محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
لاويين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47
الآيات (1-8):- "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا لَهُمَا: 2«كَلِّمَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: هذِهِ هِيَ الْحَيَوَانَاتُ الَّتِي تَأْكُلُونَهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: 3كُلُّ مَا شَقَّ ظِلْفًا وَقَسَمَهُ ظِلْفَيْنِ، وَيَجْتَرُّ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَإِيَّاهُ تَأْكُلُونَ. 4إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ: الْجَمَلَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 5وَالْوَبْرَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 6وَالأَرْنَبَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 7وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 8مِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ."
يقسم اليهود الحيوانات إلى أربعة أقسام 1- البرية؛ 2- المائية؛ 3- الهوائية؛ 4- السربية الهوامية (جماعات من الهوام والحشرات) .
ونجد في التقسيمات الموجودة هنا أن الله لا يهتم بالجانب العلمي بل ما يلاحظه الناس. لأنه كما قلنا إن الله يطلب من الشعب الملاحظة والتأمل فمثلًا:-
أ- يوضع الخفاش مع الطيور مع أنه حيوان لكنه يطير. فالناس تراه يطير. لكن وُضِع آخِر الطيور ربما ليشير أنه ليس بطير بل يشبه الطيور.
ب-يوضع الوبر والأرانب مع الحيوانات التي تجتر مع أنها لا تجتر لكنها تحرك شفتيها دائمًا كمن تجتر، فهذا ما يبدو للناس. وكأن الله يريد أن يقول "أنا ما أهتم به هو الداخل أي القلب وليس ما تصنعه الشفتين" وهذا ما قاله الله في سفر إشعياء: هذا الشعب يسبحني بشفتيه فقط، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا: "هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي"، والمعنى أن الله لا يقبل الرياء (إش29: 13). وهناك سبب آخر أن الله يريد أن الشعب يتأمل في صفات الحيوانات النجسة ويمتنع عن ما تعمله.
والله طالب الشعب بأن يأكل الحيوانات التي هي 1) مشقوقة الظلف 2) مجترة.
وهذه الحيوانات تتصف بأنها ليست من آكلات اللحوم بل تتغذى على الحشائش. إذًا:
أول صفة للحيوان الطاهر أنه لا يأكل حيوان آخر مثله :- أي لا يظلم وغير متوحش.
ثاني صفة للحيوان الطاهر أنه مشقوق الظلف:- والظلف هو جسم ميت في الحيوان وهذا يشير إلى شق ما هو ميت فينا أي الجسد، والمعنى صلب شهوات الجسد.
ثالث صفة للحيوان الطاهر أنه يجتر:- وهذا يشير للهج الدائم والتأمل المستمر في كلمة الله. والإجترار هو إعادة الطعام للفك ومضغه جيدًا. فالحيوان يأكل كمية ضخمة أولًا ويبلعها، ثم يستعيد جزء منها ويعيد مضغه جيدًا ثم يبلعه ثانية. ويقول البعض أن الإجترار فيه فائدة للحيوان، فاللعاب يلاشي تأثير بعض السموم التي في الطعام. وهذا ما أشار إليه القديسون أن نحفظ كل يوم بعض الآيات ونلهج فيها طول النهار. هذا ما يعطي غذاء للروح وشبع روحي "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك بوصاياك ألهج وألاحظ سبلك" (مز119: 11، 15) وراجع (حز 2: 8 - 3: 3) فهنا نجد حزقيال يأكل كلام الله. وهكذا فعل يوحنا (رؤ10: 9) وإرميا (إر 15: 16) وداود (مز119: 103). أما عن شق الظلف (وهو جزء ميت كالأظافر) فكان يجب أن يكون الشق كاملًا من أعلى إلى أسفل. وكون أن المشقوق هو الظلف فهذا يعني منهج حياة المسيحي وهو صَلْب جسده، أهوائه مع شهواته (غل5: 24) وهذا ما يرسم له طريق حياته ويحدد سلوكه.
وبتأمل هذه الصفات للحيوانات الطاهرة نفهم صفات المسيحي الطاهر أمام الله ، 1*فهو يتغذى على مراعي كلمة الله الخضراء ، وليس على لحم إخوته أي لا يظلمهم. 2*وهو يجتر كلمة الله طول النهار ويلهج فيها ليهضم ما تناوله منها ويحيا به. 3*ويكون له قوة للسلوك في طريق الله وتغيير طباعه والإقلاع عن السلوك بحسب شهوات الجسد الرديئة أي ما يسمى بالإماتة. وبذلك نجد إقتران الحياة الداخلية (اللهج أو الإجترار) بالحياة الخارجية (الظلف أو السلوك).
وكان لا يجب أكل حيوان يجتر لكنه لا يشق الظلف أو العكس، فمثلًا الجمل والأرنب والوبر تجتر أو تبدو هكذا لكنها غير مشقوقة الظلف. والخنزير له الظلف المشقوق ولكنه لا يجتر. فالله لا يقبل مظاهر بدون حياة داخلية فهذا رياء، ولا يوجد حياة داخلية دون أن يصاحبها سلوك. ولاحظ هناك كثيرون كالفريسيين يتكلمون كثيرًا ويعظون كثيرا ولا ينفذوا ما يقولونه للآخرين (يع3: 1). لذلك قال عنهم المسيح ويل لكم أيها المرائون.
