St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   03-Sefr-El-Lawyeen
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

اللاويين 14 - تفسير سفر اللاويين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب لاويين:
تفسير سفر اللاويين: مقدمة سفر اللاويين | مقدمة أسفار موسى الخمسة | اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27

نص سفر اللاويين: اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27 | اللاويين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54 - 55 - 56 - 57

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

شريعة تطهير الأبرص

ينتهي الإصحاح 13 بعجز كامل للأبرص ويصرخ وقد شق ثيابه وكشف رأسه نجس نجس، وقد إعتزل خارج الجماعة في عار. لا يستطيع عمل أي شيء لنفسه. وقد سبق ورأينا بشاعة هذا المرض وأثاره.

وفي هذا الإصحاح نجد بصيص ضوء فالله يعلن أن هناك أمل في الشفاء إذا تدخل هو. وهو قد شفى مريم أخت موسى من قبل وأيضًا نعمان السرياني ولكن هناك من هلك به مثل جحزي.

والآن إن كان أحد قد بريء من البرص فالأمر يحتاج إلى طقس طويل وإجراءات دقيقة ومشددة، حتى يتحقق الكاهن من تطهيره فيسمح بدخوله للجماعة المقدسة من جديد. والخطية حرمت الإنسان من عضويته في الجماعة المقدسة، وشوهته نفسًا وجسدًا وروحًا. وعودته استلزمت أن يقدم الابن نفسه ذبيحة. وطقس التطهير هنا رمز لذبيحة المسيح لأن الخطية كان رمزها هنا مرض البرص .

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-57):- "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 2«هذِهِ تَكُونُ شَرِيعَةَ الأَبْرَصِ: يَوْمَ طُهْرِهِ، يُؤْتَى بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ. 3وَيَخْرُجُ الْكَاهِنُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، فَإِنْ رَأَى الْكَاهِنُ وَإِذَا ضَرْبَةُ الْبَرَصِ قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الأَبْرَصِ، 4يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤْخَذَ لِلْمُتَطَهِّرِ عُصْفُورَانِ حَيَّانِ طَاهِرَانِ، وَخَشَبُ أَرْزٍ وَقِرْمِزٌ وَزُوفَا. 5وَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُذْبَحَ الْعُصْفُورُ الْوَاحِدُ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيٍّ. 6أَمَّا الْعُصْفُورُ الْحَيُّ فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشَبِ الأَرْزِ وَالْقِرْمِزِ وَالزُّوفَا وَيَغْمِسُهَا مَعَ الْعُصْفُورِ الْحَيِّ فِي دَمِ الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ عَلَى الْمَاءِ الْحَيِّ، 7وَيَنْضِحُ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَصِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَيُطَهِّرُهُ، ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ. 8فَيَغْسِلُ الْمُتَطَهِّرُ ثِيَابَهُ وَيَحْلِقُ كُلَّ شَعْرِهِ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فَيَطْهُرُ. ثُمَّ يَدْخُلُ الْمَحَلَّةَ، لكِنْ يُقِيمُ خَارِجَ خَيْمَتِهِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 9وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَحْلِقُ كُلَّ شَعْرِهِ: رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَحَوَاجِبَ عَيْنَيْهِ وَجَمِيعَ شَعْرِهِ يَحْلِقُ. وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ فَيَطْهُرُ. 10ثُمَّ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَأْخُذُ خَرُوفَيْنِ صَحِيحَيْنِ وَنَعْجَةً وَاحِدَةً حَوْلِيَّةً صَحِيحَةً وَثَلاَثَةَ أَعْشَارِ دَقِيق تَقْدِمَةً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ وَلُجَّ زَيْتٍ. 11فَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمُطَهِّرُ الإِنْسَانَ الْمُتَطَهِّرَ وَإِيَّاهَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 12ثُمَّ يَأْخُذُ الْكَاهِنُ الْخَرُوفَ الْوَاحِدَ وَيُقَرِّبُهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ مَعَ لُجِّ الزَّيْتِ. يُرَدِّدُهُمَا تَرْدِيدًا أَمَامَ الرَّبِّ. 13وَيَذْبَحُ الْخَرُوفَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَذْبَحُ فِيهِ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَالْمُحْرَقَةَ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، لأَنَّ ذَبِيحَةَ الإِثْمِ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ لِلْكَاهِنِ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. 14وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ وَيَجْعَلُ الْكَاهِنُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى. 15وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ لُجِّ الزَّيْتِ وَيَصُبُّ فِي كَفِّ الْكَاهِنِ الْيُسْرَى. 16وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ إِصْبَعَهُ الْيُمْنَى فِي الزَّيْتِ الَّذِي عَلَى كَفِّهِ الْيُسْرَى، وَيَنْضِحُ مِنَ الزَّيْتِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ. 17وَمِمَّا فَضِلَ مِنَ الزَّيْتِ الَّذِي فِي كَفِّهِ يَجْعَلُ الْكَاهِنُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى، عَلَى دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ. 18وَالْفَاضِلُ مِنَ الزَّيْتِ الَّذِي فِي كَفِّ الْكَاهِنِ يَجْعَلُهُ عَلَى رَأْسِ الْمُتَطَهِّرِ، وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ. 19ثُمَّ يَعْمَلُ الْكَاهِنُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَيُكَفِّرُ عَنِ الْمُتَطَهِّرِ مِنْ نَجَاسَتِهِ. ثُمَّ يَذْبَحُ الْمُحْرَقَةَ. 20وَيُصْعِدُ الْكَاهِنُ الْمُحْرَقَةَ وَالتَّقْدِمَةَ عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ فَيَطْهُرُ.

