محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
يستمر أيوب في إثبات نظريته، أنه ليس شرطًا أن يعاقب الشرير.
الآيات 1-12:- "«لِمَاذَا إِذْ لَمْ تَخْتَبِئِ الأَزْمِنَةُ مِنَ الْقَدِيرِ، لاَ يَرَى عَارِفُوهُ يَوْمَهُ؟ يَنْقُلُونَ التُّخُومَ. يَغْتَصِبُونَ قَطِيعًا وَيَرْعَوْنَهُ. يَسْتَاقُونَ حِمَارَ الْيَتَامَى، وَيَرْتَهِنُونَ ثَوْرَ الأَرْمَلَةِ. يَصُدُّونَ الْفُقَرَاءَ عَنِ الطَّرِيقِ. مَسَاكِينُ الأَرْضِ يَخْتَبِئُونَ جَمِيعًا. هَا هُمْ كَالْفَرَاءِ فِي الْقَفْرِ يَخْرُجُونَ إِلَى عَمَلِهِمْ يُبَكِّرُونَ لِلطَّعَامِ. الْبَادِيَةُ لَهُمْ خُبْزٌ لأَوْلاَدِهِمْ. فِي الْحَقْلِ يَحْصُدُونَ عَلَفَهُمْ، وَيُعَلِّلُونَ كَرْمَ الشِّرِّيرِ. يَبِيتُونَ عُرَاةً بِلاَ لِبْسٍ، وَلَيْسَ لَهُمْ كَسْوَةٌ فِي الْبَرْدِ. يَبْتَلُّونَ مِنْ مَطَرِ الْجِبَالِ، وَلِعَدَمِ الْمَلْجَإِ يَعْتَنِقُونَ الصَّخْرَ. «يَخْطَفُونَ الْيَتِيمَ عَنِ الثُّدِيِّ، وَمِنَ الْمَسَاكِينِ يَرْتَهِنُونَ. عُرَاةً يَذْهَبُونَ بِلاَ لِبْسٍ، وَجَائِعِينَ يَحْمِلُونَ حُزَمًا. يَعْصِرُونَ الزَّيْتَ دَاخِلَ أَسْوَارِهِمْ. يَدُوسُونَ الْمَعَاصِرَ وَيَعْطَشُونَ. مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ، وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ، وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ."
أيوب هنا يضرب أمثلة متعددة فيها الأبرار والأبرياء يتألمون بينما الأشرار يتنعمون ويبدأ بالتساؤل لماذا إذ لم تختبئ الأزمنة من القدير لا يرى عارفوه يومه= الله لا يخفي عليه ما يحدث على الأرض، هو يرى أزمنة كل إنسان ويرى شروره، والأبرار يؤمنون بعدل الله وأنه يجب أن يجازي الأشرار، لكنهم لا يرون يوم الدينونة هذا الذي فيه يعاقب الله الأشرار ويظهر عدل الله.
فالأشرار يمارسون ظلمهم ولا أحد يردعهم. ينقلون التخوم= ينزعون أملاك جيرانهم (أخاب ونابوت) والتخوم هي حجارة تنصب للفصل بين أرضين. (تث 14:19 + تث 17:27). ثم يتكلم عن اغتصاب أملاك الأبرياء (وقطعًا كان في ذهنه اغتصاب السبئيين لأملاكه). يستاقون حمار اليتامَى= إذا كان ليتيم حمار واحد ينتفع به كمورد رزق يأخذونه منه. ويرتهنون ثور الأرملة= يأخذون ثور الأرملة إن لم تقدر أن تسدد دين بسيط. يصدون الفقراء عن الطريق= يغلقون طريق الشكوى أمام الفقراء المظلومين حتى لا يستمع أحد لشكواهم. مساكين الأرض يختبئون جميعًا= من بطش هؤلاء الظالمين. ها هم كالفراء.. (آيات 6،5) يصور فيها بؤس الفقراء فهم هائمين على وجوههم في الصحراء الحارقة يفتشون على طعامهم، ربما في أعمالهم عند الأغنياء الظالمين، فهم يعطونهم أن يعملوا الأعمال الشاقة (ربما محاجر أو زراعة...) ويعطونهم القليل جدًا. البادية لهم خبز لأولادهم= وماذا يجدون في هذا القفر طعامًا لأولادهم. والمعنى أن أجرهم عن عملهم هو أقل القليل، أي يحيون هم وأولادهم على الكفاف. والأغنياء يستخدمونهم في حقولهم ليحصدوا لهم. = في الحقل يحصدون علفهم ربما تعني أنهم بعد عملهم في حقول الأغنياء يكون نصيبهم ليس أكثر من أكل الحيوانات وربما تعني أن الفقراء يعملون في خدمة حيوانات الأغنياء في مقابل الكفاف.
