محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
في الإصحاحات (12-13-14) نجد رد أيوب على صوفر. وهو أولًا يناقش أصحابه ثم يعاتب الله على تركه في هذه الآلام. واعتراضه على أصحابه منصب على فكرتهم بأن لا آلام للبار.
الآيات 1-5:- "فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ: «صَحِيحٌ إِنَّكُمْ أَنْتُمْ شَعْبٌ وَمَعَكُمْ تَمُوتُ الْحِكْمَةُ! غَيْرَ أَنَّهُ لِي فَهْمٌ مِثْلَكُمْ. لَسْتُ أَنَا دُونَكُمْ. وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ مِثْلُ هذِهِ؟ رَجُلًا سُخْرَةً لِصَاحِبِهِ صِرْتُ. دَعَا اللهَ فَاسْتَجَابَهُ. سُخْرَةٌ هُوَ الصِّدِّيقُ الْكَامِلُ. لِلْمُبْتَلِي هَوَانٌ فِي أَفْكَارِ الْمُطْمَئِنِّ، مُهَيَّأٌ لِمَنْ زَلَّتْ قَدَمُهُ."
صحيح أنكم شعب= أي أنتم الأغلبية فهم 3 وأيوب 1 وهم متفقين معًا على إدانته. وهو هنا يسخر منهم بسبب غرورهم وإدعائهم الحكمة وتصورهم أن كل واحد يجب أن يخضع لحكمهم. ومعكم تموت الحكمة= وبعد أن تموتوا ستنتهي الحكمة معكم ويبقَى العالم في ظلام الجهل. ولكن لتعلموا فأنا أفهم مثلكم ولَسْتُ أَنَا دُونَكُمْ. بل هناك كثيرين ولست وحدي الذي لي الحكمة بل من ليس عنده مثل هذه= أي من الذي لا يعرف ما قلتموه (كثيرًا ما نقع في غواية أننا وحدنا الذين نفهم كما وقع في هذا أصحاب أيوب) ثم يشتكي أيوب من الازدراء الشديد الذي عاملوه به= رجلًا سخرة لصاحبه صرت= حتى أصحابي الذين هم أنتم صرت لكم سخرية، حقًا هم أتوا لتعزيته ولكنهم قالوا كلاما فظيعًا. وما زاد في أحزان أيوب أن من يسخر منه هم أصحابه وهم رجال متدينين= دعا الله فاستجابه= كانوا يصلون وصلواتهم مستجابة. والإهانة إذا صدرت من رجل من رجال الله تصبح فظيعة. ثم يعزي نفسه بأن هذا يحدث دائمًا= سخرة هو الصديق الكامل فكثيرون يسخرون منه لكماله وقداسته (وهذا ما حدث مع المسيح القدوس) وهكذا كان نصيب القديسين والشهداء سخرية الجهلاء والوثنيين الذين اضطهدوهم.
لِلْمُبْتَلِي هَوَانٌ فِي أَفْكَارِ الْمُطْمَئِنِّ، مُهَيَّأٌ لِمَنْ زَلَّتْ قَدَمُهُ وفي ترجمة اليسوعيين:
حق البائس...... في رأي المسعود الإهانة.. فهي مهيأة (معدة) لمن زلت قدمه. والمعنى أن كل من هو في رخاء (المطمئن والمسعود) وحالته منتعشة مستعد دائمًا أن يلحق الإهانة بالشخص البائس (المبتلي) الذي تصيبه مصيبة كقوله "هو يستحق أكثر من هذا بسبب خطيته."
