محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
يأتي هذا الإصحاح بعد سلسلة من ضعفات شعب الله (خوف من أرض الموعد - عدم إيمان وتذمر - اعتراض على قيادة موسى - اغتصاب للكهنوت...) هنا يظهر فشل الإنسان مع أن الله سبق وقال عنهم " إسرائيل ابني البكر " وهذا يشبه ظهور الإنسان العتيق فينا , أي ظهور ضعفاتنا وخطايا تعلقنا بنجاسات هذا العالم خلال رحلة حياتنا على الأرض بعد أن حصلنا على البنوة بالمعمودية.
والبقرة الحمراء هي ذبيحة خطية، وقد ذُكرت ذبائح الخطية وكل الذبائح في سفر اللاويين، وكان متصورًا أن يذكر سفر اللاويين أيضًا هذه الفريضة، فريضة البقرة الحمراء ضمن الذبائح لكنه ذكرها هنا في سفر العدد وبعد أن ظهرت ضعفات الشعب ، ليعلن الله أن هناك علاج لضعفاتي التي ستظهر خلال رحلة حياتي، فرحلة الأربعين عاما في البرية تمثل رحلة حياة غربتنا على الأرض.
كانت شكوى اللاويين في (عد13:17) أن "كُلُّ مَنِ اقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ الرَّبِّ يَمُوتُ". ورأينا في (ص18) أنه يمكن الاقتراب خلال الكهنوت اللاوي. وهنا يكشف عن الحاجة للتقديس الذي بدونه لا يقدر أحد أن يعاين الله (عب12: 14). فالبقرة الحمراء هذه ليست للتكفير عن الخطايا بل للتطهير من النجاسة أو للقداسة. ودم المسيح يكفر عن خطايانا ويطهرنا من نجاساتنا.
ماذا تعني كلمة التقديس
"إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس. ولا تنجسوا أنفسكم بدبيب يدب على الأرض" (لا11: 44).
يقال عن الله أنه قدوس، وهي كلمة لا تقال سوى عن الله فقط. وقدوس في اليونانية Άγιος أجيوس....وتعني لغويًّا أ = لا ، وجى = أرض، وجيوس = أرضي. فتصبح أجيوس = اللاأرضي أي السماوي المرتفع عن الأرضيات ويناظرها قول القديس يعقوب عن الله أنه غير مُجَرَّب بالشرور (يع1: 13). بينما يقال عن البشر قديس وتشير الكلمة لِمَنْ يسعى لأن ينشغل بالسماويات تاركًا الاهتمام بالأرضيات، وكلما تسامى الإنسان عن الماديات تزداد درجة قداسته. وفي العبرية تعني " قدس للرب " أن هذا الشيء أو هذا الشخص هو مخصص أو مكرس للرب. وبهذا يتكامل المعنى اليوناني مع العبري، ويكون الإنسان القديس هو من يبتعد عن نجاسات الأرض متساميا عنها، طالبا السماويات مكرسا نفسه لله.
ولخص القديس بولس الرسول هذا في (كو3: 1-5) " فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض....فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنا النجاسة الهوى.....".
والدبيب كالثعابين والسحالي... تسعى على بطونها فتأكل من تراب الأرض. ويكون معنى الآية (لا11: 44) أن إلهنا وأبونا السماوي قدوس متسامي عن نجاسات الأرض فعلينا نحن أبنائه أن نتشبه به ولا نسعى وراء شهوات الأرض.، ونفس المعنى نجده في (كو3: 1-5).
وبهذا نفهم أن فريضة البقرة الحمراء تشير لتقديسنا كلما تلامسنا مع نجاسة الأرضيات خلال رحلة حياة غربتنا على الأرض.
ونجد طقوس أو فرائض الذبائح في ثلاث أماكن في الكتاب المقدس وكل منها لهُ غرض:-
1- خروف الفصح.... سفر الخروج سفر الحرية من عبودية فرعون..... دم المسيح يعطينا الحرية من عبودية إبليس.
