St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   03-Sefr-El-Lawyeen
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

اللاويين 26 - تفسير سفر اللاويين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب لاويين:
تفسير سفر اللاويين: مقدمة سفر اللاويين | مقدمة أسفار موسى الخمسة | اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27

نص سفر اللاويين: اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27 | اللاويين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هناك نص قانوني يقول "العقد شريعة المتعاقدين". ولقد رأينا في سفر اللاويين الله يطلب منهم القداسة فهم شعبه، وهو له قوانينه كملك يملك عليهم. ثم وجدنا الله يحدد لهم الأعياد فهو يريد فرحهم دائمًا. وهنا نجد بنود العقد، إن هم التزموا بوصايا الله، أو قوانين الملك تكون لهم البركات. وإن لم يلتزموا فهناك لعنات (شروط جزائية). ولنلاحظ أن هذه اللعنات ليست انتقامًا بل:-

أ‌- هي ثمرة طبيعية للخطية. فمثلًا حين يعبد الشعب أحدًا آخر سوى الله يجلب على نفسه لعنة، فالله وحده هو الذي حين يملك يحرر، أما الآخرون يذلون من يستعبدونه. وحين يطلب الله أن نحب أعدائنا، فإن لم نفعل ونَمَت الكراهية داخل القلب، فمن سوف يخسر، بالتأكيد من يملأ قلبه الكراهية فيصاب بأمراض نفسية وجسدية.

ب‌-الله في هذه الحياة لا يعاقب كدينونة، فالدينونة لها يومها ولكن هو يسمح ببعض الآلام للتأديب وراجع الآيات (لا 26: 18، 23، 27، 44).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-2):- "1«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَانًا، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا أَوْ نَصَبًا، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مُصَوَّرًا لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 2سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ."

 

سبب اللعنة والعبودية

الله يسألهم ألا يقيموا تمثالًا منحوتًا ليسجدوا له. ولاحظ أن الآيات الأخيرة من الإصحاح السابق حدثتنا عن عبودية العبراني للأجنبي. وهنا نجد الشرح الروحي فلن يُستَعبد أحد من أولاد الله إن لم يذهب هو بنفسه للعبودية. والتمثال الحجري قد يكون أي شهوة أو أي خطية. وهذا ما يجلب اللعنات، عبوديتنا لسادة سوى الله. ولا يجب فقط أن نمتنع عن عبادة الأوثان، بل أن نهتم بالسماويات وهنا يشار لها بحفظ السبت. وأن نعيش في خوف الله ويشار له بمهابة المقدس. أو يشير السبت ومهابة المقدس لتقديس الزمان والمكان.

 

الآيات (3-13):- "3«إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا، 4أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ، وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا، وَتُعْطِي أَشْجَارُ الْحَقْلِ أَثْمَارَهَا، 5وَيَلْحَقُ دِرَاسُكُمْ بِالْقِطَافِ، وَيَلْحَقُ الْقِطَافُ بِالزَّرْعِ، فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ لِلشِّبَعِ وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. 6وَأَجْعَلُ سَلاَمًا فِي الأَرْضِ، فَتَنَامُونَ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُكُمْ. وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ، وَلاَ يَعْبُرُ سَيْفٌ فِي أَرْضِكُمْ. 7وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 8يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً، وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً، وَيَسْقُطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 9وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ وَأُثْمِرُكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ وَأَفِي مِيثَاقِي مَعَكُمْ، 10فَتَأْكُلُونَ الْعَتِيقَ الْمُعَتَّقَ، وَتُخْرِجُونَ الْعَتِيقَ مِنْ وَجْهِ الْجَدِيدِ. 11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ، وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهًا وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْبًا. 13أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ كَوْنِكُمْ لَهُمْ عَبِيدًا، وَقَطَّعَ قُيُودَ نِيرِكُمْ وَسَيَّرَكُمْ قِيَامًا."