الآيات 6-11:- "خِيَامُ الْمُخَرِّبِينَ مُسْتَرِيحَةٌ، وَالَّذِينَ يُغِيظُونَ اللهَ مُطْمَئِنُّونَ، الَّذِينَ يَأْتُونَ بِإِلهِهِمْ فِي يَدِهِمْ! «فَاسْأَلِ الْبَهَائِمَ فَتُعَلِّمَكَ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَتُخْبِرَكَ. أَوْ كَلِّمِ الأَرْضَ فَتُعَلِّمَكَ، وَيُحَدِّثَكَ سَمَكُ الْبَحْرِ. مَنْ لاَ يَعْلَمُ مِنْ كُلِّ هؤُلاَءِ أَنَّ يَدَ الرَّبِّ صَنَعَتْ هذَا؟ الَّذِي بِيَدِهِ نَفَسُ كُلِّ حَيٍّ وَرُوحُ كُلِّ الْبَشَرِ. أَفَلَيْسَتِ الأُذُنُ تَمْتَحِنُ الأَقْوَالَ، كَمَا أَنَّ الْحَنَكَ يَسْتَطْعِمُ طَعَامَهُ؟"
أيوب هنا يدحض نظرية أصحابه، فهم قالوا "عيون الأشرار تتلف (أي 20:11) وأيوب هنا يحاول أن يثبت العكس أن القوي يأكل الضعيف، وهذا واضح حتى في عالم الحيوان والطيور والأسماك، والله لا يتدخل ليحمي الضعفاء. وهو يريد أن يثبت أن البار مثله ممكن أن يعاني من شر الأشرار وهو بريء. فالحمامة البريئة يلتهمها النسر الظالم. خيام المخربين مستريحة= في الترجمات الأخرى ترجمت كلمة المخربين باللصوص. ولعله هنا يشير للسبئيين والكلدانيين الذين سلبوا ثروته ويعيشون في اطمئنان. الذين يأتون بإلههم في يدهم= أي يشعرون أن إلههم قوة يدهم، واتكالهم هو على يدهم القوية أو سيوفهم التي في أياديهم. ثم يلجأ لعالم الحيوان ليثبت أن القوي يلتهم الضعيف، بل هو نسب هذا لسلطان الله المطلق فقال مَنْ لاَ يَعْلَمُ.. أَنَّ يَدَ الرَّبِّ صَنَعَتْ هذَا. ولكن لنعلم أنه بسبب الخطية صار هذا التخريب حينما لعنت الأرض. ولنرَى مثال: قبل المسيحية أي قبل إيمان روما بالمسيحية كان الرومان كذئاب والمسيحيين كحملان. ومن الطبيعي أن يلتهم الذئب الحملان وهذا ما حدث في عصور الاضطهاد. ودخلت المسيحية إلى روما وتحول الذئاب لحملان وعاشوا في محبة ورأينا كيف أن الذئب والخروف يسكنان معًا (أش 6:11). الذي بيده نفس كل حي= هنا هو يعزو كل شيء لملكية الله للخليقة فهو له السلطان المطلق. أفليست الأذن تمتحن الأقوال كان بلدد قد قال اسأل الآباء (أي 8:8). هنا أيوب يقول أنا آخذ منهم ما يمكن أن أقبله، فأنا أسمع كل شيء وأمتحنه. واسمعوا أنتم أيضًا كلامي وتذوقوه ثم أحكموا هل هو صالح أم لا.
الآيات 12-25:- "عِنْدَ الشَّيْبِ حِكْمَةٌ، وَطُولُ الأَيَّامِ فَهْمٌ. «عِنْدَهُ الْحِكْمَةُ وَالْقُدْرَةُ. لَهُ الْمَشُورَةُ وَالْفِطْنَةُ. هُوَذَا يَهْدِمُ فَلاَ يُبْنَى. يُغْلِقُ عَلَى إِنْسَانٍ فَلاَ يُفْتَحُ. يَمْنَعُ الْمِيَاهَ فَتَيْبَسُ. يُطْلِقُهَا فَتَقْلِبُ الأَرْضَ. عِنْدَهُ الْعِزُّ وَالْفَهْمُ. لَهُ الْمُضِلُّ وَالْمُضَلُّ. يَذْهَبُ بِالْمُشِيرِينَ أَسْرَى، وَيُحَمِّقُ الْقُضَاةَ. يَحُلُّ مَنَاطِقَ الْمُلُوكِ، وَيَشُدُّ أَحْقَاءَهُمْ بِوِثَاق. يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى، وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ. يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاءِ، وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. يُلْقِي هَوَانًا عَلَى الشُّرَفَاءِ، وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ. يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ مِنَ الظَّلاَمِ، وَيُخْرِجُ ظِلَّ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبِيدُهَا. يُوَسِّعُ لِلأُمَمِ ثُمَّ يُجْلِيهَا. يَنْزِعُ عُقُولَ رُؤَسَاءِ شَعْبِ الأَرْضِ، وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلاَ طَرِيق. يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ، وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ."
