1. لم يكن للخيمة أقفال فالباب مفتوح دائمًا ولكل واحد. هذا حتى الآن. أما ما نجده في (رؤ8:15) فمخيف "وإمتلأ الهيكل دخانًا من مجد الله ومن قدرته ولم يكن أحد يقدر أن يدخل الهيكل حتى كملت سبع ضربات السبعة الملائكة. إذًا علينا أن لا نقسي قلوبنا إن سمعنا صوته" (عب7:4).
2. هناك تدرج في استخدام المعادن:
وفي قدس الأقداس ذهب فقط.
فكلما دخلنا للأعماق نكتشف الأمجاد الإلهية.
أول ذكر للذهب في الكتاب المقدس كان في الجنة (تك11:2) فكان في أرضها ذهب وهو ذهب جيد وآخِر مرة يذكر فيها الذهب في (رؤ18:21، 21) فأورشليم السماوية كلها ذهب وطرقاتها ذهب. والمعنى أن ما كان في الجنة وفقدناه سنحصل عليه ثانية في السماء. الذهب يشير لمجد الله والسماويات. وحيث أن آدم كان يتمتع بمجد الله في الجنة قيل أن ذهب تلك الأرض جيد. فالذهب إشارة للسمويات حيث أنه لا يصدأ.
وكلمة ذهب جاءت في العهد القديم 350مرة واستخدم الذهب ليس للنقود بل للزينة والحلي (تك22:24) واستخدم رمزًا للثروة (تك2:13) فهو يعيش طويلًا ولا يفقد بريقه. وللأسف استخدم في عبادة الأوثان (أش19:40). وهذا معناه أننا حولنا عطايا الله لنستخدمها في الخطية. أو حولنا مجد الله الذي فينا لغير الله.
وحينما نجد آيات مثل "ذهبكم وفضتكم قد صدئا" (يع3:5 + 1بط7:1، 18، 19 + 1بط3:3، 4) هنا نجد أن الذهب شيء فاسد بجانب دم المسيح فالأشياء الإلهية يشير لها الكتاب هنا أنها أثمن من الذهب (مز10:19 + أم10:8) ولكن في هذه الآيات أي نوع من الذهب يتكلم عنه؟ هو الذهب الذي اشتهاه البشر فصنعوا منه عجلًا ذهبيًا عبدوه. هو شهواتهم أو هو المال الذي عبدوه. وهكذا صنع يربعام ملك إسرائيل عجل ذهبي ليعبده الشعب؟ ونبوخذ نصر صنع تمثال ذهب. هكذا عكس الذهب السماوي الذي يشير لمجد الله. فعطية الله صالحة لكن استخدام الإنسان يفسدها بأن يخضعها للشر وتتحول موضوعًا لشهواته.
إذًا الذهب يشير لمجد الله لذلك كان القدس وقدس الأقداس ذهبيين وكان الهيكل كله ذهبًا رمزًا لأورشليم السماوية (حتى أرضية الهيكل كانت ذهبًا) (1مل30:6) وفي (رؤ15:21) نجد قياس المدينة بقصبة ذهب والمعنى أن من يدخل هذه المدينة لا بُد أن يكون له مقاييس سماوية.
حين يذكر الوحي أن الجنة كان بها ذهب جيد، والذهب يشير للسماويات، فهذا يعني أن آدم كان له إمكانية أن يحيا حياة سماوية بل وكان يتذوق الحياة السماوية. ولكن بعد سقوط الإنسان نجده يستخدم إمكانياته لخدمة العالم بل والأوثان، وفقد تذوق الحياة السماوية وأفراحها، وهذا معنى أنه طُرِد من الجنة. أما في السماء فنجد كل شيء ذهب (رؤ21) والمعنى أن ما كان في الجنة هو عربون ما في السماء وستعود لنا أفراح الحياة السماوية وأمجادها "فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لَا يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" (1بط1: 8). وبنفس المفهوم نجد الجنة بها أحجار كريمة ولكن هذا يأتي كإشارة سريعة، أما في أورشليم السمائية فستجد أن الأحجار الكريمة في كل مكان. والأحجار الكريمة تشير لأولاد الله (نقطة رقم12).
وكان الذهب يصنع على شكل صفائح رقيقة وتقطع بعض هذه الصفائح على شكل أسلاك رفيعة. فالصفائح تغشى بها أجزاء الخيمة والأسلاك توشى بها ملابس رئيس الكهنة. والخلاصة أن الذهب يشير لمجد الله أي لطبيعته الإلهية.
أول مرة يرد ذكر الفضة في الكتاب المقدس في (تك2:13) كإعلان عن غنى إبراهيم. *وكانت الفضة تستخدم كنقود، فإخوة يوسف باعوه بعشرين من الفضة.
