← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
بعد الطوفان تعاملت البشرية مع الله كخصم وليس كصديق محب، وبحث الله عن إنسان يستحق أن يتمتع بالدعوة ليكون أبًا لشعب الله الذي يأتي منه المسيح. ووجد أبرام فدعاه ليعتزل شعبه لينطلق بالبشرية في علاقتها مع الله ببداية جديدة. وأبرام تعني أب مكرم أو أب سام وحينما غير الله اسمه جعله إبراهيم وهذه تعني أبًا لجمهور كثير فهو أب الآباء وأب جميع المؤمنين. وهو أب الشعب الذي سيأتمنه الله على الخلاص المزمع أن يحدث.
وأور بلد إبراهيم كانت عاصمة الكلدانيين وكانت مركزًا لعبادة الأوثان. وعاش فيها إبراهيم مع أبيه تارح (في جنوب بابل). كانت على ساحل الخليج الفارسي في أيام إبراهيم ثم ردم الطمي جزءًا من الخليج فصارت الآن للداخل. وحينما كانت على الخليج كانت مركزًا تجاريًا ساحليًا وهناك انتشر الغنى مع الرجاسات واشتهرت بإلهها "نانار" إله القمر الذي اشتهرت عبادته بالرجاسات المرة. وهكذا كانت حاران أيضًا مركزًا لعبادة إله القمر. ولذلك نجد أن إبراهيم لم يحصل على أية إعلانات أثناء فترة تواجده في أماكن الشر.
ولم يوجد وسط المنطقة كلها، بل في العالم في ذلك الحين من يعبد الله بالحق سوى أبرام الذي بقى شاهدًا لله واجتذب إليه زوجته ساراي ولوط ابن أخيه.
وإذ رأى الله أمانة إبرام دعاه للخروج من أور فخرج ومعه تارح أبيه ولوط وساراي ولكن تارح عطله فترة طويلة في حاران. وبعد موت تارح كرر الله الدعوة لإبرام ونجد سفر التكوين يحكي لنا عن هذه الدعوة في حاران بينما كشف أسطفانوس عن دعوة الله لإبراهيم في أور (أع 2:7). واستجابة أبرام لله تعبر عن إيمانه العجيب بأن الله قادر أن يخرج حياة من الموت. هذا هو الإيمان الظاهر في حياته. وهذا هو الإيمان الذي يحتاجه كل خاطئ.
1. خروجه وهو في سن كبير (75) سنة من مدينة معروفة إلى برية ومكان مجهول، لم يسأل كيف يعوله الله في البرية وهو في هذه السن الكبيرة. والبرية القاحلة تعني الموت لكن الله قادر أن يحييه في غربته وفي هذه البرية.
2. إيمانه بأن الله قادر أن يحيي مستودع سارة الميت.
3. إيمانه بأن الله قادر أن يقيم إسحق ويكون له نسل منه حتى لو قدمه محرقة (عب 19:11).
4. وكانت عائلة إبراهيم عائلة مؤمنة بلا شك ولكن تسلل إليها بعض العادات الوثنية من الجيران الوثنيين فنحن نجد لابان بعد ذلك له آلهته (تماثيله الوثنية التي يعتقد في بركتها) فهو يعبد الله لكن لا مانع من وجود هذه التماثيل. وكان الله بدعوته لإبراهيم يحافظ على نسله من تسلل هذه العبادات إليهم. وقد أثر إبراهيم على من حوله واجتذبهم لعبادة الله ومنهم من ارتقى خطوة كتارح الذي خرج معه لكنه لم يكمل الطريق. ومنهم من ارتقى لخطوة أكبر من تارح كلوط الذي خرج من حاران مع إبراهيم لكنه سقط بعد ذلك في محبة العالم واختار النصيب العالمي. هؤلاء كانت قوتهم الدافعة للخروج هي إيمان إبراهيم وليس إيمانهم الشخصي. هؤلاء كل منهم سقط في مكان فتارح سقط ومات في حاران أما لوط الذي كانت محبة العالم في قلبه فسقط في سدوم (أين نحن؟)
وفي (إش 2،1:51) "انظروا إلى الصخر الذي منه قطعتم انظروا إلى إبراهيم أبيكم، وإلى نقرة الجب التي منها حفرتم وإلى سارة التي ولدتكم". والصخر هنا هو إيمان إبراهيم الذي آمن بأن مستودع سارة الميت (نقرة الجب) يعطي حياة .