ويعللون كرم الشرير= يعلل الكرم أي يأكل من العنب المتساقط أثناء الجمع، أو يأخذ لنفسه عنقودًا منسيًا في الكرم. ولاحظ فالغني الشرير له كرم، والفقير لا يخرج سوى بالعنب المتساقط أو المنسي. يخطفون اليتيم عن الثدي ومن المساكين يرتهنون = المسكين حين يضطر للاستدانة ليأكل هو وأولاده، يأتي الغني إذ لا يجد عند الفقير ما يسد به الدين يخطف ابن الفقير من على ثدي أمه ليكون عبدًا للغني في مقابل الدين. يعملون عند الأغنياء ويَعْصِرُونَ الزَّيْتَ دَاخِلَ أَسْوَارِهِمْ. يَدُوسُونَ الْمَعَاصِرَ وَيَعْطَشُونَ = أي يكدون ويتعبون في المعاصر وفي عصر الزيت ولا يفكر الأغنياء في أن يعطيهم أحد ما يشربونه. ونلاحظ شكوى أيوب الموجهة إلى الله.... = والله لا ينتبه إلى الظلم = أي الله لا يدين الأشرار على أفعالهم. وهذا الكلام هو تعبير عن نفس مضطربة، هو اندفع في طريق الخصام مع الله فأخذ يصور ظلم الأبرار. وبينما أصر أصحابه على نظرية وجوب عقوبة الأشرار أصر هو هنا على نظرية وجوب ألم البار والمسكين، وكلا الطرفين خطأ. كلا الطرفين سقط في خطأ فرض أراء شخصية لإثبات نظريته. أما داود البار في مزاميره فكان له رأي آخر في اهتمام الله بالمسكين [وراجع (مزامير 9: 9، 12، 18 + 5:12 + 34: 7، 10، 19)]. ويأتي داود إلى المزمور 37 وفيه خلاصة القول كيف يتعامل الله مع الشرير. وقد يتألم البار لكنه إذا التجأ لله يحميه الله ويضع داود قاعدة ذهبية هي قلب هذا المزمور الرائع "أَيْضًا كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزًا" (مز 25:37) والمزامير موحَى بها من الروح القدس مثل كل الكتاب المقدس. وبذلك نفهم أن هذا هو الرأي الصحيح، أن الله لا يتخلى عن أولاده أبدًا، وإن سمح لهم بأن يكونوا تحت الآلام فلفترة قصيرة لينقيهم، ولا يترك الفترة تطول حتى لا يسقطوا في هوة اليأس . وربما يخطئون "لأنه لا تستقر عصا الأشرار على نصيب الصديقين لكيلا يمد الصديقون أيديهم إلى الإثم" (مز 3:125). فالله يعلم الزمن المناسب، وحين يسمح لشرير أن يضرب أحد أولاده فلفترة محددة يتنقى فيها ثم يزيل هذا الشرير وهذا ما حدث مع أيوب نفسه. ومن الخطأ أن نرى إنسان يتألم ونحن نعرف أنه بار فنحكم بأن الله تخلَّى عنه فهناك اعتبارات كثيرة لا نراها نحن بعيوننا وعقولنا المحدودة، ويراها الله كلي القدرة الضابط الكل، صانع الخيرات محب البشر الصالح الذي يحب أولاده حتى أنه بذل ابنه الوحيد عنهم فكيف لا يهبهم ايضًا كل شيء صالح (رو 32:8).
