محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
كنا نتوقع بعد الاعتراف الرائع لأيوب أن يسكت أصحابه ولكن صوفر أخذ دوره في الهجوم عليه.
الآيات 1-9:- "فَأَجَابَ صُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هَوَاجِسِي تُجِيبُنِي، وَلِهذَا هَيَجَانِي فِيَّ. تَعْيِيرَ تَوْبِيخِي أَسْمَعُ. وَرُوحٌ مِنْ فَهْمِي يُجِيبُنِي. «أَمَا عَلِمْتَ هذَا مِنَ الْقَدِيمِ، مُنْذُ وُضِعَ الإِنْسَانُ عَلَى الأَرْضِ، أَنَّ هُتَافَ الأَشْرَارِ مِنْ قَرِيبٍ، وَفَرَحَ الْفَاجِرِ إِلَى لَحْظَةٍ! وَلَوْ بَلَغَ السَّمَاوَاتِ طُولُهُ، وَمَسَّ رَأْسُهُ السَّحَابَ، كَجُلَّتِهِ إِلَى الأَبَدِ يَبِيدُ. الَّذِينَ رَأَوْهُ يَقُولُونَ: أَيْنَ هُوَ؟ كَالْحُلْمِ يَطِيرُ فَلاَ يُوجَدُ، وَيُطْرَدُ كَطَيْفِ اللَّيْلِ. عَيْنٌ أَبْصَرَتْهُ لاَ تَعُودُ تَرَاهُ، وَمَكَانُهُ لَنْ يَرَاهُ بَعْدُ."
من أجل ذلك هواجسي تجيبني= الهواجس هي الأفكار التي تدور في الخاطر فهو حتى لم يتأثر بشكوى أيوب من آلامه، بل استدار عليه بعنف، كأنه كان غير متأكد من شر أيوب أما الآن فلقد تأكدت هواجسه، بل هو مهتاج لما اكتشفه من شر أيوب ولهذا هيجاني فيَّ. وما سبب هذا الهيجان أن أيوب أغاظه جدًا = تعيير توبيخي أسمع وكأنه اغتاظ من أن أيوب وبخهم، فهل شرير مثله له الحق أن يوبخ شرفاء مثلهم.
وروح من فهمي يجيبني = الروح الذي يرشده للإجابة ناشئ من حكمته وفهمه وفطنته. ثم أعاد الصديق صوفر نفسه شرح ما قاله هو وأصدقاءه من قبل أي نظرية هلاك الأشرار. أما علمت هذا = هل يمكن أن تجهل حقيقة واضحة هكذا. أن هتاف الأشرار من قريب = أي لفترة قصيرة (حسب الترجمة الإنجليزية) وقريب الزوال (اليسوعية) أي فرحهم يكون لفترة قصيرة. ولو بلغ السموات طوله = مهما بلغ علو نجاح الشرير فسيزول. كجلته إلى الأبد يبيد = الجلة هي الروث (البراز الخاص بالحيوانات)، ويستخدمونه في إيقاد الأفران وهو يحترق سريعًا، أي أن هلاكه سوف يكون عظيمًا جدًا وخرابه يكون سريعًا جدًا = كالحلم يطير فلا يوجد. ويطرد كطيف الليل = فبعد اليقظة يكون من الصعوبة تذكر تفاصيل معظم أحلامنا. وهكذا الشرير لا يعود يذكر رخاءه. وخرابه يكون كاملًا. عين أبصرته لا تعود تراه = ولن يعود ثانية نجاحه فخرابه يكون نهائيًا. ومكانه لن يراه بعد = فهو ذهب نهائيًا عن مكانه.
