← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36
خرج الشعب من مصر كأمة بلا خبرة، لهذا التزم الله بكل احتياجاتهم ليس فقط الخاصة بتحريرهم من عبوديتهم وإنما باحتياجاتهم المادية فأعطاهم الماء والمن وقادهم بعمود سحاب وعمود نار وظلل عليهم بسحابته، كما اهتم بالتشريع لهم في أمور العبادة والحياة المدنية والأمور الجنائية، بل حتى في الأمور الطبية والهندسية والزراعية، إذ أنه كشعب بدائي صار الله لهم الأب والقاضي والطبيب المتكفل بكل التزاماتهم وفي الإصحاحات (21-23) نجد التشريعات التي تحدد علاقة الشخص بالله وبأخوته بل وبالأرض وبالحيوان، وظهرت فيها عدالة الله واضحة فلا تحيز لغني أو فقير، بل نجد أن الله يهتم حتى بالعبيد. ولنلاحظ إذا كان الله يهتم بالأرض والحيوان فكم يكون اهتمامه بالإنسان. وهناك من أسمى الوصايا العشر بالوصايا الكبرى وأطلق اسم الوصايا الصغرى على هذه التشريعات وهكذا فهمها اليهود فقالوا إن من يرتكب مخالفة لهذه الوصايا الصغرى يرتكب خطية صغيرة. وكما نجد في الوصايا العشر وصايا خاصة بعلاقة الإنسان بالله ووصايا خاصة بعلاقته مع أخيه الإنسان هكذا نجد في هذه الوصايا تشريعات خاصة بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان أولًا حتى لا يظن أحد أنه يمكنه أن يسترضي الله على حساب علاقتنا مع الآخرين كما أنه لا يمكن أن نهتم بعلاقتنا بالآخرين ونترك علاقتنا بالله.
لم يكن ممكنًا للشريعة اليهودية أن تمنع نظام العبودية دُفعة واحدة، لكنها التزمت بتقديم قواعد ونظم تحفظ للعبد حقه الإنساني، وتنزع عنه إلى حد كبير الجانب الإذلالي، ليعيش كإنسان وأخ تحت ظروفه القاسية. ولقد نُشِرَ هذا الخبر في الأهرام سابقًا: "تم وضع الأمريكي William Lloyd Garrison ويليام جاريسون (1805-1879) في السجن "سجن شارع ليفيريت" Leverett Street Jail سنة 1835 لحمايته من مُلَّاك العبيد لأنه كان يدعو للمساواة بين البشر". فإن كان هذا قد حدث في أمريكا سنة 1835 فكم وكم كان الوضع منذ 4000 سنة. ولكن الله استغل وضع العبيد ليشرح كيف أننا استُعْبِدْنَا لإبليس وكيف حررنا.
كانت العبودية عند الشعوب الوثنية رهيبة. فالقانون الروماني لم يعط أي حق مدني أو إنساني لهم. ولا يعاقب القانون السيد إن عذب عبدًا أو أمة أو قتل عبده أو اغتصب منه زوجته وكان على العبد أن يشكر سيده لأقل رحمة.
يحدثنا هذا الإصحاح عن حقوق العبد العبراني، إذ تميز الشريعة بين العبد غير العبراني والعبد العبراني. والعبودية عند العبرانيين كانت تتم في أحد الظروف التالية:
1. بسبب الفقر قد يبيع الإنسان نفسه أو أولاده (لا39:25 + 2مل1:4).
2. بسبب السرقة، إن لم يكن له ما يوفي فيباع بسرقته (خر3:22).
3. قد يبيع الإنسان ابنه أو ابنته عبيدًا (خر7:21+ نح5:5).
4. قد يصير الإنسان عبدًا بالميلاد إذا كان والده عبدًا.
الحقوق التي قدمتها الشريعة للعبد العبراني والأَمَة العبرانية:
1. يعامل العبد العبراني كأخ وليس في مذلة (لا39:25-43). وبذلك قدمت الشريعة نظرة جديدة للعبد، إنه أخ، شريك في العبودية لله الواحد. فالكل عبيد لله، والسيد عليه أن يعامل عبده على أنه أجير (يعمل بالأجرة) وبدون إذلال.