21«لكِنْ إِنْ كَانَ فَقِيرًا وَلاَ تَنَالُ يَدُهُ، يَأْخُذُ خَرُوفًا وَاحِدًا ذَبِيحَةَ إِثْمٍ لِتَرْدِيدٍ، تَكْفِيرًا عَنْهُ، وَعُشْرًا وَاحِدًا مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ، وَلُجَّ زَيْتٍ، 22وَيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ كَمَا تَنَالُ يَدُهُ، فَيَكُونُ الْوَاحِدُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَالآخَرُ مُحْرَقَةً. 23وَيَأْتِي بِهَا فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ لِطُهْرِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الرَّبِّ. 24فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ كَبْشَ الإِثْمِ وَلُجَّ الزَّيْتِ، وَيُرَدِّدُهُمَا الْكَاهِنُ تَرْدِيدًا أَمَامَ الرَّبِّ. 25ثُمَّ يَذْبَحُ كَبْشَ الإِثْمِ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ وَيَجْعَلُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى. 26وَيَصُبُّ الْكَاهِنُ مِنَ الزَّيْتِ فِي كَفِّ الْكَاهِنِ الْيُسْرَى،

27وَيَنْضِحُ الْكَاهِنُ بِإِصْبَعِهِ الْيُمْنَى مِنَ الزَّيْتِ الَّذِي فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ. 28وَيَجْعَلُ الْكَاهِنُ مِنَ الزَّيْتِ الَّذِي فِي كَفِّهِ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى، عَلَى مَوْضِعِ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ. 29وَالْفَاضِلُ مِنَ الزَّيْتِ الَّذِي فِي كَفِّ الْكَاهِنِ يَجْعَلُهُ عَلَى رَأْسِ الْمُتَطَهِّرِ تَكْفِيرًا عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. 30ثُمَّ يَعْمَلُ وَاحِدَةً مِنَ الْيَمَامَتَيْنِ أَوْ مِنْ فَرْخَيِ الْحَمَامِ، مِمَّا تَنَالُ يَدُهُ. 31مَا تَنَالُ يَدُهُ: الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً مَعَ التَّقْدِمَةِ. وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ الْمُتَطَهِّرِ أَمَامَ الرَّبِّ. 32هذِهِ شَرِيعَةُ الَّذِي فِيهِ ضَرْبَةُ بَرَصٍ الَّذِي لاَ تَنَالُ يَدُهُ فِي تَطْهِيرِهِ».

33وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: 34«مَتَى جِئْتُمْ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أُعْطِيكُمْ مُلْكًا، وَجَعَلْتُ ضَرْبَةَ بَرَصٍ فِي بَيْتٍ فِي أَرْضِ مُلْكِكُمْ. 35يَأْتِي الَّذِي لَهُ الْبَيْتُ، وَيُخبِرُ الْكَاهِنِ قَائِلًا: قَدْ ظَهَرَ لِي شِبْهُ ضَرْبَةٍ فِي الْبَيْتِ. 36فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُفْرِغُوا الْبَيْتَ قَبْلَ دُخُولِ الْكَاهِنِ لِيَرَى الضَّرْبَةَ، لِئَلاَّ يَتَنَجَّسَ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ. وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ الْكَاهِنُ لِيَرَى الْبَيْتَ. 37فَإِذَا رَأَى الضَّرْبَةَ، وَإِذَا الضَّرْبَةُ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ نُقَرٌ ضَارِبَةٌ إِلَى الْخُضْرَةِ أَوْ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَمَنْظَرُهَا أَعْمَقُ مِنَ الْحَائِطِ، 38يَخْرُجُ الْكَاهِنُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى بَابِ الْبَيْتِ، وَيُغْلِقُ الْبَيْتَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 39فَإِذَا رَجَعَ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدِ أمْتَدَّتْ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ، 40يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يَقْلَعُوا الْحِجَارَةَ الَّتِي فِيهَا الضَّرْبَةُ وَيَطْرَحُوهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ. 41وَيُقَشِّرُ الْبَيْتَ مِنْ دَاخِل حَوَالَيْهِ، وَيَطْرَحُونَ التُّرَابَ الَّذِي يُقَشِّرُونَهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ. 42وَيَأْخُذُونَ حِجَارَةً أُخْرَى وَيُدْخِلُونَهَا فِي مَكَانِ الْحِجَارَةِ، وَيَأْخُذُ تُرَابًا آخَرَ وَيُطَيِّنُ الْبَيْتَ. 43فَإِنْ رَجَعَتِ الضَّرْبَةُ وَأَفْرَخَتْ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ قَلْعِ الْحِجَارَةِ وَقَشْرِ الْبَيْتِ وَتَطْيِينِهِ، 44وَأَتَى الْكَاهِنُ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدِ أمْتَدَّتْ فِي الْبَيْتِ، فَهِيَ بَرَصٌ مُفْسِدٌ فِي الْبَيْتِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. 45فَيَهْدِمُ الْبَيْتَ: حِجَارَتَهُ وَأَخْشَابَهُ وَكُلَّ تُرَابِ الْبَيْتِ، وَيُخْرِجُهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ. 46وَمَنْ دَخَلَ إِلَى الْبَيْتِ فِي كُلِّ أَيَّامِ انْغِلاَقِهِ، يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 47وَمَنْ نَامَ فِي الْبَيْتِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ. وَمَنْ أَكَلَ فِي الْبَيْتِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ. 48لكِنْ إِنْ أَتَى الْكَاهِنُ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ لَمْ تَمْتَدَّ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ تَطْيِينِ الْبَيْتِ، يُطَهِّرُ الْكَاهِنُ الْبَيْتَ. لأَنَّ الضَّرْبَةَ قَدْ بَرِئَتْ. 49فَيَأْخُذُ لِتَطْهِيرِ الْبَيْتِ عُصْفُورَيْنِ وَخَشَبَ أَرْزٍ وَقِرْمِزًا وَزُوفَا. 50وَيَذْبَحُ الْعُصْفُورَ الْوَاحِدَ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيٍّ، 51وَيَأْخُذُ خَشَبَ الأَرْزِ وَالزُّوفَا وَالْقِرْمِزَ وَالْعُصْفُورَ الْحَيَّ وَيَغْمِسُهَا فِي دَمِ الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ وَفِي الْمَاءِ الْحَيِّ، وَيَنْضِحُ الْبَيْتَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، 52وَيُطَهِّرُ الْبَيْتَ بِدَمِ الْعُصْفُورِ وَبِالْمَاءِ الْحَيِّ وَبِالْعُصْفُورِ الْحَيِّ وَبِخَشَبِ الأَرْزِ وَبِالزُّوفَا وَبِالْقِرْمِزِ. 53ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ وَيُكَفِّرُ عَنِ الْبَيْتِ فَيَطْهُرُ.

