محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الله أقام موسى وهرون واللاويين لخدمة الشعب لكن الرعاية الحقيقية هي في يد الله الذي يعمل في خدامه وخلالهم يرعى شعبه ونجد هنا في هذا الإصحاح.
1- مشكلة تظهر لموسى فيلجأ لله، هو يطلب مشورة الله لا الناس. والله يخبره بما يفعل.
2- السحابة تقود الشعب. فالله لا يترك شعبه في حيرة بل يتولى قيادتهم بنفسه.
والروح القدس هو الذي يقود الكنيسة حتى أن كثيرًا من المفسرين أطلقوا على سفر أعمال الرسل سفر أعمال الروح القدس. وبالصلاة يرشد الله خدام الكنيسة فالروح القدس "يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 14: 26)، والروح القدس هو السحابة التي تقود الكنيسة والفصح المذكور هنا هو جسد المسيح ودمه في وسطنا دائمًا، مرافقًا لنا في رحلة غربتنا.
الآيات 1-5:- "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ قَائِلًا: «وَلْيَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْفِصْحَ فِي وَقْتِهِ. فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ». فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ. فَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ."
إهتمام الله بخروف الفصح وطقوسه هو أن يعرف الشعب أن كل ما كان لهم يرجع فضله لذبيحة الفداء (خروف الفصح). وكان أن الله أمر موسى بعمل الفصح قبل التعداد، فالفصح كان في الشهر الأول للخروج فَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ. بينما كان التعداد في الشهر الثاني "وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ، فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: أَحْصُوا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (عد2،1:1). وكان هذا ليظهر إهتمامه بتذكار الفصح حتى يذكروا دائما أن نجاتهم كانت مبنية على ذبيحة خروف الفصح، ولا تضيع أهمية الفصح وسط أحداث الترحال. وأيضا كانت هذه الإرشادات الإلهية قبل إرتحالهم "وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ عَنْ مَسْكَنِ ٱلشَّهَادَةِ" (عد11:10) حتى تبقى ماثلة في أذهانهم وسط أحداث الترحال.
بين العشاءين = أو في العشية والمقصود بهذا الوقت وقت المساء الواقع في الفترة من العشاء الأول الذي يبدأ بحلول المساء والعشاء الثاني الذي يكون في مغيب الشمس. حسب كل فرائضه = هذا يظهر اهتمام الله بالطقس.
الآيات 6-8:- "لكِنْ كَانَ قَوْمٌ قَدْ تَنَجَّسُوا لإِنْسَانٍ مَيْتٍ، فَلَمْ يَحِلَّ لَهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. فَتَقَدَّمُوا أَمَامَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَقَالُ لَهُ أُولئِكَ النَّاسُ: «إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ لإِنْسَانٍ مَيِّتٍ. لِمَاذَا نُتْرَكُ حَتَّى لاَ نُقَرِّبَ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «قِفُوا لأَسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ»."
نرى هنا اهتمام الشعب بذبيحة الفصح ومن حُرم منها لسبب خارج عن إرادته يهتم هنا بأن لا يُحرم منها!! هل نهتم نفس الاهتمام بالتناول. ومن عظمة موسى أنه قال لا أعرف وذهب يصلي ويسأل الله. "وهذه هي العبادة الإلهية" = الله يُعَلِّم طرق العبادة ويسلمها لرجاله (موسى هنا). ورجاله يسألونه والروح يرشدهم ويقودهم ، وهم يقودون شعبه. فلا يوجد من يعرف كل شيء، وعلينا أن لا نشرع في عمل ما إلا بعد أن نسأل الله أولًا.
الآيات 9-14:- "فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيل قَائِلًا: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَجْيَالِكُمْ كَانَ نَجِسًا لِمَيْتٍ، أَوْ فِي سَفَرٍ بَعِيدٍ، فَلْيَعْمَلِ الْفِصْحَ لِلرَّبِّ. فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ يَعْمَلُونَهُ. عَلَى فَطِيرٍ وَمُرَارٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ يُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ وَلاَ يَكْسِرُوا عَظْمًا مِنْهُ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِ الْفِصْحِ يَعْمَلُونَهُ. لكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِرًا وَلَيْسَ فِي سَفَرٍ، وَتَرَكَ عَمَلَ الْفِصْحِ، تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا، لأَنَّهَا لَمْ تُقَرِّبْ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ. ذلِكَ الإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ. وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ فَلْيَعْمَلْ فِصْحًا لِلرَّبِّ. حَسَبَ فَرِيضَةِ الْفِصْحِ وَحُكْمِهِ كَذلِكَ يَعْمَلُ. فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ تَكُونُ لَكُمْ لِلْغَرِيبِ وَلِوَطَنِيِّ الأَرْضِ»."