2. نصت الشريعة على أن العبد يعتق من عبوديته في السنة السابعة من عبوديته أي بعد 6 سنوات. هنا نرى صورة لما صنعه السيد المسيح الذي أعتقنا من العبودية في اليوم السابع "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو36:8).
3. للعبد حق الخيار أن يترك بيت سيده أو يطلب أن يبقى معه كل أيام حياته فإن كان العبد يحب سيده، وكان سيده قد زوجه واحدة من إمائه، فأحب هذا العبد زوجته وأولاده الذين أنجبهم منها (كان النظام المتبع أن العبد عليه أن يترك زوجته هذه التي وهبها له سيده، ويترك أولاده الذين أنجبهم منها، إذا جاء وقت حريته)، كان هذا العبد عليه أن يستعبد نفسه لسيده بمحض إرادته إلى النهاية، فيقدمه سيده إلى الباب ويثقب أذنه، علامة الطاعة الكاملة. وثقب الأذن كان عادة شرقية متعارف عليها، فهم يثقبون أذن العبد. والباب كان يشير للأسرة التي التصق بها العبد. مرة أخرى نجد صورة للمسيح الذي أحب أباه وأحب عروسته (الكنيسة) وأولاده (نحن) (أف25:5-27) فصار من أجلنا عبدًا لكي يرفعنا من العبودية إلى البنوة لله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وحيث أن ثقب الأذن صار كناية عن العبودية اختيارًا والطاعة الكاملة (لأن الأذن هي عضو السمع) صار قول داود النبي "أذني فتحت (ثقبت)" (مز6:40) نبوة عن قبول المسيح أن يتجسد آخذًا صورة عبد باختياره. هكذا فهمها بولس الرسول (عب5:10-7) تأمل "هل نقبل فتح أو ثقب أذاننا لنخضع ونسمع ونصير عبيدًا لله في حب".
4. في سنة اليوبيل وهي تأتي كل 50 سنة (كل 7 × 7 سنين) يتحرر جميع هؤلاء العبيد حتى الذين لم يكملوا السنوات الست (لا39:25، 40) هذا يرمز لعمل الروح القدس يوم الخمسين الذي يهب الكنيسة كمال الحرية في استحقاقات دم المسيح.
5. لا يخرج العبد فارغًا بعد تحرره، بل يأخذ معه من الغلات والقطيع ومن البيدر والمعصرة (تث13:15). والمسيح لم يحررنا فقط بل وهبنا غنَى روحه القدوس.
6. يمكن للعبد أن يتزوج ابنة سيده (1أي35:2) كما يمكن للسيد أن يتزوج الأمة أو يعطيها زوجة لابنه، ولا يحق له أن يبيع العبد العبراني أو الأمة لسيد أجنبي (خر7:21-11) بهذا تصير الأمة من أهل البيت لها كل الحقوق كأحد أفراد الأسرة. هذه صورة حيَّة لعمل الله معنا الذي قدمنا نحن عبيده كعروس لابنه، فصار لنا شركة أمجاده السماوية.
7. إن أهمل السيد أو ابنه في حق الأمة التي تزوجها، من جهة الطعام أو الملابس أو حقوقها الزوجية تصير الأمة حرة.
8. ألغيت عادة العبيد العبرانيين وحرمت تمامًا بعد العودة من السبي.
غالبًا هم من أسرى الحرب (عد9:31 + 2مل2:5) أو مشترين (تك27:17) أو بالميلاد. لكننا لا نَشْتَّم من الكتاب المقدس ولا من التاريخ أنه كان يوجد سوق للرق عند اليهود. ونرى كيف أن إبراهيم كان ينوي أن يترك ثروته لعبده إليعازر الدمشقي. وحفظت الشريعة للعبيد حقوقهم وآدميتهم:-
1. من يسرق إنسانًا ويبيعه أو يوجد في يده يقتل (خر16:21).