 

بركات الطاعة

آية 4:- أعطي مطركم في حينه = من الناحية المادية يقصد بهذا زيادة الخير. ولكن هناك معنى روحي فالمطر يشير لعطايا الروح القدس، فإذ يمطر الروح القدس على القلوب المقفرة تتحول إلى فراديس مثمرة (بثمار الروح). وتعطي الأرض غلتها = الأرض تشير للجسد فهو من التراب "خرج الزارع ليزرع.... " وتعطي أشجار الحقل أثمارها = المؤمن كشجرة مغروسة على مجاري المياه (مزمور 1) وراجع (حز 47).

 

آية 5:- يقصد بالدراس درس الغلات، فيمتد موسم الدرس من كثرة المحصول حتى يأتي وقت قطاف الثمر من الأشجار، ويقطفون ثمار الأشجار حتى يأتي وقت الحصاد، وكأن حياتهم تتحول إلى فيض لا ينتهي، يقضي المؤمن حياته كلها يجني كل يوم ثمرًا جديدًا ويتمتع بحصاد لا ينقطع. آمنين = إن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا تعب الحراس: "إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ الْحَارِسُ". فالله يحفظ من الخارج ويعطي سلام في القلب من الداخل، فلا معنى لكل التحصينات البشرية من الخارج بدون سلام القلب .

 

آية 6:- (فى4: 7) يشير للسلام الداخلي بقوله "سلام الله الذي يفوق كل عقل".

وأبيد الوحوش الرديئة = وهذه تعني روحيًا أن الله ينقي من كل شر ودنس. فالحمار مثلًا يشير للحماقة والجمل للحقد والأسد للوحشية والأفعى للمكر.

ولا يعبر السيف في أرضكم = تعني روحيًا أن الله ينزع روح الزنا والغضب وكل شر.

 

آية 7:- الأعداء الروحيين هم الشياطين. ومن يحفظ الوصية يعطيه الله سلطان عليهم.

 

آية 8:- هذا حدث مع جدعون "قض 7" ويوناثان (1صم14: 6). يطرد خمسة منكم مائة = 5 تشير للحواس فمن يقدس حواسه بنعمة الله يجد قوة لطرد جمهور الشر وجموع الخطية.

ومائة منكم يطردون ربوة = قطيع المسيح قادر أن يطرد ربوات الأرواح الشريرة.

 

آية 9:- التفت إليكم وأثمركم = هذه مثل "أراكم فتفرح قلوبكم"(يو16 : 22) . فسر القوة والفرح أن الله يفتش علينا وينظر إلينا ويعتني بنا. واكثركم = علامة القوة.

 

آية 10:- تأكلون العتيق المعتق = سيكون المخزون من الغلة السابقة كثيرًا جدًا حتى أنهم يمكن أن يأكلوه لسنين عديدة. وتخرجون العتيق من وجه الجديد = من كثرة الخير تضطرون أن تفرغوا مخازنكم من الغلة القديمة لتخزنوا الغلة الجديدة.

 

الآيات 11-12:- هذا هو أعظم وعد أن يسكن في وسطهم (يو14: 23 + رؤ21: 23). أكون لكم إلهًا = أي يكون لهم كفايتهم ويكون لهم كل شيء.

 

آية 13:- معناها كما فعلت في الماضي هكذا سأفعل الآن. وسيركم قيامًا = أي ليس في إنحناء من العبودية. والقيام علامة العزة والكرامة. راجع (رو 11: 10).

 