كان الهنود والمصريين يمنعون أكل الجمل ويقولون أنه يصيب آكله بالقساوة والحقد وحب الانتقام فهذه صفاته. ولا نقصد القول أن من يأكل لحمه تصيبه صفاته، لكن كما قلنا أن على اليهودي التأمل في صفات الحيوان النجس، وأن يمتنع عن مثل هذه الصفات حتى لا يكون هو نجسًا أيضًا. والوبر والأرنب يمثلان الرياء فهما يبدوان كحيوانين مجترين يحركان شفاههم طوال الوقت لكنهم غير مجترين. وبعض الحيوانات غير الطاهرة كانت تتعرض لأمراض تنقلها للإنسان، فالخنزير يصيب الإنسان بالدود، والأرنب بنوع من الجدري Smallpox. وقد دلت الإحصاءات أن الشعب اليهودي كان أقل من غيره في الأوبئة مثل الطاعون والكوليرا. وكان متوسط أعمارهم أكبر من باقي الشعوب. وربما يرى اليهودي الأرنب في جبنه ويتعلم أنه كمؤمن بالله لا يجب أن يخاف فالله يحميه. والوبر يُعرف بأنه شرس وبغضته مؤذية.
يرمز للشره في الأكل والدنس والنهم. والخنزير يرمز لكثرة الكلام (بسبب ضجيجه المستمر) ولنهمه الدنس، وتهوره في العلاقات الجنسية بطريقة دنسه شهوانية فاسقة كما أنه يتمرغ في الوحل. يأخذ في الصراخ إذا جاع ولا يهدأ إلا لو نال أكله من جديد. له نابان قويان يضرب بهما خصمه وهو شديد المكر والشراسة يتظاهر بالهروب أمام مطارديه حتى إن كان مطارده يركب حصانًا، فإذا ما تعب مطارده كر عليه راجعًا وضربه بنابه ليقتله (مت7: 6). وكأن الوحي حين يمنع أكل الخنزير يمنع اليهودي عن مثل هذه التصرفات. ونهاية الخنزير يسمن للذبح والهلاك. هذه نهاية الشهوانيون النهمون. وفي أيام المسيح كان البعض يرعى الخنازير لا لأكلها بل لبيعها لليونان وللجيش الروماني. وكان هؤلاء الرعاة يمثلون الإنسان محب المال على حساب طهارتهم ونقاوتهم، لذلك أعطى الرب درسًا لرعاة خنازير كورة الجرجسيين حينما سمح للشياطين أن تخرج من المجنونين وتدخل في القطيع، فإندفع كله من على الجرف للبحر ومات في المياه وليظهر الله نجاسة الخطية شبه مصير الابن الضال بأنه أكل مع الخنازير.
جثثها لا تلمسوا = الموت مقترن بالخطية والعقوبة واللعنة فهو دخل بسبب الخطية وهناك حكمة صحية فالحيوان الميت يبدأ في التحلل والتعفن ويصبح مأوى للجراثيم.
الآيات (9-12):- "9«وَهذَا تَأْكُلُونَهُ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي الْمِيَاهِ: كُلُّ مَا لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ فِي الْمِيَاهِ، فِي الْبِحَارِ وَفِي الأَنْهَارِ، فَإِيَّاهُ تَأْكُلُونَ. 10لكِنْ كُلُّ مَا لَيْسَ لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ فِي الْبِحَارِ وَفِي الأَنْهَارِ، مِنْ كُلِّ دَبِيبٍ فِي الْمِيَاهِ وَمِنْ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي الْمِيَاهِ، فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ، 11وَمَكْرُوهًا يَكُونُ لَكُمْ. مِنْ لَحْمِهِ لاَ تَأْكُلُوا، وَجُثَّتَهُ تَكْرَهُونَ. 12كُلُّ مَا لَيْسَ لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ فِي الْمِيَاهِ فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ."
الحيوانات المائية تعلن عن حاجة المؤمن إلى وسائط النعمة المختلفة من أسرار مقدسة وصلوات ومطانيات metanoia حتى يمارس الحياة الإيمانية العملية في الرب. ولا نكتفي بالإيمان العقلي أو الامتناع العقلي. ونلاحظ أن البحر في الكتاب المقدس يشير للعالم ولا يستطيع الإنسان أن يعيش في البحر.
