← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54 - 55 - 56 - 57 - 58 - 59 - 60 - 61 - 62 - 63 - 64 - 65 - 66 - 67 - 68
1- نجد تفصيلًا لمعنى البركات واللعنات التي ذُكرت فيما سبق.
2- الله يبدأ بالبركات قبل اللعنات فهو يود لو بارك دائمًا ولا يميل لأن يلعن أولاده.
3- البركات واللعنات تُظهر أن الله عادل سيجازي كل واحد بحسب أعماله.
4- الله غيور على مجده وشريعته، هو اختار هذا الشعب وأفاض عليهم من نعمته وخلصهم وفداهم وأصبح اسمه عليهم أمام كل الشعوب فهو يريدهم قديسين ليمجدوه، وبهذا تظهر قداسته. ولكن إن خالفوا وصاياه فستظر قداسته في عقابهم فهو يرفض الخطية. وليس عنده مُحاباة. فهو سيُعاقب كل شرير من شعبه أو من الشعوب الأخرى.
5- بعد كل اللعنات والإنذارات نجد الله يفتح أمامهم باب التوبة (إصحاح 30).
آية 1-8:- "«وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعًا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ الْبَرَكَاتِ وَتُدْرِكُكَ، إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. مُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ، وَمُبَارَكًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ. وَمُبَارَكَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ وَثَمَرَةُ بَهَائِمِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ. مُبَارَكَةً تَكُونُ سَلَّتُكَ وَمِعْجَنُكَ. مُبَارَكًا تَكُونُ فِي دُخُولِكَ، وَمُبَارَكًا تَكُونُ فِي خُرُوجِكَ. يَجْعَلُ الرَّبُّ أَعْدَاءَكَ الْقَائِمِينَ عَلَيْكَ مُنْهَزِمِينَ أَمَامَكَ. فِي طَرِيق وَاحِدَةٍ يَخْرُجُونَ عَلَيْكَ، وَفِي سَبْعِ طُرُق يَهْرُبُونَ أَمَامَكَ. يَأْمُرُ لَكَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ فِي خَزَائِنِكَ وَفِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ، وَيُبَارِكُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ."
تأتي عليك... البركات = ما أجمل أن تجري البركة وراء من يتمسك بالوصية لا أن يجري هو وراءها. وهنا الله يُخاطبهم بالمفرد، فالله يُسَّر بوحدة شعبه والوحدة هي سِرْ البركة.
آية 9-11:- "يُقِيمُكَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مُقَدَّسًا كَمَا حَلَفَ لَكَ، إِذَا حَفِظْتَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِهِ. فَيَرَى جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ اسْمَ الرَّبِّ قَدْ سُمِّيَ عَلَيْكَ وَيَخَافُونَ مِنْكَ. وَيَزِيدُكَ الرَّبُّ خَيْرًا فِي ثَمَرَةِ بَطْنِكَ وَثَمَرَةِ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةِ أَرْضِكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَكَ."
يُقيمَك = كلمة يُقيم هنا هي نفس الكلمة المستخدمة في العهد الجديد والتي إستخدمها المسيح في إقامة إبنة يايرس، وهي تعني إقامة شيء جديد ودائم. فإذا فهمنا أن الكلمة تشير للقيامة من الموت، يصبح بهذا أن الله يعطيهم وعداً بأن يجعل منهم شعبا وأمة لها أرضاً بعد أن كانوا نفراً قليلاً وبلا أرض. بل هم أولاد إسحق المولود من مستودع مائت (إش51: 2،1)، هم صارت لهم حياة من موت. وقد ذهبوا إلى مصر 70 فرداً ثم إستعبدهم فرعون. وخرجوا وهم 600000 ولكن كانوا مشردين 40 سنة في الصحراء. وقد يقول أحد أن الله هو من أرسلهم إلى مصر، ولو بقوا في كنعان لصاروا أمة كبيرة. ولكن التاريخ يقول عكس هذا، فلو بقوا في كنعان لكانوا قد ذابوا في وسط قبائل الكنعانيين. وهناك دليل على ذلك: فالله حين وعد إبراهيم أن نسله سيرث الأرض ويأخذها من الشعوب الموجودة حدد له الله 10 شعوب هم "ٱلْقِينِيِّينَ وَٱلْقَنِزِّيِّينَ وَٱلْقَدْمُونِيِّينَ وَٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْفَرِزِّيِّينَ وَٱلرَّفَائِيِّينَ وَٱلْأَمُورِيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْجِرْجَاشِيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ" (تك15: 19-21). ثم نجد الله يقول لموسى عندما إستعد أولاد إبراهيم لدخول أرض الميعاد، الأرض التي وعد الله إبراهيم أن يعطيها لنسله "وَأَنَا أُرْسِلُ أَمَامَكَ مَلَاكًا، وَأَطْرُدُ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْأَمُورِيِّينَ وَٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ" (خر2:33). نجد هنا أنه تبقى 6 شعوب من العشرة(1). وفي (تث1:7) نجد الشعوب التي طردوها أنهم 7 "وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: ٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْجِرْجَاشِيِّينَ وَٱلْأَمُورِيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ". فأين ذهب القينيين والقنزيين والقدمونيين مثلاً، هؤلاء لم يرد ذكرهم على لسان موسى؟ والإجابة:
أن وعد الله لإبراهيم كان قبل موسى بـ400 سنة. وخلال هذه الـ400 سنة ذابت هذه الشعوب في شعوب أخرى، والكل كانوا في وثنية ونجاسة شديدة. فلو كان الله قد ترك الـ70 نفساً من عائلة يعقوب وسط هؤلاء الكنعانيين لكانوا قد ذابوا وسط هؤلاء الشعوب الوثنية وما عادوا يصلحون لأن يكونوا شعباً لله يخرج منهم المسيح.
إذاً لقد أقام الله فعلاً أمة إسرائيل من لا شيء، لا شعب ولا أرض، وجعل منهم أمة عظيمة.
فَيَرَى جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ = الله يريد أن يبارك شعبه، ويرى الآخرون البركة تحيط بشعبه فيأتون للإيمان ويتمجد إسم الله. وهذا ما قصده رب المجد بقوله "لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (مت16:5). الله يريد أن الجميع يخلصون: "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ" (1 تي 4:2). وأحد الوسائل التي يستخدمها الله لجذب غير المؤمنين لكي يؤمنوا، هي البركات التي يفيض بها على المؤمنين ويلاحظ هذا غير المؤمنين فيؤمنوا.
آية 12:- "يَفْتَحُ لَكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ، السَّمَاءَ، لِيُعْطِيَ مَطَرَ أَرْضِكَ فِي حِينِهِ، وَلْيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ، فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ."
السماء هي مصدر الأمطار ومصدر الروح القدس. كنزه الصالح = أي خيرات السماء.
فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ = من كثرة خيراتك لن تحتاج لأحد لتستدين منه، بل تجد أن الآخرين يأتون ليستدينوا منك.
آية 14،13:- "وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأْسًا لاَ ذَنَبًا، وَتَكُونُ فِي الارْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الانْحِطَاطِ، إِذَا سَمِعْتَ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ وَلاَ تَزِيغَ عَنْ جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا، لِكَيْ تَذْهَبَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدَهَا."
يَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأْسًا (تكون رأسًا) = أي تكون دائمًا متقدمًا على جميع الشعوب ولا تكون في مؤخرتها.
آية 15-19:- "«وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتُدْرِكُكَ: مَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي الْحَقْلِ. مَلْعُونَةً تَكُونُ سَلَّتُكَ وَمِعْجَنُكَ. مَلْعُونَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ. مَلْعُونًا تَكُونُ فِي دُخُولِكَ، وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي خُرُوجِكَ."
اللعنات تأتي متوالية ولا هرب منها فلنهرب إلى الله لا أن نهرب منه ومادمنا لن نستطيع أن نهرب من عدله فلنهرب إلى رحمته. ولاحظ أنه لا يُمكن فصل محبة الله وحنانه عن قداسته وعدله وغضبه والمحبة هي لأولاده الأبرار أما الغضب فللأشرار. ونُلاحظ أن اللعنة هي ثمر طبيعي للخطية.