الآيات 10-22:- "بَنُوهُ يَتَرَضَّوْنَ الْفُقَرَاءَ، وَيَدَاهُ تَرُدَّانِ ثَرْوَتَهُ. عِظَامُهُ مَلآنَةٌ شَبِيبَةً، وَمَعَهُ فِي التُّرَابِ تَضْطَجِعُ. إِنْ حَلاَ فِي فَمِهِ الشَّرُّ، وَأَخْفَاهُ تَحْتَ لِسَانِهِ، أَشْفَقَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَتْرُكْهُ، بَلْ حَبَسَهُ وَسَطَ حَنَكِهِ، فَخُبْزُهُ فِي أَمْعَائِهِ يَتَحَوَّلُ، مَرَارَةُ أَصْلاَل فِي بَطْنِهِ. قَدْ بَلَعَ ثَرْوَةً فَيَتَقَيَّأُهَا. اللهُ يَطْرُدُهَا مِنْ بَطْنِهِ. سَمَّ الأَصْلاَلِ يَرْضَعُ. يَقْتُلُهُ لِسَانُ الأَفْعَى. لاَ يَرَى الْجَدَاوِلَ أَنْهَارَ سَوَاقِيَ عَسَل وَلَبَنٍ. يَرُدُّ تَعَبَهُ وَلاَ يَبْلَعُهُ. كَمَالٍ تَحْتَ رَجْعٍ. ولاَ يَفْرَحُ. لأَنَّهُ رَضَّضَ الْمَسَاكِينَ، وَتَرَكَهُمْ، وَاغْتَصَبَ بَيْتًا وَلَمْ يَبْنِهِ. لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ فِي بَطْنِهِ قَنَاعَةً، لاَ يَنْجُو بِمُشْتَهَاهُ. لَيْسَتْ مِنْ أَكْلِهِ بَقِيَّةٌ، لأَجْلِ ذلِكَ لاَ يَدُومُ خَيْرُهُ. مَعَ مِلْءِ رَغْدِهِ يَتَضَايَقُ. تَأْتِي عَلَيْهِ يَدُ كُلِّ شَقِيٍّ."
بنوه يترضون الفقراء، ويداه تردان ثروته = بعد خرابه، أو بعد انكساره يخاف من الفقراء الذين ظلمهم فيرسل بنيه ليترضونهم، بل هو بيداه يعيد ما اغتصبه منهم. والله في عدله، وإن مات الشرير غنيًا فأولاده يبددون ثروته وبطريقة أو بأخرى يعيدها الله للفقراء المظلومين. عظامه ملآنه شبيبة، ومعه في التراب تضطجع أي مع أن عظامه مازالت في قوتها ملآنة حيوية، إلا أنه بسبب غضب الله عليه يموت شابًا ومعه حيويته. وما السبب؟ إن حلا في فمه الشر= أي أن ضميره لا يؤنبه على أفعاله الشريرة، بل كان للشر طعم حلو في فمه،وهذا الكلام ينطبق على خطايا أخرى كالزنا والغش والسرقة. بل حبسه وسط حنكه = إذا ما حصل عليه لا يشتهي شيئًا آخر، فلا يريد مثلًا أن يستبدله بالروحيات فهو لا يستطعمها [كمن أكل طعامًا يلذ له ولا يريد أن يأكل طعامًا آخر حتى لا يخسر مذاق الطعام الذي يحبه]. وبنفس المفهوم أخفاه تحت لسانه. والسبب أنه أشفق عليه أي استبقاه وتمسك به، وأخفاه داخل قلبه لا يريد أن يتركه. وماذا تكون نتيجة الشر الكامن داخله. خبزه في أمعائه يتحول. مرارة أصلال في بطنه= ما كان يخفيه داخله مما إغتصبه على أنه لقمة لذيذة يتحول داخله إلى مرارة، ورعب وغيظ. ومرارة الأصلال أشد أنواع المر مرارة، وهي أكثرها فتكًا وقتلًا (الأصلال= الحيات وهي جمع صِل أي حية). بلع ثروة فيتقيأها. الله يطردها= ما أخذه بالظلم لا بُد أن الله سيجعله يعيده، وسيأخذه منه، وهو سيعيدها بآلام، وليس باختياره كمن يتقيأ. سم الأصلال يرضع= الظالم واللص يظن أن ما يجمعه من الحرام هو فرصة يزيد بها ثروته، لكن للأسف لا يدري إن كل من يحتضن خطية أنه يحتضن نارًا ومن يأخذ مال بالظلم فكأنه يرضع سم الأصلال، فهل تتركه الحية، هي ستستدير عليه = ويَقْتُلُهُ لِسَانُ الأَفْعَى. وسوف تخزيه كل أماله في زيادة ثروته التي مني بها نفسه باطلًا.
لا يرى الجداول = كان يحلم بأن تكون ثروته كثيرة كالجداول ولكن لا شيء يبقَى لديه. يرد تعبه = هو تعب في تدبير المؤامرات ليحصل على ما حصل عليه، لكنه ها هو يرد كل شيء ولا يبلعه = لا يكاد يشبع به، هو كأنه في فمه يتلذذ به = هو حَبَسَهُ وَسَطَ حَنَكِهِ. لا يستطيع أن يبلعه فالله لا يقبل أن يستفيد بما اغتصبه ظلما أو أن يتمتع بما حصل عليه بالشر، ولا بُد أن يتقيأه ويعيده ولا يستفيد منه = كمال تحت رجع = كأن المال كان عنده كأمانة يجب أن يرجعها. كأنه أخذ المال ليرجعه. لأنه لم يعرف في بطنه قناعة = لا يعرف شيئًا اسمه راحة البال والاكتفاء لذلك لا ينجو بمشتهاه = فالكل سيذهب عنه. ولا ينجو بأي شيء منه = ليست من أكله بقية = لا تبقًى شيء من ثروته التي طالما تلذذ بها. مع ملء رغده يتضايق = هو يشعر بالضيق والهم بالرغم من كثرة أمواله. ولاحظ الحال التي يصل إليها = تأتي عليه يد كل شقي = راجع (أش 1:33 + تك 12:16).
