محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24
رأينا في نهاية الإصحاح السابق بداية تَكَوُّن السحاب ونزول المطر. وبدأ أليهو في تأمل عظمة الله الخالق الذي صنعت يداه كل هذا. ومع بداية هذا الإصحاح نفهم أن السحاب اشتد والبرق ازداد وصوت الرعد صار مرعبا مما بعث الخوف في قلوب السامعين. ولكن أليهو استمر في تأمله في عظمة الخالق في خلقه للطبيعة. فيرَى يد الله في الرعد والبرق (1-5) وفي الثلج والمطر والريح (6-13). وتحدَّى أيوب أن يجد تفسيرًا لكل ما يراه.
الآيات (1-5):- "«فَلِهذَا اضْطَرَبَ قَلْبِي وَخَفَقَ مِنْ مَوْضِعِهِ. اسْمَعُوا سَمَاعًا رَعْدَ صَوْتِهِ وَالزَّمْزَمَةَ الْخَارِجَةَ مِنْ فِيهِ. تَحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ يُطْلِقُهَا، كَذَا نُورُهُ إِلَى أَكْنَافِ الأَرْضِ. بَعْدُ يُزَمْجِرُ صَوْتٌ، يُرْعِدُ بِصَوْتِ جَلاَلِهِ، وَلاَ يُؤَخِّرُهَا إِذْ سُمِعَ صَوْتُهُ. اَللهُ يُرْعِدُ بِصَوْتِهِ عَجَبًا. يَصْنَعُ عَظَائِمَ لاَ نُدْرِكُهَا."
أليهو أنهَى الإصحاح السابق بقوله أن حتى الماشية تخاف من صوت الرعد وتفهم أن هناك عاصفة مطيرة قادمة. وهنا يقول فلهذا إضطرب قلبي = فربما هو شعر أن غضب الله آت بسبب تعديات أيوب في أقواله على الله. فالله لا يبقي نفسه بلا شاهد. ومن خلال الطبيعة فالبرق والرعد الذين يرعبون الناس هما شاهدان لله، وعلامة لقدرته ومجده. فكما أن المطر والزرع يشهدان لصلاح الله فالبرق والرعد يشهدان لجبروته وأنه إله جبار قادر أن يخيف ويرعب أعداءه (ومن الذي لا يخاف من صوت الرعد ومن البرق الذي يقتل بصواعقه، وهذا نموذج بسيط لما يمكن أن يفعله الله بالعالم الخاطئ، والأشرار لهم هذه العلامات مرعبة، ويُقال أن الإمبرطور الروماني كاليجولا كان يحتمي تحت السرير أو في أي ركن إذا سمع الرعد) والله قادر دائمًا أن يرعب الأشرار ربما يرتدعون.
ولكن غالبًا حين بدأ أليهو أقواله عن الرعد كان السحاب قد تجمع بصورة عجيبة وبدأت البروق والرعود، فأشار أليهو لما يسمعه الجميع ويرونه كدليل على عظمة الله، وغالبًا كان يشير في هذه الآيات لعاصفة رعدية كانت قد بدأت فعلًا، لأنه بعد أن أنهى أليهو كلامه في هذا الإصحاح تكلم الله من العاصفة (أي 1:38) وأليهو اضطرب قلبه لأنه تصور إن كان صوت الرعد مخيفًا هكذا، فكم بالأولى صوت الله. وربما من صوت الرعد اضطرب قلبه ولكن غالبًا هو كان قد بدأ يشعر بأن قوة غريبة تسيطر على المكان، وهذا صحيح تمامًا فالله تكلم بعد دقائق فعلًا. ولكن صوت الرعود والبروق هو فقط مجرد علامات مقدمة تسبق كلام الله كما حدث على جبل سيناء ثم مع إيليا، ولكن الله حين يتكلم، يتكلم في صوت هادئ، والبروق والرعود مقدمة لمجيئه، يلقيان الخشية والرهبة في قلوب السامعين ليكونوا مستعدين لسماع صوت الله. وعمومًا فَمَنْ لا يرى يد الله الصالحة في أعماله فيؤمن ويتوب، يرى بروقه فيرتعب، ومن لا يسمع صوت الله الخفيض داخله يسمع صوت الرعد فيرتعد.
