← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
ترتيب الأحداث:
1) صعد موسى إلى الله فناداه الرب من الجبل، وأوصاه أن يخبر بيت يعقوب أنه يريدهم شعب خاص له من بين جميع الشعوب (يكونوا من خاصته، وهذا معنى لفظ الرب). ويطلب منهم أن يسمعوا له ويحفظوا عهده (خر 19: 3-6).
2) جاء موسى وأخبر الشعب بهذا، وقال الشعب كل ما تكلم به الرب نفعل، وموسى يرد إجابتهم إلى الرب (خر 19: 7-8).
3) الله يخبر موسى بأنه سيتكلم معه أمام الشعب، ليحترموا الوصية ويحترموا موسى. وطلب من موسى أن يستعد الشعب ويتقدس ليتقابل مع الله، وموسى يقدس الشعب (خر 19: 9-15).
4) الشعب يلاقي الله، وظواهر مخيفة تصاحب هذا اللقاء (خر 19: 16-19).
5) الله ينزل إلى رأس جبل سيناء (خر 19: 20).
6) الله يدعو موسى إلى رأس الجبل ويطلب من موسى أن يعيد التحذير على الشعب ويصعد ثانية إلى الجبل ومعه هارون (خر 19: 20-25).
7) الله يتكلم ويعطي الوصايا العشر (خر 20: 1-17).
8) الشعب يرتعد من الظواهر التي تحدث، ويطلبون من موسى أن يكلم هو الله ويخبرهم بما يريده الله لأنهم خافوا أن يموتوا (خر 20: 18-20).
9) موسى يقترب من الضباب حيث كان الله (خر 20: 21).
10) الرب يعطي لموسى عدة وصايا (خر 20: 22 - 23: 33).
11) الرب يطلب من موسى أن يصعد إليه ومعه هارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل ويسجدوا لله من بعيد. ثم يقترب موسى وحده (خر 24: 1-2).
12) موسى ينزل للشعب ويخبرهم بكل ما قاله الله، والشعب يجيب بأنهم سيفعلون كل ما أوصى به الرب. (خر 24: 3).
13) موسى يبني مذبحًا ويقدم ذبائح، والشعب يعِدْ بأن يطيع وصايا الله، والرب يدخل في عهد مع الشعب بدم الذبيحة. (خر 24: 4-8).
14) موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل يصعدون إلى الجبل ويرون إله إسرائيل الذي إستضافهم فأكلوا وشربوا في حضرة الرب (خر 24: 9-11). وهذا رمز وإشارة لمائدة الإفخارستيا.
15) موسى يصعد وحده مع يشوع ليعطيه الرب لوحيّ الشريعة والوصايا (خر 24: 12-13). ولما صعد موسى إلى الجبل غطى السحاب الجبل وحل مجد الرب على جبل سيناء (خر 24: 15-16). أما الباقين فنزلوا ليقضوا للشعب (خر 14: 14).
آية (1): "وَقَالَ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى الرَّبِّ أَنْتَ وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو، وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَاسْجُدُوا مِنْ بَعِيدٍ."
وقال لموسى= هذه تكملة لـ(خر 21:20) ودخل بينها بعض الشرائع. وكان موسى لا يزال على الجبل بعد أن أخذ ناموس العهد وبعد ذلك نزل إلى الشعب وقص عليهم كلمات الناموس وختم العهد بدم الذبيحة ثم عاد إلى الجبل مع هرون وناداب وأبيهو والسبعين شيخًا. والسبعين شيخًا يمثلون رؤساء الشعب في مصر.
آية (2): "وَيَقْتَرِبُ مُوسَى وَحْدَهُ إِلَى الرَّبِّ، وَهُمْ لاَ يَقْتَرِبُونَ. وَأَمَّا الشَّعْبُ فَلاَ يَصْعَدْ مَعَهُ»."
في العهد القديم موسى يقترب وحده. أما في العهد الجديد فهناك دعوة لكل فرد أن يقترب. بل المسيح يقول "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين... " + "اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم" (يع8:4).
آية (3): "فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ»."
جميل أن يتلقى موسى الوصايا من الله ويشرحها للشعب ويقبلها الشعب بكل رضى. هذا هو دور الخدام أن يسمعوا من الله ويعلموا الشعب. وهذا دور الشعب أن يسمع ويستجيب. ولكن الشعب لم يعرف صعوبة الوصية وصعوبة طاعتها.
آية (4): "فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ."
المذبح علامة أو رمز لحضور الله والاثني عشر عمودًا رمزًا لحضور الـ12 سبطًا فالـ12 سبط سيدخلون الآن في عهد مع الله. هذا ما يتضح في آية (7).