*ثم نسمع عن فضة الكفارة (خر11:30-16). فالفدية تدفع من الفضة، وكان من لا يدفعها يهلك بحكم الناموس. دم خروف الفصح أنقذ شعب الله. ولكن نجد أن الله يطالب الشعب بدفع نصف شاقل فضة حتى لا يهلكوا ويسميها فضة الكفارة للتكفير عن نفوسهم. فدم خروف الفصح خلصهم من الموت. ولكن هناك ثمن يدفعه كل واحد حتى لا يهلك.
*وإذا كان خروف الفصح يرمز للمسيح، وكان دم المسيح هو الذي خلصنا وكفَّر عن خطايانا. نفهم أن هناك ثمن دفع كفدية ليشتريني المسيح ويحررني "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لَا بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلْآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ (1بط18:1-19). "لِأَنَّكُمْ قَدِ ٱشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا ٱللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ ٱلَّتِي هِيَ لِلهِ" (1كو20:6) . المسيح دفع الثمن بدمه. ولكن كما كان كل فرد من الشعب مطالب بدفع فضة الكفارة حتى لا يهلك. فهذا يشير لعمل يجب أن يؤديه كل منا.
*والعمل المطلوب من كل إنسان الآن لكي يحيا أبديًا ويستحق الخلاص بدم المسيح هو الإيمان الحي العامل بالمحبة "فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱللهِ؟ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ عَمَلُ ٱللهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِٱلَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ" (يو6: 28-29) + "هَكَذَا ٱلْإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ" (يع2: 26 + غل 5: 6).
منعا للتكرار الرجاء مراجعة موضوع فضة الكفارة (خر 30).
*وتشير الفضة أيضًا لكلمة الله لنقاوتها ولونها الأبيض (مز6:12) "كلمة الله كالفضة". وقد تشير لكلمة الله المكتوبة أو كلام الكرازة.
*إذًا الفضة تشير *لكلمة الله المكتوبة، *وللفداء الذي به حصلنا على الحياة.
وما قيل عن الذهب يقال هنا أيضًا فإذا إستخدم الإنسان الفضة استخدامًا سيئًا وعبد المال نسمع كلامًا صعبًا عن الفضة. إذًا الكلام الصعب يشير لإستخدام الإنسان السيئ.
*أول مرة ذكر فيها النحاس كانت في (تك22:4). ولكن ذكر الذهب أولًا في (تك11:2) فمجد الله أولًا. وقد ذكر الذهب قبل السقوط. أما النحاس فذكر بعد السقوط، وذكر مع عائلة قايين المغضوب عليهم من الله. والنحاس يوجد في أماكن كثيرة من العالم وقد يوجد مختلطًا بالشوائب غالبًا لذلك يحتاج للتنقية، والتنقية تحتاج للنار. وهو معدن لونه أحمر وهو لين فيسهل طرقه وتشكيله في شكل أواني أو ألواح تغطى أشياء أخرى مثل مذبح المحرقة. وهو يفوق الذهب والفضة في المتانة.
*وكلمة نحاس مشتقة من كلمة قبرص من حيث كان الرومان يستوردونه (نحاس copper وقبرص cyprus). وفي العبرية هناك صلة بين كلمة نحاس nehosheth وحية nehash). وإذ كان الشعب قد عبد الحية النحاسية التي عملها موسى في البرية أسماها حزقيا نحشتان وسحقها (2مل18: 4). وغالبًا فهذا الإسم ناتج من دمج الكلمتان حية ونحاس.
*وللنحاس في الكتاب المقدس إستعمالات كثيرة بعضها جيد وبعضها شرير:-
1) يشير للأرض الجيدة: التي يوجد بها معادن نافعة "من تلاله يخرج نحاسًا" (تث9:8) فالأرض لا تثمر غلة فقط بل معادن نافعة.
2) يشير لسحق العدو: قُومِي وَدُوسِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ، لِأَنِّي أَجْعَلُ قَرْنَكِ حَدِيدًا، وَأَظْلَافَكِ أَجْعَلُهَا نُحَاسًا، فَتَسْحَقِينَ شُعُوبًا كَثِيرِينَ (مي13:4)
3) يشير للعبودية والأسر والخضوع: نجد أن النحاس يستعمل في السلاسل التي يقيد بها الأسرى (شمشون وصدقيا قض21:16 + 2مل7:25).
4) يشير لقوة الدفاع والحماية فهو معدن قوي: والأسوار المنيعة تصنع أبوابها من نحاس (1مل13:4+ إش2:45 + مز16:107). ورداء جليات كان نحاس ولكن هذا الأخير ثبت ضعفه أمام إيمان داود. وبهذا يشير النحاس لقوة الدفاع (إر18:1+20:15).
