محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
الآيات 1-9:- "«رُوحِي تَلِفَتْ. أَيَّامِي انْطَفَأَتْ. إِنَّمَا الْقُبُورُ لِي. «لَوْلاَ الْمُخَاتِلُونَ عِنْدِي، وَعَيْنِي تَبِيتُ عَلَى مُشَاجَرَاتِهِمْ. كُنْ ضَامِنِي عِنْدَ نَفْسِكَ. مَنْ هُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ يَدِي؟ لأَنَّكَ مَنَعْتَ قَلْبَهُمْ عَنِ الْفِطْنَةِ، لأَجْلِ ذلِكَ لاَ تَرْفَعُهُمُ. الَّذِي يُسَلِّمُ الأَصْحَابَ لِلسَّلْبِ، تَتْلَفُ عُيُونُ بَنِيهِ. أَوْقَفَنِي مَثَلًا لِلشُّعُوبِ، وَصِرْتُ لِلْبَصْقِ فِي الْوَجْهِ. كَلَّتْ عَيْنِي مِنَ الْحُزْنِ، وَأَعْضَائِي كُلُّهَا كَالظِّلِّ. يَتَعَجَّبُ الْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ هذَا، وَالْبَرِيءُ يَنْتَهِضُ عَلَى الْفَاجِرِ. أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَسْتَمْسِكُ بِطَرِيقِهِ، وَالطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ يَزْدَادُ قُوَّةً."
روحي تلفت= أيوب كإنسان متعب، حين ذكر أن أيامه قليلة (أي 22:16) أكمل حديثه عن الموت فهو وجد نفسه قريبًا جدًا منه، وأن قوة الحيوية فيه كادت تتوقف إنما القبور لي= أي المقبرة حيث قبور أبائي الذين سأنضم إليها قريبًا. وما زاد من آلامه كلام أصحابه وهنا دعاهم المخاتلون. ويقول لولا وجودهم عنده لكان في حالة أكثر راحة، ولكانت عينيه تبيت مستريحة لكنه الآن وبسبب وعودهم التي اعتبرها كاذبة في أيام أكثر راحة، وبسبب محاولاتهم إثبات شره وهذه أسماها مشاجراتهم، ولولا مشاجراتهم لكان أكثر راحة = وعيني تبيت على مشاجراتهم. ولذلك يحول نظره إلى الله تاركًا أصحابه. كن ضامني عند نفسك= لقد سبق واشتكى أنه يريد أن يحاكم عند محكمة السماء العادلة، ولكنه كان ينتظر شاهدًا يدافع عنه، وهنا يطلب طلب آخر أن يوجد من يضمنه من الآن حتى يأتي هذا الشاهد وتتم المحاكمة (وكأنه يطلب الإفراج عنه بكفالة أو بضمان أحد حتى يأتي ذلك الشاهد الذي ينتظره). أيوب بروح النبوة ينتظر المسيح ولا يريد أن يحاكم قبل أن يأتي، من هو الذي يصفق يدي= كانت الضمانة تبرم بصفق اليد (راجع شرح هذا في أم 1:6) التساؤل هنا، من هو هذا الشخص الذي يضمنني ويشهد لي، أنا أعلم أن هناك من سيفعل ولكن مَن هو يا تُرَى؟! ويعود أيوب لأصحابه فيدينهم على قسوتهم لأنك منعت قلبهم عن الفطنة= بسبب قساوتهم منع الله عنهم الحكمة والفهم. لأجل ذلك لا ترفعهم= لا تجعلهم يكسبون جولتهم ضدي. الذي يسلم الأصحاب للسلب تتلف عيون بنيه= هذا تحذير شديد اللهجة لأصحابه أن يكفوا عن شرورهم ضده فمن يخون أصحابه خصوصًا في حالة كحالته قد يتعرض حتى بنيه للإساءة. أوقفني مثلًا للشعوب= كشخص مزدري به. صرت للبصق في الوجه، كلَّت عيني من الحزن من كثرة بكائه وحزنه كاد يفقد نظره. وأعضائي كلها كالظل= من هزالي صرت كأني لست إنسانًا بل ظل إنسان. "أليس هذا ما حدث للمسيح فهو رجل الأحزان (أش 3:53). وهو الذي ازدراه الناس وبصقوا عليه، هنا أيوب رمز للمسيح. يتعجب المستقيمون من هذا= حين يرى المستقيمون هجومكم عليَّ يتعجبون، والمستقيمون أيضًا سيتعجبون أن الله سمح بكل هذه الآلام لإنسان بار، بل سمح للهازئين بأن يهزأوا بالبار. والبريء ينتهض على الفاجر= البريء أي المستقيم سيثور في وجه الفاجر الذي أذلني واتهمني بالشر. ولكن أليس لهذه الآية صدى أخر، فإن كنا قد فهمنا (الآيات 6، 7) أنها رمز لآلام المسيح، فكل القديسين الذين آمنوا بهذا أن المسيح تألم هكذا تعجبوا أن المسيح تألم لأجلهم كل هذه الآلام، وسيكتشفون مؤامرات إبليس وسينهض كل من برره المسيح (البريء) في وجه الشيطان الفاجر ويقاوموه بإيمانهم وصلواتهم بل واستشهادهم في سبيل الحق الذي رأوه في المسيح، وهذا ما يشهد به التاريخ من قيام الكنيسة في نهضة مباركة بعد المسيح مباشرة.
