St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   20-Sefr-Ayoub
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

أيوب 10 - تفسير سفر أيوب

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أيوب:
تفسير سفر أيوب: مقدمة سفر أيوب | أيوب 1 | أيوب 2 | أيوب 3 | أيوب 4 | أيوب 5 | أيوب 6 | أيوب 7 | أيوب 8 | أيوب 9 | أيوب 10 | أيوب 11 | أيوب 12 | أيوب 13 | أيوب 14 | أيوب 15 | أيوب 16 | أيوب 17 | أيوب 18 | أيوب 19 | أيوب 20 | أيوب 21 | أيوب 22 | أيوب 23 | أيوب 24 | أيوب 25 | أيوب 26 | أيوب 27 | أيوب 28 | أيوب 29 | أيوب 30 | أيوب 31 | أيوب 32 | أيوب 33 | أيوب 34 | أيوب 35 | أيوب 36 | أيوب 37 | أيوب 38 | أيوب 39 | أيوب 40 | أيوب 41 | أيوب 42 | التجارب: نظرة عامة على السفر

نص سفر أيوب: أيوب 1 | أيوب 2 | أيوب 3 | أيوب 4 | أيوب 5 | أيوب 6 | أيوب 7 | أيوب 8 | أيوب 9 | أيوب 10 | أيوب 11 | أيوب 12 | أيوب 13 | أيوب 14 | أيوب 15 | أيوب 16 | أيوب 17 | أيوب 18 | أيوب 19 | أيوب 20 | أيوب 21 | أيوب 22 | أيوب 23 | أيوب 24 | أيوب 25 | أيوب 26 | أيوب 27 | أيوب 28 | أيوب 29 | أيوب 30 | أيوب 31 | أيوب 32 | أيوب 33 | أيوب 34 | أيوب 35 | أيوب 36 | أيوب 37 | أيوب 38 | أيوب 39 | أيوب 40 | أيوب 41 | أيوب 42 | أيوب كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

في هذا الإصحاح نجد أيوب يشكو ويشكو. ويقول أنا لا أستطيع أن أكتم الثورة التي في داخلي، وهو يشكو من الله. وينهي كلامه بأنه يتمني الموت الذي فيه راحته.

 

الآيات 1-7:- "«قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي قَائِلًا للهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي! أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ، أَنْ تُرْذِلَ عَمَلَ يَدَيْكَ، وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟ أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ، أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟ أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ الإِنْسَانِ، أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ الرَّجُلِ، حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ إِثْمِي وَتُفَتِّشَ عَلَى خَطِيَّتِي؟ فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِبًا، وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِكَ."

 قد كرهت نفسي حياتي= مللت من هذا الجسد، وعجزت عن أن أتخلص منه ولقد سئمت وكرهت حياتي وتمنيت الموت. أسيب شكواي = يخطئ المتألم حين يظن أن الشكوى تريحه، بل هي تثير بالأكثر عواطفه الثائرة. ولكن من الحكمة في ساعة التجربة أن نصمت ونستسلم ونطلب العزاء والصبر من الله، حينئذ فقط سنهدأ.

لا تستذنبني= لا تحكم بأنني مدان. وتوسل إلى الله لكي يعرفه السبب الحقيقي لنكباته = فهمني لماذا تخاصمني. ولنلاحظ أن الشكوى تقود الإنسان للتذمر على الله وعلى أحكامه، وإذا تمادَى الإنسان فيها تكون هناك غواية لأن يخطئ في حق الله ونجد هنا كلمة صعبة من أيوب في حق الله، أقل ما يقال عنها أنها وقحة. حقًا هو يتكلم بمرارة نفس، لكنه لأنه سمح لنفسه بأن يتمادَى في الشكوى نزل إلى هذا المستوى فقال أحسن عندك أن تظلم= أي هل تنتفع من ظلمي. وتشرق على مشورة الأشرار= أي توافق وتبارك طرق الأشرار بينما تظلمني أنا البريء الكامل. وسيأتي اليوم الذي نفهم فيه حكمة الله ولماذا سمح بكل ما كان يؤلمنا يومًا ما.

