St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   03-Sefr-El-Lawyeen
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

اللاويين 19 - تفسير سفر اللاويين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب لاويين:
تفسير سفر اللاويين: مقدمة سفر اللاويين | مقدمة أسفار موسى الخمسة | اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27

نص سفر اللاويين: اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27 | اللاويين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذا الإصحاح هو مختصر الشريعة. وهو أقسام تنتهي كل منها بقوله أنا الرب إلهك. وكأن هذه العبارة هي محور الشرائع فالشعب مقدس لأنه شعب الله (نسعى كسفراء....) ونجد هنا ترجمة الحياة المقدسة عمليًا خلال علاقتنا بالله والوالدين والإخوة.... إلخ.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أية (1):- "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: "

أية (2):- "2«كَلِّمْ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ."

إذًا الله هو سر قداستنا. ولأننا شعبه فيجب علينا الالتزام بالقداسة لأنه هو قدوس "لكي يرى الناس أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السموات " + " نسعى كسفراء كأن المسيح يعظ بنا" (مت5: 16 + 2كو5: 20). والقداسة ليست امتناعًا عن الشر فحسب ولا حتى مجرد ممارسة لأعمال صالحة، وإنما هي قبول لعمل الله القدوس فينا، الذي يريدنا أن نحمل سماته هبة من عنده. وهذا يتم بالمعمودية وبها إنتسبنا لله وصرنا أبناء له، ودورنا الآن أن نكرس القلب له ونهتم بما فوق لا بما على الأرض ونعتزل الشر (إش52: 11 + رؤ18: 4). وبهذا نتقدس حاملين سماته كقول القديس بولس الرسول "يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ" (غل19:4)، ويقول أيضًا "إلبسوا الرب يسوع المسيح" (رو14:13).

 

أية (3):- "3تَهَابُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ، وَتَحْفَظُونَ سُبُوتِي. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ."

تهابون كل إنسان أمه وأباه = قوله كل إنسان تجعل حتى رئيس الكهنة بما له من مركز أسمى من كل إنسان أن يهاب أبويه. وقوله أمه قبل أباه لأن العادة جرت أن الإنسان يحب الأم ويهاب الأب. فالوصية هنا تشدد على هيبة الأم، وفي الكنيسة نعتبر أن الله هو الأب والكنيسة هي الأم. ومَنْ يتعلم أن يهاب أبويه الجسديين سيتعلم أن يهاب الله. فَمَنْ لا يهاب أبوه الأرضي الذي رباه وهو يراه، كيف سيهاب الله الذي لا يراه.

وتحفظون سبوتي = إقتران الوصيتين معًا تجعلنا نفهم أن من يتعلم أن يهاب أبويه سيتعلم أن يهاب الله ويحفظ وصاياه ومنها وصية تقديس يوم السبت. ودور الأبوين مهم في تلقين الأولاد أهمية حفظ السبت. وعلى الأولاد أن يطيعوا والديهم ويحفظون السبت. والسبت أهميته أنه عهد بين الله وشعبه. هو علامة راحة وبذلك يشير للراحة الأبدية فكل حياتنا علينا أن نسلك وعيوننا على الراحة الأبدية والسماء. وكان للسبت طقسه الخاص وصلواته والإنشغال بالله، وهذا معنى أن نقدس السبت لله أي هو مخصص لله وليس لراحة الجسد فقط (خر20: 8) وحكمة هذا أن لا يغيب عن عيوننا أننا ننتمي للسماء لا للأرض، وهذا ما قاله بولس الرسول " إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق " (كو3: 1). وهذا ما يجب أن نهتم به في حياتنا. وطاعة الوالدين والسبت علامة الخضوع للسلطة فمن يحترمهم سيخاف الله حتمًا.

 

أية (4):- "4لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ، وَآلِهَةً مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ."

الأوثان الحالية هي بطوننا وشهواتنا والمجد العالمي وذواتنا.