والزمزمة الخارجة من فيه= الرعد يُسمَّى صوت الله (مز 3:29). كذا نوره= البرق.
أكناف الأرض= أطرافها وأقاصيها. بعد يزمجر صوت= هذه تفهم أنه بعد البرق يزمجر صوت الرعد. فالصوت أبطأ من الضوء. ولا يؤخرها= أي الأمطار وهذا هو التسلسل الطبيعي برق فرعد فأمطار. وقد يفهم من قوله بعد يزمجر صوت أنه بعد هذه العلامات من الرعود والبروق فالله نفسه سيتكلم. وقوله في (5) لا ندركها= أي أننا لا ندرك كل أسرار الطبيعة من حولنا، ولا كل حكمة الله فيها.
الآيات (6-8):- "لأَنَّهُ يَقُولُ لِلثَّلْجِ: اسْقُطْ عَلَى الأَرْضِ. كَذَا لِوَابِلِ الْمَطَرِ، وَابِلِ أَمْطَارِ عِزِّهِ. يَخْتِمُ عَلَى يَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ، لِيَعْلَمَ كُلُّ النَّاسِ خَالِقَهُمْ، فَتَدْخُلُ الْحَيَوَانَاتُ الْمَآوِيَ، وَتَسْتَقِرُّ فِي أَوْجِرَتِهَا. "
لأنه يقول للثلج= أليهو وكل الموجودين من العرب الذين يسكنون مناطق ساخنة، وهؤلاء يندهشون إذا رأوا الثلج. ويندهشون كيف أن السماء تمطر ماءً وبعد ذلك تمطر ثلجًا، ويرون من وراء هذا كله يد الله. الوابل (لِوَابِلِ الْمَطَرِ) = المطر الشديد. يختم على يد كل إنسان= مع تساقط الثلوج أو المياه الغزيرة من الوابل لا يذهب الإنسان إلى عمله، بل يحتمي في منزله، فكون الإنسان لا تمتد يده للعمل، فهذا كأن الله ختم على يده بواسطة أعماله في الطبيعة (الوابل والثلج) فيتعلم الإنسان أن رزقه ليس بيده، فالله حين يريد أن الإنسان يعمل يهيئ له الجو. بصمة الله وختمه واضحان في رزق الإنسان. بل حتى الحيوانات التي يستخدمها الإنسان في عمله تهرب وتختبئ في أوجرتها.
الآيات (9-13):- "مِنَ الْجَنُوبِ تَأْتِي الأَعْصَارُ، وَمِنَ الشَّمَالِ الْبَرَدُ. مِنْ نَسَمَةِ اللهِ يُجْعَلُ الْجَمْدُ، وَتَتَضَيَّقُ سِعَةُ الْمِيَاهِ. أَيْضًا بِرِيٍّ يَطْرَحُ الْغَيْمَ. يُبَدِّدُ سَحَابَ نُورِهِ. فَهِيَ مُدَوَّرَةٌ مُتَقَلِّبَةٌ بِإِدَارَتِهِ، لِتَفْعَلَ كُلَّ مَا يَأْمُرُ بِهِ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ الْمَسْكُونَةِ، سَوَاءٌ كَانَ لِلتَّأْدِيبِ أَوْ لأَرْضِهِ أَوْ لِلرَّحْمَةِ يُرْسِلُهَا."
في (9) من الجنوب تأتي الأعصار=الجنوب مصدر الرياح الساخنة ومن الشمال= الشمال مصدر الرياح الشمالية الباردة. من نسمة الله يجعل الجمد نسمة الله هي إما الرياح الشمالية الباردة التي تجمد الأنهار والبحيرات أو هي إشارة لكلمة قدرته التي إذا شاءت تجمد الماء. والتفسير الأول متمشي مع فكر أليهو فكما أن الرعد يشير به لصوت الله فالريح يشير إليها أنها نسمة الله. وتتضيق سعة المياه= في اليسوعية "تتخثر سطوح المياه" أي مع مجيء البَرْدْ يبدأ الماء السائل يأخذ أشكال ثلجية جامدة وسط المياه، كما يتخثر الجبن وسط اللبن. وفي الترجمة الإنجليزية "والمياة العريضة الواسعة تتجمد" بمعنى أن الأنهار أو البحيرات الواسعة التي كانت تتحرك بحرية وتفيض تتوقف عن سيرها وحركتها.