2- ذبائح المحرقة وتقدمة الدقيق/ وذبائح الخطية والإثم والسلامة..... سفر اللاويين وهو سفر القداسة.... دم المسيح يكفر عن خطايانا ويضعنا على أول درجات سلم القداسة، وهذا ما فعله السيد المسيح بتقديم نفسه ذبيحة فهو قد أرضى قلب الله بطاعته ونحن فيه نُحسب طائعين وغفر خطايانا وأعطانا حياته لنسلك بالبر.
3- البقرة الحمراء..... سفر العدد وهو سفر التوهان في البرية حتى عبور نهر الأردن (الذي يشير لموتنا بالجسد)...... دم المسيح يقدسنا خلال رحلة حياتنا ليعطينا معونة أن نرتقي على سلم القداسة بأن نقف كأموات أمام نجاسات العام طالبين السماويات، وهذا يستلزم جهادنا.
فنحن لا يمكننا أن نقترب لمسكن الرب أو نتمتع بالشركة معه والثبوت فيه إلا من خلال ذبيحة الصليب والدخول في حياة التقديس. ففي هذا الطقس (البقرة الحمراء) يُعِّد الكاهن الرماد من حرق البقرة ويستخدم الرماد في إعداد مياه التقديس أو كما يسميها ماء النجاسة لأن هذا الماء يطهر من النجاسة وينقل الإنسان من حالة الدنس إلى حالة القداسة.
وكان رماد البقرة الناتج من حرقها وسحق نواتج الحريق يحفظ منه جزء في كل مدينة لعمل التطهيرات اللازمة لكل من تنجس وليسهل للشعب الحصول عليه. ويقول علماء اليهود أنه لم تقدم سوى بقرة حمراء واحدة أيام موسى وإحتفظوا برمادها حتى أيام السبي حين قدموا بقرة أخرى إحتفظوا برمادها حتى أيام المسيح (البقرة الثانية قُدمت بعد العودة من السبي).
وحتى لو كان هذا التاريخ أو التقليد اليهودي صحيح أو غير صحيح، فالكتاب لم يذكر هذه الفريضة للبقرة الحمراء سوى في هذا المكان وهذا إشارة للمسيح الذي قُدِّم ذبيحة مرة واحدة وعن كل العالم. فلم يكن كل من يخطئ يقدم بقرة حمراء بل كان في بقرة حمراء واحدة الكفاية. وهذه كما لم يذكر الكتاب سوى مرة واحدة أن موسى ضرب الصخرة فأخرجت ماء، لأن المسيح صُلِبَ مرة واحدة لينسكب الروح على الكنيسة.
وكانوا يضعون من هذا الرماد ذرات قليلة على الماء، لكنه محفوظ عندهم في كل مكان وهذا يشير إلى أسرار الكنيسة المحفوظة والموجودة دائمًا والتي تستمد قوتها من ذبيحة المسيح الواحدة والبقرة الحمراء نادرة جدًا وكان اليهود يقولون لو وجدت بالبقرة شعرتان سود أو بيض تُرفض البقرة. وهذا إشارة لأن المسيح لا يوجد مثيل لهُ. وهي كانت حمراء فالمسيح أخذ جسده من الأرض وثيابه حمراء من دم نفسه ومن دم أعدائه. وكانت البقرة الحمراء تقدم من مال الجماعة وليس لحساب شخص واحد فهي للجميع. بل أيضًا فالجميع، جميع اليهود قدموه للصليب. وحرق البقرة يشير للآلام النفسية والجسدية التي احتملها المسيح (إش1:63-3). إذًا هي إشارة للمسيح الذي اجتاز معصرة الغضب الإلهي وحده.
المعمودية:- هي موت ودفن ثم قيامة مع المسيح (راجع رو6: 1-14).
الميرون:- سكنى الروح القدس فينا الذي يبكت على الخطية ويعين ضعفاتنا (يو16: 8 + رو8: 26).