لماذا كل هذه اللعنات والضربات يا رب؟
هذه اللعنات موجهة لمن يذهب وراء الشيطان، في عبادة وثنية أو قد إنجذب وراء شهوته التي يغريه عليها الشيطان. والشيطان لا يود المتعة للإنسان أو أن يسعده بهذه الملذات الخاطئة، بل هو يريد إذلال أولاد الله والشماتة فيهم: أعطيك كل هذه، إن خررت وسجدت لي: "أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي". والله يسمح بهذه الضربات أو اللعنات لعل الإنسان يستيقظ ويعود لله فيتحرر من عبوديته لإبليس وحينئذٍ تنتهي اللعنات، ويستعيد الله أولاده ويحررهم من عبودية إبليس. هذه اللعنات تصيب الإنسان لأنه فقد الحماية الإلهية، ولاحظ أن الإنسان هو الذي فارق الله وذهب وراء إبليس ففقد الحماية الإلهية.
وحتى لا ييأس شعب الله في ضيقته، يفتح الله الباب لكل من يتوب (إصحاح 30).
آية 20:- "يُرْسِلُ الرَّبُّ عَلَيْكَ اللَّعْنَ وَالاضْطِرَابَ وَالزَّجْرَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ لِتَعْمَلَهُ، حَتَّى تَهْلِكَ وَتَفْنَى سَرِيعًا مِنْ أَجْلِ سُوْءِ أَفْعَالِكَ إِذْ تَرَكْتَنِي."
الزجر = يسخط عليه الجميع فلا يجد سوى التوبيخ والسخط والتأنيب.
آية 22،21:- "يُلْصِقُ بِكَ الرَّبُّ الْوَبَأَ حَتَّى يُبِيدَكَ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا. يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِالسِّلِّ وَالْحُمَّى وَالْبُرَدَاءِ وَالالْتِهَابِ وَالْجَفَافِ وَاللَّفْحِ وَالذُّبُولِ، فَتَتَّبِعُكَ حَتَّى تُفْنِيَكَ."
البرداء = الالتهاب الشديد الناجم عن الحمى. اللفح = درجة من الذبول والإعياء.
آية 23:- "وَتَكُونُ سَمَاؤُكَ الَّتِي فَوْقَ رَأْسِكَ نُحَاسًا، وَالأَرْضُ الَّتِي تَحْتَكَ حَدِيدًا."
سَمَاؤُكَ.. نُحَاسًا = أي لا مطر. وَالأَرْضُ.. حَدِيدًا = أي لا محاصيل.
آية 24:- "وَيَجْعَلُ الرَّبُّ مَطَرَ أَرْضِكَ غُبَارًا، وَتُرَابًا يُنَزِّلُ عَلَيْكَ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى تَهْلِكَ."
الأمطار لها خاصية أن تنقي الأجواء. واللعنة هنا أنه بعد أن تمتنع الأمطار يمتلئ الجو غبار وتراب من العواصف وليس من يزيلها.
آية 26،25:- "يَجْعَلُكَ الرَّبُّ مُنْهَزِمًا أَمَامَ أَعْدَائِكَ. فِي طَرِيق وَاحِدَةٍ تَخْرُجُ عَلَيْهِمْ، وَفِي سَبْعِ طُرُق تَهْرُبُ أَمَامَهُمْ، وَتَكُونُ قَلِقًا فِي جَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرْضِ. وَتَكُونُ جُثَّتُكَ طَعَامًا لِجَمِيعِ طُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُهَا."
وليس مَنْ يزعجها = أي تكون مُطمئنة، لقلة السكان الباقين على الأرض. وهذا ما حدث بعد أن أبعد ملك أشور شعب إسرائيل وشتتهم في كل مملكته الواسعة وأتى ببعض القبائل الوثنية مكانهم فإزدادت أعداد الوحوش "وَكَانَ فِي ٱبْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا ٱلرَّبَّ، فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمِ ٱلسِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ" (2مل25:17).
قلقاً في جميع الممالك = يتلاعبون بك في جميع الممالك ويتقاذفونك. وهذا ما حدث لهم أمام عاي بعد ذلك (يش7: 1-12).
آية 27:- "يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِقُرْحَةِ مِصْرَ وَبِالْبَوَاسِيرِ وَالْجَرَبِ وَالْحِكَّةِ حَتَّى لاَ تَسْتَطِيعَ الشِّفَاءَ."