والشرط هنا لتكون السمكة طاهرة أن تكون لها زعانف تساعدها على السباحة في الماء، وحرشف أي قشور أو فلوس يحميها من البيئة التي تحيط بها. والزعانف والحرشف هذه هي وسائط النعمة التي تسند المؤمن ليسبح وسط مياه هذا العالم ووسط تياراته المختلفة بفعل روح الله الساكن فيه، دون أن تجرفه التيارات المائية أي يتشبه بالعالم فيموت روحيا. فالزعانف تُمَكِّن السمكة من أن تسبح ضد تيار الماء، والنعمة هي قوة يعطيها الروح القدس لنا لنسلك ضد تيار الشر الذي في العالم. أما الحرشف هو عمل وسائط النعمة في حمايتنا من كل شر يحيط بنا ويقاومنا. ونجد في مثل السيد المسيح (مت13: 48) أن الصيادين يجلسون ليميزوا السمك الطاهر من النجس. وهذا ما كان الصيادين يفعلونه فعلًا، فالشبكة تصطاد أي شيء. ومعلوم أن كل الأسماك ذات الزعانف والقشور هي أسماك صالحة للأكل ولا شك فيها. أما الأخرى فبعضها صالح للأكل وبعضها سام لا يؤكل وعليهم تجنب كل المشكوك فيه. وهكذا علينا في الأمور التي فيها شك تجنبها كلية دون مخاطرة وهكذا قال بولس الرسول: لن آكل لحمًا إن كان هذا يعثر أحدا: "إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا إِلَى الأَبَدِ، لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي" (1كو8: 13). ويلاحظ أنه يقول يكون مكروها يكون لكم وهذه تناظر كلمة نجس كأن الله يطلب أن نكره الخطية.
الآيات (13-19):- "13«وَهذِهِ تَكْرَهُونَهَا مِنَ الطُّيُورِ. لاَ تُؤْكَلْ. إِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ: اَلنَّسْرُ وَالأَنُوقُ وَالْعُقَابُ 14وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، 15وَكُلُّ غُرَابٍ عَلَى أَجْنَاسِهِ، 16وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَالْبَازُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، 17وَالْبُومُ وَالْغَوَّاصُ وَالْكُرْكِيُّ 18وَالْبَجَعُ وَالْقُوقُ وَالرَّخَمُ 19وَاللَّقْلَقُ وَالْبَبْغَا عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْهُدْهُدُ وَالْخُفَّاشُ."
إن كانت الحيوانات الطاهرة تشير لارتباطنا بكلمة الله والإيمان الحي فينا الظاهر في سلوكنا. والحيوانات البحرية تكشف عن الحاجة إلى وسائط النعمة. فإن الطيور تعلن عن الحاجة إلى السلوك العملي نحو إخوتنا. فالطيور التي تؤكل صفاتها:
1- لها أجنحة وتحلق في السماويات بها. فهي لا تهتم بالأرضيات.
2- لا تأكل الجيف والقاذورات.
3- لا تأكل اللحوم ولا تخطف، وتشير لمن يحيا في سلام مع إخوته وليس بالدم يعيش.
4- لا تأكل أشياء نجسة مثل الثعابين، والمعنى أن المؤمن الطاهر لا يُعَاشِر الخطاة ولا يعيش على الخطية كما يأكل الثعبان طين الأرض.
5- أن تكون طيور طاهرة مثل الحمام واليمام، وهذه تعتبر ضعيفة جدًا بالنسبة للطيور القوية ولكنها طاهرة أما الطيور القوية نجسة. ويقول بولس الرسول "تكفيك نعمتي فإن قوتي في الضعف تُكْمَلْ" (2كو12: 9)، فيا ليتنا نشعر بأننا ضعفاء ونعتمد على قوة الله.
6- لا علاقة لها بالأوثان فبعض الطيور الممنوعة قدستها الشعوب للأوثان، أو كان لها علاقة بالتفاؤل والتشاؤم كالبوم مثلًا. ولنلاحظ كمؤمنين أن لانفعل كالوثنيين ونتفاءل ونتشاءم.
7- لا تعرف بأنها طيور تنقض على فريستها وتلتهمها(1) (الهراطقة يخطفون المؤمنين).
وصفات هذه الطيور يريدها الله أن تكون في شعبه.
1- النسر :- يسمى ملك الطيور بسبب قوته وضخامته مع حدة بصره وإرتفاعه عاليًا في طيرانه. وعرفت النسور برعايتها الفائقة لصغارها، إذ تحوم حولها حتى تقدر النسور الصغيرة على الطيران (خر19: 4) لذلك يشبه الكتاب المقدس الله في محبته ورعايته بالنسر (تث32: 11). ويشبه المؤمن بالنسر (مز103: 5) لأن النسر يعمر طويلًا. وأحد الكاروبين له شكل النسر. وإنجيل يوحنا الذي يحدثنا عن لاهوت المسيح يرمز له بالنسر. ولكن لأن النسر في نفس الوقت رمز للعنف والسرعة في الخطف إعتبر نجسًا لا يأكلونه. بل شبهت الأمم المعادية لهم بالنسر لأنها ستقوم بإختطاف أولادهم في السبي (حب1: 8) + (تث28: 49، 50). ونفس الشيء حدث مع الأسد. فالمسيح شبه بالأسد "هوذا الأسد الخارج من سبط يهوذا" والشيطان شُبِّه بالأسد الزائر الذي يلتمس من يبتلعه: "إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ". والنسر له عادة لطيفة فهو يأخذ صغاره على جناحيه ويطير عاليًا ويهبط فجأة تاركًا صغاره ليتعلموا الطيران ولكن عينيه تكون عليهم فإذ يخوروا يأخذهم على جناحيه ثانيًا. وهكذا فالله يعلمنا أن نجاهد لنحلق في السماويات هازمين عدو الخير، لكن في بعض الأحيان يبدو أنه قد تركنا لكن عيناه تكون علينا دائمًا.
