أبعاد قدس الأقداس= 10 × 10 × 10 ذراع مكعب.
= 1000 ذراع3 (ذراع مكعب).
رقم 1000 هو رقم سماوي ولكنه يعبر عن السماويات كما نحياها على الأرض. فالخيمة تشير للسماء على الأرض كقول المزمور(مز 18: 9) "طأطأ السموات ونزل" وهكذا قال بولس الرسول "الذي أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" بينما بولس كان ما زال على الأرض.
وقال أيضًا فـ"فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ.. مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أف2 : 6 + 6: 12).
ولذلك فالخيمة أرضها ترابية لأننا مازلنا على الأرض.
أما الهيكل فلأنه يرمز للسماء نجد أبعاد قدس الأقداس 20×20×20=8×1000 ورقم 8 يشير للحياة الأبدية.
لذلك فالهيكل يشير للسماويات كما نحياها في الحياة الأبدية.
ولذلك نجد أن أرضية الهيكل من ذهب(1مل30:6 + رؤ18:21) (الذهب رمز لمجد السماء). وأبعاد القدس = 10 × 10 × 20 = 2 × 1000 ذراع مكعب.
ورقم 2 كما رأينا يشير لأنه حدث اختلاف مع الله وأصبح البشر في تضاد بل وعداوة مع الله وتحطمت الوحدة (وهذا يعني عدم طاعة الله فصار الإنسان يعمل ما يريده هو وليس ما يريده الله). وبالتجسد جعل المسيح الاثنين واحدًا فرقم 2 يشير للتجسد، وأن المسيح جمع في طبيعته الواحدة طبيعتين، الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية. لذلك فقدس الأقداس كان يشير للسماء وأمجاد السماء قبل التجسد. أما القدس فيشير للسماويات بعد التجسد، ولطبيعة المسيح الواحدة التي من طبيعتين. وبعد الفداء وحدنا المسيح في جسده وصار كعريس يتحد بعروسه، وكما رأينا قبلا أن رقم ½ يشير لخطبة العروس.
أبعاد قدس الأقداس = 10 × 10 × 10 = 1 × 1 × 1 × 1000
هذا يشير للسماء ولله متساوي الكمالات.
أبعاد القدس = 20 × 10 × 10 = 2 × 1 × 1 × 1000
نلاحظ أن أبعاد القدس = 20 × 10 × 10
وتكون النسبة = 2 × 1 × 1
ودخول رقم 2 في النسبة يشير للمسيح ، فكما رأينا أن رقم 2 يشير للتجسد. وبهذا تصبح النسبة 2×1×1 وهي تشير للقدس ، هي أيضًا تشير لجسد المسيح. فالمسيح اتخذ بعدًا جديدًا بالتجسد.
أبعاد القطع داخل الخيمة
تابوت العهد= ½ 2 × ½ 1 × ½ 1 ذراع مذبح البخور= 1×1×2 ذراع
غطاء التابوت = ½ 2 × ½ 1 ذراع المائدة= 2 × 1 × ½ 1 ذراع
ولو تصورنا حذف رقم الـ ½ من أبعاد القطع لصارت الأبعاد كالتالي
تابوت العهد = 2 × 1 × 1 مذبح البخور = 2 × 1 × 1 المائدة = 2 × 1 × 1 |
} |
الله متساوي الكمالات ويعبر لهذا التساوي بالأبعاد 1×1×1 وبالتجسد صار هناك بعدًا جديدًا يُعَبَّر عنه بـ2×1×1 |
فكل ما يشير للمسيح الإله المتساوي الكمالات (1×1×1).
وبعد التجسد صار للمسيح المتأنس هذا البعد الذي يشير له (2×1×1). فرقم 2 يشير للمسيح الذي جعل الاثنين واحدًا.
نلاحظ مما سبق أن 2 × 1 × 1 هي نسبة تشير للمسيح بالجسد، وكما سنرى أن القدس وتابوت العهد والمائدة ومذبح البخور كلهم يشيروا للمسيح بالجسد. لذلك فكل القطع لها نفس نسب القدس. وفي بعض الأحيان يضاف لها ½ فما معنى هذا؟
رقم ½ كما رأينا من قبل يُعبِّر عن خطبة المسيح لنا "خطبتكم لأقدم عذراء.. " وأنه دفع مهرًا هو فداؤه بدمه وصاحب هذا خيرات روحية وزمنية كعربون لما سوف نراه ونفرح به في المجد.
وبإضافة رقم ½ للقطع
ويصبح تابوت العهد: ½2 × ½1 × ½1 إشارة لدخول الكنيسة عروس المسيح للسماء بعد المجيء الثاني، فالتابوت يوضع في قدس الأقداس الذي يشير للسماء. وذلك بحسب وعد المسيح وكتطبيق للآية "أنا ذاهب لأعد لكم مكانًا وحيث أكون أنا تكونون أنتم" فنحن فيه (هذا معنى دخول رقم ½ في التابوت). وهناك سنرى مجده وسنراه بالعيان. هذا يشير للمجد الحقيقي الذي لنا في المسيح والذي سنحصل عليه في السماء بالعيان.