التوبة والاعتراف:- هو قرار بتغيير مسار الحياة بالموت عن الخطايا المحبوبة والاعتراف بها للكاهن، وبصلاة التحليل ينقل الروح القدس خطايانا إلى المسيح الذي يقدم نفسه ذبيحة على المذبح في سر الإفخارستيا.
الإفخارستيا:- الذي يعطي غفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه.
ويكون رماد البقرة الحمراء إشارة لجسد المسيح الذي مات على الصليب والماء في فريضة البقرة الحمراء إشارة للروح القدس الذي يعمل على أن يعين الإنسان، على أن يظل الإنسان العتيق الذي مات في المعمودية ميتًا أو رمادًا ولا يرتد للنجاسة مرة أخرى. أي أن يظل جسده مدفونا مع المسيح خلال رحلة غربة حياته على الأرض، فيطلب السماويات، وبهذا يتقدس ويرتقي درجات على سلم القداسة مبتعدا عن نجاسات هذا العالم ساعيا لأن يحيا حياة سماوية.
ولكن الروح القدس لا يعمل وحده دون إرادة الإنسان وهذا يتطلب جهاد الإنسان في أن يعتبر نفسه ميتا أمام الخطية (أي يعتبر نفسه رمادًا) والجهاد يعني التغصب على فعل هذا فنربح الحياة والملكوت الذي قال عنه رب المجد " أنه يُغصب " (مت11: 12) والروح يعين من يفعل (رو8: 26،13)، ومن يفعل تظهر فيه حياة المسيح. ولنسمع ماذا يقول الكتاب في هذا:-
قدموا أجسادكم ذبيحة حية...(رو12: 1).
إحسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية.... (رو6: 11).
أميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنا النجاسة.... (كو3: 5).
ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون...(رو8: 13).
"الرُّوحُ.. يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا"... (رو8: 26).
"حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا" (2كو4: 10).
والإماتة هي قبول الإنسان أن يموت مع المسيح بإرادته وأن يقف أمام الخطية كميت بحريته الشخصية. حينئذ يجد معونة من الروح القدس (الماء) ليظل الإنسان العتيق فيه ميتا ومدفونا مع المسيح وهذا بدأ بالمعمودية (رماد البقرة الحمراء) وحينئذ تظهر حياة المسيح الأبدية فيه فيسلك في بر الله (2 كو 5: 21)، وبهذا يتقدس أي يتخصص ويتكرس لله ويتطهر من نجاسة الخطية.
في المعمودية نموت وندفن مع المسيح، ولكن المعمودية لا ولن تلغي حريتنا فنحن خلقنا على صورة الله أحرارًا. ولكن بعد المعمودية يعود الإنسان ويحتك بالنجاسات التي في العالم فيوقظ الإنسان العتيق الذي فيه. وليظل في حياة القداسة عليه أن يتخذ قراره بالموت عن ملذات العالم النجسة وهذا ما نسميه الإماتة. لذلك فقرار الإماتة هو قراري أنا وحينئذ تظل حياة المسيح ثابتة فيَّ وأقول مع بولس الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل2: 20). وكلمة صلبت في هذه الآية هي قراري بالموت الاختياري عن نجاسة العالم. ولذلك يقول بولس الرسول " ثمار الروح القدس محبة فرح.... ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل5: 22-24). إذًا الروح القدس يعمل ويعين من يقبل أن يصلب أهواء وشهوات جسده ويقف كميت أمام الخطية والنجاسة فيعينه الروح على أن يتحول لرماد، وهذا هو ما يسمى بعمل النعمة.
