محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
الآيات 1-11:- "فَتَقَدَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ بْنِ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى، مِنْ عَشَائِرِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ. وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنَاتِهِ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَأَمَامَ الرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاَتٍ: «أَبُونَا مَاتَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى الرَّبِّ فِي جَمَاعَةِ قُورَحَ، بَلْ بِخَطِيَّتِهِ مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ. لِمَاذَا يُحْذَفُ اسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ابْنٌ؟ أَعْطِنَا مُلْكًا بَيْنَ إِخْوةِ أَبِينَا». فَقَدَّمَ مُوسَى دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ الرَّبِّ. فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «بِحَقّ تَكَلَّمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ، فَتُعْطِيهِنَّ مُلْكَ نَصِيبٍ بَيْنَ إِخْوَةِ أَبِيهنَّ، وَتَنْقُلُ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ. وَتُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: أَيُّمَا رَجُل مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، تَنْقُلُونَ مُلْكَهُ إِلَى ابْنَتِهِ. وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ ابْنَةٌ، تُعْطُوا مُلْكَهُ لإِخْوَتِهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ، تُعْطُوا مُلْكَهُ لإخوَةِ أَبِيهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لأَبِيهِ إِخْوَةٌ، تُعْطُوا مُلْكَهُ لِنَسِيبِهِ الأَقْرَبِ إِلَيْهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ فَيَرِثُهُ». فَصَارَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى."
بنات صلفحاد هن نموذج رائع للإيمان القوي. ولنقارن بين مواقف عدم إيمان الشعب في العديد من المواقف التي شككوا فيها في دخولهم الأرض وبين ثقة بنات صلفحاد في ذلك وطلبهن أن يكون لهن نصيب. وأيضًا نجد هنا نموذج للإيمان في اهتمام موسى بتعيين خلف لهُ يكمِّل المسيرة حتى أرض الميعاد. كلهم لهم إيمان حيّ في أن وعد الله سيتم.
وبالرجوع إلى (عد33:26) نجد أن صلفحاد لم يكن لهُ بنون بل بنات، فلم يدخل في التعداد. فأتت بناته يعرضن قضيتهن بقوة حجة وبشجاعة لكن في وقار واتضاع وأعلن أن أباهن مات ميتة طبيعية كما مات كل الجيل السابق ولكنه لم يكن من جماعة قورح الذين حاولوا اغتصاب الكهنوت وكان سؤالهن لماذا يحذف اسمه من بين وارثي الأرض الجديدة. فكانت كلماتهن كلها إيمان وتمسك بوعود الله، وهذا يفتح السماء للاستجابة، وكان قانون جديد أنه إن لم يكن للمتوفي ابن فترثه بنته وإن لم يكن له ابنة فإخوته أو أعمامه أو أقرب من لهُ في عشيرته ونلاحظ:-
1- الله وعدنا بالميراث لكنه يريدنا أن نصارع في الطلب لأجله وفي الصلاة بلجاجة وإيمان.
2- هؤلاء البنات يمثلن العذارى الحكيمات فهن ملأن آنيتهن بزيت الإيمان.
3- كون أن الله وافق على طلبهن بأن يبقى لصلفحاد أبيهن اسم رغمًا عن موته ميتة طبيعية أي نتيجة الخطيئة الأصلية فهذا يفتح لنا باب الرجاء أن كل من يموت ميتة طبيعية له نصيب في الميراث السماوي، فخطايانا العادية التي يقدم عنها توبة لا تمنع نصيبنا بل يمنعه تحدي الله ورفض التوبة وراجع (غل 29،28:3) فنحن لنا ميراث
4- نتيجة إصرار بنات صلفحاد على الحصول على نصيبهن، كان بركة هذا حصولهم على قانون جديد للميراث
5- معاني الأسماء صلفحاد = صل في حاد = ظل في خوف فهذا هو حالنا فكلنا ولدنا في ظل الخطية خائفين من الموت وكنا قبل المسيح في عبودية (عب 15:2) ونلاحظ في أسماء بنات صلفحاد النمو في النعمة مع المسيح: 1) محلة = عجز / وهن / ضعف 2) فوعة = تجوال 3) حجلة = ترقص في فرح 4) ملكة = مَلِكَة 5) ترصة = مقبولة، والمعنى أنه في ظل ولادتنا تحت الخطية كنا في حزن قلبي بسبب خطايانا وكنا نتجول كمن يبحث عن حل وتعزية ومعونة وهذا وجدناه في المسيح فتحول حزننا لفرح وهو جعلنا ملوكًا وكهنة وسنكون مقبولين أمامه وبلا عيب فيه (أف1: 4).