 

الآيات (5-8):- "5وَمَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ تَذْبَحُونَهَا. 6يَوْمَ تَذْبَحُونَهَا تُؤْكَلُ، وَفِي الْغَدِ. وَالْفَاضِلُ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُحْرَقُ بِالنَّارِ. 7وَإِذَا أُكِلَتْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَذلِكَ نَجَاسَةٌ لاَ يُرْضَى بِهِ. 8وَمَنْ أَكَلَ مِنْهَا يَحْمِلُ ذَنْبَهُ لأَنَّهُ قَدْ دَنَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا."

راجع شريعة ذبيحة السلامة. ولكن لماذا أتت هذه الوصية هنا؟ لاحظ أن ما قبلها معاملات الشخص مع آبائه وما بعدها الاهتمام بالفقراء. وطبيعة هذه الذبيحة هي اشتراك الجميع فيها في محبة. والغرض من أن تؤكل ولا يبقى منها منعهم من الشراهة والإبقاء منها لأنفسهم. وما دام هذا ممنوعًا فسيضطرون لأن يشركوا الجميع. فتنموا علاقات المحبة بينهم.

 

الآيات (9-10):- "9«وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. 10وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ."

هذه الآيات تعلم إتساع القلب للمحتاج والغريب فكان عليهم أن يتركوا زوايا الحقل بلا حصاد ولا يلتقطوا الحزم التي تسقط أثناء نقلها. وترك الجوانب هذا يسهل للمسكين أن يأخذ احتياجه دون إحراج. فهذه الوصية تطلب العطاء ولكن بدون جرح للكرامة والمشاعر. (هذا ما حدث مع راعوث). وكرمك لا تعلله = أي لا تجمعه عدة مرات حتى لا يبقى فيه عنقود واحد. أنا الرب الهكم = الذي أهتم بكم وبالفقراء. وبهذه الوصية كان تلاميذ المسيح يلتقطون السنابل وهم سائرين معه (مر2: 23).

لاحظ ماذا يريده الله لشعبه: أن يحيا حياة سماوية سمتها المحبة. طاعة الوالدين رمزًا لطاعة الله وتركيز نظرتهم على السماء، فيحيون كغرباء في هذا العالم (آية 3). لهم إله واحد. عدم التعلق بهذا العالم الفاني وشهواته. والله هو مصدر كل خيراتهم، وأيضا هو الديان (آية4). حياة محبة وشركة بينهم وبين الله وأحبائهم والفقراء (آيات 5-8). الكرم مع الفقراء والمساكين الذين ليس لهم (آيات 9-10).

 

أية (11):- "11«لاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَكْذِبُوا، وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ. "

لا تسرقوا = لأنها جاءت بعد وصية زوايا الحقل فكان الله يعتبر أن من يجني حقله كله دون أن يترك زوايا الحقل للمحتاج أنه سارق. وهكذا فمن حق المحتاج أن يأكل فقط ليشبع لا يقطف كميات ليبيعها، فمن يفعل هذا فهو سارق.

ولا تغدروا = منها عدم سداد الحقوق وعدم الوفاء بالوعود وظلم الأرامل، ومنها صورة إخوة يوسف. إذًا هي خطية عدم إنفتاح القلب بالحب للآخرين.

 

أية (12):- "12وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ. أَنَا الرَّبُّ."

سمح الله بالقسم في العهد القديم حتى لا يتشبهوا بالشعوب الوثنية ويحلفوا بآلهتهم. ومن يحلف أمام الغريب باسم الله ثم يحنث بوعده فهو قد أهان اسم الله. وقد حكم الله بموت أحد ملوك يهوذا لأنه حلف لملك بابل ولم ينفذ ما حلف عليه (حز17: 11-21).

 

أية (13):- "13«لاَ تَغْصِبْ قَرِيبَكَ وَلاَ تَسْلُبْ، وَلاَ تَبِتْ أُجْرَةُ أَجِيرٍ عِنْدَكَ إِلَى الْغَدِ. "

لا تغصب قريبك = كلمة تغصب لها معاني متعددة. والمقصود أن لا تغتصِب لنفسك حق قريبك وتظلمه في حق له بأي طريقة. وفي الترجمات الإنجليزية جاءت الكلمة cheat-exploit-rob-defraud. والكلمات تعني (غش/إستغلال/سرقة/خداع). وهناك ظلم قد يحدث عفوًا، كأن لا يحصل الأجير على أجرته في نفس اليوم (يع5: 4).