ألك عينا بشر= أيوب تصور أن الله يزيد أيام عذابه حتى يفتش عن إثمه. هذا قد يحدث مع البشر، فإذا كان هناك شك في مجرم يوضع في السجن ويعذبونه حتى يعترف فالبشر لا يعرفون أعماق الإنسان المجرم ويكونون مضطرين لاستخراج ما في داخله بالتعذيب ولمدة طويلة حتى يعترف. وعلى العكس فالله فاحص القلوب والكلى ولا يحتاج لهذا. وأيوب يتساءل هل لك عينا إنسان حتى تعذبني كسجين عندك.

أأيامك كأيام الإنسان= هل أيامك محدودة كالناس لذلك تسرع وتعاقب عن كل ذنب اكتشفته فيَّ، قبل أن يكون لك وقت لتتحقق وتمتحن القضية بالتمام.

St-Takla.org Image: Job complains to God (Job 10:1-17) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يشكو إلى الله (أيوب 10: 1-17)

St-Takla.org Image: Job complains to God (Job 10:1-17)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يشكو إلى الله (أيوب 10: 1-17)

حتي تبحث عن إثمي= أيوب يعتقد أنه غريب على الله أن يطيل تعذيبه ويبقيه رازحًا تحت نكبته، ليبحث عن إثمه. بينما أن الله يعرف أنه بريء= في علمك أني لست مذنبًا. ومع هذا يعذبه ولا فائدة ترجى من تدخل إنسان أو ملاك= ولا منقذ من يدك.

 

 الآيات 8-13:- "«يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعًا، أَفَتَبْتَلِعُنِي؟ اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ، أَفَتُعِيدُنِي إِلَى التُّرَابِ؟ أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ، وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ كَسَوْتَنِي جِلْدًا وَلَحْمًا، فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً، وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي. لكِنَّكَ كَتَمْتَ هذِهِ فِي قَلْبِكَ. عَلِمْتُ أَنَّ هذَا عِنْدَكَ:"

 هنا أيوب يتأمل في محبة الله وعنايته ورعايته له والتي ظهرت في خلقته على أكمل صورة، فهو خلق بصورة إنسان رائع. ثم يتساءل أيوب هل بعد ما صنعت كل هذا الجمال تعود وتحطمه. يداك كونتاني= أنت يا رب خلقتني كلي أي كل عضو في جسدي وخلقت روحي ونفسي. وقد جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ. ثم يصف تشكيله ألم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن= في صناعة الجبن يبدأ الجبن يتخثر أي يأخذ شكل الجبن الصلب من وسط اللبن السائل. والطفل أولًا يكون مجموعة من السوائل وتبدأ تأخذ شكلًا واضحًا. والله يحفظ الطفل الصغير ويعتني به حتى لا يهلك حفظت عنايتك روحي= أي حفظتني حيًا من كل الأخطار. أذكر أنك جبلتني هنا أيوب يستدر شفقه الله ويذكره بعمله السابق ومراحمه التي جبلته ثم حفظته ويتساءل أبعد هذا. أتعيدني للتراب: أَفَتُعِيدُنِي إِلَى التُّرَابِ = أي تميتني.

ولم يستطع أيوب أن يوفق بين إحسانات الله السابقة ومتاعبه الحالية فتصور أن الله كان يعد له هذه المصائب وخبأها عليه ثم فاجأه بها= لكنك كتمت هذه في قلبك. علمت أن هذا عندك= علمت أن هذا كان قصدك منذ البداية.

 

الآيات 14-17:- "إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي، وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَانًا وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. وَإِنِ ارْتَفَعَ تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ، ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ. تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي، وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. نُوبٌ وَجَيْشٌ ضِدِّي."

