسة أم ولود لا تشيخ أبدًا.
وهناك رأي بأن أولاد إبراهيم من قطورة يشيروا للأمم الذين دخلوا للإيمان بعد موت الكنيسة اليهودية. وهناك من رأى أن أولاد قطورة يمثلوا الهراطقة في الكنيسة أو كل من ليس له إيمان سليم وأعتقد أن هذا هو الرأي الأرجح لأن أولاد قطورة قد صرفهم إبراهيم عن اسحق الذي أخذ كل ما لإبراهيم وأعطاهم عطايا فقط. والأهم أن الأمم بعد إيمانهم حصلوا على الميراث كأولاد لإبراهيم مثل إسحق تماماً فهم صاروا أولاداً لإبراهيم بالإيمان. وبالتالي لا يصح أن نقول عن الأمم أنهم أولاد قطورة، بل أولاد إبراهيم بحسب الوعد وليس بحسب الجسد، هم أولاد لإبراهيم بالإيمان. هم أولاد موعد لهم الميراث مثل إسحق.
آية 2: "فَوَلَدَتْ لَهُ: زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحًا."
آية 3: "وَوَلَدَ يَقْشَانُ: شَبَا وَدَدَانَ. وَكَانَ بَنُو دَدَانَ: أَشُّورِيمَ وَلَطُوشِيمَ وَلأُمِّيمَ."
شبا وددان: هما أولاد يقشان ونجد أن نفس الأسماء في (تك 7:10) على أنهما أبناء رعمة بن كوش وغالبًا فيكون شبا وددان هما أسماء مناطق سكنها أولًا أولاد كوش ثم استولى عليها أبناء يقشان ابن إبراهيم. وما يؤيد هذا أن أسماء أشوريم ولطوشيم هي بالجمع مما يدل أن الأسماء هي أسماء قبائل أو أماكن وليس أفراد.
آية 4: "وَبَنُو مِدْيَانَ: عَيْفَةُ وَعِفْرُ وَحَنُوكُ وَأَبِيدَاعُ وَأَلْدَعَةُ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو قَطُورَةَ."
آية 5: "وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ."
إسحق حصل على كل شيء إعلانًا أن شعب المسيح لهم كل الميراث الروحي.
آية 6: "وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ."
أبناء السراري المقصود بهم أبناء هاجر وقطورة.
آية 7: "وَهذِهِ أَيَّامُ سِنِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي عَاشَهَا: مِئَةٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً."
آية 8: "وَأَسْلَمَ إِبْرَاهِيمُ رُوحَهُ وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ، شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا، وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ."
شبعان أيامًا: عاش أيامًا كثيرة وفي راحة مع الله رغم غربته. وإنضم إلى قومه: المقصود بها روحه. فالجسد في المكفيلة بعيد جدًا عن أجساد عائلته في أور وحاران. والله إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب إله أحياء وليس هو إله أموات
(لو 37:20).
آية 9: "وَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ الَّذِي أَمَامَ مَمْرَا،"
كان إسماعيل يسكن في فاران قريبًا من لحي رئي حيث يسكن إسحق.
آية 10: "الْحَقْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَنِي حِثٍّ. هُنَاكَ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ امْرَأَتُهُ."
آية 11: "وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ اللهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ. وَسَكَنَ إِسْحَاقُ عِنْدَ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي."
الله بارك إسحق: إذن البركة التي حصل عليها إبراهيم لم تمت بموته بل استمرت لإسحق. وسكن إسحق عند بئر لحي رئي : بئر لحي رئي يعني بئر الحي الذي يراني A living (one) my seer. فعين الله كانت على إسحق يحميه ويباركه لمحبته له.
الآيات 12-18: "وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ."
هنا نرى وعد الله لإبراهيم ببركة أولاده قد تم تنفيذها فالله بارك إسحق وإسماعيل وإسماعيل صار له 12 رئيسًا تنفيذًا لوعد الله في
(تك 20:17). والكتاب يذكر نسل إسماعيل أولًا:-1. لينتهي منه ثم يتفرغ لنسل إسحق ويعقوب اللذان منهم المسيح بالجسد.
