محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
لاويين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8
* سفر اللاويين هو سفر القداسة. الله قدوس ويطلب من شعبه أن يتقدس. وقدوس تعني السماوي المرتفع اللاأرضي كما ذكرنا في المقدمة. فتصبح القداسة تعني أن يسعى الإنسان ليحيا السماويات مبتعدا عن الخطايا والشهوات الخاطئة (كو1:3)، يتخصص ويتكرس لله مبتعدًا ومنعزلًا عن كل ما يغضب الله من خطايا العالم.
* والنجاسة هي نقيض القداسة، فكل شيء مخالف لقداسة الله هو نجاسة.
* ولكي يبتعد شعب الله عن كل ما هو خطية ويلتزم بحياة القداسة قيل لهم عن أن ما يغضب الله "يكون مكروهًا لكم"، فليتحاشونه فهو نجس (لا 11: 12، 13).
* والله لجأ كما رأينا لشرح مفهوم النجاسة ببعض الصور ليتأملوا فيها فيبتعدوا عن مثيلها من الخطايا أو يعملوا ما فيها من إيجابيات. فالحيوانات الطاهرة تشير للإرتباط بكلمة الله (الإجترار). والإيمان الحي (صلب الشهوات الخاطئة). والحيوانات البحرية تكشف عن الحاجة إلى وسائط النعمة. أما الطيور فتعلن عن الحياة في السمايات وعن السلوك العملي نحو إخوتنا.
الإصحاحات 12-15 أمثلة على النجاسة
إصحاح 12:- الولادة تنجس. فالأم تلد إنسانًا مولودًا بالخطية. إذًا هو محكوم عليه بالموت، والموت نجاسة. ولأن الأم ولدت نجاسة تعتبر نجسة إلى أن تتطهر.
إصحاح 13:- البرص نجاسة وسنرى التشابه الشديد بين الخطية والبرص.
إصحاح 15:- إفرازات الجسم تنجس. فما يخرج من الجسم يُعبِّر عما في داخل الإنسان. وكيف يشرح الوحي هذه الحقيقة؟ قال داود النبي "بالخطية ولدتني أمي". وقال إرمياء النبي عن داخل الإنسان "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ" (إر9:17). ويقول القديس بولس الرسول "فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ" (رو7: 14-24).
إصحاح 16:- يوم الكفارة وهو رمز ليوم الصليب الذي به إنتهت الذبائح الدموية. وبالصليب أيضًا إنتهت هذه الرموز لمفاهيم النجاسة كما قال الرب "ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان" (مت11:15) + رؤيا الملاءة التي رآها القديس بطرس (أع10:10). فما عاد هناك طعام نجس أو طيرٌ نجس. النجاسة الآن هي الخطية التي تفصلنا عن الله.
نرى هنا نظرة الله للخطية ونتائجها. واللعنة التي جاءت على البشر بسببها، بل سمة العار التي جلبوها على أنفسهم. ولذلك نجد أن الطفل المولود حديثًا يولَد خارج العهد مثل آدم أبوه حين طرد من الجنة.
إذًا العالم كله هو أجزاء من آدم فحين أصاب الموت آدم أصاب كل ذريته.
* (مت7: 17) "الشجرة الردية تصنع أثمارًا ردية". إذًا الخطية تنتقل.
* الله خلق آدم على صورته كشبهه، والله حي لذلك كان آدم حيًا وكان ممكنا أن يستمر حيا، لأن إرادة الله أن يخلق حياة وليس موتا.
* بعد السقوط مات آدم.
* (تك5: 3) وعاش آدم 130 سنة "وولد ولدًا على شبهه كصورته" أي محكوما عليه بالموت.
* (رو5: 12) "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" الخطية إذًا تنتقل.
* لذلك كانت النغمة المتكررة في إصحاح تك 5 هي ومات.... ومات.
* وقد عرفنا أن الموت نجاسة. ومن يتلامس مع ميت يحتاج لتطهير
* في أوشية الراقدين نقول "ليس أحد طاهرًا ولو كانت حياته يومًا واحدًا...على الأرض " لأن الخطية إنتقلت لهذا المولود.
* لذلك فالمرأة حين تلد ومع أن الأبناء عطية إلهية، لكن لأن حياة الإنسان قد فسدت بالخطية خلال العصيان الأول، تكون المرأة قد ولدت طفل في حالة ساقطة. ونظرًا لارتباطها به فهي تعتبر هي الأخرى نجسة، لأنها ولدت ولدًا ميتًا لأن مصيره الموت ونجسًا، فهو مولودا وارثًا لخطية آدم من أبويه.