آية 1: "وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ."
ليس من السهل أن يحتفظ الإنسان بالله والأرض في وقت واحد. وهذه الدعوة الإلهية موجهة لكل نفس بشرية حتى تنطلق من محبة العالم والذات (الأنا) من محبة العادات والخطايا القديمة. هي دعوة للغربة عن العالم ولتطبيق الآية "أنا صلبت للعالم والعالم صلب لي". بهذا تلتقي النفس بالله وتعيش معه في أحضانه "أميلي أذنك وانسي شعبك وبيت أبيك" (مز 45). من أرضك: الدائرة الواسعة التي تعيش فيها أي كل أرض الكلدانيين ومن عشيرتك: الدائرة الأصغر: أي القبيلة التي تنتمي إليها ومن بيت أبيك: هي أصغر دائرة. فمن يعتزل يعتزل كل شيء. إلى الأرض التي أريك: لقد أعطى الله لإبرام وعدًا بأرض أفضل لكنه لم يحددها ولم يكن إبرام قد رآها. لكنه صدق الله بالإيمان. فهل نصدق أننا لو تركنا خطايانا نرث السماء التي هي أفضل. الإيمان لا يخدع لكن حواسنا تخدعنا. وبالإيمان يفتح الله عيوننا على الأمور غير المنظورة ونتمتع بمعرفة الله فنزداد اقتناعًا بترك العالم فتزداد بصيرتنا وهكذا ننتقل من إيمان لإيمان أعظم.
آية 2، 3: "فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ»."
مع كل دعوة أو وصية هناك وعد يقدمه الله (2كو 18،17:6 + رؤ 2،3) من يغلب أعطيه... كذا وكذا. فالله إذا حرم إنسان من شيء يعوضه أضعاف. فالله حرم إبرام من أهله وعشيرته وها هو يعده بأن أجعلك أمة عظيمة. وهو ترك أور العظيمة يومها والله يقدم له وعدًا وأباركك وأعظم أسمك: وأين عظمة أور اليوم التي تركها إبراهيم من العظمة التي صارت لإبراهيم في كل العالم وفي كل العصور. وهو ترك غِنَى أور والله يعده تكون بركة: هو يبارك من حوله ويبارك المكان الذي يوجد فيه. هو ترك أور فأعطاه الله كنعان كلها وحرم من عائلته فصار أبا للمؤمنين. فقد حماية أور بأسوارها المنيعة فصار له الله سورًا من نار: أبارك مباركك ولاعنك العنه. ونأتي لأعظم بركة نالها إبراهيم وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض: هذا هو وعد الخلاص وبأن المسيح يأتي من نسله لذلك قال وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض: هذا هو وعد الخلاص وبأن المسيح يأتي من نسله لذلك قال فيك ولم يقل بك. فالإنسان الذي يتخلى عن شيء من أجل الله لا يعيش محرومًا بل هو يأخذ الكثير فالله لا يقبل أن يكون مدينًا لإنسان بل هو يعطي بسخاء ولا يعير. وهذه البركة الأخيرة تشير إلى أن من يتخلى عن شيء يعطيه الله أن يأخذ ولحساب الجماعة فهو أخذ وعدًا بأن يأتي المسيح من نسله. وكل من قدم توبة حقيقية ينعم بتجلي المسيح فيه فيكون بركة لكثيرين. هذا هو معنى "أنتم ملح الأرض.. أنتم نور العالم" والوعد لإبراهيم أجعلك أمة عظيمة تحقق في الأمة الإسرائيلية وأنها ترث كنعان والوعد بالبركة لكل العالم صار فيه إبراهيم أبًا لكل المؤمنين الذين يتشبهون به ويؤمنون.
الآيات 4، 5: "فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ."
ليتنا لا نكون مثل تارح نخرج من أور ولا نكمل الطريق إلى كنعان السماوية، ويا ليتنا لا يكون لنا تارح يعطلنا عن المسير.
آية 6: "وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ."
بلوطة مورة: تعني بلوطة المعلم وربما أخذت اسمها من معلم ديني أي مدرس كان يجلس تحتها. ويقال أنها تعني بلوطة العراف. وشكيم هي نابلس على بعد 65 كيلومتر من أورشليم وهي أول بلد بلغها إبراهيم في أرض كنعان.
