محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
لاويين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الله يطلب من الشعب أن يحيا في قداسة وبالأولى الكهنة قادة الشعب. إذ كلما زادت المسئولية التزم الإنسان بحياة أكثر تدقيقًا.
الآيات (1-9):- "1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ الْكَهَنَةَ بَنِي هَارُونَ وَقُلْ لَهُمْ: لاَ يَتَنَجَّسْ أَحَدٌ مِنْكُمْ لِمَيْتٍ فِي قَوْمِهِ، 2إِلاَّ لأَقْرِبَائِهِ الأَقْرَبِ إِلَيْهِ: أُمِّهِ وَأَبِيهِ وَابْنِهِ وَابْنَتِهِ وَأَخِيهِ 3وَأُخْتِهِ الْعَذْرَاءِ الْقَرِيبَةِ إِلَيْهِ الَّتِي لَمْ تَصِرْ لِرَجُل. لأَجْلِهَا يَتَنَجَّسُ. 4كَزَوْجٍ لاَ يَتَنَجَّسْ بِأَهْلِهِ لِتَدْنِيسِهِ. 5لاَ يَجْعَلُوا قَرْعَةً فِي رُؤُوسِهِمْ، وَلاَ يَحْلِقُوا عَوَارِضَ لِحَاهُمْ، وَلاَ يَجْرَحُوا جِرَاحَةً فِي أَجْسَادِهِمْ. 6مُقَدَّسِينَ يَكُونُونَ لإِلهِهِمْ، وَلاَ يُدَنِّسُونَ اسْمَ إِلهِهِمْ، لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ طَعَامَ إِلهِهِمْ، فَيَكُونُونَ قُدْسًا. 7إِمْرَأَةً زَانِيَةً أَوْ مُدَنَّسَةً لاَ يَأْخُذُوا، وَلاَ يَأْخُذُوا أمْرَأَةً مُطَلَّقَةً مِنْ زَوْجِهَا. لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لإِلهِهِ. 8فَتَحْسِبُهُ مُقَدَّسًا لأَنَّهُ يُقَرِّبُ خُبْزَ إِلهِكَ. مُقَدَّسًا يَكُونُ عِنْدَكَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ. 9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.
يليق بالكاهن أن يكون له رجاء: ولا يحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم: "لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ" (1تس4: 13). وهو كمعلم للشعب إن لم يظهر رجاؤه أمام الشعب صار تعليمه بلا فائدة وبلا معنى. ومنع الله الكهنة من أن يتمثلوا في حزنهم بالعادات الوثنية = قرعة في رؤوسهم وجرح أجسادهم وحلق عوارض لحاهم كعلامة لحزنهم. فهناك حزن مقدس مسموح به لشعب الله ولكن هناك أعمال لا تتفق مع الرجاء. بالإضافة إلى أن مثل هذه التصرفات تفهم أنها اعتراض على مشيئة الله وقراره. والكاهن كوكيل لله مهتم بكل الشعب عليه أن يهتم بكل واحد على أنه أسرته. وقوله يتنجس أحد منكم لميت = تعني أن يتلامس مع ميت. وكانت شريعة اليهود تقضي بعدم الاقتراب لأكثر من ستة أقدام. والمعنى وراء هذا أن الموت يشير للخطية التي أدت إليه، فكان الله يمنعهم من التلامس مع الخطية، وليفهموا المعنى وراء عدم التلامس مع ميت، فقد سمح الله بإقامة ميت بواسطة عظام إليشع. إذًا العظام ليست نجسة لكنها الخطية. ولكن كان يسمح للكاهن أن يدفن أقربائه الأقربين (أمه وأبيه وإبنه وابنته وأخيه وأخته العذراء أي التي لم تتزوج فإذا تزوجت صارت مسئولة من رجل آخر) ويضاف لهؤلاء زوجته = كزوج لا يتدنس بأهله = فهو كزوج لن يتدنس بأحد هؤلاء لو دفنه ولمسه. فهنا يراعي الله العواطف البشرية (بل المسيح بكى على قبر لعازر) لكن مع الارتفاع بالمفهوم البشري العاطفي (الحزن عاطفة بشرية طبيعية ولكن فقدان الرجاء خطية، إذًا فلنحزن ولكن نرفع القلب لله بدون يأس طالبين التعزية فيسكب الله تعزياته في القلب). وكلمة زوج في آية (4) هي بعل وتترجم زوج وتترجم أيضًا رئيس (الترجمة الإنجليزية)، وإن فهمت أنها رئيس فالآية تعني أنه كرئيس وسط شعبه عليه أن لا يتنجس بميت. والمسيح صاغ هذا المفهوم بطريقة أخرى " دع الموتى يدفنون موتاهم" أي علينا ألا نرتبك بأمور هذه الحياة. وقد تعجب الشعب حين لم يبكِ حزقيال على زوجته حين ماتت. وكان هذا بأمر الرب كرمز لشيء آخر. لكن هذا ما يجعلنا نشعر أن آية (4) تفهم أنه من المسموح أن يدفن الكاهن زوجته ويبكي عليها مثل باقي العائلة. فترجمتها كزوج أفضل من كرئيس كما في الإنجليزية.
