محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
الآيات 1-14:- "فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ: «كَيْفَ أَعَنْتَ مَنْ لاَ قُوَّةَ لَهُ، وَخَلَّصْتَ ذِرَاعًا لاَ عِزَّ لَهَا؟ كَيْفَ أَشَرْتَ عَلَى مَنْ لاَ حِكْمَةَ لَهُ، وَأَظْهَرْتَ الْفَهْمَ بِكَثْرَةٍ؟ لِمَنْ أَعْلَنْتَ أَقْوَالًا، وَنَسَمَةُ مَنْ خَرَجَتْ مِنْكَ؟ «اَلأَخْيِلَةُ تَرْتَعِدُ مِنْ تَحْتِ الْمِيَاهِ وَسُكَّانِهَا. الْهَاوِيَةُ عُرْيَانَةٌ قُدَّامَهُ، وَالْهَلاَكُ لَيْسَ لَهُ غِطَاءٌ. يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ، وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ. يَصُرُّ الْمِيَاهَ فِي سُحُبِهِ فَلاَ يَتَمَزَّقُ الْغَيْمُ تَحْتَهَا. يَحْجِبُ وَجْهَ كُرْسِيِّهِ بَاسِطًا عَلَيْهِ سَحَابَهُ. رَسَمَ حَدًّا عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ عِنْدَ اتِّصَالِ النُّورِ بِالظُّلْمَةِ. أَعْمِدَةُ السَّمَاوَاتِ تَرْتَعِدُ وَتَرْتَاعُ مِنْ زَجْرِهِ. بِقُوَّتِهِ يُزْعِجُ الْبَحْرَ، وَبِفَهْمِهِ يَسْحَقُ رَهَبَ. بِنَفْخَتِهِ السَّمَاوَاتُ مُسْفِرَةٌ وَيَدَاهُ أَبْدَأَتَا الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. هَا هذِهِ أَطْرَافُ طُرُقِهِ، وَمَا أَخْفَضَ الْكَلاَمَ الَّذِي نَسْمَعُهُ مِنْهُ وَأَمَّا رَعْدُ جَبَرُوتِهِ فَمَنْ يَفْهَمُ؟»."
أيوب هنا يرد على بلدد متهكمًا ويبين له أنه لم يأتي بجديد، بل كلامه بلا فائدة.
كيف أعنت من لا قوة له= هل كلماتك مهما بدا أنها كلمات عظيمة قد أعانتني أنا من لا قوة لي الآن، أنت جئت لتعزيني فهل فعلت= هل خَلَّصْتَ ذِرَاعًا لاَ عِزَّ لَهَا؟
هل أعطيتني كلمات تعزيني وتخلصني بعد أن انكسر عزي وضاع. كيف أشرت على من لا حكمة له، وأظهرت الفهم بكثرة = أي خير صنعت بكلامك، ما هي المشورة النافعة التي أعطيتها لي، هب أنني بلا حكمة، فماذا أشرت به عليَّ، هل تظن حقًا أنني لا أؤمن بكل ما قلته عن عظمة الله وحقارة الإنسان، حتى تكرر ما قلتموه سابقًا وفي هذا تظن نفسك أنك تظهر فهمًا وحكمة لا مثيل لهما. لمن أعلنت أقوالًا= هل تظنني جاهلًا لا أعرف الله حتى تعلمني عن الله كما تعلم ولد صغير. هناك فرق في طريقة التعليم، إذا ما كلمنا ولد صغير، أو شخص جاهل، أو شخص متعلم. (في حالة كأيوب المفروض أن يكون الكلام عن نعمة الله ورحمته لا عن عظمة الله وسلطانه). في سفر الرؤيا (رؤ 5: 5-6) يقول الملاك ليوحنا عن المسيح أنه أسد خارج من سبط يهوذا، ويراه يوحنا خروف قائم كأنه مذبوح. فهو كالأسد للضعيف، وكالخروف الذبيحة لمن هو يائس من خطيته. وعلى الخادم أن يعرف أي صورة منهما يحتاجها المخدوم فلا يجعله ييأس.
ونسمة من خرجت منك= أي بإلهام من تكلمت، وهل تصورت أن كلامك هذا موحَى به من الله، أنا أتعجب بأي روح تكلمت. وكان أيوب له الحق في الهجوم على أصحابه فهم في مناقشاتهم كانوا يتكلمون بمنطق الخصوم الذين يبحثون كيف ينتصرون. والأصحاب في تعزياتهم قد يفشلون، أما الروح القدس فهو المعزي الحقيقي.
الآيات 5-14:- هنا أيوب يظهر أمام أصحابه أنه يعرف عن الله كما يعرفون بل أكثر والذي ينبغي أن نعرفه، أنه عندما نتحدث عن مجد الله فإننا نعجز عن أن نعلن الأمر بوضوح كما هو (1كو 12:13). وعن عظمة الله اتفق الأصحاب ولم يختلفوا.