2. الله لا ينسى أولاده الذين خلقهم فهو مهتم بالجميع إلا أن التركيز في الكتاب المقدس على المسيح.
3. نرى هنا إسماعيل ونسله رؤساء وأمراء فالإنسان العالمي الجسداني يحصل على امتيازاته سريعًا.
4. يبدأ إسماعيل ثم يأتي لإسحق لأن الجسداني أولًا ثم الروحاني (1 كو 46:15).
بنايوت: هو مؤسس مملكة الأنباط عاصمتهم كانت سالع وسميت بترا بعد ذلك.
قيدار: معناها قادر أو جلد أسود لأن خيامهم كانت سوداء
(نش 5:1) وهم من أشهر قبائل العرب.حصونهم: كانوا محصنين في كهوف جبلية يصعب الوصول إليها. حسب مواليدهم: بترتيب اعمارهم.
من حويلة إلى شور: سكنوا في المسافة بين مصر وأشور. حينما تجئ إلى أشور: أي في الطريق المعروف إلى أشور. أمام جميع أخوته: أي شرق أرض فلسطين وأنه عاش مزدهرًا وقويًا ومنفصلًا عن إخوته نسل إسحق (تك 12:16).
آية 19: "وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ."
آية 20: "وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ، أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانِ أَرَامَ."
الأرامي: لأنه سكن في فدان أرام عند حاران.
آية 21: "وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ."
كثير من القديسات كانوا عواقر مثل سارة ورفقة وراحيل وحنة أم صموئيل وزوجة منوح أم شمشون وأليصابات وأم القديس مكاريوس الكبير وأم مارمينا..إلخ) وتظهر هنا قوة الصلاة.
آية 22: "وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ."
إن كان هكذا فلماذا أنا: كان تزاحمهما عنيفًا وفي بعض الترجمات تصارعا وهذا كان سببًا لألام شديدة لرفقة ومعنى قولها "إذا كنت حبلت بصلاة إسحق واستجابة الله فلماذا أنا متألمة هكذا أو ما الداعي لهذا الحمل إن كان سيؤدي لموتي وموت الأولاد.
فمضت لتسأل الرب: لقد كان إبراهيم موجودًا ومذبحه كان هناك وإبراهيم واسحق علماها الصلاة عند المذبح.
آية 23: "فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ»."
هنا إجابة الرب على صلاة رفقة. وهذه نبوة عن أن كل منهما يصير شعبًا وأمة.
وكبير يستعبد لصغير: نبوة بأن يعقوب أو إسرائيل يسود على عيسو.
والصراع بين يعقوب وعيسو منذ أن كانا في البطن والذي استمر بعد ذلك خلالهما وخلال نسلهما يراه بعض الآباء أنه صورة للصراع المستمر بين الشر والخير في داخل أحشاء الكنيسة. أو صراع نسل المرأة ونسل الحية. وهذا الصراع مستمر مادام الإنسان ما زال في الجسد. لذلك قال المسيح "ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا" (مت 34:10) ويلقي نارًا (لو 49:12). ولكن النار هي الحرب المقدسة مع إبليس ونتيجتها سلامًا داخليًا يفوق كل عقل وهذا أفضل من سلام مزيف مع إبليس، أو مع العالم. وعيسو يرمز لمن يحب امتلاك الأرضيات ويسعى وراء كل ما هو للعالم أما يعقوب فيرمز لمن يسعى وراء الروحيات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي هذه النبوة نرى يعقوب الروحاني يسود على عيسو الجسداني والسبب أن يعقوب يتمتع بل يسعى للحصول على البركات الروحية، كل اشتياقاته روحية فحصل على بكورية الروح وتمتع بالبركة وخرج من صلبه الأنبياء وأخيرًا المسيح بالجسد. وهذه العبارة تشير للكنيسة التي هي بحكم التاريخ، الأصغر إذ تعرفت على الله في آخر الأزمنة لكنها صارت الأقوى روحيًا واغتصبت باكورة الروح. وكيف يخدم الكبير (اليهود) الصغير (الكنيسة)؟ هم حفظوا للكنيسة الناموس والنبوات وكل الكتب.