5) يشير للدينونة واللعنة كعقاب من الله: ففي (تث23:28+ لا19:26) نسمع عن أن السماء حديد (حسب الآية: "سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ، وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ") (أي لا مطر ولا ثمار من الأرض كعقوبة على خطايا الشعب)، وهذا ما فعله إيليا حينما منع المطر عن إسرائيل أيام آخاب وإيزابل ثلاث سنين ونصف. هذا من اللعنات لو أخطأوا. لذلك فالنحاس هنا يشير للدينونة.
ولتطبيق هذا على طبيعة الله:- *1 نرى هنا الله القدوس الديان، وأحكام دينونته للخطية والشر. ونرى قوته والخضوع لأحكامه مع عدم الإمكانية من الهروب منها في حالة الخطية. *2 ومن جهة أخرى نرى التمتع بحمايته في حالة الالتجاء إليه فيصير سورًا لنا كما قال لإرمياء النبي "هَأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ ٱلْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ، لِمُلُوكِ يَهُوذَا وَلِرُؤَسَائِهَا وَلِكَهَنَتِهَا وَلِشَعْبِ ٱلْأَرْض. فَيُحَارِبُونَكَ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ، لِأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، لِأُنْقِذَكَ" (إر1: 18-19).
وفي تطبيق هذا على الإنسان الخاطئ:- فيشير النحاس للعناد وقساوة القلب "لِمَعْرِفَتِي أَنَّكَ قَاسٍ، وَعَضَلٌ مِنْ حَدِيدٍ عُنُقُكَ، وَجَبْهَتُكَ نُحَاسٌ" (إش4:48). وهنا النحاس يشير للوقاحة والتمرد وقارن مع حزقيال (حز 8:3 ، 9) "لِأَنَّ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ صِلَابُ ٱلْجِبَاهِ وَقُسَاةُ ٱلْقُلُوبِ. هَأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ وَجْهَكَ صُلْبًا مِثْلَ وُجُوهِهِمْ، وَجَبْهَتَكَ صُلْبَةً مِثْلَ جِبَاهِهِمْ، قَدْ جَعَلْتُ جَبْهَتَكَ كَٱلْمَاسِ أَصْلَبَ مِنَ ٱلصَّوَّانِ، فَلَا تَخَفْهُمْ". أما عروس المسيح فقيل عنها "خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ" (نش4: 3). هي تستحي ويحمر وجهها. أما الخطاة ذوي الجباه الصلبة فهم جبهتهم كالنحاس (إش48: 4) أي مثل قشرة الرمانة من الخارج وهذه لونها نحاسي.
*الحية النحاسية رمز الصليب:- وهنا نفهم لماذا كانت الحية نحاسية فالنحاس علامة مميزة للشيطان الذي دانه الرب على الصليب وقيَّدَه بسلسلة (رؤ20: 1-2) فالنحاس يرمز للدينونة والمسيح دان الشيطان (يو16: 11). وحيث أن النحاس استخدم في الأحكام القضائية (سلاسل نحاسية) وفي السجون. إذًا هو يعني أن أحكام الله وقضائه هي أحكام قوية لا تتغير. وعلى الصليب كان قضاء الله على الخطية وبعده قُيِّد الشيطان بسلاسل (رؤ1:20-3) 1000 سنة. وقداسة الله وكماله تستوجب دينونة الخطية إدانة مطلقة. وهذا أدى أن يرفع هو كالحية النحاسية. فهو صار خطية لأجلنا (هذا معنى الحية) (يو14:3 + 2كو21:5) ولكن الحية كانت نحاسا إشارة لدينونة الخطية ودينونة إبليس. ولاحظ أن الحية الحقيقية بها السم داخلها أما النحاسية فلا يوجد بها سم داخلها. فالمسيح كان بلا خطية، بل هو حامل خطية، خطية العالم كله. هو حمل خطيتنا (حية) ليدينها (نحاسية) فيكون منظر الحية النحاسية المعلقة هو رمز للخطية المدانة بالصليب. رمز للمسيح الذي صار خطية (له شكل الخطية) وقد دانها بالصليب. فهو حمل حكم الله الذي لا يتغير ضد الخطية ليأتي بالحياة والشفاء لمن يلجأ إليه.
وعلى الصليب صارت السماء نحاسًا للمسيح "إلهي إلهي لماذا تركتني" ولكن تم القضاء فيه، لكن بهذا إنفتحت السموات لي أنا لتمطر وينسكب الروح القدس على الكنيسة. إذًا على الصليب نرى دينونة الخطية ومحبة الله. فالله لن يكون الله القدوس إلا لو دان الخطية. إذًا فالنحاس يحدثنا عن ألوهية المسيح من حيث دينونته للخطية وعدله وقداسته.
وهو يشير للصلابة (أي12:6+ رؤ15:1؛ 2: 18) فالمسيح رجلاه نحاسيتان بهما يطأ أعداؤه. وبهما ندك كل أشواك هذه الحياة وكل خطية.
