محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
لاويين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33
كلمة سيل في العبرية جاءت بمعنى فيض. والمقصود بالفيض هنا:-
أ- بالنسبة للرجل:- قَذْف الحيوان المنوي سواء خلال الطبيعة أو كمرض (مرض السيلان).
ب- بالنسبة للأنثى:- نزف الدم سواء خلال الدورة الشهرية (الطمث) أو بسبب المرض.
وقد أورد الكتاب هنا 5 حالات منها 3 للرجل و2 للمرأة:-
بالنسبة للرجل : الآيات 2 – 5 حالة مرضية (مرض السيلان).
الآيات 16 – 18 حالتان طبيعيتان.
بالنسبة للمرأة : الآيات 19 – 24 حالة الطمث الطبيعية.
الآيات 25 – 30 حالة مرضية.
ونجد الشريعة تنص على أنه في الحالات الطبيعية فالنجاسة تكون حتى المساء فقط ثم الغسل بالماء. أما في الحالات المرضية فهي تستلزم تطهير بعد 7 أيام.
* وهنا يظهر أن الله يهتم بقداسة أولاده ويهتم حتى بأدق الأمور الصغيرة. فهو يعلم أنه حتى الأمور الصغيرة قد يكون لها تأثير قاتل " إحذروا الثعالب الصغيرة" وهذا التأثير القاتل قد يحرمهم من خلاصهم. ولذلك يطلب الله عزل النجاسة حتى لا نموت في نجاستنا وبسببها. وعلينا أن لا نشعر بثقل من تدخل الله في هذه الأمور الصغيرة بل علينا أن نفهم أنها من المؤكد هي لصالحنا، وحتى إن لم ندرك معناها الآن علينا أن نثق في أن الله هو الذي يقدس وهو يريد أن يقدسنا.
* هناك أمور كثير تعتبر نجسة لكنها تحدث رغمًا عنا بسبب دخول الخطية للعالم. ولا أمل لإصلاح ذلك من أنفسنا بل نحتاج لتدخل إلهي.
* ونلاحظ في هذه الطقوس أن الدم والماء هو أساس كل تطهير.
رأينا سابقًا في إصحاح 13 أن البرص كمرض يشير للخطية ويشرح طبيعتها. وهنا في شريعة السيل نرى أن ما يخرج من الإنسان هو إشارة عن الفساد الداخلي. فالسيل هو شيء يخرج من جسم الإنسان. وإذا كان الإنسان بطبيعته أصبح ساقطًا نجسًا، فكل ما يخرج وينبعث من طبيعة الإنسان ما هو إلا نجاسة (دم / فيض / شعر)، فالإنسان ينبوع نجاسة، ويقول المثل الشائع " الإناء ينضح بما فيه ".
وليست السوائل الخارجة من الجسم فقط هي التي تعبر عن النجاسة بل الشعر أيضًا فهو يخرج من الجسم. وراجع شريعة النذير (عد6: 1-12) فالنذير ما كان يحلق شعره طوال فترة إنتذاره، فلو تنجس لميت مثلًا، يقوم بحلق كل شعر رأسه ويقدم ذبائح. ويبدأ فترة إنتذار جديدة فلقد سقطت المدة السابقة بسبب أنه تنجس.
وكما قال إرمياء النبي "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه" (إر17: 9). ويقول داود النبي: بالخطية ولدتني أمي: "بِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي". ويقول القديس بولس الرسول "فَٱلْآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا، بَلِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱلسَّاكِنَةُ فِيَّ . فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لِأَنَّ ٱلْإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ ٱلْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لِأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ ٱلصَّالِحَ ٱلَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ ٱلشَّرَّ ٱلَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱلسَّاكِنَةُ فِي . إِذًا أَجِدُ ٱلنَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ ٱلْحُسْنَى أَنَّ ٱلشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ ٱللهِ بِحَسَبِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْبَاطِنِ . وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي" (رو7: 17-23).
ومن فيض هذا القلب يتكلم اللسان "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح. والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه" (لو6: 45) !! فما سوف يتكلم به ما هو إلا نجاسة !! إن لم يقدس الله هذا اللسان فلن يخرج سوى نجاسة من فضلات هذا القلب. والكتاب يحكم على ما يخرج من الجسم بأنه نجاسة للأسباب الآتية:-
1- نتيجة فساد الطبيعة البشرية فسدت كل أعضاء البشر، ومنها الأعضاء التناسلية وكما رأينا سابقًا فالخطية الجدية كانت تنتقل من الأب والأم لأبنائهم بالولادة. لذلك كان الولد يولد على صورة أبيه وشبهه ميتًا، أو المعنى أنه سيموت يومًا ما (تك 5) والأعضاء التناسلية هي وسيلة إيجاد البنين.