آية 24: "فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ."
آيات 25، 26: "فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ». وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو، فَدُعِيَ اسْمُهُ «يَعْقُوبَ». وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا."
عيسو: أي كثير الشعر أو خشن. ويعقوب: يتعقب = لأنه كان ممسكًا بعقب أخيه. وقد بقى كل عمره يتعقبه ليختلس منه البكورية والبركة. ويبدو أن يعقوب إما كان فعلًا ممسكًا بعقب أخيه أو ولد وراءه مباشرة (بينما يكون هناك فاصل زمني في ولادة التوائم حوالي ساعة) فبدا كما لو كان ماسكًا بعقبه. أحمر: بالعبرية أدموني وبعد أكله العدس تثبت الاسم عليه وثبتت عليه شهوانيته إذ باع بكوريته بأكلة عدس أحمر فسمي أدوم.
هذان الطفلان يحملان رمزًا للإنسان الجسدي (فالشعر لأنه ينبت طبيعيًا من الجسد مثلما كان عيسو فهو إشارة للشهوات التي تنبعث من الجسد) فكثرة الشعر إشارة للارتباط بالجسد وأن الجسداني يحب الجسديات ويعيش لأجلها. وأدوم كان صيادًا محبًا للدماء وهذا أيضًا مما يثبت فكرة اسم أدوم. ويؤكد هذه الفكرة فكر عيسو الوحشي "أقتل أخي". وهذا كله ناشئ عن مشاعر الغضب الخارجة من داخل الإنسان (مثلما ينبت الشعر من داخل) فهي مشاعر كراهية وغضب وشهوة انتقام نابعة من الداخل. بل دموية عيسو أشارت لعدو الخير الذي كان قتالًا للناس منذ البدء
(يو 44:8). أما يعقوب فيرمز للإنسان الروحي الذي يتعقب الكل لأجل اقتناء الأبديات. هو مصارع ومجاهد من أجل الروحيات.
آية 27: "فَكَبِرَ الْغُلاَمَانِ، وَكَانَ عِيسُو إِنْسَانًا يَعْرِفُ الصَّيْدَ، إِنْسَانَ الْبَرِّيَّةِ، وَيَعْقُوبُ إِنْسَانًا كَامِلًا يَسْكُنُ الْخِيَامَ."
كان عيسو رجل البرية محبًا للصيد ممسكًا بالسيف بيده لا يقدر المعاني الروحية. وإسحق أحب عيسو بسبب ما يقدمه له من صيد. أما يعقوب فكان إنسانًا كاملًا بمعنى وديعًا محبًا. فأحبته أمه رفقة وكان راعيًا للغنم فاتسم بالهدوء. يسكن الخيام= عاش بروح الغربة رجاءه في الله مثل آبائه. وبالقطع كان عيسو يسكن الخيام مثل الجميع لكن الكتاب حين يذكر أن يعقوب كان يسكن الخيام يود أن يشير لروح الغربة عنده.
آية 28: "فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُوَ لأَنَّ فِي فَمِهِ صَيْدًا، وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ."
لأن في فمه صيدًا: أي من صيد عيسو يأكل فم إسحق.
الآيات 29-34: "وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخًا، فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «أَدُومَ». فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ، فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ."
نجد هنا قصة أكلة العدس وهي أشهر أسوأ أكلة بعد أكلة آدم وحواء. يظهر عيسو هنا كإنسان جسدي إذ باستهتار يبيع بكوريته لأخيه نظير طبق عدس. وكانت بركات البكر:-
1. ينوب عن أبيه في غيابه ويأخذ الرياسة بعد موت أبيه.
2. يقوم بخدمة الكهنوت وتقديم ذبائح عن العائلة في غياب أبيه وبعد موته.
3. يأخذ نصيبًا مضاعفًا من الميراث أي ضعف إخوته (تث 17:21) (وهذا البند هو سبب حزن عيسو بعد ذلك).