54«هذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ لِكُلِّ ضَرْبَةٍ مِنَ الْبَرَصِ وَلِلْقَرَعِ، 55وَلِبَرَصِ الثَّوْبِ وَالْبَيْتِ، 56وَلِلنَّاتِئِ وَلِلْقُوبَاءِ وَلِلُّمْعَةِ، 57لِلتَّعْلِيمِ فِي يَوْمِ النَّجَاسَةِ وَيَوْمِ الطَّهَارَةِ. هذِهِ شَرِيعَةُ الْبَرَصِ»."

1- يؤتى به إلى الكاهن

لذلك فالمسيح بعد أن شفى الأبرص قال له "اذهب أر نفسك للكاهن" (مت8: 4) فالمسيح هو واضع الناموس، وهو أتى تحت الناموس (غل4: 4) لذلك هو ينفذ كل ما جاء بالناموس، ليس هذا فقط، بل كان المسيح بهذا يريد أن يكشف عن شخصه الإلهي، فالبرص لا يشفيه سوى الله. وقوله يؤتى به إلى الكاهن يشير لدور الكنيسة التي تأتي بالخاطئ إلى رئيس كهنتنا الأعظم ربنا يسوع المسيح، ولأنه ليس خلاص سوى بالمسيح. فنحن لا نستطيع أن نتعرف على المسيح كأفراد منعزلين عن الجماعة المقدسة. كما حمل أصدقاء المفلوج، المفلوج إلى المسيح هكذا تصنع الكنيسة "فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك" (مت9: 2). ومثلها "صَلُّوا بَعْضُكُمْ لِأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا" (يع16:5). وكما قال الشهيد كبريانوس "من يبقى خارج الكنيسة فهو خارج معسكر المسيح" . قال الآباء " من ليست الكنيسة أمه فالله لن يكون أباه". وبنفس المنطق الله يختار شاول وبرنابا للخدمة لكن لا بد من وضع يد الكنيسة (أع13: 1 – 3).

2 – خروج الكاهن إليه

الكاهن يخرج إليه فهو معزول مبعد لا يمكنه الدخول. هو في عزلته في مركز البعد الأدبي عن الله وعن مكان قدسه ومجتمع شعبه. والأبرص لا يقوم بشيء في طقس التطهير بل الكاهن. فنحن لا فضل لنا في شيء. فالأبرص نجس وكل ما يمسه يتنجس فكيف يطهر نفسه. إذًا لا بُد أن يقوم آخر بالعمل وهذا ما قد صنعه المسيح. هو أتى لنا ونزل إلى الأرض ليرفعنا معه للسماء، وهو الذي خرج إلى خارج المحلة حاملًا عارنا وهو الذي قدم لنا من خلال روحه القدوس الأسرار لنحيا كأعضاء في جسده. وإبن الإنسان جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك (لو19: 10). وهو قال "خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ" (يو16: 28). وبنفس المنطق ذهب المسيح إلى مريض بيت حسدا العاجز عن الحركة وليس له أحد يلقيه في البرية ليشفى (يو5).

3 – عصفوران حيان

العصفوران هنا يقومان بنفس عمل التيسان يوم الكفارة (لا 16)، حيث يذبح عصفور منهم ويطلق الآخر حيًا (إشارة للمسيح المصلوب الذي مات ثم قام من الأموات). وكان العصفور يذبح في إناء خزفي على ماء حي إشارة لذبح المسيح الذي حمل ناسوتنا كإناء خزفي، مقدمًا لنا فيه دمه الثمين، فيختلط الدم والماء في الإناء الخزفي إشارة لدم المسيح والماء اللذان فاضا من جنب المسيح لتطهيرنا. أما العصفور الآخر الحي فكان يغمس أجنحته وذيله في دم العصفور المذبوح ويطلق حيًا على وجه الصحراء. هذا يرمز للمسيح الذي قام من الأموات حاملًا لنا دمه وأثار جراحاته في يديه تكفيرًا عنا. وما زال المسيح في السماء حاملا نفس الشكل، إذ رآه القديس يوحنا في رؤياه " كخروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ5: 6).