وكان الكاهن يمنع من الزواج من زانية ولو تابت أو مطلقة فهي طلقت لكراهية زوجها الأول لها، حتى لا يكون هذا سبب تعيير الناس له أو تكون سبب شك ينغص حياته.
أية 8:- تحسبه مقدسًا = أي هو مخصص لله هو رجل الله، هذه موجهه للشعب أن يعتبر الكاهن مقدسًا فيكرموه ويحترموه، ولكن إن أخطأ فعليهم أن يراقبوه ليخبروا باقي الكهنة الذين كانوا يحاكموه ويؤدبوه بالجلد والضرب. ولاحظ أن الكاهن قدوة وعثرته تعثر الشعب.
آية 9:- وإذ يقبل الكاهن وبالتالي أسرته، نِعمًا كثيرة، كانت العقوبة لأفراد الأسرة أشد وأقسى، فَمَنْ يُعطَى كثيرًا يطلب منه الكثير: "فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ" (لو12: 48).
الآيات (10-15):- "10«وَالْكَاهِنُ الأَعْظَمُ بَيْنَ إِخْوَتِهِ الَّذِي صُبَّ عَلَى رَأْسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ، وَمُلِئَتْ يَدُهُ لِيَلْبَسَ الثِّيَابَ، لاَ يَكْشِفُ رَأْسَهُ، وَلاَ يَشُقُّ ثِيَابَهُ، 11وَلاَ يَأْتِي إِلَى نَفْسٍ مَيْتَةٍ، وَلاَ يَتَنَجَّسُ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ، 12وَلاَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَقْدِسِ لِئَلاَّ يُدَنِّسَ مَقْدِسَ إِلهِهِ، لأَنَّ إِكْلِيلَ دُهْنِ مَسْحَةِ إِلهِهِ عَلَيْهِ. أَنَا الرَّبُّ. 13هذَا يَأْخُذُ أمْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ، بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ أمْرَأَةً. 15وَلاَ يُدَنِّسُ زَرْعَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُ»."
هو يرمز للمسيح فلا يتزوج سوى عذراء رمزًا للكنيسة التي خطبها المسيح لنفسه (2كو2:11). والمعنى أن الكنيسة صارت لمسيحها بكل قلبها وليست لآخر. وبهذا المفهوم فالكنيسة كلها تمثل بعشر عذارى. ولا يتزوج أرملة كما كان مسموحًا للكهنة (فى الآية7 من نفس الإصحاح لم تكن الأرملة من الممنوع أن يتزوجهم الكاهن). ورئيس الكهنة صب على رأسه دهن المسحة = إذًا هو مكرس تكريسًا كاملًا لله فلا يجوز له أن يكشف رأسه التي مسحت ولا يجوز له نزع العمامة المكتوب عليها قدس للرب. ولا يشق ثيابه = فالثياب تشير للكنيسة التي لا يجب أن تشق. ولا يسمح له بأن يشترك في جنازة أحد مهما كانت قرابته. فبكونه رمزًا للمسيح واهب الحياة كان لا يسمح له بأن يشترك مع الموت ولا يخرج من المقدس = متى كان يؤدي خدمته في بيت الله لا يجوز أن يخرج منه ولا أن يوقف خدمته لأي سبب مهما كانت قرابة من مات له. وهكذا المسيح لم يترك صليبه أي مذبحه بل إلتصق به وترك الاهتمام بأمه ليوحنا. وقد يعني عدم خروجه من المقدس أي عدم خروجه من الشكل المقدس الذي يجب أن يكون له ووقاره وهيبته كرئيس كهنة. وقد يكون في زواجه من عذراء تشابه مع شرط بولس الرسول للأسقف أن "يكون بعل امرأة واحدة".
آية 15:- لا يدنس زرعه = إذا تزوج بأي امرأة غير صالحة أو أجنبية فهذا يدنس زرعه ، الذي سيخرج منه رئيس كهنة آخر (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وذلك لأن الشعب سيحتقره بسبب أمه أو لأن تربية هذه الأجنبية لابنها لن تكون تربية مقدسة.