*مذبح المحرقة النحاسي والمرحضة النحاسية:- واستعمال النحاس في مذبح النحاس يشير لإدانة الخطية بالصليب، واستعماله في المرحضة يشير لإدانة النجاسة. ونجد أن كل من هو في المسيح لا شيء من الدينونة عليه (رو1:8) هذا يبدو هنا واضحًا جدًا، فكل ما هو خارج الخيمة نحاس أما ما هو داخل الخيمة فهو ذهب أي مجد وفرح. وبينما المسيح رجلاه من نحاس نجد يداه ذهب فعطاياه لأولاده سماوية (نش14:5)،
ولنلاحظ في مذبح المحرقة النحاسي اشتعال النار عليه دائمًا (كما ذكرنا سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى) رمزًا للدينونة الإلهية فهذه النار نزلت من السماء وإلهنا نار آكلة. وحينما ننظر للمذبح النحاسي والنار مشتعلة عليه هذا يذكرنا بأن أساس عرش الله هو البر والقضاء. هنا على هذا المذبح نجد الرحمة والعدل. ثم في المرحضة بعد المذبح مباشرة نجد النتيجة المباشرة لما حدث على المذبح، أي التطهير والغسيل أي الغفران.
هو خشب ناشف قوي. لا يُسَوِّس فهو بذلك يرمز لجسد المسيح من حيث:-
1. أنه لا يفسد "لن تدع تقيك يرى فسادًا" (مز10:16).
2. الخشب من ثمار الأرض والمسيح إتخذ له جسدًا من الأرض.
3. هو خشب أي نبت: والمسيح نبت قدامه كفرخ (أي غصن من شجرة جافة) (إش2:53) ويخرج قضيب (أي غصن) من جذع يسى (إش1:11) وينبت غصن من أصوله.
والسنط إستخدم هنا بينما إستخدم سليمان الأرز، فلماذا السنط بالذات؟ لأن السنط ينمو في الصحراء (1مل15:6 ، 34). والصحراء هي بلا ماء، أي بلا حياة ومع هذا أخرج الله حياة من الموت. وهذا يرمز للمسيح المولود من عذراء لا يمكن أن تنجب.
بل أن المسيح حوَّل الصحراء إلى جنة. ولاحظ قول الوحي في إشعياء أَجْعَلُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ ٱلْأَرْزَ وَٱلسَّنْطَ وَٱلْآسَ وَشَجَرَةَ ٱلزَّيْتِ. أَضَعُ فِي ٱلْبَادِيَةِ ٱلسَّرْوَ وَٱلسِّنْدِيَانَ وَٱلشَّرْبِينَ مَعًا. لِكَيْ يَنْظُرُوا وَيَعْرِفُوا وَيَتَنَبَّهُوا وَيَتَأَمَّلُوا مَعًا أَنَّ يَدَ ٱلرَّبِّ فَعَلَتْ هَذَا وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ أَبْدَعَهُ (إش19:41 ، 20). وكان قول إشعياء هذا يعني أن الله قادر أن يحول الصحراء إلى جنة. وهذا ما تم بعمل المسيح إذ أرسل الروح القدس، الماء النازل من السماء ليعطي حياة للصحراء الجرداء. والصحراء الخربة كانت هي العالم قبل المسيح الذي نبت فيه كغصن سنط.
والشجر أيضًا يذكرنا بالبذر الذي يدفن ثم يظهر كشجرة. "إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلْأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير" (يو12)
ونفهم أن البرية أو الصحراء الخربة هي إسرائيل. أو كرسي داود الذي خرب وإنقطع بموت صدقيا الملك. ثم خرج المسيح كغصن من نسل داود، من هذه البرية ومن هذه الشجرة المقطوعة، شجرة عائلة داود الملكية.
وكانت إسرائيل كقبور مبيضة (مت27:23) هم جسد بلا روح، كقبور ملآنة عظامًا. لذلك كان المسيح حين جاء مثل جذع حي خرج من أرض ناشفة.
وهذا الشجر يخرج منه الصمغ ويستخدم كدواء ومقويات ومنشطات. وخشب السنط كما ذكرنا يعيش لفترات طويلة دون أن يفسد.
لونه أبيض نقي إشارة للطهارة والنقاوة الكاملة (رؤ5:3+ 13:7 ، 14) وكان هو لباس الكهنة ولباس رئيس الكهنة يوم الكفارة (يوم الكفارة رمز ليوم الصليب). وكلمة مبروم أي أن خيوطه مبرومة أي مجدولة من عدة خيوط. وهو يشير لنقاوة المسيح الكاملة وأنه بلا خطية، ويشير لعمله ككاهن يقدم ذبيحة نفسه فملابس الكهنة من الكتان الأبيض. وقوله مبرومًا يشير لألام المسيح في حياته من إضطهاد الكهنة والكتبة والفريسيين له.