 

أية (14):- "14لاَ تَشْتِمِ الأَصَمَّ، وَقُدَّامَ الأَعْمَى لاَ تَجْعَلْ مَعْثَرَةً، بَلِ اخْشَ إِلهَكَ. أَنَا الرَّبُّ."

لا تشتم الأصم = هذا نوعًا آخر من الظلم، أي إستغلال ضعف الآخرين عوضًا عن مساندتهم. وقد تشير لمن يغتاب أحد ويظلمه وهو غير قادر على الدفاع عن نفسه فكأنه أصم. وعلى هذا القياس فيكون من يشتم من يسمع، خطيته أكبر لأنه سمع وجرح وأحزن بل اخْشَ الهك، أنا الرب = الذي يسمع الإهانة ويرى وينتقم. والأعمى الذي نضع أمامه عثرة يدخل فيها من يعثر الآخرين والأطفال الصغار أو أي إنسان بريء.

 

أية (15):- "15لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْرًا فِي الْقَضَاءِ. لاَ تَأْخُذُوا بِوَجْهِ مِسْكِينٍ وَلاَ تَحْتَرِمْ وَجْهَ كَبِيرٍ. بِالْعَدْلِ تَحْكُمُ لِقَرِيبِكَ."

لا تحترم وجه كبير = أي لا تنحاز له في القضاء بسب مركزه. ولا تنحاز لفقير قد أخطأ فقط لأنه فقير، ولا تخاف الكبير لو أخطأ فتنحاز له.

 

أية (16):- "16لاَ تَسْعَ فِي الْوِشَايَةِ بَيْنَ شَعْبِكَ. لاَ تَقِفْ عَلَى دَمِ قَرِيبِكَ. أَنَا الرَّبُّ."

الوشاية = هي النميمة والإفتراء على الآخرين أمام الناس. ولا تقف على دم قريبك = أي لو أمكنك أن تنقذ حياته ودمه فلتفعل. فمعنى لا تقف على دم أنك تعرف الحقيقة التي يمكنها إنقاذه لكنك تقف عليها بقدميك وتخبئها لأنك تكره هذا الشخص. وارتباط الوشاية بالوقوف على الدم هو أن الوشاية أو النميمة قد تتسبب في هلاكه.

وقوله أنا الرب = تعني أنا أرى وأدافع عن المظلومين.

 

أية (17):- "17لاَ تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ. إِنْذَارًا تُنْذِرُ صَاحِبَكَ، وَلاَ تَحْمِلْ لأَجْلِهِ خَطِيَّةً.

لا تبغض أخاك في قلبك = هنا وصل الشارع إلى أعماق القلب لينزع منه الحقد. ويطلب أن أعاتب أخي وأنبهه لخطأه = إنذارًا تنذر صاحبك = ربما دافع عن نفسه، ، وهذا هو تعليم السيد المسيح "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ" (مت15:18). وذلك عوضًا عن أن تحمل في قلبك خطية حقد وكراهية. فمن يبغض أخاه هو قاتل نفس : "كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ" (1يو3: 15) أي يقتل نفسه فالغضب والكراهية تقتلان صاحبهما.

 

أية (18):- "18لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ.

تحب قريبك كنفسك = هي محور النظام الأدبي فالله لا يطيق الكراهية (مت7: 12).

 

أية (19):- "19فَرَائِضِي تَحْفَظُونَ. لاَ تُنَزِّ بَهَائِمَكَ جِنْسَيْنِ، وَحَقْلَكَ لاَ تَزْرَعْ صِنْفَيْنِ، وَلاَ يَكُنْ عَلَيْكَ ثَوْبٌ مُصَنَّفٌ مِنْ صِنْفَيْنِ. "