قرحة مصر = المقصود بها الأمراض التي ضرب بها المصريين (البثور والدمامل...)
آية 28:- "يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِجُنُونٍ وَعَمًى وَحَيْرَةِ قَلْبٍ،"
بجنون = نتيجة لهمومهم وأحزانهم وحيث لا استجابة من السماء تكون حيرة القلب وهذه أمراض نفسية وعقلية.
آية 29:- "فَتَتَلَمَّسُ فِي الظُّهْرِ كَمَا يَتَلَمَّسُ الأَعْمَى فِي الظَّلاَمِ، وَلاَ تَنْجَحُ فِي طُرُقِكَ بَلْ لاَ تَكُونُ إِلاَّ مَظْلُومًا مَغْصُوبًا كُلَّ الأَيَّامِ وَلَيْسَ مُخَلِّصٌ."
عجيب أن يسلم الله شعبه لأعدائه فيظلمونهم ويغتصبون كل ما لديهم ولكن هذا للتأديب.
الآيات 30-35:- "تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجع مَعَهَا. تَبْنِي بَيْتًا وَلاَ تَسْكُنُ فِيهِ. تَغْرِسُ كَرْمًا وَلاَ تَسْتَغِلُّهُ. يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلاَ تَأْكُلُ مِنْهُ. يُغْتَصَبُ حِمَارُكَ مِنْ أَمَامِ وَجْهِكَ وَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْكَ. تُدْفَعُ غَنَمُكَ إِلَى أَعْدَائِكَ وَلَيْسَ لَكَ مُخَلِّصٌ. يُسَلَّمُ بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ لِشَعْبٍ آخَرَ وَعَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ إِلَيْهِمْ طُولَ النَّهَارِ، فَتَكِلاَّنِ وَلَيْسَ فِي يَدِكَ طَائِلَةٌ. ثَمَرُ أَرْضِكَ وَكُلُّ تَعَبِكَ يَأْكُلُهُ شَعْبٌ لاَ تَعْرِفُهُ، فَلاَ تَكُونُ إِلاَّ مَظْلُومًا وَمَسْحُوقًا كُلَّ الأَيَّامِ. وَتَكُونُ مَجْنُونًا مِنْ مَنْظَرِ عَيْنَيْكَ الَّذِي تَنْظُرُ. يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِقَرْحٍ خَبِيثٍ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَعَلَى السَّاقَيْنِ، حَتَّى لاَ تَسْتَطِيعَ الشِّفَاءَ مِنْ أَسْفَلِ قَدَمِكَ إِلَى قِمَّةِ رَأْسِكَ."
الله حذر، إذًا على الخاطئ ألا يشتكي إذا حدث هذا ويقول الله تركني. هو بخطيته فقد الحماية الإلهية.
آية 36:- "يَذْهَبُ بِكَ الرَّبُّ وَبِمَلِكِكَ الَّذِي تُقِيمُهُ عَلَيْكَ إِلَى أُمَّةٍ لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ، وَتَعْبُدُ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ،"
خطيتهم تكون عقوبتهم فهم باختيارهم عبدوا آلهة الأمم الغريبة فالله سيرسلهم لسادة آخرين يستعبدونهم، وهؤلاء السادة يعبدون هذه الآلهة وسيجعلهم هؤلاء السادة يعبدون آلهتهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وحدث هذا مرات عديدة على يد ملوك أشور وبابل واليونان.
آية 37:- "وَتَكُونُ دَهَشًا وَمَثَلًا وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسُوقُكَ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ."
مثلًا = أي يضرب بهم المثل للتعبير عن أقصى حالات الذل والهوان.
آية 38-42:- "بِذَارًا كَثِيرًا تُخْرِجُ إِلَى الْحَقْلِ، وَقَلِيلًا تَجْمَعُ، لأَنَّ الْجَرَادَ يَأْكُلُهُ. كُرُومًا تَغْرِسُ وَتَشْتَغِلُ، وَخَمْرًا لاَ تَشْرَبُ وَلاَ تَجْنِي، لأَنَّ الدُّودَ يَأْكُلُهَا. يَكُونُ لَكَ زَيْتُونٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ، وَبِزَيْتٍ لاَ تَدَّهِنُ، لأَنَّ زَيْتُونَكَ يَنْتَثِرُ. بَنِينَ وَبَنَاتٍ تَلِدُ وَلاَ يَكُونُونَ لَكَ، لأَنَّهُمْ إِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُونَ. جَمِيعُ أَشْجَارِكَ وَأَثْمَارِ أَرْضِكَ يَتَوَلاَّهُ الصَّرْصَرُ."