بعد هذه المقدمة نقول أن ماء النجاسة (ماء + رماد البقرة الحمراء) هو للتقديس أي أن الروح القدس (ورمزه الماء) يعيننا على أن نكون كأموات أمام شهوات العالم (وهذا ما يرمز إليه رماد البقرة الحمراء) وبهذا ننفذ قول بولس الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل20:2). وحينما نحيا كأموات أمام الخطية (رو11:6 + كو5:3) نتقدس لله، أي نتقدس ونتكرس لله. الماء يشير لمعونة الروح القدس، والرماد يشير لفعل الموت الذي في المسيح. فالمسيح الآن فيه فعلان: فعل الموت بحياة آدم التي أخذها من العذراء، وفعل الحياة الأبدية التي قام بها من الأموات. ونحن الآن نحيا بها بعد المعمودية، قائلين مع بولس الرسول "لي الحياة هي المسيح" (فى21:1). فالروح القدس يثبتنا في فعل الموت الذي في المسيح. ولاحظ أن الحياة الأبدية التي قام بها المسيح، هذه الحياة قد إتحدت بجسد المسيح الميت، الذي كان ميتا بحياة آدم.
آية (1):- "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: "
آية (2):- "«هذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ قَائِلًا: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ، "
لا عيب فيها = فالمسيح وحده كان بلا خطية. لم يعل عليها نير = لم يسقط تحت نير خطية، والسيد المسيح قال "من منكم يبكتني على خطية" (يو8: 46). فهذا الذي هو بلا عيب حين يحترق فهو لا يحترق لخطيته بل من أجل الآخرين، فداءً عنهم، وحين إحترق ومات كان حاملًا لخطايا كنيسته فأمات خطايا كنيسته.
ولاحظ أن البقرة هي أنثى وهذا يشير أنه اتخذ له جسدًا من بشريتنا وهو جسد كامل حقيقي بل صارت الكنيسة هي جسد المسيح " أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف5: 30).
آية (3):- "فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، فَتُخْرَجُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ. "
إلى خارج المحلة = كما صُلِب المسيح خارج أورشليم. وخارج المحلة يوجد البُرص، فهو صار خطية لأجلنا (2كو5: 21؛ عب8: 1-4؛ 9: 11- 24؛ 10: 12).
تعطونها لألعازار = لماذا لم يعطونها لهرون؟
أ- هرون كرئيس للكهنة لا يخرج إلى خارج المحلة.
ب- في آية 7 من قدمها يصير نجسًا إلى المساء ولو قام هرون بذلك يتنجس وقتيًا فيمتنع عمله كرئيس كهنة فترة نجاسته.
ج- ربما أشار هذا لأن الكهنوت الهاروني سيتم استبداله بكهنوت آخر.
د- المسيح ذُبح خارج أورشليم وكان في نفس اللحظة يدخل لقدس الأقداس وهنا يشرحها الطقس بأن ألعازار والبقرة خارج المحلة وهرون داخل المحلة. فالمسيح كرئيس كهنة لا ينفصل عن أبيه ولا يترك بلاهوته سمواته ولكنه على الصليب خارج المحلة لأجلنا يكفر عن خطايانا، وهو في حضن أبيه ليضمنا إلى بره.
وتذبح قدامه = فكهنة اليهود نسل هرون هم الذين قدموا المسيح للصليب وذُبح قدامهم وبهذا تنجسوا.
آية (4):- "وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلَى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ."
رقم 7 رقم كامل. وخيمة الاجتماع ترمز للكنيسة. وهذا يعني أن المسيح قدَّس كنيسته تقديسًا كاملًا. ورقم 7 يشير لكل أيام الأسبوع فالمسيح قدس كنيسته كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. ويوحنا رأى المسيح حملًا كأنه مذبوح لأن دمه ما زال يقدس كنيسته ويكفر عنها. فالدم لا تنقطع فاعليته. بل هذا يعطي رجاء للخاطئ أن دم المسيح وبره أعظم من خطيتي. وهو يطهر من كل خطية.
آية (5):- "وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلْدُهَا وَلَحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا. "
تُحرق = النار هي نار دينونة الله التي نزلت على المسيح بدلًا مني. هو قبل الدينونة عني.
فرثها = بقايا الطعام الذي في جوفها. الحرق لكل شيء إشارة لأن جسد المسيح كان كاملًا وليس خياليًا.