لا تنز بهائمك جنسين = هذه الوصية تمنع التهجين بين جنسين من الحيوانات لإنجاب جنس ثالث. فالله خلق كل شيء كجنسه، وكان كل ما فعله حسن (تك 1). والله هو الذي جعل التمييز الطبيعي في رتب مخلوقاته ومن يحاول عكس ذلك يشوش خليقة الله. وإذا كان ما جمعه الله لا يفرقه إنسان، فلا يجب أن ما يفرقه الله يجمعه الإنسان. وقد يكون المنع حتى لا يظن الإنسان أنه يخلق خلقة جديدة أو يعدل من خليقة الله. والطبيعة أظهرت أن مثل هذه الحالات تنتج مخلوقات ينقصها شيء. فهناك البغل وهو نتيجة تهجين الحصان والحمار ولكنه جنس عقيم إذن به عيب فالتشويش على خليقة الله يلحق بها عيوب.

وحقلك لا تزرع نصفين = كان الوثنيون يعتقدون أن هذا يسر آلهتهم فتبارك الآلهة زرعهم، بالإضافة إلى أن كل نوع له طريقته في الري ومراعاة التلقيح والحصاد.

وروحيًا فالحقل قد يشير للنفس التي لا يجب أن تخلط بين حب الله وحب العالم وهو يشير للكنيسة التي يجب أن تضم صنفًا واحدًا من أولاد الله "جسد واحد فكر واحد رب واحد". فلا شركة للنور مع الظلمة... " (2كو6: 14 – 16) .

ولا يكن عليك ثوب مصنف من صنفين = هي أيضًا عادة وثنية سحرية (صف1: 8). والثوب هو كنيسة المسيح (لذلك فثوب المسيح لم يشق) ويجب على الكنيسة أن تتمتع بوحدانية الفكر.

 

الآيات (20-22):- "20وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ أمْرَأَةٍ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَهِيَ أَمَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِرَجُل، وَلَمْ تُفْدَ فِدَاءً وَلاَ أُعْطِيَتْ حُرِّيَّتَهَا، فَلْيَكُنْ تَأْدِيبٌ. لاَ يُقْتَلاَ لأَنَّهَا لَمْ تُعْتَقْ. 21وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: كَبْشًا، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. 22فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ بِكَبْشِ الإِثْمِ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ، فَيُصْفَحُ لَهُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ."

شريعة الزنا مع جارية = أمة = هي ما زالت أمة لم يفدها خطيبها أي لم تتحرر. هنا نجد تساهل فالشريعة تتعامل مع بدائيين يعتبرون الجواري والعبيد ملكًا لهم. والتأديب قد يكون لكلاهما إذا ثبت خطأ الأمة (جلدهما ولكن ليس الرجم وهذا هو التساهل) لكن على الرجل تقديم ذبيحة إثم. أما الأمة إذ لا تملك شيء فلا تقدم شيء. وفي الكنيسة فلا تفريق بين الحر والعبد (غل3: 28).

 

الآيات (23-25):- "23«وَمَتَى دَخَلْتُمُ الأَرْضَ وَغَرَسْتُمْ كُلَّ شَجَرَةٍ لِلطَّعَامِ، تَحْسِبُونَ ثَمَرَهَا غُرْلَتَهَا. ثَلاَثَ سِنِينَ تَكُونُ لَكُمْ غَلْفَاءَ. لاَ يُؤْكَلْ مِنْهَا. 24وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ يَكُونُ كُلُّ ثَمَرِهَا قُدْسًا لِتَمْجِيدِ الرَّبِّ. 25وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ تَأْكُلُونَ ثَمَرَهَا، لِتَزِيدَ لَكُمْ غَلَّتَهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ."

طالبهم الله حين يزرعون أشجار فاكهة لا يأكلون منها ثلاث سنوات، وذلك حتى متى ظهرت أي ثمار تقطع في بدايتها وتلقى. وكانوا يقطفون الثمر في بدايته قبل أن ينضج أو يقطفون الزهر ويدفنونه في الأرض كما هو أو محروقًا فيكون سمادًا للأرض ليعطي قوة للشجر (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وفي شجر الزيتون مثلًا لو فرح الغارس بالثمار في السنوات الأولى تمتص الثمار العصارة ويصيب الشجرة بالعجز، أما إن نزعت الثمار في السنوات الأولى تنمو الشجرة. وفي السنة الرابعة يكون الثمر كثيرًا فيقدم كبكور لله. فلا يصح أن نقدم البكور من الثمر الضعيف. وكان ثمرها في السنة الرابعة لتمجيد الرب فكانوا يبيعون الثمر وينفقون الثمن على الهيكل. ولأن الثمر الأولى يقطع ويرمى ولا يستعمل أسماه الله غرلة = ثمرها غرلتها. لتزيد لكم غلتها = بهذا تتقدس الشجرة وتتبارك.