2- الأنوق :- يسمى كاسر العظام فهو يجد لذته في كسر عظام الحيوانات التي سبق وأكلتها الجوارح من قبل بأن يحملها عاليًا ويلقيها على الصخور فتنكسر ليأكل نخاعها.
3- العقاب :- من الطيور الكاسرة ويتغذى على الجيف.
4- الحدأة :- من الجوارح ولونها أسود.
5- الباشق :- تشبه الحدأة ومن الجوارح وتكثر الصياح والصراخ.
6- الغراب :- يسمونه طائر الليل لشدة سواده وهذا معنى اسمه في العبرية راجع (نش 5: 11). يأكل الجيف لذلك لم يرجع لفلك نوح. ومن شراهته يملأ الجو نعيبًا إذا جاع. وهو مغرم بتقوير عين فريسته " العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقوِّرها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر" (أم30: 17). ولذلك كان من الإعجاز الذي قصده الله أن غرابًا يطعم إيليا النبي والأنبا بولا. وإذ أن أفراخه يكون لونها أبيض يخاف منها ويتركها ولا يطعمها، لكن الله "الذي يعطي طعامًا لفراخ الغربان" (مز147: 9) أعطى أن تفرز هذه الفراخ سائل له رائحة تجذب الحشرات فتتغذى الفراخ عليها حتى يَسْوَّد لونها فيعود لها والديها.
7- النعامة :- معروفة بالرعونة والجفاء. هي تضع بيضها ثم تضعه في صف وتحضن كل بيضة مدة وتتركها لتحضن غيرها. غير أنها وصفت بالحمق لأنها تنسى بيضها فتدوسه الحيوانات وتذهب لتحضن بيض غيرها، ولأنها لا تصنع عشًا تضع فيه بيضها ولأنها تدفن رأسها في الرمال حين ترى الصياد وصوتها كالصراخ والنحيب. [هذه مقولة سائدة. ولكن قيل أخيرًا أن النعام يفعل هذا لِيَتَسَمَّع صوت الصياد القادم]. ربما هذا وربما ذاك، المهم كما قلنا ما يلاحظه الإنسان في السلوك الخاطئ للحيوان أو الطير فيتجنبه. وإخفاء الرأس عندما يأتي الخطر أي الصياد يعني روحيًا أن الخاطئ يتجاهل إنذارات الله له كالموت والمرض وأي عقوبة من عقوبات الله ليستمر في خطيته غير مكترث بعقاب الله هنا ودينونته الأبدية.
8- الظليم :- ذَكَر النعام.
9- السأف :- يقتات على الأسماك والحشرات والجيف.
10-الباز:- من الجوارح ويأكل لحم بني جنسه حتى إن كانت زوجته أو والديه.
11-البوم:- تسكن الخرائب والصخور وتختفي بالنهار وتظهر بالليل وتأكل الفئران والحشرات وتهاجم الطيور في أعشاشها وتفترسها وتأكل بيضها وأفراخها.
12-الغواص:- وهو طائر يغوص في الماء ويصطاد السمك ليأكله. وقال أحدهم أنه رأى طائر غواص وقد أصطاد سمكة وخرج بها من الماء فخطفها منه غراب، فغاص ثانية وخرج ومعه سمكة، فخطفها منه الغراب وتكرر هذا لمرة ثالثة، فلما انتهى الغراب من الثالثة هاجمه الغواص وأمسك برجله وغاص به في الماء حتى غرق الغراب فالغواص له قدرة على البقاء تحت الماء لفترات طويلة.
13-الكركي:- له صياح كصياح البوم ويعيش في الأماكن القذرة والكهوف والخرائب.
14-البجع :- يتغذى على الأسماك والضفادع ومنه أنواع سوداء وكريهة الرائحة.
15-القوق:- يسكن البراري والخرائب.
16-الرحم :- اسمه مشتق من كلمة رحمة فهو مشهور بالعطف على صغاره ولكنه يسكن الخرائب ويأكل الحشرات والجيف فهو يشير للإنسان الذي يختلط فيه أعمال البر وأعمال الشر.
17-اللقلق :- له جناحان لونهما أسود وقويان (زك 5: 9) يعيش على الضفادع.
والحشرات وإن لم يجد ما يقتات به منهما يقتات على القاذورات.
18-الببغاء:- يكرر كلام الناس دون أن يدري معناه. ومعنى اسمه في العبرية غضوب أو قاسٍ ويأكل الهوام والفئران لذلك إعتبر نجسًا.
