← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24
آية 1: "وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ."
وقال الرب = الرب هو يهوه ولاحظ أن العمل هنا عمل حب ورعاية فيستخدم الروح القدس لفظ الرب. وحينما يتكلم عن الطوفان المهلك يستخدم لفظ الله (تك 13،12:6).
أدخل = هذه تساوي تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين.. وتساوي من يعطش فليأت إليَّ...
وجميع بيتك = هذه تساوي "الموعد هو لك ولبيتك" المهم أن الجميع يكونوا في المسيح، العالم مصلوب لهم وهم مصلوبين للعالم. أما لو أحب أحدهم العالم بعد ذلك لهلك.
بارًا = ما أجمل أن يشهد الله لأولاده. والله لا يشهد فقط بل يدبر كل شيء لأولاده فالله اهتم بتحديد نوع الخشب وأبعاد الفلك وطلاؤه بالقار وتموينه بالطعام.... ويرى البعض أن نوح بقى 120 سنة في إنذار الأشرار، وهو يبني الفلك أمام أعينهم ليؤكد لهم صدق إنذارات الله ويعتمد القائلون بهذا على الآية (تك 3:6) راجع تفسير آية 6 أيضًا. ولكن من المؤكد أن نوح كان موضع سخرية الناس وهو يبني فلكًا ليهرب به من طوفان ظنوه وهمًا.
آية 2: "مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى."
البهائم الطاهرة = لاحظ أن شريعة موسى لم تكن قد حددت في هذا الوقت البهائم الطاهرة وغير الطاهرة. لذلك فهذه الآية تثبت أن التقليد الذي تعمل به كنيستنا صحيح. فقد تسلم آدم هذه الشريعة شفاهة من الله وسلمها لأولاده ووصلت لنوح. ونلاحظ أن البهائم الطاهرة اخذ منها سبعة لأنه سيأكل منها ويقدم منها ذبائح.
آية 3: "وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ."
كل الأرض= رأى بعض الدارسين أن الفلك بحجمه هذا لا يمكن أن يحمل كل حيوانات العالم وطيوره. ويقولون أن الطوفان كان محليًا فهو أفنى كل الجنس البشري ما عدا نوح وعائلته وكل حيوانات المنطقة التي كان بها بشر. أما القارات البعيدة فإستمرت فيها الحياة الحيوانية ولم تتأثر. ويؤكدون هذا بأنه قيل عن يوسف أن كل الأرض جاءت لتشتري منه قمحًا (تك 57:41) وكان المقصود البلاد التي حول مصر. وفي (لو 1:2) يقول إكتتبت كل المسكونة والمقصود كل الدول الخاضعة للحكم الروماني. وهذا رأي صحيح. وما يثبت صحة هذا الرأي قول القديس بطرس الرسول "ولم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر، إذ جلب طوفانا على عالم الفجار" (2بط2: 5). فالطوفان إذا كان فقط على عالم الفجار، فما فائدة إغراق كل العالم. والطوفان كان أداة للعقاب وليس تغييرا لقرار إلهي سابق بوضع حدا للبحر لا يتعداه "جزمت عليه حدي... وقلت إلى هنا تأتي ولا تتعدى" (أى38: 10 ، 11). ونلاحظ أن (الآية23) من هذا الإصحاح "فمحا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ، وَالْبَهَائِمَ ..." أن كلمة الأرض هنا جاءت في العبرية بمعنى الأرض الزراعية. ولا توجد أرض مزروعة إلا حيثما يوجد من يزرعها. وهكذا جاءت الكلمة في (تك6: 7 + 8: 8 ، 13).
وكانت الحياة الإنسانية وقت الطوفان محصورة حول أراضي العراق، حيث نشأت حياة الإنسان حول أنهار الجنة وهي الفرات ودجلة وفيشون وجيحون. ولم يمتد الإنسان إلى كل أنحاء الدنيا إلا بعد بلبلة الألسنة عند بناء برج بابل.
أية 4: "لأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ»."
سبعة أيام = هي المدة التي استغرقها نوح في إدخال الحيوانات إلى الفلك.