* إذًا فالإنسان مرتبط بالدنس في ميلاده وأيضًا في موته، أي في كل مراحل حياته هو موصوم بالنجاسة. ولأن الإنسان ينسى هذه الحقيقة حين يغتر بمجد هذه الدنيا. نجد الله يذكره هنا بها، وهو يذكر أنه يخرج من بطن أمه عريانًا مسكينًا نجسًا وتنتهي حياته في قبر جثة نجسة من يمسها يتنجس وإذا تذكر هذا:-
1- لا ينتفخ ويسلك بدون كبرياء ويزهد في أمجاد هذا العالم.
2- يشعر بحاجته للتطهير وللميلاد الجديد والموت مع الرب المصلوب ليحيا مقدسًا له فهذا الطقس يعلن أننا كلنا مرفوضون نجسون لولا تدخل الله.
* الأم تعتبر بعد الولادة نجسة لأنها ولدت طفلًا نجسًا مصيره الموت. ولكنها تتطهر يوم ختانه أي حين يصير عضوًا في عهد الله (تك17: 7-8). ونفس هذا الطقس يطبق في الكنيسة اليوم، فالأم لا تقترب من التناول قبل عماد مولودها وانضمامه للكنيسة جسد المسيح، وبالعماد يصير له حياة أبدية، فيصير للأم ابنًا حيا وتتطهر. ولاحظ أن الحياة التي أخذها الطفل المعمد هي حياة أبدية، فهي حياة المسيح الذي اتحد به في المعمودية.
أية (1):- "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:"
أية (2):- "2«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: إِذَا حَبِلَتِ أمْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَرًا، تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً."
النجاسة فهمنا معناها سابقًا، ويُضاف لهذا أنها خلال هذه المدة تعتبر غير نظيفة بسبب الدم الذي ينزف منها. والكنيسة تمنع التناول في فترة الطمث ليس لأنها نجاسة لكن لأن ما يخرج من الإنسان [(من سوائل بل حتى الشعر (عد 6)] يعبر عما في داخله. وهذا يدفع الإنسان للتفكير في نجاسات قلبه وهذا يؤدي لانسحاقه، وانسحاقه هذا يؤدي لرضا الله عليه والسكنى فيه (إش15:57 + مز51: 16-17). بل يؤدي للإشتياق لمجيء المسيح المخلص والشعور بالحاجة إليه. وهذا ما عبَّر عنه الوحي "ليتك تشق السموات وتنزل" (إش1:64) ، "لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي ٱلرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي" (نش1:8) وهذه نبوة عن التجسد.
لو فكر كل شخص في أثناء فترة منعه من التناول، البنت في فترة نزول الدم أو المرأة الوالدة أو الرجل في حالة الإفرازات، لماذا هو أو هي ممنوعين؟ ويفهموا أن هذا بسبب الخطية الساكنة فيندموا ويقدموا توبة بإنسحاق ستكون الفائدة الروحية كبيرة جدًا، فالمنسحق سيسكن فيه الله (إش15:57). وحينما يتناولون ستكون فرحتهم كبيرة.
طمث علتها = أي مرضها الشهري. فهي خلال هذه الفترة كمن هي في فترة مرضها الشهري ويجب أن تمكث في البيت. تكون نجسة سبعة أيام = فترة نزول الدم عادة تستمر من 3 – 7 أيام وهنا يحسبها 7 أيام. وفي إصحاح 15 من نفس السفر نجد الشريعة تحسب كل جسم يخرج سيلًا سواء كان رجل أو أنثى، أنه نجس ليس لأن الدم في ذاته نجاسة وإنما لكي يتوقف الإنسان عن كل عمل، ويهتم بصحته حتى يشفى تمامًا، هنا الله يظهر كطبيب يهتم بصحة شعبه فهو طبيب أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. هذا بالإضافة لما ذكرناه سابقًا أن كل ما يخرج من الجسد يعبِّر عن النجاسة التي في الداخل. لذلك ولأن السيل نجاسة سميت الوالدة هنا نجسة. ولاحظ أن الله الذي خلق الإنسان لينمو ويكثر، وهذا النمو والتكاثر كان سيحدث بالطريق الطبيعي ولن يحسب نجاسة إذا لم تكن الخطية قد دخلت إلى العالم. وكون الله ينسب النجاسة للأم الوالدة فهذا ليجذب الأنظار للخطية التي تسللت لنا أبًا عن جد.
أية (3):- "3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ."
اليوم الثامن هو بداية أسبوع جديد. وفيه يدخل الطفل في عهد جديد مع الله. وبعد ختان الطفل وإنتمائه لشعب الله نجد الأم تشارك ابنها بركات الختان وترفع عنها نجاستها. لكنها لا تعود للهيكل قبل 40 يومًا من الولادة. أما في خلال هذه السبعة الأيام التي تكون نجسة فيها فهي تنفصل عن أقاربها وزوجها ومن يلمسها يتنجس.
