St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   04-Sefr-El-Adad
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

العدد 16 - تفسير سفر العدد

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب عدد:
تفسير سفر العدد: مقدمة سفر العدد | مقدمة أسفار موسى الـ5 | العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36

نص سفر العدد: العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36 | العدد كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اغتصاب الكهنوت

رأينا في الإصحاح السابق أمانة الله في وعوده, وها نحن نرى هنا تمرد البشر ضد نظام وضعه الله. ورأينا سابقًا تذمر الشعب لكن ها نحن نرى تذمر اللاويين والرؤساء وغالبًا فهذه الفتنة مركبة فقورح هو لاوي من القهاتيين. أما داثان وأبيرام فهم أولاد اليآب بن فلو بن رأوبين (عد 5:26-9) وكان قورح وهو لاوي يطلب كهنوتًا, ويبدو أن قورح كان زعيمًا ذو مكانة وشخصية مؤثرة فهو استطاع أن يؤثر على 250 رئيس للجماعة، وهذا يوضح أن الشيطان يعمل جاهدًا على استغلال الكفاءات الكبيرة وذوي المواهب. وطلب قورح مع جماعته الـ250 لاوي أن يكونوا كهنة. أما داثان وأبيرام وهم من سبط رأوبين فغالبًا غاروا من سبط يهوذا لأنه في المقدمة وهم يعتبرون أنفسهم أولاد رأوبين البكر وهم أحق بالرئاسة فهم يطلبون سلطة زمنية. وكان القهاتيين مجاورين للرأوبينيين فاتحدت المجموعتان في تحدي سلطة موسى الدينية والمدنية.

وقد حدث بعد ذلك أن غضب الله حينما قدّم شاول ذبيحة ثم غضب على عزيا الملك وضربه لنفس السبب. المهم أننا أمام حالة طمع في مناصب أعلى ومواهب أعلى فقورح كان لهُ عمل لكنه طمع في عمل موسى وهرون. ونحن كخدام لله علينا أن نكون أمناء في القليل الذي أعطاه لنا الله دون أن نحسد الآخرين ونطمع في خدمتهم. فلكلٍ دوره وخدمته ولا يجب أن يطمع في دور الآخر. وخطورة الحسد أنه يؤدي للعمى الروحي والذهني، فقد رأى هؤلاء الحاسدين أن موسى الحليم أنه متسلط ومرتفع. والـ 250 قد يكونوا من أسباط إسرائيل وكلهم من الرؤساء الطالبين أن يكون الكهنوت لهم. أو أن يكون الكهنوت في كل أسرة كما كان من قبل (نظام البطاركة) حين كان رب كل أسرة هو كاهنها. وذلك يفسر وجود مجامر معهم. وربما مارسوا بها الكهنوت قبل أن يحدد الله سبطًا وأسرة بعينها هي أسرة هرون للكهنوت.

وربما مارسوا الكهنوت فعلًا كل في بيته قبل هذه الثورة العامة الرافضة لنظام الله.

ولنلاحظ أن عامة الشعب تذمروا بسبب بطونهم (لحم / بصل...) أما الرؤساء فهم يضربون بضربة أمّر وهي الكبرياء ولهذا تُعرف الكبرياء بأنها الصعود إلى أسفل.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1:- "وَأَخَذَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاَوِي، وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ابْنَا أَلِيآبَ، وَأُونُ بْنُ فَالَتَ، بَنُو رَأُوبَيْنَ،"

يذكر هنا اسم أون بن فالت ولا يذكر بعد ذلك فربما قدم توبة. وقورح بن يصهار، وموسى بن عمرام. ويصهار أخو عمرام. أي أن موسى ابن عم قورح (خر6: 18-20). وكانت خدمة القهاتيين هي قدس الأقداس (عد4:4). وقورح لم يكتفي بخدمته وهي الخدمة العُظْمَى في الخيمة، وتذمر على موسى ليس حبا في الخدمة، بل هو يتصارع في كبرياء على كرامة. ويحتمي بـ250 من الرؤساء! فهل يخشى الله العدد ويغير قراره؟! وهذا هو ما قاله السيد المسيح "ليْسَ نَبِيٌّ بِلَا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِه" (مر4:6). فمن قاد الثورة على موسى، غيرة من موسى، كان ابن عمه قورح.

 

آية 2:- "يُقَاوِمُونَ مُوسَى مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ مَدْعُوِّينَ لِلاجْتِمَاعِ ذَوِي اسْمٍ."