2. جريمة قتل العبد تتساوى مع قتل الحر (لا17:24، 22) وحسب التلمود إذا قتل سيد عبده يُقْتَلْ السيد أما المحدثين من اليهود قالوا يدفع عنه دية.
3. إذا فقد عبد عينه أو يده يعتق (خر26:21، 27) وهذا فيه حماية للعبد.
4. أعطت الشريعة للعبيد أن يعبدوا آلهتهم الخاصة (حرية العقيدة) حتى وإن كانوا مخطئين، على أنه كان من حقْ السيد العبراني أن يختن عبيده.
5. أعطتهم حق الاشتراك مع سادتهم في الأعياد (خر10:20، 12:23).
لم تشأ المسيحية إثارة العبيد ضد سادتهم، فقد كان العبيد يمثلون نصف تعداد المملكة الرومانية. بل طالبت العبيد بالطاعة لسادتهم (أف5:6-8 + 1بط18:2-21) ولكنها طالبت العبيد بهذا حتى يكونوا قدوة حسنة وتكون حياتهم المقدسة مؤثرة على سادتهم لعلهم يؤمنون. ولقد أعاد بولس الرسول العبد الهارب لفليمون سيده وكانت الرسالة إلى فليمون السيد أن يحب عبده ويعامله كأخ ويحرره بإرادته المطلقة، وليس بتحريض العبد أنسيموس على الثورة والهروب. وقد حرره فليمون فعلًا. لذلك بدأ نظام الرق في الانهيار وكان هذا من أسباب ثورة الرومان ضد المسيحية. ونلخص وجهة نظر المسيحية عن نظام الرق فيما يلي:
1. ألزمت الكنيسة أولادها أن يعاملوا العبيد كأخوة لهم (1كو21:7، 22 + غل28:3).
2. السادة الذين عاشوا بروح الإنجيل حرروا عبيدهم دون وجود أمر صريح.
3. كثيرين من العبيد نالوا رتبًا كنسية عالية مثل أنسيموس عبد فليمون فقد صار أسقفًا. ومن العبيد من صاروا شهداء وكرمتهم الكنيسة وطلبت شفاعتهم.
4. الكتابات الكنسية شجعت على انهيار هذا النظام بأن طالبت أن يحسب العبد كأخ. ولقد رأى أغسطينوس أن العبودية هي ثمرة للخطية فأول مرة نسمع عن العبودية كانت مع سقوط كنعان في خطيته (تك25:9).
آية (1): "«وَهذِهِ هِيَ الأَحْكَامُ الَّتِي تَضَعُ أَمَامَهُمْ:"
الأحكام= هي أحكام لأنها بحكمة وضعت ولكي يحكم القضاة بها.
الآيات (2-3): "إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْدًا عِبْرَانِيًّا، فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ، وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرًّا مَجَّانًا. إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ، تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ."
آية (4): "إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ، فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ، وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ."
كان السادة يزوجون عبيدهم من إمائهم.
آية (5): "وَلكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي، لاَ أَخْرُجُ حُرًّا،"
آية (6): "يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ، وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ، وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ، فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ."
يقدمه سيده إلى الله= المقصود القضاة (تث17:19، 18) لأن القضاة يحكمون باسم الله وبشريعة الله. وكلمة إلوهيم (الله) تعني أيضًا القضاة لذلك.
الآيات (7-11): "وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً، لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ. إِنْ قَبُحَتْ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ، يَدَعُهَا تُفَكُّ. وَلَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لِغَدْرِهِ بِهَا. وَإِنْ خَطَبَهَا لابْنِهِ فَبِحَسَبِ حَقِّ الْبَنَاتِ يَفْعَلُ لَهَا. إِنِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أُخْرَى، لاَ يُنَقِّصُ طَعَامَهَا وَكِسْوَتَهَا وَمُعَاشَرَتَهَا. وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَهَا هذِهِ الثَّلاَثَ تَخْرُجُ مَجَّانًا بِلاَ ثَمَنٍ."