أيضا برىٍ يطرح الغيم= في اليسوعية "ثم إنه يشحن السحاب بالندى" ونفس الترجمة في الإنجليزية. فالله يشحن السحاب بالندى ليعيده السحاب للأرض يرويها. يبدد سحاب نوره= في اليسوعية "يشق الغمام بنوره" إذا فهمناها هكذا يكون الكلام عن البرق، وفي الإنجليزية "يشتت السحب المنيرة" وفي هذا تتفق ترجمتنا العربية مع الإنجليزية، ويصبح المعنى، أن هناك سحاب خفيف منير لا يحمل مطرًا، وهذا النوع ينقشع دون أن يمطر. [ونلاحظ أنه في آية (11) نجد نوعين من السحاب، السحاب المشبع بالمطر وهو سحاب كثيف مظلم، والسحاب الخفيف المنير وهذا غير ممطر].
والآية برىٍ يطرح الغيم= تشير للسحاب الممطر الذي شحنه الله مطرًا ثم بدأ يمطر على الأرض ليرويها وهو يظل يمطر حتى آخر قطرة فيه، فأصل كلمة يطرح أنها تظل تقطر حتى تتعب وذلك لتعطي للإنسان ما يروي أرضه به. والمعنى من هذا كله أن في يد الله أن يحدد نوع السحاب، فإما يكون سحاب مفيد للإنسان يروي أرضه، أو مجرد سحاب منير ينقشع دون أن يرزق الإنسان بالمطر.
فهي مدورة متقلبة= أي السحب هي بيد الله يدورها وينقلها من مكان لآخر كما يشاء وهو يرسلها أحيانًا للتأديب(13) أو لأرضه (لريها). أو للرحمة= للرزق. والفرق بين قوله لأرضه وقوله للرحمة:- أن في قوله لأرضه يشير لسقوط المطر في مواعيده حسب ما تعود الإنسان، وكقطرات وليس كسيل مدمر. وفي قوله للرحمة يشير لعودة المطر بعد أن كان الله قد أمر بقطعه للتأديب. والتأديب أيضا قد يكون بأمطار غزيرة وفيضانات مدمرة وقاتلة.
ولذلك تصلي الكنيسة في أواشي المياه والرياح قائلة "إصعدها كمقدارها". ونلاحظ أن دورة المياه (البخر من البحار والمحيطات ثم التكاثف ثم هبوط المطر لري الأرض) محسوبة بالضبط لتكفي زراعة الأرض وسبق أليهو وأشار لهذا في (أي 36: 27 - 28 ، 31).