آية (6):- "وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزًا وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ الْبَقَرَةِ،"
الأرز هو أعلى نبات والزوفا هو أصغر نبات " وتكلم سليمان عن الأشجار من الأرز إلى الزوفا النابت في الحائط" (1مل4: 33). فالصليب هو رفض للعالم بكل مجده وكبرياؤه (الأرز). وحتى لأصغر ما فيه (الزوفا) " صُلب العالم لي وأنا للعالم". والأرز بعلوه يشير للمسيح السماوي العالي والمرتفع فوق الجميع، والذي تواضع وصار بسيطًا جدًا كالزوفا. وسفك دمه (القرمز) ليحمل خطايانا على الصليب = حريق البقرة.
أما القرمز من ناحية اللون فيشير للخطية "إن كانت خطاياكم كالقرمز.." ويشير للدم. الدم (القرمزي اللون) يشير لموت المسيح، الذي مات حَامِلًا خطايانا (القرمز)، وبهذا أمات خطايانا بموته. فنجد المعنى أن خطايانا احترقت حين احترق اللون القرمزي، نجد في الرماد حريق القرمز. إذا رماد القرمز يشير لأن خطيتي قد احترقت.
* والأرز والزوفا والقرمز كانا يستخدمان في طقس تطهير الأبرص بنفس المفهوم.
* وقد يشير خشب الأرز للصليب والزوفا للغسل (تنضح عليَّ بزوفاك) والقرمز للدم.
* وقد يشير إلى أنني يجب أن أحرق كبريائي (الأرز) مع صغر نفسي (الزوفا) مع كل مجد العالم وشهوته وبريقه (القرمز) فقد كان القرمز رداء ملوك اليهود والأرجوان لملوك الأمم.
* والأرز لأنه يُعمِّر طويلًا جدًا يشير لدوام فاعلية الدم، ولأن جسد المسيح لم يرى فسادًا.
الآيات (7-10):-"ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ الْمَحَلَّةَ. وَيَكُونُ الْكَاهِنُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَالَّذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي حِفْظٍ، مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. وَالَّذِي جَمَعَ رَمَادَ الْبَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً."
كل من اقترب منها يتنجس أما رمادها فيقدس (الكاهن - والذي أحرقها والذي جمع رمادها) الكل يتنجس. فكل من اقترب من الصليب يشعر بنجاسته، واحتياجه للتطهير. أما اليهود فقد أعلنوا من خلال تفاسيرهم أنهم غير قادرين على فهم هذه الفريضة وقالوا حتى سليمان لم يستطع تفسيرها. كيف أن من يقدمون هذه الذبيحة يتنجسون بينما هي تطهير لمن تنجس:-
1- المسيح صار خطية لأجلنا ليقدسنا، هو لم يخطئ ولكنه صار حاملًا لخطايانا. والعجيب..... أن نيقوديموس ويوسف الرامي حين كفنوا المسيح وبحسب هذه الشريعة فقد تنجسوا إذ تلامسوا مع ميت. وبحسب (الآية 22) ظل نيقوديموس ويوسف الرامي نجسين حتى المساء إلى أن تطهروا بالماء!!! ولهذا قال بولس الرسول أن "المسيح صار خطية لأجلنا" (2كو5: 21). فبحسب هذه الشريعة الواردة هنا + ما أتى في شأن نجاسة من تلامس مع ميت (عد19: 11-22) فنيقوديموس قد تنجس إذ تلامس مع جسد المسيح الميت، ولكن كان التلامس مع جسد المسيح يقدس. وهذا هو التفسير لما عجز سليمان عن تفسيره، فما كان ممكنا لأحد فهم هذا اللغز قبل صليب المسيح.
2- اليهود تنجسوا بصلبهم المسيح ولكن عملهم كان لتطهير البشرية بدم المسيح.
3- ذبيحة المسيح حملت خطايا العالم كله وهي سر تطهير الكل اليهود والأمم = الغريب = أي لكل مؤمن.
