محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
إذا كان الشعب قد تذمر على الله فليس عجيبًا أن يحدث تذمر على خادم الله موسى. فموسى تزوج بكوشية وقد تكون من ضمن الكوشيات اللواتي خرجن مع بني إسرائيل من مصر, وقد يكون هذا بعد موت صفورة قبل زواجه من الكوشية, وهناك رأي آخر بأنها هي نفسها صفورة العربية, وتكون من قبائل كوش التي سكنت وسط العرب.
وفي (حب 7:3): "رأيت خيام كوشان تحت بلية رجفت شقق ارض مديان". يجمع بين كوش ومديان, وغالبًا سبب التذمر ليس هو السبب المذكور, وهو زواج موسى بالكوشية بل ربما يرجع أن موسى في اختياره للشيوخ السبعين لم يستشِرهما فدبت الغيرة والحسد في قلبيهما. وهما وجدا سبباً يهاجمان به موسى وهو أن زوجته الكوشية (التي من أرض العراق) ليست عبرانية أي غريبة الجنس عنهم [هناك كوش التي تبدأ من النوبة جنوب مصر وحتى إثيوبيا وهؤلاء يتميزون بلون البشرة الأسود (إر23:13). ولكن هناك كوش أخرى جنوب أرض العراق (تك13:2) وهي بجانب أرض مديان حيث كان يثرون حمو موسى يقيم]. ومن كوش هذه التي في أرض العراق أخذ موسى زوجته إبنة يثرون.
ونجد الحسد هنا سببًا في أخطاء كثيرة، فهما احتقرا موهبة موسى وعظما عطيتهما ليغطيا على عظمة موسى، لكن هل كان هناك مثل موسى الذي لمع وجهه فغطاه ليخفي مجده، ولكن ها مريم هنا تخفي وجهها أيضًا ولكن لخزيها (الذي يحسد لا يفرح لخير الآخرين ويُسر ببلواهم).
آية 1:- "وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً."
مريم وهرون = ذُكرت مريم أولًا لعلها هي التي بدأت ولذلك هي التي عوقبت.
آية 2:- "فَقَالاَ: «هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟» فَسَمِعَ الرَّبُّ."
هنا هما يعظمان أنفسهما , وينتفخان بما أعطاه الله لهما وهذا هو بداية السقوط.
آية 3:- "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ."
حليمًا = في العبرية تعني متواضع لا يفكر في مصلحته الشخصية ولا يفكر في أهميته ودليل هذا قوله الرجل موسى = ولم يقل موسى القائد الذي أنقذ شعبه. ويكون المعنى أنه احتمل الهجوم عليه بصبر دون أن يرد تاركًا الله ليحكم لهُ. وموسى كتب هذا بإرشاد الروح القدس ليس إظهارًا لصفاته بل لنفهم درس هذا الإصحاح. كما حدث مع بولس الذي اضطر لذكر نسبه وآلامه وعطايا الله له واختيار الله لهُ مرات عديدة ليثبت صدق إرساليته وبالتالي صدق تعاليمه حتى لا ينهار الإيمان.
كذلك نرى حلم موسى في شفاعته عن مريم فقد نسى سريعًا إهانتها لهُ.
آية 4:- "فَقَالَ الرَّبُّ حَالًا لِمُوسَى وَهَارُونَ وَمَرْيَمَ: «اخْرُجُوا أَنْتُمُ الثَّلاَثَةُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ». فَخَرَجُوا هُمُ الثَّلاَثَةُ."
كثيرًا ما يسكت الله عن ظلم إنسان ولا يدافع عنهُ لفترة لصالحه الروحي ولكنه هنا يدافع عن موسى فورًا حتى لا يتسبب الهجوم على موسى ومن إخوته في أي خلل في القيادة.
آية 5:- "فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ، وَدَعَا هَارُونَ وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاَهُمَا."
الآيات 6-8:- "فَقَالَ: «اسْمَعَا كَلاَمِي. إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ، فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لَهُ. فِي الْحُلْمِ أُكَلِّمُهُ. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَيْسَ هكَذَا، بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي. فَمًا إِلَى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلَّمُ مَعَهُ، لاَ بِالأَلْغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى؟»."