وهنا إستعمال عصفورين إشارة للمسيح الآتي من السماء والذي إنطلق للسماء. وكان إطلاق العصفور حرًا رمزًا للحرية التي نالها الأبرص بقيامة المسيح. وما أحلى منظر العصفور الملطخة أجنحته بالدم وهو منطلق للسماء بالنسبة لهذا الأبرص المسكين فهو يرى في هذا حريته. وهو حين يرى العصفور ينطلق للسماء ربما يفهم أنه عليه أن يحيا كإنسان سماوي حتى لا يعاقب ثانية.

وقد عبَّر الرسول عن هذا الطقس حينما قال " لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه (وهذا يمثله العصفور المذبوح) فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته (وهذا يمثله العصفور الحي الذي طار وإنطلق نحو السماء وهو بدم العصفور المذبوح ليشير للمسيح القائم الآن أمام أبيه يشفع فينا بدمه) (رو5: 10).

4 – خشب الأرز والقرمز والزوفا

الأرز هو أعلى النباتات والزوفا أدناها. والأرز يشير للكبرياء أساس السقوط، والزوفا تشير للتواضع طريق الخاطئ للتوبة والمريض للشفاء. وكلاهما يشيران للمسيح العالي الذي إتضع ليشفينا. لذلك كانت الزوفا تستخدم دائمًا للتطهير (مز51: 7). والزوفا يسمى في اللغات الأوربية hyssop وهي كلمة مأخوذة من الكلمة العبرية "أزوب"، ويقال أن جذره يمسك بالصخر لذلك يرمز لمن يتمسك بالمسيح فيتطهر. ولكن من الناحية الأخرى فقد يرمز الشعور بالضعف لحالة اليأس المتناهي من الخلاص، وهذه خطية تسمى صغر النفس، ومرة أخرى نجد أن الزوفا تتشبث بالصخر، وبهذا صارت ترمز للتواضع الصحيح، ألا وهو الشعور بالضعف لكن التمسك بالمسيح صخرة خلاصنا، وهكذا قال الرب "اثبتوا فيَّ ... بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا " (يو 15: 4، 5). وهو له أثر طبي فيستخدم لشفاء الأمراض لتنقية الرئتين فمن يحمل بغضة تكون رئتاه غير نقيتين ويحتاج لتنقيتهما.

والأرز والزوفا معًا قد يمثلان كل حدود الطبيعة من أعلاها إلى أسفلها، من أفخمها إلى أحقرها (1مل4: 33) والمعنى أن كل ما في العالم قد صلب لي (غل6: 14).

ففي طقس التطهير نجد الكاهن يربط العصفور الحي مع باقة من الزوفا مع قطعة قماش من القرمز ويربطهما بخيط من القرمز، وكان يربط كل هذا على خشب الأرز (وهي قطعة من خشب الأرز طولها 5,1 قدم وكان العصفور يربط مفرود الجناحين شبه مصلوب، ويغمس جناحيه وذيله في الدم (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). لذلك فخشب الأرز يشير للصليب. وفي صلب المسيح نرى نهاية كل أمجاد وكبرياء العالم (الأرز) وزوال وتفاهة العالم بكل ما فيه (زوفا) فنقبل بفرح صلب العالم لنا وصلبنا للعالم.

أما القرمز فهو صورة الدم المقدس الذي تفجر من كل جسد المسيح وغطاه ليكفر عني ولاحظ أن راحاب الزانية خلصت بربط حبل قرمز في كوتها (يش2: 18).

وكان العصفور الذي يُذبح يُدفن أمام الكاهن والأبرص، ولاحظ روعة الوحي فهذا لم يُذكر إنما حفظه التقليد. ولماذا لم يُذكر فمسيحنا المرموز له بهذا العصفور لم يعد بعد في قبر بل هو حي في السماء يشفع فينا. ولاحظ أيضًا أن العصفور الذي يُذبَح، كان يُذبح خارج المحلة كما صلب المسيح خارجًا عن أورشليم.

وكان يستخدم ماء حي أي ماء جارٍ وهذا يشير للروح القدس (يو7: 37-39). فالخلاص يبدأ بالمعمودية ويكمل بتجديد الروح القدس (تى5:3). وهذا معنى إرتباط الدم بالماء، فالمعمودية تستمد قوتها من قوة دم المسيح، وأيضًا فالروح القدس حل على الكنيسة بعد أن تم الصلح بين الله وشعبه بدم المسيح.

ملحوظة :- حتى آية 5 نرى الكاهن يأمر بكذا وكذا. وبعد ذلك في آية 6 نجد الكاهن يشرع في العمل. وهذا يشير لأن المسيح بدأ ينفذ عمل الخلاص إبتداء من تجسده حتى صلبه ثم قيامته، بعد أن كان عمل الخلاص مجرد إرادة قبل ذلك. راجع (يو 19: 34 + 1يو 5: 6، 8) لترى ارتباط الدم مع الماء في عمل التطهير.

