محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
إذ لم يستطع بلعام أن يلعن الشعب فيأخذ مكافأته التي يحلم بها، قدم لبالاق مشورة شريرة وهو أن يلقي معثرة لهذا الشعب خلال الموآبيات فيحل بهم غضب الله فينهزموا. وهنا نجد المؤامرة بين موآب ومديان على مستوى ملك موآب وشيوخ مديان. بل امتدت لأن تتآمر بنات موآب مع بنات مديان ليسقطوا الشعب في الزنا. وكانت العبادة الوثنية تحتوي طقوس زنا في معابدهم فأحبها الشعب اليهودي. ولاحظ أن الشعب لم يقف أمامه سيحون ولا عوج ولا عماليق، لكن شهوتهم أسقطتهم " كل واحد يُجرّب إذا انجذب وانخدع مِن شهوته" (يع14:1) ويقول القديس أغسطينوس "وراء كل مُلْحِد شهوة، فهو يحاول أن يهدئ ضميره بإنكاره وجود الله. ولنلاحظ أنه لا سلطان لأحد ضدي من الذين هم من خارج (سيحون/ عوج / بلعام..) بل الخطر من الشهوة الكامنة فيَّ إذا انجذبت لها. ونجد هنا مرحلة جديدة من حروب إبليس فبعد أن فشل في الهجوم من خارج لمنعهم من دخول الأرض المقدسة بدأت مرحلة الحرب من داخل أي شهواتهم. والنساء لم يكتفين بالزنا بل بدعوة الشعب للسجود لبعل فغور (البخور) والشعب قبل هذا من أجل أن يرضوا شهواتهم: أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لي: "أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي". فبين كل الآلام التي تحارب فكر الإنسان ليس شيء أقوى من مرض الملذات، فالسقوط مع العالم المُبتسم أسهل من السقوط مع العالم العابس" لذلك لنهرب من مرض الملذات (راجع عد 16:31 + يه11 + رؤ14:2).
آية 1:- "وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ، وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ."
آية 2:- "فَدَعَوْنَ الشَّعْبَ إِلَى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ، فَأَكَلَ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا لآلِهَتِهِنَّ."
هذا ما حدث مع الملك سليمان مع كل حكمته فهو زاغ لأنه ترك نفسه لكثير من النساء.
آية 3:- "وَتَعَلَّقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ فَغُورَ. فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ."
هم تعلقوا ببعل فغور بسبب الزنا في هياكله.
آية 4:- "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِلَ الشَّمْسِ، فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيلَ»."
هي أوامر قاسية لكن بتر العضو الفاسد خير من هلاك وموت الإنسان، مقابل الشمس = أي في وضح النهار حتى يرى الجميع ويأخذوا عبرة. وكانت أحكام الناموس قاسية لتخيفهم لذلك قال بولس الرسول عنه أنه "مؤدبنا إلى المسيح" (غل3 : 24).
خذ جميع رؤوس الشعب = فالرئيس هو قاض له سلطة عقاب المخطئ فلماذا لم يمنع الخطأ، والواضح أنهم هم أيضًا أخطأوا.
علقهم = كان المعلق يقتل أولًا بالسيف أو الرجم ثم يعلق إعلانًا لخطيته لذلك قيل ملعون كل من عُلَق على خشبة (تث23،22:21). ولاحظ أن تعليقهم مقابل الشمس رمز ليوم الدينونة أمام شمس البر.
آية 5:- "فَقَالَ مُوسَى لِقُضَاةِ إِسْرَائِيلَ: «اقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ قَوْمَهُ الْمُتَعَلِّقِينَ بِبَعْلِ فَغُورَ»."
إقتلوا كل واحد قومه = أي كل من تعلق ببعل فغور. ولا تتردد في تنفيذ العقوبة وتقتل المخطئ لو إكتشفت أنه من قومك. ومن المؤكد أن موسى حدد من يقوم بالمهمة.
آية 6:- "وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَ وَقَدَّمَ إِلَى إِخْوَتِهِ الْمِدْيَانِيَّةَ، أَمَامَ عَيْنَيْ مُوسَى وَأَعْيُنِ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُمْ بَاكُونَ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ."
وصل فجور هذا الرجل أنه أتى بمن يزني معها ربما ليتفاخر بجمالها أو نسبها أمام إخوته فهي بنت رئيس في مديان. ولنلاحظ: 1- لم يكن في قلبه خوف الله البتة؛ 2- إقتحم المحلة ولم يهتم بناموس الله ولا بوجود موسى ولا بكاء الجميع وتحدى الكل؛ 3- إستهتر بالعبادة والصلاة مع أن الكل كان يصلي؛ 4- هو وضع عثرة جديدة أمام الشعب.