لم يحرم الله من تنجس بميت بغير إرادته، أو كان في سفر بعيد عن مكان إقامة الفصح لكنه قدم لهم فرصة ممارسته في الشهر الثاني بدلًا من الأول، أما من يمتنع عن ممارسة طقس الفصح بلا سبب تقطع تلك النفس من شعب الله:
أ- كان لا بُد أن لا يسمح الله لمن دنس نفسه أن يأكل الفصح فمن يتناول بدون استحقاق يصبح مجرمًا في جسد الرب ودمه (1كو27:11). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والله يعطي فرصة للتوبة ثم نتناول.
ب- كان الغرباء يمكنهم أن يقدموا الفصح بعد أن يختتنوا ويتهودوا (خر19:12) وهذا رمز لخلاص كل الأمم وقبولهم.
ج- الله يسمح بفصح ثان لمن لم يستطيع أن يحتفل بالأول فهل نهتم مثل هؤلاء بالتناول.
د- كان المفروض أن يحتفلوا بالفصح التالي في أرض الميعاد وخطيتهم كان نتيجتها التيه 40 سنة.
ه- هذا الاحتفال (المشار إليه هنا) بالفصح متقدم في الزمان عن عد بني إسرائيل المذكور في الإصحاح الأول لكنه مذكور هنا في المنطق الذي يسير عليه سفر العدد. فبعد أن إكتمل إعداد الخدام للمذبح يأتي الكلام عن التناول.
و- لاحظ أنه عند ذكره الفصح الثاني يذكر بعض طقوسه للاهتمام به , فله نفس القداسة.
ز- أقام حزقيا الفصح في الشهر الثاني لأن الكهنة كانوا لم يتقدسوا بعد. وهو في هذا استغل هذه الوصية (2أى 20،2:30).
ح- اهتمام الله بموضوع الفصح حتى لا يصبح تحررهم من مصر وعبورهم البحر وخروف الفصح في هذه الليلة، شيئًا ينسونه مع الوقت بل يظل حيًا في ذاكرتهم "اصنعوا هذا لذكري" فيظلوا متذكرين محبة الله لهم وأعمال محبته الخيِّرة فلا يصدقوا تشكيك الشياطين الذين يشككونهم في محبة الله.
ط- عَلَى فَطِيرٍ وَمُرَارٍ يَأْكُلُونَهُ = الفصح له شرطين:- 1) الإيمان بأن الدم ينجي (وهذا يناظر الإيمان بفداء المسيح). 2) الأكل من ذبيحة خروف الفصح (وهذا يناظر الإفخارستيا). إذاً من 1) لا يؤمن ويدهن أبوابه بالدم أو 2) يهمل الأكل من خروف الفصح = وَتَرَكَ عَمَلَ الْفِصْحِ، تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. لذلك فمن ينادي الآن بأن الإيمان بدم المسيح كافٍ بدون الأكل من ذبيحة الإفخارستيا يُعَرِّض نفسه لخطر شديد.
الآيات 15-23:- "وَفِي يَوْمِ إِقَامَةِ الْمَسْكَنِ، غَطَّتِ السَّحَابَةُ الْمَسْكَنَ، خَيْمَةَ الشَّهَادَةِ. وَفِي الْمَسَاءِ كَانَ عَلَى الْمَسْكَنِ كَمَنْظَرِ نَارٍ إِلَى الصَّبَاحِ. هكَذَا كَانَ دَائِمًا. السَّحَابَةُ تُغَطِّيهِ وَمَنْظَرُ النَّارِ لَيْلًا. وَمَتَى ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ كَانَ بَعْدَ ذلِكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ، وَفِي الْمَكَانِ حَيْثُ حَلَّتِ السَّحَابَةُ هُنَاكَ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ. جَمِيعَ أَيَّامِ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ كَانُوا يَنْزِلُونَ. وَإِذَا تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلَى الْمَسْكَنِ أَيَّامًا كَثِيرَةً كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ. وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ أَيَّامًا قَلِيلَةً عَلَى الْمَسْكَنِ، فَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ فِي الصَّبَاحِ، كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. أَوْ يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً، مَتَى تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلَى الْمَسْكَنِ حَالَّةً عَلَيْهِ، كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ. وَمَتَى ارْتَفَعَتْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. وَكَانُوا يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ بِيَدِ مُوسَى."
هم كان نظرهم للسحابة متى يرتحلون. وعلينا النظر للسماء وليس للأرض نحو التراب كالحيوان. علينا دائمًا النظر للسماء منتظرين مجيء الفادي أو صدور الأمر بأن نفك الخيمة ونرحل نحن للسماء. السحابة تعني للشعب "لتكن مشيئتك".
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 10 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير العدد 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5zr76ym