← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33
آيات 1، 2: "وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ،"
الصداقة الفريدة بين الله وإبراهيم تظهر هنا في زيارة الله لإبراهيم ومعه ملاكين وهي أحد ظهورات المسيح في العهد القديم. هي زيارة كشفت الكثير من حب الله ومعاملاته.
وسجد إلى الأرض: هو سجود إكرامًا للضيف وليس سجود لله فإبراهيم لم يكن يعرف أولًا أنه الله بدليل (عب 2:13). هذا النوع من السجود هو الذي تقدمه الكنيسة لآبائها البطاركة والأساقفة. بل أن إبراهيم سجد بعد ذلك لبني حث (تك 12:23) فأي اعتراض على ما تقوم به الكنيسة. ومشهد استقبال إبراهيم للمسيح يشرح لكل نفس تتمثل بإبراهيم وتدخل مع الله في صداقة حب تجلس عند باب خيمتها (الغربة عن العالم). هذه النفس تستقبل رب السماء وملائكته. "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" (يو 23:14). "وهأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه" (رؤ 20:3). ودخول المسيح، الشخص الأول والبارز من الثلاثة إلى خيمة إبراهيم يرمز لتجسده (أي أخذ خيمة بشرية).
بلوطات ممرا: ممرا أي الرؤية أو البصيرة "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" وبولس يعطي درس من هذه الحادثة أنه بإضافة الغرباء استضاف إبراهيم ملائكة وهو لا يعلم ركض لاستقبالهم: هنا إبراهيم يتوجه للثلاثة ولم يميز حتى الآن تَمَيُّز أحدهم عن الباقين.
آية 3: "وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلاَ تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ."
يا سيد: حين اقترب منهم ميَّز الشخص المُمَيَّز أي المسيح فوجه كلامه إليه.
الآيات 4، 5: "لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ»."
ظنهم إبراهيم مسافرين فسألهم أن يغسل أقدامهم وأن يأكلوا (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وغَسْل الأقدام هي عادة شرقية (لم يكن هناك أحذية بل صنادل مفتوحة فكانت سخونة الرمال تؤذي الجسد) لأن السير في الحر مؤلم، وغسل الأرجل يبرد الجسم كله وينعشه علاوة على تنظيف الأرجل من الغبار. فتسندون قلوبكم: هذا بالطعام ليتقووا جسديًا بعد طول سفر.
الآيات 6-8: "فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْخَيْمَةِ إِلَى سَارَةَ، وَقَالَ: «أَسْرِعِي بِثَلاَثِ كَيْلاَتٍ دَقِيقًا سَمِيذًا. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ». ثُمَّ رَكَضَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْبَقَرِ وَأَخَذَ عِجْلًا رَخْصًا وَجَيِّدًا وَأَعْطَاهُ لِلْغُلاَمِ فَأَسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ. ثُمَّ أَخَذَ زُبْدًا وَلَبَنًا، وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ، وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَإِذْ كَانَ هُوَ وَاقِفًا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَكَلُوا."
كان إبراهيم كريمًا جدًا هو قال كسرة خبز، فماذا كانت كسرة الخبز التي قدمها لهم؟ 3 كيلات دقيق سميذًا (أفخر دقيق) مصنوع خبز ملة (كان يخبز على حجارة محماة) وهو من الخبز النفيس +عجل رخص وجيد + زبدًا ولبنًا. ووقف هو يخدم الضيوف وهم يأكلوا وإذ كان هو واقفًا لديهم تحت الشجرة أكلوا: فإبراهيم كان لديه غلمان لكنه من كرمه كان هو بنفسه الذي يخدم الضيوف الغرباء. ولاحظ تكرار كلمات (ركض/ أسرع/ أسرعي). وما هي تقدمة إبراهيم: أ) دقيق يشير للمسيح في نقاوته (أبيض) وعاش مسحوقًا بالأحزان؛ ب) 3 كيلات رقم 3 يشير للثالوث ففي المسيح حل كل ملء اللاهوت "فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (كو 9:2) ولذلك كان رقم 3 يشير أيضًا للقيامة فالمسيح ما كان ممكنا أن يسود عليه الموت طالما حل فيه كل ملء اللاهوت جسديًا؛ ج) عجل جيد مذبوح هذا يشير للمسيح المذبوح الذي قدم جسده لنا لنأكله "العجل المسمن" (لو 23:15) والكنيسة تجتمع دائمًا حول المائدة المقدسة فالله لا يمكث معنا إن لم يكن المسيح في وسطنا. لنقف مع إبراهيم تحت شجرة الصليب نخدم الآخرين في اتضاع وبفرح فنحن نخدم الرب فيهم.