المائدة: 2×1× ½1 وهي تمثل المسيح في شركة مع شعبه وعروسه الكنيسة هنا على الأرض. والمسيح مُمَثَّل هنا بالنسبة 1×1×2 والكنيسة ممثلة برقم ½. وهذا يعني أننا في مجد غير منظور، نحصل عليه بالإيمان إذ صرنا في المسيح.
فالله يطلب من الشعب أن يقدم له خبزًا يوضع على المائدة سخنًا ثم يأكله الكهنة بعد أسبوع ويقدم غيره، فمن هو هذا الخبز سوى المسيح الذي من عند الله. يقدمه الكهنة على المذبح ثم يأكلونه. هذا هو المسيح الذي دخل في شركة مع البشر، الخبز النازل من السماء لنأكله ونحيا به (يو6: 58).
والمائدة لها بعد واحد به رقم ½، أما التابوت فعلى الثلاث أبعاد نجد رقم ½ . فما نراه وما حصلنا عليه هنا هو مجرد عربون وعلى مستوى واحد وهو الإيمان ونحصل عليه في سر الإفخارستيا (المائدة). أما هناك فما نحصل عليه فعلى ثلاثة أبعاد أي مجسم ومنظور (التابوت). أما ما نحصل عليه هنا فبالإيمان فقط دون أن نرى شيء.
مذبح البخور: 2×1×1 وهو يمثل المسيح الواقف أمام عرش الله كشفيع كفاري وحيد عن البشر لذلك لا نسمع عن رقم ½ هنا فلا دور لنا في شفاعة المسيح عنا. ولا نسمع عن رقم ½ في المرحضة أيضًا التي تمثل عمل الروح القدس.
وسنأتي لشرح كل قطعة على حدة في الإصحاحات التالية.
يقول الرب لملاك كنيسة لاودكية "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضًا وجلست مع أبي في عرشه" (رؤ3: 21). فهل هناك عرش للآب وعرش للابن؟ حاشا. فالآب والابن واحد. لكن عرش الآب هو تعبير عن مجد الآب (غطاء التابوت). وجلوس الابن عن يمين الآب = الابن بناسوته صار له نفس مجد الآب الذي هو نفس مجد لاهوت الابن الأزلي. ويصبح تعبير عرش الابن الذي نجلس فيه = يكون لنا الجسد الممجد إذ ينعكس علينا مجد الابن وكل واحد بحسب درجته وحسب تعبه وجهاده على الأرض (مثل الأمناء لو19: 21 – 27) + "نجما يمتاز عن نجم في المجد" (وراجع تفسير يو17: 5 + رؤ3: 21 + 1كو15: 41).
والآن لنرى ماذا تعني أبعاد الغطاء ولماذا دخل رقم ½ هنا:-
غطاء تابوت العهد: ½2 × ½1 وهو يمثل الله على عرشه في مجده وفي سمائه وحوله ملائكته يحكم ويقضي، هو الجالس على الشاروبيم.
خلق الله الملائكة أولًا وكانوا أرواحا فقط وسقط بعضهم وصاروا شياطين. وكان الملائكة على صورة الله، فكان القديس يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا يخطئ ويسجد للملاك إذ كان يظن أنه المسيح (رؤ22: 8، 9). وبسقوط الشيطان خسر صورته النورانية.
ثم خلق الله الإنسان من جسد وروح. وسقط الإنسان وانفصل عن الله إذ دنس الإنسان نفسه جسدا (بخطايا كالزنا مثلا) وروحا (بخطايا كالكبرياء مثلا).
ولأن الله يحب كل خليقته تجسد المسيح ليفدي الإنسان، ولكن الله لم يفعل نفس الشيء مع الشيطان لأن طبيعة الملائكة لا يوجد فيها تردد، الملاك يأخذ قراره ولا يتراجع فيه. أما الإنسان فهو يخطئ ويندم ويتوب وذلك لضعف جسده. وكان التجسد وبه يتحد الله بطبيعتنا الجسدية المائتة فيعطيها حياة ويقدس الجسد.
فمن يؤمن ويمارس التوبة وباقي أسرار الكنيسة يظل ثابتا في المسيح، وهذا يعبر عنه الرقم ½ الذي يشير لثبات العروس (الكنيسة) في عريسها (المسيح)، أما من يُصِّر على الخطية فهو يظل منفصلا عن الله. ومن هو ثابت في المسيح يكون له نصيب أن يأخذه المسيح فيه إلى أمجاد السماء، وهذا رأيناه في تابوت العهد. فنحن سندخل السماء بأجسادنا التي تقدست في المسيح، ولكنها ستكون أجساد ممجدة وثابتة في المسيح.
ولنلاحظ الآيات التالية:-
"ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدا فينا... أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مُكَمَّلين إلى واحد" (يو17: 21 – 23).
"من إلتصق بزانية هو جسد واحد ... وأما من التصق بالرب فهو روح واحد" (1كو6: 16، 17).