2- إظهار فساد طبيعة الإنسان وكل ما يتصل بها أو يصدر عنها. وهذا قال عنه داود النبي " بالخطية ولدتني أمي " وأكد بولس الرسول هذا بقوله "الخطية الساكنة في جسدي" " وليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح " (رو 7) ولا طريق للطهارة إلا بالدم والماء.
3- خطية الزنا من الخطايا التي تحزن الله جدًا (راجع 1كو 6: 13 – 20). وهذه الشريعة تعطي تحذير من الله من هذه الخطية. فإن كان الله يعتبر الشيء الطبيعي نجاسة فكم بالأولى الزنا.
4- حقًا لقد طلب الله من آدم وحواء أن يثمروا ويتكاثروا. والإنسان هو الإنسان قبل وبعد السقوط لم يتغير فسيولوجيًا، بل أن عوامل الإضمحلال بدأت تعمل فيه فأصبحت تؤدي لموته. ولذلك فكان آدم وحواء سيكثروا بنفس طريقة التناسل الطبيعي الآن. ولكن نتيجة السقوط وفساد الطبيعة الإنسانية سادت العلاقات الجنسية شهوة خاطئة، ولذلك كان أول ما قيل بعد السقوط ان آدم وحواء "عرفا أنهما عريانين" (تك3: 7). وكذلك قال داود النبي "بِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" ومن أين لنا أن نفهم كيف كان التناسل سيكون بدون شهوة خاطئة قبل سقوط آدم وحواء! لكن لنا في مَنْ يكرس نفسه وجسده وشهواته وكيانه كله لحساب الرب ويمنع نفسه عن الزواج، صورة قد تشرح شيء. ولكن السقوط أفسد خطة الله والصورة التي رسمها الله من قبل. لذلك أصبحت حتى العلاقات الطبيعية مع أنها مقدسة وطاهرة في نظر الله (عب13: 24) أنها نجاسة، تحرم صاحبها من المقدسات حتى المساء، إلى أن يستحم ويغتسل بالماء. هذا لمجرد أن نذكر أن الخطية شوهت ما أراده الله كاملًا. ولذلك فالكنيسة تمنع العلاقات الجسدية في اليوم السابق للتناول، مرة أخرى ليس لأنها نجاسة لكن لنذكر أن هناك شيئًا ما في طبيعتنا الناقصة قد تشوه بسبب الخطية. وتمنع الكنيسة الطامث (من في فترة دورتها الشهرية) من التناول ليس لنجاستها بل لتذكر نفس الشيء. فلنتضع أمام الله ونذكر خطايانا وسقطاتنا فيرفعها الله ويغفرها.
5- إعطاء الإحساس بقداسة الخيمة وعدم الاقتراب في حالة النجاسة.
6- التشابه بين السيل والخطية فكلاهما يسيل دون تحكم للخارج.
7- ليحذر كل إنسان من النجاسة وبالتالي من الخطية والاقتراب من كليهما وليعلم أن الله يراقب كل صغيرة ويهتم بقداستنا جدًا.
8- نضيف لهذا الأسباب الطبية من الاهتمام بالنظافة ومنع العدوى.
9- السيل الذي يصيب الرجل والمرأة يحمل رمزًا للنفس التي بلا ضابط، الساقطة تحت الشهوات الدنسة (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وفي هذا نذكر قصة المرأة التي كانت تنزف دمًا وتلامست مع المسيح فبرأت. هو لم يتنجس فهو القدوس اللانهائي في قداسته بل أن التلامس معه يطهر. هذا معنى الذبائح التي تقدم للتطهير.
أية (1):- "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: "
أية (2):- "2«كَلِّمَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُولاَ لَهُمْ: كُلُّ رَجُل يَكُونُ لَهُ سَيْلٌ مِنْ لَحْمِهِ، فَسَيْلُهُ نَجِسٌ."
سيل من لحمه :- لحمه = هو تعبير فيه تأدب كناية عن الأعضاء التناسلية. ودعوة داود ضد يوآب (2صم3: 29) تشير إلى أن الله كان يمكن أن يضرب بمثل هذه الأمراض كعقوبة على الخطايا. والسيل يشير لظهور الخطية عكس (آية 3) الآتية وكلاهما ضربة.