الآيات 7-9:- "فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ، قَامَ مِنْ وَسَطِ الْجَمَاعَةِ وَأَخَذَ رُمْحًا بِيَدِهِ، وَدَخَلَ وَرَاءَ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ إِلَى الْقُبَّةِ وَطَعَنَ كِلَيْهِمَا، الرَّجُلَ الإِسْرَائِيلِيَّ وَالْمَرْأَةَ فِي بَطْنِهَا. فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا."
القبة = المقصود بها خيمة أو سُرَادِق.
فينحاس هنا ينفذ أمر الله السابق ومن المؤكد أنه كان من الذين عينهم موسى فالقتل ليس مباحًا لكل أحد (راجع آية5): فقال موسى لقضاة إسرائيل اقتلوا كل واحد قومه المتعلقين ببعل فغور.
أما نحن فعلينا أن نصلي فقط لمنع الشر. ونسمع هنا أن الوبأ امتنع ولكن لم نعرف متى بدأ وغالبًا حين ذكر الوحي: فحمى غضب الرب على إسرائيل: حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيلَ = والقديسين بصلواتهم في أماكن كثيرة يمنعون كثيرًا من الشرور. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). عدد الذين ماتوا 24000 + (1كو 8:10).
آية 10:- "فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:"
الآيات 11-13:- "«فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ قَدْ رَدَّ سَخَطِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِكَوْنِهِ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ حَتَّى لَمْ أُفْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِغَيْرَتِي. لِذلِكَ قُلْ: هأَنَذَا أُعْطِيهِ مِيثَاقِي مِيثَاقَ السَّلاَمِ، فَيَكُونُ لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ، لأَجْلِ أَنَّهُ غَارَ للهِ وَكَفَّرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»."
فينحاس بغيرته يشير للمسيح الذي قال "غيرة بيتك أكلتني " فكان لنسله الروحي أي المسيحيين كهنوت أبدي، خصوصًا فالعهد معه كان عهد سلام، والمسيح ملك السلام قال "سلامي أترك لكم.." وهو صنع تكفيرًا (كفارة) فأنقذ شعبه.
الآيات 14-15:- "وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ الْمَقْتُولِ الَّذِي قُتِلَ مَعَ الْمِدْيَانِيَّةِ، زِمْرِيَ بْنَ سَالُو، رَئِيسَ بَيْتِ أَبٍ مِنَ الشِّمْعُونِيِّينَ. وَاسْمُ الْمَرْأَةِ الْمِدْيَانِيَّةِ الْمَقْتُولَةِ كُزْبِيَ بِنْتَ صُورٍ، هُوَ رَئِيسُ قَبَائِلِ بَيْتِ أَبٍ فِي مِدْيَانَ."
الآيات 16-18:- "ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «ضَايِقُوا الْمِدْيَانِيِّينَ وَاضْرِبُوهُمْ، لأَنَّهُمْ ضَايَقُوكُمْ بِمَكَايِدِهِمِ الَّتِي كَادُوكُمْ بِهَا فِي أَمْرِ فَغُورَ وَأَمْرِ كُزْبِي أُخْتِهِمْ بِنْتِ رَئِيسٍ لِمِدْيَانَ، الَّتِي قُتِلَتْ يَوْمَ الْوَبَإِ بِسَبَبِ فَغُورَ»."
هنا الرب يأمر بضرب مديان كلها بسبب الشر الذي وضعوه كفخ لهلاك الشعب ونجد تنفيذ هذا الأمر في إصحاح 31. أما بالنسبة لموآب فلا يدخل أحد منها لجماعة الرب حتى الجيل العاشر (تث 4،3:23 + نح2،1:13).
ملحوظات:-
1- العار الذي لحق
بشمعون جعل موسى لا ينطق ببركة لهُ (تث33).2- زمري يعني من يشبه بقر الوحش وكُزْبِي معناها كذب. إذًا المطلوب هو إبادة الشر ورفضه فالرجل كان شهوانيًا مثل بقر الوحش لا يفكر ولا يتعقل والمرأة كانت كاذبة ومخادعة، وهكذا الخطية تعدك بالفرح فلا
تجد سوى لذة حسية يعقبها مرارة وحزن وألم وهذا ما يسمى خداع الخطية.3- بولس يذكر من ماتوا في يوم واحد وهم 23000 "ولا نزن كما زنى أناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفا" (1كو10: 8). وسفر العدد يذكر العدد الإجمالي 24000. والمعنى ببساطة أن الألف المتبقين أصيبوا بالوبأ في أول يوم وماتوا في اليوم التالي، فبولس الرسول دارس العهد القديم لن يخطئ في الرقم ، ولكن بولس الرسول كان يعتمد التقليد ويعترف بما سجله الآباء اليهود. وكان الوحي يمنعه من أن يأخذ بتقليد خاطئ، كما ذكر مثلا اسمَيّ ينيس ويمبريس من التقليد اليهودي (2تى3: 8).
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 26 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير العدد 24 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4wq2xsm