آية 9: "وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ سَارَةُ امْرَأَتُكَ؟» فَقَالَ: «هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ»."
أين سارة إمراتك: الله لم يقبل أن يكون مديونًا. فإبراهيم أكرمه وها هو يرد الجميل لإبراهيم بأن يبارك زوجته. ولم يكن من عادة الشرقيين أن يسألوا عن الزوجة باسمها ولكن الرب هنا أراد أن يعلن أنه ليس إنسانًا عاديًا. فيكف عرف اسم سارة؟
آية 10: "فَقَالَ: «إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ». وَكَانَتْ سَارَةُ سَامِعَةً فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَهُوَ وَرَاءَهُ."
زمان الحياة: في (تك 21:17) "وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا ٱلْوَقْتِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْآتِيَةِ".
سبق الرب وحدد أن سارة تلد في السنة الآتية أي بعد سنة، وهنا يُسَمِّي هذا الزمن زمان الحياة فهو زمن إعطاء حياة لمستودع سارة الميت.وهو وراءه: الضمير يعود على باب الخيمة ولذلك يترجم النص "وسمعت سارة في باب الخيمة الذي كان وراءه" ومن كان وراءه سوى المتكلم طبعًا وهي ظنته أولًا إنسان عادي يجامل زوجها. . ولكن قوله وهو وراءه المقصود به الإشارة إلى أن المتكلم شخص إلهي يعرف الخفيات، فهو عرف أنها ضحكت وهو واقف خلف الباب لا يراها. وهذا ما قيل كنبوة عن المسيح "وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ، فَلَا يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلَا يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ" (إش11: 3).
ولاحظ أن هذا الوعد بالحياة أي ثمرة البطن يأتي بعد الختان، والختان هو رمز للمعمودية التي بها نصبح أولادا لله "لنا الحياة هي المسيح" (فى1: 21). فلا ثمر إلا بوجود حياة في الغصن، أما الغصن الميت فلا يثمر (يو15: 1-5).
آية 11: "وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ، وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ."
هذه الآية تثبت أن ولادة إسحق تساوي إقامة حياة من الموت.
آية 12: "فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟»"
ضحكت سارة: ربما ضحكت من الفرح أو الاندهاش. لذلك سمي الابن إسحق الذي يعني ضحكًا حتى يذكر إبراهيم وسارة عمل الله معهما كلما نادياه باسمه فيمجدوا الله.
وسيدي قد شاخ: هذه الكلمة لفتت نظر الرسول بطرس (1 بط 6:3).
آيات 13-14: "فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟ هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي الْمِيعَادِ أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ»."
آية 15: "فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: «لَمْ أَضْحَكْ». لأَنَّهَا خَافَتْ. فَقَالَ: «لاَ! بَلْ ضَحِكْتِ»."
إنكار سارة يعني أنها بدأت تدرك أن المتكلم شخص إلهي لأنه عرف ما في قلبها فخافت.
آية 16: "ثُمَّ قَامَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مَاشِيًا مَعَهُمْ لِيُشَيِّعَهُمْ."
لم يكتفي إبراهيم بالوليمة بل سار معهم ليرشدهم للطريق ويودعهم.
آية 17: "فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ،"
هل أخفي عن إبراهيم: هذا سؤال لتأكيد أن الله لا يريد أن يخفي عن إبراهيم شيئًا هو سؤال للتأكيد مثل " هل يخرج الشوك عنبًا" (إن كبر ابنك خاوية).
آية 18: "وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟"
وإبراهيم يكون أمة كبيرة: من اليهود والمسيحيين أولاده بالإيمان.
آية 19: "لأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ»."
لكي يوصي بنيه: على الأب أن يعلم بنيه. وواضح أن وعد الله مشروط بحفظهم وصاياه. الرب كان سيشرح لإبراهيم أنه كان مزمعًا أن يهلك سدوم وعمورة بسبب خطاياهم. وهذا هو الدرس الذي أراد الله أن إبراهيم يوصي به أبناءه، ثم يصل هذا الدرس لكل بني إبراهيم. وعن طريق بني إبراهيم لكل العالم – أن الخطية تجلب الموت والهلاك.