وبالنسبة لنا تشير لقمع الجسد وضبطه. ويكون كل جهاد لقمع الجسد والتحكم فيه في المسيح يسوع هو تقدمة لبيت الرب. لذلك قال بولس الرسول "بل أقمع جسدي وأستعبده" (1كو9: 27). ونستخدم في صلاة مسحة المرضى فتائل مبرومة من القطن المغموس في الزيت، إشارة للمريض المتألم. وبعمل الروح القدس (الزيت) لا تحترق الفتيلة بل تنير.
إذًا هو يشير لحياة المسيح النقية ولألامه بالجسد أثناء حياته على الأرض، فنجد أن محاولات قتله وإهانته متكررة. ويشير اللون الأبيض أيضا لأننا فيه نتبرر.
هذا اللون يحصل عليه من نوع من الدود يسمى الدودي توجد عالقة بأوراق الشجر، وهي تتوالد عليها. وكانوا يأخذون هذا الدود ويغلونه في الماء ويعصرونه. وهذا يشير لدم المسيح المسفوك فلون القرمز هو لون الدم. وكان ملوك إسرائيل يلبسون رداءً قرمزيًا، لذلك ففي إنجيل متى الذي يخاطب اليهود نجد أن الجند حين أرادوا أن يهزأوا بالمسيح ألبسوه رداء قرمزيًا. وفي مزمور (مز 6:22) أما أنا فدودة لا إنسان صورة واضحة للمسيح الملك الذي مات وعصر دمه لأجلنا فالدودة هنا هي المقصود بها التي يأخذون منها اللون القرمزي وتسمى هذه الدودة (دودة القرمز) وسنلاحظ أن الألوان المستخدمة هنا تأتي بموت دودة أو أي مخلوق، إشارة للمسيح الذي مات عنا وراجع (يش18:2 + 2صم24:1 + عد6:19). لهذا علينا أن نُمات النهار كله.
هو لباس ملوك الأمم لذلك فمرقس الذي كتب إنجيله للأمم ذكر أن الجند ألبسوا المسيح ثوب أرجوان، ولعل الجنود كانوا يغيرون لون الرداء أو هو رداء به ألوان مختلفة لأن لوقا قال أنه كان لباسًا لامعًا. ومتى رأى فيه اللون القرمزي لون ملوك اليهود فمتى يكلم اليهود ومرقس رأَى فيه اللون الأرجواني لون ملوك الأمم فهو يكلم الرومان.
وغالبًا فقول متى رداءً قرمزيًا (مت27: 28). وقول مرقس رداءً أرجواني (مر15: 17). وقول لوقا (لو23: 11) لباسًا لامعًا. وقول يوحنا ثوب أرجوان (يو19: 2)، القصد منه أنهم ألبسوه رداءً ملوكيًا للسخرية منه، فالتهمة الموجهة له أنه يقول أنه ملك. وكل إنجيلي إستخدم الوصف الذي يتناسب مع من يكتب لهم، وكان كل إنجيلي يقصد أنهم لكي يسخروا منه ألبسوه ثوبا ملوكيا.
وهذا اللون الأرجواني يشير لملك المسيح. وهو لون أحمر يميل للبنفسجي. يؤخذ من نوع معين من الأصداف بعد سحقها (موت أيضًا). والمسيح هو ملك علينا بمحبته التي ظهرت في موته. (راجع قض26:8 + لو16) (ملابس الرجل الغني) .
ولنلاحظ أنه طالما أن المسيح يملك عليَّ، إذًا كل ما هو لي هو له.
هو لون سماوي أزرق. يشير للمسيح بكونه سماوي، آتيًا من السماء (راجع يو13:3). والكلمة فارسية تنقسم لشقين (أسمان + جوني) وأسمان تعني سماء وجوني معناها لون. إذًا الكلمة تعني ما لونه كالسماء. وهذا اللون أيضًا يؤخذ من الأصداف. هو يعلن جمال المسيح السماوي. وكما لا ندرك أعماق السماء ولكن نتمتع بجمالها، هكذا يمكننا أن نتمتع بالسماويات وجمالها دون أن ندرك أعماقها (راجع خر10:24).
هو الغطاء الخارجي للحيوان. إذًا هو نقطة تلامسه مع العالم الخارجي أو هو نقطة الإنفصال عنه. وهو يحمي الحيوان من الحر والبرد والمطر فهو يشير للإنفصال. ولذلك النذير كان يطلق شعره كمن إنفصل عن كل نجاسة ويكون مقدسًا (عد5:6) ولو حدث وتنجس فكان عليه أن يحلق شعره كرمز لأنه فقد هذا الانفصال. وإحدى علامات البرص أن الشعر يغير لونه أو يسقط (لا30:13-42) والمقصود أن الانفصال لم يحدث عن عالم الخطية وبقوة فهذا يعتبر نجاسة.