آية (5): "وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ."
الشعب بكل فئاته وأعماره يشترك في العهد. وجميل أن نرى الشباب بحيويتهم وقدرتهم ونشاطهم يقدمون الذبائح فالفتيان لهم دور كما أن الشيوخ كانوا مع موسى، الكل في شركة وفي عهد مع الله. وفي الكنيسة لا يمكن أن يقام قداس بدون شعب ويلزم اشتراك الشعب علانية مع الكهنة في الخدمة. الكاهن يصلي عن الشعب والشعب يصلي عن الكاهن ويصلوا لأجل البطريرك والأساقفة. وكان لكل يهودي أن يذبح أما رش الدم فللكهنة فقط.
الآيات (6-8): "فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ»."
رش الدم نصفه على المذبح ونصفه على الشعب معناه ارتباط الله مع الشعب في هذا العهد، ويعني وحدة الشعب مع الله، وأن كلاهما ارتبط بالعهد. رش الدم على المذبح يعني أن الله دخل في عهد مع الشعب ليحفظهم ويحميهم. هو عهد بدم الذبائح في العهد القديم. أما العهد الجديد فكان بدم المسيح. إذ قال السيد المسيح ليلة العشاء الرباني "وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا: إشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد..." (مت26: 27 ، 28). ورش الدم على الشعب يعني تقديس الشعب ليدخلوا في عهد مع الله وأنهم ملتزمين بالوصايا. وحيث أن الشعب طبيعته خاطئة ولا يستطيع تنفيذ العهد صار الشعب يتقرب لله عن طريق دم الذبائح لتكفر عنهم وبذلك صار هذا العهد رمزًا للعهد الجديد بدم المسيح. لذلك كان الدم المرشوش هو الوسيلة التي رأوا بها مجد الله (آية17). ولذلك نلاحظ هنا في آية (1) اسجدوا من بعيد، أما العهد الجديد فنسمع القول اقتربوا. وسبب ذلك دم المسيح الذي قربنا إلى الله لذلك قيل عن الذبائح في العهد القديم من أراد أن يقرب ذبيحة (لا2:1، 3، 10، 14.. إلخ.).
يُقَرِّب = أي يقدم ذبيحة يتقرب بها من الله. ومنها قربان.
آية (7) كتاب العهد = التوراة والوصايا العشر والتشريعات (إصحاحات 21-23).
تأمل في آية (5): الله يطلب محرقات الحب وذبائح السلامة منك في أيام شبابك لذلك يقول الكتاب "أذكر خالقك في أيام شبابك" (جا1:12) وكان لكل إسرائيل أن يذبح التقدمة (كهنوت عام) وأما إيقاد النار فهو للكهنة (كهنوت خاص). وبالنسبة لنا فالمسيحيين كلهم كهنة بالمفهوم العام يقدمون ذبائح الشكر وذبائح التسبيح ويقدمون أنفسهم ذبائح حيَّة ويصلبون أهوائهم مع شهواتهم أما الكهنة فعملهم هو تقديم ذبيحة الإفخارستيا.
آية (9): "ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ،"
آية (10): "وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ."
ظهر لهم الرب في صورة إنسان لأنه يقول.. تحت رجليه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هم رأوا الله بلا رعب بل في محبة وجمال. وكانوا كضيوف على مائدته (آية 11) فرأوا الله وأكلوا وشربوا والعقيق الأزرق الشفاف يشير لقداسة الله (قداسة الله أي ارتفاعه وتساميه عن الأرضيات كما رأينا من قبل) وأن من يسود عليهم الله (من هم تحت رجليه) يجب أن تكون لهم الطبيعة السماوية والفكر السماوي فلا شركة للنور مع الظلمة. هذه الرؤيا كانت تشير من بعيد للتجسد حيث يأتي المسيح السماوي ويتجسد ويعطينا أن نأكل أمامه (التناول). فالتناول يعطي أن تنفتح عيوننا ونعرف الله ونحيا "من يأكلني يحيا بي+ هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحي..".
آية (11): "وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا."
لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل= أي لم يقتلهم فإنه لا أحد يرى الله ويعيش وكان هذا إعلان من إعلانات الله (الأقنوم الثاني) الذي تجسد ليعطينا حياة لا لنموت. فرأوا الله وأكلوا وشربوا= تفهم أنها رمز للإفخارستيا جسد المسيح الذي نأكله لنحيا، ونحن نأكل جسده ونشرب دمه في حضرة الله. تماما كما حدث في هذه المأدبة السماوية لشيوخ إسرائيل الذين أكلوا وشربوا في حضرة الله.