4. كان يعتبر مكرسًا لله حتى جاءت شريعة اللاويين (خر 29:22 + عد 12:3).
5. كان مفهومًا أن من البكر يأتي المسيح (هذا إن كان يستحق) وكثيرون من الأبكار فقدوا هذه البركة بسبب خطيتهم (قايين / عيسو/ رأوبين...).
وقد سمح الله أن تكتب قصة بيع البكورية لنفهم لماذا اختار الله يعقوب وترك عيسو. وراجع (رو 29:8) "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم" فالله كان يعرف محبة يعقوب فاختاره. ونرى في هذه القصة أن يعقوب آمن وعرف وفهم بركات البكورية فسعى وراءها ولكن اختار الوسائل البشرية الخاطئة. كانت اشتياقاته روحية مقدسة لكن وسائله بشرية خاطئة. أما عيسو فمثل الإنسان المستهتر الذي يفرط في النعم الروحية والأمجاد الأبدية. لذلك يقول فأكل وشرب وقام ومضى = أي كل ما اهتم به أن يأكل ويشرب "نأكل ونشرب لأننا غدًا نموت" فعل كل هذا باستهتار للبكورية ومعانيها. فالخطأ ليس في طبق العدس بل في الشهوة المفرطة والاستهتار وهذا لا يمنع أن يعقوب قد أخطأ إذ استغل جوع أخوة عيسو ليشتري البكورية. بالنسبة لنا كم من مرة تركنا مواعيد الله لأجل لذة وقتية سرعان ما تزول. فإن كنا ننعم نحن بالبكورية بإتحادنا مع الله في ابنه البكر، ليتنا لا نستهين بها من أجل أي لذة جسدية. فالإنسان الروحاني واثق في زوال الحياة الحاضرة فيسعى وراء الحياة الأبدية بإيمان (2 بط 10:3-14) أما الإنسان الجسداني فيهتم فقط بالحاضر مستهينًا بأمور الله، وأكلة عدس عنده أهم من الأبدية. فقال عيسو أنا ماض للموت = يتضح من هنا إما جهله أو استهتاره أو عدم إيمانه. فإن كان من المعروف أن المسيح سيأتي من البكر فكيف يموت وليس له ولد.
عيسو باستهتاره أن يأتي منه المسيح مثل الشعب اليهودي الذي احتقر المسيح
وصلبه.
هي ثلاثة أسماء مترادفة تشير لعيسو:-
سعير = اسم عبري معناه " كثير الشعر ". وهو اسم الأمير الحوري الذي أُطلِق اسمه على المناطق الجبلية التي سكنها هو ونسله (تك36: 5 – 8 + 20 - 30). وسعير هذا أسس عائلة حكمت هذه المنطقة (حوالي سنة 1700 ق.م.) إلى أن استولى عيسو عليها، وفعل بالحوريين ما فعله بنو إسرائيل بالكنعانيين (تث2: 12). وهكذا أصبح سعير وجبل سعير مرادفة لآدوم (تك36: 30 + 2أى20: 10). وجبل سعير هي سلسلة جبال أدوم، وتقع شرق البحر الميت وجنوب نهر أرنون وحتى مقربة من خليج العقبة. ونسمع اسم سعير لأول مرة حينما هاجمهم كدرلعومر والملوك الذين معه، وهذا ما دفع ملك سدوم وملك عمورة للخروج لمحاربة كدرلعومر (تك14: 1 – 16) فانهزم ملوك سدوم وعمورة وأُخِذوا أسرى مع لوط، إلى أن أنقذهم إبرام العبراني (إبراهيم بعد ذلك).
عيسو = اسم عبري معناه "مُشْعِر أي كثير الشعر" وسُمِّي هكذا لأنه عند ولادته كان أحمر كله كفروة شعر (تك25: 25) .
أدوم = كلمة تشير للون الأحمر لون بشرة عيسو، وتأكدت الكلمة عليه بعد أكلة العدس الشهيرة.
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 26 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 24 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/56yhtw5