الآيات (14-20):- "«اُنْصُتْ إِلَى هذَا يَا أَيُّوبُ، وَقِفْ وَتَأَمَّلْ بِعَجَائِبِ اللهِ. أَتُدْرِكُ انْتِبَاهَ اللهِ إِلَيْهَا، أَوْ إِضَاءَةَ نُورِ سَحَابِهِ؟ أَتُدْرِكُ مُوازَنَةَ السَّحَابِ، مُعْجِزَاتِ الْكَامِلِ الْمَعَارِفِ؟ كَيْفَ تَسْخُنُ ثِيَابُكَ إِذَا سَكَنَتِ الأَرْضُ مِنْ رِيحِ الْجَنُوبِ؟ هَلْ صَفَّحْتَ مَعَهُ الْجَلَدَ الْمُمَكَّنَ كَالْمِرْآةِ الْمَسْبُوكَةِ؟ عَلِّمْنَا مَا نَقُولُ لَهُ. إِنَّنَا لاَ نُحْسِنُ الْكَلاَمَ بِسَبَبِ الظُّلْمَةِ! هَلْ يُقَصُّ عَلَيْهِ كَلاَمِي إِذَا تَكَلَّمْتُ؟ هَلْ يَنْطِقُ الإِنْسَانُ لِكَيْ يَبْتَلِعَ؟"
ما زال أليهو في خطته أن يذكر أيوب بأعمال الله العجيبة، ليعلم أيوب ضعفه وجهله فيسلم لله ويخضع. وهنا يضع أليهو أمام أيوب بعض الأمور في الطبيعة التي لا يستطيع أيوب أن يفهمها، ولا أن يسيطر عليها، ولا يتوقع المستقبل بالنسبة لها. ففي (14) قف وتأمل= إعط نفسك فرصة للتأمل في أعمال الله. والكتاب المقدس يدعونا في مناسبات عديدة إلى أن نقف ونتأمل عمل الله في خليقته لنرَى عظمة الله وعنايته ورعايته لخليقته. فسليمان طلب دراسة النمل والمسيح قال أنظروا لزنابق الحقل وأشعياء طلب أن ينظروا للسموات ويتعرفوا من خلق كل هذا.
وفي (15) أتدرك إنتباه الله إليها= أي هل تفهم كيف يصرف الله أمورها وكيف هي مضبوطة بأعمال عنايته. أو إضاءة نور سحابه= قد يكون البرق أو قوس قزح. وفي (16) أتدرك موازنة السحاب= [راجع (أي 8:26)] الله يُصِّر مياه الأمطار الغزيرة في سحبه، والتصوير هنا بمعنى أن السحاب كنسيج رقيق من الحرير ومع هذا لا يتمزق. وقد تعني موازنة السحاب كيف يقف السحاب وسط السماء معلقًا بمياهه ومتزنًا ولا يسقط بفعل الجاذبية الأرضية، وكيف تنهمر المياه منه كقطرات ولا تندفع مرة واحدة. وفي (17) كيف تسخن ثيابك= كيف تسخن ثيابك من رياح الجنوب الساخنة التي تندفع بعد إنتهاء موسم الشتاء بأمطاره. أي كيف تفسر تغير درجات الحرارة على التوالي. وفي (18) المرآة المسبوكة= كانت المرايا قديمًا تصنع من النحاس المصقول صنعة سباكة، أي بصهره وتشكيله. والتشبيه هنا هل كنت مع الله حين أسس السماء وصنعها فكانت كالمرآة المسبوكة جمالًا. والمرآة نرَى فيها وجوهنا ولكن مرآة السماء نرى فيها نقاء وعظمة ولمعان العالم العلوي ومجد ساكنيه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونلاحظ أن الجلد الصافي أي منظر السماء بنجومها حين لا يكون هناك سحاب يكون كمنظر قبة عظيمة راكزة على أطراف الأرض لامعة ترصعها النجوم. وفي (19) الظلمة هي ظلمة عقول الناس وقلة معرفتهم بأمور الله، وأليهو هنا يقول أنا عاجز ولا أفهم فهل تساعدني يا أيوب، يقول هذا في سخرية، بمعنى إن كنت قد وجدت نفسك كفؤًا أن تجادل الله وتنسب له ظلمًا وتنسب له أخطاء فعلمنا ماذا نقول. ولذلك فحينما نتكلم عن الله ينبغي أن نتكلم بتواضع شديد وبخجل فهل نحن نحسب أنفسنا عارفين شيئًا. نحن أجهل من أن نصف الله أو نتكلم عنه.