من بني إسرائيل = هذا ما يجعلنا نفهم أن الثورة كانت تشمل رؤساء من كل الأسباط تأثروا بثورة قورح وداثان وأبيرام. مدعوين للاجتماع = تعني منتخبين

 

آية 3:- "فَاجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالُوا لَهُمَا: «كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟»."

هذا الكلام يشبه من يقول الآن " كلنا ملوك وكهنة فلماذا يرتفع الكهنة علينا"

وهؤلاء لم يفهموا أن الكهنوت والخدمة عمومًا اتضاع وليس ارتفاع فالخادم الحقيقي مُتضع يبحث عن الخدمة ويلجأ لله في الصلاة لا يشغله منصب ولا رئاسة. وإن أُختير للرئاسة يفهم أنها مسئولية سيدينه الله عليها وليست منصبًا يتباهى به. أما الخادم المُزيّف فيطلب مجد نفسه ويكون هذا بذراع بشري كما حدث هنا. أما الخادم الحقيقي فهو يلجأ لله ليحكم لهُ في الظلم الواقع عليه. الخادم الحقيقي متضع والخادم المزيف متكبر.

 

آية 4:- "فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ."

هنا يظهر موسى كخادم حقيقي فهو سقط على وجهه أمام الله ليحكم لهُ.

 

الآيات (5-6):- "ثُمَّ كَلَّمَ قُورَحَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ قَائِلًا: «غَدًا يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنِ الْمُقَدَّسُ حَتَّى يُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ. فَالَّذِي يَخْتَارُهُ يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ. اِفْعَلُوا هذَا: خُذُوا لَكُمْ مَجَامِرَ. قُورَحُ وَكُلُّ جَمَاعَتِهِ. "

المقدس = أي الذي إختاره الله ليتفرغ لخدمته .

 

آية 7:- "وَاجْعَلُوا فِيهَا نَارًا، وَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُورًا أَمَامَ الرَّبِّ غَدًا. فَالرَّجُلُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ هُوَ الْمُقَدَّسُ. كَفَاكُمْ يَا بَنِي لاَوِي!»."

كفاكم يا بني لاوي = هذه رد على قولهم لموسى وهرون (3) كفاكما.

 

أية (8-9):- "وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «اسْمَعُوا يَا بَنِي لاَوِي. أَقَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ أَفْرَزَكُمْ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لِيُقَرِّبَكُمْ إِلَيْهِ لِكَيْ تَعْمَلُوا خِدْمَةَ مَسْكَنِ الرَّبِّ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ الْجَمَاعَةِ لِخِدْمَتِهَا؟ "

إذًا لكل واحد خدمته وعليه أن يقوم بها بأمانة.

 

أية (10):- "فَقَرَّبَكَ وَجَمِيعَ إِخْوَتِكَ بَنِي لاَوِي مَعَكَ، وَتَطْلُبُونَ أَيْضًا كَهَنُوتًا!"

 

آية 11:- "إِذَنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ مُتَّفِقُونَ عَلَى الرَّبِّ. وَأَمَّا هَارُونُ فَمَا هُوَ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْهِ؟»"

نرى هنا عدة صفات يجب أن تتوفر للكاهن:- 1) الكهنوت لا يُطلب بل يُختار من الله (عب5: 4) وهذا يُفهم من آية 10. 2) أن لا يشعر الكاهن أنه بهذه الوظيفة ينتفخ على أحد، ولاحظ قول موسى " أما هرون فما هو". 3) الخادم الأمين في خدمته الذي يبحث عن مجد الله لا يهتم حينما يقول الحق، فالتذمر من الشعب ليس هو ضد الخادم بل ضد الله الذي هو يطبق شريعته.

 

آية 12:- "فَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَدْعُوَ دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ابْنَيْ أَلِيآبَ. فَقَالاَ: «لاَ نَصْعَدُ!"

داثان وأبيرام في كبريائهما رفضا أن يذهبا ليقابلا موسى.

 

آية 13:- "أَقَلِيلٌ أَنَّكَ أَصْعَدْتَنَا مِنْ أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا لِتُمِيتَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ حَتَّى تَتَرَأَسَ عَلَيْنَا تَرَؤُسًا؟"

أصعدتنا من أرض تفيض لبنًا وعسلًا = يقصدون مصر وهم هنا يسخرون من أن الرب وصف أرض الميعاد بأنها تفيض لبنًا وعسلًا فهم يصفون أرض العبودية بأوصاف أرض الميعاد بينما مصر مشهورة بالبصل والثوم. وهؤلاء ظنوا أنهم سيبقون في البرية إلى الأبد.