الصرصر = ضرب من الجراد أو حشرة مماثلة له معروف بشدة الوثب.
آية 43-46:- "اَلْغَرِيبُ الَّذِي فِي وَسَطِكَ يَسْتَعْلِي عَلَيْكَ مُتَصَاعِدًا، وَأَنْتَ تَنْحَطُّ مُتَنَازِلًا. هُوَ يُقْرِضُكَ وَأَنْتَ لاَ تُقْرِضُهُ. هُوَ يَكُونُ رَأْسًا وَأَنْتَ تَكُونُ ذَنَبًا. وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتَتَّبِعُكَ وَتُدْرِكُكَ حَتَّى تَهْلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا. فَتَكُونُ فِيكَ آيَةً وَأُعْجُوبَةً وَفِي نَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ."
اللعنات والمصائب التي تحل بهم تصير فيهم وفي نسلهم آية أي علامة على سوء أفعالهم وعلى غضب الله عليهم وعلى قوة ضرباته ضدهم وأعجوبة = أي عمل عجيب يظهر سلطان الله على كل إنسان وتصرفه مع الشعب الذي يعصاه.
آية 47:- "مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلْبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ."
بفرح وبطيبة قلب = أي قلب شاكر بل أن غناهم وثروتهم شغلتهم عن محبة الله. فهم لم يعبدوا الله كسيد لهم بفرح، لذلك سيرسلهم الله لسادة سواه ليعرفوا الفرق. وهذا قد يكون معنى أعطيتهم فرائض غير صالحة (حز25،24:20) أي يرسلهم لهؤلاء السادة. لكثرة كل شيء = برغم ما أعطاهم الله من الكثرة والغنى في كل شيء لم يعبدوا الله.
آية 48:- "تُسْتَعْبَدُ لأَعْدَائِكَ الَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ الرَّبُّ عَلَيْكَ فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ وَعُرْيٍ وَعَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ. فَيَجْعَلُ نِيرَ حَدِيدٍ عَلَى عُنُقِكَ حَتَّى يُهْلِكَكَ."
جُوعٍ وَعَطَشٍ وَعُرْيٍ وَعَوَزِ... هذا يذكر بما حدث للابن الضال. ويكون هذا ليدفعهم الله للتوبة. تُسْتَعْبَدُ لأَعْدَائِكَ... فَيَجْعَلُ نِيرَ حَدِيدٍ عَلَى عُنُقِكَ = تكون في عبودية قاسية، وهذا ما حدث مع شمشون الجبار.
آية 49:- "يَجْلِبُ الرَّبُّ عَلَيْكَ أُمَّةً مِنْ بَعِيدٍ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ كَمَا يَطِيرُ النَّسْرُ، أُمَّةً لاَ تَفْهَمُ لِسَانَهَا،"
كانت أمم بابل وأشور وفارس واليونان والرومان هي هذه الأمم. وتشبيهها بالنسر لسرعتها في الهجوم. وربما أشارت بالأكثر لدولة الرومان الذين كان شعارهم النسر وكانت نبوة المسيح عن هذا حيث تكون الجثة، فهناك تجتمع النسور (مت28:24). وهي أمة أجنبية = لاَ تَفْهَمُ لِسَانَهَا (لا تعرف لسانها). والكتّاب اللاتين يسمون الفرقة العسكرية "أكويلا" أي نسر.
آية 50:- "أُمَّةً جَافِيَةَ الْوَجْهِ لاَ تَهَابُ الشَّيْخَ وَلاَ تَحِنُّ إِلَى الْوَلَدِ،"
قارن مع (2 أي 17:36). وكل هذا قد تم مع بابل واليونان وأخيرًا مع الرومان.