أما الصديق فيستمسك بطريقه = أيوب قد يعني نفسه بهذه الكلمات، ولكن فإن كل القديسين الذين عرفوا المسيح تمسكوا بإيمانهم، وهكذا الكنيسة كلها عبر العصور.
الآيات 10-16:- "«وَلكِنِ ارْجِعُوا كُلُّكُمْ وَتَعَالَوْا، فَلاَ أَجِدُ فِيكُمْ حَكِيمًا. أَيَّامِي قَدْ عَبَرَتْ. مَقَاصِدِي، إِرْثُ قَلْبِي، قَدِ انْتَزَعَتْ. يَجْعَلُونَ اللَّيْلَ نَهَارًا، نُورًا قَرِيبًا لِلظُّلْمَةِ. إِذَا رَجَوْتُ الْهَاوِيَةَ بَيْتًا لِي، وَفِي الظَّلاَمِ مَهَّدْتُ فِرَاشِي، وَقُلْتُ لِلْقَبْرِ: أَنْتَ أَبِي، وَلِلدُّودِ: أَنْتَ أُمِّي وَأُخْتِي، فَأَيْنَ إِذًا آمَالِي؟ آمَالِي، مَنْ يُعَايِنُهَا؟ تَهْبِطُ إِلَى مَغَالِيقِ الْهَاوِيَةِ إِذْ تَرْتَاحُ مَعًا فِي التُّرَابِ»."
ارجعوا كلكم= تأكدوا يا أصحابي أنكم مخطئون، لا أجد فيكم حكيمًا= يعرف كيف يفسر مشكلة الألم الذي يسمح به الله للقديسين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهو هنا يذكر كيف أن كل أحلامه عن أيام سعيدة كانت أوهام وتبددت بل هو اقترب من الموت. أيامي قد عبرت، مقاصدي إرث قلبي قد انتزعت= أي في أيام رخائي كانت أفكار قلبي ومقاصدي أن أزداد رخاء وأكمل أيامي في سعادة، وكل هذا انتهى. يجعلون الليل نهارًا نورًا قريبًا من الظلمة= أصحابه بوعودهم الكاذبة أن آلامه ستنتهي حوَّل ليله (آلامه) إلى نهار (أمال) ولكن في الحقيقة فأي نور له (رجاء في المستقبل) هو أقرب ما يكون للظلمة، فهو بلا رجاء. وكل رجاؤه كان الموت= إذا رجوت الهاوية بيتًا لي= أنني أخدع نفسي إذا ما توقعت منفذًا لي من متاعبي سوى ما يقدمه الموت. مهدت فراشي أي أعد قبره كفراش يرتاح فيه. بل وَقُلْتُ لِلْقَبْرِ: أَنْتَ أَبِي = لقد خذله أصدقاؤه فصار القبر والدود أقرب أقربائه، يرحب بالقبر فالموت صار أكثر حنانًا من أصدقائه.
أمالي... تهبط إلى مغاليق الهاوية = الآمال التي تحدثوني عنها ستهبط معي إلى الهاوية ويغلق علينا، أي لا رجاء مطلقًا.
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 18 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أيوب 16 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sy2tx37