أية (4):- "4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْمًا فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ، وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا."
دم تطهيرها = أي الدم الطاهر أو السوائل التي تنزل من المرأة وتسمى دم تطهيرها ربما بسبب لونها. ولأن المرأة في هذه الفترة قد تخلصت من النجاسة وهي الآن في سبيلها للتطهير الكامل. وهذه السوائل عادة تستغرق من أسبوعين لثلاثة أسابيع. ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يومًا = نجد هنا المدة 33 يومًا أي أكثر من أكبر مدة وهي 21 يومًا وأسباب هذا:
1- لتغطية الحالات الشاذة التي تستمر فيها السوائل مدة طويلة، أي للضمان .
2- حتى تكون المدة الإجمالية 40 يومًا = (7+33). ورقم 40 يشير لأشياء معروفة في الكتاب المقدس، فالطوفان إستمر 40 يومًا، إذًا هذا يطبع في الأذهان أنهم بسبب الخطية كانوا معرضين لسخط الله ونقمته، وأما نوح وعائلته كانوا في حماية الله (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). والعكس نجد أن موسى صام 40 يومًا ليحصل على الناموس وبركات الله. وهكذا الأم هنا تكون محرومة من المقدسات فترة الـ40 يومًا وبعدها تحصل على كل حقوقها. إذًا الأربعين يومًا هي مدة إنتظار يعقبها بركات إذا فهم الشخص ما يريده الله وقدم توبة. هكذا يونان النبي حذَّر أهل نينوى أن المدينة ستنقلب بعد 40 يومًا إن لم يتوبوا، ولما تابوا أعقبها بركة وعفا الله عنهم لأنهم إستجابوا وتابوا. فكانت فترة الأربعين يوما هي فترة إنذار. لكن إن كانوا قد رفضوا التوبة لكانوا قد هلكوا.
3- إذًا الـ40 هو رقم إما يعقبه بركة أو لعنة. وفي حالة الأم الوالدة فالـ40 يوما هي فترة إنتظار البركة وكمال التطهير بالدم.
4- وأيضًا فإن فترة الأربعين تشير لحياتنا على الأرض، وفيها يعطينا الله بركات كثيرة وأيضا يسمح ببعض التجارب والألام لتنقيتنا. ومن يستفيد من هذه الفترة يخلص ومن يهمل إنذارات الله يهلك. والأم التي تفهم هذا تتساءل كيف سوف أربي ابني ليخلص. هل سيكون ابني هذا بركة فيحيا، أم خاطئًا فيهلك؟ ابني إنتسب الآن لشعب الله بعد ختانه، وأمامه حياة طويلة (تناظر الـ40 يومًا) ماذا ستكون حاله في نهايتها؟ بركة أم لعنة. أي ماذا ستكون نهاية حياته (المرموز لها بالـ40 يومًا) هل ستكون بركة ويخلص أم ينحرف ويهلك فتستمر تصلي لأجله.
كل شيء مقدس لا تمس = أي لا تأكل من ذبائح السلامة والفصح. وإذا كانت زوجة الكاهن فلا تأكل من المحلل أكله لعائلة الكاهن من لحوم الذبائح.
وإلى المقدس لا تجئ = أي لا تأتي إلى بيت الله.
الأربعون يومًا = تعيشها المرأة محرومة من حقوق
كثيرة، وتحيا هذه الفترة متأملة لماذا يا رب أنا محرومة مع أنني فرحت بهذا
المولود الذي أعطيته لي؟ ولو فكرت بعمق لأدركت أن هذا الطفل المولود حيًا
لهو محكوما عليه بالموت والسبب أنه وارث للخطية التي أخرجت موتًا من
الحياة. وهذه المشاعر تدفعها للتأمل في نتائج الخطية. في اليوم السابع إنضم
هذا الطفل لشعب الله بختانه، لكنه ما زال محكوما عليه بالموت. هذه المشاعر
تحرك القلب لكراهية الخطية وهذه هي حكمة الله.
وكنيستنا تسمح للأم بالتناول بعد معمودية الطفل التي بها ينتقل الطفل إلى
الحياة الأبدية بعد أن كان محكوما عليه بالموت.
لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا = فكمال التطهير لن يتم إلا بتقديم ذبيحة دموية (الآيات 6 ، 7)، أي بالدم "وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ ٱلنَّامُوسِ بِٱلدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (عب22:9).