19-الهدهد:- يدعى اسمه في العبرية דוּכִיפַת: dukiphath وهذه قد تنقسم إلى دوك (بمعنى ديك) + فت (بمعنى زبل) ويكون معنى اسمه ديك الزبل. أو دو (ذو) + كيفا (الصخر) ويكون معنى اسمه ذو الصخر. فهو يبني أعشاشه في الصخور وفي الزبل ولذلك فهو كريه الرائحة في أثناء فترة إحتضانه للبيض (أسبوع). ويأكل أحشاء الجيف ونفايات الطعام. ومن مميزاته أنه لو ماتت زوجته يظل يصيح ويقلل أكله ولا يتزوج بغيرها إلى أن يموت.
20-الخفاش :- هو حيوان ثديي لا يبصر جيدًا في النور الساطع لذلك يختفي في النهار ويبصر جيدًا في النور الضعيف. لذلك فهو يطير في بداية الليل ليصطاد الهوام كالذباب والبعوض ليأكلها. وهو لا يبصر في الظلام الحالك ومع ذلك لا يصطدم لأنه يرسل أصواتًا تصطدم بالأجسام التي في طريقه وترتد له فلا يصطدم بها. ومنه أخذت فكرة الرادار. وهو يسكن الأماكن القذرة والكهوف وهو كريه الرائحة.
الآيات (20-23):- "20وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ الْمَاشِي عَلَى أَرْبَعٍ. فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ. 21إِلاَّ هذَا تَأْكُلُونَهُ مِنْ جَمِيعِ دَبِيبِ الطَّيْرِ الْمَاشِي عَلَى أَرْبَعٍ: مَا لَهُ كُرَاعَانِ فَوْقَ رِجْلَيْهِ يَثِبُ بِهِمَا عَلَى الأَرْضِ. 22هذَا مِنْهُ تَأْكُلُونَ: الْجَرَادُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالدَّبَا عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْحَرْجُوانُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْجُنْدُبُ عَلَى أَجْنَاسِهِ. 23لكِنْ سَائِرُ دَبِيبِ الطَّيْرِ الَّذِي لَهُ أَرْبَعُ أَرْجُل فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ."
وأسماها دبيب الطير. فهي تطير وتزحف. وقوله الماشي على أربع = أي ما يمشي على أرجله كذوات الأربع. إذًا المقصود بدبيب الطير الحشرات التي لها أجنحة وتطير وفي نفس الوقت لها أرجل تسير بها على الأرض. وفي هذا تختلف عن قوله دبيب فقط (آية 29) فهنا يشير لما يدب على الأرض فقط وليس له أجنحة. والحشرات بوجه عام مكروهة، أي يجب الامتناع عنها ما عدا أربع أنواع وهي الجراد والدبا والحرجوان والجندب. وجميعها من أنواع الجراد، والدبا هو الجراد عند خروجه من بيضه. والجراد له ستة أرجل. والحرجوان هو نوع كبير من الجراد ذو سنام وذنب. والجندب اسمه في العبرانية حجب لأنه يستر ويغطي الأرض ويتلف الحقول وهو ذو ذنب وبلا سنام. والحرجوان لأن جسمه كبير يثب ولا يطير.
وقد حلل أكل الحشرات الطيارة التي لها كراعان أي ساقان أو كارعان. والمقصود بهما أن الرجلين الخلفيتين أطول من الأماميتين لأن بهما ساقين طويلتين. وكأن الرجل الخلفية تتكون من ثلاثة أجزاء:- جزء يقابل الفخذ في الحيوان وجزء يقابل الساق (الكراع) وجزء يقابل القدم وهذا التركيب يساعد على القفز.
وبذلك نفهم أن الجراد ينطبق عليه هذه المواصفات فهو له أربع أرجل مقدمة + رجلان (كراعان) للقفز + أجنحة للطيران (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وهذا معنى دبيب الطير الماشي على أربع وما له كراعان يثب بهما. وقوله إلا هذا لا تأكلونه أن كل الحشرات يمنع أكلها إلا ما ينطبق عليه هذه المواصفات.
الآيات (24-28):- " 24مِنْ هذِهِ تَتَنَجَّسُونَ. كُلُّ مَنْ مَسَّ جُثَثَهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ، 25وَكُلُّ مَنْ حَمَلَ مِنْ جُثَثِهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 26وَجَمِيعُ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَهَا ظِلْفٌ وَلكِنْ لاَ تَشُقُّهُ شَقًّا أَوْ لاَ تَجْتَرُّ، فَهِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ. كُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا. 27وَكُلُّ مَا يَمْشِي عَلَى كُفُوفِهِ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانَاتِ الْمَاشِيَةِ عَلَى أَرْبَعٍ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. كُلُّ مَنْ مَسَّ جُثَثَهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 28وَمَنْ حَمَلَ جُثَثَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. إِنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ."
من هذه تتنجسون = أي أن لمس ما يأتي يسبب نجاسة. ونلاحظ أنه كمبدأ عام فالموت يعتبر نجاسة، لأنه ناشئ عن الخطية. والتلامس مع ميت رمزيًا يشير للتلامس مع الخطية أو معاشرة الخطاة. فإذا كان الميت حيوان نجس تأكدت النجاسة. أضف لهذا السبب الطبي وهو احتمال نقل عدوى من الجثث. فالله أقام من نفسه طبيبًا لهذا الشعب الجاهل. هو كان لهم كل شيء.