 

آية 14:- "كَذلِكَ لَمْ تَأْتِ بِنَا إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا، وَلاَ أَعْطَيْتَنَا نَصِيبَ حُقُول وَكُرُومٍ. هَلْ تَقْلَعُ أَعْيُنَ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ؟ لاَ نَصْعَدُ!»."

هل تقلع أعين هؤلاء القوم = = لها عدة معاني:- 1) أنه بعد أن أحضرتنا لهذا القفر لم يبق لك أن تفعل سوى هذا. 2) أنك جعلت القوم كالعميان يسيرون وراءك كيفما شئت. 3) أن لهذا الشعب عيونًا ولا تستطيع أن تستمر يا موسى في خداعهم بأن هذه البرية القاحلة التي أتيت بنا اليها هي تفيض لبنا وعسلا، وهذا هو الرأي الأرجح .

 

آية 15:- "فَاغْتَاظَ مُوسَى جِدًّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «لاَ تَلْتَفِتْ إِلَى تَقْدِمَتِهِمَا. حِمَارًا وَاحِدًا لَمْ آخُذْ مِنْهُمْ، وَلاَ أَسَأْتُ إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ»."

موسى هنا في غيظه يظهر كمدافع عن الكهنوت كنظام إلهي يحاولون اغتصابه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقوله لا تلتفت إلى تقدمتهما = إشارة لحادثة رفض قرابين قايين, وموسى هو كاتب القصة ودليل أن موسى لم يغتاظ لأجل كرامته أنه عاد وتشفع لهم.

 

الآيات 16-18: "وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «كُنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ أَمَامَ الرَّبِّ، أَنْتَ وَهُمْ وَهَارُونُ غَدًا، وَخُذُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ، وَاجْعَلُوا فِيهَا بَخُورًا، وَقَدِّمُوا أَمَامَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ. مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مِجْمَرَةً. وَأَنْتَ وَهَارُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ». فَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلُوا فِيهَا نَارًا وَوَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُورًا، وَوَقَفُوا لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مَعَ مُوسَى وَهَارُونَ."

 

آية 19:- "وَجَمَعَ عَلَيْهِمَا قُورَحُ كُلَّ الْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ."

قورح يجمع كل الجماعة ليساندوه. وهذه غباوة فهل يقووا على الله.

 

الآيات 20-23: "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: «افْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هذِهِ الْجَمَاعَةِ فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ». فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا وَقَالاَ: «اللّهُمَّ، إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ، هَلْ يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ؟» فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:"

 

آية 25،24:- "«كَلِّمِ الْجَمَاعَةَ قَائِلًا: اطْلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ». فَقَامَ مُوسَى وَذَهَبَ إِلَى دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَذَهَبَ وَرَاءَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ."

حينما عَلِمَ موسى بنيّة الله في ضرب المتمردين ذهب هو لداثان وأبيرام اللذان سبقا فرفضا هما الذهاب لموسى. وهذا من تواضع موسى ومحبته وهنا يعطيهم فرصة أخيرة اعتزلوا = حين نعتزل الأشرار وشرهم ننجو من مصيرهم.

 

الآيات 26-29: "فَكَلَّمَ الْجَمَاعَةَ قَائِلًا: «اعْتَزِلُوا عَنْ خِيَامِ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ الْبُغَاةِ، وَلاَ تَمَسُّوا شَيْئًا مِمَّا لَهُمْ لِئَلاَّ تَهْلِكُوا بِجَمِيعِ خَطَايَاهُمْ». فَطَلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَخَرَجَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ وَوَقَفَا فِي بَابِ خَيْمَتَيْهِمَا مَعَ نِسَائِهِمَا وَبَنِيهِمَا وَأَطْفَالِهِمَا. فَقَالَ مُوسَى: «بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأَعْمَلَ كُلَّ هذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نَفْسِي. إِنْ مَاتَ هؤُلاَءِ كَمَوْتِ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَأَصَابَتْهُمْ مَصِيبَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ، فَلَيْسَ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَنِي."