الآيات 12-23:- "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ هذَا وَانْظُرِ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَمَتَى نَظَرْتَهَا، تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ أَنْتَ أَيْضًا كَمَا ضُمَّ هَارُونُ أَخُوكَ. لأَنَّكُمَا فِي بَرِّيَّةِ صِينَ، عِنْدَ مُخَاصَمَةِ الْجَمَاعَةِ، عَصَيْتُمَا قَوْلِي أَنْ تُقَدِّسَانِي بِالْمَاءِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ». ذلِكَ مَاءُ مَرِيبَةِ قَادَشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينَ. فَكَلَّمَ مُوسَى الرَّبِّ قَائِلًا: «لِيُوَكِّلِ الرَّبُّ إِلهُ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ رَجُلًا عَلَى الْجَمَاعَةِ، يَخْرُجُ أَمَامَهُمْ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ وَيُخْرِجُهُمْ وَيُدْخِلُهُمْ، لِكَيْلاَ تَكُونَ جَمَاعَةُ الرَّبِّ كَالْغَنَمِ الَّتِي لاَ رَاعِيَ لَهَا». فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ يَشُوعَ بْنَ نُونَ، رَجُلًا فِيهِ رُوحٌ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ، وَأَوْقِفْهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَأَوْصِهِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ. وَاجْعَلْ مِنْ هَيْبَتِكَ عَلَيْهِ لِكَيْ يَسْمَعَ لَهُ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيَقِفَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ فَيَسْأَلُ لَهُ بِقَضَاءِ الأُورِيمِ أَمَامَ الرَّبِّ. حَسَبَ قَوْلِهِ يَخْرُجُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِهِ يَدْخُلُونَ، هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، كُلُّ الْجَمَاعَةِ». فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. أَخَذَ يَشُوعَ وَأَوْقَفَهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَأَوْصَاهُ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى."
أمر الله موسى أن يصعد للجبل لينظر أرض الميعاد من فوق فهو لن يدخلها وموسى لم ينفذ هذا الأمر فورًا بل وضع بعض الترتيبات وترك بعض الوعظات التي استمرت طوال سفر التثنية (عد28 - تث 33). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهنا الله يطلب منه أن يصعد الجبل كما حدث مع هرون وهذا هو موت القديسين صعود لأعلى. وفي الصعود نرى ورأى موسى أرض الميعاد، وتستريح نفسه إلى أن ما جاهد لأجله سنين عديدة رآه أخيرًا. هذه مكافأة لموسى. ولكن لاحظ أن موسى كممثل للناموس لا يدخل أرض الميعاد، فلا خلاص بالناموس، وأقصى ما يصل إليه الناموس هو معاينة الأمجاد من بعيد. ومن يدخل بالشعب هو يشوع (الذي له نفس اسم مخلصنا يسوع فحرف السين ينطق في العبرية شين). ونحن ندخل السماء لو كنا ثابتين في المسيح يسوع. ولكن من كل النواحي فموسى هو الأعظم وليس مثله، وهذا ما قاله الله نفسه "وَيُكَلِّمُ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ ٱلرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَإِذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ ٱلْغُلَامُ، لَا يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ ٱلْخَيْمَةِ" (خر11:33). ولكنه كممثل للناموس، ومن هو تحت الناموس لا خلاص له لو أخطأ في أصغر هفوة (لا18: 5)، وكانت هفوة موسى موضوع ضرب الصخرة. ولكن لنلاحظ عظمة موسى في ظهوره مع المسيح على جبل التجلي.