الأخيلة ترتعد من تحت المياه وسكانها = الأخيلة أي الأموات (أش 9:14 + أش 14:26). وكانوا يتصورون أن الأموات يسكنون الهاوية، والهاوية تحت الأرض، تحت أعمق أعماق الماء، في مكان لا يُدْرَك. والأموات فيها يرتعبون من الله مهما كان جبروتهم في حياتهم على الأرض. الهاوية عريانة قدامه = نحن كبشر لا نستطيع أن نرى الهاوية، لكنها مكشوفة أمام الله. والهلاك ليس له غطاء = المكان الذي يتعذب فيه الأشرار أيضًا مكشوف أمام الله. ولعلنا من هذه الآية نلمس فِكْر القدماء: فهناك الهاوية وهي مكان للأبرار، وهناك الهلاك وهي هاوية أخرى خاصة بالأشرار، ولا يستطيع مَنْ في الهاوية الاتصال بمن في هاوية الهلاك، والعكس صحيح. ونفس المفهوم قاله سليمان في (أم 11:15). يمد الشمال على الخلاء= يقصد النجوم التي في السماء وأجملها ما في الشمال (ولا يقصد طبعًا شمال الكرة الأرضية) وهذه النجوم قد تعلقت في السماء على لا شيء والأقدمين كانوا يعتقدون أن السماء قبة تحوي النجوم ومثبتة على الأرض أو فوق الأرض. والخلاء يقصد به الهواء. ويعلق الأرض على لا شيء= عجيب أن يقول أيوب هذا حسب نظريات العصر الحديث. يصر المياه في سحبه= بالنسبة لهم فالماء محفوظ فوق السحب ومع هذا وبالرغم من وزن المياه الكبير فإن السحب لا تتمزق= فلا يتمزق الغيم تحتها= كأن المياه مصرورة بإحكام في كيس إلى أن تحين الفرصة لاستخدامها. وهنا قد يكون أيوب يقارن طريقة حفظ الماء قديمًا في أزقة (جمع زقاق وهو كيس جلدي) وهذه الأزقة تتمزق أحيانًا، أما السحب في نظره فهي لا تتمزق. يحجب وجه كرسيه باسطًا عليه سحابه الله في مجده لا يحتمل أحد ضياؤه ولذلك هو يخفي مجده حتى لا نموت نحن البشر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهو هنا يصور السحاب أنه يغطي مجد الله كما يغطي نور الشمس وحرارتها. ولكن رأينا بعد ذلك أن هناك فعلًا سحابة حجبت المسيح في صعوده، وسحابة رافقت الشعب في مسيرته نحو كنعان. رسم حدًا على وجه المياه عند اتصال النور بالظلمة= القدماء تصوروا أن مياه البحر تحيط بالأرض كلها كدائرة، ونور الشمس ينير داخل هذه الدائرة أما خارج هذه الدائرة ظلمة، والله رسم حدًا عند اتصال النور بالظلمة. أعمدة السماوات ترتعد، وترتاع من زجره= يقصد الجبال التي على قممها ترتكز السماء وهذه ترتعد مع الرعود والزلازل.
بقوته يزعج البحر= بالعواصف والأنواء وبقوته يضرب مصر= وبفهمه يسحق رهب= إذا فهمنا أن رهب إشارة إلى مصر. نرى أن هذه الآية إشارة للضربات التي وجهت لفرعون وللمصريين، خصوصًا بشق البحر حين شقه الله= يزعج البحر. (ذكر ضربات مصر وشق البحر الواردة هنا من المؤكد أن أيوب لم يذكرها، إنما هو موسى الذي صاغ السفر شعرا).
بنفخته السموات مسفرة= أي بنسمة فيه يطرد السحاب وتصبح السموات صافية فتظهر الكواكب. ولكن في ترجمات أخرى ترجمت الآية بروحه زين السموات= فالله خلق السموات بكواكبها وازدانت بلمعانها.
ويداه أبدأتا الحية الهاربة= قد يقصد بها الحية التي تبتلع الشمس في الكسوف أو القمر في الخسوف كما كان القدماء يعتقدون. وسماها هاربة لسرعة حركاتها. وربما كانت الإشارة لإبليس فهو الحية الهاربة، وقد تكون الإشارة إلى لوياثان كما سيأتي الشرح في إصحاح (41). والبعض فسروا الآية بأنها مجموعة نجوم أسموها الحية الهاربة، وهي جزء من زينة السموات. هَا هذِهِ أَطْرَافُ طُرُقِهِ كل ما قلته هو جزء لا يذكر من عجائب خلقة الله، هي أطراف فلا يوجد من يدعي أنه يعرف الأعماق. نحن معرفتنا بسيطة جدًا بالله. ما أخفض الكلام الذي نسمعه منه= أي ما أقل ما نسمع عنه. وأما رعد جبروته فمن يفهم= أي إذا كنا بالكاد نعرف شيئًا من أطراف طرق الله، فمن الذي يفهم قوته ويدركها. كلمة أطراف طرقه تناظر ما أخفض الكلام الذي نسمعه منه. وبالتالي يصبح رعد جبروته كناية عن معرفة أعماق الله.
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 27 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أيوب 25 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9hb22v2