الآيات (14-39):- "14«لكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي وَلَمْ تَعْمَلُوا كُلَّ هذِهِ الْوَصَايَا، 15وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي، فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ، بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي، 16فَإِنِّي أَعْمَلُ هذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْبًا وَسِلُا وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلًا زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. 17وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ، وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ. 18«وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي، أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ، 19فَأُحَطِّمُ فَخَارَ عِزِّكُمْ، وَأُصَيِّرُ سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ، وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ، 20فَتُفْرَغُ بَاطِلًا قُوَّتُكُمْ، وَأَرْضُكُمْ لاَ تُعْطِي غَلَّتَهَا، وَأَشْجَارُ الأَرْضِ لاَ تُعْطِي أَثْمَارَهَا. 21«وَإِنْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ، وَلَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَسْمَعُوا لِي، أَزِيدُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَاتٍ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 22أُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ فَتُعْدِمُكُمُ الأَوْلاَدَ، وَتَقْرِضُ بَهَائِمَكُمْ، وَتُقَلِّلُكُمْ فَتُوحَشُ طُرُقُكُمْ. 23«وَإِنْ لَمْ تَتَأَدَّبُوا مِنِّي بِذلِكَ، بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ، 24فَإِنِّي أَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ، وَأَضْرِبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 25أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ سَيْفًا يَنْتَقِمُ نَقْمَةَ الْمِيثَاقِ، فَتَجْتَمِعُونَ إِلَى مُدُنِكُمْ وَأُرْسِلُ فِي وَسَطِكُمُ الْوَبَأَ فَتُدْفَعُونَ بِيَدِ الْعَدُوِّ. 26بِكَسْرِي لَكُمْ عَصَا الْخُبْزِ. تَخْبِزُ عَشَرُ نِسَاءٍ خُبْزَكُمْ فِي تَنُّورٍ وَاحِدٍ، وَيَرْدُدْنَ خُبْزَكُمْ بِالْوَزْنِ، فَتَأْكُلُونَ وَلاَ تَشْبَعُونَ. 27«وَإِنْ كُنْتُمْ بِذلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ، 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطًا، وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ، 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ، وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ. 30وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ، وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ، وَأُلْقِي جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ، وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 31وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً، وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً، وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سَرُورِكُمْ. 32وَأُوحِشُ الأَرْضَ فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا. 33وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحَشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً. 34حِينَئِذٍ تَسْتَوْفِي الأَرْضُ سُبُوتَهَا كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا وَأَنْتُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ. حِينَئِذٍ تَسْبِتُ الأَرْضُ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا. 35كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا تَسْبِتُ مَا لَمْ تَسْبِتْهُ مِنْ سُبُوتِكُمْ فِي سَكَنِكُمْ عَلَيْهَا. 36وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ أُلْقِي الْجَبَانَةَ فِي قُلُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِهِمْ، فَيَهْزِمُهُمْ صَوْتُ وَرَقَةٍ مُنْدَفِعَةٍ، فَيَهْرُبُونَ كَالْهَرَبِ مِنَ السَّيْفِ، وَيَسْقُطُونَ وَلَيْسَ طَارِدٌ. 37وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَا مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ وَلَيْسَ طَارِدٌ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ قِيَامٌ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، 38فَتَهْلِكُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَتَأْكُلُكُمْ أَرْضُ أَعْدَائِكُمْ. 39وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ يَفْنَوْنَ بِذُنُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِكُمْ. وَأَيْضًا بِذُنُوبِ آبَائِهِمْ مَعَهُمْ يَفْنَوْنَ."

 

اللعنات على العصاة

نجد هنا الثمر الطبيعي لرفض الوصية، إذ يحسب هذا نكثًا للميثاق مع الله ورفضًا لشخصه. وفي (16) سلًا = هو مرض السل الذي يجعل البدن يهزل. وحين يتخلى الله عن الخاطئ يصاب بالرعب فهو سيصير بلا حماية ويصيبه الهزال، وفقدان البصيرة، ويصاب بمرارة وبلا سلام = تتلف النفس. فلا صحة جسدية ولا صحة نفسية. والله يسمح بهذا لعل الخاطئ يتنبه. وتزرعون باطلًا زرعكم فيأكله أعدائكم = وهذا لأنهم لم يعطوا المجد لله في أعمالهم بل بحثوا عما يرضي شهواتهم، هم زرعوا شهوات باطلة، فأكلت اللعنة زرعهم وكرومهم، ما عادت هناك بركة فيما يعملونه.