الآيات (11-19):- "«مَنْ مَسَّ مَيْتًا مَيْتَةَ إِنْسَانٍ مَا، يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. يَتَطَهَّرُ بِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ طَاهِرًا. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ لاَ يَكُونُ طَاهِرًا. كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيْتًا مَيْتَةَ إِنْسَانٍ قَدْ مَاتَ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لَمْ تَزَلْ فِيهَا. «هذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ، فَكُلُّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ قَتِيلًا بِالسَّيْفِ أَوْ مَيْتًا أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْرًا، يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيًّا فِي إِنَاءٍ. وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى الْخَيْمَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلَى الأَنْفُسِ الَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي مَسَّ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ. يَنْضِحُ الطَّاهِرُ عَلَى النَّجِسِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْيَوْمِ السَّابعِ. وَيُطَهِّرُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ بِمَاءٍ، فَيَكُونُ طَاهِرًا فِي الْمَسَاءِ."
راجع مقدمة الإصحاح لترى أن التطهير يتم لو إتخذ الخاطئ قراراً بالإماتة (يصير رماداً) أي أن يموت مع المسيح، يموت عن الخطية بإرادته. ومن يفعل يعينه الروح القدس (ورمزه الماء) على التنفيذ.
موت الجسد في العهد القديم كان رمزًا للخطية القاتلة للنفس فالخطية نشأ عنها موت، فالخطية هي انفصال عن الله القدوس والله هو الحياة. لهذا إن لمس أحد ميتًا يصير نجسًا. وهو يصير نجسًا لمدة سبعة أيام رمزًا لعدم التطهير من الخطية كل أيام غربتنا ما لم يتدخل هذا الرماد والماء. والتطهير يتم في اليوم الثالث بواسطة ماء النجاسة المحتوي على الرماد. والمعنى أن تطهيرنا يتم بمياه المعمودية التي أخذت قوتها من ذبيحة المسيح وخلال القيامة مع المسيح (اليوم الثالث)، فالمعمودية هي موت مع المسيح وهذا يعطي غفرانا للخطايا. وهي أيضًا قيامة مع المسيح وإتحاد به فتكون لنا حياته فنسلك في بره. ومن لا يتم تطهيره في اليوم الثالث لن يطهر في اليوم السابع أي حتى بعد أن تنتهي فترة حياته على الأرض. ومن يتطهر في اليوم الثالث تظل فاعلية التطهير العمر كله وحتى عبورنا للحياة الأخرى بل إن من لا يتطهر تُقطع تلك نفس من الشعب (لا ينتمي للكنيسة عروس المسيح).
ولاحظ أن يستمر طاهرًا من تقدس في اليوم الثامن أي يوم القيامة. ففاعليتها أبدية فمن بدأ تطهيره بالقيامة الأولى (اليوم الثالث) يكمل تطهيره بالقيامة الثانية (اليوم الثامن) فحسب الطقس اليهودي ينتهي طقس التطهير بنهاية اليوم السابع الذي يعتبر بداية اليوم الثامن. وخلال فترة حياتنا (الأيام السبعة يحتاج كل من يلمس ميتًا أن يتطهر وهذا يتم بماء النجاسة).
والعجيب..... أن نيقوديموس ويوسف الرامي حين كفنوا المسيح وبحسب هذه الشريعة فقد تنجسوا إذ تلامسوا مع ميت. ولهذا قال بولس الرسول أن المسيح صار خطية لأجلنا (2كو5: 21).
كم تحملت لأجلنا يا رب !!
الآيات (14-15):-" «هذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ، فَكُلُّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ. "
نرى بشاعة الخطية فإن الموت ينجس كل من دخل للخيمة بل كل إناء مفتوح يتنجس. وهذه لها مفهوم طبي صحي فالميت قد يكون مريض بمرض معدي وكل من لمسه أو الأواني المستعملة يجب أن تتطهر. والآنية المفتوحة تشير أيضًا للحواس المفتوحة وهذه تنجس الجسم إذا انفتحت على خطايا العالم. الإنسان الميت داخل خيمة يشير لإنسان خاطئ ينشر سمومه. والإناء المفتوح يشير لإنسان فتح حواسه لكلمات ومبادئ هذا الخاطئ الميت فتنجس. ولهذا يحتاج تطهير وتقديس. "ضع يا رب حافظًا لفمي وبابًا حصينًا لشفت
يَّ ولا تُمل قلبي إلى الشر". ولنرى حالات متعددة للموتأ- من مات داخل خيمة... هذا يشير لمرض تسلل خفية فأدى لضعف ورقاد وشيخوخة روحية وهذا يأتي كثمرة للإهمال والفتور الروحي (الثعالب الصغيرة).
