محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
الله عرف فكرهم. فكان البكر أو رئيس العائلة هو كاهن العائلة ويرفع البخور عن عائلته، وهذا ما أطلق عليه كهنوت الآباء البطاركة. وهم فكروا إذا كان هرون كرأس للعائلة صار كاهنًا فلماذا لا نصير كلنا كهنة. وقد سبق الله وأعلن عن إرادته بتأديب المتمردين ولكننا نجده هنا يقوم بدور الإقناع حتى لا يثوروا مرّة أخرى فيهلكوا. وهنا أراد الله أن يؤكد للكل أن هناك نظاما جديدا حدده الله للكهنوت، وأن اختيار الكهنة صار أمر يخص الله شخصيًا (عب 4:5). والله لا يتعامل بالقوة فقط كما في حالة قورح بل يتعامل بالإقناع " أَقْنَعْتَنِي يَا رَبُّ فَاقْتَنَعْتُ" (إر20: 7) فالقوة وحدها لا تكفي. فإزهار عصا هرون أظهر أن موسى وهرون لا يدعيان شيئًا ليس لهما بل هو اختيار إلهي. ثم إن وضع العصا أمام التابوت قصد الله به أن يكون هذا الاختيار له صفة الدوام.
والعصا كانت تمثل عصا الرئاسة أو الأبوة للسبط. وعصا سبط لاوي كتب عليها اسم هرون. وكانت العصي التي يستخدمونها من خشب شجر اللوز.
الآيات 1-4: "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَاسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ. وَاسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي، لأَنَّ لِرَأْسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصًا وَاحِدَةً. وَضَعْهَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ."
آية 5:- "فَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ، فَأُسَكِّنُ عَنِّي تَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يَتَذَمَّرُونَهَا عَلَيْكُمَا»."
أي حين أقنعهم تسكت تذمراتهم.
الآيات 6-7: "فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. فَوَضَعَ مُوسَى الْعِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ."
آية 8:- "وَفِي الْغَدِ دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ. أَخْرَجَتْ فُرُوخًا وَأَزْهَرَتْ زَهْرًا وَأَنْضَجَتْ لَوْزًا."
المعجزة ليست فقط في أن العصا أزهرت فربما قال الشعب أن موسى أتى ليلًا واستبدل العصا بعصا مزهرة. لكن في وجود الفروخ والزهر واللوز معًا في وقت واحد. وهي الثمر والزهر والبراعم ولكل وقت من أوقات السنة، وهكذا كانت المنارة الذهبية. ووجود الثلاثة (الثمر والبراعم والزهر) لا يكون أبدًا سوى بمعجزة.
1- تشير البراعم للرغبات الصالحة والزهر للقرارات المقدسة، وأما الثمر فيشير للإيمان والمحبة وللطاعة الكاملة وهذا ناتج من عمل المسيح القادر أن يحول الموت لحياة.
2- إزهار عصا هارون شيء مناسب للكهنوت فيجب أن يكون الكهنوت مثمرًا ورجاله يجب أن تكون داخلهم عصارة حيّة (يو16:15).
3- شجرة اللوز إشارة لليقظة فهي تزهر مبكرًا والكاهن يجب أن يكون يقظ في خدمته.
4- وجود البراعم مع الثمر تشير لأن الكنيسة بها ثمار وبها براعم تبشر بثمار.
5- هذه العصا تشير للمسيح فهو قضيب خرج من جذع يس (أش 1:11).
6- وهي تشير للعذراء مريم التي هي كالعصا في ذاتها لا تقدر أن تنجب فهي لم تتزوج، ولكنها قدمت لنا ثمرة الحياة.
7- وهي تشير للكنيسة الجامعة والعذراء أم هذه الكنيسة والمسيح صار ساكنًا في هذه الكنيسة. نحن كعِصِيّ جافة ولكنه هو أعطانا حياة. "لي الحياة هي المسيح" (فى1: 21).
وضع العصا أمام الشهادة باستمرار ليذكر الكهنة أن كهنوتهم من الله ويذكر الشعب ذلك أيضًا فلا يتكبر الكهنة ولا يتذمر الشعب.
وحفظ العصا والمن والزيت، يرمز لوجود الأسرار في الكنيسة، وعمل الروح القدس فيها. فكان الشعب يرى العصا في التابوت فيذكر عمل نعمة الله التي أعطت حياة لهذا الخشب فأثمر، فهو قادر أن يعطيهم نعمة وحياة وانتصارات وبركات (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهكذا نحن في الأسرار بها نحصل على نعمة الحياة بعمل الروح القدس فيها. (الزيت هو زيت المسحة ويقول التقليد اليهودي أن يوشيا أمر بوضعه مع العصا والمن في التابوت).
والعِصِي كانوا 12 لأن غالبًا ضمت عصي أفرايم ومنسى باسم يوسف.
الآيات 9-11: "فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ الْعِصِيِّ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَظَرُوا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ الشَّهَادَةِ لأَجْلِ الْحِفْظِ، عَلاَمَةً لِبَنِي التَّمَرُّدِ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لاَ يَمُوتُوا». فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. كَذلِكَ فَعَلَ."
آية 12:- "فَكَلَّمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى قَائِلِينَ: «إِنَّنَا فَنِينَا وَهَلَكْنَا. قَدْ هَلَكْنَا جَمِيعًا."
يبدو أنه قد حدث فزع للاويين واعتقدوا أنهم هالكون جميعًا بالرغم من حدوث المعجزة فالإنسان يتكبر حيثما ينبغي أن يتواضع وتصغر نفسه وييأس حيثما يجب أن يثق في نعمة الله. لذلك نجد الله في ص 18 يطمئنهم ويُعلن لهم الخير الذي أعطاه لهم.
آية 13: "كُلُّ مَنِ اقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ الرَّبِّ يَمُوتُ. أَمَا فَنِيْنَا تَمَامًا؟»"
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 18 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير العدد 16 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q79dth3