5 – النضح على المتطهر بالدم والماء

رش دم المسيح يتكلم أفضل من هابيل فهو للكفارة والشفاعة عن البشر (عب12: 24). ورشه 7 مرات للتطهير أي كمال التطهير، فعمل المسيح كامل ويبقى المرشوش طاهرًا طوال حياته (أسبوع حياته). وكأن التطهير وإن إنطلق في مياه المعمودية لكنه يبقى عملية مستمرة غير منقطعة. ولكن قطعا عمل المسيح هو عمل كامل لكن عليَّ أنا أن أستمر في حالة الإماتة أي أن أقف أمام الخطية كميت (رو6: 1 – 14 + كو3: 1 -5)، وإن أخطأت فهناك التوبة والاعتراف ولذلك تسمي الكنيسة هذا السر بـ"المعمودية الثانية"، ويعقب هذا سر الإفخاستيا الذي "يُعْطَى لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه".

إلى هنا يعود الأبرص إلى المحلة ولكن ليس لبيته حيث الألفة.

6 – غسل الثياب

ما سبق رأينا فيه عمل المسيح، وهنا نأتي لدور الخاطئ ماذا عليه أن يفعل؟ غسل الثياب هو رمز للتطهير والتخلص من العادات السيئة. والأبرص أي الخاطئ حين يغسل ثيابه يشير هذا للخطوة الأولى(1) المعمودية التي نستبدل فيها إنساننا العتيق ثم يتكرر هذا بالتوبة وهي عملية غسيل مستمر (يو13: 10).

7 – حلق شعره

الخطوة الثانية للخاطئ (2) التوبة فشعر الخاطئ يشير للأعمال الميتة التي تنبع عن شهوات جسده الشريرة. لذا يليق عند تطهيره أن يحلق شعره فالشعر هو جزء بلا روح ولا دم، إذًا هو يشير للإنسان العتيق الذي دفن في المعمودية. وهذا يعني أن يترك الخاطئ كل الأفكار والكلمات والتصرفات التي كانت للجسد العتيق، هذا إعلان للتوبة الحقيقية وكأنه يتعهد بترك كل ماضيه وأعماله الخاطئة القديمة. الشعر كما أي سيل من جسد الإنسان (لا15) إنما يعبر عما في الداخل من نجاسة وخطية . فيقول إرمياء النبي"القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه " (إر17: 9). ويقول بولس الرسول " الخطية الساكنة فيَّ... ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح (رو7: 17، 18). ولذلك حتى يعبر الكتاب عن هذا فهو يعتبر أن ما يخرج من الجسم هو نجاسة، كما يقول المثل المعروف " الإناء ينضح بما فيه " .

8 – إقامته خارج المحلة

 الخطوة التالية (3) أن يحيا حياة الغربة منعزلا عن خطايا العالم. هو دخل في جماعة الرب لكن لا يعود للراحة في خيمته إلا بعد 7 أيام. هكذا نحن لا نجد الراحة الحقيقية إلا بعد انقضاء 7 أيام هذا العالم، أي أيام غربتنا. وإذا إعتبرنا الخيمة هي جسدنا، إذًا بقاءه خارج الخيمة 7 أيام يشير لأن التائب يجب أن يعيش بعد توبته كمن هو فوق متطلبات الجسد. يعيش طول عمره شاعرًا بغربة في هذا العالم، حتى متى جاء اليوم الثامن ننعم بالدخول إلى جسد روحاني سماوي يليق بالحياة الجديدة.

9 – طقس التطهير في اليوم السابع

هو يحلق كل شعره: رأسه ولحيته وحواجب عينيه. ويغسل ثيابه ويرحض جسده بماء فيطهر. وهذا كله قد سبق وعمله في اليوم الأول فلماذا يكرره في اليوم السابع؟ الخطوات السابقة تشير لحياة التوبة على الأرض، (3) لكن هناك حياة جديدة بجسد جديد في السماء.

1- هو أصبح طاهرًا منذ اليوم الأول ولكن هذا يعطيه شعور أن عمل التطهير هو عمل دائم أي التخلص من كل مظاهر الطبيعة الأولى (الإنسان العتيق).

2- لعل ما حدث في اليوم الأول يشير إلى ما يتمتع به المؤمن في بداية عضويته بالكنيسة حين دخل مياه المعمودية ونال البنوة لله وصار طاهرًا في عيني الله. وما يحدث في هذا اليوم السابع إشارة للغسل بالتوبة، وهذا يستمر فيه المؤمن مجاهدًا كل العمر. فالمعمودية بداية حياة وليست نهايتها وبداية جهاد وليس نهايته. قال القديس غريغوريوس النيصي "من يقبل المعمودية يشبه جنديًا صغيرًا أعطى له مكان بين المصارعين لكنه لم يبرهن بعد على استحقاقه للجندية".

3- هذا يشير لخلع كل ما هو زمني كل أيام حياتنا حتى النفس الأخير.

4- وهذا أيضًا فيه إشارة لأننا حقا قد طهرنا بالمعمودية، ولكن علينا أن نحيا في حياة توبة وجهاد العمر كله، وبعد إنتهاء هذا الزمن نحصل على جسد ممجد غير قابل للخطية، له حياة أبدية.