وليس معنى أن الله يهتم بالروحيات أنه ينسى الماديات. فالله يهتم بأكلنا وشربنا وملبسنا، فإن أكلنا أو شربنا فنحن أيضًا في حضرة الله نشكره على كل خيراته. والله يفرح بنا ونحن فرحين شاكرين متهللين في حضرته دائما، بعطاياه الروحية والمادية وراجع (إش65: 17 – 18).
الآيات (12-14): "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ». فَقَامَ مُوسَى وَيَشُوعُ خَادِمُهُ. وَصَعِدَ مُوسَى إِلَى جَبَلِ اللهِ. وَأَمَّا الشُّيُوخُ فَقَالَ لَهُمُ: «اجْلِسُوا لَنَا ههُنَا حَتَّى نَرْجعَ إِلَيْكُمْ. وَهُوَذَا هَارُونُ وَحُورُ مَعَكُمْ. فَمَنْ كَانَ صَاحِبَ دَعْوَى فَلْيَتَقَدَّمْ إِلَيْهِمَا»."
بعد الأكل نزل الجميع ولم يمكث سوى موسى ويشوع. وذهب الشيوخ ليحكموا لإسرائيل. وهوذا هرون وحور معكم = كان هرون وحور معًا يسندان يدي موسى على الجبل. والآن هرون وحور يحكمان. هرون يمثل الكهنوت وحور من سبط يهوذا، سبط الملك بل حور هو جد بصلئيل بن أوري الذي أعطاه الله حكمة لبناء خيمة الاجتماع. فهرون وحور معًا يمثلان الكهنوت والحكمة اللتان أعطاهما الله لكنيسته لتدبيرها بعد أن صعد هو بالجسد (رمز لذلك صعود موسى للجبل).
آية (15): "فَصَعِدَ مُوسَى إِلَى الْجَبَلِ، فَغَطَّى السَّحَابُ الْجَبَلَ،"
موسى دخل إلى قلب السحاب ليعلن له الله سر المسيح الذي كان مخفيًا في رموز وأبعاد وأجزاء خيمة الاجتماع وفي طقوسها والمواد المستخدمة فيها.
آية (16): "وَحَلَّ مَجْدُ الرَّبِّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَغَطَّاهُ السَّحَابُ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ دُعِيَ مُوسَى مِنْ وَسَطِ السَّحَابِ."
مكث موسى 6 أيام للاستعداد للقاء الله، ولقد استراح الله في اليوم السابع بعد أن خلق العالم في ستة أيام. وفي اليوم السابع دُعِيَ موسى ليوجد في حضرة الرب ومن هذا نفهم أن الراحة الحقيقية هي أن نكون في حضرة الرب وفي دخول موسى وحده للسحاب صار رمزًا للمسيح الذي دخل وحده إلى الأمجاد.
تأمل: كم كانت خسارة موسى ستكون جسيمة لو أنه قال لنفسه في اليوم السادس لقد دعاني الرب وحتى الآن لم أراه وها أنا على الجبل وحدي فلأنزل ولكنه لم يفعل وفضل أن ينتظر الرب، لذلك يقول الكتاب "إنتظر الرب، ليتشدد وليتشجع قلبك، وإنتظر الرب" (مز27: 14).
آية (17): "وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ."
آية (18): "وَدَخَلَ مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ. وَكَانَ مُوسَى فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً."
صام موسى 40 يومًا ولكنه كان خلالها مستمتعًا شبعانًا من رؤية مجد الله، فموسى لم يأكل طوال هذه الأربعين يومًا. والمسيح صام 40 يومًا وهكذا إيليا لذلك يمكن أن ننظر لهذه الأربعين يومًا كأنها تشير لفترة حياتنا على الأرض فإذا قضيناها بروح الصوم والصلاة تصير لنا شهوات مقدسة للانطلاق إلى السماويات حاسبين أن العالم وما فيه ما هو إلا نفاية. حين تشبع الروح بلقاء الله تشبع النفس والجسد وهذا هو حال الآباء الرهبان المتوحدين والأباء السواح.
وحين نسمع أن نينوى كان لها فرصة 40 يومًا وإن لم تقدم توبة يقلبها الله. نفهم أيضًا أن رقم 40 يشير لحياتنا إن لم نحياها بروح التوبة ستكون نهايتها سيئة بعيدًا عن الله.
← تفاسير أصحاحات الخروج: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الخروج 25 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير الخروج 23 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dd87vjb