إذا باع رجل ابنته= لا يفعل هذا سوى فقراء البائسين. وكانت حقوق البنت المباعة أكثر من العبد فإن كانت غير متزوجة تعتق بعد 6 سنوات أي إن لم يتزوجها سيدها تعتق. وإذا تزوجها سيدها يكون لها حقوق الزوجة الحرة. لا تخرج كما يخرج العبيد= أي تخرج كابنة مكرمة من بيت أبيها لبيت سيدها ثم من بيت سيدها لبيت أبيها. إن قبحت في عيني سيدها أي بعد أن اشتراها ليخطبها أو يتزوجها لم تَرُقْ له فعليه أن يتركها لأحد العبرانيين ولا يبيعها لأجنبي. غدره بها= أي أنه لم ينفذ قصده الأول أن يتزوجها. وآية (10) نجد أن الشريعة لقساوة قلوبهم أباحت الزواج بأكثر من واحدة ولكن إن تزوج بأكثر من واحدة فعليه أن يهتم بالأولى ولا ينقص لإحداهن طعامها ولا كسوتها. إن لم يفعل لها هذه الثلاث= أي [1] يتزوجها أو يزوجها لابنه [2]يعطيها لعبراني آخر [3] لا ينقص احتياجاتها. تخرج مجانًا= أي كان لها أن تخرج وتترك بيت سيدها بلا مقابل.
نلاحظ أن الله لم يسمح لشعبه بممارسة الجنس مع الأمة التي يشتريها بماله، فلا توجد ممارسة للجنس خارج حدود الزواج. لكن لو أرادها فليتزوجها ويعطيها حقوقها كزوجة له، وهكذا لو أرادها إبنه فليتزوجها. وكان هذا قانونا حتى مع السبايا اللواتي يأسروهن في الحروب (تث11:21).
الله سمح باستمرار العبودية ليشرح أن الانسان يستعبد نتيجة تصرفاته الخاطئة التي سببت له ان يحتاج ويبيع نفسه أو إبنته، فهذا ما حدث للانسان حينما اخطأ فوقع في يد إبليس، إلى أن أتى المسيح للفداء ليحرره. فالمسيح هو السيد الذي حررنا من العبودية لإبليس، كما كان السيد العبراني يطلق عبده العبراني في السنة السابعة. أما العبد غير العبراني فلا يستفيد من هذا التشريع ولا يطلق حرا، فهو يشير لغير المؤمن الذي لم يستفد من دم المسيح.
متى يتحرر العبد العبراني |
متى يتحرر المسيحي |
|||
في السنة السابعة لعبوديته. | في اليوم السابع للخليقة تم الفداء، المسيح إشترانا وحررنا بدم صليبه. | |||
في سنة اليوبيل (السنة الخمسين). | الروح القدس الذي حل يوم الخمسين يعطي قوة ومعونة (النعمة) حتى نستمر أحرارا ولا نستعبد ثانية بعد أن حررنا الابن بفدائه. |
1* العبد الوثني لا يتحرر إشارة لأن الحرية هي فقط للمؤمن، فدم المسيح فقط يحرر.
2* شريعة تحرير العبد في اليوم السابع ترمز لأن المسيح إشترانا بدمه الغالي ليحررنا "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يو8: 36). والمسيح إشترانا ليحررنا لا ليستعبدنا (1كو7: 23 + رؤ5: 9).
3* وحتى لا تستعبدنا الخطية المحيطة بنا في هذا العالم ثانية، أرسل الله الروح القدس ليسكن فينا ليعطينا قوة ونعمة ومعونة (رو8: 26) حتى نحتفظ بحريتنا ولا نعود نسقط في الخطية فنستعبد ثانية. وهذا ما يرمز له تحرير العبيد في اليوبيل (واليوبيل يأتي كل 50 سنة).
الآيات (12-36): تفصيل للوصايا (5، 6) (إكرام الوالدين، عدم القتل).
آية (12): "«مَنْ ضَرَبَ إِنْسَانًا فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلًا."
القتل العمد عقوبته قتل القاتل، وحرمت الشريعة افتداء القاتل بالمال (عد31:35-34) وبذلك ساوت الشريعة بين الغني والفقير. ولا يحكم بالموت إلا لو كان بشهادة شهود، أي يشهد 2 أو 3 على القاتل أنه قتل (عد30:35).
