محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38
الآيات 1-5:- "«وَفِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ، يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. يَوْمَ هُتَافِ بُوق يَكُونُ لَكُمْ. وَتَعْمَلُونَ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: ثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا، وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. وَتَقْدِمَتَهُنَّ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ: ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيْنِ لِلْكَبْشِ، وَعُشْرًا وَاحِدًا لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْخِرَافِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ،"
نبدأ من هنا أعياد النصف الثاني من السنة وفي خلال الشهر السابع نحتفل بثلاث أعياد وكانت هذه الفترة راحة بالنسبة للعاملين في الزراعة، ما بين الحصاد وبذر البذور وكأن الله أراد أن يفرغهم للعبادة المُفرحة في هذه الفترة (لذلك ينبغي أن نقدس عطلاتنا لله).
ثورا واحدا وكبشا... = راجع التفسير في الإصحاح السابق (آيات11-15). ففي الأعياد التي تمثل عمل المسيح على الأرض (الصليب والقيامة حتى حلول الروح القدس أي تأسيس الكنيسة يوم الخمسين) كان يقدم ثورين. وهنا يقدم ثور واحد. والسبب أن المسيح بعمله الذي تممه على الأرض جعل الإثنين واحدًا. لذلك نجد في هذه الأعياد الأخيرة أنه يقدم ثورٌ واحد. وهذا نراه هنا في عيد المظال، ففي خلال السبعة الأيام الأولى يقدم يوميا كبشين و14 خروف، فالسبعة أيام الأولى يسكنون في مظال رمزًا لغربتهم في سيناء، وهذه أيضًا ترمز لغربة الكنيسة الآن على الأرض قبل وصولنا إلى السماء. أما في العيد أي اليوم الثامن (واليوم الثامن يمثل الأبدية) يُقَدَّم كبش واحد و7 خراف. ففي الأبدية هناك كنيسة واحدة وحيدة. وهذا رأيناه مع إسحق ويعقوب. فيعقوب يمثل المسيح الذي ترك بيت أبيه ليتزوج إثنتين (ليئة ترمز لليهود وراحيل ترمز للأمم) أما إسحق فيرمز للمسيح الذي هو في مجد أبيه وينتظر وصول عروسه الواحدة الوحيدة، الكنيسة.
ولاحظ في آية 6:- "فَضْلًا عَنْ مُحْرَقَةِ الشَّهْرِ وَتَقْدِمَتِهَا وَالْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ كَعَادَتِهِنَّ رَائِحَةَ سَرُورٍ وَقُودًا لِلرَّبِّ."
أن تقديمهم لذبائح يوم الهتاف لا يعفيهم من ذبائح رأس الشهر والمحرقة اليومية، فعمل شيء مقدس لا يعفيني من باقي واجباتي المقدسة مثلًا لو ذهبت للكنيسة هذا لا يعفيني من صلاتي المنزلية في هذا اليوم. وعيد الأبواق فيه يضربون الأبواق كأن الله يُعلن لشعبه أن يستعدوا للعيدين العظيمين عيد الكفارة وعيد المظال.
الآيات 7-11:- "«وَفِي عَاشِرِ هذَا الشَّهْرِ السَّابعِ، يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَتُذَلِّلُونَ أَنْفُسَكُمْ. عَمَلًا مَا لاَ تَعْمَلُوا. وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ رَائِحَةَ سَرُورٍ: ثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا، وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ: ثَلاَثَةُ أَعْشَارٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَانِ لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ، وَعُشْرٌ وَاحِدٌ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْخِرَافِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنْ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ لِلْكَفَّارَةِ وَالْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ."
فيه يتذللون وفيه يقربون محرقة للرب رائحة سرور (8) هكذا يمتزج تذللهم بالفرح إذ يُسر الله بهم لا من أجل تذللهم لكن من أجل المصالحة التي تتحقق بينه وبينهم خلال المحرقة. والتذلل أمام الله يقود للتواضع والإنسحاق، فيسكن الله عند هذا المتواضع والمنسحق (إش57: 15)، أما المتكبر فكيف يتلاقى مع المسيح المتواضع.
ونلاحظ هنا أن ذبيحة الكفارة هي ذبيحة خطية، ولكن يقدم بجانبها ذبيحة خطية أخرى والسبب أنهم في تقديمهم ذبيحة الكفارة ربما يخطئوا فيحتاجوا لما يكفر عن هذا. ولنسأل أنفسنا هل حينما نقدم توبة، تكون توبة حقيقية أو هي توبة فيها استهتار وهذه خطية جديدة تحتاج توبة عليها.
ويقدمون في يوم الكفارة محرقات لأنه في كل شيء (حتى في توبتنا) يجب أن تكون أعيننا على مجد الله وسروره.