St-Takla.org Image: The Earth swallows up Korah, Dathan and Abiram

صورة في موقع الأنبا تكلا: الأرض تبتلع قورح وداثان وأبيرام

 

آية 30:- "وَلكِنْ إِنِ ابْتَدَعَ الرَّبُّ بِدْعَةً وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُمْ، فَهَبَطُوا أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، تَعْلَمُونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمَ قَدِ ازْدَرَوْا بِالرَّبِّ»."

هبطوا أحياء إلى الهاوية = الهاوية هنا تشير إلى المكان الذي سيدفنون فيه تحت الأرض حين تنفتح الأرض وتبتلعهم فتصير هذه الهوة التي حدثت قبرًا لهم. ولكن الهاوية هنا لا تشير للجحيم. فهو قال وكل ما لهم. والمنازل والأمتعة لا تذهب للجحيم.

قد إزدروا بالرب = فمن يعتدي على نظام وضعه الله يزدري بالله.

 

الآيات 31-34: "فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ هذَا الْكَلاَمِ، انْشَقَّتِ الأَرْضُ الَّتِي تَحْتَهُمْ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُلَّ مَنْ كَانَ لِقُورَحَ مَعَ كُلِّ الأَمْوَالِ، فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُمْ أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمِ الأَرْضُ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ هَرَبُوا مِنْ صَوْتِهِمْ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «لَعَلَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُنَا»."

 

آية 35:- "وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمِئَتَيْنِ وَالْخَمْسِينَ رَجُلًا الَّذِينَ قَرَّبُوا الْبَخُورَ."

النار أكلت قورح وكل من بخر باستخدام المجمرة ولكن في آية (آية31) قوله كل من كان لقورح = يعني كل من سار وراء فتنة قورح.

فنحن هنا أمام عقوبتين النار أكلت من إغتصب الكهنوت, والأرض فتحت فاها لمن دخله الكبرياء, النار كانت لقورح. وفتحت الأرض فاها لداثان وأبيرام وأولادهم وكل مالهم.

ويبدو أن قورح خلال هذه الفتنة كان لهُ إقامة وسكن عند داثان وأبيرام بدون زوجته وأولاده فأولاد قورح لم يهلكوا في هذه الفتنة فهم بالتأكيد أبرياء ورفضوا خطية أبيهم قورح. بل تكون من أولادهم مغنين في الهيكل ولهم مزامير (راجع 11:26) لكن أولاد داثان وأبيرام ماتوا مع آبائهم. الله وحده يعلم القلوب ويعرف من يُضْرَبْ ومن ينجو من العقاب. وهذا رد آخر على تحمل الأبناء لذنوب آبائهم (راجع تث 6:11 + مز 18،17:106) ولاحظ هلاك كل واحد بالعنصر الذي أخطأ به. فقورح قدم نارًا في مجمرته فاحترق بنار وداثان وأبيرام ارتفعا بقلبيهما في كبرياء فسقطوا تحت الأرض وشابهوا الشياطين, فالشياطين هم من يهبطوا تحت الأرض. والعكس فمزامير أولاد قورح كلها فرح فهم لم يقاوموا كأبيهم.

 

آية 36: "ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:"

 

آية 37:- "«قُلْ لأَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَرْفَعَ الْمَجَامِرَ مِنَ الْحَرِيقِ، وَاذْرِ النَّارَ هُنَاكَ فَإِنَّهُنَّ قَدْ تَقَدَّسْنَ."

الله يكلف العازار بجمع المجامر ولم يكلف هارون فهارون لا يجب أن يتنجس بلمسه الموتى.

 

آية 38:- "مَجَامِرَ هؤُلاَءِ الْمُخْطِئِينَ ضِدَّ نُفُوسِهِمْ، فَلْيَعْمَلُوهَا صَفَائِحَ مَطْرُوقَةً غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، لأَنَّهُمْ قَدْ قَدَّمُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ فَتَقَدَّسَتْ. فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ»."

المجامر كانت تذكارات لعقوبات الرب كما كان قسط المن تذكارًا لإحساناته.