آية 20: "وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا."
صراخ في سدوم: من بشاعة خطاياهم صارت الخطايا تصرخ طالبة القصاص أو أن الأرض التي تلوثت صارت تصرخ من فساد أهلها كما حدث في حالة دم هابيل الصارخ إلى الله.
آية 21: "أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ، وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ»."
أنزل وأرى: هذا ليشير لعدل الله الكامل فهو لا يعاقب إلا بعد الفحص التام. وهو الذي نزل فيما بعد ليصلب ويرفع عنا خطايانا إذ أخذ شكل العبد.
الله لا يحتاج أن ينزل ليعلم ماذا يحدث فهو موجود في كل مكان في العالم وفي كل الخليقة بل في الهاوية أيضًا "إِنْ صَعِدْتُ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي ٱلْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ" (مز139: 8). ولكنه تعبير بلغة البشر التي يكلمنا بها الله، وهذا التعبير يشير لأن الله في قداسته يتنازل لينظر في أمور هكذا حقيرة (خطايا سدوم البشعة) ويصدر حكمه ضد هؤلاء الخطاة. راجع تفسير الآيات (رؤ4: 1-3).
وقوله وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ يشير للفحص العادل الذي بعده صدر حكمه، فيتحقق القول "لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت" (المزمور الخمسون - سبعينية).
آية 22: "وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِمًا أَمَامَ الرَّبِّ."
كان إبراهيم لم يزل قائما أمام الرب: كان الرب قد أخبره بما نوى عمله وكان هذا ليدفع إبراهيم للصلاة والشفاعة كما فعل مع موسى بعد ذلك.
وسدوم وعمورة مدينتان بجوار البحر الميت أقام لوط في إحداهما. وسدوم تعني إحراق وعمورة تعني فيض أو طوفان. فالخطية تسبب الاحتراق والغرق. وربما نتيجة الحريق غرقتا. وغالبا مكان سدوم وعمورة الآن تحت البحر الميت وهذا سبب ملوحة هذا البحر الزائدة، مما تسبب في استحالة الحياة فيه.
آية 23: "فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟"
حينما سمع إبراهيم بمصير سدوم وعمورة لم يتحدث مع الله عن ابنه المقبل ولا وعود الله بل اهتم وصلى وتشفع عن سدوم وعمورة. هي صورة حيَّة للحب الناضج الذي فيه ينشغل الإنسان بخلاص إخوته. هكذا نفوس القديسين لا تهتم بما لنفسها بل بما للآخرين.
الآيات 24-33: "عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارًّا الَّذِينَ فِيهِ؟ حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلًا؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ، فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ. رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارًّا خَمْسَةً. أَتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ». فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضًا وَقَالَ: «عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاَثِينَ». فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ."
نلاحظ في هذه الآيات:
1. اتضاع إبراهيم أمام الله " أنا تراب ورماد" هكذا يجب أن نقف أمام الله.
2. شفاعته عن الآخرين وصلاته عنهم. ولم ينشغل بنفسه ومشكلته هو الشخصية.
3. لو وجد في سدوم 10 أبرار لنجت وهذا يشير لبركة وجود قديسين في مكان ما. وهذا معنى قول السيد المسيح أنتم ملح الأرض.
4. صلاة إبراهيم توقفت عند 10 أبرار ولم يكمل فلعله اقتنع بأن هذا الشعب يستحق ما دام لا يوجد ولا حتى عشرة أبرار. وغالبًا ما كان يدفعه للصلاة والشفاعة هو الروح القدس الذي يعلمنا كيف نصلي وهو الذي يضع كلامًا في أفواهنا (هو2:14). والروح القدس هو وهو الذي أقنع إبراهيم أن يكف فهم لا يستحقون. إنما قبل الله صلاة وشفاعة إبراهيم وأنقذ لوطًا وزوجته وابنتيه بل كان من أجل خاطر إبراهيم أن الملاكين سمحا للوط أن يخرج معه أصهاره، إلا أن أصهاره لم يستفيدوا من هذه الفرصة.
5. ذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم: فالله حاضر طالما كان إبراهيم يصلي ويتشفع. لذلك يقول بولس الرسول صلوا بلا انقطاع (1تس 17:5).
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 19 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التكوين 17 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sjq25zj