قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

طائر القُوق

 

← اللغة القبطية: \hmh - `\mh - \umh.

 

اسمه العبراني "قاءث"، مُشتق من فِعل "قاء" المُشابه لفظًا للفعل العربي "قاء"، فكلمة قاعت معناها المُتَقَيِّء (من القيء) أو القاذِف.

ويُعَد من الطيور النجسة حسب الشريعة الموسوية التي لا يؤكل لحمها [نهت الشريعة عن أكلها] (لا 11: 18؛ تث 14: 17). وذكر أنه يسكن البرية ويأوي إلى أماكن الخراب في أدوم ونينوى (اش 34: 11؛ صف 2: 14).

St-Takla.org Image: Pelicans, Ducks and Goose Lake (photo 9), Alexandria Zoo, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 June 2014, 20 Sep. 2015. صورة في موقع الأنبا تكلا: بحيرة البجع والبط والإوز (صورة 9)، حديقة الحيوان، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 يونيو 2014، 20 سبتمبر 2015 م.

ويُعتقد أنه هو الطائر المعروف بالحوصل الذي يسميه أهل مصر بالبجعة واسمه العملي بليكانس أونوكروتالوس Pelecanus onocrotalus وهو على هيئة الوزّ غير أنه أكبر حجمًا (أشبه بالإوزة الكبيرة)، طوله من طرف منقاره إلى طرف ذنبه من 5 إلى 6 أقدام (نحو خمسين بوصة). وطول منقاره 16 قيراطًا/بوصة، والمنقار السفلي مشقوق بالطول يتدلى من جانبه حوصل يخزن فيه السمك إلى أن يصل إلى وكره ثم يقذفه منه. ويسع هذا الحوصل رطلين أو ثلاثة. وعلى طرف المنقار العلوي شص أحمر.

طرف الفك الأعلى معقوف إلى أسفل ليسهل عليه صيد السمك، والفك الاسفل من منقاره الطويل يحمل حوصلة صفراء كبيرة، يمكنها أن تتسع لثلاثة جالونات من الطعام (الأسماك الصغيرة) والماء، لذلك يسميه العرب الحوصل وتتميز أصابع قدمي القوق بوجود أغشية بين الأصابع الأربعة ، مما يجعل القوق سباحًا ماهرًا وطيارًا بارعًا. وجسمه الضخم ورقبته من الماء صعبا بعض الشيء، لذلك يلزمه أن يرفرف بجناحيه على سطح الماء، ضاربًا الماء بقدميه.

ويطير القوق في جماعات. وتبيض الأنثى من بيضة إلى أربع بيضات، وعندما تقفس صغارها يقوم كل من الذكر والأنثى برعايتها. وبدلًا من أن يضع القوق الطعام في أفواه صِغاره كسائر الطيور، فإن القوق يجعل صغاره تدخل رأسها ومعظم جسمها في بلعوم الأم لتلتقط طعامًا نصف مهضوم من حوصلتها. ويوغِل الصغير في بلعوم الأم، مما جعل القدماء يعتقدون إن الصغير يتغذى على دم صدر الأم، فأصبحوا يضربون بها المثل في التضحية.

والقوق الوردي أبيض الريش الذي يكون أحيانًا مشوبًا باللون الوردي، وله بعض ريشات سوداء تنبت من مفصل الجناح البعيد عن الجسم وساقاه وحوصلته وجلده حول العينين صفراء اللون. أما طرف منقاره المعقوف فاحمر اللون. ويمكن أن ينمو هذا النوع من القوق إلى ست أقدام طولًا، وقد يبلغ البعد بين طرفي جناحيه المنشورين ثماني أقدام. وفي فصل التزاوج يتحول لون الأجزاء المكشوفة من السيقان والوجه من اللون الرمادي إلى اللون البرتقالي أو الأحمر، وفي نفس الوقت يكتسب ريشه الأبيض مسحة وردية جميلة بفعل مادة تفرزها غدة زيتية ينشرها الطائر على كل ريشه عندما يقوم بتسوية ريشه بمنقاره.

ويكثر وجوده في مستنقعات وادي الأردن ونهر العاصي في سوريا، وفي نواحي الحولة وبحيرة طبرية. وبعد ما يشبع سمكًا يطير إلى البراري والأماكن المهجورة ويجثم هناك ومنقاره مرتكز على صدره كأنه الآسف (مز 102: 6). ويُشار به إلى الوحشة والدمار (اش 34: 11؛ صف 2: 14).

 

ويعتقد بعض العلماء أن الكلمة العِبرية تشير إلى نوع من البوم أو الصقور، حيث أن الكتاب يطلق عليه وصف قوق البرية (مز 6:102). كما أن النبين اشعياء وصفنيا يُشيران إلى أنه يسكن الأماكِن الخَرِبة، ويُذْكَر مع القنفذ والكركي والغراب (إش 11:34؛ صف 14:2)، ولكن القوق الوردي يرتاد الأنهار والبحيرات والمستنقعات في فلسطين، وبعد أن يوغل في الطيران فوق البحر لمسافة نحو عشرين ميلًا، ينقض على الأسماك السابِحَة قرب السطح وعندما يملأ حوصلته منها، يلجأ في غالب الأحيان إلى مكان مهجور في الداخل بعيدًا عن الشاطئ ليزدرد ويهضم ما ملأ به حوصلته من اسماك. ولعل هذا هو سبب تسميته بقوق البرية (مز 6:102).

---