الآيات 12-38:- "«وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابعِ، يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. وَتُعَيِّدُونَ عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: ثَلاَثَةَ عَشَرَ ثَوْرًا أَبْنَاءَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا. صَحِيحَةً تَكُونُ لَكُمْ. وَتَقْدِمَتُهُنَّ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ: ثَلاَثَةُ أَعْشَارٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ مِنَ الثَّلاَثَةَ عَشَرَ ثَوْرًا، وَعُشْرَانِ لِكُلِّ كَبْشٍ مِنَ الْكَبْشَيْنِ، وَعُشْرٌ وَاحِدٌ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنَ الأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا، وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. «وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي: اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا أَبْنَاءَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مَعَ سَكَائِبِهِنَّ. «وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: أَحَدَ عَشَرَ ثَوْرًا، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. «وَفِي الْيَوْمِ الرَّابعِ: عَشَرَةَ ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. «وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ: تِسْعَةَ ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. «وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسِ: ثَمَانِيَةَ ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. «وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ: سَبْعَةَ ثِيرَانٍ، وَكَبْشَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ خَرُوفًا حَوْلِيًّا صَحِيحًا. وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَعَادَتِهِنَّ. وَتَيْسًا وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا. «فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ: يَكُونُ لَكُمُ اعْتِكَافٌ. عَمَلًا مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً وَقُودًا رَائِحَةَ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: ثَوْرًا وَاحِدًا، وَكَبْشًا وَاحِدًا، وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. وَتَقْدِمَتَهُنَّ وَسَكَائِبَهُنَّ لِلثَّوْرِ وَالْكَبْشِ وَالْخِرَافِ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ كَالْعَادَةِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا."
يعقب عيد الكفارة, وفي عيد الكفارة نراهم يتذللون. أما عيد المظال فكله أفراح فمن يزرع بالدموع يحصد بالابتهاج. ونلاحظ أن أيام الفرح يجب أن تكون أيام ذبائح. ونحن يجب أن تكون أيام فرحنا أيام أفراح روحية نفرح بأن تكون لنا فيها علاقة بالله فهذا هو الفرح الحقيقي، بل هذا يزيد الفرح. وهنا كل أيام إقامتهم في المظال (والمظال تشير لأيام غربتنا بالجسد) نجدهم يقدمون ذبائح. وهكذا تعمل الكنيسة قداسات مستمرة.
وعيد الكفارة يشير للصليب لهذا إرتبط بالصوم والتذلل. أما عيد المظال فهو يشير إلى ثمار الصليب بما يحمله من:- *قوة قيامة وحياة أبدية. *وصعود = حياة هنا على الأرض في السماويات كعربون للحياة الأبدية في المجد السماوي. *وتمتع بالروح القدس. ومن إختبر هذا يمكنه أن يحيا حياة الغربة في هذا العالم محتقرا لكل أباطيله (7 أيام يسكنون في مظال) متطلعا إلى يوم الانطلاق للسماء (اليوم الثامن لعيد المظال).
واستمرار العيد 8 أيام يشير إلى الحياة المقامة في المسيح أي الحياة الأخرى، هو عيد الفرح والانطلاق نحو السماويات.
وهناك عدة ملاحظات على ذبائح وتقدمات هذا العيد:-
نلاحظ كثرة الذبائح والتقدمات، ففي خلال 7 أيام يقدم 70 ثورًا. ففي اليوم الأول يقدم 13 ثورًا وفي اليوم الثاني يقدم 12 ثورًا وهكذا حتى اليوم السابع يقدم 7 ثيران فيكون الإجمالي (13+12+11+10+9+8+7=70) وهو رقم كامل.
70 = 7 × 10 هذا الرقم يشير للمسيح الإنسان الكامل وحده الذي التزم بالناموس بالكامل، فقال "من منكم يبكتني على خطية" لذلك كان له أن يُقَدِّم نفسه فداء عن الإنسان.
ولاحظ أن الذبائح تبدأ بـ13 وهو رقم الخطية ، وتنتهي بـ7 وهو رقم كمال. وهذه الذبائح تشير للمسيح الذي نقل كنيسته من حالة الخطية (13) إلى حالة الكمال (7). المسيح الذي صار خطية (13) لنصبح نحن بر الله فيه (7) (2كو21:5).