الآيات 13-17:- "«أُولئِكَ يَكُونُونَ بَيْنَ الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَى النُّورِ. لاَ يَعْرِفُونَ طُرُقَهُ وَلاَ يَلْبَثُونَ فِي سُبُلِهِ. مَعَ النُّورِ يَقُومُ الْقَاتِلُ، يَقْتُلُ الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ، وَفِي اللَّيْلِ يَكُونُ كَاللِّصِّ. وَعَيْنُ الزَّانِي تُلاَحِظُ الْعِشَاءَ. يَقُولُ: لاَ تُرَاقِبُنِي عَيْنٌ. فَيَجْعَلُ سِتْرًا عَلَى وَجْهِهِ. يَنْقُبُونَ الْبُيُوتَ فِي الظَّلاَمِ. فِي النَّهَارِ يُغْلِقُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. لاَ يَعْرِفُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ سَوَاءٌ عَلَيْهِمُ الصَّبَاحُ وَظِلُّ الْمَوْتِ. لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَهْوَالَ ظِلِّ الْمَوْتِ."
هنا يتحدث أيوب عن أنواع أخرى من الأشرار وهم الذين يمارسون شرورهم في الظلام متوهمين أنه لا يراهم أحد. وهم أيضًا لا يعاقبون.
أولئك يكونون بين المتمردين على النور= يختارون ظلمة الليل وقتًا لأعمالهم الشريرة. [وعمومًا فالأعمال الشريرة تنسب للظلام وتسمى الخطايا أعمال الظلمة (يو 20:3 + أف 11:5). فالخاطئ يسلك ضد نور ناموس الله وضد نور الضمير. هو يتمرد على وصايا الله] ولاَ يَعْرِفُونَ طُرُقَهُ = لا يرضون بأن يسلكوا ويعرفوا طرق النور.
مع النور يقوم القاتل= يقوم القاتل ليقتل المسافرين المساكين الذين يبدأون سفرهم في الفجر، مع بداية نور الصباح. وعين الزاني تلاحظ العشاء= العشاء جاءت في الترجمة الإنجليزية TWILIGHT أي الشفق أو الفجر، فهو يرقب الفجر لأنه يريد الهرب في الظلام والاختفاء قبل شروق الشمس، إن لم يكن من باب الخجل فهو من باب الحذر (أف 12:5). فالشرير يعتمد على الظلام ليخبئ شره= يقول لا تراقبني عين. فيجعل سترًا على وجهه= زيادة في التخفي يضع برقعًا على وجهه حتى لا يُعرف [وهكذا يعمل كثير من اللصوص حتى الآن] ينقبون البيوت في الظلام= يذهبون للسرقة ليلًا حتى لا يراهم أحد. ولكن هل أعطاهم هذا طمأنينة؟! أبدًا فهم في رعب مستمر= في النهار يغلقون على أنفسهم= يهربون ويختفون ولا مطارد. فهم في رعب من لا شيء (مثل قايين). وفي رعبهم المستمر يكون سواءً بالنسبة لهم الصبح وظل الموت. لأنهم يعلمون أهوال ظل الموت= سبب رعبهم، خوفهم من أن يقتلهم أحد (قايين).
الآيات 18-25:- "خَفِيفٌ هُوَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. مَلْعُونٌ نَصِيبُهُمْ فِي الأَرْضِ. لاَ يَتَوَجَّهُ إِلَى طَرِيقِ الْكُرُومِ. الْقَحْطُ وَالْقَيْظُ يَذْهَبَانِ بِمِيَاهِ الثَّلْجِ، كَذَا الْهَاوِيَةُ بِالَّذِينَ أَخْطَأُوا. تَنْسَاهُ الرَّحِمُ، يَسْتَحْلِيهِ الدُّودُ. لاَ يُذْكَرُ بَعْدُ، وَيَنْكَسِرُ الأَثِيمُ كَشَجَرَةٍ. يُسِيءُ إِلَى الْعَاقِرِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ، وَلاَ يُحْسِنُ إِلَى الأَرْمَلَةِ. يُمْسِكُ الأَعِزَّاءَ بِقُوَّتِهِ. يَقُومُ فَلاَ يَأْمَنُ أَحَدٌ بِحَيَاتِهِ. يُعْطِيهِ طُمَأْنِينَةً فَيَتَوَكَّلُ، وَلكِنْ عَيْنَاهُ عَلَى طُرُقِهِمْ. يَتَرَفَّعُونَ قَلِيلًا ثُمَّ لاَ يَكُونُونَ وَيُحَطُّونَ. كَالْكُلِّ يُجْمَعُونَ، وَكَرَأْسِ السُّنْبُلَةِ يُقْطَعُونَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَا، فَمَنْ يُكَذِّبُنِي وَيَجْعَلُ كَلاَمِي لاَ شَيْئًا؟»"
في الآيات (18-20) هنا أيوب يكرر كلام الأصحاب الذين قالوا بأن الشرير يجب أن يهلك. ولذلك في بعض الترجمات سبق الآية "18" أنتم تقولون خفيف هو على وجه المياه = رأيكم أن الشرير مهما اغتنى فهو يبيد سريعًا كغثاء على وجه المياه (هو 7:10). ملعون نصيبهم في الأرض = لا بركة لهم في شيء.