الآيات 23-29:- "يَكُونُ عِنْدَمَا يَمْلأُ بَطْنَهُ، أَنَّ اللهَ يُرْسِلُ عَلَيْهِ حُمُوَّ غَضَبِهِ، وَيُمْطِرُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ طَعَامِهِ. يَفِرُّ مِنْ سِلاَحِ حَدِيدٍ. تَخْرِقُهُ قَوْسُ نُحَاسٍ. جَذَبَهُ فَخَرَجَ مِنْ بَطْنِهِ، وَالْبَارِقُ مِنْ مَرَارَتِهِ مَرَقَ. عَلَيْهِ رُعُوبٌ. كُلُّ ظُلْمَةٍ مُخْتَبَأَةٌ لِذَخَائِرِهِ. تَأْكُلُهُ نَارٌ لَمْ تُنْفَخْ. تَرْعَى الْبَقِيَّةَ فِي خَيْمَتِهِ. السَّمَاوَاتُ تُعْلِنُ إِثْمَهُ، وَالأَرْضُ تَنْهَضُ عَلَيْهِ. تَزُولُ غَلَّةُ بَيْتِهِ. تُهْرَاقُ فِي يَوْمِ غَضَبِهِ. هذَا نَصِيبُ الإِنْسَانِ الشِّرِّيرِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَمِيرَاثُ أَمْرِهِ مِنَ الْقَدِيرِ»."
سبق صوفر فشرح الأيام الشريرة التي يراها الخاطئ وهنا يشرح أن الله سيهلكه أخيرًا هلاكًا تامًا. الله يرسل عليه حمو غضبه = ومن يثبت أمام غضب الله. ويمطره عليه = كما أمطر نارًا وكبريتًا فوق سدوم وعمورة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). عند طعامه = فكرة صوفر وقد شرحها من قبل أن الله لن يترك الشرير يبلع ما أخذه ليشبع به ويرتاح، بل عندما يبدأ يبلع يمطره الله بضربات غيظه [هنا ربما كان صوفر يشير لضربة أبناء أيوب أثناء طعامهم (أي 18:1)]. وهلاك الأشرار محتم، والله له أسلحة متنوعة، وإن هرب من أحدها (سلاح حديد) فسيهلك بالأخرى (قوس نحاس) فلا إمكانية للنجاة. والهلاك سيكون نهائيًا وتامًا جذبه فخرج من بطنه = فقوس الله لا يخطئ بل يموت في رعب = عليه رعوب. وقوله جذبه فخرج من بطنه = أنه جذب السهم لا ليشفيه من أثاره بل ليمزق أحشائه = البارق من مرارته مرق = البارق هو حد السهم اللامع. كل ظلمة مختبأة لذخائره = الظلمة كناية عن كل شر يصيب الشرير، وهذا الشر كامن يتربص بذخائره أي بما يملك، وفجأة تأكله نار، تنقض عليه نار (هي التي كانت مختبأة) تأكله نار لم تنفخ = أي لا يوجد تفسير بشري مقنع لمصدر هذه النار، فهي من عند الله. لم تنفخ = من يوقد جمرًا عليه أن ينفخ فيه لتشتعل، لكنه هنا يجد نارًا تشتعل دون أن ينفخ فيها أحد، فهي نار غير معروفة المصدر.
ترعى البقية في خيمته = هذه النار ستأكل ما تبقَى في خيمة الشرير. وهلاكه سيكون واضحًا فيه غضب السموات عليه= السموات تعلن إثمه. وسيرَى الكل أنه جوزي بعدل حسب ما يستحق. والأرض تنهض عليه= الله يستخدم عبيده الذين في الأرض ليضربوه، كما استخدم بابل لتؤدب أورشليم. الآن السموات والأرض لا يقبلانه فيكون نصيبه جهنم. كلام صوفر رائع ولكن تطبيقه على أيوب البار شيء بشع. تزول غلة بيته= ثروته وأبنائه. تهراق في يوم غضبه= ثروته تتلاشَى يوم غضب الله عليه.
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 21 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أيوب 19 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jf64x4j