نلاحظ تضاعف عدد الكباش والخرفان عن الأعياد العادية، وتفسير هذا سبق في تفسير الآيات (1-5). ونضيف أنه في خلال السبعة الأيام (أي ما تشير لأيام غربة الكنيسة على الأرض) يقدم يوميا كبشين + 14 خروفًا عوضًا عن كبش وسبعة خرفان . وإذا كان رقم 2 يشير للتجسد، وظهر هذا الرقم خلال 7 أيام الغربة، يصبح معنى هذا أن أيام الغربة على الأرض من يوم الفداء وحتى المجيء الثاني هي الأيام التي يكتمل فيها جسد المسيح أي الكنيسة. وخلال أيام غربتنا على الأرض يعمل المسيح على توحيد كنيسته وجعل كل إثنين واحدًا بالمحبة. وهذا معنى ما قيل في سفر الرؤيا "وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يَكْمَلَ العبيد رفقاؤهم..."(رؤ6: 11). فهناك من لم يولدوا بعد ، وبهم يكتمل جسد المسيح أي الكنيسة وراجع تفسير الآية (كو1: 24) فهي تشير لنفس المفهوم . ولاحظ أن في سلسلة نسب المسيح في إنجيل متى ثلاثة حقبات كل منها 14 جيل . فرقم 14 = 2 × 7 . رقم 2 يشير للتجسد ورقم 7 يشير للمسيح الإنسان الكامل. وهذا ما يعمله الروح القدس الآن، تكوين كنيسة واحدة تكون كاملة في المسيح (كو28:1).
وكثرة عدد الذبائح تشير لأن الفرح الحقيقي ينبع من عمل الذبيحة الحقيقية المسيح. بمعنى آخر كلما اكتشفنا قوة الذبيحة ننعم بالفرح السماوي.
ونجد في اليوم الثامن أنه يقدم نفس التقدمات المعتادة في الأعياد السابقة (ص28، 29). بعد أن قدمت ذبائح كثيرة، والمعنى أن ذبائح العهد القديم الكثيرة والمتعددة تنتهي بذبيحة المسيح الواحدة على الصليب، ورقم (8) هو رقم القيامة لأن المسيح ذبيحتنا الحقيقية قام من الأموات. ونجد أنه بحساب رقم اسم يسوع نجده 888، فيسوع هو القيامة والحياة (يو11: 25). ورقم الاسم يُحسب بوضع الرقم المناظر لاسم يسوع باليونانية وهو إيسوس Ihcouc . فكانوا قبل اختراع الأرقام (1، 2، 3...) يستعملون الحروف بدلا من الأرقام فمثلًا (ا=1، ب=2). وبنفس الطريقة نجد أن رقم ضد المسيح هو 666 (رؤ13: 18). فإن كان المسيح هو الحياة والقيامة فهذا الضد للمسيح الذي يحركه الشيطان هو الموت ومحكوم على من يتبعه بالموت (رؤ19: 20)، بل صار رقم 666 يشير للشيطان الذي أعطى كل قوته وسلطانه لضد المسيح وبهما يقتل ويميت (رؤ13: 2). ولاحظ أن رقم الإنسان هو 6 فهو خلق في اليوم السادس وسقط في اليوم السادس وفي الساعة السادسة فحكم عليه بالموت، فارتبط رقم 6 بالإنسان المحكوم عيه بالموت.
ونلاحظ تناقص الذبائح من يوم إلى يوم دليلًا على تناقص أهمية ذبائح العهد القديم إلى أن تختفي تمامًا ولا يوجد سوى ذبيحة المسيح.
الآيات (39-40):- "هذِهِ تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ فِي مَوَاسِمِكُمْ، فَضْلًا عَنْ نُذُورِكُمْ وَنَوَافِلِكُمْ مِنْ مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ وَسَكَائِبِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِكُمْ». فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى."
بجانب هذه الذبائح والتقدمات الجماعية على مستوى كل يوم، وكل أسبوع وكل شهر، وكل سنة، توجد النذور والتقدمات والسكائب والذبائح التي يقدمها الإنسان بإرادته الشخصية ليتمم العمل الجماعي مع الشخص وعبادة الجماعة مع عبادة كل عضو فيها. وبالنسبة لنا فمعنى هذا أن بعد كل ما قدمه لنا المسيح علينا أن نتساءل... وماذا نقدم له في مقابل ما أعطاه لنا؟ وهل تكفي هذه التقدمات والذبائح والسكائب؟ إذًا ليس أقل من أن: نقدم أجسادنا ذبيحة حية: "تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً" (رو12: 1) وحياتنا سكيبا كما فعل آباؤنا الشهداء "إني الآن أسكب سكيبًا ووقت انحلالي قد حضر" (2تى4: 6).
لاحظ إصرار الله على أن نعطي فلماذا؟ ببساطة فنحن حينما نعطي الله، يعطينا هو الكثير فهو لا يظل مديونًا. نعطيه خبزًا وخمرًا يردهم لنا جسد ابنه ودمه غفرانا للخطايا وحياة أبدية. العطاء يعبِّر عن المحبة. لذلك قيل "حبيبي لي وأنا له" (نش16:2). وأيضًا "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش3:6). وقيل: العطاء مغبوط أكثر من الأخذ: "مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (أع35:20). العطاء هو ما يُعطي الإنسان الفرح الحقيقي، وليس الأخذ. لذلك فالله يفرح حينما يعطي لأولاده، وهو "يُعْطِي.. بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ" (يع5:1). والله يريد لنا أن نختبر هذا النوع من الفرح، فرح العطاء.
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 30 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير العدد 28 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7gyjta5