ب- من يقتل بالسيف في الصحراء.... يمثل من هاجمته الخطية بعنف وفي لحظات أسقطته. وهو في حيويته ونشاطه.
ج- العظام اليابسة......... هذه تشير لمن عاش في الخطية زمانًا طويلًا حتى أنتن.
آية (17):- "فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيًّا فِي إِنَاءٍ."
التطهير يتم بالماء + الغبار. الماء يشير للمعمودية والماء الحي = أي ماء جاري إشارة لعمل الروح القدس المستمر مع المؤمن المعمد والممسوح بزيت الميرون ليجدد طبيعته، ويعمل على معونته في قرار الإماتة أي جهاده في أن يقف أمام خطايا العالم ونجاساته كميت، وهذا كما أن الماء الجاري في النهر يجرف ويكنس مجرى النهر من القاذورات التي فيه فينظفه وينقيه، وهذا ما يعمله الروح القدس في قلب الإنسان " قلبا نقيا اخلق فيَّ يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي" (مز51: 10). وكان اليهود يسمون الماء الجاري ماءً حيًا (وراجع يو4: 10). ولعمل الروح القدس هذا في المؤمن فهو يثبته في المسيح ويطهره طوال رحلة حياته من نجاسات العالم التي تتسرب إليه نقول عن الروح القدس الروح المحيي. فالروح يعمل دائمًا على معونة الإنسان على الموت والقيامة مع المسيح، الموت بالإنسان العتيق والحياة بحياة المسيح التي أخذناها بالإتحاد مع المسيح في المعمودية. والغبار يشير لموت المسيح على الصليب. فالصليب هو ما أعطى الماء قوة على الولادة الجديدة أي الموت مع المسيح والولادة بجسد متحد مع المسيح إبن الله. ولكن الرماد يشير لشيء آخر وهو قرار بالإماتة أي الموت عن خطايا العالم. وهو عمل التوبة عن العالم بكبريائه (الأرز) ومجده (القرمز) وضعفاته (الزوفا) فالمعمودية هي بداية وتكمل بالتوبة المستمرة. وحياة التوبة هي عمل مشترك مع الله: توبني يا رب فأتوب: "تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ"، فالله يدعو ويعين، وعليَّ أنا أن أستجيب (إر31: 18) ويشرح هذا القديس بولس الرسول فيقول " إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد" (رو8: 13).
والإيمان هو الزوفا الذي به نُطهر ضمائرنا. فمن اعترف وتاب، عليه أن يؤمن أن خطيته قد غُفِرَتْ. والخطية نفسها ليست قاتلة فمن لمس ميتًا لا تقطع تلك النفس من شعبها بل من أهمل في التطهير أي من رفض التوبة تُقطع تلك النفس من شعبها (آية12) لأنه أصبح مجرمًا في حق الله والناموس. هذه الشريعة تُعطي رجاء لكل مَنْ لمس ميتًا (صنع خطية) في أن هناك طريقًا للتقديس.
آية (18):- "وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى الْخَيْمَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلَى الأَنْفُسِ الَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي مَسَّ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ."
لا يوجد رجل طاهر إلا واحد وهو المسيح الذي طهرنا من خطايانا. وهذه الآية تنبيه لكل خادم ليحيا طاهرًا.
ملحوظة:-
لم يَعُد للموت نجاسته في العهد الجديد، فقد ابْتُلِعَت وَذَهَبَت شوكته (1كو55:15).