أية (3):- "3وَهذِهِ تَكُونُ نَجَاسَتُهُ بِسَيْلِهِ: إِنْ كَانَ لَحْمُهُ يَبْصُقُ سَيْلَهُ، أَوْ يَحْتَبِسُ لَحْمُهُ عَنْ سَيْلِهِ، فَذلِكَ نَجَاسَتُهُ."
يحتبس لحمه عن سيله = هذا مرض يحدث فيه احتقان (أي يحدث إفراز دون أن يخرج من الجسم) وهذه عقوبة من نوع أخر (وهي تشير لكبت الخطايا).
الآيات (4-11):- "4كُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ الَّذِي لَهُ السَّيْلُ يَكُونُ نَجِسًا، وَكُلُّ مَتَاعٍ يَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا. 5وَمَنْ مَسَّ فِرَاشَهُ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 6وَمَنْ جَلَسَ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ ذُو السَّيْلِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 7وَمَنْ مَسَّ لَحْمَ ذِي السَّيْلِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 8وَإِنْ بَصَقَ ذُو السَّيْلِ عَلَى طَاهِرٍ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 9وَكُلُّ مَا يَرْكَبُ عَلَيْهِ ذُو السَّيْلِ يَكُونُ نَجِسًا. 10وَكُلُّ مَنْ مَسَّ كُلَّ مَا كَانَ تَحْتَهُ يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ، وَمَنْ حَمَلَهُنَّ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 11وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُ ذُو السَّيْلِ وَلَمْ يَغْسِلْ يَدَيْهِ بِمَاءٍ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ."
هنا الله يقوم بدور الطبيب لشعب بدائي حتى لا تنتشر الأمراض وسطهم. عدم التلامس مع المريض أو كل متاعه أو ما يجلس عليه هو إجراء وقائي فهذه الأمراض شديدة العدوى يمكن إنتقالها خلال التلامس مع المريض وثيابه... إلخ. ولها المعنى الروحي في أنه يجب أن نتحاشى التلامس والتعامل مع الخطية والخطاة. ومن يتلامس يظل نجسًا إلى المساء. وحيث أننا كلنا لنا خطايانا، ومن يقول أنه بلا خطية يضل نفسه (1يو8:1). فبالتالي نصبح كلنا نجسين إلى نهاية حياتنا لنتخلص من جسدنا هذا كما يقول القديس بولس الرسول "وَيْحِي أَنَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا ٱلْمَوْتِ" (رو24:7). عموما كل خاطئ يتنجس حتى يقدم توبة فيبدأ يومًا جديدًا أي حياة جديدة. وغسل الثياب يشير للتوبة والطهارة داخليًا وخارجيًا. ونجاسة كل ما يستعمله المريض إشارة لأن الخطية تدنس حياتنا الداخلية وتصرفاتنا فيصير نومنا وجلوسنا وسيرنا وأدوات طعامنا دنسة .
أية (12):- "12وَإِنَاءُ الْخَزَفِ الَّذِي يَمَسُّهُ ذُو السَّيْلِ يُكْسَرُ. وَكُلُّ إِنَاءِ خَشَبٍ يُغْسَلُ بِمَاءٍ."
كانت الآنية الخزفية تكسر، فالمرض قد يتسلل خلال مسامها وينتقل لمن يستعملها. لذلك كان اليهود خوفًا من أن يكون أحد قد لمس الآنية التي يشترونها جديدة (خشبية أو معدنية) لا بُد أن يغسلوها أولًا (مر7: 8). وكسر الآنية الخزفية النجسة تشير لأهمية إماتة كل ما هو ترابي فينا (الشهوات الجسدية). وغسل الآنية الخشبية يشير لأهمية غسل المعمودية ثم بعد ذلك الغسل بالتوبة والإعتراف، فيتقدس الجسد بطاقاته وعواطفه وأحاسيسه. لاحظ أن الرجل النجس صار سبب اضطراب لمن حوله فهم يتحاشون كل ما لمسه. هكذا كان يونان بخطيته سبب اضطراب عظيم للطبيعة وللناس. أما يوسف فكان بركة لكل مكان.