آية (13): "وَلكِنَّ الَّذِي لَمْ يَتَعَمَّدْ، بَلْ أَوْقَعَ اللهُ فِي يَدِهِ، فَأَنَا أَجْعَلُ لَكَ مَكَانًا يَهْرُبُ إِلَيْهِ."
أوقع الله في يده= أي القاتل لم يكن قاصدًا القتل، بل ربما دفع خصمه في مشاجرة عادية وسمح الله أن تكون هذه الدفعة سببًا في موت القتيل. أجعل لك مكانًا يهرب إليه= وضع الله في إسرائيل بعد ذلك 6 مدن ملجأ يلجأ إليها القاتل غير المتعمد فينجو (راجع عد35).
آية (14): "وَإِذَا بَغَى إِنْسَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ لِيَقْتُلَهُ بِغَدْرٍ فَمِنْ عِنْدِ مَذْبَحِي تَأْخُذُهُ لِلْمَوْتِ."
حتى مذبح الله لا يحمي القاتل المتعمد (راجع 1مل28:2-34).
آية (15): "وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلًا."
الوالدين نائبا الله على الأرض فالاعتداء عليهما اعتداء على الله (آية 17).
آية (16): "وَمَنْ سَرَقَ إِنْسَانًا وَبَاعَهُ، أَوْ وُجِدَ فِي يَدِهِ، يُقْتَلُ قَتْلًا."
الله يقدس الحرية الإنسانية. ومن يعتدي على حرية إنسان ليبيعه كعبد يقتل.
الآيات (17- 19):- "وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلًا. وَإِذَا تَخَاصَمَ رَجُلاَنِ فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِحَجَرٍ أَوْ بِلَكْمَةٍ وَلَمْ يُقْتَلْ بَلْ سَقَطَ فِي الْفِرَاشِ، فَإِنْ قَامَ وَتَمَشَّى خَارِجًا عَلَى عُكَّازِهِ يَكُونُ الضَّارِبُ بَرِيئًا. إِلاَّ أَنَّهُ يُعَوِّضُ عُطْلَتَهُ، وَيُنْفِقُ عَلَى شِفَائِهِ."
يُفهم من (18 ، 19) أن الإصابة كان يدفع عنها غرامة يقدرها القضاء لذلك كان لكل عضو يفقد تقدر دية يدفعها المعتدي.
الآيات (20، 21): "وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ. لكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ."
هنا يعاقب من يقتل عبده. وإن ضرب السيد عبده ثم عاش العبد يومًا أو يومين لا يعاقب السيد لأنه من غير المعقول أن يضيع السيد عبده الذي دفع فيه ماله وهو يخدمه فبقاؤه حيًا يعني أنه إنما كان يؤدبه ولم يكن ناويًا قتله.
آية (22): "وَإِذَا تَخَاصَمَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حُبْلَى فَسَقَطَ وَلَدُهَا وَلَمْ تَحْصُلْ أَذِيَّةٌ، يُغَرَّمُ كَمَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَوْجُ الْمَرْأَةِ، وَيَدْفَعُ عَنْ يَدِ الْقُضَاةِ."
كان الزوج يقدر الغرامة فإذا حدث خلاف على القيمة يلجأوا إلى القضاة.
الآيات (23، 24): "وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ، وَعَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلًا بِرِجْل،"
يفهم من (18، 19) أن الإصابة كان يدفع عنها غرامة يقدرها القضاء لذلك كان لكل عضو يفقد تقدر دية يدفعها المعتدي. وكان الشخص لا ينتقم لنفسه بل يتم كل شيء على يد القضاء. وشريعة عين بعين تناسب الحالة التي كان عليها الشعب وهذه أفضل من أن يرد المعتدي عليه الاعتداء مضاعفًا. أما المسيحية فطالبت برد الضرر بالحب ومقاومة الشر بالإحسان (مت43:5-48).