"وتصنع كروبين من ذهب. صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء" (خر25: 18). (خراطة المقصود بها أن كتلة الذهب التي يصنع منها الغطاء، تكون كتلة واحدة ثم تُبْرَد بالأدوات كالإزميل والمبرد لتشكيل الغطاء والكاروبين فوقه. فهم لم يصنعوا الغطاء وحده والكاروبين وحدهما ثم تم قاموا بتركيب الكاروبين فوق الغطاء).
هذه الآيات تشير لأن الله يريد الوحدة، هو خلق الملائكة في وحدة معه (الكاروبيم والغطاء قطعة واحدة)، ولكن الخليقة لأنها على صورة الله، والله حر، كانت الملائكة حرة أن تستمر في وحدة مع الله أو تنفصل عنه، ولقد فعلها الشيطان وانفصل، والله حزن لذلك (وراجع إش14، حز28) تجد أن الله يرفع مرثاة على هذا الملاك الساقط.
وهكذا كان الإنسان في وحدة مع الله إذ أن حياته هي نفخة من الله. وسقط الإنسان وانفصل عن الله ومات، فكيف تعود الوحدة بين الله والإنسان، والله روح والإنسان روح وجسد؟ لذلك تجسد ابن الله ليتحد بجسدنا ويقدسه فيمكن للجسد حينئذ أن يدخل السماء.
وبحسب قانون الحرية إذ قد خلقنا الله أحرارا، فمن يريد أن يسلك بحسب شهواته ويدنس جسده ينفصل عن الله كما فعل الشيطان.
أما من يستجيب للسيد المسيح الذي قال "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" ويجاهد لكي يثبت في المسيح، يحمله المسيح إلى حضن الآب، ويصير مع الرب روح واحد. وهذا معنى وجود رقم ½ في غطاء تابوت العهد.
في غطاء تابوت العهد نرى الوحدة بين الله وملائكته. وفي التابوت نجد المسيح الذي اتحد بجسدنا ليحملنا إلى حضن الآب وتعود صورة الوحدة التي أرادها الله للخليقة منذ البدء. وهذا ما كان المسيح يصلي من أجله في صلاته الشفاعية " ليكونوا هم أيضًا واحدا فينا" (يو17: 21). ويرسل القديس بولس الرسول لأهل تسالونيكي ويقول "بولُسُ وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ ٱلتَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي ٱللهِ ٱلْآبِ وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللهِ أَبِينَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ" (1تس1:1). فالمسيح أعادنا لنكون في الله الآب والرب يسوع المسيح.
هذه الوحدة مع الله "واحدا فينا" هي المقصودة بوجود الرقم ½ في غطاء التابوت.
وتابوت العهد بهذا نرى فيه ما كان الله يريده منذ البدء أن يخلق الملائكة ويخلق البشر والكل يكونوا واحدا فيه. وراجع قول القديس بولس الرسول في (أف1: 10 + 3: 15) "لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض في ذاك" + "الذي منه تسمى كل عشيرة في السموات وعلى الأرض". ويقول بولس الرسول أيضا "وإياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة. التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" (أف1: 22، 23). فالمسيح صار رأسا للملائكة والبشر، هو جمع الكل فيه وحمل الكل إلى حضن الآب. وهذه هي صورة الوحدة التي أرادها الله "كي يكون الله الكل في الكل" (1كو15: 28).
فمن قَبِلَ الخضوع للرب عن حب يصير واحدا معه في الروح سواء من الملائكة الذين إستمروا في محبتهم لله والخضوع له، أو من البشر الذين أخطأوا وندموا وتابوا وعادوا فهؤلاء سينعمون بحضن الآب وبقبلته كما فرح بها الابن الضال حين عاد.
يقول ربنا يسوع المسيح أن من يحبه يحفظ كلامه أي يطيع وصاياه عن حب. ومن يفعل يحبه الآب، ويقول الرب يسوع لمن يفعل هذا "وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا" (يو14: 23). وقطعا لا يوجد الآن من يطيع طاعة كاملة، ومن يقول أنه لا يخطئ يضل نفسه (1يو1: 8). ولكن الروح القدس يسكب محبة الله في قلوبنا (رو5: 5) فيساعدنا على أن نطيع. وسوف نظل في هذا الجهاد بمعونة النعمة طوال حياتنا على الأرض وإلى أن نصل للسماء . وهناك في السماء سيكون الحب كاملا والطاعة كاملة وهناك يسكن الله معنا وفينا للأبد "هوذا مسكن الله مع الناس".
أما من رفض وتمرد وقاوم الله فهؤلاء سيخضعون أيضًا ولكن لن يكون لهم علاقة بهذه الوحدة ولا حضن الآب فهم إختاروا أن يكونوا في حالة عداوة مع الله.
فمن يخضع الآن عن طاعة وحب فله حضن الآب، أما من يتمرد ويعاند فسيسمع "أضع أعداءك موطئا لقدميك" (مز110: 1).
← تفاسير أصحاحات الخروج: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الخروج 26 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
الأرقام في الكتاب المقدس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5jbvksr