ونلاحظ هنا تدرج النجاسة فمن مس جثتها فقط يصير نجسًا إلى المساء = مس فقط هذا يشير لمن يلمس بدون علم ولكن من حملها (ربما يحمل جثة إلى خارج المحلة) هذا يتنجس أكثر ويضطر لغسل ثيابه وهذا يشير إلى إحتياجه للماء للغسل والتطهير. وطبيا هذا منطقي. ولكن هذا يعني روحيًّا أن من مسَّ فقط فهذا يعني من يرتكب خطية ولا يعلم أنها خطية. ولكن من حمل فهو يعلم أنها خطية وإرتكبها، هذا يحتاج للتطهير والتوبة (غسل بالماء). هذا التدرج يشبه قول داود النبي "طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ ٱلْأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ ٱلْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ" (مز1:1).
كل ما يمشي على كفوفه = الكفوف تعني البراثن أي كل الحيوانات التي أطرافها ذوات أصابع أو براثن كالأسد والدب والقرد والذئب والهر والكلب.... إلخ.
والنجس حتى المساء = هو ممنوع أن يدخل بيت الرب أو يخالط الأطهار أو يأكل من الذبائح أو يمس شيئًا مقدسًا.
الآيات (29-30):- " 29«وَهذَا هُوَ النَّجِسُ لَكُمْ مِنَ الدَّبِيبِ الَّذِي يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: اِبْنُ عِرْسٍ وَالْفَأْرُ وَالضَّبُّ عَلَى أَجْنَاسِهِ، 30وَالْحِرْذَوْنُ وَالْوَرَلُ وَالْوَزَغَةُ وَالْعِظَايَةُ وَالْحِرْبَاءُ."
الدبيب نجد هنا الدبابات النجسة. فأكلها ينجس ومس جثثها ينجس:-
1- ابن عرس :- شكله كالنمس يفترس الفئران والحيوانات الصغيرة ويأكل الجيف كما يؤذي الأطفال الصغار ويخطف الأشياء اللامعة كالنقود ويخفيها في جحره.
2- الفأر :- مخرب للغاية ويحمل الأوبئة ويهاجم الكتب ويفسدها ويفسد الطعام ويسرقه.
3- الضب :- حيوان بري يشبه التمساح يسكن البراري ويتلون بحسب البيئة التي يوجد فيها.
4- الوزغة :- إسمها بالعبرية لطاه من لطأ بالأرض ومعناها لصق بالأرض.
5- الحرذون :- ومعنى اسمه صراخ وعويل ونواح، وهو يشبه البرص وعلى ظهره بقع بيضاء كالبرص (ولذلك يسمونه أبي بريص).
6- الورل :- قريب جدًا من الحرباء ويتلون حسب البيئة ولا يبني لنفسه بيتًا بل يغتصب بيوت الآخرين.
7- العظاية :- نوع من الوزغ شكلها يقارب الحرباء.
الآيات (31-40):- " 31هذِهِ هِيَ النَّجِسَةُ لَكُمْ مِنْ كُلِّ الدَّبِيبِ. كُلُّ مَنْ مَسَّهَا بَعْدَ مَوْتِهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ، 32وَكُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ مِنْهَا بَعْدَ مَوْتِهَا يَكُونُ نَجِسًا. مِنْ كُلِّ مَتَاعِ خَشَبٍ أَوْ ثَوْبٍ أَوْ جِلْدٍ أَوْ بَلاَسٍ. كُلُّ مَتَاعٍ يُعْمَلُ بِهِ عَمَلٌ يُلْقَى فِي الْمَاءِ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ ثُمَّ يَطْهُرُ. 33وَكُلُّ مَتَاعِ خَزَفٍ وَقَعَ فِيهِ مِنْهَا، فَكُلُّ مَا فِيهِ يَتَنَجَّسُ، وَأَمَّا هُوَ فَتَكْسِرُونَهُ. 34مَا يَأْتِي عَلَيْهِ مَاءٌ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ يَكُونُ نَجِسًا. وَكُلُّ شَرَابٍ يُشْرَبُ فِي كُلِّ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِسًا. 35وَكُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ وَاحِدَةٌ مِنْ جُثَثِهَا يَكُونُ نَجِسًا. اَلتَّنُّورُ وَالْمَوْقِدَةُ يُهْدَمَانِ. إِنَّهَا نَجِسَةٌ وَتَكُونُ نَجِسَةً لَكُمْ. 36إِلاَّ الْعَيْنَ وَالْبِئْرَ، مُجْتَمَعَيِ الْمَاءِ، تَكُونَانِ طَاهِرَتَيْنِ. لكِنْ مَا مَسَّ جُثَثَهَا يَكُونُ نَجِسًا. 37وَإِذَا وَقَعَتْ وَاحِدَةٌ مِنْ جُثَثِهَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ بِزْرِ زَرْعٍ يُزْرَعُ فَهُوَ طَاهِرٌ. 38لكِنْ إِذَا جُعِلَ مَاءٌ عَلَى بِزْرٍ فَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاحِدَةٌ مِنْ جُثَثِهَا، فَإِنَّهُ نَجِسٌ لَكُمْ. 39وَإِذَا مَاتَ وَاحِدٌ مِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي هِيَ طَعَامٌ لَكُمْ، فَمَنْ مَسَّ جُثَّتَهُ يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 40وَمَنْ أَكَلَ مِنْ جُثَّتِهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَمَنْ حَمَلَ جُثَّتَهُ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ."