آية (28): "«وَإِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلًا أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ وَلاَ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ. وَأَمَّا صَاحِبُ الثَّوْرِ فَيَكُونُ بَرِيئًا."
القاتل حتى لو كان حيوانًا فهو ملعون، لا يؤكل لحم الثور الذي يرجم لأنه لم يذبح ويسفك دمه شرعيًا. وكان يجب قتل الثور لأن الثور القاتل هو أداة الجريمة فيجب أن تعاقب، لذلك يعاقب الجسد في اليوم الأخير فهو أداة تنفيذ الخطية. ولا يجب أكل لحم الثور فهو لم يذبح (الذبح هو الطريقة القانونية).
هذه العقوبة حقيقة هي على صاحب الثور الذي خسر ثوره، لأنه كان من المفروض أن يكون هناك حظيرة توضع فيها الحيوانات فلا تنطح الناس.
آية (29): "وَلكِنْ إِنْ كَانَ ثَوْرًا نَطَّاحًا مِنْ قَبْلُ، وَقَدْ أُشْهِدَ عَلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ يَضْبِطْهُ، فَقَتَلَ رَجُلًا أَوِ امْرَأَةً، فَالثَّوْرُ يُرْجَمُ وَصَاحِبُهُ أَيْضًا يُقْتَلُ."
هنا يُعْتَبَرْ صاحب الثور قاتلًا بالمسئولية لأنه أهمل ضبط ثوره وقد سبق وأخبروه أن ثوره نطاح وأهمل ضبطه فنطح وقتل.
آية (30): "إِنْ وُضِعَتْ عَلَيْهِ فِدْيَةٌ، يَدْفَعُ فِدَاءَ نَفْسِهِ كُلُّ مَا يُوضَعُ عَلَيْهِ."
من يضع عليه هم أهل القتيل وإذا لم يتفقوا يذهبوا للقضاة. هذا إذا وافق الأهل أن لا يقتل الشخص ووافقوا على الدِّيَّة.
آية (31-32): "أَوْ إِذَا نَطَحَ ابْنًا أَوْ نَطَحَ ابْنَةً فَبِحَسَبِ هذَا الْحُكْمِ يُفْعَلُ بِهِ. إِنْ نَطَحَ الثَّوْرُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً، يُعْطِي سَيِّدَهُ ثَلاَثِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ، وَالثَّوْرُ يُرْجَمُ."
الآيات (33، 34): "وَإِذَا فَتَحَ إِنْسَانٌ بِئْرًا، أَوْ حَفَرَ إِنْسَانٌ بِئْرًا وَلَمْ يُغَطِّهِ، فَوَقَعَ فِيهِ ثَوْرٌ أَوْ حِمَارٌ، فَصَاحِبُ الْبِئْرِ يُعَوِّضُ وَيَرُدُّ فِضَّةً لِصَاحِبِهِ، وَالْمَيْتُ يَكُونُ لَهُ."
الرب يعتبر أن الإهمال خطية يتحمل صاحبها المسئولية.
تعليق: يظهر من هذه التشريعات تقديس النظرة للحياة الإنسانية، فالله لا يسمح بإهدار حياة إنسان أو ضربه أو إهانته بل يهتم الله أن لا يخسر شيء بسبب إهمال شخص آخر. بل حتى أن لا يهان عبد أو يخسر سنًا أو عينًا.
الآيات (35-36): "وَإِذَا نَطَحَ ثَوْرُ إِنْسَانٍ ثَوْرَ صَاحِبِهِ فَمَاتَ، يَبِيعَانِ الثَّوْرَ الْحَيَّ وَيَقْتَسِمَانِ ثَمَنَهُ. وَالْمَيْتُ أَيْضًا يَقْتَسِمَانِهِ. لكِنْ إِذَا عُلِمَ أَنَّهُ ثَوْرٌ نَطَّاحٌ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَضْبِطْهُ صَاحِبُهُ، يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِثَوْرٍ، وَالْمَيْتُ يَكُونُ لَهُ."
← تفاسير أصحاحات الخروج: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الخروج 22 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير الخروج 20 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k4p4dfx