نسمع وعد المسيح "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا" (يو14: 23)  (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). والعكس فإن الخاطئ يخسر وجود الله في حياته، فيصير بيته مكنوسا ومزينا فيأتي الشيطان ويسكن عنده: "أَرْجعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغًا مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا: ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ" (مت 12: 44)(1). فإن كان الله يسكن عندنا فالبركة تملأ حياتنا. والعكس إن سكن الشيطان عندنا تأتي كل هذه اللعنات المذكورة هنا. لذلك يطلب الله أن نعبده ونثبت فيه فلا يستطيع عدو الخير أن يصيبنا بأذى. ولاحظ أن المسيح هو ملك السلام، فإن خسرنا وجوده في حياتنا لن نجد سلاما في حياتنا، والنتيجة لا سلام في الداخل، ولعنات وخراب في الخارج. هذا هو ملخص هذا الإصحاح.

 

آية 17:-إذ يفقد الإنسان سلامه الداخلي ويخسر شركته مع الله يصير ضعيفًا أمام الأعداء الروحيين.

 

آية 18:-سبعة أضعاف = رقم 7 يشير للكمال.

 

الآيات 19-20 :-فخار عزكم = المقصود به الهيكل وهذا ما حدث في سبي بابل ثم مع الرومان بعد المسيح. سمائكم كالحديد = لا تمطر. أرضكم كالنحاس = لا تثمر. فتفرغ باطلًا قوتكم = بدون بركة الرب لا فائدة من المجهود. ولنلاحظ التدرج في الضربات فلو تنبه الإنسان وقدم توبة لتوقفت الضربات.

 

آية 21:-إذا لم يفهم الإنسان التأديب ويتوب تصير خطيته أعظم ويحتاج لتأديب أشد.

 

آية 22:-هذا ما حدث في موضوع الحيات المحرقة (عد21: 5، 6) وما حدث مع إليشع النبي حين افترست دبة 42 شخصًا (2مل2: 23 - 25) وراجع أيضًا (2مل 17: 24، 26) وقد تشير الوحوش للخطايا التي تهاجم الإنسان، ويحفظ الله الإنسان منها إذا كان في حضرته. فإن أعطيناه القفا لا الوجه ترك الوحوش تعدمنا أولادنا أي ثمارنا الداخلية وتقرض بهائمنا أي تفسد أملاكنا بل وأجسادنا أيضا.

 

آية 25:-نقمة الميثاق = أي ينتقم منكم لكسركم ميثاقي، أي تعديكم على شريعتي التي جعلت حفظكم إياها ميثاقًا بيني وبينكم. وباقي الآية حدث حرفيًا في سبي بابل.

 

آية 26:-عصا الخبز = الخبز هو عصا الحياة أي الذي تعتمد عليه الحياة. وكسر عصا الخبز أي قطع خبز الحياة. (وروحيًا يشير الخبز لكلمة الله). وعلامة القحط سيكون لكل 10 نساء تنور واحد بدلًا من أن يكون هناك تنور لكل واحدة، فليس لديهم خبز وليس لديهم وقود. وعلامة أخرى وزن الخبز أي لا بركة.

 

آية 29:-هذا حدث في سبي بابل ومع الرومان وحصار السامرة (2مل6: 24 – 30)

 

آية 30:-مرتفعاتكم = عبد الشعب الأصنام في الأماكن المرتفعة.

والشمسات = أي التماثيل الخاصة بعبادة الشمس.

 

آية 31:-إذ يرفض الإنسان وصية الله تتحول المدن المحصنة إلى خراب بل والمقادس أيضًا.

 

آية 32:-وأوحش الأرض = أي تخلو من الناس بسبب السبي. فيستوحش منها أعدائكم أي لن يحتمل أعدائكم أن يروا الشر الذي صار إليكم. وهذا حدث فعلا عندما خربت بابل، أن الأعراب كانوا يخافون من أن يدخلوها مع قطعانهم إذ ظنوا أن بها أرواح شريرة.

 

آية 34:-كأن الأرض تألمت من خطاياهم وها هي تستريح بعد طردهم. وهم في رفضهم لوصايا الله رفضوا حفظ السنة السبتية ولقد استوفت الأرض سبوتها (2أى36: 21). مدة السبي في بابل كانت 70سنة. وخلال هذه المدة لم يكن من يزرع الأرض فالشعب ذهبوا للسبي فاستراحت الأرض 70 سنة. وقد حسب الدارسون المدة التي لم يحفظ فيها الشعب السنة السبتية فكانت 490 سنة.