لا يتوجه إلى طريق الكروم = الجلوس تحت الكرمة والتينة علامة الراحة. وهؤلاء الأشرار لا راحة لهم ولا سلام. وأن الله يصيبهم بـ: الْقَحْطُ وَالْقَيْظُ = أي أن الله في غيظه منهم يصيبهم بالقحط والقيظ فيكونون في مجاعة وعطش. والقيظ هو الحر الشديد إشارة للضربات التي تصيبهم فيذوبون كما يذوب الثلج أمام القيظ = يذهبان بمياه الثلج فيذوب الأشرار في الهاوية = كذا الهاوية بالذين أخطأوا، وينساهم الناس = تنساه الرحم.
وهذا يعني أيضًا أن القحط والقيظ يُذهِبان كل خيراتهم السابقة التي كانت كماء مثلج منعش = يذهبان بمياه الثلج. وأن الشرير لا بُد أن يموت شابًا = كذا الهاوية بالذين أخطأوا = أو أن المعنى أن الشرير في أيام نجاحه يكون كمياه الثلج المنعشة، لكنه سينزل إلى الهاوية سريعًا. تنساه الرحم = من كثرة شروره حتى أمه تنساه. يستحليه الدود = مصيره للدود طعامًا له. لا يذكر بعد وينكسر الأثيم كشجرة = كان الأثيم كشجرة ولكنه ينكسر ولا يذكره أحد. ولا يذكر أحد كل عظمته.
وفي الآيات (21-22) "يسيء إلى العاقر التي لم تلد ولا يحسن إلى الارملة، يمسك الاعزاء بقوته يقوم فلا يأمن أحد بحياته". يقول لأصحابه بالرغم من أن هذه هي وجهة نظركم وجوب هلاك الشرير إلا أن الواقع يقول كلامًا آخر، أن الشرير يزدهر ويسيء للأبرار.
يسيء إلى العاقر... ولا يحسن إلى الأرملة = يسيء لهم وهم في ألمهم ليزيد آلامًا على آلامهم. فالعقم كان يعتبر عارًا في العهد القديم. وأي شر أكثر من الإساءة للمجروح.
يمسك الأعزاء بقوته= فهنا مثال على جبروت الشرير. فلا أحد يأمن بحياته منه.
الآيات (23-24) "يعطيه طمأنينة فيتوكل ولكن عيناه على طرقهم، يترفعون قليلا ثم لا يكونون ويحطون كالكل يجمعون وكراس السنبلة يقطعون".
في هذه الآيات يوجه الاتهام لله أن يرى هذا الشر ويسكت. بل هو يعطي للشرير بسكوته عن شره طمأنينة فيتوكل= أي يتكل على سكوت الله ويزداد شرًا. عيناه على طرقهم = هو اتهام لله بأنه يرى ويسكت ولا يعاقب. يترفعون قليلًا = يكون ازدهارهم لفترة قليلة (لأن أيام الحياة قليلة) ثم لا يكونون = أي يموتوا. وكرأس السنبلة يقطعون = أي بعد أن تنتهي أيامهم، فلا أحد يقطع السنبلة قبل أن تنضج. وهم مثلهم في هذا مثل سائر الناس الأبرار = كالكل يجمعون. فماذا خسر الشرير بشره وماذا استفاد البار ببره. بل الشرير مات دون أن يتألم كما يتألم هو "أي أيوب نفسه"، وهو البار.
وفي الآية (25) "و أن لم يكن كذا فمن يكذبني ويجعل كلامي لا شيئا". يتحدى الحاضرين أن يكذبه أحدهم.
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 25 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أيوب 23 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3cb9bc2