أية (5):- "5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى، تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْمًا فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. "
وإن ولدت أنثى = هنا نجد المدة تضاعفت فهي تظل نجسة بعد ولادتها لمدة أسبوعين بدلًا من أسبوع وهكذا. وهذا لا يقصد به التمييز بين الجنسين فنحن نجد أن الذبيحة المقدمة عن الولد مثل البنت تمامًا (وبولس الرسول يقول أن الرجل والمرأة هما واحد في المسيح يسوع ربنا (غل3: 28+ كو3: 11) وسوف نرى أن شريعة التطهير لكلا الولد والبنت واحدة. أي أن الأم تقدم نفس الذبائح لتطهيرها إن ولدت ولدًا أو ولدت بنتًا. إذن المشكلة ليست في ارتباط النجاسة بالذكر أو بالبنت. ولكن التفريق هنا له أسباب هي:-
1- المرأة بعد ولادتها تستمر في البيت لا تتعامل مع أحد فهي مدعوة للتأمل والتفكير في أسباب مدة النجاسة أصلًا ثم لماذا هي مختلفة بين الولد والبنت.
2- كان الذكر إنتظار كل إمرأة، فلعله يكون المسيا الموعود به، لذلك كان أقل في المدة الخاصة بالنجاسة، وهذا يحيي باستمرار رجاء مجيء المسيا (نسل المرأة المرتقب الذي يسحق رأس الحية). كما قلنا فإن الله وضع هذه الشرائع للتأمل فيما وراءها من معاني. والمعنى هنا أن الـ40 يوما بالنسبة للذكر - فبالنسبة للأم التي تشتهي الحصول على حقوقها، فإن هذا يُعطي أفضلية للذكر عن الأنثى. فتتساءل لماذا؟ والإجابة أن المسيا المنتظر هو مولود ذكر. ويصبح هذا شهوة كل أم أن تنجب ذكرًا لعله يكون المسيا. فعاشوا في العهد القديم ينتظرون مجيء هذا المسيا المخلص المنتظر. وأنظر لقول إشعياء "ليْتَكَ تَشُقُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ" (إش1:64). وقول عروس النشيد "لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي ٱلرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي" (نش1:8).
3- التفريق الكتابي المستمر بين الذكر والأنثى هو مجرد جعل الذكر رأس أي قائد، وهذا رمز لإرتباط الكنيسة (جسد المسيح وعروسه) برأسها المسيح وخضوعها له. (1كو12 +أف5) .
4- المرأة كانت المدخل للخطية "آدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي" (1تى 2: 14). وليس معنى هذا أنها هي مصدر النجاسة أو أكثر نجاسة إنما هناك سبب هام جدًا موجه للرجال والسيدات، فمن يتسبب في إعثار غيره فعقوبته أشد: "مَنْ أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر" (مت18: 6). وكما قلنا فالله يقصد بتشريعاته أن يجعلنا نتأمل لنتحاشى السقوط.
الآيات (6-7):- "6وَمَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ، تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً، وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، إِلَى الْكَاهِنِ، 7فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا، فَتَطْهُرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى."
إذًا الأم لا تحسب طاهرة حتى تقدم ذبيحة دموية، رمزًا للحاجة إلى دم المسيح الذي يطهر من كل خطية (1يو1 : 7). لاحظ أنها إستمرت 40 يومًا أو 80 يومًا لكنها لا تطهر سوى بالذبيحة. فالزمن عاجز عن مسح الخطية والحاجة دومًا إلى دم يطهر. وهي تقدم ذبيحة محرقة = فالمحرقة هي أساس كل الذبائح وهي هنا تقدمها شكرًا وفرحًا لأن الله أقامها سالمة وأعطاها نسلًا. والمحرقة هي إعلان واضح لقبول الله للخاطئ وذبيحة المحرقة هي موضع سرور الرب كما رأينا. وذبيحة خطية = بإمتزاج المحرقة مع ذبيحة الخطية يمتزج الفرح بالغفران من الخطية. وكون ذبيحة الخطية من الطيور، ففي هذا إشارة لبراءة الطفل الظاهرية وطفولته البريئة، ولكن الخطية إنتقلت إليه وصارت مختبئة داخله.
أية (8):- "8وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً، وَالآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ»."
تقدمة الفقراء تستبدل الخروف بيمامة وهذا ما قدمته العذراء أم المسيح الذي إفتقر ليغنينا (2كو8: 9) والعجيب أن المسيح وأمه التزما بالناموس، وهذا معنى قول بولس الرسول "وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ ٱلزَّمَانِ، أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ ٱمْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ" (غل4:4). المسيح هو الوحيد الذي نفذ الناموس بالكامل فصرنا نحسب فيه كاملين وبلا لوم (أف4:1 + كو28:1).
هذا الطقس يجعلنا كمسيحيين نشعر بأن الطفل يولد بنجاسته فنشتاق لينال سر العماد المقدس وأن نحرص على تربية أطفالنا في خوف الله.
← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير اللاويين 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير اللاويين 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ytpg2g9