آية 13:- "وَمَتَى نَظَرْتَهَا، تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ أَنْتَ أَيْضًا كَمَا ضُمَّ هَارُونُ أَخُوكَ."
كما ضُمَ هرون أخوك = إذًا الموت ليس فناء فقومه ما زالوا موجودين في مكان ما.
آية 16:- "«لِيُوَكِّلِ الرَّبُّ إِلهُ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ رَجُلًا عَلَى الْجَمَاعَةِ،"
تظهر هنا عظمة موسى فهو لم يطلب من الله عن نفسه بل عن الشعب حتى لا يستمر بلا راعي فيتشتت. هذه هي الرعاية وهذا هو الحب أن ينس الخادم نفسه من أجل الجماعة. ومن عظمته أيضًا أنه لم يوصي بأن يحتل أبناؤه مراكز القيادة. بل هو يترك الرب يختار من يراه. وهكذا الكنيسة في اختيار أحد الرعاة ينبغي أن تصلي كثيرًا.
آية 18:- "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ يَشُوعَ بْنَ نُونَ، رَجُلًا فِيهِ رُوحٌ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ،"
يشوع الذي كان ذراع موسى الأيمن وتلميذة ولم يكن يفارق خيمته (خر11:33) وهذه هي التلمذة. وهو الذي دخل أرض الموعد ليتجسسها، وجاء يقدم لإخوته عربون الحياة الجديدة. ضع يدك عليه = لهذا ارتبط وضع الأيدي بسيامة خدام الله وتسليم بركة إلهية (يعقوب وأولاد يوسف) وشفاء المرضى، وفي الكنيسة يُستعمل في السيامة وحلول الروح القدس وصلاة التحليل للمعترفين (مت 18:9، 15،13:19 + مر 5:6، 23:8 + لو 4:4، 13:13 + أع 6:6، 3:13 + 1 تى22:5 + 2تى16:1).
آية 19:- "وَأَوْقِفْهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَأَوْصِهِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ."
أوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة = هنا نرى الدور الإيجابي للكهنة والشعب في السيامات. فالشعب كما الكهنة لا يقفوا متفرجين بل يلتزمون بالمساهمة في هذا العمل والتعاون معهم.
آية 20:- "وَاجْعَلْ مِنْ هَيْبَتِكَ عَلَيْهِ لِكَيْ يَسْمَعَ لَهُ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ،"
أجعل من هيبتك عليه = إن كان موسى يضع الأيدي. لكن الله الذي وهب موسى روحه ومهابته هو الذي يهب يشوع ذات العطايا. وكان على موسى أن يتكلم عن يشوع وصفاته الجليلة أمام الشعب فيهابه الشعب مثل موسى ويشركه معه في الرعاية في فترة حياته فلا يختلف عليه أحد بعد موت موسى.
آية 21:- "فَيَقِفَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ فَيَسْأَلُ لَهُ بِقَضَاءِ الأُورِيمِ أَمَامَ الرَّبِّ. حَسَبَ قَوْلِهِ يَخْرُجُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِهِ يَدْخُلُونَ، هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، كُلُّ الْجَمَاعَةِ»."
على يشوع أن يتعاون مع رئيس الكهنة الذي يسأل بالأوريم والتميم (الأنوار والكمالات، إشارة لعمل الروح القدس الذي يهب الإنسان استنارة وكمال. أما موسى وحده هو كان يكلم الله دون رئيس كهنة بل وجهًا لوجه.
نرى في هذا الإصحاح أن من يهتم بالميراث السماوي يحصل عليه مثلما حدث مع بنات صلفحاد. أما مَنْ يعصي الله فَيُحْرَم من أرض الميعاد. هذا بالنسبة لنا، ولكن موسى العظيم له وضع مختلف كما قلنا، ولكن هذا درس هذا الإصحاح.
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 28 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير العدد 26 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hgmr2vz