لذلك كان هذا ما يميز أنبياء العهد القديم والنذيرين: 1*إعتزالهم مجتمع الشر. 2*إرتدائهم لباس من الشعر تعبيرًا عن إنفصالهم عن الشر المحيط. 3*عدم حلق شعر الرأس (1صم11:1).
أمثلة: (1) هكذا كان يوحنا المعمدان "كان لباسه من وبر الإبل" (مت3: 4) + (2) شمشون يطلق شعره كسر لقوته. + (3) إعتزال النبي (إر17:15 + زك4:13).
وظيفة الأنبياء:
1*لم تكن أساسًا أن يتنبأوا بالمستقبل بل أن يحدثوا الشعب عن الله، بعد أن فشل الكهنة والشعب في التعرف على الله. فمثلًا صموئيل النبي أرسله الله بعد فشل عالي الكاهن. (راجع عب1:1) فالله أرسل المسيح بعد أن فشلت كل محاولاته السابقة بإرسال الأنبياء.
2*وكان عمل النبي أيضًا أن يكشف خطايا الشعب ويدعوهم للتوبة (إش1:58).
3*وكان النبي أيضًا يتنبأ عن خراب الأمم ثم رجوع إسرائيل.
4*كذلك كان يوحنا المعمدان أعظم من الجميع (مت9:11) مع أن كل عمله كان الدعوة للتوبة (مر15:1) .
5*إلا أن أهم عمل للأنبياء أنهم أعلنوا فساد البشر ووبخوهم، ولكنهم أعلنوا أن الحل آتٍ بالمسيح.
*والمسيح قام بنفس العمل بعد سجن يوحنا المعمدان ووبخ السيد المرائين والفريسيين وكانت شهادته الدائمة في توبيخ الرياء هي ثوب الأنبياء الذي يرتديه.
*وكان ثوب الشعر يستعمل أيضًا في المسوح وهذه تستعمل في أوقات الحزن، إذًا فثوب الشعر يشير أيضًا لحزن المسيح على خطايا الشعب ودموعه ورثاءه على أورشليم "وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا" (لو19: 41-44).
*إذًا ثوب الشعر يشير للمسيح في:- 1*إنفصاله عن الخطية. 2*كنذير حقيقي (عب26:7). 3*ويشير له كنبي. فصفات الأنبياء قد تجمعت فيه وهي توبيخ الخطية وروح الحزن والرثاء.
*وشعر المعزى يشير أيضًا للخطية والخداع. (قصة رفقة ويعقوب، ثم أن أولاد يعقوب خدعوا أباهم في قصة يوسف بأنهم ذبحوا معزى كما أن رفقة قد ذبحت معزى (تك16:27+ 31:37) ولاحظ أنهم لم يذبحوا خروفًا. وميكال صنعت نفس الشيء مع شاول لتحمي داود. لذلك فالمعزى تشير للخطية والغش والخداع قارن مع (مت32:25). ولون الماعز الأسود يشير للخطية عموما، لذلك كانت ذبيحة الخطية من الماعز، وهذا ما كان يستخدم يوم الكفارة (لا16). وهذا سبب قول الرب أن الخراف ستكون عن اليمين إشارة للونها الأبيض، لون البر "الأبرار بيَّضوا ثيابهم في دم الخروف" (رؤ7: 14)، أما الجداء فمكانهم على اليسار أي الرفض بسبب لونها الأسود لون الخطية، هؤلاء لم يتبرروا بدم المسيح، "فَيُقِيمُ ٱلْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَٱلْجِدَاءَ عَنِ ٱلْيَسَارِ" (مت25: 33).
*ولاحظ أن كلمة خطية وكلمة ذبيحة خطية في العبرية هما كلمة واحدة "لِأَنَّهُ جَعَلَ ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ ٱللهِ فِيهِ" (2كو21:5). والخلاصة أن شقق شعر الماعز في الخيمة تشير للمسيح كحامل لخطايانا وهو الذي بلا خطية. هي تشير للمسيح الذي رفع خطايا البشرية وأظهر الخطية أنها خاطئة جدًا وسوداء.
والفرق بين غطاء شعر الماعز وغطاء الجلود أن شعر الماعز هو شعر حيوان حي لم يذبح بعد، إذًا هو يشير للمسيح في عمله وحياته وكذبيحة لم تقدم بعد. أما الأغطية الخارجية فتشير لعمل الفداء.