آية 51-53:- "فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ حَتَّى تَهْلِكَ، وَلاَ تُبْقِي لَكَ قَمْحًا وَلاَ خَمْرًا وَلاَ زَيْتًا، وَلاَ نِتَاجَ بَقَرِكَ وَلاَ إِنَاثَ غَنَمِكَ، حَتَّى تُفْنِيَكَ. وَتُحَاصِرُكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ حَتَّى تَهْبِطَ أَسْوَارُكَ الشَّامِخَةُ الْحَصِينَةُ الَّتِي أَنْتَ تَثِقُ بِهَا فِي كُلِّ أَرْضِكَ. تُحَاصِرُكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ، فِي كُلِّ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ، لَحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الَّذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ."
أكلوا أولادهم وهذا حدث مع حصار بابل وغيره (2مل24:6-30 + مرا10:4) ثم مع الرومان.
آية 54-56:- "الرَّجُلُ الْمُتَنَعِّمُ فِيكَ وَالْمُتَرَفِّهُ جِدًّا، تَبْخُلُ عَيْنُهُ عَلَى أَخِيهِ وَامْرَأَةِ حِضْنِهِ وَبَقِيَّةِ أَوْلاَدِهِ الَّذِينَ يُبْقِيهِمْ، بِأَنْ يُعْطِيَ أَحَدَهُمْ مِنْ لَحْمِ بَنِيهِ الَّذِي يَأْكُلُهُ، لأَنَّهُ لَمْ يُبْقَ لَهُ شَيْءٌ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ. وَالْمَرْأَةُ الْمُتَنَعِّمَةُ فِيكَ وَالْمُتَرَفِّهَةُ الَّتِي لَمْ تُجَرِّبْ أَنْ تَضَعَ أَسْفَلَ قَدَمِهَا عَلَى الأَرْضِ لِلتَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ، تَبْخَلُ عَيْنُهَا عَلَى رَجُلِ حِضْنِهَا وَعَلَى ابْنِهَا وَبْنَتِهَا"
لقد ماتت كل عاطفة وهي صورة لا يمكن شرحها أن الأب يبخل على أخيه وزوجته بلحم ابنه.
آية 57:- "بِمَشِيمَتِهَا الْخَارِجَةِ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهَا وَبِأَوْلاَدِهَا الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، لأَنَّهَا تَأْكُلُهُمْ سِرًّا فِي عَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ، فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي أَبْوَابِكَ."
المشيمة (بِمَشِيمَتِهَا) = الغشاء الذي ينزل مع الجنين. وهذا أيضًا تأكلها مع الجنين.
آية 59،58:- "إِنْ لَمْ تَحْرِصْ لِتَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذَا النَّامُوسِ الْمَكْتُوبَةِ فِي هذَا السِّفْرِ، لِتَهَابَ هذَا الاسْمَ الْجَلِيلَ الْمَرْهُوبَ، الرَّبَّ إِلهَكَ، يَجْعَلُ الرَّبُّ ضَرَبَاتِكَ وَضَرَبَاتِ نَسْلِكَ عَجِيبَةً. ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً رَاسِخَةً، وَأَمْرَاضًا رَدِيَّةً ثَابِتَةً."
رَاسِخَةً = أي ثابتة ودائمة. أَمْرَاضًا.. ثَابِتَةً = أي مزمنة ومستعصية.
آية 60:- "وَيَرُدُّ عَلَيْكَ جَمِيعَ أَدْوَاءِ مِصْرَ الَّتِي فَزِعْتَ مِنْهَا، فَتَلْتَصِقُ بِكَ."
أَدْوَاءِ = جمع داء أي مرض. فتلتصق بك = إذًا هي أشد من أمراض مصر فأمراض مصر كان الرب يرفعها بعد حين.
آية 61:- "أَيْضًا كُلُّ مَرَضٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ لَمْ تُكْتَبْ فِي سِفْرِ النَّامُوسِ هذَا، يُسَلِّطُهُ الرَّبُّ عَلَيْكَ حَتَّى تَهْلِكَ."
سيضربهم الرب بالضربات التي أخبرهم بها موسى والتي لم يخبرهم بها.
آية 63،62:- "فَتَبْقَوْنَ نَفَرًا قَلِيلًا عِوَضَ مَا كُنْتُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. وَكَمَا فَرِحَ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ، كَذلِكَ يَفْرَحُ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ، فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا."