وفي (20) هَلْ يُقَصُّ عَلَيْهِ كَلاَمِي إِذَا تَكَلَّمْتُ = نجد هنا أليهو خائفا من أن يقال لله أن أليهو قد تكلم عنك. أليهو في تواضع حقيقي يقول أنه خائف مما تكلم به عن الله، خائف أن يكون قد أخطأ فيبتلعه الله بسبب جهله وأخطاؤه. وهو ليس خائفًا من القضية التي يناقشها وهي بر الله، لكنه خائف أو خجل من الطريقة التي عالجها بها فهو يرى نفسه أنه أحقر من أن يدافع عن الله. هل ينطق الإنسان لكي يبتلع= إذا تكلم أحد عن الله بكبرياء وغرور يبتلعه غضب الله أي يفنيه. بل حتى لو تكلم حسنًا سوف يُبْتَلَعْ من عظمة الله أي لن يجد نفسه أمام عظمة الله، سيكون الإنسان كنقطة تذوب في محيط هو عظمة ومجد ولا نهائية جلال الله وغموض معرفته عنه. وربما بهذا أراد أليهو أن يوبخ أيوب إذ طلب أن يبسط دعواه أمام الله (أي 3:13 + 3:23، 4).
الآيات (21-24):- "وَالآنَ لاَ يُرَى النُّورُ الْبَاهِرُ الَّذِي هُوَ فِي الْجَلَدِ، ثُمَّ تَعْبُرُ الرِّيحُ فَتُنَقِّيهِ. مِنَ الشَّمَالِ يَأْتِي ذَهَبٌ. عِنْدَ اللهِ جَلاَلٌ مُرْهِبٌ. الْقَدِيرُ لاَ نُدْرِكُهُ. عَظِيمُ الْقُوَّةِ وَالْحَقِّ، وَكَثِيرُ الْبِرِّ. لاَ يُجَاوِبُ. لِذلِكَ فَلْتَخَفْهُ النَّاسُ. كُلَّ حَكِيمِ الْقَلْبِ لاَ يُرَاعِي»."
في (21) رجاء حلو معزي. فبعد السحاب الذي يحجب نور الشمس، تهب الريح فتنقشع السحب ويظهر النور. وفي هذا عزاء لأيوب فالسحب التي تحجب نور الشمس رمز للضيقات التي حلت به فلم يرى مراحم الله، ولكن كما ذكر الله نوحًا (تك 1:8) فأجاز ريحًا لتهدأ المياه، فأليهو رأى في هذه الرياح دليل على عودة إحسانات الله لأيوب بعد أن مرت عليه فترة كان لا يرى فيها مراحم الله.
وفي (22) من الشمال يأتي ذهب= الذهب هو نور الشمس الذهبي، وقيل أنه من الشمال لأن الريح التي تطرد السحاب هي ريح شمالية، وتأتي لتنقي الجلد، (أم 23:25). وهنا إحساس بأن مراحم الله قريبة وسوف تشرق على أيوب كما تشرق الشمس. ونلاحظ أن الذهب يرمز للسماويات، فإحسانات الله الآتية من السماء لا بُد وأن تأتي على التائبين كما تشرق الشمس من خلف الغيمة.
وفي (23) القدير لا ندركه= يجب على البشر أن لا يحكموا على تصرفات الله بل يخافونه ويسلمون له أمورهم في خضوع، وهو لا يُجاوِب = الله غير مضطر أن يُجيب تساؤلاتنا، أي لا يجب أن نسأل الله لماذا فعلت هذا أو ذاك. بل علينا أن نسلم بإيمان في أنه كلي الحكمة لا يخطئ، لأن البشر لا يقدرون أن يفهموا كل ما يعمله الله، كما قال الرب لبطرس "لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد" (يو13: 7)، وليس لهم أن يحكموا فيما لا يعلمونه. لذلك فلتخفه الناس (24) كل حكيم القلب لا يراعي المقصود بحكيم القلب هو الحكيم في عيني نفسه، أي المتكبر، هذا لن يخاف ولن يعرف كيف يقترب من الله، فطريق الاقتراب لله هو الخشوع والمهابة والتواضع فالله يستجيب صلاة المتواضعين ولا يهتم باعتراض المتكبرين ولن يغير خططه بسبب اعتراض هؤلاء الحكماء المتكبرين. وجاءت الآية في ترجمة اليسوعيين "فلذلك يرهبه الأنام وكل حكيم القلب لا يدركه".
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 38 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أيوب 36 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ac2dyd4