رأينا القرمز يشير للملك. وقارن مع (رؤ3:17 ، 4). فالمرأة هنا تشير للعالم الخاطئ، بابل أم الزواني، وهي هنا تلبس القرمز والأرجوان والذهب وغيرهم. كل هذا هنا يشير لملك العالم ومجد العالم وهذا يوفره رئيس هذا العالم لمن هم يسجدون له. بينما الكنيسة عروس المسيح الآن في المسوح وسيأتي الوقت الذي يذهب عن بابل مجدها ويظهر المجد العتيد أن يستعلن فينا. هذه الصورة ظهرت في شاول الملك بعد أن رفضه الله ومسح داود ملكًا لكن ظل شاول لفترة ظاهرًا أمام الشعب كأنه الملك الحقيقي وداود نراه هاربًا من وجهه حتى جاء الوقت الذي ظهر فيه داود في مجد كملك حقيقي.
ولاحظ أن المسيح كدودة دخل تحت الألام ليعصر وليحمل عنا خطايانا.
لذلك يقول في (إش18:1) "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف". أي لو إنخدعنا وما عدنا منفصلين عن العالم وسعينا وراء أمجاد وملذات العالم، ثم عدنا لله يبررنا (لون الثلج والصوف الأبيض الذي هو صوف الخراف).
ونحن علينا أن نحتمل معه الآن بعض الألم وإن كنا نتألم معه سنتمجد معه أيضًا (رو17:8 ، 18) .
محمرة أي مصبوغة باللون الأحمر. فكانت الكباش تذبح ثم تسلخ. ثم تصبغ جلودها. والله أعطى إبراهيم كبشًا ممسكًا بقرنيه في غابة ليقدمه ذبيحة. والغابة تعني هنا أيكة أو شجرة كبيرة وهي تشير لشعب إسرائيل، هذا الذي أعده الله ليكون كرمة تعطي عنبًا جيدًا (إش5 + مز8:80-11) فتحولت لشجرة مملوءة شوكًا. فجاء لهم المسيح في شكل كبش، في طاعة حتى الصليب. ولكن في قوة فالقرون ترمز للقوة والسلطة الملوكية التي للمخلص (مز10:92 + مت37:27)، بل قل أنها قوة المحبة تجاه الإنسان التي جعلت المسيح يشتهي الصليب ويرتبط به بقوة، ليخلص الإنسان "ليت عليَّ الشوك ..." (إش27: 2-5). والكبش كان يستخدم كثيرًا كذبيحة (لا18:8؛ 2:9، 18؛ 3:16، 5، 9؛ عد14:6؛ 88:7) وهو عادة ذبيحة الإثم (لا16:5+ 6:6+ 21:19). ويستخدم في تكريس الكهنة. الكبش هنا صورة للمسيح الذي قدم نفسه في طاعة كاملة عن شعبه. وكان سلخ جلد الكبش فيه صورة الطاعة الكاملة والإستسلام لإرادة الآب.
ولاحظ في طقس تكريس الكهنة (خر15:29-26) أنه تمسح أذانهم وأصابع أياديهم وأرجلهم فتتكرس حواسهم وطاقاتهم لله. وهكذا كان المسيح رئيس كهنتنا في كل دقائق وجزئيات حياته لله "ينبغي أن أكون فيما لأبي" + "طعامي أن أصنع مشيئة الذي أرسلني". وفي (مز6:114 ، 7) حتى يصوِّر المرنم طاعة الطبيعة بإعجاز أمام الله صوَّر الجبال كأنها كباش، فالكباش رمز للطاعة. فأمام الله الكل يخضع حتى الجبال القوية. "وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا ٱلْجِبَالُ قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ ٱلْكِبَاشِ، وَأَيَّتُهَا ٱلتِّلَالُ مِثْلَ حُمْلَانِ ٱلْغَنَمِ؟ أَيَّتُهَا ٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ ٱلرَّبِّ".
وبالخطية انتهت براءة الإنسان فشعر بعريه. فمعصية الإنسان لله دمرت جمال وبراءة الخلقة الأولى ولحق بها الفساد والموت، فحل بالإنسان الخجل من طبيعته، ولذلك اختبأ حتى من الله الذي يحبه، وحاول أن يستر نفسه بأقمصة من ورق التين التي هي محاولات الإنسان البشرية ليخلص نفسه من الهلاك بدون دم المسيح، وهذه المحاولات أو أقمصة ورق التين لن تستطيع أن تحميهم من العين الإلهية القادرة أن تعرف كل شيء (إش6:64). ولكن شكرًا لله الذي صنع القميص الذي يرضيه ليسترنا ويغطينا. فهو صنع لآدم وحواء أقمصة من جِلد. فالمسيح ككبش فداء لم يقدم ذاته فقط كذبيحة بل تَعَرَّى (مقابل هذا نرى الذبيحة تُسْلَخ من جلدها) ليكسينا. وهكذا لبس الابن الضال الْحُلَّةَ الأُولَى (إر6:23 + 1كو30:1).