من مس جثث أي من هذا الدبيب يتنجس إلى المساء والسبب أن الدبيب 1* الذي يدب على الأرض ملتصق بالطين والأرض، 2* والله يريد شعبه أن يرفع عينيه للسماء ويترجاها وتكون صفاته سماوية. 3* أضف لهذا أن الموت نجس ويساوي الخطية. 4* يضاف لهذا السبب الصحي الطبي.
آية (32): إذا سقطت جثة أحدها على إناء يمكن غسله كإناء خشب أو ثياب من الصوف أو الكتان أو الجلد، يجب أن تغسل ولا يستعمل حتى المساء حتى يطهر من أي احتمال للعدوى. والبلاس = قماش مصنوع من شعر المعزى أو غيره كمسوح.
آية (33): إن سقطت الجثة في أناء خزف يكسرونه، فالميكروبات يمكن أن تتسلل إلى مسامه. والآنية الخزفية تشير للإنسان فهي من طين الأرض، والإنسان من طين الأرض. وهي ضعيفة والإنسان ضعيف (2كو4: 7 + إر18، 19). فإذا فسد الإنسان وكان لا أمل في توبته يُكسر أي يهلك. فلا يوجد سوى طريقتين :-
أ- متاع يمكن غسله بالماء، إذًا يغسل ويتطهر (إشارة لإمكانية التوبة).
ب-متاع أو إناء خزفي لا يمكن غسله يكسر (إشارة لهلاكه).
فلنقدم توبة ونغتسل من خطايانا لئلا نهلك.
آية (34) إن سقط على طعام به سائل كالماء أو الزيت لا يؤكل، واليهود فهموا أن قوله ماء هنا مقصود به إعداد الطعام بالماء أو أي سوائل كالزيت.
آية (35) تنور = تن + نور. وكلمة تن = مخبز أو أتون، ونور تعني نار إذًا تنور تعني فرن. ولو سقط على الفرن يهدم ويعاد بناؤه فهو لا يمكن غسله.
آية (36) لو سقط على عين أو بئر مجتمعي المياه = تكونان طاهرتين لأن ماءهما متجدد ويكتفَي بنزح الماء منها حيث سقطت الجثة.
وقارن هذه الآية مع آية (34). ففي (34) الجثة سقطت على ماء راكد داخل إناء فيتنجس الإناء. ولكن إذا سقطت على ماء جاري لا يتنجس. فالخطية إذا أصابت إنسان وكان هذا الإنسان رافضا لأن يعطي فرصة للروح أن يعمل فيه تنجسه الخطية، لكن من تصيبه خطية لكن يعطي فرصة للروح القدس أن يبكته فيتوب، هذا لا يتنجس. الماء الجاري يشير لعمل الروح القدس المستمر في تجديد طبيعة الإنسان= روحك القدوس جدده في أحشائنا: "رُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي". فالماء الجاري في نهر يكنس القاذورات التي يجدها في طريقه في مجرى النهر فيطهره.
الآيات (37، 38) إن سقط على بذور جافة في إناء لا تعتبر أن البذور أنها قد تنجست. فالبذور الجافة حين توضع في التربة لتنمو تكون كالماء المتجدد. فالزرع والنبات الحي كالماء المتجدد لأنه ينمو، إذًا هو حي لا يتنجس، وهو يستمد دائمًا مواد جديدة من التربة والهواء لأن له جذور، هكذا كل من يشرب من الماء الذي يعطيه المسيح أي يستمد قوة تطهير مستمرة من الروح القدس هذا لا يتنجس.
أما إذا كانت البذور مبللة فلا تستخدم. أي لو وضعت البذور في إناء ووضع عليها ماء، فالماء سيساعد على تفتيح البذور. ثم سقطت عليه جثة نجسة يتنجس، فالبذور حين تفتحت أصبحت عرضة للتلوث مثل من تفتحت حواسه لخطايا العالم .
آية (39) حتى الحيوانات الطاهرة لو ماتت تصبح نجسة. هذا يعني لو ماتت بطريق غير الذبح. فالموت يشير للخطية كما قلنا.
آية (40) ومن أكل من جثته = يعني من أكل دون أن يعلم أنه ميت يكون نجسا إلى المساء. لكن من يأكل جثة حيوان مات بغير طريق الذبح متعمدًا، تقطع تلك النفس (تث14: 21).