وبالنسبة للإنسان :- السنة الأولى = الفردوس. والسنة الثانية = الناموس الطبيعي. والسنة الثالثة = ناموس موسى. وفي كلها فشل الإنسان أن يقدم ثمرًا. أما في الرابعة فقد وجد المسيح البكر الحقيقي، الذي قدمته البشرية من شجرتها للآب، فتقدست الشجرة كلها.

 

أية (26):- "26«لاَ تَأْكُلُوا بِالدَّمِ. لاَ تَتَفَاءَلُوا وَلاَ تَعِيفُوا."

لا تأكلوا بالدم = كان الوثنيون يجمعون الدم في طسوت ثم يجتمعون ليأكلوا حولها ويرون في هذا شركة مع الآلهة، هم لهم اللحم والآلهة لها الدم. وسبق الحديث عن حكمة منع أكل الدم.

لا تتفائلوا ولا تعيفوا = لا تتفائلوا بالعبرية لا تنحشوا ومنها كلمة نحس أي لا تعتبرون أن شيئًا نحسًا عليكم، وهم كانوا يتشاءمون مثلًا من وقوع اللقمة من الفم أو سقوط العصا من اليد، أو من صراخ الولد وراء والده حين يخرج، أو من نعيب البوم وهذه أنواع من السحر والشعوذة. ومنها ما يستخدم لمعرفة المستقبل كما قال يوسف لإخوته "كيف يتفاءل المصريون"، وذلك من خلال الفقاعات التي تظهر في الكأس. أما العيافة فهي كانت بمراقبة اتجاه طيران الطيور بحسب الاتجاه ويتشاءمون أو يتفاءلون. ولاحظ أن إعتبار شيئًا نحس هو طريقة لمعرفة المستقبل أيضًا. أما المسيحي الذي له وعد بأنه منقوش على كف الله فكيف يخاف ويتشاءم بمثل هذه التفاهات الوثنية، وكيف يتفاءل بتفاهات وله وعد بالحماية الإلهية.

 

أية (27):- "27لاَ تُقَصِّرُوا رُؤُوسَكُمْ مُسْتَدِيرًا، وَلاَ تُفْسِدْ عَارِضَيْكَ."

كانت عادة الوثنيين قص شعرهم وإبقاء جزءًا في شكل سطح مستدير وسط الرأس إرضاء لآلهتهم (إر9: 26) أما العارضان فهما جانبا اللحية، يقصونهما وتترك اللحية في الجزء الأسفل يغطى الذقن = لا تفسد عارضيك.

 

أية (28):- " 28وَلاَ تَجْرَحُوا أَجْسَادَكُمْ لِمَيْتٍ. وَكِتَابَةَ وَسْمٍ لاَ تَجْعَلُوا فِيكُمْ. أَنَا الرَّبُّ."

كان الوثنيون عند إفراطهم في الحزن على ميت يدهنون وجوههم بصبغة سوداء وزرقاء ويمزقون ثيابهم ويجرحون أجسادهم. وهذه التصرفات تكشف عن فقدان الرجاء (1تس4: 13، 14). والوشم (الوَسْم) tattoo = كان الوثنيون يرسمون آلهتهم الوثنية على أجسادهم كوشم علامة تعلقهم بهذه الآلهة وللتمتع ببركتها.

 

أية (29):- " 29لاَ تُدَنِّسِ ابْنَتَكَ بِتَعْرِيضِهَا لِلزِّنَى لِئَلاَّ تَزْنِيَ الأَرْضُ وَتَمْتَلِئَ الأَرْضُ رَذِيلَةً. "

قديمًا كان بعض الرجال يسلمون بناتهم للزنى لأجل مكسب مادي أو كعمل تعبدي للآلهة الوثنية حيث يسمونهم ناذرات أنفسهن. وهم يقدمون أجرهن للهيكل الوثني.