من أجل حلم موسى ووداعته وكل صفاته نال ما لم ينله أحد وهنا أعلن الله ما خبأه موسى من تواضعه فالله أعلن هنا أنه ليس مثل موسى (جيد أن نصمت نحن ولا ندافع عن أنفسنا والله يعلن برنا). ولاحظ السبب في محبة الله " وداعته وتواضعه وحلمه "
ملحوظة = في زواج موسى من كوشية (وكوشية تعني سوداء) (إر23:13) إشارة لعمل المسيح في إقترانه بكنيسته وهي بعد في خطيتها مظلمة مثل الكوشية (نش 5:1). أما رفض هرون ومريم لهذا الزواج فهو يرمز لرفض اليهود السيد المسيح ورفضهم دخول الأمم للإيمان. هذا من ناحية الرمز ولكن زوجة موسى لم تكن خاطئة بالتأكيد فمن يعاشر هذا القديس العظيم لا يمكن أن يكون خاطئ، والله إذ كان يُعِّدَه لمهمته العظيمة كان لا يمكن أن يسمح بزواج يعطله عن مهمته. ثانيا هي لم تكن سوداء، فهناك حقا كوش أهلها لونهم أسود وهذا ما يشير له إرمياء النبي، لكن كان هناك كوش أخرى في منطقة العراق (تك2: 13) ومنهم خرجت قبيلة زوجة موسى. فإذا حدث خلاف بينهم وبين زوجة موسى فغالبا يرجع هذا للغيرة من زوجة موسى.
آية 9:- "فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى."
ما أخطر الحديث عن خدام الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فهم لهم من يحاسبهم فلا داعي أن نخسر الملكوت بسببهم.
آية 10:- "فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ. فَالْتَفَتَ هَارُونُ إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ."
البرص حل عليها حينما ارتفعت السحابة، إذًا البرص علامة على ابتعاد الله، وذلك بسبب الخطية. فعندما تتركنا نعمة الله يظهر برص الخطيئة.
آية 11:- "فَقَالَ هَارُونُ لِمُوسَى: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا الْخَطِيَّةَ الَّتِي حَمِقْنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا."
لا تجعل علينا الخطية = أي لا تجعل علينا عقوبتها وواضح هنا تواضع هرون وانكساره وربما أن الله لم يعاقب هرون أيضًا حتى لا يلام الكهنوت ككل وربما لمسلكه المتواضع هذا.
في إسترسال لنفس تأمل الملحوظة عاليه. فإن اليهود برفضهم المسيح ظهر عليهم برص الخطية وبرص عدم الإيمان وفارقهم روح الرب. أما عودة مريم بعد أسبوع إشارة لعودتهم في نهاية الأزمنة (رو 25:11)
آية 12:- "فَلاَ تَكُنْ كَالْمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ»."
البرص كالموت فالأبرص ممنوع من مخالطة الناس ومن لمسه يتنجس وأعضاؤه تموت على التوالي وتسقط.
الآيات 13-15:- "فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلًا: «اللّهُمَّ اشْفِهَا». فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «وَلَوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقًا فِي وَجْهِهَا، أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ، وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ». فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ."
لاحظ أن موسى لم يوبخها بكلمة بل صلى لها وتشفع عنها لتشفى، لكن الله يعلم متى يأتي التأديب بثماره.
(اسبوع) والأسبوع هو المقرر لكل أبرص. وخلال الأسبوع تبكت نفسها وتتوب ثم تخضع للشريعة مثل باقي الناس. والبصق هنا يشير للتخلي. واليهود الآن في أيامنا هذه بلا هيكل.
آية 16:- "وَبَعْدَ ذلِكَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ."
لاحظ كيف أن الخطية عوقت المسيرة أسبوعًا. ولنفهم من هذا أن الخطية تعوق نمونا في السماويات.
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير العدد 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h66tyc2