10 – طقس التطهير في اليوم الثامن

هذا الطقس يشرح كل بركات سر الفداء التي أتت بنا إلى يوم القيامة في أفراح الأبدية. في اليوم الثامن يتم كمال التطهير، ففيه كان يتحقق الختان وهو يوم القيامة، وفي هذا اليوم نجد الأبرص لأول مرة يمارس عملًا بنفسه، وقبل ذلك كان غيره يقوم بالعمل. وكأنه إذ ينعم خلال التطهير الروحي بالعضوية الكنسية يلزم أن يدخل إلى العمل الإيجابي الذي للبنيان خلال تمتعه بقيامة الرب والحياة الجديدة المقامة (في اليوم الثامن).

والذبائح والتقدمات هي خمس:-

1- ذبيحة إثم:- خروف صحيح ليكفر به الكاهن عن خطايا الأبرص الذي تطهر. وهنا نسمع في هذه المرة فقط أن ذبيحة الإثم تردد ترديدًا ومعنى ذلك "لك وحدك أخطأت" وأستحق الذبح مثل هذه الذبيحة التي أقدمها. وفي مقابل هذا الإعتراف تغفر الخطايا ويعود هذا الإنسان لشركة الجماعة. وهذا يرمز في العهد الجديد إلى الآتي:- ماذا نقدم لله؟ خبز وخمر ويردد الكاهن هذه القرابين معترفا بخطاياه وخطايا الشعب. وماذا نحصل عليه:- 1) جسد المسيح ابن الله ذبيحة إثم (إش10:53). 2) الروح القدس يجدد طبيعتنا (لج الزيت)، رجاء مراجعة تفسير الآيات (مى6: 6-8).

2- هنا الكاهن يكفر عن الخطايا الظاهرة التي إرتكبها الأبرص (أعراض المرض الخارجية) . وهذه الخطايا والأثام التي إرتكبها ناشئة عن طبيعة خاطئة ورثها بالولادة لذلك يقدم ذبيحة خطية.

3- ذبيحة الخطية:- نعجة حولية وهي أنثى، وراجع طقس ذبيحة الخطية (لا4: 27، 28) فالخاطئ هنا شخص عادي فتكون ذبيحته أنثى، فالخاطئ بعد غفران خطيته يصير عروسا للمسيح من لحمه ومن عظامه، والأنثى ترمز للولادة فالمؤمن يجب أن يكون ولود ويعني أن النفس تلد أعمالًا صالحة وتكون غنية في ثمر البر. هنا الكاهن يكفر عن طبيعة الأبرص الخاطئة (المرض الداخلي).

4- ذبيحة محرقة:- بعد غفران الخطية والأثام يأتي الإتحاد بالمسيح الذي قدم نفسه محرقة ليصير رائحة سرور أمام الرب، وبتقديم ذبيحة المحرقة يصير هذا الشخص الذي كان أبرص وخاطئ وتم شفاءه، مقبولا أمام الرب ومحل سروره. فلا قبول لنا إلا في المسيح. بل أن المؤمن بعد أن غفرت أثامه يشتاق أن يتحد بالمصلوب ليقدم حياته ذبيحة محرقة لله . ففي ذبيحة الخطية يعلن رفضه للخطية وشوقه للعمل الصالح وفي ذبيحة المحرقة يعلن طاعته وممارسته للفضيلة في الرب.

5- تقدمة الدقيق:- 3/10 دقيق ملتوت بالزيت. ورقم 3 يشير لإستحالة التطهير خارج سر الثالوث. وتقدمة الدقيق تشير لشخص المسيح بكونه تقدمة الكنيسة للآب، وفي نفس الوقت هبة الآب للكنيسة إذ يهبها حياة ابنه عطية لها تتمتع بجسده ودمه المبذولين كسر ثبوتها فيه وتمتعها بالحياة الأبدية. هنا نتمتع بالشركة مع الله في شخص المسيح المبارك. ولاحظ أن رقم 3 يشير للقيامة أيضًا. ورقم 10 يشير للوصايا العشر، وبهذا نفهم أن حلق الشعر يشير للتعهد بعدم العودة لحياة الخطية. فرقم 3 يشير للقيامة من موت الخطية (القيامة الأولى). فيصبح رقم 3/10 فيشير للحياة الجديدة الرافضة لمخالفة الله والملتزمة بوصايا الله العشر. إن كان حلق الشعر يمثل التوبة السلبية، فرقم 3/10 يمثل التوبة الإيجابية أي أعمال البر. والدقيق يشير للحياة، ففي المسيح حصلنا على حياة جديدة . " إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. الكل قد صار جديدا " (2كو5: 17).

6- لج زيت:- اللج 1/3 لتر. يشير مسح المريض وسكب الزيت عليه لمسحنا بالميرون. الزيت يشير للروح القدس، فلا توبة سلبية ولا توبة إيجابية إلا بمعونة الروح القدس. فالروح القدس يبكتنا إن أخطأنا، ويبكتنا إن لم نعمل أعمال بر "يبكت على خطية وعلى بر وعلى دينونة " (يو16: 8، 9) وأيضًا هو يعين ضعفاتنا (رو8: 26). ورقم 1/3 هنا يشير للروح القدس أحد الأقانيم (1) من الثلاثة أقانيم (3). والروح القدس هو الذي يثبتنا في المسيح فنثبت في الحياة الجديدة التي حصلنا عليها بالمعمودية.