 

أية (30):- "30سُبُوتِي تَحْفَظُونَ، وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ."

أية (31):- "31لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الْجَانِّ وَلاَ تَطْلُبُوا التَّوَابعَ، فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ

إِلهُكُمْ. "

كانوا يتصورون أن الجان مخلوقات روحية مستقلة أو هم أرواح الموتى ومنهم من قال أنها الشياطين، ومنهم من قال إنها صورة خيالية. وهم كانوا يحاولون الاتصال بها كقوى فوق الطبيعة لمعرفة المستقبل وإلحاق الضرر بأعدائهم. وكان هناك من يسمونهم التوابع وهؤلاء أشخاص تدخل فيهم هذه الأرواح وتتكلم على ألسنتهم. وكان هؤلاء التوابع ينبئون عن المستقبل مثل روح العرافة الذي أخرجه بولس الرسول (أع16: 16 – 18) (هذا ما يسمى الآن تحضير الأرواح والعمل وفك العمل والحجاب.. إلخ. من أعمال الشياطين). وهذا يُحَرِّمَه الله لأن معناه الوحيد أن الله غير قادر على حمايتي وتدبير أموري لذلك فأنا أذهب للشيطان ليحميني. الجان = إشارة لأعمال الشياطين وخداعهم، فنحن لا نعتقد بوجود جان لكن هي أعمال شيطانية خادعة. وقالوا عنها "جن" لأنهم لاحظوا أن من تحركه الشياطين يقوم بأعمال جنونية. وقد وردت كلمة جان في قصة ذهاب شاول الملك لإمرأة صاحبة جان في عين دور (1صم28). وهكذا مع منسى الملك. وتترجم في الإنجليزية familiar spirit أي روح عادية وهي أرواح شياطين تضلل الناس.

 

أية (32):- "32مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ، وَتَخْشَى إِلهَكَ. أَنَا الرَّبُّ."

إذا تعلمنا إحترام الكبار سنتعلم إحترام الرب فهو القديم الأيام. ولذلك في هذه الآية يربط بين إحترام الشيخ وخشية الرب.

 

أية (33):- " 33«وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ غَرِيبٌ فِي أَرْضِكُمْ فَلاَ تَظْلِمُوهُ. "

يربط دائمًا بين الغريب واليتيم والأرملة، فالغريب يشعر أنه متيتم (تث10: 18) والمسيح كان كغريب وسط شعب إسرائيل ولكن الشعب لم ينفذ الوصية بل لم يكن له أين يسند رأسه.

 

أية (34-35):- "34كَالْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ، وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 35لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْرًا فِي الْقَضَاءِ، لاَ فِي الْقِيَاسِ، وَلاَ فِي الْوَزْنِ، وَلاَ فِي الْكَيْلِ. "

الالتزام بالعدالة وعدم الغش.

 

أية (36-37):- " 36مِيزَانُ حَقّ، وَوَزْنَاتُ حَقّ، وَإِيفَةُ حَقّ، وَهِينُ حَقّ تَكُونُ لَكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 37فَتَحْفَظُونَ كُلَّ فَرَائِضِي، وَكُلَّ أَحْكَامِي، وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ»."

الإيفة = مكيال للحبوب = 10 عُمُر = 961,22 لترًا.

الهين = 5 لتر تقريبًا.

كان الغشاشون يستعملون مكاييل مختلفة، المكاييل الصغيرة يستعملونها في البيع. والمكاييل الكبيرة يستعملونها في الشراء. والله طلب منهم استعمال مكاييل واحدة وأوزان واحدة وثابتة في البيع والشراء "لَا يَكُنْ لَكَ فِي بَيْتِكَ مَكَايِيلُ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. وَزْنٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، وَمِكْيَالٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ" (تث25: 14-15).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/03-Sefr-El-Lawyeen/Tafseer-Sefr-El-Lawieen__01-Chapter-19.html

تقصير الرابط:
tak.la/yf84vcg