الإناء الخزفي مصنوع من تراب الأرض فهو يشير لجسدنا الترابي (2كو4: 7). ولكننا بالمعمودية أصبحنا خليقة جديدة (2كو5: 17). فمن لم يعتمد، أو من اعتمد وإرتد إلى خليقته العتيقة إذ عاند صوت الروح القدس فأحزنه وأطفأه، فخطيته من الذي يغفرها، من يبكته ومن يعينه ومن ينقل خطيته إلى المسيح فتغفر إذ هو قد أطفأ الروح القدس بعناده، هذا الإنسان يشار له هنا بالإناء الخزفي، الذي لو تلامس مع نجاسة يكسر، وهذا يساوي هلاك من استمر على حاله كخليقة عتيقة . أما من اعتمد وحصل على الخليقة الجديدة، فإن أخطأ فعنده سر التوبة والاعتراف والإفخارستيا، وبهما يغتسل من خطيته، وهذا يناظر غسل الإناء الخشبي، فالإناء الخشبي يمكن غسله بالماء.
الآيات (13-15):- " 13وَإِذَا طَهُرَ ذُو السَّيْلِ مِنْ سَيْلِهِ، يُحْسَبُ لَهُ سَبْعَةُ أَيَّامٍ لِطُهْرِهِ، وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ حَيٍّ فَيَطْهُرُ. 14وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، وَيَأْتِي إِلَى أَمَامِ الرَّبِّ، إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيُعْطِيهِمَا لِلْكَاهِنِ، 15فَيَعْمَلُهُمَا الْكَاهِنُ: الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِهِ."
الفقير كما الغني هنا، والحمام رمز للطهارة التي يجب أن يلتزم بها مقدم الذبيحة. ولاحظ أن الحمام مهما إبتعد فهو يعود إلى بيته، وهكذا فهذا الشخص عليه أن يعود لله. المهم أنه لا تطهير من النجاسة (الخطية) إلا بالدم.
أية (16):- "16«وَإِذَا حَدَثَ مِنْ رَجُل اضْطِجَاعُ زَرْعٍ، يَرْحَضُ كُلَّ جَسَدِهِ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. "
اضطجاع زرع = في ترجمات أخرى "نطفة اضطجاع"، لذلك نقول أن المقصود هو العلاقة الزوجية أو احتلام الرجل. ونرى في الآيات (16-18) أن النجاسة هنا عائدة لأن الإفراز الخارج من الجسد يعبر عما في الجسد.
أية (17):- "17وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ جِلْدٍ يَكُونُ عَلَيْهِ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يُغْسَلُ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ."
أية (18):- " 18وَالْمَرْأَةُ الَّتِي يَضْطَجِعُ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، يَسْتَحِمَّانِ بِمَاءٍ، وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ."
المقصود هنا هو لقاء التناسل الطبيعي بين زوج وزوجته.
الآيات (19-24):- "19«وَإِذَا كَانَتِ أمْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَمًا فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِسًا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ، يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا."
يقصد بالسيل هنا المرض الشهري (فترة الطمث. وإعتبارها نجسة 7 أيام) قد يكون المقصود به راحتها في فترة تعبها. وكانت الشريعة تمنع اضطجاع رجل مع زوجته خلال فترة طمثها بل لو حدث يقطعان (لا 18: 19؛ 20: 18). إذًا هذه الحالة المذكورة هنا في (آية 24) تشير لو حدث هذا وهما لا يعلمان.
وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ = نرى هنا كيف يتعامل الله مع شعب بدائي: ففي حالة المرأة التي لها سيل يجب أن زوجها يبتعد عنها طبيًا ونفسيًا، ولكي يمنعه الله من ذلك يقول أن من يقترب من زوجته في هذه الحالة يتنجس.
الآيات (25-31):- "25«وَإِذَا كَانَتِ أمْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّامًا كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا، أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا، فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِسًا، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسُبُ، لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ: الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا. 31فَتَعْزِلاَنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ نَجَاسَتِهِمْ لِئَلاَّ يَمُوتُوا فِي نَجَاسَتِهِمْ بِتَنْجِيسِهِمْ مَسْكَنِيَ الَّذِي فِي وَسَطِهِمْ."
هذه الحالة هي الحالة المذكورة لنازفة الدم التي لمست المسيح (مت9: 20).
الآيات (32-33):- "32«هذِهِ شَرِيعَةُ ذِي السَّيْلِ، وَالَّذِي يَحْدُثُ مِنْهُ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ فَيَتَنَجَّسُ بِهَا، 33وَالْعَلِيلَةِ فِي طَمْثِهَا، وَالسَّائِلِ سَيْلُهُ: الذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالرَّجُلِ الَّذِي يَضْطَجِعُ مَعَ نَجِسَةٍ»."
← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير اللاويين 16 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير اللاويين 14 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/v7nffpj