الآيات (16-24):- "16وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 17«كَلِّمْ هَارُون قَائِلًا: إِذَا كَانَ رَجُلٌ مِنْ نَسْلِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ فِيهِ عَيْبٌ فَلاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ. 18لأَنَّ كُلَّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ. لاَ رَجُلٌ أَعْمَى وَلاَ أَعْرَجُ، وَلاَ أَفْطَسُ وَلاَ زَوَائِدِيٌّ، 19وَلاَ رَجُلٌ فِيهِ كَسْرُ رِجْل أَوْ كَسْرُ يَدٍ، 20وَلاَ أَحْدَبُ وَلاَ أَكْشَمُ، وَلاَ مَنْ فِي عَيْنِهِ بَيَاضٌ، وَلاَ أَجْرَبُ وَلاَ أَكْلَفُ، وَلاَ مَرْضُوضُ الْخُصَى. 21كُلُّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الْكَاهِنِ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ وَقَائِدَ الرَّبِّ. فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ. 22خُبْزَ إِلهِهِ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَمِنَ الْقُدْسِ يَأْكُلُ. 23لكِنْ إِلَى الْحِجَابِ لاَ يَأْتِي، وَإِلَى الْمَذْبَحِ لاَ يَقْتَرِبُ، لأَنَّ فِيهِ عَيْبًا، لِئَلاَّ يُدَنِّسَ مَقْدِسِي، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُمْ.24فَكَلَّمَ مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَكُلَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ. »"
اشترطت الشريعة في الكاهن أن يكون بلا عيب خلقي أو عرضي أي مولود به أو يكون ناتج لإصابة. ولذلك كان مجمع السنهدريم يجتمع لفحص الكهنة وفرزهم عند وصولهم للسن القانوني، ومن كان صالحًا يقدمونه للخدمة الكهنوتية = ليقرب خبز إلهه ومن كان غير صالح لأي عيب كان يعمل في جمع الحطب وإيقاد النار والحكم على مرضَى البرص.
تأمل روحي :- بالمفهوم العام كلنا كهنة وأبناء لله، ولكن العيوب التي فينا تحرمنا من بعض الامتيازات. وكل هذه العيوب المشار لها هنا لها مقابل ومعنى روحي.
الأعمى :- لا يستطيع تمييز وإدراك النور السماوي ولا يعرف كيف يخطو ولا إلى أين يمضي.
الأعرج :- هو الذي لا يستطيع أن يسير بثبات في طريق السماء. وقد تشير لمن يعرج بين فرقتين الله والبعل (1مل18: 21)، أو الله والعالم، أي قلبه منقسم.
الأفطس :- (هو مَن إنخفضت قصبة أنفه وإنتشر أو إنغرس أنفه في وجهه). والأنف تشير للتمييز (أنفك كبرج لبنان نش7: 4) وإفراز ما هو زكي مما هو كريه.
الزوائدي :- له عضو أطول من عضو أو عضو طوله وحجمه لا يتناسب مع الآخر (يد ويد) وهؤلاء يشيرون لمن يشعرون بالبر الذاتي والكبرياء وبتميزهم عن الآخرين أو إعجابهم بذواتهم. وهؤلاء ينشغلون بأسئلة فضولية أكثر من اللازم.
الرجل الذي به كسر :- هذا لا يستطيع أن يسير مطلقًا في طريق الله فقد تجرد تمامًا من كل عمل صالح.
الأحدب:- لها معنيان ظهره مقوس أو جفونه تغطي عينه (جفون ساقطة) وهذه تعني من يرزح تحت ثقل الهموم العالمية فلا يمكنه أن يرفع عينيه لفوق بل يثبتها على موطئ الأقدام. (الكلمة العبرية المستخدمة تحتمل كلا المعنيين).
الأكشم :- أي الناقص الخَلْقْ فهو مولود بأصبع ناقص أو من فقد أحد أعضائه بعد ولادته، وتعني أيضًا من على عينيه غشاوة. هذا يشير لمن فقد بصيرته بسبب اعتياده فعل الإثم وقدراته غير كاملة على ذلك.
في عينيه بياض :- هو محروم من معاينة النور الحقيقي بسبب عماه مدفوعًا بادعاء الحكمة والصلاح (البياض يشير للنقاء) هو بار في عيني نفسه وهذا يسبب له عمى.
الأجرب :- هو الدائم التذمر ويسوده بطر الجسد.
الأكلف:- ما يعلو وجهه ويتفرق عليه الحبوب الصغيرة السوداء الضاربة إلى الحمرة وهذا يسمى نمش. هذا لا يسبب أي آلام ولكنه ينتشر في الجسم فيشوه منظره فهذا يشير للخطايا الصغيرة التي تنتشر دون أن ندري فتشوه حياتنا.
مرضوض الخصي :- هذا لا يفعل نجاسة لكنه يفكر فيها باستمرار. هذا الإنسان غير مثمر.
الله هنا يتكلم عن الكمال بالجسديات فهم لم ينضجوا روحيًا. ولكن فيما هم ينفذون وصايا الله يتأملون ويفهمون البعد الروحي لوصاياه. فحين يهتم اليهودي بغسل يديه يرنو اليهودي الحقيقي للبعد الروحي وهو طهارة القلب. وهكذا يقود الكمال الجسدي للكمال الروحي وهو يشير له. ويفهم من به عاهات أن هذه العاهات تعوق عن الامتيازات التي يعطيها الله للكامل فيقدمون توبة للحصول على بركات السماء.
← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير اللاويين 22 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير اللاويين 20 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/77h87p4