ترتيب الذبائح = يبدأ بذبيحة الإثم حيث أن البرص قد أصابه على خطية معينة، ويأتي بعد هذا ذبيحة الخطية تعبيرًا عن احتياجنا لشفاء طبيعتنا الخاطئة ثم بعد الغفران نشتاق في حب لتقديم حياتنا محرقة فنتقبل حياة المسيح فينا ومن ثم نقبل الروح القدس يحل فينا. ولاحظ أن مرض البرص يبدأ في الداخل ثم تظهر أعراضه في الخارج. وكما رأينا فإن مرض البرص يشير تمامًا للخطية. وكما رأينا فإن طبيعتنا الخاطئة تظهر في أعمال إثم تظهر للناس. لذلك يقدم هنا ذبيحة خطية وذبيحة إثم. ذبيحة الخطية عن الطبيعة الخاطئة داخل الإنسان (ويشير لها مرض الأبرص قبل أن تظهر علامات في الخارج) ، وذبيحة الإثم تشير لأفعال الإثم التي تظهر كنتيجة لفساد الطبيعة الداخلية (ويشير لهذا أعراض المرض التي تظهر على الأبرص كنتيجة لوجود المرض بالدخل) .

 

والطقس المتبع هو الآتي:-

1- يقف الكاهن (على باب خيمة الاجتماع) والأبرص (خارج الباب). هذا رأى معلمو اليهود. وله معنى أن المسيح هو الباب الذي به ندخل خيمة الاجتماع فننعم بالعضوية الكنسية أو بعضوية جسده المقدس.

2- هناك احتمال باشتراك كاهنين أحدهما يستقبل دم ذبيحة الإثم ويرشه على جانب المذبح. والآخر يأخذ من الدم لمسح شحمة أذن المتطهر اليمنى ويده اليمنى ورجله اليمنى، وهذا لتنقية حواسه وأعماله وسلوكه، فكما يقول بولس الرسول "وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا يحدث مغفرة " (عب9: 22) . وآية (14، 15) تعطي هذا الاحتمال بوجود كاهنين ومع هذا فقد يكون كاهن واحد هو الذي يقوم بالطقس.

3- بفرض أنهما كاهنين يأخذ أحدهما لج الزيت ويصب في يد الكاهن الآخر اليسرى، ويأتي الآخر الذي بيده اليسرى الزيت، وبإصبعه ينضح سبع مرات أمام الرب أي نحو قدس الأقداس. وبعد ذلك يضع على شحمة أذن المتطهر اليمنى وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى، في نفس الأماكن التي مسحها بالدم السابق شرحه. ولاحظ أن الزيت يوضع على الدم لأن عمل الروح القدس مؤسس على الدم. فالدم والزيت متلازمان، فعمل دم المسيح وعمل الروح القدس متكاملان، فنجد القديس بطرس يقول "... المختارين . بمقتضى علم الله السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح." (1بط1: 2).

4- وَسَكْب الزيت يساوي تكريس هذا الأبرص ثانية لحساب الله. وهناك من قال أن الدم يشير للغفران والزيت يشير للشفاء. ثم يقوم الكاهن بسكب باقي الزيت على رأس المتطهر. (الزيت يشير لعمل سر الميرون بالكنيسة). ونحن نفهم هذا الطقس في الكنيسة أن التطهير من الخطية بالدم والماء، ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل يلزم التمتع بالامتلاء بالروح القدس الذي يجدد طبيعتنا، وهذا ما نسميه بعمل النعمة (1يو5: 8).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11 – طقس تطهير الفقراء

يمارس الطقس بكل دقة للفقير كما للغني ليحمل ذات المفاهيم. ولكن الفقير يقدم ذبائح وتقدمات غير مرهقة ماديًا له. وهي خروف واحد ويمامتان أو فرخا حمام (خطية ومحرقة) وَعُشْر واحد دقيق ولج زيت. ويكرر الوحي نفس الطقس إعلانًا باهتمام الرب بالفقير وأنه سيعطيه نفس النعم بلا تمييز. ولاحظ تكرار عبارة ما تنال يده مرتين (الآيات 30، 31). فالله لا يريد الكثير ولكن يريدنا أن نعطي بقدر ما عندنا (راجع قصة فلسي الأرملة) وهو يقبل منا ما نعطيه ويعوضنا بالكثير، فالله يعطي بسخاء ولا يُعيِّر.

 

12- برص المنازل

* وجعلت ضربة برص = قوله جعلت يجعلنا نفهم أنها عقوبة عن الخطايا. وهنا الله يعطيهم هذه الشريعة وهم بعد في خيام قبل وصولهم لأرض كنعان حيث سيكون لهم بيوت فالله الذي يطلب أن لا نهتم بالغد يهتم هو بمستقبلنا.

* وهنا نرى الكاهن يقوم بدور المهندس في عصر بدائي ليطمئن على بيوت الشعب ولا تتعرض حياتهم للخطر. فإن شاهد إنسان في منزله ظهور أثار رطوبة أو نشع على الجدران تميل للحمرة أو الخضرة أو تكون مناطق أعمق من الجدار أي تآكلت لا بُد وأن يستدعي الكاهن ليحكم ماذا يصنع.

* وكنعان هي أرض الميعاد، الأرض المقدسة ولكن نسمع أن الله يمكن أن يرسل لهم ضربات فيها. فكل إنسان وكل مكان مهما كانت قدسيته أو مركزه لهو معرض لغضب الله لو أخطأ. فهكذا قال الرب لملاك كنيسة أفسس "فتب وإلا فأنا آتي وأزحزح منارتك من مكانها" (رؤ 2). فدخول أرض الميعاد ليس نهاية المشوار لأن الأرض مع أنها مقدسة فهي تحت اللعنة بسبب الخطية لمن يتهاون ويخطئ. فالقانون السائد "من مس نجسًا يتنجس". وهذا طبقه الله مع بيته فحينما انتشرت الخطية ووصلت لهيكله سمح بخراب الهيكل وتدميره بل أن الأمم الوثنية داسوه عدة مرات.

