محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6
آية 1:- "فَأَجَابَ بِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَقَالَ:"
نجد هنا خطاب بلدد الأخير، وفيه رد موجز على أيوب كأنه قد مل من الكلام في هذه القضية. وبعد هذا الخطاب من بلدد انسحب الأصحاب وامتنعوا عن الكلام. فهم وجدوا أيوب مصرًا على موقفه، وهم مصرين أيضًا، فالسكوت أفضل إذًا.
الآيات 2-3:- "«السُّلْطَانُ وَالْهَيْبَةُ عِنْدَهُ. هُوَ صَانِعُ السَّلاَمِ فِي أَعَالِيهِ. هَلْ مِنْ عَدَدٍ لِجُنُودِهِ؟ وَعَلَى مَنْ لاَ يُشْرِقُ نُورُهُ؟"
فيهما شهادة لعظمة الله ومجده. السلطان والهيبة عنده= الله يرى خلق الكون، له وحده حق التشريع والتصرف في هذا الكون، وبمقتضَى سلطانه يتمم كل مشيئته. صانع السلام في أعاليه= الملائكة كلها تطيعه طاعة كاملة وهم خاضعين لمشيئته تمامًا، ولأنهم خاضعين فلا مشاجرات بينهم وبين الله ولا بينهم وبين أنفسهم [كأن الكلام موجه لأيوب، لو كنت خاضعًا لله تمامًا لما تشاجرت وتذمرت على الله، ولما اختلفت معنا]. بل حتى الله يحفظ مسارات الكواكب وهي لا تصطدم ببعضها. هل من عدد لجنوده= تقاس عظمة الملوك بعدد جيوشهم. والله في عظمته له ملائكة بأعداد لا تُحْصَى. وعنايته تشمل الجميع على مَنْ لا يشرق نوره= هذا تعبير عن رعاية الله للجميع.
الآيات 4-6:- "فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ اللهِ؟ وَكَيْفَ يَزْكُو مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ؟ هُوَذَا نَفْسُ الْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ، وَالْكَوَاكِبُ غَيْرُ نَقِيَّةٍ فِي عَيْنَيْهِ. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ، وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ؟»"
بعد أن تبين مقدار عظمة الله ومجده يستنتج مقدار إثم الإنسان ونجاسته أمام الله. كيف يتبرر الإنسان عند الله= بالمقارنة مع قداسة الملائكة فالإنسان نجس. والله ينسب لملائكته حماقة. فماذا يكون حال الإنسان إذا وقف أمام الله القدوس. وبنفس المنطق فهل يمكن لإنسان أن يحكم على تصرفات الله بأنها خطأ، هل يمكن لإنسان أن يتناقش ويجادل الله في أحكامه. كيف يزكو مولود المرأة= "بالخطية ولدتني أمي" فالمرأة الخاطئة كيف تلد مولودًا ويكون بارًا مزكى أمام الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالإنسان يولد من أبويه وارثًا الخطية الأصلية. فنحن وارثين فسادًا من أبائنا ونصنع فسادًا في الأرض فكيف نظهر أمام الله كأبرار وكلنا نجاسة. بل حتى الأجرام السماوية برغم أنوارها فهي كتل من طين. هوذا نفس القمر لا يضئ. ما هو نور القمر أو نور الكواكب أو نور الشمس بالنسبة لنور الله وعظمته. بالمقارنة فكل الكواكب تصبح وكأنها مظلمة.
" فكم بالحري الإنسان الرمة وإبن آدم الدود = الإنسان مهما كان غنيًا، بارًا، عظيمًا أو شريرًا حين يموت لا يزيد عن كونه نتانة يأكله الدود. بل الإنسان بالمقارنة بعظمة الله ما هو إلا دودة. وهذا هو المقصود بالآية أن الإنسان كدودة ضعيف وعاجز ويُسحق بسرعة. وَالْكَوَاكِبُ غَيْرُ نَقِيَّةٍ فِي عَيْنَيْهِ = بل حين نقارن الإنسان بالكواكب المنيرة كالشمس والنجوم والتي يعتبرها الله غير نقية في عينيه فهو لا يزيد عن كونه دودة. ويا لحماقة من يخاصم خالقه، الذي يستطيع أن يسحقه كما نسحق نحن الدودة.
وجاءت الترجمة الإنجليزية هكذا في الـNKJV:
How much less man, who is a maggot, and a son of man, who is a worm?
وكلمة maggot تعني يرقة وهي طور من أطوار الدودة.
"وكلام بلدد هنا حق، وأيوب فعلًا كان في منتهَى الجرأة حين ادعى البر أمام الله بل هي ليست جرأة، بل خطية كبرياء انزلق إليها أيوب بسبب البر الذاتي.
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 26 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أيوب 24 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cb36j9t