 

آية 35:-أي أن الأرض لا تزرع ولا تحرث مدة سبيهم ومصيبتهم وهذا حدث فعلًا.

 

آية 36:-صوت ورقة = يخافون أخفض الأصوات. فمن طرح مخافة الله من قلبه فأي شيء سيخيفه (أم28: 1)، وهذا يحدث لفاقدي السلام.

 

آية 37:-من خوفهم سيتخبطون بعضهم ببعض.

 

آية 38:-تهلكون = أي تتألمون وسط الشعوب الوثنية وتفقدون هويتكم ونسبكم واستقلالكم.

 

الآيات (40-46):- "40لكِنْ إِنْ أَقَرُّوا بِذُنُوبِهِمْ وَذُنُوبِ آبَائِهِمْ فِي خِيَانَتِهِمِ الَّتِي خَانُونِي بِهَا، وَسُلُوكِهِمْ مَعِيَ الَّذِي سَلَكُوا بِالْخِلاَفِ، 41وَإِنِّي أَيْضًا سَلَكْتُ مَعَهُمْ بِالْخِلاَفِ وَأَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ. إِلاَّ أَنْ تَخْضَعَ حِينَئِذٍ قُلُوبُهُمُ الْغُلْفُ، وَيَسْتَوْفُوا حِينَئِذٍ عَنْ ذُنُوبِهِمْ، 42أَذْكُرُ مِيثَاقِي مَعَ يَعْقُوبَ، وَأَذْكُرُ أَيْضًا مِيثَاقِي مَعَ إِسْحَاقَ، وَمِيثَاقِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَذْكُرُ الأَرْضَ. 43وَالأَرْضُ تُتْرَكُ مِنْهُمْ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا فِي وَحْشَتِهَا مِنْهُمْ، وَهُمْ يَسْتَوْفُونَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبَوْا أَحْكَامِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُهُمْ فَرَائِضِي. 44وَلكِنْ مَعَ ذلِكَ أَيْضًا مَتَى كَانُوا فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ، مَا أَبَيْتُهُمْ وَلاَ كَرِهْتُهُمْ حَتَّى أُبِيدَهُمْ وَأَنْكُثَ مِيثَاقِي مَعَهُمْ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ. 45بَلْ أَذْكُرُ لَهُمْ الْمِيثَاقَ مَعَ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّعُوبِ لأَكُونَ لَهُمْ إِلهًا. أَنَا الرَّبُّ».

46هذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ وَالشَّرَائِعُ الَّتِي وَضَعَهَا الرَّبُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ بِيَدِ مُوسَى.

 

قبول التوبة

آية 41:-حين يعترفون بخطيتهم في تواضع ويسلموا بأنهم عوقبوا بعدل وأنهم استوفوا ما يستحقون = وَيَسْتَوْفُوا.. عَنْ ذُنُوبِهِمْ. هذه لا تفهم أن ما حدث كان انتقاما منهم، بل أن العقوبة كانت كاملة بحيث أنها دفعتهم لتوبة حقيقية جعلتهم يعودون لله بكل قلبهم ، فعاد لهم الله.

 

آية 42:-نلاحظ هنا ذكر يعقوب قبل إسحق وإسحق قبل إبراهيم فهو يتكلم هنا بخلاف المعتاد لأن سياق الكلام أنه يرحمهم بسبب الآباء. فكأنه يعود للوراء للآباء تدريجيًا.

 

آية 43:-مع أن الله ما زال يحبهم إلا أن الخطية لها عقوبتها.

 

آية 44:-هذه الآية دليل كافي على أن الله لا يعاقب للانتقام بل للتأديب فهو مازال يحبهم. وقارن مع (عب12: 5، 6 + رؤ3: 19).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) إضافة من الموقع: (مت 12: 44، 45).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/03-Sefr-El-Lawyeen/Tafseer-Sefr-El-Lawieen__01-Chapter-26.html

تقصير الرابط:
tak.la/xckn43q