وكان الكنعانيون هناك: تاريخيًا تشير هذه الجملة إلى أنه في هذا الوقت كان الكنعانيون قد تسيدوا على الأرض كلها. أو إلى أن موسى بروح الإيمان قبل أن يدخل الشعب لكنعان وبناء على وعد الله أن هذه الأرض هي لنسل إبراهيم وإسحق ويعقوب يقول هذا كأنه يرى الأرض في يد شعب الله، وكأنه بهذه العبارة يريد أن يقول الله وَعَدَ إبراهيم بالأرض لكن ما زالت الأرض في يد الكنعانيين، على رجاء حصول شعب الله عليها. وروحيًا يشير هذا للمقاومة التي يجدها أولاد الله في الكنيسة التي تشير إليها كنعان فليس معنى التوبة والرجوع للكنيسة أن مقاومة إبليس ستنتهي وتكون الجملة= وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض تعني وكان إبليس حينئذ يحارب أولاد الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالكنيسة التي تحيا في السماويات مازالت على الأرض لذلك يحاربها إبليس (أف 12:6). وليس معنى وصول إبراهيم لكنعان هلاك الكنعانيين فورًا بل هناك بعض الحروب لكن كان الله يظهر له ويعزيه (آية 7) ونحن يعطينا الله نصرة وغلبة على الشيطان ويعطينا سلامًا وفرحًا وصبرًا على هذه الحروب.
أية 7: "وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ."
هذه أول مرة يذكر فيها أن الله ظهر لبشر وهي أحد ظهورات المسيح قبل التجسد. وفي هذا المكان أقام أبرام مذبحًا للرب فتقدس الموضع بتقديمه ذبيحة شكر لله من أجل وصوله سالمًا.
آية 8: "ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ."
لاحظ أنه يكرر بناء مذبح للرب حيثما يذهب. وهنا في مكانه الجديد نجده يبني مذبحًا. فالمذبح لم يكن يفارقه.
بيت إيل = هذا هو أول ذكر لبيت إيل في الكتاب المقدس، أما أولا فكان اسمها لوز، حيث رأى يعقوب حلم السُلَّم المنصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء، فدعا المكان بيت إيل أي بيت الله "وَدَعَا ٱسْمَ ذَلِكَ ٱلْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»، وَلَكِنِ ٱسْمُ ٱلْمَدِينَةِ أَوَّلًا كَانَ لُوزَ" (تك28: 19). فلماذا أطلق موسى إسم بيت إيل على المكان وليس لوز، إذ كان ما زال إسمها لوز وقت أن أتى إليها إبرام؟ هناك رأيان:-
1. وقت كتابة موسى لسفر التكوين كان اسم المكان قد أصبح بيت إيل من مئات السنين، وقد اعتمد الوحي الاسم الذي أطلقه يعقوب على هذا المكان. وهذا هو الرأي المرجح.
2. الاحتمال الثاني أن يكون موسى قد كتب اسم المكان لوز، وجاء عزرا وغيَّر الاسم إلى بيت إيل حينما قام بتجميع الكتاب المقدس بعد العودة من السبي، حيث أن اسم لوز أصبح مجهولا أيام عزرا وصار الاسم المستخدم والمشهور هو بيت إيل.
آية 9: "ثُمَّ ارْتَحَلَ أَبْرَامُ ارْتِحَالًا مُتَوَالِيًا نَحْوَ الْجَنُوبِ."
ارتحالًا متواليًا: نحن في غربتنا في هذا العالم علينا أن نكون في ارتحال متوالي ناحية كنعان السماوية لا تعوقنا أتعاب العالم ولا مغريات العالم.
آية 10: "وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا."
هذه أول مجاعة تذكر في الكتاب المقدس ومن المؤكد أن سببها هو شر سكان الأرض وكانت المجاعات تتكرر في أرض كنعان وكان العلاج هو النزول إلى مصر حيث نهر النيل. وهكذا صنع إبراهيم دون إن يستشير الرب الذي كان قادرًا أن يعوله كما فعل مع إيليا. وهذا الخطأ يمثل خطأ من تاب لكنه سرعان ما يعتمد على الذراع البشري فيطلب المعونة الإنسانية وليس المعونة الإلهية. ولم يكن في مصر مذبح بناه إبرام فهو يبحث عن شبع البطن ومشكلتنا أننا نبحث عن الراحة الخارجية وليس عن السلام الداخلي الذي يتحقق باللقاء مع الرب عند المذبح، مذبح الصلاة والشكر.