* قد يرمز برص المنازل لخطية الجماعة (نحن بيت الله). فموسى كان أمينًا في كل بيته...وأما المسيح فكإبن على بيته وبيته نحن...: "حَالَ كَوْنِهِ أَمِينًا لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ.. وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ.." (عب3: 2 – 6). ولذلك نجد أن طقس تطهير المنازل يشير لرغبة الله في تقديس الجماعة كلها كما يتقدس كل فرد على حدة (راجع 1بط 2: 5).

 

أية (36):- "36فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُفْرِغُوا الْبَيْتَ قَبْلَ دُخُولِ الْكَاهِنِ لِيَرَى الضَّرْبَةَ، لِئَلاَّ يَتَنَجَّسَ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ. وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ الْكَاهِنُ لِيَرَى الْبَيْتَ."

يتم تفريغ البيت من كل ما فيه قبل دخول الكاهن. لأنه لو حكم الكاهن أن هذه ضربة برص لزم الأمر بحرق كل ما في البيت إذ أن كل شيء قد تنجس. هذه العلامة كأن البيت يصرخ لصاحبه تب وإرجع لله لأن الحريق قادم. وهذه ضربة محدودة فالله يضرب البيت لكن يسمح بإنقاذ النفوس والممتلكات.

 

أية (40):- "40يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يَقْلَعُوا الْحِجَارَةَ الَّتِي فِيهَا الضَّرْبَةُ وَيَطْرَحُوهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ."

إن رأى الكاهن بعد غلق البيت 7 أيام أن الضربة قد إمتدت يأمر بإقتلاع الحجارة المصابة وبإلقائها خارج المدينة في مكان نجس حيث القاذورات والجيف. ثم يقشرون حول الضربة ويلقون تراب الملاط أيضًا خارج المدينة في مكان نجس. وهذا ما طبقه الله مع سدوم وعمورة فقد أخذ بعض أهلها للسبي، وطبقه الله مع أورشليم فقد أخذ بعض شعبها للسبي في بابل (مكان نجس بسبب وثنيتها). وطبقه بولس الرسول مع كورنثوس حين طلب عزل الزاني (1كو 5). وحين تَطَهر حكم برجوعه (2كو2). ويمكن القول أن يوشيا وحزقيا الملوك القديسين حاولوا قطع بعض الأحجار (حين منعوا العبادة الوثنية) ولكن عودة الشعب للعبادة الوثنية كان مثل عودة البرص للبيت كله، بعد إقتطاع الحجارة المضروبة. لذلك أمر الله بحرق البيت كله وسقطت أورشليم محروقة. ونلاحظ أن قطع بعض الحجارة كمن يقطع عضو مصاب بالغرغرينا حتى لا يموت باقي الجسم الصحيح "إن أعثرتك عينك فإقلعها" .

 

الآيات (41-42):- " 41وَيُقَشِّرُ الْبَيْتَ مِنْ دَاخِل حَوَالَيْهِ، وَيَطْرَحُونَ التُّرَابَ الَّذِي يُقَشِّرُونَهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ. 42وَيَأْخُذُونَ حِجَارَةً أُخْرَى وَيُدْخِلُونَهَا فِي مَكَانِ الْحِجَارَةِ، وَيَأْخُذُ تُرَابًا آخَرَ وَيُطَيِّنُ الْبَيْتَ."

لاحظ أن بعض الآيات الكاهن فيها يأمر، وبعضها هم يفعلونه، وبعضها الكاهن نفسه يقوم بالعمل. وهذا يشير لأمر الله أن نتوب وعلينا أن نعزل الخبيث من داخلنا ونرفضه والله يقوم بكل العمل داخل النفس ليبنيها ثانية = ويأخذ ترابًا آخر ويطين البيت ثم نجد نفس طقس التطهير الذي للشخص الأبرص. لذلك فغالبًا الإشارة هنا هي للجماعة كلها كشعب الله أو بيت الله. وكان علماء اليهود يقولون أن ضربة برص البيوت ما كانت تحدث سوى لليهود فقط في بيوتهم. لأن المفروض أن تكون بيوتهم مقدسة وكانت تدشن (تث20: 5) فلو نجسوها كان الله يضربهم "من يفسد هيكل ابن الله يفسده الله" . أما السبعة أيام المهلة فهي تعبر عن طول أناة الله "فهو يطيل أناته لعلنا نتوب" (رو2: 4 – 6). وهناك احتمال بأن بعض البيوت بل وبعض الأشجار تصيبها أمراض فطرية وهي التي يتكلم عنها هنا الوحي. وهذه الأمراض قد تنتقل للإنسان.

"هناك بحث قال أن بعض أمراض النباتات (أورام) أصاب سكان البيت الذي يسكنون بالقرب من هذه الأشجار التي في حديقة منزلهم". لذلك كان الوحي يعتبر أن من تلامس مع هذه البيوت يتنجس فهي معدية.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/03-Sefr-El-Lawyeen/Tafseer-Sefr-El-Lawieen__01-Chapter-14.html

تقصير الرابط:
tak.la/nzysnk6