الآيات (20-21):- "وَأَمَّا الإِنْسَانُ الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ، فَتُبَادُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ. مَاءُ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. فَتَكُونُ لَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. وَالَّذِي رَشَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ، وَالَّذِي مَسَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. "
فمن يقترب من الصليب ويدرك عظم الثمن العجيب الذي دفعه المسيح بسبب خطايانا يدرك كم كان نجسًا حين فعل الخطية وأنه محتاج للتطهير.
آية (22):- "وَكُلُّ مَا مَسَّهُ النَّجِسُ يَتَنَجَّسُ، وَالنَّفْسُ الَّتِي تَمَسُّ تَكُونُ نَجِسَةً إِلَى الْمَسَاءِ»."
كل ما مسه النجس يتنجس = أي أن أي شيء يلمسه الشخص المتنجس بسبب الميت يكون هذا الشيء نجسًا. وإذا كانت نفس تكون نجسة إلى المساء.
والآن بعد أن شرح الكتاب كل الذبائح فلنرى كيف أن:-
خروف الفصح:- دم المسيح يحرر من عبودية إبليس وينجي الأبكار من الموت [نحن في المسيح صرنا كنيسة أبكار (عب12: 23)].
ذبيحة المحرقة:- تشير للطاعة الكاملة، ونحن، لمن هو ثابت في المسيح نحسب كاملين وبلا لوم (أف1: 3 + كو1: 28). ولذلك كان الله في ذبيحة المحرقة يتنسم رائحة السرور (لا1: 9) لأنه كان يرى في ذبيحة المسيح أن أولاده يصيروا طائعين كاملين، ولماذا يُسَّر الله بطاعة الإنسان؟ أولًا:- لأن الطاعة علامة حب وثقة الإنسان في الله فيطيع وصاياه... ثانيا:- لأن من يطيع وصايا الله فهذا يخلص فوصايا الله هدفها تحرر الإنسان من عبودية إبليس وبالتالي خلاص نفسه. وقيل عن المسيح أنه أطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 8). وصار الله يحسب من هو في المسيح كاملًا. ثالثا:- في معمودية المسيح قال الآب " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت " فالآب فرح بعودتنا في المسيح كأبناء كانوا ضالين.
تقدمة الدقيق :- نحن نحيا في بر (لون الدقيق الأبيض) بحياة المسيح فينا (2كو5: 21 + غل 2: 20 + فى1: 21).
ذبيحة الخطية:- دم المسيح يطهرنا من الخطية الأصلية أو الجدية.
ذبيحة الإثم:- دم المسيح يطهرنا من خطايانا الناتجة عن فساد طبيعتنا بسبب الخطية الجدية التي ولدنا بها: بالخطية ولدتني أمي: "بِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي".
ذبيحة السلامة:- تشير للإفخارستيا التي هي نفسها ذبيحة الصليب وامتداد لها.
البقرة الحمراء :- تقديس الروح القدس لنا خلال رحلة غربة حياتنا على الأرض بأن يعطي معونة لأن نموت عن شهوات الجسد بل عن العالم طالبين السماويات.
كبش الملء:- هذا خاص بالكهنة وبهذه الذبيحة كان الله يملأهم ليكهنوا له، وكان الله يملأهم نعمة ليقوموا بخدمتهم ويعلموا الشعب، فمن فم الكاهن تؤخذ الشريعة: "مِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ الشَّرِيعَةَ" (ملا2: 7) وهذا ما يحدث مع الكاهن المسيحي.
ونلاحظ أن شريعة كبش الملء وردت في الإصحاح 29 من سفر الخروج = سفر التحرر من عبودية فرعون، وفرعون هو رمز للشيطان والخطية اللذان يستعبدان الإنسان. وهذا لأن الله يملأ الكاهن حتى يقوم بدوره في خدمة الأسرار وفي التعليم وهذا يساعد الشعب في أن يتحرر من خطاياه.
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 20 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير العدد 18 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7qsqsxv