[بالرغم من خطأ إبراهيم إلا أن أرض مصر تباركت بزيارته كما تباركت بعد ذلك بحفيده يعقوب ثم بأعظم الكل السيد المسيح. إلا أن هناك فرقًا بين نزول إبراهيم ونزول يعقوب. فيعقوب نزل إلى مصر بمشورة الله].
لأن الجوع في الأرض كان شديدًا: الجوع يؤثر في الأرض لكن أولاد الله السماويين لهم معاملة خاصة فالكتاب لم يقل أن إبراهيم جاع. أو اشتد عليه الجوع كما قال عن المصريين (تك 20:47) وقد يجوع الجسد لكن هناك سلامًا في النفس (مز 25:37) الله لا يتخلى عن أولاده ويعطيهم حياة سماوية وشبعًا أبديًا.
الآيات 11-13: "وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ»."
هذه هي سقطة أبرام الكبرى. فإخفاء جزء من الحقيقة (أنها زوجته) يعتبر كذبًا حتى لو كانت شقيقته من أبيه وليس من أمه. فهذا يعتبر خداع وكذب وضعف إيمان. والخداع هو نوع من الغواية يسقط فيه الإنسان ليحل مشكلة بطريقة سهلة فيجلب على نفسه مشاكل عديدة. وبدء السقوط كان ضعف الإيمان الذي جعله ينزل إلى مصر. وهذا امتد لضعف إيمان أن الله قادر على حمايته وحماية زوجته. فالخطية تأتي ورائها بخطايا أخرى. والنتيجة أنه حرم من زوجته.
الآيات 14-20: "فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوْا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا. وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ، فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ. فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا امْرَأَتُكَ؟ لِمَاذَا قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالآنَ هُوَذَا امْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!». فَأَوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالًا فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ."
العجيب أن ما كان إبرام عاجرًا عن إعلانه بأن ساراي زوجته أعلنه الله لفرعون ليردها إليه دون أن يمسها، بل ونال غِنَى وكرامة. فالله في محبته لا يحاسب الإنسان حسب ضعفاته. ويفهم من الكلام أن الله ضرب فرعون بضربات لا نعرفها، المهم أنها أي الضربات استطاعت أن تقنع فرعون بأن الله غاضب إذ هو حاول أن ينال من ساراي. وربما أفهمت ساراي فرعون أنها زوجة إبرام وطلبت منه أن لا يمسها. وربما حاول فرعون فضربه الله. المهم أن الله في محبته لم يقبل أن يعيش إبرام معذب الضمير كل حياته في حالة أن فرعون مس ساراي زوجته. لذلك حفظها الرب من يدي فرعون بل ورد لأبرام غِنَى وكرامة (مز 10:103، 11) فالله يخرج من الجافي حلاوة. لقد كان إبرام أحد خائفي الرب ومحبيه لذا تمتع بالمراحم التي تعلو على الأرض (مز 15:105) وتوبيخ فرعون لأبرام يشبه توبيخ البحارة ليونان النبي وهو شيء يدعو للأسف.
وهنا تشابُه بين ما حدث لإبراهيم ونسله بعد ذلك.
1. كلاهما (إبراهيم ونسل يعقوب) ذهبوا لمصر بسبب المجاعة.
2. في الحالتين كانت هناك ضربات لفرعون وبيته.
3. كلاهما عادا محملين بالعطايا. (الله سمح بهذا ليدركوا محبته ورحمته).
وفي الآيات 20،19: نجد أن فرعون ورجاله أخرجوا أبرام. وهنا لم يظهر له الرب. وكان الرب يحدثه باللغة التي تناسبه في ذلك الحين. فحينما كان إيمان إبراهيم بسيطًا كلمه الرب. ولكن إذ لجأ لفرعون ليطعمه ترك الله فرعون يكلمه. هذه هي معاملات الله معنا. فعندما صار بلعام جاهلًا ترك حماره يكلمه. وإذ كان المجوس مهتمين بالنجوم حدثهم بنجم عن ميلاد المسيح.
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z55kp2a