في آية 13 قال علمت أن هذا عندك= بمعنى أن قصدك منذ البداية أن تضعني تحت المراقبة، وتنتظر حتى أخطئ ويبدأ عقابك، ولا تبرئني من إثمي وهذا ما شرحه هنا إذ صوَّر نفسه كعصفور مسكين وقع في يد أسد فأي رعب يصيب هذه الفريسة المسكينة. إن أخطأت تلاحظني= الله يضعه تحت المراقبة بدقة وقسوة ويراقب كل أخطائه ثم يجازيه عليها، ففي رأي أيوب هنا أن الله وضع في قلبه أن يعذب أيوب (آية 13). ولا تبرئني من إثمي= طالما أن الآلام والمتاعب لم تنتهي فهو يفهم هذا بأن الله لم يبرئه من إثمه. إن أذنبت فويل لي وإن تبررت لا أرفع رأسي= أي أنا مؤمن بأنني إن أذنبت لا بُد أن أعاقب فالشرير لا بُد له من عقاب، والآن بعد ما حدث لي فأنا أقول أنه حتى ولو كنت بارًا، وأنا أرى أنني بار، فهذا لا يعفيني من غضب الله عليَّ، لأنه هاهو يصب غضبه عليَّ حتى أصبحت غير قادر أن أرفع رأسي وها إِنِّي شَبْعَانُ هَوَانًا.

 وإن ارتفع رأسي، أي حاولت أن أهرب من ألامي فأنت تصطادني كأسد. هنا يصور الله كأسد مفترس يصطاد فريسته ليعذبها ثم يلتهمها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ثم تعود وتتجبر عليَّ= فهو يرى أن آلامه غير عادية. تجدد شهودك تجاهي= ربما الشهود هي آلامه ومصائبه فهي علامات غضب الله عليه وهكذا فهم أصحابه، وقوله تجدد = أي آلام وراء آلام تأتي عليَّ كموجات البحر المتلاحقة. لذلك قال عنها نُوَب وجيش ضدي نوب أي نوبات والمعنى جيوشك التي أرسلتها لتعذبني تتناوب ضدي. كأن الله في معركة ضده.

 

St-Takla.org Image: Contemplations of Job (Job 10:18-22) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يتأمل (أيوب 10: 18-22)

St-Takla.org Image: Contemplations of Job (Job 10:18-22)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يتأمل (أيوب 10: 18-22)

الآيات 18-22:- "«فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ! فَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ، فَأُقَادَ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ اتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَتَبَلَّجَ قَلِيلًا، قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ وَلاَ أَعُودَ. إِلَى أَرْضِ ظُلْمَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ، أَرْضِ ظَلاَمٍ مِثْلِ دُجَى ظِلِّ الْمَوْتِ وَبِلاَ تَرْتِيبٍ، وَإِشْرَاقُهَا كَالدُّجَى»."

 عاد هنا أيوب لما قاله سابقًا أنه يفضل الموت أو أنه من الأفضل لو لم يولد أصلًا= فلماذا أخرجتني من الرحم. ثم يطلب من الله أن يريحه قليلًا من أتعابه ولكن يقولها بأسلوب صعب كف عني فأتبلج= أي أرتاح. [ونحن في أيام راحتنا علينا أن نشكر الله كثيرًا أننا لا نتألم مثل غيرنا]. وهو يتضرع إلى الله أن يعطيه بعض الراحة قبل أن يموت خصوصًا أن ما بقَى له من أيام قليل قبل الموت. ونرى هنا أن فكرة القدماء عن الموت كلها غموض، فهو مكان ظلام. أرض ظلام مثل دجى ظل الموت. ولكنهم كانوا يعلمون أن هناك مكان للأبرار ومكان آخر للأشرار ولكن كلاهما ظلام. وبلا ترتيب وإشراقها كالدجى= أي حتى نورها ظلام لذلك كان القدماء يخافون الموت. وبعد ذلك ارتقى فكر اليهود وكان الفريسيين يؤمنون بأن هناك قيامة، أما الصدوقيين فأنكروا القيامة. وقوله بلا ترتيب يعني أن هناك لا اعتبار لملك أو رئيس بل هو كالعبد، لا تمييز بين درجات الناس. وكانوا يعتقدون أن في وادي ظل الموت لا يوجد تسبيح لله (مز 9:30) وهو بلا ترتيب فهو ليل دائم وبلا إشراق، وحيث الظلام المستمر فهناك تخبط.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/20-Sefr-Ayoub/Tafseer-Sefr-Ayoob__01-Chapter-10.html

تقصير الرابط:
tak.la/pag56y7