أربعين يومًا = هي ذات المدة التي صامها المسيح وموسى وإيليا. وقد تشير هذه المدة لأنها مدة انسحاق وتذلل أمام الله حتى يعطي خيراته. وهكذا كانت فترة الإنذار لنينوى وفترة الـ120 سنة هي 3×40 سنة. هي فترة إنذار بالتوبة حتى لا يهلكهم الطوفان وبينما استغل شعب نينوى فرصة الأربعين يومًا وتابوا، فشل الناس أيام نوح وهلكوا. فهي فترة أو فرصة يعطيها الله يعقبها إما خيرات أو عقوبات. لذلك هي تشير لفترة حياتنا على الأرض وعلينا أن نختفي في الفلك حتى ننجو.
آية (5): "فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ."
أية 6: "وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ،"
قارن مع آية (تك 32:5) فقد قيل أن عمر نوح كان 500 سنة وهنا نسمع أن عمره كان 600 سنة وقت أن دخل الفلك. لذلك تقدر مدة بناء الفلك ما بين 100-120 سنة.
آيات 7-8: "فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ:"
آية 9: "دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحًا."
نوح يتحرك نحو الفلك ويستغرق 7 أيام إشارة للكنيسة التي تفتح أبواب الرجاء لكل إنسان كل أيام الأسبوع. ولاحظ أن نوح وأولاده لم يكن لكل واحد سوى زوجة واحدة.
آية 10: "وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ."
يفسرون الطوفان علميًا بهبوط قشرة الأرض لأسفل وبذلك تكون أسفل من مستوى البحار. ثم بحركة عكسية تصعد الأرض فتنحسر المياه وتتراجع إلى البحار. وقال بعضهم أن الأرض تفتحت وخرجت منها المياه الجوفية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقد أمكن إثبات حدوث الطوفان جيولوجيًا فقد وجد طبقات طمي Alluvium ومن تحتها ومن فوقها طبقات أحجار بل حددوا ميعاد هذا الطوفان بسنة 3200-3400 ق.م. وهي نفس الفترة المحددة حسب التقويم العبري.
أية 11: "فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ، انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ، وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ."
انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم = إذًا الطوفان لم يكن نتيجة المطر فقط، بل صارت الأرض وكأنها مجموعة من العيون والينابيع تفجر ماء بلا حساب.
آيات: 12-15: "وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ، وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ، وَامْرَأَةُ نُوحٍ، وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ. هُمْ وَكُلُّ الْوُحُوشِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الدَّبَّاباتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا: كُلُّ عُصْفُورٍ، كُلُّ ذِي جَنَاحٍ. وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ."
آية 16: "وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ."
وأغلق الرب عليه = من ناحية ليحميهم من الطوفان. ومن ناحية أخرى فهي تشبه مثل العذارى فالمستعدات دخلن ثم أغلق الباب. فالآن أغلق الله الباب وحتى لو أراد أحد الأشرار أن يدخل سيمنعه الله الذي أغلق فهو يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح. وبعد أن ينتهي زمان غربتنا يغلق الباب. (رؤ 7:3) والله فتح لنا باب الفردوس بمفتاح صليبه لكي ندخل معه وفيه بشركة أمجاده وهو يغلق علينا معه أبديًا فلا يتسرب العدو الشرير إلينا. وهذه العبارة هي نموذج لإيمان كنيستنا في موضوع الجهاد والنعمة. فهل كانت التكنولوجيا technology المتوفرة أيام نوح تسمح ببناء فلك يقاوم المياه من فوق ومن تحت كأنه غواصة. لقد ترك الله نوحًا يجاهد في البناء على قدر استطاعته وهذا هو الجهاد (هذا يساوي خمس أرغفة وسمكتين). ثم إغلق الرب عليه بنعمته (وهذا يساوي إطعام الآلاف).
آيات: 17-24: "وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ، فَارْتَفَعَ عَنِ الأَرْضِ. وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَكَانَ الْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ. خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا فِي الارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ، فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ. فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ. كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ، وَالْبَهَائِمَ، وَالدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ. فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ. وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا."
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 8 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 6 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h4w22y4