وكان جلد بعض الذبائح يعطي للكهنة إشارة لنفس المعنى أن المسيح الذبيحة يسترنا. وفي عدم شق ثوب المسيح بعد الصلب (يو23:9 ، 24) مفهوم أن الثوب يشير للكنيسة التي يسترها المسيح ولا يريد لها إلا أن تكون كنيسة واحدة لا تنشق.
وكون الجلود محمرة فهذا إشارة للون الدم فالذي يغطي ويستر هو دم المسيح. الله يريد أن يكون كل شيء مصبوغ بالدم وباللون الأحمر. فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة. (راجع شريعة البقرة الحمراء (عد19 + إش63).
ولنرى طاعة المسيح وثباته بلا تردد لتأدية هذه المهمة (راجع لو31:9، 51).
إذًا نرى في جلود الكباش المحمرة الآتي:- قوة المحبة التي في المسيح تجاه شعبه التي دفعته للصليب بثبات وطاعة، فسفك دمه بعد أن تعرى كان ذلك ليفدينا وليكسينا ويستر علينا.
التخس هي حيوانات برمائية مثل كلب البحر أو عجل البحر. وكلمة تخس هي نقل للكلمة العبرية "تحش" أي الحيوان المأخوذ منه هذا الجلد. وهذا الجلد متين جدًا. وتصنع منه الأحذية الراقية (حز16 حذاء عروس المسيح) وكلمة تخس استعملت هنا وفي حزقيال 16 فقط.
وهذه الحيوانات تعيش في البر والبحر، وجلدها هذا يحميها من الوسط الغريب الذي تحيا فيه. وهكذا المخلص السماوي الذي من السماء وعاش على الأرض، هو من مكان النور والفرح وجاء ليعيش في جو غريب عليه، وفعلًا هاجمه عدو الخير ليسقطه في خطايا العالم ولكنه لم يقبل أي إغراء ولا حتى كل ممالك العالم.
إذًا جلد التخس يمثل الحماية الكاملة في وسط جو مخالف للطبيعة بل جو معادي.
ومرة أخرى كيف يتم الحصول على الجلد؟ الإجابة مرة أخرى بالموت. إذًا هنا نفس ستموت لتعطيني الحماية من العالم وخطيته.
رأينا في جلود الكباش المحمرة، الفداء والستر ونرى في جلود التخس الحماية والعزل، ولكن الله لا يعطي هذه الحماية لأي إنسان إن لم يجاهد "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب4:12).
ولاحظ استخدام هذه الجلود في صنع الأحذية (حز16). وإذا لاحظنا أن الابن الضال أعطوه حذاء، فماذا تعني هذه الأحذية؟ الحذاء يستعمل عند خروج الإنسان للعمل فيحمي قدمه من الجروح حينما تتلامس مع الأرض وأشواكها والمعنى حفظ الإنسان في حياته وأثناء خدمته. أنظر للمسيح الذي سار إلى سوخار من أجل خلاص نفس. ولذلك نخلع الحذاء في حضرة الله فلا دنس ولا خوف في حضرته. هذا بالإضافة لخلع أي اتصال بالعالم لينشغل الفكر بالله فقط.
وهذه الجلود لونها قاتم لأن الحياة مع المسيح تبدو غير جذابة "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه" (أش2:53) لكن كل مجد ابنة الملك من داخل.
في (تك12:2) نجد في أرض الجنة ذهب جيد والمقل وحجر الجزع.
وحجر الجزع حجر كريم ثمين جدًا. وهو شفاف بلوري ترى فيه عدة ألوان مرتبة في خطوط متوازية.
والمقل هو صمغ عربي أو هندي أو أفريقي ذو رائحة لطيفة وتشير الكلمة أيضًا إلى أنها تعني الدر في المعنى العبراني الأصلي. وحجارة الترصيع هي حجارة كريمة من كل الأنواع.
كل هذا رمز لقيمة المؤمنين عند الله فهم عنده كحجارة كريمة. وقد رأينا في (تك2) ذكر الذهب في الجنة والمعنى أن الله خلق الإنسان وأعطاه مجدًا، فهذا الإنسان عند الله ثمين جدًا. وتنوع ألوان الحجارة تشير إلى أن كل واحد له لونه أو جماله الخاص عند الله. ولكل عضو مكانه عند الله والكل في تناسق وتكامل. وكثير من الأحجار الكريمة المذكورة لا نعرفها ولكن المهم أن لكل واحد جماله وصفاته الخاصة، هكذا أبناء الله في عين الله. وهناك محاولات وتأملات كثيرة لدراسة كل نوع ومحاولة تطبيقه على كل سبط وأصحاب هذه المحاولات يؤكدون أن هناك ارتباط بين نوع الحجر والصفة المميزة لكل سبط.
← تفاسير أصحاحات الخروج: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
أطياب دهن المسحة والمسح |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
خيمة الاجتماع |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p57fa8x