هنا حديث رائع لأيوب عن حكمة الله وقوته وسلطانه. وحديثه هنا بلا انفعال ولا شكوى. بل يتكلم في حكمة يقول أنه اكتسبها من طول الأيام= عند الشيب حكمة وطول الأيام فهم. فهو يقول أنه أيضًا يعترف وهذا ما علمته له الأيام أن الله حكيم وقادر وله سلطان. عنده الحكمة = لتخطيط ما هو أفضل. والقدرة على تنفيذ ما خطط له. هوذا يهدم فلا يُبنَى= إذ هدم لا يستطيع أحد أن يبني. يغلق على إنسان فلا يفتح = يغلق عليه في شدائد أو مرض فلا ينجيه إنسان، وإذا أغلق عليه في قبر فلا أمل في العودة للحياة. ونفس المفهوم نجده في (رؤ 7:3). يمنع المياه فتيبس= إذا امتنعت الأمطار يصيب الأرض الجفاف. (وهذا ما حدث أيضًا في شق البحر الأحمر). ومنع المطر هو في سلطة الله وأيضًا أعطاه لبعض رجاله (إيليا). والجفاف يكون قصاص من الله (تث 23:28، 24). يطلقها فتقلب الأرض= هذه عقوبة من نوع آخر وهي الفيضانات المدمرة (طوفان نوح مثال). والله عِنْدَهُ الْعِزُّ = القوة والقدرة والفهم= الحكمة. ولَهُ الْمُضِلُّ وَالْمُضَلُّ = الله يستخدم كل أحد لتنفيذ مقاصد عنايته الإلهية. ومن أعمال جميع الناس الله قادر أن يمجد ذاته (فهو حَمَق مشورة أختيوفل بأن قام حوشاي الأركي بتضليل إبشالوم والله تمجد في النهاية). فالقوي والجبار والمضل ليسوا مطلقو الحدود وإلا صار العالم في فوضى. بل كل عظماء الأرض وملوكه في يدي الله. يذهب بالمشيرين أسرَى (كغنائم حربية) وتذهب عنهم كل كرامة، حتى تثبت مشورة الله وتصبح تدابير هؤلاء المشيرين الذين قاوموا الله كلا شيء. ويحمق القضاة= (مثال:- أخيتوفل+ أش 13:19). إذًا فليتضع كل إنسان أمام الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). يحل مناطق الملوك أي ينزع قوتهم. ويشد أحقاءهم بوثاق= (يهوياكين وصدقيا) أي يعاملوا كالعبيد. لأن العبيد كانوا يسيرون بأحقائهم ممنطقة. يذهب بالكهنة أسري= الكهنة هنا حسب الترجمة في الإنجليزية "أمراء" فأيام أيوب كان الكاهن هو رأس العائلة أو رئيس القبيلة أي أميرها، ولكن عمومًا فلو أخطأ الكاهن فعقوبته أشد من الإنسان العادي. ينزع ذوق الشيوخ= أي فهمهم (الإنجليزية). فالشيوخ المشهورين بالحكمة، ويعتمد الناس على حكمتهم، إذا خالفوا الله يفقدون كل حكمة. يقطع كلام الأمناء= الأمناء هنا هم الذين أؤتمنوا على أعمال عامة. يلقي هوانًا على الشرفاء= الذي أعطاه الله شرفًا وكرامة لدى الناس، إذا أهان الله ينزع عنه كرامته. يكشف العمائق من الظلام= بكيفية عجيبة يكشف الله ما كان مختفيًا ومستورًا. ويخرج ظل الموت إلى النور= يفضح الله المؤامرات التي تدبر في الظلام. يكثر الأمم= فإرادة الله خيرة وهو يريد أن يبارك. "باركهم الله قائلًا أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض" (تك 28:1). ولكن إن انحرفت هذه الأمة التي سبق الله وباركها يبيدها (أمثلة بابل وأشور...). يوسع الأمم= يزيد عددها وإن سارت في طريق الضلال يجليها= أي تذهب للسبي (إسرائيل ذهبت للسبي) ينزع عقول رؤساء.. . = الله يعطي حكمة للرؤساء ليقودوا شعوبهم فإن هم ضلوا وضلت شعوبهم ينزع الله حكمة وعقل الرؤساء فيصيرون في حيرة لا يدرون ما يفعلون= كمن هو في تيه بلا طريق، يتلمسون في الظلام وليس نور، ويرنحهم مثل السكران. فالرب يزعزع السماء والأرض وكل شيء... وسيجلس ملكًا إلى الأبد.
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أيوب 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j4j4tf5