يقول المؤرخ اليهودي يوسيفوس أن أكثر من 2 مليون يهودي قُتِلوا بالسيف في حصار الرومان.
آية 64:- "وَيُبَدِّدُكَ الرَّبُّ فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، وَتَعْبُدُ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ، مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ."
وهذا ما رآه العالم كله حتى يومنا هذا. وعبادة الآلهة الغريبة (أر15:44-19).
سأل أحد الملوك وزيرًا عنده قائلاً "ما الدليل على صحة الكتاب المقدس؟"، قال الوزير "اليهود يا مولاي". فما قاله الله هنا تم بالحرف.
آية 65:- "وَفِي تِلْكَ الأُمَمِ لاَ تَطْمَئِنُّ وَلاَ يَكُونُ قَرَارٌ لِقَدَمِكَ، بَلْ يُعْطِيكَ الرَّبُّ هُنَاكَ قَلْبًا مُرْتَجِفًا وَكَلاَلَ الْعَيْنَيْنِ وَذُبُولَ النَّفْسِ."
حقًا، "لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (أش22:48). كَلاَلَ الْعَيْنَيْنِ = هو عَمَى روحي وجسدي.
آية 66:- "وَتَكُونُ حَيَاتُكَ مُعَلَّقَةً قُدَّامَكَ، وَتَرْتَعِبُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَلاَ تَأْمَنُ عَلَى حَيَاتِكَ."
حياتك معلقة قدامك = تتوقع أن يقتلك عدوك في أي وقت.
آية 67:- "فِي الصَّبَاحِ تَقُولُ: يَا لَيْتَهُ الْمَسَاءُ، وَفِي الْمَسَاءِ تَقُولُ: يَا لَيْتَهُ الصَّبَاحُ، مِنِ ارْتِعَابِ قَلْبِكَ الَّذِي تَرْتَعِبُ، وَمِنْ مَنْظَرِ عَيْنَيْكَ الَّذِي تَنْظُرُ."
بسبب الرعب لا يهنأ لهم العيش لا في الصباح ولا في المساء.
آية 68:- "وَيَرُدُّكَ الرَّبُّ إِلَى مِصْرَ فِي سُفُنٍ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي قُلْتُ لَكَ لاَ تَعُدْ تَرَاهَا، فَتُبَاعُونَ هُنَاكَ لأَعْدَائِكَ عَبِيدًا وَإِمَاءً، وَلَيْسَ مَنْ يَشْتَرِي»."
لقد أخرجهم الرب من أرض مصر وحررهم. ولكن طالما هم اختاروا هذا الطريق طريق العبودية فليعودوا للعبودية = ويردك الرب إلى مصر = المقصود ليس المعنى الحرفي لكن أن الله يسمح لهم بالعبودية لأي شعب يراه الله. ويعودوا لحالة التشتُّت والغُربة ثانية عن أرضهم ويحرمهم الله منها. وقد حدث هذا فعلًا وسجله يوسيفوس أن اليهود حُملوا إلى مصر بعد هزيمتهم من تيطس كأسرى وتم بيعهم للمصريين كعبيد وإماء للعمل في المناجم.
وليس من يشتري = أي ليس من يفديهم فإذا تخلَّى عنهم الله من سيفديهم؟
ملحوظة:-
لقد مرت عصور كثيرة لاقى فيها المسيحيين اضطهادات مُرّة تُشبه الآلام
المذكورة هنا من سبي وسجن وفقر واستشهاد فهل كان هذا لعنة؟ بالتأكيد لا لأن
هناك فرق فالله كان في وسطهم يعزيهم ولذلك اختبروا "سَلاَمُ اللهِ الَّذِي
يَفُوقُ كُلَّ عَقْل" (بولس الرسول قال هذه العبارة وهو في السجن (في 7:4) ووردت في رسالة
الفرح (في 4:4) وهذا لا يُقارن بما وُصِف في هذا الإصحاح من شعور الشعب
بتخلي الله عنه مما يدفعهم للجنون.
_____
(1) توضيح من الموقع: تبقَّى 6 شعوب، حيث أن
الأربعة الباقين كانوا قد ذابوا في شعوب أخرى حولهم.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 29 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري (اقرأ إصحاح 28 من سفر التثنية) |
تفسير التثنية 27 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m682rqb