St-Takla.org Image: The punishment of the Rebellion of Korah, Dathan, and Abiram: "And it came to pass, as he had made an end of speaking all these words, that the ground clave asunder that was under them: And the earth opened her mouth, and swallowed them up, and their houses, and all the men that appertained unto Korah, and all their goods. They, and all that appertained to them, went down alive into the pit, and the earth closed upon them: and they perished from among the congregation. And all Israel that were round about them fled at the cry of them: for they said, Lest the earth swallow us up also. And there came out a fire from the Lord, and consumed the two hundred and fifty men that offered incense" (Numbers 16:31-35) - from "Figures de la Bible" book, 1728 صورة في موقع الأنبا تكلا: عقاب قورح وداثان وأبيرام على تمردهم: "وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وبيوتهم" (العدد 16: 31-35) - من كتاب "صور كتابية"، 1728

St-Takla.org Image: The punishment of the Rebellion of Korah, Dathan, and Abiram: "And it came to pass, as he had made an end of speaking all these words, that the ground clave asunder that was under them: And the earth opened her mouth, and swallowed them up, and their houses, and all the men that appertained unto Korah, and all their goods. They, and all that appertained to them, went down alive into the pit, and the earth closed upon them: and they perished from among the congregation. And all Israel that were round about them fled at the cry of them: for they said, Lest the earth swallow us up also. And there came out a fire from the Lord, and consumed the two hundred and fifty men that offered incense" (Numbers 16:31-35) - from "Figures de la Bible" book, 1728

صورة في موقع الأنبا تكلا: عقاب قورح وداثان وأبيرام على تمردهم: "وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وبيوتهم" (العدد 16: 31-35) - من كتاب "صور كتابية"، 1728

لذلك يقول بولس الرسول "انظروا لنهاية سيرتهم (عب 7:13). ولاحظ أن الله يعتبر أنه حتى هذه المجامر لأنه قد قُدَم فيها بخور لاسمه فهي قد تقدست.

صارت قصة قورح وداثان وأبيرام عبرة حتى أن بنات صلفحاد قالوا نحن لسنا من أولادهم.

 

الآيات 39-40: "فَأَخَذَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مَجَامِرَ النُّحَاسِ الَّتِي قَدَّمَهَا الْمُحْتَرِقُونَ، وَطَرَقُوهَا غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، تَذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لِكَيْ لاَ يَقْتَرِبَ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ لَيْسَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُورًا أَمَامَ الرَّبِّ، فَيَكُونَ مِثْلَ قُورَحَ وَجَمَاعَتِهِ، كَمَا كَلَّمَهُ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى."

 

آية 41:- "فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْغَدِ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلِينَ: «أَنْتُمَا قَدْ قَتَلْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ»."

الجماعة كلها تتذمر على موتهم ممّا يكشف عن مدى تأثيرهم. والعجيب أنهم لم يرتدعوا فطبيعة الإنسان أنه دائم التذمر.

 

الآيات 42-45: "وَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ انْصَرَفَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَإِذَا هِيَ قَدْ غَطَّتْهَا السَّحَابَةُ وَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ. فَجَاءَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «اِطْلَعَا مِنْ وَسَطِ هذِهِ الْجَمَاعَةِ، فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ بِلَحْظَةٍ». فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا."

 

الآيات 46-48:- "ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ الْمِجْمَرَةَ وَاجْعَلْ فِيهَا نَارًا مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُورًا، وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلَى الْجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الْوَبَأُ». فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَالَ مُوسَى، وَرَكَضَ إِلَى وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، وَإِذَا الْوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ الْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. وَوَقَفَ بَيْنَ الْمَوْتَى وَالأَحْيَاءِ فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ."

موسى يشفع في شعبه. وهرون يُبخِّر بسرعة وسط الجماعة ليتوقف الوبأ ونرى هنا أن مجد الرب قد ظهر بنفس الطريقة التي ظهر بها سابقًا يوم تكريس هرون (لا23:9).

وهو يظهر هنا ليثبته في عمله أمام هؤلاء المتذمرين. وهنا هرون وقف رمزًا للمسيح حين وقف بين الأحياء والأموات. وها هم المتذمرين قد اتهموا موسى وهرون بأنهم يريدون قتلهم واحتقروا كهنوت هرون ولكن هنا نجد هرون هو الذي أنقذهم بكهنوته.

لاحظ أن موسى الذي كان يقدم ذبائح لله أنه لم يقدم هو البخور ليشفع عن الشعب، بل طلب من هارون ذلك. فالآن أصبح هناك رئيس كهنة مختار من الله يقدم هو البخور.

 

الآيات 49-50: "فَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةٍ، عَدَا الَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ. ثُمَّ رَجَعَ هَارُونُ إِلَى مُوسَى إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْوَبَأُ قَدِ امْتَنَعَ."

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/04-Sefr-El-Adad/Tafseer-Sefr-El-3adad__01-Chapter-16.html

تقصير الرابط:
tak.la/j4hwgk2