الآيات (41-45):- " 41«وَكُلُّ دَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ فَهُوَ مَكْرُوهٌ لاَ يُؤْكَلُ. 42كُلُّ مَا يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ، وَكُلُّ مَا يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ مَعَ كُلِّ مَا كَثُرَتْ أَرْجُلُهُ مِنْ كُلِّ دَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، لاَ تَأْكُلُوهُ لأَنَّهُ مَكْرُوهٌ. 43لاَ تُدَنِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَبِيبٍ يَدِبُّ، وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِهِ، وَلاَ تَكُونُوا بِهِ نَجِسِينَ. 44إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَلاَ تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ. 45إِنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا. فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ."
الزواحف هي مكروهة لأنها تدب على الأرض وتلمس التراب فهي تشبه الإنسان الذي يشتهي تراب هذا العالم فإنحط قدره ووصل للتراب. والله يسميها مكروهة ليرفع أنظارهم للسماويات.
آية (42) هذا الدبيب ثلاثة أنواع وما يمشي على بطنه = كالحية ليذكرهم بعقوبة الحية وأنها ستأكل التراب (تك3: 14) وما يمشي على أربع = كالعقارب. وما كثرت أرجله مثل أم أربعة وأربعين والدود. وآية (43) تشديد ثلاثي بمنع النجاسة ليؤكد المعنى.
لأني أنا قدوس = لا أرضي....تكونون قديسين = أي لا تشتهوا الأرضيات النجسة.
آية (45) أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر = بعد أن حررتكم لا تعودوا للعبودية ثانية. وراجع معنى كلمات التقديس والقداسة في مقدمة السفر.
الآيات (46-47):- "46هذِهِ شَرِيعَةُ الْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ وَكُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَسْعَى فِي الْمَاءِ وَكُلِّ نَفْسٍ تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، 47لِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَبَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُؤْكَلُ، وَالْحَيَوَانَاتِ الَّتِي لاَ تُؤْكَلُ»."
هي شريعة أبدية. وقوله الحيوانات التي تؤكل = هي أخص من قوله الحيوانات الطاهرة، فقد يكون هناك حيوان طاهر ولكنه لا يؤكل، فمثلًا لأنه مات وليس بطريق الذبح.
1- لاحظ أن اليهودي كان عليه أن يسير حذرًا في كل لحظة يراقب الأرض لئلا يلمس ما يدب أو يلمس جثة حيوان وعليه أن يراقب الهواء (الطيور) والماء (السمك) وهكذا هو في كل لحظة يراقب ما حوله حتى لا يتنجس، وهم تدربوا على هذا جيدًا وعلى كل مسيحي أن يفعل نفس الشيء ويراقب كل ما حوله لأن خصمنا إبليس يجول يلتمس من يبتلعه.
2- رأى بطرس الرسول السماء مفتوحة وإناء نازلًا عليه مثل ملاءة عظيمة بها كل أنواع الحيوانات طاهرة ونجسة، وصوت قائل إذبح وكل، وتكررت ثلاث مرات وتكرر الصوت ثلاث مرات يشير إلى أن الحياة المقامة في المسيح لم يعد فيها هذا التمييز. وتشير لقبول الأمم الذين كانوا قبلًا معتبرين نجسين لانفصالهم عن الله وبعد المسيح صار الكل واحدًا (1تى 4: 4). إذًا فقد كانت نجاسة هذه الحيوانات في كونها رمز، والرمز إنتهى بمجيء المرموز إليه.
3- آية 42 بها كلمة بطن وكلمة "بطن" هنا في العِبرية بها حرف "واو" وهو يتوسط حروف الأسفار الخمسة، وكان الكتبة يستخدمونه كدليل لمراجعة صِحَة النقل، وذلك بعد الحروف حرفًا حرفًا فيما قبله وفيما بعده. وهذا يبين الاهتمام الكبير الذي به صان اليهود نص العهد القديم القرون الطويلة.
4- صفات المسيحي الطاهر في ضوء هذا الإصحاح:
أ- يلهج في كلمة الله (يجترها) + يصلب الأهواء والشهوات (يشق الظلف) + يتغذى على مراعي الله الخضراء أي كلمة الله (وليس آكلًا للحوم البشر) = شريعة الحيوانات الطاهرة.
ب- يستعمل وسائط النعمة (صلاة وصوم + أسرار.......) لتساعده في أن يسلك في وسط تيارات العالم دون أن ينجرف إليها. وتحميه من الأوساط المعادية = شريعة الأسماك الطاهرة.
ت- يحلق في السماويات (طير) + لا يخطف ولا يعيش على الجيف = شريعة الطيور الطاهرة.
ث- لا يشتهي الأرضيات ويلتصق بالطين = شريعة نجاسة الدبيب.
لقد حررنا المسيح فلنضع نحن
القيود على أنفسنا بحريتنا ونتقدس لأن إلهنا قدوس.
_____
(1) توضيح من الموقع: أي أن الطيور
الطاهرة لا تفعل مثل الطيور الأخرى التي تنقض على فريستها وتلتهمها.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير اللاويين 12 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير اللاويين 10 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/84f39py